رواية شهد حياتي يونس وشهد كاملة جميع الفصول

رواية شهد حياتي يونس وشهد للكاتبة سوما العربي هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية شهد حياتي، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية شهد حياتي يونس وشهد كاملة جميع الفصول

رواية شهد حياتي من الفصل الاول للاخير بقلم سوما العربي

توقف بسيارته امام المبنى السكنى الذي يسكن به هو وزوجته وابويه واخوه. اغمض عينيه بتعب وتنهد بعمق... سأم حقا هذه الحياه يعمل ويعمل دون كلل ولكن لايوجد بحياته اى لذه.. برغم تعبه وارهاقه الواضحين إلا أنه اصبح لا يريد العودة إلى البيت.
انتبه الى حركه حوله وشخص يقوم بفتح الباب وهو يتسحب دقق كثيرا الى ان ابتسم باستمتاع وهو يرى اخيه ممسكا بشئ في يده ويتسحب للداخل.
ترجل من سيارته وذهب اليه وبحركه مباغته وضع يده على كتف أخيه قائلاً بابتسامة مزاح :بتتسحب كده ليه ياوحش الداخليه. ابتلع اخيه ريقه ثم قال :جرى ايه ياجدع.. انت قافش حرامى.. خضتنى.
يونس بتسليه:وهو فى حد بيتسحب كده فى انصاص الليالي غير الحراميه... كنت فين.. وايه اللى مخبيه ورا ضهرك ده.... ايه ده ايه ده.. اتسعت عينيه قائلا بزهول:بصل.
سعد:اووف.. اه.
يونس:وانت مش عندك بصل فى شقتك.. وماتصلتش ليه على اى سوبر ماركت يجيلك الحاجه البيت.
سعد :بس بس انت مش فاهم.
يونس:فهمنى يا نابغه.
سعد:افهمك اقولك ايه مانت لا هتفهم ولا تحس... ثم اكمل بوعيد مصطنع:ماشى يا شهد والله لاطلع جنانك ده على جتتك.
يونس:يابنى فهمنى.
سعد :اصل احنا كنا بنلعب الشايب.
بونس:يارايق.... وبعدين.
سعد :وبعدين انا لبست في الشايب وشهد هانم هى اللى هتحكم عليا.
يونس باندهاش :وبعدين.
سعد:راحت بنت المجنونه حاكمه انى انزل دلوقتي اجيب بصل من رابع جار. انفجر يونس ضاحكا حتى ادمعت عيناه.
سعد بغيظ :اضحك اضحك.. بس والله لاطلع عليها كل ده.. ماشى يا شهد يابنت اخلاص.
يونس من بين ضحكاته:ههههههه الله يخربيتك ياسعد هههههه... ضحكتونى والله.
سعد :ماشى... اضحك اضحك. انا طالع بقا عشان الحق اللعب من اوله.
يونس :هههههههههه
سعد :لا لا بلاش الضحكه دى... انا راجل فى بيتى.
يونس:هههههههههههه. اه... اوى.. هههههههه.
سعد بعبوس :كده طب انا طالع. ذهب سعد باتجاه المصعد ولحق به يونس وهو مازال يضحك.
داخل المصعد. كان يونس يجاهد لكبت ضحكاته.
سعد بحده مصطنعه:ماخلاص بقا يااخى الله.
يونس:هههههه طب خلاص.. بقولك ايه ماتيجى معايا نعدى على امك وابوك.
سعد :يابنى دول ناموا من بدرى... انا اصلا كنت عندهم انا وشهد النهارده واتغدينا مع بعض.
يونس:ومروه ومالك مانزلوش خالص طول اليوم.
سعد: لا... عموما بكره الجمعه واكيد كالعاده هنتلم كلنا على الغدا.
يونس وقد ظهر عليه الضيق من زوجته:ماشى.. ماشى. توقف المصعد عند الطابق الثالث حيث شقه يونس فاردف سعد كى يهدء اخيه:خلاص يا يونس..ماهى هتنزل بكره وكمان هى كان عندها ضيوف تقريبا.
يونس بضيق منهيا الحوار:خلاص خلاص ياسعد... تصبح على خير.
سعد:وانت من اهله... هشوفك بكرة على الغدا.
يونس:ان شاء الله.. سلام.
سعد :سلام.
أغلق المصعد ودخل إلى شقته فوصل إلى اذنيه صراخ زوجته مروه لابنهم مالك.
يونس بضيق :مساء الخير.. خير فى ايه... صوتك جايب لآخر الشارع.
مروه بغضب:البيه ابنك سايب بنت خالته ورايح جاى ورا بنت شهد لحد مازعل البنت منه.
مالك:هى اللى بنت لازقه... وكمان ماتحبليش سيرتها دى زعلت جورى.
مروه:نعم.. ايه اللي بتقوله ده ياولد انت اتجننت... وكل ده عشان بنت شهد.
يونس:فى ايه يا مروه.. بنت شهد بنت شهد.. اسمها جورى.. وتبقى بنت سعد. حاطه شهد فى دماغك ليه.
مروه بحده وصراخ:نعم... مين دى الى حاطاها فى دماغى... دى حتة فلاحه مانعرفش اخوك جابهالنا منين هغير منها انااا.
يونس:على فكره انا ماقولتش خالص انك غيرانه.. انتى الى بتقولى اهو.. وبعدين اللى اعرفه ان الطفل بيتنادى باسم ابوه مش امه.. وبعدين ايه مانعرفش حابها منين دى الى بتتكلمى عنها دى تبقى مرات اخويا... يعنى عرضه..
مروه:انت بتزعقلى اناااا. مروه الشناوى. عشان البتاعه دى.
يونس:يابنتى افهمى بقا... مش عشانها.. عشان عرض اخويا... وبعدين دى بنت ناس ومحترمه وماشوفناش منها حاجه وحشه بالعكس.. وبعدين تعالى هنا.... انتى مانزلتيش النهاردة خالص تسالى عن ابويا وانتى عارفه انه تعبان... ايه ده.. هو انا بقولك تخدميه... اسالى... اسالى بس.. ايه ده.
مروه:بقولك ايه كان عندى ضيوف وانا مش كل شويه هنزل انا مش فاضيه.... وبعدين انا زهقت جدا عايزه انقل فى الفيلا إلى اشتريتها فى الكومبوند...انا مش قادره استحمل العيشه هنا خلاص.
يونس:عيشه ايه اللي مش قادرة تستحمليها... ده انتى عايشه هانم.. وخدامه بتجيلك كل يوم تعملك اكلك وتنضفلك... هو انتى بتتعبى فى حاجة.. وبعد كل ده ياريت برجع الاقى البيت هادى ورايق.. لا كل يوم زعيق وخناق.
مروه:كل يوم... إللى يسمعك يقول انك موجود أصلا... ده انت على طول مسافر مش بتقعد 3ايام على بعض فى مصر.
يونس:ماهو عشان اوسع شغلى واكسب اكتر والاحق على طلباتك. ثم اكمل وهو يقلد صوتها.. يونس انا عايزه العقد الاماظ ده.. يونس شوفت فستان جيجى بنت خالى غالى ازاى.. يونس.. مروان جوز فريده اشترى فيلا فى الجونه... بونس انا عايزه اغير العربيه... يونس لازم نشترك فى نادى*****زى اختى وجوزها... ايه كفاية بقا. ثم تركها ودخل الى غرفته وهو غاضب بشده. تركها وذهب إلى غرفته وهو غاضب من واقعه المرير بشدة.
قصة حب من نوع اخر هي اقسمت انها لن تتركه لنفسها لن تسمح له بتركها حتي واذا كانت ستقتل الاخري تقول انه ملكها هي فقط من تستحقه هو ماضيه باهت علي حاضرة فسود مستقبله يعشقها...
فى الطابق الرابع في شقة سعد دخل وهو يتوعد لها عن تلك الاحكام الصعبه متمتما:ماشى ماشي يا شوشو... هتشوفى ايام سوده.. ثوانى وجاءت من خلفه وهى تضحك قائله:ههههههه... مالك بس يادودى. التفت إلى تلك الفاتنه زوجته قائلا :ايه ده... انتى كنتى فى البلكونه.
شهد بصراحه:اه.
سعد بغضب:كده.
شهد:وفيها ايه بس يا سعد انا خرجت اشوفك عشان اتاخرت اوى وقلقت عليك فامش لازم البس النقاب عشان الدقيقه دى.
سعد :شهد.. احنا هنعيده تانى... انا مش ناقص اروح اضربلى اتنين تلاته على كل يوم.
شهد :ماهو برضه كده كتير انا بجد زهقت من النقاب ده... بيخنقنى بجد.. والله حاولت بس بجد مش عارفة.
سعد:يا شهد ياحبيبتى انا بجد خايف عليكى انتى بجد جميله اووى.. انتى يعني مش فاكره كام محضر اتعمل عشانك وكام خناقه.. ده أنا متعرف عليكى فى القسم حتى.
ابتسمت لهذه الذكرى ثم اردفت قائله:اعمل ايه هو الى كان عايز يدخلني عربيته بالعافيه.. وانا والله كنت بجرى منه.
سعد :طب بذمتك ده كان المحضر رقم كام.
شهد:احمم. ال35.
سعد :اهو شوفتى... وبعدها اهلك هما اللي خلوكى تلبسيه وده كان قرار صح. شهد حبيبتى انا بجد خايف عليكى من جمالك ممكن يأذيكى.
شهد:عارفه ياسعد وعارفه انك بتعمل كل ده عشان خايف عليا. هعمل ايه قسمتى كده.
سعد :مالها قسمتك بس ده انتى ربنا انعم عليكى بجمال كل الستات يحسدوكى عليه. ابتسمت هى قائله:لا هما لو هيحسدونى فعلا يبقى هيحسدونى على جوزى حبيبى العاقل الحنين اووووووى اوى. احتضنها بحب قائلاً :ده انا الى اتحسد عليكى يا روحى على جمالك وادبك وقلبك الطيب واحلى بنوته جبتهالى. صحيح شبهك وهتجيبلى مشاكل لما تكبر زيك بس هعمل ايه بموت فيكو.
ابتسم الاثنان فاردف هو قائلاً :عندى ليكى مفاجئه. لمعت عيناها بحماس قائله :ايه هى بسرعه. ضحك على طفولتها بحب وقال :هترجعى تكملى كليتك من اول السنه بعد الاجازه على طول.
شهد:بجد.
سعد:ايوه ياروحى... انا اصلاً كنت مضايق جدا انى اتجوزتك وانتى صغيره وحملتى على طول واضطريتى تأجلى كليتك عشان الحمل وبعد كده تاخدى بالك من جورى بس خلاص جورى ماشاء الله كبرت شويه وماما كمان لازقه فيها طول النهار.. ده غير سى مالك كمان إلى محرمنى اقربلها. ضحك الاثنان على تملك ابن اخيه الشديد ناحية ابنتهم. فاكملت هى بحزن:بس ياسعد انا مش عايزة اروح الكليه.
سعد :ليه بس..
شهد :انا حاسه انى بقالى فتره معزولة عن العالم ومش هع.... قاطعها قائلاً :حبببتى عارف كل اللى حاسه بيه وده طببعى فى الاول شويه لحد ماتندمجى مع الناس تانى... وبعدين مانتى كل صحابك في نفس الكليه... حبببتى صيدله صعبه ومحتاجه تركيز ودى كليه عملى يعنى لازم حضور وانتظام وتركيز عشان كتكوتى تبقى اشطر صيدلانيه فى مصر كلها. ابتسمت له بحب فاكمل هو:تعالى هنا.. ده أنا هموتك على احكامك دى... يونس مات من الضحك عليا.
شهد:هههههههه.. الصراحه شكلك كان مسخره وانت بتتسحب وانت مخبى البصل ورا ضهرك.
سعد :اممممم.. والله طب تعاليلى بقا.وبعد وقت من اللعب هتف قائلا :هههاااااااى.. انا اللى هحكم عليك يا حلو.
شهد:اووف... ماشى. قول.
سعد بتفكير وخبث:امممممم... بدلة رقص.
شهد :نعم.
سعد مكملا:حمرا وبترتر.
شهد:ههههههههه لاااااا.
سعد:يالا يا شوشو.... يالا ياشوشو.4
فى اليوم التالى
كانت مروه تجلس بتافف لاتطيق هذه الجلسة ابدا وهذا التجمع الاسبوعى الذى يجعلها تجتمع مع شهد وزوجها بينما يونس يجلس بجانب ابيه وهما يشاهدان مالك وهو يزرع الصاله ذهابا وإيابا بغضب لتأخر جورى بالنزول ومكوثها كل هذا الوقت مع شخصين غيره... زفرت مروة بغضب قائله:مالك... فى إيه خيلتنى.. رايح جاى كده ليه.
مالك:ماما سبينى فى حالى دلوقتي.
يونس وهو يكتم ضحكته :مالك بس يامالك.. متعصب ليه.. فى حاجة ياحبيبي.
مالك :اوووف.. لا مافيش...انا مش عارف هى اتاخرت ليه.. كده كتير اووى.
مروه بغضب:انا قولت كده برضه.
مالك:فى حاجة يا ماما.. عايزه حاجه.
مروه بتراجع فشخصيه مالك شديده وصارمه رغم صغر سنه :لأ.. مافيش. ثوانى وخرجت ريهام من المطبخ قائله:ابيه يونس.. وحشنى والله.
يونس بحب اخوى:وانتى كمان يا ريمو.... هتوحشينى والله.. مش قادر أصدق ان خلاص كتبنا كتابك وفرحك كمان كام شهر.
ريهام :شوفت.. كبرت صح.
يونس:ههههههه. ربنا يفرحنا بيكى ياحبيبى. انتفض الجميع منتبهين على صوت مالك الغاضب:ايه ده يا هانم.
نظروا جميعا حيث جورى تخرج من المصعد وهى بين احضان والدها ترتدى فستان احمر قصير يلائم سنها جدا وشعرها البنى الطويل كوالدتها ينساب على ضهرها بنعومه خاطفه للانفاس. شحب وجه جورى بذعر فى حين رفع سعد حاجبه قائلاً :ايه ياد انت فى ايه رعبت بنتى.
مالك بصرامه :بس ماتقولش بنتى.
سعد باستنكار:امال اقول أيه.. ماهى بنتى.
مالك:لا مش بنتك.. بنتى انا. نظر له الكل بصدمه هل هو طفل فى الثانية عشر من عمره ام رجل تخطى الثلاثين.
سعد:ليه اسمها جورى سعد العامرى.
مالك بتحدى:لا جورى مالك العامرى... هى ليا من اول ما اتولدت... ثم اكمل بغمزه :خلصانه. اتسعت أعين الجميع وهم يستمعون لحديثه ونبرة التملك الواضحه فى حديثه. نظرة الجده له قائله:انا مش عارفة انت طالع لمين كده. كذلك كان يونس يشاهد ما يحدث باستغراب شديد. هو بعمره لم يكن كذلك تجاه اى فتاه حتى مروه زوجته.
ريهام لسعد:امال شوشو فين يا سعد.
سعد وهو مازال على صدمته من حديث ابن اخيه:بتاخد دوش ونازله.
مالك بامر وصرامه:جورى... تعالي هنا. تركت جورى يد سعد سريعا وركضت ناحية مالك الذى تنهد بارتياح وهو يرفع انفه بشموخ وعظمه ازهلت الجميع.
الجد:مالك... طيب سيب جورى تسلم عليا.
مالك:سورى ياجدو ماعنديش استثناءات. صعق الرد الجميع فهمست جورى بنبره ناعمه لمالك قائله:لوكه.. هسلم على جدو.. هو وحشنى.
مالك بغضب:ماتقوليش وحشنى دى لحد غيرى.
جورى :حاضر.
الجد:يونس خلى ابنك يسيب البنت.
مالك:ماعنديش وسايط ياجدو. ضحك الجميع على جديته وشموخه. فقالت جورى:مالك.. سبنى اسلم عليه.... عشان خاطر جورى. تنهد بغضب ووافق على مضض لارضائها بينما الجميع يشاهد بزهول مايحدث وكيف انه لم يستمع غير لحديثها. ذهبت جورى وقبلت جدها واحتضنته تحت نظرات مالك الغاضبه والجميع يبتسم على وجهه المحمر غضبا  ثوانى وفتح باب المصعد وخرجت منه شهد بفستان صيفى احمر مع حجاب رقيق ونقابها الجميل. اول ما رفعت عينها عن الأرض اصطدمت باعين يونس الذى لم تسطيع ان تفسر نظراته هو ايضا كذلك. بينما مروه تزفر بحنق وهى تشتم رائحه عبيرها الجميل وترى عينيها الزرقاء الواسعه تبتسم بسعاده. دخلت بعدما ألقت التحيه على الجميع وجلست بجوار سعد.
ريهام :اتاخرتى ليه يا شوشو كل ده دوش.
شهد بصوتها المميز الجميل:على بس ماغيرت هدومى.
ريهام :طب يالا نحضر السفره زمانهم جاعوا.
شهد :اوكى... يالا.
نظرت عزيزه باتجاه مروه كى تذهب وتضع معهم الطعام بينما يونس يجلس جانباً يتحدث مع سعد.
يونس بابتسامه :لا بس انت كنت مولع الدنيا امبارح. هههههههههه.
سعد:اوبس.. انت سمعتنا.
يونس:هههههههه... ابقى وطى صوتك في سكان غيرنا في العماره.
سعد:ههههههههههه.مانا حكمت عليها زى ما حكمت عليا.. دى خرجتنى اجيب بصل فى نص الليل. وجارنا بقا عمال يبصلى زى ما اكون تنين براسين.
يونس:هههههههههههه. تستاهل.
سعد:هتجننى قريب والله. ابتسم يونس بحب وهو فرح جدا لسعادة اخيه فهو لطالما اعتبره ابنة وهو من قام بتربيته وتكفل بمصاريف تعليمه منذ الصغر حتى أصبح رائدا في الجيش.
وقفت شهد بجانب السفره بعدما اعدتها هى وريهام وقليلا من مساعدات مروه المتأففه جلست جورى بالطبع بجانب مالك وسط ضحكات الجميع عليهم.
يونس:وااااو.. المكرونه النهاردة تحفه.. تسلم ايدك ياماما بجد.
عزيزه بابتسامة :لا ياحبيبي دى شهد الى عملاها. رفع نظره فتلاقت عينيهم فقال بابتسامه :تسلم إيدك.
شهد بخفوت وادب:شكراً. ابتسم سعد قائلاً وهو يقبل يديها:تسلم أيدك ياحبيبتى. نظرت له وهى تبتسم بحب بينما على الجانب الآخر بجوار يونس كانت مروه تشتعل غضبا وغيره. نظرت هى ليونس فتحدث لأبيه قائلاً :سيادة اللوا كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع.
والده :اتفضل ياحبيبي.
يونس وهو ينظر لمروه التى تنتظر حديثه بفارغ الصبر :الفيلا اللى انا اشتريتها في الكمبوند الجديد جهزت جدا وكنت حابب ننقل فيها.
الأب بابتسامه :طبعا ياحبيبي زى ماتحب... ووقت ماتحب تنقل انقل.
يونس:لا يا بابا... انا اقصد ننقل كلنا.احتدت ملامح مروه بغضب فهى ترفض مايقوله بشده.
سعد باعتراض :يونس مش هينفع دى فيلتك.. ملكك وحقك.. نعيش فيها على اساس ايه... طبعاً مش هينفع. لو بابا وماما حابين يروحوا يعيشوا معاك مش هقدر اعترض لكن انا لأ مش هينفع اعيش في مكان مش ملكى.
زفرت مروه بارتياح بينما اكمل يونس بإصرار :لأ طبعاً... انا عايز نعيش كلنا في مكان واحد.
سعد:يونس انا مش هعيش فى مكان مش ملكى.. انا املك الشقه إلى انا عايش فيها بس لانها ببساطة نصيبى لكن فيلتك حلال عليك انت.
يونس موجها حديثه لشهد:طيب كلميه انتى يا شهد. تفاجئت شهد من حديثه الموجه اليها وكذلك أظلمت اعين مروه بغضب وغيره لمجرد انه تحدث اليها ونطق اسمها فهى تغار من شهد خصوصا. تحدثت شهد بنبرة صوتها الجميله والهادئه قائله :مش هينفع فعلا يادكتور  مش هنقدر نعيش في مكان مش ملكنا ومش دافعين نصيبنا فى تمنه.. انتوا الله يهنيكوا بيها يارب وتكون قدم سعد عليكوا.. وابقوا تعالوا زورونا كل اسبوع. نظر لها بعمق وقد اعجبته قناعتها قائلاً :وانا اللى قولت انك هتاثرى عليه شويه تقومى تقولى كده.
مروه قاطعه الحديث الذى طال جدآ من وجهه نطرها:خلاص يا يونس ياحبيبي... سيبهم براحتهم... ننقل احنا.
الاب:انقل انت ياحبيبى مانت مش شارياها عشان تفضل قافلها كده.... روح يابنى واتمتع... لكن انت عارف امك مش هترضى تسيب جورى ابدا. وكمان مالك. تحدث مالك بثقه تليق به جدا وهو يضع الطعام فى فم جورى:سيبهم ياجدو... انا سايبهم يتكلموا براحتهم... لكن اللى انا عايزه هيحصل... ومافيش حد هيبعد جورى عنى. صدم الجميع من حديثه بينما هو يتحدث بثقه ولا ينظر لاى شخص منهم الاجورى التى تستقبل الطعام منه بابتسامة وهو يعبث بشعرها. زفرت مروه بغضب وهى تنظر لشهد التى تتناول طعامها بهدوء ولم تغار أو يهتز لها شعره كونها تملك فيلا هى وزوجها وأموال طائله بينما سعد لا يملك غير راتبه الزهيد جدا بالنسبة لها.
فى المساء فى شقة سعد كانت شهد قد اعدت كوبين من النسكافيه وذهبت حيث يجلس سعد امام التلفاز وضعتهم وفتح هو لها احضانه للتوسطها فاردفت قائله :تفتكر يا دودى دكتور يونس هينقل فعلاً.
سعد:مش عارف... ممكن اه وممكن لأ.
شهد:لا ماتقولش كدا..... إن شاء الله ينقلوا.... يارب ينقلوا.
سعد:ههههههه... إيه يابنتى.. ليه كده.
شهد:عشان انزل تحت من غير نقاب مابقاش مضطره انزل بالنقاب لاحسن اقابله تحت ولا حاجه.
سعد:شوشو حبيبتي.. سواء نقلوا او مانقلوش انا قولتلك قبل كده لو عايزه تنزلى من غير النقاب عادى انتى إللى مصره تنزلى بيه.
شهد:اعمل ايه ابله مروه كل ماتصادف ونشوفنى من غيره تفضل تزعق وتعلى صوتها وتقول إن أنا عايزه جوزها يشوفني. اعتدل سعد من مجلسه بحدة قائلا :وانتى ازاى تسكتيلها وازاى ماقولتليش على حاجه زى دى قبل كده.
شهد بتنهيده حاره :بصراحه سكت مش عايزه مشاكل... هلبسوا وهو موجود وخلاص.
سعد:لا طبعاً انا بقى مش هسكت انا مسافر الفجر وأول ما ارجع هتكلم معاها وهبهدلها... انا ملبسك النقاب مش عشان تدين وكده انا مكتفى بالحجاب وده إلى امرنا بيه الاسلام لكن انا واهلك خليناكى تنتقبى عشان جمالك لانه فتنه وممكن يضرك بس مش معنى كده أنك تفضلى لابساه جوا البيت كمان... وياريتها بتتكلم بأسلوب كويس.. لأ دى بتتهمك أبشع التهم.. مش كفايه حاكمه عليكى تقوليلوا يا دكتور طول الوقت.
شهد بترجى تجنبا للمشاكل:سعد... عشان خاطرى... ماتندمنيش انى قولتلك... مش عايزه مشاكل.
سعد بصرامه :انتى اصلاً غلطانه انك ماقولتيش من زمان... ازاى تسمحى لحد يهينك ويتهمك كده... انا ضهرك وحمايتك ولو كنتى انتى غلبانه ومسالمه  يبقى انا مش لازم اسكت وهجبلك حقك يعني هجيبه.
شهد :بس يا سعد...
سعد :شششششش. مافيش بس... هى جورى لسه ماطلعتيش من عند ماما.
شهد:ههههههه لأ ماما ومالك بيتخانقوا عليها تحت.
سعد:طب تعالى بقا عشان هتوحشينى. أخذها وغاص بها فى عالمهم الخاص.
فى شقة يونس كانت مروه تشتعل غضبا وهى تتحدث مع يونس قائله:كان لازم يعني تشكرها على الاكل... وتسلم ايدك يا شهد... ليه يعنى كل ده.
يونس بتأفف:دى تالت مره تتكلمى في الموضوع.. خلاص يابنتى ماكنتش كلمه شيليها من دماغك بقا.
مروه:انا مش حطاها في دماغي اصلا الفلاحه دى.. وبعدين انا عايزه افهم احنا ليه مش هننقل الفيلا بتاعتنا... يعني ايه جوزى مليونير وعايشه فى شقه عادية.
يونس:عاديه... بقى بذمتك دى شقه عاديه... حرام عليكى بجد دى سعرها مش تقل من 2مليون...ده غير لبسك وعربيتك الى بتغيريها كل سنه.. والخدامه.... ولبسك الى كله براندات.... عايزه ايه تانى.... ده أنا هارى نفسى شغل وسفر مش بكمل اسبوع من غير ما اسافر فيه عشان اوسع شغلى اكتر واجيب فلوس اكتر ليكى... بس انى انقل وابعد عن اخويا صعب.. انا مراعى ربنا فيكى جدا بس مش هبعد عن اخويا ده انا اللى مربية وروحي فيه.... وياريت كفايه خناق عشان عندى طيارة الصبح. تركها وغادر إلى غرفة نومه بينما هى تنظر لاثره بغضب وحقد.
فى الصباح كان سعد يهم بفتح الباب للمغادرة فالتفت الى شهد قائلاً :شوشو خلى بالك من نفسك ومن جورى وكليتك ياشهد اوكى.
شهد بحب:حاضر ياحبببى.. وبعدين لسه الكليه فاضل عليها اربع شهور... وانت اللى هتودينى بنفسك. ابتسم بحب ثم ودعها وأغلق الباب خلفه. توقف المصعد في الطابق الثالث وفتح فتهللت اسارير يونس وهو يسلم على سعد قائلاً :صباح الخير... رايح شغلك.
سعد اه.. وانت مسافر ولا ايه.
يونس:اه.. رايح الصين وهرجع كمان يومين. فتح باب المصعد فقال سعد قبل ان يذهب :طيب ابقى خلى بالك من جورى وشهد.. اوكى.. يالا سلام.. ثم ذهب سريعاً فنظر يونس لاثره باستعراب وصعد سيارته سريعاً وذهب باتجاه المطار.
بعد أربعة أيام كان يونس قد عاد من سفره ويجلس حالياً مع والده ثوانى وشاهدوا على التلفاز خبر هجوم احد الجماعات الإرهابية على كمين فى منطقه عسكرية. بهت وجه الجميع وهم يشاهدون اسم وصورة سعد من بين الشهداء. صرخت شهد ثم فقدت الوعى وسقطت ارضا..
مصيبه وصدمه وقعت على هذا البيت وسط انهيار تااااام من الجميع الأب لا يكاد يصدق انه دفن ابنه بيديه وهو على قيد الحياة بدلاً من ان يدفنه ابنه ويحمله على عاتقه الى مسواه الأخير ويقف كى يأخذ واجب العزاء فيه بدلاً من كل ذلك شاء القدر وفعل هو ذلك لابنه.... والام فهى فى حاله سيئه للغايه فقدان الابن غالى خاصة سعد فهو روحها ومنبع الحنان والاهتمام بشخصيته المرحة التى لم تؤثر عليها طبيعة عمله فهو من كان يهتم بطعامها ومواعيد دوائها يتابع مع زوجته بالهاتف جميع مواعيد امه ولم يشغله عمله. فهو كان نعم الابن الحنون المراعى. اما يونس فهو الاكثر صدمه على الاطلاق فقد مات سعد.. رحل وتركه أخيه الأصغر لا بل ابنه الكبير الذى رباه مهما تتطرق الشخص بخياله لن يصل لمدى مكانة سعد عند يونس انه قطعه من روحه يشعر بالانهيار الداخلى ولكن عليه التماسك والتظاهر بالقوه فوالديه لاينقصهم رؤيه انهيار ابنهم الأكبر والسند الوحيد الان ولكن ليشهد الله ان قطعه من روحه قد تمزقت الان فشعوره ناحية سعد هو نفس شعوره ناحية مالك. كذلك ريهام لم تنقطع عن البكاء والشهقات التى تدمى القلب. فسعد يعتبر تؤمها وتؤم روحها اقرب شخص لديها وصديقها وكاتم أسرارها هو اول من اخبرته بعشقها لابن عمها وساعدها حتى تمت الخطبه وعقد القران ايضا. هو الاخ الذى لن يعوض.
اما هى... هى زوجته التى تنساب دموعها فقط لاتنطق ولا تصرخ فبعد أن استفاقت من اغماءها عند سماعها الخبر لاتفعل شئ سوى أنها تحتضن طفلتها من سعد بين احضانها تشعر معها بمرارة اليتم التى ستتزوقها ابنتها فهى تعلم جيد الشعور باليتم كيف يكون فقد مات والداها وهى صغيره أيضا ولكن وجود اخاها الأكبر الذى كان مثل الاب واكثر قد عوضها وبعدها التقت بسعد وتزوجته وهى صغيره لم تكمل الثامنه عشر وقد اغدقها بحنانه واهتمامه.... اااااه ياسعد يا نعم الزوج والرفيق والسند.. فليرحمك الله وليصبرنى على بعدك ويعيننى على تربية ابنتنا. لكنها حقا تشعر بالاختناق ولا تستطيع تحمل فكرة انه رحل كوالديها تشعر بالعجز والقهر حقا. لكن على الجانب الآخر من كل هؤلاء الأشخاص المصدومين تجلس هى وقلبها يرقص طربا تشعر بالتشفى والفرحه ولولا كلام الناس لقامت ورقصت الان فى فناء البيت وامام من جاءوا للعزاء... وأخيراً ابتسم لها الحظ وستتخلص من شهد للابد كابوسها المزعج وواقعها المرير فهى على الرغم من اناقتها واهتمامها بمظهرها وشياكتها التى تنفق عليهم الكثير لكنها لم تشعر بالغيره يوما الا منها هى والتى بدوم مجهود بدون اهتمام او انفاق او الذهاب لصالونات التجميل تكون فاتنه. لا بل اكثر من فاتنه فإذا كان هى امرءه مثلها ولا تستطيع إزاحة عينها من عليها اذا رائتها من دون نقاب فما بالك بالرجال.. كان دوما تحمد الله كثيرا انها منقبه فماذا كانت ستفعل ان خرجت على زوجها هكذا. ستموت فيها حقا.. ولكن لا بأس مروه فقد ابتسم الحظ اخيرا وكلها ايام قليله وتطرد نهائيا من حياتكم وهاقد رحل عنها زوجها الحنون المراعى الذى كان دائما يشعرها بالغيره والنقص وهى ترى اهتمامه ومراعاته لها وكأنها قطعة زجاج.. تجلس بجانبها غادة اختها تعلم ما يدور بذهن اختها ويتبادلون النظرات التى تنتطق بالسعاده والتشفى.
قصة حب من نوع اخر هي اقسمت انها لن تتركه لنفسها لن تسمح له بتركها حتي واذا كانت ستقتل الاخري تقول انه ملكها هي فقط من تستحقه هو ماضيه باهت علي حاضرة فسود مستقبله يعشقها...
بعد مرور شهرين وقد خفت المصيبه قليلا فالموت هو المصيبه الوحيده التي تانى كبيرة وتصغر مع الوقت والتعود عكس اى مصيبه اخرى تأتي صغيره وتصغر مع الوقت. كانت شهد تلزم شقتها حيث جاءت اختها الكبرى ملك لتعيش معها هذه الأيام كى تهتم بها واخوها الاكبر كريم يأتى كل يومين للاطمئنان عليهم وتلبية احتياجاتهم.
فى شقة كامل(والد سعد ويونس) كان الشجار المعتاد يوميا بين الجده ومالك وبالطبع لم يكن الشجار إلا على جورى. نفذ صبر مالك من هذه الجده التى تريد اخذ صغيرته منه فصاح بقوه قائلاً بشراسه:تيتااااااااا. اوعى ايدك عنها. ثم قال محدثا الجميع بنفس الشراسه:لو شفت حد تانى قرب ناحية جورى مش هيحصل طيب. ثم نظر إليها قائلاً بحدة :وانتى ياهانم... ايه اللي انتى لبسااااااه دده.. ها.. اطلعى قدامى يالا عشان تغيرى ومن هنا ورايح انا الى هنقيلك لبسك كله.. مفهوم. نظر له الجميع برعب وصدمه وراقبوه وهو بمسك يدها بحنان ويخرج من الباب صاعدا لأعلى بشموخ وقوه.. نظر يونس لاثره ثم نطر لوالديه بصدمة ثم انفجروا ضاحكين فقال يونس بتعجب:انا بجد هتجنن مش عارف الولد ده طالع لمين كده ولا انا ولا سعد الله يرحمه حد فينا كده ولا انت يابابا.. حتى اهل امه ماحدش فيهم كده. تنهد الأب على سيرة ابنه المفقود قائلاً :الله يرحمه. ويجعله من الشهداء. ادمعت اعين يونس ووالدته متمتمين:امين.
عزيزه:طب وبعدين. نطر يونس باستغراب قائلاً :وبعدين ايه.
كامل مكملا:انا عارف امك بتفكر في أية... هى قصدها على جورى وشهد.
يونس:مالهم.
كامل:يعنى شهور العدة قربت تخلص واخوها فاتحنى في أنه هياخدها معاه بلدهم لما إلى فاضل في عدتها تخلص. لا يعلم لما تضايق من هذه الفكره لكنه بقى ثابتاً امامهم فقالت عزيزه :انا مش هقدر استغنى عن جورى ابدا ده من غير حاجه وهى روحى كمان بعد موت ابوها بقت هى اللى مصبرانى.
كامل:اهدى ياعزيزه... وإن شاء الله يونس هيحللنا الموضوع ده. انتبه على جملة ابيه فنظر له بتساؤل فاغمض كامل عينيه وهو يستعد للمواجهه:تتجوزها يا يونس. انتفض من مكانه واقفا كمن لدغة عقرب وقال مستنكرا :انت بتقول ايه يا حاج... اتجوز مرات اخويا.. سعد.... ده ابنى.. مستحيل... ده كان بيحبها اووى.... وهى كمان.. لا.. لا... مستحيل.
عزيزه:امال يابنى هتسيب جورى تروح تعيش عند خالها وتحس باليتم تبقى لاب ولا عم ولا عيله وخالها هو اللى يربيها.
يونس:ومين قال كده بس... ده بيت ابوها.. تفضل عايشه هنا.
كامل بحزم:ماينفعش.... ماينفعش يا يونس... وانت عارف انه ماينفعش.
يونس:ليه بس ياحاج.
كامل :عشانك.
يونس بدهشه:انا... ازاى.
كامل:هو ايه اللي ازاى... انت راجل طول بعرض وهى ارمله وصغيره وحلوه... ماينفعش.
يونس:مانا مسافر طول الوقت هو انا بقعد 3ايام على بعض فى بيتى. تنهد كامل قائلاً وهو مغمض عينيه:فهميه انتى ياعزيزه.
عزيزه:افهم يايونس... انت عارف هى عندها كام سنة.. 22 فصاح يونس :كماااان دى بالنسبه لي طفله... يانهار اسود ده انا اكبر منها ب16سنه.
عزيزه:سبنى اكمل.. دى شابه عندها 22سنه وإلى زيها لسه ماتخطبش اصلاً وانت عارف كده... طب انت عارف إنها لحد دلوقتي جايلها3عرسان من بلدها وكلهم من سنها. ماقدروش حتى يستحملوا لحد ماتخلص عدتها ويتكلموا فابيحجزوا من دلوقتي فامابالك بقا لما عدتها تخلص.. والحزن مهما طال بيخلص وحرام تفضل كده من غير جواز.
يونس:وهما شافوها فين وهى منقبه.
كامل:هما فاكرينها من قبل ماتتنقب وتتجوز سعد. سعد يعتبر خطفها منهم. وأول بس ماسمعوا خبر انه استشهد وجريوا جرى عشان يخطبوها ومنهم شباب لسه صغيرة وماتجوزتش. اتسعت أعين يونس مفكرا الهذه الدرجه هى جميله.
كامل وكأنه فهم مايدور برأسه :يونس انت عمرك ماشفت شهد من غير نقاب. اشار يونس برأسه بمعنى لا. ابتسم الاب قائلا :عشان كده معزور... لو شفتها ماكنتش هتبقى قاعد متردد كده.. كنت هتبقى انت اللى بتتحايل علينا.
عزيزه:دى فلقة قمر وبياض بحمار وشعرها لحد الارض وناعم وجميل وجسمها ماشاء الله طب دى عليها جوز.....قاطعها كامل قائلاً :بس بس ايه اللي بتقوليه ده.
عزيزه :الله مش بفطم الواد.. عشان مايضيعهاش من ايده. هز راسه بياس منها ثم نظر لابنه الذى ينظر لهم باعين متسعه فقال:بص يابنى انا مش عايز اضغط عليك بس فى نفس الوقت عايز اطمن على بنت ابنى ومراته كمان ماهى برضه لسه عيله وامانه فى رقبتنا ومش هنمنع عنها الى حلله ربنا.. عايزك بكره ترد عليا عشان نفاتحها فى الموضوع لأن انا عارفها واقناعها هيكون صعب.
يونس :انا موافق ياحاج. تهلل وجه كامل وعزيزه التى قالت ضاحكه:ههههههه البت حليت فى عنيه.
يونس :ايه اللي بتقوليه ده بس يا امى... انا بعمل كده عشان احل مشكله... هو انا كنت شفتها قبل كدة.
عزيزه :لالا على ضمانتى انا هتشوف حورية من الجنه. قلب عينيه بملل فاردف كمال قائلاً :انا هكلم اخوها كريم الاول هو جاى النهاردة بالليل الاصول كده... وإن شاء الله ربنا يسهل. اماء الجميع براسهم
فى شقة يونس دخل ليرتاح قليلا وعلى غير العادة وجد مروه سعيده ووجهها مشرق فهو اعتادها ناقمه على عيشتها. رفع حاجبه مستنكرا فقالت هى:اهلا يا يونس.
يونس باستغراب :الحمدالله... مالك مبسوطه يعني.
مروه بسعادة وهى تكمل طلاء اظافرها :ولا حاجة مبسوطه الله كتير عليا.
يونس:لا ياستى ولا كتير ولا حاجة. فين مالك.
مروه بلا مبالاه :كالعادة مع جورى. تأكد انها بحاله غير عادية فهى في العادة تصرخ في وجه ابنها وتغضب من فكرة ملازمته لابنه اخيه ولكن الاغرب انها قالت جورى ولم تلصق اسمها بوالدتها كما تنعتنها دائما (بنت شهد) فقال:لأ ده كده الوضع مريب.
مروه:مريب ليه بس.
يونس :اصلك ماقولتيش بنت شهد... وكمان سايباه معاها عادى من غير تكونى مضايقه.
مروه بسعادة والشماته تقفز من عينيها:الله يا يونس... ما الواد لازم يشبع منها... مش هيمشوا من هنا خالص وبلا راجعه.
ااااااه. الان فقط فهم عليها.. وعلم سر هذه السعادة.. ابتسم داخليا بسخريه فهى لا تعلم حتى الآن بامر الزواج منها. ولكن فليؤجل امر اخبارها الان لحين معرفة رأى شهد فلا داعى للشجار من الان. اخذ نفساً عميقاً ووقف من مكانه ودخل إلى غرفة نومه لينال قسطا من الراحه.. نظرت هى الى طلاء اظافرها وهى تنفخ فيه ببرود ثم ابتسمت بشماته من الفكره التى اتتها وهى تفكر بالذهاب لزوجها واغراءه والتمتع بوقت حميمى معه.فهى لديها زوجها اما الاخره مات زوجها وهى بعز شبابها ولا حق لها بالاستمتاع بهكذا شعور بعد فقدانها لزوجها. ارادت الشماته منها حتى لو بينها وبين حالها. فقامت مسرعه وارتدت احدى اثوابها المغريه وذهبت إليه. كان يتسطح على فراشه ويضع يده فوق عينيه يفكر فى حديث والديه وكيف له ان يتزوج هذه الصغيره وهى زوجة اخيه. ازاح يده من على عينيه وهو يشعر بيدين تمر فوق صدره تتحسسه باغراء. ووجد امامه مروه تنظر له نظره يفهمها جيدا ابتسم لها فقالت:وحشتني.
ثم مالت عليه وبدأت بتقبيله بنهم ورغبة وسرعان ما استجاب لها بقوته وخبرته المعهوده واستمعت هى برجولته الشديدة. بعد وقت كان هو تحت الدش ينعم بحمام منعش اما هى تبتسم بشماته ثم قفزت مسرعه والتقتت الهاتف المنزلى وقامت لاول مره بالاتصال على شقه شهد ثوانى واتاها الرد وكانت هى شهد اغمضت عينيها بغضب وهى تستمع لصوتها العذب والذى زادها حقدا. إلا يكفى جمالها الفاتن هل ينقصها صوتا ناعم ذو بحه مميزه أيضا. زفرت بتماسك لاستكمال هدفها قائله بدلع مايع:ايوه ياشهد. ازيك.
شهد بحزن:الحمد لله على كل حال.
مروه بتجاهل لحزنها :بقولك ايه يا شوشو.
شهد باستغراب :ايوه.
مروه:عايزه منك خدمه.
شهد بصدق :امرينى حبيبتى.
مروه:ممكن تعطلى مالك عندك شويه.
شهد :لا ماتقلقيش.. هو ملازم جودى.
مروه بخبث مدعيه الحرج والكسوف:احممم... ااصل.. ههههه.. مش عارفه اقولك ايه.. بس يونس معايا. احمم وكل ما اقول خلاص خلص.. الاقيه راجعلى تانى. هههههه. انتى فاهمة بقا.. احمر وجه شهد حرجا من بجاحة الاخره قائله بتلعثم:اااحاضر..حاضر حبيبتي. عيونى.
مروه :اوكى... سلام بقا عشان جوزى جه تانى. ههههههه.
شهد بخفوت واستغراب:سلام. اغلقت معاها الهاتف وهى تبتسم بسعادة ونصر. اما على الجانب الآخر أغلقت شهد الهاتف وهى تنظر له باستغراب فخرجت ملك من المطبخ قائله:مين اللي كان بيتصل... ايه ده مالك مستغربه كده ليه.
شهد:اصل حصلت حاجة غريبة اووى.
مللك :حاجة ايه... هو مين اللي كان بيتصل
شهد:دى مروه.. أول مره من يوم ماتجوزت تعملها اصلا.
ملك :ده بجد.. بقالكوا اربع سنين متجوزه عمرها ما رفعت عليكى سماعة تليفون.
شهد :لأ.
ملك:نعم... ولا حتى بعد موت سعد.. ثانيه كده.. دى ماطلعتش تعزيكى ولا مره.... لااااااا. براحه بقى كدا واحكيلى كانت متصله ليه.
عند يونس اتصل به والده يخبره ان كريم اخ شهد قد حضر ولابد ان يأتي ليتحدث معه بشأن زواجه من شهد فهو العريس ولابد ان يطلبها هو لنفسه. ارتدى ثيابه على عجل وبقلبه فرحه لا يعرف معناها ولم يمهل لنفسه وقتا ليفسرها إنما نزل سريعا للاسفل حيث يجلس كريم مع والده. بعد السلام والترحيب تنحنح كريم قائلاً :احمم.. خير يا سيادة اللوا.
كامل:كل خير يابنى.. احنا كنا عايزين نكلمك بخصوص شهد.
كريم :انا فاهم يا سيادة اللوا... شهور العدة قربت تخلص وانا هاخدها تعيش عندنا في بيت ابوها... أنا عارف الاصول كويس وانا سيباها هنا عشان ده شرع الله وماينفعش الارمله تسيب بيت جوزها الا بعد ماتخلص عدتها.. لكن احنا بيتنا كبير وواسع وتحت امرها وامر بنتها فى اى وقت.
كامل:لالا يابنى انت فاهم غلط خالص.. احنا مش عايزنها تمشى بالعكس. نظر له باستغراب قائلاً :سيادة اللوا حضرتك سيد من يفهم فى الاصول. وعارف انه مش هينفع.
نظر كامل لابنه كى يتحدث هو بالنيابة عن نفسه ففهم يونس وحمحم قائلاً :استاذ كريم... انا عايز اتجوز شهد.
كريم باعين متسعه وزهول:تتجوزها ازاى.
تبادلوا النظرات ثم قال مستنكرا :اتجوزها على سنة الله ورسوله بعد عدتها ماتخلص.
كريم:يونس بيه.. ماتزعلش منى.. بس انت كبير عليها اوووى. شحب وجه يونس من هذه الحقيقه المره.
كامل:ياكريم يونس ابنى رجل اعمال ناجح... وهيصونها ويراعى بنت اخوه.. انا بعتبر شهد بنتى وهى لسه صغيره ومن حقها تتجوز تانى. ويونس يعتبر حل معادلة صعبه انها تتجوز وتبقى فى حما راجل لانها لسه صغيره وكمان نضمن انها تتجوز رجل يبقى رحيم ببنتنا ويراعيها لأنها فى الاصل بنت اخوه. تنهد كريم بعمق فهو اقتنع الى حد ما بوجهة نطرهم ثم استاذنهم للصعود لاخته وسيفاتحها بالامر.
بعدما خرج قال يونس:شوفت ياحاج... مش قولتلك فرق السن كبير وواضح..ماكنش لازم نفكر فى كدا ابدا.
كامل:يونس يابنى إلى بنعمله ده هو الصح.. الراجل قادر يحتوى مراته ويقرب منها وقادر بخليها تبعد عنه وما تبقاش طايقاه. هو هايفاتحها وانا عارف شهد عاقله وإن شاء الله هتفضل مصلحة بنتها على اى حاجة تانية.
يونس بضيق:يعني هتوافق عليا عشان جورى بس.
كامل باستغراب :امال انت متوقع ايه يا يونس... انت دايما كنت اخو سعد.. اخو جوزها.. عايزها توافق عليك لشخصك.. طب ازاى ده. نظر له بغضب ثم صعد لشقته دون التفوه بحرف اخر وهو صدقا لا يعلم لما يغضبه انها ستوافق فقط من أجل ابنتها.
فى الاعلى بشقة شهد كانت اختها ملك تقطع الصاله ذهابا وايابا بغضب وهى تقول:بنت الجزمه.. متصله تشمت فيكى...دى ماكلفتش نفسها تسأل عليكى.. ماشى. ماشى.. ماهى الغيره تعمل اكتر من كده.
شهد باستغراب :غيره.
ملك بغضب:ايوه غيره.
شهد:غيره ايه بس.. انتى مش بتشوفى هى بتلبس ايه ولا بتصرف على نفسها ومكياجها وجسها ازاى.
ملك:هو انتى يابنتى مش بتبصى لنفسك في المرايا... ده أنا اختك وبغير منك.. يانهار اسود.. ده انتى معمولك 34محضر تحرش بسبب جمالك وفتنتك.. ده احنا نقبناكى عشان خايفين عليكى... مش مصدقاكى بجد.. بطلى طيبه وتواضع بقا. أما مروه دى ودينى لاوريها.. ماشى ماشى مابقاش الا الزرقه دى كمان. ثوانى ودق جرس الباب فذهبت لتفتح وجدته كريم ابتسم لها قائلاً :اهلا انتى لسه هنا.
ملك:امال اسيب اختى الصغيره لوحدها.
كريم بمشاكسه:لا جدعه يابت.. ثم نظر إلى شهد بحنان قائلاً :عامله ايه النهارده ياحبيبتى.
شهد بابتسامة :الحمد لله على كل حال.
كريم:امال حبيبة خالو فين.
مللك:ده سؤال هو مالك سامح لحد ييجى جنبها ولا سامح لها تفارقوا... انا مش عارفة هيعمل ايه لما نمشي من هنا وييجوا يعيشوا معانا.
كريم:احمم.. شهد.
شهد :نعم.
كريم:فى موضوع مهم عايز اكلمك فيه.
شهد :خير.
كريم:طبعاً انتى عارفه ان عدتك قربت تخلص. وو
شهد:عارفه.
كريم :طبعا انتى عارفه ان بيتى مفتوحلك فى اى وقت وده مش كرم منى لا ده حقك فى بيت ابوكى.. وانتى مش اختى انتى بنتى وانا اشيلك في عينى وعارفه ندى بتحبك اد ايه. بس انتى لسه صغيره و. قاطعته قائلة :لا يا كريم مش هتجوز بعد سعد ابدا... مستحيل.
كريم:اسمعينى بس.. واعرفى مين العريس.
شهد:عارفه.. عارفه ان فى كذا حد من بلدنا اتقدملى أول ماعرفوا ان سعد استشهد. بس انا هعيش واربى بنتى وبس.
كريم: بس اسمعى العريس ده هو اكتر حد هيصون بنتك.
ملك:ياسلام.. ايه الثقه دى.. مين ده يعنى.
كريم:عمها.. يونس بيه.انتفضت شهد من مكانها وهى تشهق:ايه... انت بتقول ايه.. لا لا.. مستحيل.
ملك:مستحيل طبعا ده كبير اووى وشهد حلوه وصغيره.
كريم:انا مش عايز اضغط عليها. ثم وجه حديثه لشهد:لكن لو هتسالينى عن رائيى هقولك انه احسن اختيار ليكى لانه هيراعى ربنا فيكى وفى بنت اخوه لانها لحمه ودمه.. فكرى يا شهد وخدى وقتك.
ملك:ومروه مراته. عارفه.
كريم:مش عارف... بس اكيد يا قالها يا هيقولها.
شهد:كريم مللك... تعرف او ماتعرفش انا قولت لا يعني لأ وده كلام نهائى.
مر اكثر من اسبوعين وشهد على موقفها بالرفض التام.. اما مروه فقد ثارت وغضبت وقلبت الدنيا رأسا على عقب بصارخها وغضبها بعدما اخبرتها ملك بمنتهى النصر والتشفى ان يونس زوجها قد تقدم لطلب خطبة اختها كتأديب لها على ما فعلته باختها. وقد كان لها ما ارادت فقد شلت الصدمه مروه كليا. ظلت مللك تضحك على مظهرها لساعات. اما يونس فقد استمع لوالديه وهم يتحدثون وعلم ان شهد رفضت الامر رفضا تاما. لكنه لم يعقب أو يجعلهم يعرفون انه علم بالامر ولا يعلم لما تحلى بالصبر على أمل ان تغير موقفها مع الوقت. هو حقا لا يعلم.
فى صباح يوم جديد كانت كاميليا( زوجة الشهيد محمد صديق سعد وصديقه مقربه لشهد بحكم الصداقه بين الزوجين وقد استشهد زوجها من عام تقريبا) قد جاءت لزياره شهد والاطمئنان على حالها. وفتحت مللك موضوع زواج يونس من شهد أمامها فتحدثت كاميليا بهدوء قائله:على فكره يا شهد لو فكرتى بهدوء هتلاقى انه عرض كويس جدا وحل معادله صعبه.
شهد:انتى بتقولى ايه يا كاميليا... لا طبعا مش هتجوز بعد سعد.
كاميليا:شهد.. انتى عندك كام سنه.
شهد:22
كاميليا :يعني لسه عيله.. الى زيك لسه بيتخطبوا... مش هينفع.. اسمعى منى يا شهد نظرة المجتمع للارمله ولا المطلقه صعبه اووى.. ثم اكملت بدموع وقهر قائله:انتى عارفه يا شهد انا لو جوزى الله يرحمه كان ليه اخ واتقدملى كنت هوافق عشان عمرى ماهرضى اتجوز حد غريب عن ولادى اكيد عمره ماهيتقبلهم ولا هما هيتقبلوه وممكن يبعدوا عنى ويكرهونى.. عارفه يا شهد انا مش برضى اروح فرح اى حد من معارفنا او قرايبنا مش برضا اروح أزور حد من صحباتى فى بيتهم حتى اخواتى.. الموضوع صعب اوووى يا شهد انتى مش هتقدرى تدخلى وتخرجى براحتك.. ولا تقدرى تقفى في بلكونه ولا تفتحى شباك. اى ست فى العيله او المنطقة هتبقى خايفه على جوزها منك وتقول انك عايزه تخطفيه منها.. ويبقى جوزها ده اصلا مسوس وضهره واقع ومالوش شكل بس تحسبه عليكى راجل فجاءه وهو كمان يبقى شايف انه لقطه بالنسبه لك طبعا.. شهد انتى طيبه اووى.. تعرفى ان انتى الوحيده اللي كنتى بتسيبى جوزك ييجى يزورني ويطمن على عيالى.. لدرجة اني مصدقتش انك عارفه انه بييجى عندنا غير لما مره كلمتك وشوفت اد ايه عادى بالنسبة لك ومأمنه ومش خايفه على جوزك منى ساعتها بجد كان نفسي اجى اخدك فى حضنى واشكرك واشكيلك من اختى.. اختى بنت امى وابويا خايفه على جوزها منى انتى متخيله... للأسف يا شهد هو ده مجتمعنا.
كانت شهد وملك يستمعون لحديثها بزهول تام تعلم أن الامر صعب لكنها لم تكن تعلم أنه بهذه القسوه والقهر وأيضاً الشعور بالمهانه. جففت كاميليا دموعها وهدأت قليلا ثم تحدثت قائله:بصى يا شهد يونس بيه كبير جدا عليكى.. وطبعه صعب شويه ومش زى سعد خالص.. بس هو أمن واحد على بنتك. واكيد هيبقى سند ليكى على الأقل لو قدام الناس. ده حتى المثل بيقول ضل راجل ولا ضل حيطة.. فكرى تانى ياشهد ووافقى. اماءت لها شهد وقد بدأت بالتراجع عن قرارقها والتفكير بأن تقبل بهذه الزيجه فاكاميليا وبكل وضوح وضعت امامها مرآة للواقع الأليم الذى ستواجه وحدها هى وابنتها مع الايام.
بعد يومين
خرجت شهد من غرفتها ونظرت لاخيها الذى يجلس مع ملك وزوجته ندى فتحدثت بقوة قائله :كريم انا موافقه....
كان مالك يجلس متأفاف في شقة شهد حيث يجلس كعازل بين كامل وحفيدته جورى.
كامل:يابنى عايز اسلم على البت واطمن عليها في ايه.
مالك:الحمد لله.. هى كويسة.
كامل :ياسلام.. انت كمان بترد بالنيابة عنها.
مالك بابتسامة صفراء :ايوه... وكفاية انى سايبها تقعد مع رجل غريب في مكان واحد مش كفاية عليا خالها اللى جوا ده.
كامل بزهول:شوف... ادفع نص عمرى وأعرف انت طالع لمين... لولا إنك شبه ابوك ونسخه منه كنت قولت إنك مش ابنه.. ابوك عمره ما كان كده.. ولا عمك حمزه ولا انا حتى قرايب امك.. بالعكس خالص فاتحينها على البحرى.
مالك:كفاية كلام بقى.... مش عايزها تسمع صوت راجل غيرى.
كامل :هى حصلت.
مالك بشموخ:بص... انا اسلم حل هاخدها وانزل... كفاية عليك العشر دقايق دول.
كامل :يابن ال... رجع مالك خطوتين للجده بعدما كان أبتعد بجورى فاوقفها عند الباب وعاد لجده ومال على اذنه هامسا:إبن ال ايه.
كامل:امال لو كنت تلاتين اتنين وتلاتين كنت عملت ايه.. لما انت 12 سنه وبتعمل كده.
مالك بغمزه:كنت جبتلك احفاد ياجدى.
صدم كامل من الرد كليا بينما ضحك مالك بوقاحه واتجه إلى حيث حبيبته ممسكا بيدها ودخل بها المصعد ليهبط لاسفل. بينما كامل يتتبع اثره بزهول وتفاجئ. ثوانى وخرج كريم وبعده شهد وملك وجلسوا سويا وبعد الحديث في مواضيع عامة تحدث كامل قائلاً :ها يا شهد يابنتى... كريم كان كلمنى من شويه وقالى انك موافقه.. صح الكلام ده.
شهد :صح يا بابا.
كامل:عين العقل يابنتى.. ويونس ابنى راجل طيب وجدع... ده غير انه دلوقتي بقا مليونير.. وفتح أفرع كتير للشركة بتاعته وان شاء الله يكون خير زوج ليكى. فقاطعته قائله :لأ
كامل:لا ايه يا بنتى.
شهد:بعد إذنك يا بابا.. ده هيبقى جواز على ورق.. شكليات يعني عشان المجتمع والناس.. عشان يبقى ليا الحق انى اقعد هنا واربى بنتى.. وكمان مش عايزه اخرب بيت حد.. ابله مروه مالهاش ذنب عشان يبقى ليها دره.. ذنبها ايه هى ان جوزى مات وفجأه تلاقى جوزها مضطر يتجوز مرات اخوه.
كامل :يااااااه يابنتى... حتى وانتى فى ظروفك دى بتفكرى في غيرك.
شهد:طبعا... هى ذنبها ايه.
كريم:شهد... انتى عارفه انتى بتقولى ايه. يعني ايه جواز ورق وشكليات بس.
شهد بحرج:انا عارفه انا بقول ايه وقصداه.
كامل :بس يابنتى... ده هيبقى جوزك وليه عليكى حقوق.
شهد بجخل:بعد اذنك يا بابا...
كامل:عموما.... انا عارف انتى اد ايه خجوله ومش هينفع اتكلم معاكى في النقطه دى... خليها بعدين.. انتى عدتك هتخلص بعد بكره بس يونس مسافر المانيا وهييجى كمان اسبوع... انا هبلغه وأول ما ييجى نكتب الكتاب على طول. اماءت له برأسها بهدوء ثم استأذن منهم للنزول كى يحادث ابنه وهو لا يعلم كيف يخبره بطلبها.
فى شقة كامل وعزيزه.
عزيزه:يعني هى وافقت خلاص.
كامل:ايوه... بس عايزاه جواز على ورق بس.
عزيزه:ازاى يعني.
كامل:جرى ايه يا عزيزه... مانتى ست وفاهمه..
عزيزه:مانا عشان فاهمة استغربت... لا حرام.
كامل :هنعمل ايه... ده يعتبر شرط.
عزيزه:لا وليه يتحرم ابنى من النعيم ده.
كامل بزهول:انتى بتقولى ايه.
عزيزه بقوه:ايوه... البت جامده بصراحة.. وهو حقه بقا يتمتع بيها. اه بدل مروة الزرقا دى اللى كانت أول بخته.
كامل:يا عزيزه... ايه اللي بتقوليه ده.
عزيزه:هو انا بقول حاجة غلط ولا بعيب فيها بالعكس .. بس الصراحه بقا حرام كده.
كامل:عزيزه احنا ماصدقنا توافق.. انا مشكلتى دلوقتي هقول كده ليونس إزاى.
عزيزه:بص... انت ولا تقوله ولا حاجة.
كامل:ازاى يعني.
عزيزه:اهم حاجه دلوقتي يكتبوا الكتاب ونضمنهم وبعد كده نسيبهم... يمكن ربك يصلح الحال بينهم... ماحدش عارف بكره فيه ايه هو حد كان يصدق ان يونس يتجوز شهد.
كامل:انا والله ما مصدق اللى حصل... سبحان الله.. انا هكلم بونس اعرفه.
قام كامل بالاتصال على يونس واخباره بموافقة شهد على الزواج ولكنه لم يخبره بشأن شرطها الذى وضعته لإتمام الزواج.
كان يونس يستمع لولده وبداخله فرحه رهيبه اندهش منها حقا بل وتفاجئ ايضا من فرحته الشديدة فما يحدث معه غريب جدا بالنسبة له. لما هو سعيد بالزواج من زوجة أخيه وليس اى اخ انه سعد الذى لطالما اعتبره ابنه. ولما من الاصل تحلى بالصبر الذى لم يكن من شيمه من قبل ولكنه تهرب من التفكير وخاف كثيرا من مواجهة نفسه وذهب سريعا لانجاز اعماله كى يستطيع العودة سريعاً. 
بعد يومين 
عاد يونس من سفره سريعاً بعدما أناب احد المسؤلين لاتمام مهامه عوضاً عنه 
كانت مروة تشتعل غضبا تشعر وكأن العالم يحترق حولها ولا تستطيع النجاه من ظنت انها ستتخلص منها للابد وتتخلص من جمالها وفتنتها التصقت بهم اكثر واكثر وكأن القدر يعاقبها فبعدما كانت مجرد زوجه اخ زوجها وكانت تشعر بطوفات من الغيره ماذا سيحدث وهى ستصبح زوجه ثانية لزوجها. وبحسبه بسيطه جدا شهد رقيقه وناعمه وهى عصبيه جدا وحادة الطباع. شهد جمالها فاتن وهى جمالها طبيعى وهى تعلم ذلك جيدا وأن انكرته أمام الجميع لا تستطيع إنكاره بينها وبين نفسها. شهد صغيره جدا فى السن وهذا أكثر ما يقلقها.هى لا تضاهي شهد فى اى شئ ولطالما كانت تتباهى بأنها زوجة يونس كبير العيله والمليونير المعروف.. تنفق على نفسها الكثير. كل عام تغير موديل سيارتها. ترتدى الحلى من الالماس. لكن شهد ترتدى اساور رقيقة من الذهب لا تتعدى الواحدة او الاثنان. لا تملك سياره. حتى سعد بحكم عدم تفرغه كان لا يمتلك سياره. لكن الان ماذا تفعل.. سارت بغضب وفتحت باب الغرفه بحده اجفلت هذا الذى يقف امام المرأه يرتدى سيابه ويضع من عطره الفريد. 
يونس:فى ايه يا مروه. 
مروه بغضب:يعني خلاص.. هتتجوز عليا انا. ومين.. حته الفلاحه دى. 
يونس :مروه.... ياريت من هنا ورايح تلزمى حدودك معاها. 
مروه بتهكم:طبعا... لازم احترم درتى. 
يونس بغضب:مروه... انا مش عايز اضايقك ولا أشد عليكى فى الكلام لانى مراعى شعورك... واحده جوزها هيتجوز النهاردة.. اكيد هتبقى عامله اكتر من كده... بس كمان لازم تحترميها شويه.. دى هتبقى مراتى. 
مروه (وقد علمت بشرط شهد) بتهكم:هههه.. مراتك.. سعد هيفضل طول عمره مابينكوا... هو الأصغر والاحلى... وزى مابسمع بينهم قصة حب كبيرة اوووى. كان يستمع لكلماتها وهو يعلم انها على حق فحب سعد لها وسعادته معها كانت ظاهرة دائما فى عينينه. سعد فعلا الأصغر فهو من الاساس أصغر منه ب11عاما فما بالك بها وهى تصغره ب16 عام. شعر لاول مره ببداية لفتح أبواب الغيره من اخيه المتوفى ولكنه سريعا ما اغلقها مقنعا نفسه باة شئ وارتدى ساعة يده الماركة والتقط هاتفه. وخرج سريعا فخرجت خلفه تنظر له بغضب وهو فى ابهه حله وسعاده غريبه تتراقص فى عينيه.. سعادة اغضبتها فهى حتى لم تشاهدها ليله زواجهم التقليدى جدا. فتحدثت بغضب قائله:وايه مالك لابس ومتشيك كده ليه.. ده انت نازل تحت وطالع. 
نظر لها نظره اخرستها وفتح الباب ونزل سريعاً. 
خرج من المصعد امام شقة والده وجد مالك يقف وغضب العالم على وجهه عاقدا ذراعيه على صدره ويقف معطى ظهره بشموخ ووقار ولكنه يراقبها بطرف عينه. وقف فى حيره وهو يرى جورى تحاول استرضاؤ ابنه الغاضب. رفع حاجبه باستنكار قائلا:فى ايه. 
جورى :عمو يونس... مالك زعلان منى ومش... قاطعها مالك صارخا :انتى بتكلميه ليه... ها... مش قولت ماتكلميش مع رجاله غيرى.. يعني مش كفاية الى عملتيه.. بدل ماتصلحيه بتعكيها اكتر. 
يونس بزهول:فى ايه ده انا عمها.
مالك:بس راجل غريب.. ممنوع تتكلم مع اى حد غيرى مفهوم. 
جورى:طب اعمل كده وتصالحنى.
مالك:لا انا لسه مضايق منك. ومش سهل كده اصالحك.. إلى عملتيه مش شويه ياهانم. زمت شفتيها ببراءه داعبت قلبه ولكنه حاول الصمود بشموخ. 
يونس:يابنى هى عملت ايه لكل ده. 
مالك بغضب:أسأل الهانم... الهانم الى نزلت وجدو فتحلها حضنوا راحت دخلت فى حضنه جرى.. حط نفسك مكانى كده... داخل فى امان الله والاقى الهانم فى حضن راجل تانى. انفجر يونس ضاحكا بينما مالك استشاط غضبا ثم قال:ممكن افهم ايه اللي بيضحك اووى كده. 
يونس:هههههههه..... اموت واعرف انت ازاى كده... يابنى ده جدها... يحضنها عادى. 
جورى:اه شوفت قوله ياعمو. قبض مالك على ذراعها قائلا:انا مش قولت ماتكلميش رجاله غيرى. 
جورى:حاضر.. حاضر... بس صالحنى بقا... جورى مش عايزه مالك يكون زعلان منها. نظر لها بعشق ثم ابتسم وقال :هو مالك يقدر يزعل من وردة الجورى بتاعته. ابتسمت له باتساع ثم امسك كف يدها وهو يسحبها معه كى يشترى لها الشوكولا. نظر يونس لاثرهم بزهول قائلاً :انا عمرى ماشوفت كده فى حياتى... ولا هشوف. ثم تذكر امر عقد القران فدخل سريعاً وهو يضحك على ابنه المتملك تملك غريب من وجهة نظره ولا يعلم ممن اكتسب هذه الصفا. 
فى الداخل كان يجلس كريم اخ شهد وزوج ملك وكامل وعزيزه. القى السلام عليهم وهو سعيد جداً بداخله. ثوانى وحضر المأذون وقام كريم باستدعاء شهد. بعد دقائق فتح باب المصعد وخرجت ملك تعقبها شهد وهى لا تعلم هل ماتفعله صحيح ام ماذا لكنها قد سبق ووافقت لا تستطيع التراجع الآن. 
دخلت شهد عليهم وألقت السلام بصوتها العذب ذو البحه المميزه. وتلاقت اعينهم وجدته يتطلع لها بنظره لأول مره تراها بعينه وكأنه استباح وحلل لنفسه الان النظر إليها.. نظرته كانت ذان معنى.. والمعنى واضح جداً (دقائق وستصبحين زوجتى وعلى أسمى) اشاحت بنظرها سريعا عنه وجلست بجوار ملك وكريم. 
شعور غريب وهى تستمع لكلمات المأذون ويونس يرددها خلفه.. فما يحدث الان ولا فى الحلام.. يونس يردد خلف المأذون ويطلبها لنفسه وبنفسه. شردت وهى تتذكر سعد وهو يردد خلف المأذون ويبتسم ويغمز لها بعينيه. استفاقت من شرودها على صوته :وانا قبلت زواجها. نظرت لهم بتيه وهى تشعر بالضياع طلب منها المأذون ان توقع على الاوراق بعدما وقع هو. تقدمت وهى تشعر أن ماتفعله خاطئ. ماذا عن سعد... ماذا عن زوجته مروه كيف لها أن تأخذ رجل من بيته وامرءته. لطالما سمعت عن من تخطف زوج من زوجته وبدون الاستماع لأى شئ دائما ما كانت تصنف الزوجه الثانية على انها المجرمة والمخطئه مغوية الرجال. لكن هى استثناء.. ظروف وفاة زوجها من فعلت ذلك. التقتط القلم بيدها وهى تنظر فى وجههم. جميعهم يبتسمون. الجميع موافق على هذه الزيجه ولما تلومهم وهى بالأصل قد سبق ووافقت. كانت تريد القاء القلم والهرب سريعاً. ان تأخذ ابنتها وتهرب بعيداً لكن عادت كلمات كاميليا تتردد فى اذنها فأين المفر من هذا المجتمع. وأخيراً تنهد بارتياح بعدما بدأ القلق يدب قلبه وهو يرى التردد والرفض فى عينيها. تنهد بارتياح بعدما وقعت على كل عقود الزواج. بعد قليل انسحب الجميع تاركين لهم بعض الخصوصية. كانت تجلس بملابس حدادها على زوجها.تفرك يدها معا بتوتر. زاد خفقان قلبه وهو يقترب منها حتى جلس بجوارها. ولاول مره حقا لا يعلم بماذا يتحدث. بعد صمت طال لعشر دقائق حمحم منادياً :شهد. رفعت عينيها وهى تنظر له فالتقت أعينهم فشرد هو فى جمال عينيها التى فعلا تاه بها وتعجب من لونها الفريد وهو في حيره اهى زرقاء ام رصاصى ام مزيج بينهم رسمه عينيها الواسعه وحواحبها المصطفه بعناية.. كل ما أراده الان هو الكشف عن نقابها لكى يرى ما حل له. ايقظه من الشرود فى بحر عينيها ارتفاع رنين هاتفه معلنا عن اتصال. فتح الهاتف وهو مازال محدق فى عينيها الجميله. 
يونس:ايوه... اه..... اوكى.. شكرا. وأغلق الخط ثم قال لها :يالا بينا. 
شهد بخفوت واستغراب :فين. 
يونس:يعني اقل حاجه اعملهالك.. نخرج نتعشى سوا. اقشعر جسدها فور سماع كلامه وفكرة ارتباطهم. كلمة (سوا) هل أصبح من الطبيعى خروجهم سوياً. أرادت الاعتراض وتذكيره بشرطها والذى لا تعلم أنه لا يعلمه. خرجت معه وهى تسير خلفه. فتوقف امام المصعد واستغربت لامره قائلة بصوتها المميز:ايه ده كلها دور واحد. 
فتح هو باب المصعد قائلاً :يلا الاسانسير جه خلاص. لا تعلم أنه استغلال المصعد ومساحته الضيقة كى يتمكن من الالتصاق بها كمراهق وليس رجل شارف على الأربعين ومعه زوجته. دخلوا المصعد وهو يشتعل داخليا عندما احتك كتفها به خطأ واحس بنعومته وطراوته. عبيرها الناعم وهى بهذا القرب المهلك منه. سب وشتم عندما وصل المصعد سريعاً فهو لم يتخذ ثوانى للنزول لمدخل البنايه.تقدم وهى خلفه باتجاه سيارته ولكن تفاجئوا بمروه وهى ترتدى فستان ارستقراطى باهظ الثمن يضيق عليها. قصير حتى ركبتيها وهى فى ابهه زينه. ترتدى عقد من الالماس وكعب عالى زاد طولها طولا. اقتربت من يونس بدلال جديد عليها قائله:حبيبى اتاخرت ليه.. مش قولتلى البس على طول. نظر لها بتفاجئ فهو لم يفعل ذلك مطلقا وكل تفكيره ماذا ستفكر تلك الصغيره التى تقف خلفه وهي ترى زوجة زوجها بهذا الشكل. اما شهد فلا تنكر انها غضبت كثيراً ولكنها شعرت بالحرج كونها ستقاسم زوجته عشائها معه معتقده ان مروه هى الاحق به. شعرت بالحرج وهى تشعر بانها المتطفله على حياته هو وزوجته. ابتسمت مروه بخبث وهى تشرد فيما مضى وهى تستمع لزوجها وهو يقوم بحجز عشاء رومانسى لفردين وكيف انها استشاطت غضبا وقامت بالاتصال على غاده شقيقتها وهى من نصحتها بهذه الفكره الخبيثه. 
نفذت نصيحة اختها بالحرف وصعدت سريعاً للسياره ولم تطرق ليونس الفرصه للاعتراض او الحديث وصعدت هى بجانبه بكل غرور برساله واضحه جدا لتلك التي تشعر بالحرج الشديد. صعد سيارته محتلا مقعد القيادة بجوار مروه وهو يصطك على أسنانه بغضب وهو يقترب منها قائلاً :انا هحاول على اد ما اقدر اراعى شعورك وانك غيرانه بس ماتختبريش صبرى كتير عشان رد فعلى هيبقى صعب اووى.. وخليكى عارفه ان الى عملتيه ده مش هيعدى عادى كده. ابتسمت له مدعيه الخجل وكأنها تستمع لكلملات غزل من زوجها لكى توهم بذلك تلك التي تجلس بالخلف مستغلة قربه الشديد منها هامسا باذنها
اما شهد فكانت تجلس وهى تشعر بالاستياء والعضب لا تعترض على كونه اصطحب مروه للعشاء ولكن لما اقحمها بينهم. تشعر بالتهميش والمهانه والاستياء من حالها لأنها لم تملك الفرصه للرفض. لم تكن مهمشه يوما ولا تحب أن تكون في الهامش فهى على الرغم من يتمها كانت مدلله اخيها ومن بعده زوجها الحنون سعد الذى كان يعاملها وكأنها ابنته واميرته ولكن الآن ماذا فعلت بنفسها وهى ترى حالها كنكره اصطحبها شيقيق زوجها مضطرا وهو ذاهب فى عشاء رومانسى مع زوجته تجلس بالخلف تستمع لثرثرة مروه مع يونس. تشعر أنها بموافتها على هذه الزيجه قد فتحت على نفسها بابا من الذل والتهميش بدلاً من أن تتجنب صعوبات المجتمع. بينما هو لا يصغى لثرثرة مروه الغريبه والجديدة كليا عليها وهى تتحدث عن شهر عسلهم وتذكره بالهدايا الباهظة التى ابتاعها لها. فقد كان يسترق النظر لعينى تلك الشارده بالخلف. عينيها التى اسرته صريعا لها. فاقت من شرودها على توقف السياره امام احد المطاعم الفاخره المطله على النيل. نزلت بهدوء ووقفت خلفهم وهى ترى مروه قد اسرعت وتابطت ذراع يونس وسارت يغرور اما هو فلم يشعر ماذا يفعل فهذه زوجته على الرغم من تطفلها وموقفها الغريب لكنه مراعى شعورها اما تلك فهى حقا لا ذنب لها نظر لها وهو يرى الحزن فى عينيها الجميله جداً. ارغم نفسه على السير للداخل فسارت هى خلفهم وهى تشعر بازلال لم تشعر به من قبل. دلفوا للداخل واستقبلهم صاحب المكان ويبدو أنه وزوجته قد ارتادوا هذا المكان وكم شعرت بالغضب وهو تراه يصطحبها لمكانه المفضل مع زوجته لا تعلم ان مروه جاءت معه مره واحده وقد اصطحبها مضطرا لعشاء عمل وقد اعجبت هى بالمكان فاصبحت ترتاده كثيراً وقد عرفها المالك منذ ذلك العشاء وأصبحت معروفه فيه. 
وفى مكان مخصص تم حجزه مسبقا من قبل يونس كانت طاوله فى مكان بعيد عن التجمع مع شموع هادئة ومقعدين لفردين فقط. فهتفت مروه بدلع قائلة :واو يا يونس... دايما كده رومانسى. نظر لها نظرة ارجفتها بينما الأخرى يتاكلها الغضب والندم على هذه المهانه وهذه الزيجه. وسريعا سريعا جلست مروه على احد المقاعد بينما قالت لشهد بمهانه:روحى هاتيلك كرسى تقعدى عليه. احمر وجه شهد وهى تشعر بالاختناق والاهانه
يونس بغضب:مروه الزمى حدودك. 
مروه برقة مصطنعه :ايه ياحبيبى.. انا بس حسيت شكلها وحش اووى وهى واقفه كده ومافيش غير كرسيين لينا. 
اغمضت عينيها بألم وذل ونظرت له نظره احرقته وكأنه تخبره ما الداعى لكل ذلك.
اقترب منها قائلا بفحيح:قولتلك ماتختبريش صبرى اكتر من كده انا مراعى مشاعرك وانتى مش بتراعى مشاعر حد. ثم ابتعد هاتفا بحده وعضب:مروة العشا ده ليا انا وشهد وانتى اللى ضيفه عليها مش هى فلو سمحتي تسكتى خالص. رقص قلب شهد فرحا ونظرت له بامتنان وهو يبتسم بعدما فهم نظراته بينما الأخرى تشتعل غضبا وتوعد لتلك الشهد. وبعدما أمر يونس احد العاملين بإضافة مقعد له وطلب لشهد طعاما على زوقه وهى تقبلته منه بابتسامه خلف نقابها ولكنه شعر بها. وأثناء العشاء تقدم احد الشباب وهو يصطحب زوجته ولم يكن غير مدحت ظابط جيش وزميل سعد وعلى علاقه بيونس فتقدم منه مصافحا اياه 
مدحت:يونس بيه... ازيك يا راجل. عاش من شافك. 
يونس بابتسامة :ازيك يامدحت انت اللى مختفى. 
نظر مدحت لمروه قائلاً :المدام صح. فاجبت بثقة وغرور قائله :ايوه انا. اهلا بيك. ابتسم له واتسعت عينيه فرحا وهو يرى شهد التى يعلمها من عينيها عن ظهر قلب. وزوجته جانبه تنظر لها عضبا وحقدا فهتف هو مخاطبا يونس:مش دى شهد مرات سعد. احتدت اعين يونس من منادتها كزوجه لاخيه وهو يشعر ببداية نيران تملكه تشتعل...
احتدت نظراته بغضب عاصف لاول مره يشعر به... لم يتوقع انه من الممكن أن يكون عصبى بهذه الطريقه ولكن نظراته تلك الموجه لهذه الصغيره حقاً تجعل الدماء تغلى بعروقه.
يونس:لأ... مدام شهد تبقى مراتى انا.
قالها بمنتهى التملك والتأكيد وهو يضغط على كل حرف.
بهت وجه مدحت كليا وتبادل النظرات بينه وبين يونس وشهد التى كانت تنظر أرضا تشعر بالحرج تماماً. لا تعرف لما تشعر بالحرج الشديد وأيضاً لا تعلم اى تفسير لنظرات يونس الغاضبه هذه.
نطق مدحت اخيرا وهو يحاول استجماع صوته قائلا :اززاى.. وو.. وامتى.
يونس بغضب:هو الى ازاى... مراتى... اتجوزنا النهاردة.
تنفست زوجة مدحت الصعداء وارتاحت معالم وجهها وقد لاحظ يونس ذلك بعيون الصقر كذلك لاحظ النيران المستعره باعين مدحت.
مدحت:مبروك عليك يا يونس بيه.
ومد يده بمجامله فصافحه يونس وهو ينظر له بجمود يخفى خلفه غيره جديده عليه كليا.
بعد مصافحة يونس مد يده لمروه يصافحها بمجامله هى الاخرى ومن بعده زوجته ثم توجه بالسلام بكل شوق وحب لشهد التى مدت يدها على استحياء منه ولكن باغتها يونس وهو يلتقط يد مدحت للسلام بدلاً منها. نظرت له بعضب وهى حقا مستغربه جدا من تصرفاته. أما مروة فكانت تغلى عضبا وحقدا وهى تراه يغار على تلك الشهد بينما لم يمانع من سلام هذا الرجل منها هى وهى أيضا زوجته وام ابنه ومنذ زمن وليست مثل تلك التى لم يمضى على زواجهم ثلاث ساعات ويغار وهى معه من اكثر من أربعة عشر عاما ولم ترى ولو وميض من هذه الغيره. 
كان مدحت يقف وهو ينظر ليونس بحقد وغيره مع الغضب الشديد لأنه منعه حتى من وصلة السلام عليها... حتى السلام استكثره عليه.. منعه عن السلام على من عشق.. على نبض قلبه وجنونه. عشقها منذ ان وقعت عينه عليها ولكن سعد كان الاسرع فى كل شئ واختطفها منه ومن الجميع وحينما علم بوفاة سعد... لم ترمش له عين لصديقه ولكن اول مافكر به انها اصبحت خاليه... يمكنه اقتناصها لنفسه... يمكنه احياء حبه وعشقه وتعويض سنوات عمره التى ضاعت مع تلك التى لا تهتم سوى بالتطاول على الناس برتبة زوجها بالجيش. ولكن ماذا حدث. جاء اخاه واقتنصها لنفسه هو الاخر ومن لا بقتنص شهد من هذا الذى سيترك تلك الفرصه. لكنه لن ييأس لن يستسلم.
نظر لها قائلا بعيون تنطق عشقا :لو احتاجتى اى حاجه يا شهد اروجوكى.. ارجوكى كلمينى. 
لم يستطع التحمل اكثر من ذلك.. حاول فعلا لكنه لم يستطيع وبثانيه واحده انقض على مدحت وهو يقبض عليه من ياقه قميصه وسط زعر زوجته وشهد التى شهقت وهى تضع يديها على خديها فبدت أكثر واكثر لطافه. 
يونس بغضب وغيره:اسمها مدام يونس العامرى فاهم.. اسمها ده مايتنطقش على لسانك انت فاهم... وحذارى...حذاري اشوفك فى مكان هى فيه... انت سامع. 
هدر الاخيره بغضب صم جميع من بالمكان نظر مدحت له بغضب وتحدى ثم نظر اخيرا لشهد وهو يمنى نفسه بلقاء قريب ولن يتركها ابدا الا بعدما بطلقها من هذا الضخم وياخذها لنفسه 
تحرك بغضب تاركا يونس يغلى من الغيره. 
جلس على المقعد بجوارها قائلاً بحده :يعرفك منين. 
شهد بغضب :ايه يعرفك منين دى. 
يونس بغيره :ردى على سؤالي... يعرفك منين... ده عرفك من.... نظر لها بهيام وعشق قائلا :من عنيكى. 
ابتسم بداخله بسخريه فعيونها لا يوجد لها مثيل كيف لا يميزها بها وهو قد غرق بها موتا أيضاً. 
شهد بخجل:ماهو... احمم... ماهو عارفنى من قبل ما انتقب. 
احتدت عينه باحمرار من كثرة الغضب :نعععععععم..... ازاى. 
شهد بتلعثم :ماهو... انا اتعرفت عليه هو وسعد في نفس الخناقه. 
قطب حاجبيه بجهل قائلاً :خناقه.... خناقة ايه. 
شهد :هو حضرتك ماتعرفش انا اتعرفت على سعد ازاى. 
يونس وهو مازال بغضبه:لا. 
شهد :انا اتعرفت عليه فى خناقه لان كان فى واحد بيحاول يدخلني لعربيته بالعافيه وصوت لحد ما الناس  اتلمت ولحقونى وروحنا القسم وسعد كان هناك. وبعدها جه خطبنى على طول بعد ما سأل عليا واهلى اصروا انى انتقب حتى وكيل النيابه كمان اقترح عليهم كده كحل يعنى. 
تصاعدت النيران داخله بغضب فهذا المدحت يعرف معالم زوجته وهو لا.. يا للعجب... ولكن اهدء يونس.. اهدء لما كل هذا الغضب لما... مهلاً مهلا... مروه.. مروه هنا. تذكرها من نظرات تلك الطفلة المرتبكه وهى تنظر لها فاستعاد عقله انهة مازالت معهم نظر لوجهها المحتقن بالغيره والحقد وزفر بغضب ولكن لا بأس فسينفرد بها بعد قليل في منزلهم. 
تنهد بعمق وقال لهم وهو يقف:يالا بينا. ثم نظر لأحد الجارسونات طالبا الحساب. 
وقف بشموخ وهيبه فوقفت مروه على الفور وتأبطت ذراعيه بزهو ولكنها تحاول ان تخفى غضبها وحقدها فهى لم يخفى عليها نظرات الغيره والتملك التى تنطق بها أعين زوجها منذ قليل.
نظر خلفه لها وجدها تنظر لهم باستياء حقا هذا العشاء كان اكثر من مخجل بالنسبة لها وترى انه من الافضل ان لا تأتى وتتطفل عليه وعلى زوجته. فهم نظراتها جيداً ولكنها تابعت سيرها خلفهم بصمت وهو يمنى نفسه بمصالحتها... وربما ليله ساخنه له معها. عند هذه الفكرة واشتعل جسده مطالبا بها.. ترى ماهو شكلها.. ترى ماهيئة..... مهلا يونس مهلاً اصبحت منحرفا جدا. 
وصلوا المنزل وصعدوا للطابق الثانى حيث تجلس جورى بجوار مالك الذى يحول بينها وبين الجميع. 
كامل بنفاذ صبر:يابنى بقا ما ينفعش كده. 
مالك بزهو:ده اللى عندى... ممنوع تقرب منها. 
عزيزه:واد يا مالك... ده جدها... مش هنخلص بقا من خنقاتكوا دى. 
مالك:تيتا.... انتى اخر واحده تتكلمى ده انا لسه عامل معاكى واجب وعليه المفروض ماتحاوليش تقربى منها شهرين قدام. 
عزيزه بصدمه:كل ده عشان سرحتلها شعرها. 
مالك بتملك:وهو ده شويه.... ده سبحان من سكتنى عليكر بس عشان بس مش بعرف اسرح... بس ماعلش هتعلم عشان خاطر وردة الجورى بتاعتى. 
قال الاخيره وهو ينظر لها ويبتسم بصدق وهى تبتسم له أيضا ببراءة. 
ريهام :طب انا طيب يا مالك. 
مالك:عمتو انتى حبيبتى وبحبك... بس بعيد عن جورى. 
نظروا له وهم يتنهدوا بيأس فهم يحاولون معه من فتره ولكنه مازال على موقفه المتملك. 
دخل يونس مع مروه وشهد فركضت جورى بسعادة لشهد التى فتحت لها ذراعيها بحنان وسعادة. نظر يونس لأول مرة لجورى بغيره شديدة. ولكن لا بأس فهو سيمرمغ نفسه داخل هذا الحضن بعد قليل. ولكن مالك صاح بغضب :جوووورى... ثانيه واحده وتبقى جنبى حالا. 
هزت شهد رأسها بيأس ثم اقتربت منه ومعها جورى وهى تتحدث له بحنان ونعومه:ايه يا مالك حتى انا. 
نظر لها بهدوء فهو يعلم كم هى حنونه معه حتى اكثر من والدته فقال :كفايه بسيبها تنام معاكى بالليل. 
ضحكت بمرح شرح صدر يونس قائله :امال هتنام فين... انا الى امها على فكره. 
مالك:شهد.. ماتعصبنيش. 
يونس بحده :ولد... احترم الى اكبر منك.. ايه شهد دى. 
مالك:أكبر منى... ده هما 9سنين ياوالدى. 
نظر له بصدمه وتفاجئ وكأنه كان بحاجه لمن يذكره طفله...حقا طفله وهى قريبه جداً بالعمر من ابنه وعند هذه النقطه نظر بغيره ليدها الموضوعة بحنان على كتف ابنه.. ولكنه حاول دفن هذا الشعور بقوه متظاهرا بالقوة والتماسك. 
شهد:طيب بعد اذنك يا لوكا هاخد بقا جورى عشان ننام. 
ابتسم لها مالك قائلا :لأ. 
شهد بصدمه :نعم.. ليه. 
مالك:لسه بدرى... وكمان انا مش مستحمل انها تنام بعيد عنى.
كان يستمع لهم وهو في عالم اخر أخرجه منه والده وهو يناديه قائلاً :يونس... يونس. 
انتبه له قائلاً :نعم.. نعم سيادة اللوا. 
كامل بحرج وهو يتبادل النظرات مع عزيزه قائلاً :عايزك جوا ثواني. 
نظرت لهم مروه بابتسامه خبيثه وهى تعلم بماذا سيخبره والده. 
اما شهد فبمجرد دخوله غرفه المكتب مع والده اخذت جورى وذهبت لاعلى سريعاً. 
بالداخل انتفض من مقعده بحده وغضب :ايه... ايه اللي بتقولو ده يا بابا. 
كامل بقلة حيله:زى ما سمعت يابنى. 
يونس بدون حياء لاول مره أمام والده :لكن ازاى.. ده حقى..... ولازم اخده. 
نظر كامل بتفاجئ فمنذ متى وهو يتحدث هكذا.. ويعلن عن رغبته بها علنا وامام والده وهو دائما كان الابن الوقور ورجل الأعمال ذو الهيبه والشموخ. 
خرج من غرفة والده وهو يزفر بعضب وينوى الحديث معها أو حتى اخذها غصبا.. ولكن لا يا يونس فأنت لن تفرض نفسك عليها أبدا. 
نظر حولها ولم يجدها سأل عنها فاجابته مروه بخبث:طلعت واخدت بنتها وقالت هيناموا فى حضن بعض. 
نظرت له وهى ترى احتقان عينيه بغضب وهو يحقد على ابنة اخيه والتى ستنعم بحضن والدتها الذى كان يمنى نفسه به منذ قليل قبل أن تهدم كل أحلامه عندما علم بشرطها اللعين هذا. 
وبكل غباء تحركت مروه بغرور ولم تكلف نفسها محاولة تدليل زوجها فهو سيأتى خلفها بلا مجهود يذكر فلا مأوى لديه الان غيرها. 
مرت الأيام وشهد ترتدى النقاب دائما في وجود يونس غير معترفه به زوجا لها مما اغضب يونس كثيراً ولكن صمت... ولا يعلم لما صمت. 
لكنه عيناها... واااااااااااه من عيناها التى جعلت النوم يجافيه.. كلما اغمض عينيه تذكرها.. كلما تقابلوا تتعلق عينه بعينيها ولما لا فهى الشئ الوحيد الظاهر له منها. 
كان يدقق فى كل تفاصيلها.. حنانها ومعاملتها الجميله لامه وأبيه.. صداقتها هى واخته.. حنانها الذى تغرق به ابنه وكم غار من ابنه ومن دلالها له ومزاحهم معا. 
لكنه للان لم يراها.. رغم أنها زوجته. 
فى مساء يوم الخميس كانت ملك اختها قد جاءت لزيارتها وجلست معهم ريهام يتسامرون ويمزحون وقامت شهد لجلب بعض المسليات. 
اشارت لها ملك بعينيها بغمزه قائله:لسه ما شافهاش. 
ريهام :لسه. 
ملك :ومروه طبعا مش عاتقاها. 
ريهام بحزن:لأ. 
ملك:يبقى نخليه يشوفها. 
ريهام بخبث:قول يا معلمى قووول خلى ابليس يتعلم... انا معاك فى اى حاجة. 
ملك بدهاء:مش بكره الجمعه وبتتجمعوا كلكوا. 
ريهام :اه. 
ملك :طب اسمعى بقى..... 
فى صباح يوم الجمعة وكالعادة قامت شهد بطهو الطعام مع ريهام وعزيزه فقط اما مروه فلم تأتي بعد وبالطبع ستأتي وهى تتأبط زراع زوجها بكل غرور وتجلس تنتظر شهد وريهام يضعون الطعام كالخدم وهى تضع قدم فوق قدم. 
وضعوا الطعام فى الفرن ووقفوا فى انتظار نضجه. 
ريهام :خلاص يا شوشو... احنا كده خلصنا... اطلعى انتى خدى دش وتعالى يالا. 
شهد :طب اجهز معاكى السفره. 
ريهام :يابت خلصنا خلاص هعملها انا.... مانتى عملتى معايا الاكل كله اهو... هى السفره شغلانه.. يالا.... ريحتك كلها اكل الصراحه. 
شهد:هههههههه ومين سمعك ده انا مش طايقه ريحتى... هطلع اخد دش وانتى خلى بالك من جورى. 
ريهام بمرح:اخلى بالى من اى حاجة إلا جورى.... انا مش اد مالك. 
ضحكت شهد بصخب واتجهت لشقتها كى تنعم بحمام منعش. 
بالاسفل حضر يونس ومروه تتعلق به كالعلقه. ظل يجوب بعينه يمينا ويسارا يبحث عنها. ذات العيون القاتله ولكن اين هى. 
لاحظ الجميع نظرات عينه التى تبحث عنها فظلت مروه تهز قدميها بعصبيه وغيره. 
وضعت ريهام وعزيزه الطعام ومروه مازالت جالسه تضع قدم فوق الاخره بغيره وهى ترى زوجها مازال يبحث عنها الى ان نطق اخيرا بحرج:اححمم.. امى... هى شهد فين.
ابتسمع الجميع بتسليه فأجابت ريهام بمكر:طلعت تاخد شور يا ابيه... اصلها تعبت اووى فى عمايل الاكل النهاردة وهى بتحب دايماً تبقى ريحتها حلوه... فلللللله.
قالت الاخيره بغمزه عين وتأكيد لهذا الذى اشتعل جسده بها من جديد.. مجرد حديث اخته عن عبيرها الاخاذ أشعل جسده بها.. ولكن اين هى.. مهلا.. لقد تعبت اليوم كثيراً.. فل تأتى فقط وساريحها بين ذراعى جيداً ولكن...... 
توقف عقله عن التفكير والتخيل عندما فتح باب المصعد وخرجت منه بزيها الاسود مما اغضبه كثيراً وشبت نار الغيره بصدره فهى مازالت ترتدى ملابس الحداد على سعد. 
التقت عيناهم فنظر لها بغيره وغضب  ولكن بالنسبة لها نظراته غير مفهومة ولا تعلم لما ينظر لها هكذا. 
انتهى الطعام بين حنان شهد على طفلتها ومالك ايضا ومعاملاتها الرقيقة مع الجميع وتحاشيها النظر او التعامل مع يونس مما زاد غضبه وغيرته عليها فلم يخفى عليه حنانها ورقتها وشخصيتها الجميله جدا مع الجميع ماعداه هو فقط. 
جلس في الشرفة يحتسى القهوة مع والديه ومروه التى جلست تضع قدم على قدم وتحتسى القهوه وكأنها سيدة القصر. 
انتهت شهد من غسل يديها ووقفت تنظر بابتسامة لمالك الذى رفض ان تغسل هى يدى جورى ووقف هو بكل حب وحنان واهتمام يغسل هو لها يديها. 
تقدمت ريهام منها بمكر قائله:شوشو... تعالى اوريكى الحاجات اللي اشتريتها. 
ذهبت معها بحماس طفولى ودخلت غرفتها. 
ريهام :بصى ده. 
شهد :واااااو..... جامد. 
ريهام :وبصى الفستانين دول. 
شهد :حلوين اووى... مبروك عليكى. 
ريهام :لأ حاسه انه مش حلو. 
شهد :لا والله حلو خالص. 
ريهام :مش عارفة يمكن لو شفته على حد قدامى اقدر احكم اكتر. انتى عارفه الحاجة لما بنشوفها ملبوسه قدامنا بنعرف نحكم اكتر. 
شهد :لا ده بتاعك انتى... ماينفعش. 
ريهام :يالا بقا... مانا صاحبته وانا الى بقولك يالا كمان عشان ماما تشوفه وتحكم اخده ولا ارجعه. 
شهد:اوكى. 
ريهام :يالا قيسيه وانا هشوف لو يونس مش برا هندهلك عشان كمان بابا يشوفوا. 
فى الشرفه دخلت ريهام وطلبت من والدتها القدوم لرؤيه الفستان وخرجوا يطريقه تلفت النظر. 
ذهبت سريعا وطلبت من شهد الخروج. فخرجت وهى مطمئنه ان يونس قد غادر والا لما نادتها. 
كان مازال يحتسى قهوته بتلذذ إلى أن سقط منه لا إراديا وهو يرى امامه هيئه من الجنه.
  فتاة أقل مايقال عنها بديعه... ترتدى فستان كت من اللون العنابى مما اضفى على بشرتها سحر ولمعان خاص بفتحة صدر كبيره يظهر منه صدرها المنتفخ ناصع البياض بطريقه تسبب الشلل. جسد اسطورى اشعله حقا. 
رفع نظره الى وجهها... واااااااااااه من وجهها الجميل شفتيها التى تدعوك بإلحاح لالتهامها. ووجنتيها ذات اللون الوردي الجميل وانفها الصغير وعيونها اااه من عيونها.. ولكن مهلا... يشعر انه يعرف هذه العيون.. نزل بعينه مره اخرى الى جسدها الرهيب وساقيها الملفوفه ناصعه البياض.. من هذه.. من هذه.. من هذه... نطق بصوت مزهول :مين دى. 
كامل بضحك:ههههههه... بتسأل ليه. 
يونس بزهول وجسد مشتعل :هتجوزها.... والله اكتب عليها حالا. 
كانت مروه تستمع لهم بوجه محتقن من الحقد والغيره وهى تدعى عليها ان تتشوه. 
كامل :ههههههه يا خساره... بس هى متجوزه. 
يونس ببلاهه وجنون وإصرار :مش مهم... اطلقها منه واتجوزها انا... انا يونس العامرى مافيش حاجة تستعصى عليا. 
كامل بهتسريها الضحك:هههههههههه... طب خلاص.. ههههههه.. طلقها بقا.. هههههههه.. عشان تتجوزها تانى. 
نظر له بعدم استيعاب إلى أن قال والده :ههههههههه... هو انت كل ده ماكنتش شوفت شهد. 
صعقه وصدمه.. نظر مجدداً إلى عيناها.. هى.. هى.. هى. نعم هى نفس العينان التى سرقت من جفونه النوم.. ولكنه ابدا لم يتوقع ان تكون بهذا الجمال أبدا.. اساسا لم يتوقع ان يوجد على الأرض ومن بين الخلق جمال كهذا ابدا. 
لكنه قد تملك منه الغضب بشده. 
كل هذا الجمال له ومن حقه وهى تخفيه عنه.. مهلاً مهلاً.. تظهر امامهم بهذه الهيئه وهو لا.. كيف يراها أحد بهذه الهيئه اصلاً هل جنت تلك الساحرة الصغيره.. 
خرج من الشرفه بغضب واتجه اليها حيث تقف وهى تدور حول نفسها وتريهم الفستان عليها من جميع الجوانب وكلما اقترب زاد جمالها وازاد اشتعاله أكثر.. شهقت بفزع وخجل وهى تراه موجود وقد رأها بهذه الهيئة تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها. 
قبض على معصمها وسحبه خلفه بغيره وتملك جحيمى. 
اما ريهام فالتقطت هاتقها وقامت بمراسلة ملك عبر الوتساب قائله:حصل يا بوص.  يتبع . 
كان يقبض على يدها ويسير بغضب عاصف تتقافذ إلى عقله الأفكار... رآها والده وهى بهيئتها هذه وأيضا والدته وريهام.. كل هذا الجمال له وهى تحرمه منه وحتى من رؤياه.. مهلاً مهلا.. هذا المدحت يعرف بهذا الجمال كله.. هذا المدحت يعرف بهيئة زوجته الفاتنة وهو لا.. كل هذا الجمال ملك له.. ومحرم عليه.. ترتدى امامه هو النقاب مخفيه عليه كل شئ وتظهر أمامهم هكذا.
اما هى كانت تسير خلفه بتعثر وهو يسحبها خلفه بغضب يقبض على يدها بكفه الضخمة وهى تنصهر خجلاً من ملامسته لها هكذا ولكن خجلها الاكبر من هيئتها فهى كانت تحرص دائما على حدودها مع شقيق زوجها كما تفعل دائماً 
ماذا سيقول عنها الان.. ماذا سيعتقد.. وزوجته... يالخجلها منها... كيف لها ان تظهر هكذا امام زوجها من المؤكد ان مروه الان تسبها بافظع الشتائم ولها كل الحق في ذلك. 
كان يخطو سريعا السلم باتجاه شقته فهو لا يملك مفتاح شقتها. دخل وهو يسحبها معه وأغلق الباب بقوه. 
لا يدرى ايفرغ فيها غضبه منها اما يقبلها بمنتهى الجنون والشغف. لكنها وقفت امامه قائله بتبرير:والله والله ماكنت اقصد. نظر لها باستغراب لتكمل هى باقل من لحظه :انا والله ماكنت اعرف إنك برا... اا. ا. ريهام قالتى انك خرجت.. والله انا.. انا اسفه. 
كانت تتحدث وهى تبحث حولها بعينها عن شئ تستر بها مفاتنها الظاهره امامه بسخاء يسبب الموت المفاجئ. إلى أن وجدت أثناء حديثها وشاح حريرى اصفر فوضعته سريعا على كتفها فى محاولة لتغطية عنقها وصدرها . 
اماهو كان يستمع لها بغضب وكلما تتحدث يزداد غضبه.. اهى تعتذر لانه وأخيراً رأها.. وماهذا تضع شيئا يحول بينه وبين رؤيه جسدها الجميل. 
تقدم منها بغضب عاصف جعلها ترتعد وتنكمش على حالها. قبض على الوشاح والقاه أرضا وهو يقول بغيظ :شيلى ده 
اتسعت عينيها بتفاجئ. بينما هو يمرر عينيه على صدرها وذراعيها. ازاد ذعرها وهى تراه يقترب منها ابتلعت لعابها بخوف قائله:دكتور... ماينفعش كده. 
حاصرها بين ذراعيه والحائط وهو يلهث من شدة رغبته بها:اسمى يونس.. قولى يونس. 
شهد بخوف:دكتور... ماينفعش كده... ماتنساش انى مرات اخوك. 
رفعه رأسه بحدة قائلاً :انتى مراتى انا. 
شهد بتفاجئ منه فى تعرف بمقدار حبه لسعد:حضرتك عارف ظروف جوازنا ووو. ابتلع باقى كلماتها وهو يلتهم شفتيها بقسوه وجنون. بينما هى اتسعت عينيها حتى استدارت من شدة المفاجئة. ظلت تضرب بذارعيه وظهره بقبضة يدها الصغيره ولكنه كان مغيب فى قبلتها القاتله. يقبلها وهو يشعر انه يقطف من شهد الجنه. دوامه عاصفة التفت به وقع اثيرا لها اكثر واكثر فى تلك اللحظة وياليليته لم يقبلها اكان ينقصها شئ كى يصبح مهووس بها اكثر مما هى عليه.. قلبته هذه والتى اعتقد انها ستطفئ ناره اشعلته اكثر واكثر وبات جسده مشتعل بل يحترق بها ويريدها حالا. فصل قبلته لتأخذ أنفاسها بعد قبلته التى طالت لدقائق. اخذت انفاسها وهى تتحدث بصعوبه:دددكتور يييونس. ااانا مررا.. رراات اخو.. ووك... مرا.. ات. سس.. عد. 
هز رأسه بقوة وتملك رافضا :انتى مراتى انا.. بتاعى انا.. انتى فاهمه. 
وانقض عليها يقبلها من جديد يريد الصاق صكوك ملكيته عليها. وهى تحاول التملص من بين ذراعيه. أما هو مازال مستمتعا بمذاق اول قبله بينهم قبلته الوحشية العنيفه. كان يقبلها وهو يعتصر خصرها بين ذراعيه. 
قطع عليه نعيمه دخول مروه بغيظ فهى لم تتحمل اختفائهم معا لأكثر من ذلك وهبت من مجلسها تبحث عنهم فى كل مكان حتى أنها صعدت حيث شقة شهد وأخذت تضرب الجرس بجنون ولما يأست نزلت سريعاً الى شقتهم كى ترى أن كانوا بها. 
اتسعت عينيها بغيره وحقد وهى تراه يحتجزها بينه وبين الحائط ويميل عليها يقبلها وكأن قبلتها هى التى ستحييه من الموت. 
شهقت بقوه قائله :يوووووونس. 
ابتعد عنها على مضض ونظر خلفه وجدها تقف والشر يتطاير من عينيها. لعن فى خفوت لانها قطعت عليه نعيمه وايضا لم يرد ان يؤذى مشاعرها وتراه فى هذا الموقف مع ضرتها فهى بالاخر انسانه. 
اما تلك الصغيره فهى تكاد تفقد وعيها بعد ان ظبطت فى هذا الوضع المخل مع شقيق زوجها ومن هى التى امسكت بهم. انها زوجته هو.. تكاد تذوب قدميها اسفلها.. اصبحت كتله حمراء من شدة الخزى. 
نطقت مروه بفظاظه وهى تقترب منها. قبضت عليها من ملابسها باشمئزاز قائله :بتعملى ايه يا سافله هنا.. واقفاله يبوسك... خلاص مش عارفة تمسكى نفسك... اه ياو******. 
احتدت اعين يونس قائلاً بغضب:مرووووووه... سبيها. 
نفض يدها عنها فنظرت له بسخط وهى ترى علامات الرغبه باديه على جسده بوضوح. بينما فرت شهد هربا من هذا الموقف المخزى جدا بالنسبة لها وصعدت الى شقتها واوصدت الباب خلفها وسقت هى تبكى بقوه وقهر. 
اما عند يونس كانت تقف بشراسه قائله:ايه الى انا شوفته ده... ايه اللي كنت بتعملوا ده..... البت دى لازم تمشى من هنا انت سامع. 
لم يجيب عليها بالحديث إنما هو على وجنتها بصفعه دوى صوتها فى ارجاء المكان. 
رفعت عيناها له بصدمه قائله ببطئ:بتضربنى... بتضربنى انا. احتدت عيناها وقالت بغضب:بتضربنى انا عشان البت دى. 
يونس:الى بتتكلمى عنها دى تبقى مراتى.. انتى فاهمة.. مراتى.. وانا مش هسكتلك لو عملتلها اى حاجة تضايقها. 
تركها تغوص فى نار غضبها وغادر هو المكان بسخط عليها فهى قد قطعت عليه الذ لحظات حياته. 
تجنب النزول على الدرج كى لا يقابل والداه. 
جلس في سيارته وهو مغمض العين يتذكر قبلته معها ويقشعر جسده من مجرد التذكر. يالله اهكذا تكون القبل.. ام ان لشفتيها معنى خاص. 
لكنه فتح عينيه بغضب وهو يتذكر حديثها وهى تذكره بأنها زوجة اخيه... زوجة سعد... سعد.. سعد... انه.. انه.. أخاه.. لا بل ابنه الكبير. هكذا كان يعتبره دائماً.. ولكنه... ولكنه وقع صريعا لهواها.. من قبل ان يراها.. عيناها التى ارقت مضجعه.. هدوئها.. مرحها حنانها... اهتمامها بالجميع.. خجلها وحيائها... كل هذا جعله يقع لها حتى قبل أن يراها او يرى جسدها..... ااااااه واااه من جسدها المغوى هذا.. الذى يشعل اعتى الزهاد. 
ولكن اخاه... سعد... لا هو يعشقها... لكنها كانت زوجة اخيه... كانت... يعنى ذهب مع الريح. 
اصبحت تأخذه الأفكار وتتطيح به فى جميع الانحاء. وكلما تذكر قبلته يشتعل جسده رغبة من جديد. 
فى غرفة ريهام كانت تمسك الهاتف وهى تحاكى زوجها الذى عقد قرانهم فقط وتم تأجيل الزواج الرسمى بعد فترة الحداد على سعد. 
ريهام :ايوه يا ابراهيم... زى مابقولك كده.. وقام سحبها والشر بينط من عنيه ولسه مانعرفش حصل ايه. 
إبراهيم بضحكات عاليه:ههههههه.. ده انتى طلعتى داهيه.. ايه متجوز ريا وسكينه. 
ريهام:لا انا ريا بس... ملك هى سكينه بتاعتى.. تونزى. 
إبراهيم بنبرة تسليه وفضول:طب ومروه. 
ريهام:ههههههه. الفضول قاتلك صح... ماشاءالله.. نفس جيناتى. 
ابراهيم بنفاذ صبر:هاااا. يابت قولى بقا.. مابحبش جو الإثارة والتشويق ده.. هاتى الفيلم من اخره. 
ريهام بحنق:يابنى لا إثارة ولا نيله انا فعلاً ماعرفش ايه اللي حصل بعد كده.. انا وفقت راسين في الحلال وخلاص. 
إبراهيم بحنق:طب كان اولى توفقى راسى انا وانتى... بدل مانا هخلل جنبكوا كده. 
ريهام :فى ايه ياض مالك ماتنشف كده. 
إبراهيم :ياض.... فى أنثى تقول لخطيبها ياض... انا شكلى اتخميت فيكى ولا ايه. 
ريهام :اه مانت الى سايب كده على نفسك.... اسد يا ابراهيم فى ايه. 
إبراهيم :اه.. اهى قلبت على( على ربيع) اهى... سلام يا ريهام سلام. 
ريهام :استنى بس. 
إبراهيم :لا استكفيت. 
ريهام :هههه. خد هقولك. 
إبراهيم :سلام ياريهام سلام... ده أنا لو بكلم عم عبده بتاع الكشك الى تحتنا هيتدلع معايا عن كده... سلام. 
واغلق الهاتف فى وجهها فنظرت له بزهول قائله:هو قفل فى وشى ولا انا بيتهئلى. تفحصته مجددا إلى أن رددت قائله :لا قفل فعلا... ماشى ياواد ياجوزى يالى اسمك هيما. 
ثم نظرت للهاتف تعبث به فهم هكذا دائما فى مناوشات وشجارات ومزاح وهى تعلم انه خمس دقائق وسيهاتفها او هى تهاتفه ويتحدثوا وكأن لم يحدث شئ فهم نفس العقليه ونفس الطباع وأيضا نفس الجنون وهم يعشقون جنان بعض. 
اما على الجانب الآخر كانت مروه تتحدث في الهاتف مع اختها غاده بحنق:زى مابقولك كده.... طلعت لاقيت البيه نازل فيها بوس كأنه شاب فى العشرينات ومعاه صاحبته فى الكليه.. انتى متخيله... انا شوفته بهيئة عمرى ماشفته فيها وهو معايا انتى فاهمانى. 
غاده :يانهار اسود لو الى فهمته صح. 
مروه :ايوه هو اللى فهمتيه ده. 
غاده :من بوسه بقى كده. 
مروه:ماهو ده اللى هيشلنى... ده بيبقى معايا مده على مايوصل لكده.... هطق... هطق... والله مانا سيباها. 
غاده بشر:البت دى لازم نخلص منها من اولها كده.. ده مابقالهوش اسبوعين متجوزها  وبقى كده امال شهر شهرين هيوصل لأية.. يطلقك عشانها.. وتسيبلها هى الجمل بما حمل. 
مروه بجنون وطمع:لاااااا. فلوس يونس كلها ليا انا.... وهى هتفضل مرات سعد تاخد اخر الشهر كام قرش يادوب يكفوها. 
غاده:يبقى نخلص منها. 
مروه بغباء :هقتلها واخلص منها. 
غادة بشر ودهاء :طول عمرك غبيه... عايزه تموتيها عشان يتهموكى فيها.. ايه هتسميها ولا هترميها من البلكونه. 
مروه :خلاص حادثة عربيه فى الشارع وتبان قضاء وقدر. 
غادة :وافرضى كانت قطه بسبع ارواح ونجت منها. 
مروه :طب اعمل ايه. 
غاده بدهاء ثعالب:تكرهيها فيه وهى الى هتبعد وتهرب منه. 
مروه :يعني اعمل ايه. 
غاده :هقولك.. بصى ياستى....... 
اما فى شقة تلك المسكينه كانت تقف تحت المياه وهى تمزق شفتيها بيديها تزيل أثر شفاه يونس وعيونها تذرف دمعا... خرجت من المرحاض ووقفت امام صورة زوجها وهى تبكى قائله:اسفه... اسفه ياسعد... والله ماكان بمزاجى... هو. هو كان اقوى منى.. حاولت امنعه ماعرفتش.ثم اخذت تبكى وتبكى من جديد.. دقائق وذهبت لغرفة ابنتها.. ثمرة زواجها من سعد اخذتها باحضانها وغفت للصباح. 
فى صباح اليوم التالى 
استيقظ يونس من نومه ودخل الى المرحاض سريعاً فهو قد اتى ليلا متأخراً وقد تعمد ذلك حتى يتجنب وقت استيقاظها كى يمنع نفسه عنوه عن الذهاب اليها واخذها بالقوه فهو قد بات ليله مشتعلا بها بقسوه.. كذلك كى يتجنب الشجار مع مروه والتى يعلم أنها لن تمرر ماحدث بسهولة ولكنه لا يهتم.. تضايق من رؤيتها له معها فقط حفاظاً على مشاعرها كزوجه وأنثى.. ولكن ليس لشئ آخر فهو يونس العامرى.. رجل الأعمال المعروف.. له قوه وشموخ تكفى عشرة رجال.. لا يخاف من وزجته وإنما لا يريد إزاء مشاعرها. 
كانت تجلس على طرف الفراش تحاول اخفاء غيظها وحقدها.. فى محاولة منها لتنفيذ تعليمات وخطته اختها غاده. 
خرج من المرحاض وهو يلف خصره بمنشفه كبيره ويجفف شعره الذى بدأ يغزوه الشيب بأخرى. تقدمت منه متصنعه الدلال وتحسست صدره قائله :هتفطر يا روحى. 
رفع حاجبه باستنكار فمنذ متى هذا الاهتمام :لأ... متأخر على الميتنج. 
مروه :اوكى... براحتك. 
ثم خرجت من الغرفه وهى تبتسم بخبث فهاهو سيخرج وتبدأ هى معها. 
ارتدى حالته الرمادية مع قميصه الأبيض الذى أظهر عضلات جسده وفوقها سترته التى ستتمزق من ضخامة عضلاته. وضع عطره المصنوع خصيصاً له. وخرج من غرفته بحث بعينه عن مروه لم يجدها فابتسم بسخريه فاهتمامها المزعوم لم يطول حتى لدقائق. 
اغلق باب شقته خلفه وهو ينظر لأعلى يود لو ذهب اليها واخطتف قبلة الصباح.. ود لو يذهب فتودعه هى بحضن دافئ كما كان يراها أحياناً تودع به سعد.. وعند تذكره لسعد.. هاجت مشاعره من جديد.. مزيج من الغيره والحقد عليه.. وبعض من تأنيب الضمير فهو ابنه وشقيقه. خرج من دوامة مشاعره على صوت ابنه الغاضب. 
مالك :اللى حصل ده مايتكررش تانى. 
جورى :لوكا... دى ماما. 
مالك:مانا عارف انها ماما... شكرا على المعلومة. 
بونس وهو يقترب منهم :بس بس.. فى ايه بتزعقلها ليه. 
مالك :بس يا بابا انت مش هتفهمى. 
نظر له باستغراب قائلاً :قول بس فى ايه. 
مالك بغضب وغيره وتملك :الهانم.. اتاخرت على باص المدرسه.. طلعت وفتحت بالنسخه الى معايا عشان اصحيها لاقيتها نايمه فى حضن شهد. 
يونس بغيره :ماتقولش شهد. 
مالك :بابا قولتلك الى بنا 9سنين عمى فعادى... وبعدين انت الى سألتني ايه اللي حصل... شوفت اهو انت مش فاهمنى اهو. 
نظر له بغضب وتملك هو الآخر.. من قال انه لا يفهمه او لا يشعر بما يشعر به.. فهو الآخر ينظر بغيره وحقد لجورى التى كان يدللها كثيرا ويلقبها بزهره البيت... نامت باحضانها.. نامت باحضانها.. وهو الذى ظل يتقلب في فراشه وكأنه يفترش الجمر وهذه الطفله تنام باحضانها التى يمنى نفسه ولو بثلاث ثوانى داخلها... مهلاً مهلا. 
يونس بغيره واعين مشتعله:وانت معاك مفتاح شقتهم. 
مالك بزهو:اماال.. انا مسيطر يا والدى... معايا من يوم ماقررت ان جورى بقت بتاعتى. عشان اعرف اطمن عليها براحتى... وكمان عمو سعد كان بيخليني اطلع اطمن عليهم لما كان بيات فى الجيش. 
يونس بحده:هات المفتاح ده. 
مالك :لا طبعاً. 
يونس :مااالك... هات المفتاح. 
اعطى لوالده المفتاح على مضض فهو يواجه اى شخص ماعدا والده. 
كان يونس يتطلع لهم الاثنان بغيره قاتله فهى نامت باحضانها وهو رأها وهى نائمه.. غادر سريعاً قبل ان يسأل ابنه بلهفه كمراهق عن ماذا كانت ترتدى وما هى هيئتها وهى غارقه في النوم... بالتأكيد ملاك. 
كان مالك يتطلع لاثر ذهاب والده بغضب بسبب أخذه المفتاح منه. نظر الى تلك التى تنظر له بعيون القطط كى يسامحها. تنهد بعمق قائلاً :عقاب النهاردة عشان اسامحك ماحدش هيسرحلك شعرك... وهتستحملى تسريحى انا ليه. 
حورى بحنق طفولى وخدود منتفخه بغيظ لذيذ:بث انت بتنعكشو خالث. 
مالك مقلدا اياها بحب:خالث... اهو هو ده اللي عندى.. ومافيش حضانه النهاردة هتقضى اليوم كله معايا.. يالا قدامى عشان اسرحلك شعرك. 
جورى :لأ خلاث... ده شكلو كده..  احثن بكتير... انت بتبهدلو مث بتثرحوا. 
مالك وهو يمسك بوجنتيها:بس يالمضه..بس يالمضه... ويالا قدامى. 
جورى وهى تضرب الارض يقدميها:اووف.... ارحمني يارب. 
مالك وهو يسير خلفها:مش هيرحمك... انا قدرك ياجورى. 
صعدت مروه الدرج بزهو وقامت بطرق الباب مره واثنان وأكثر إلى أن فتحت شهد لها الباب. نظرت لها مروه بغيره وحقد وهى لا تستطيع ازاحة عينها عنها من جمالها الفاتن رغم أنها على مايبدو قد استفاقت من نومها للتو.. تتسأل ماذا لو رأها يونس هكذا بدلاً منها. 
مروه باحتقار:ايه بقيتى تفتحى بابك من غير نقابك عادى كده. 
شهد بخفوت وحرج على ما حدث بالأمس :لا بس اصل دكتور يونس مشى فاعادى. 
مروه :ده على اساس انك ماكنتيش قدامه عريانه إمبارح. 
نظرت لها بحرج وتلعثم وهمت للتبرير فقالت مروه باشمئزاز وتكبر:خلاص خلاص... يونس بيه.. جوزى انا... جه امبارح واعتذرلى طول الليل.. وباس ايدى ورجلى... وقالى ان انتى الى غوتيه. وانتى الى طلبتى بوسه.. وانك نفسك تحسى انك ست ومتجوزه... وقالى كمان ولا بلااااش. 
نظرت لها شهد بدموع ولم تستطيع الحديث. نطرت لها مروه بتشفى قائله:ام خميس إلى بتنضفلى مش هتيجى النهاردة والبيت لازم يتنضف... فايونس بيه.. جوزى إلى بيموت فيا... اقترح عليا أنك انتى الى تيجى تتضفيه ليا. 
نظرت لها بدموع قائله:دكتور يونس هو الى قالك كده. 
مروه بشراسه :اسمه بالنسبه لك يونس بيه... سامعه.. اوعى تنسى نفسك.. يونس بيه.. اتفضلى قدامى يالا.... وبلاش تخلينى اكلمه يسمعم بنفسه انتى مش ناقصه. 
لم تعى مايحدث هل سيجعلها خدامه له ولزوجته.. هل هذه هى الزيجه التى اقبلت عليها على مضض لتجنب صعوبات المجتمع فألقت بنفسها في بحر الذل والهوان. 
لم تسطيع الرفض ولا قوه لديها لمواجهتهم فهى ضغيفه هشة رغم ذكائها الحاد لكنها مسالمه جداً. ذهبت معها وهى تمنى نفسها انها ستفعل معاها هذا اليوم على سبيل المساعده وكاعتذار منها ولمشاعرها على ما شاهدته بالأمس. 
ولكنها تفاجئت بمروه تعاملها وكأنها حقا خادمه بل اسوء. 
انهت تنضيف الشقه وهى تلهث من تحكمات مروه بها وصعدت الى شقتها بعدما تأكدت مروه انها قد دعست على كرامتها كبريائها.. جلست خلف باب شقتها وهى تبكى قهراً وظلما فقد علم جميع من بالمنزل ان مروه اخذت شهد كى تنظف لها شقتها كالخادمه ولم يستطيع أحد الاعتراض عندما صرحت مروه وبقوه ان هذه هى أوامر يونس. فبرغم سخط أبويه على ماحدث لكن لا أحد يستطيع مناقشة يونس فى قراراته وهذا ما دفع مروه ان تكذب بهذه الكذبه دون خوف. 
مرت الايام ويونس يعود من عمله فى ساعة متأخرة جدا من الليل كى يتجنب الجميع ويتجنب رؤياها فهو فى دوامه مت المشاعر والافكار بين عشقه وغيرته وتملكه وبين أخيه الذى أصبح يخاف كتيرا من بدايه الشعور بالحقد والغيره تجاهه كونه امتلكها قبله وكانت له وكونها مازلت تعشقه حتى الان. 
اما شهد فلم ترحمها مروه طيلة الايام السابقه وزاد سخط الجميع على يونس ولكن ولا شخص منهم بادر بالحديث. 
وفى يوم هبطت شهد الباب بوهن فقد جاءت للتنضيف بدلاً من ان تصعد لها مروه وتوبخها. ابتسمت مروه بخبث وتشفى قائله :لا... انتى النهارده هتعملى حاجة تانية. 
نظرت لها باستغراب فاردفت مروه بتشفى:حسنين البواب اجازه النهاردة... وسلم العماره لازم يتمسح. 
نظرت له بوجه شاحب من الصدمه فابتسمت مروه بتشفى وغرور قائله:انتى اللى هتمسحيه. 
شهد بوجع وكبرياء مشروخ:بس... ازاى... دى شغله البواب ومراته... همسح كمان سلم العماره. 
مروة باحتقار:والله دى أوامر يونس بيه... يالا.. يالا.. ابدئى. 
شهد بوجع:طب وهو يونس بيه مش عارف انى منقبه... همسح ازاى سلم العماره دى كلها بنقابى والسكان طالعين نازلين. 
مروه:والله حبيبتي قولتله.... قال.. مش مشكلته.. تلقعه.. المهم العمارة سلمها يتمسح السكان وبدأوا يشتكوا.... يالا اتفضلى على شغلك... اووف. 
اغلقت الباب بوجهها. فنزلت دموعها بقهر. 
ذهبت بكل خنوع وتنازلت عن نقابها بقهر لان سعد قد رفض رفضاً قاطعا ان تخلعه ولكن هذا اليونس لم يراعى ذلك. 
قامت بتنضيف السلم وسط شهقات كامل وعزيزه وزيادة غضبهم من يونس.. ودموع جورى هى وشهد وهى ترى السكان النساء يرمقونها باشمئزاز... والرجال يقفوا مصدومين من كتلة الجمال والفتنة التى تقوم بتنضبف سلم العماره. 
انتهت من عملها وصعدت سريعا وخلفها جورى ومالك الذى غضب من والده بشده لما يفعله مع شهد الحنونه والاكثر لأنه السبب فى نزول دموع حبيبته جورى. 
سقطتت شهد على الارضيه البارده وهى تحتضن نقابها الذة تخلت عنه بقهر وتصرخ بدموع وصوت يقطع نياط القلب. فحجم المذله والمهانه التى تعرضت لها كافيه بوقف قلبها عن الحياه. 
صرخت باسم سعد تستنجد به كى ينشلها هى وابنتها من بحر الذل والمهانه التى غرقوا به من بعده. 
نظرت لابنتها التى تبقى بقهر ومالك يمسد على ذراعيها. ثم لنقابها وتطلعت على هيئتها بالمرأة امامها. 
كفمفت دموعها بقوه شراسه وهى تقول بخوت:ماشى يا مروه... ماشى يا يونس بيه....انا هوريكوا مين هى شهد... مش قلعتونى النقاب وذلتونى... قابلوا اللي جاى بقا......... 
تنظر للامام بشرود تفكر في القادم بينما شقيقتها تزرع الأرض ذهابا وإياباً بغضب عاصف. كيف... كيف يحدث هذا.
نظرت لها بغضب وقالت :انا عايزه افهم.. الى جوا ده ايه ها... ايه قالتها وهى تشير إلى رأسها بغضب.
شهد :ياملك افهمى... عقلى وقف عن التفكير... ايه مابتحصلش معاكى دى... لكن اما الموقف خلص قولت انا ليه ماضربتهاش بالى في رجلى على دماغها وتولع هى ويونس... بس بعد ما الموقف خلص... ايه عمرها ماخصلت معاكى.
ملك بغيظ :بتحصل.
ثم أكملت فى هجوم من جديد قائلة :بس برضه.... ايه ده ايه السلبيه المستفزة دى... دى بقالها اسبوع مشغلاكى خدامة عندها تنضفى وتمسحى وتهزيق واهانه وقلة قيمه وانتى كل ده ما اخدتيش بالك.
شهد بغضب لأن لا أحد يفهمها :يابنتى.. يابنتى افهمى بقا... انا كنت وخداها بحسن نيه انى كتير كنت بساعد ريهام في تنضيف شقة حماتى لو الست إلى بتتضف ماجتش... لكن اتفاجئت بيها بتقولى دى تعليمات يونس بيه.. هو.. هو السبب فى كل ده.
ملك بغضب:شهد ماتستفزنيش....انتى غلطتى لما وافقتى على وضع زى ده.. ده انتى مرات ظابط اد الدنيا.
شهد بانفعال:افهمى افهمى... ماكنتش مستوعبه... وفى البداية كنت محرجه من الموقف الزباله الى البيه حطنى فيه ماعرفتش لا اواجهه ولا اعاتبه حتى مروه الزفت دى كنت محروجه منها... تخيلى انك تشوفى منير جوزك بيبوس مرات اخوه.
ملك:طب اهدى.. اهدى.
سكتت قليلاً ولكن اردفت بحنق :لكن حماكى وحماتك دول ايه... خيال مقاته... مش عارفين يقفوا في وش ابنهم.
شهد بشرود :سعد كان عامل عليا حماية كبيره اووى خلاتنى ماتعرضش ولا اتعرف على حاجات كثير وأولها ان ابو سعد بيعمل الف حساب وحساب لالى اسمه يونس ده.
ملك:ايوه بس المفروض انهم بيحبوكى.
شهد :بيحبونى اه.... بس وقفوا يتفرجوا وكل واحد فيهم خاف يقف فى وش يونس.
ملك:هو فى كده.. دى الدنيا اتشقلب حالها... يعنى الأب هو الى هايب ابنه مش العكس.
شهد:اللى عرفته وواجهته من ساعة جوازى من الى اسمه يونس ده خلانى اتاكدت ان فعلاً الدنيا اتشقلب حالها.
وقفت من مجلسها قائله بغضب:يعني المفروض انهم بيحبونى والمفروض برضه انى امانه سعد ليهم انا وبنته والمفروض انهم عارفين ان مروه دى زباله. بس ساعة الجد كله وقف يتفرج عليا.
نظرت للنافذه وتنهدت بعمق قائله :انا فى اليومين اللى فاتوا دول اتعلمت ان مش بكتر الناس حواليك.. ممكن يكون معاك شخص.. شخص واحد بس.. لكن ب100شخص... وممكن يبقى حواليك 100 شخص وكويسين بس ساعة الجد يخافوا ويكشوا... ماحدش فيهم رضى يرفع سماعة تليفون على ابنهم يقولوا ايه الى انت عامله فى ارملة اخوك ده.
خافوا من يونس وخافوا من مروه... بنتى كانت بتعيط قدامهم عشانى وماحدش فيهم اتحرك... اه كانوا زعلنين عشانى بس ده مايغفرلهمش ان ماحدش فيهم اتحرك.
ثم اكملت ودموعها قد هددت بالنزول
لكن انا الى قاهرنى بجد.. انه.. انه خلانى اقلع النقاب.
قاطعطها ملك قائله:ايووووووه... انا بقا عايزه افهم قلعتيه ليه... مافى ستات وبنات كتير منقبين وبينضفوا بيه عادى.
شهد بصراخ ودموع وانفجرت وهى تضع يدها على وجهها صارخه:ماعرفش... ماعرفش وده اللى تاعبنى... بيقولها تقلعه عااادى.. عادى.. شوفتى الفرق.. سعد كان مشدد عليه حتى لما كنت بتحايل عليه عشان زهقت وهو بيخنقنى. رغم انه عمره مارفضلى طلب لكنه رفض.. رفض نهائي.. لكن ده عديم النخوة والدين يقولها تقلعه مش مهم السكان في العماره اشتكوا من نضافه السلم... لاقيت نفسى بسمع الكلام.. غلط... غلط واتقهرت انى عملت كده... بس بعد ايه.. بعد ايه.
وقفت ملك وذهبت اليها وقد انخلع قلبها عليها من هيئتها وصراخها الهستيرى فجذبتها لاحضانها قائله :اهدى... اهدى ياشوشو احنا لسه فيها.. تلبسيه عادى.. ماتتنازليش عنه ابدا.
قالت من بين دموعها :مش هتنازل عنه وهتمسك بيه بس بعد ما اعلمهم الأدب الاول.
ملك بتوجس :ايه يا شوشو هتعملى ايه.. مش هينفع تخرجى من غيره مش ناقصين بلاوى وبعدين ايه لابساه وبعدين تقلعيه يومين وبعدين تلبسيه تانى مش لعبة هى.. هو ياتلتزمى بيه ياتكتفى بالحجاب بس.
شهد بغضب:مش قبل ما اندمهم الأول.
مللك:هما مين.. شهد انتى عمرك ماكنتى بالشر ده وانا ماحبش ابدا اشوفك كده.. ماتتحوليش لوحده وحشه مع كل الناس عشان يونس ومروه اذوكى... انتى مميزة بطيبتك وشخصيتك الجميله.. اوعى تسمحيلهم يشوهوها.. اوعى.
شهد بعمق :ماتخافيش ياملك انا عمرى ما هبقى كده ولا احب ابقى كده ومفرقه كويس بين اللى اذانى بجد واللى مأدنيش بس وقف يتفرج عليا... انا مشكلتى مع مروه ويونس بس... وكمان ماتخافيش عمرى ماهتنازل عن نقابى ابدا.
صمتوا قليلا الى ان قالة ملك :بس فى حاجة مش مظبوطه... فى حاجة غلط.
شهد :مش فاهمة حاجة ايه.
ملك:من اللى انتى حكتيه باين اووى ان يونس ده معجب بيكى جدا... لا ده هيموت عليكى كمان... يبقى ازاى هيقول لمروه تعمل كده.
نطرت لها شهد واخذت تفكر قليلاً الى أن نفضت هذا الحديث عن رأسها قائله :لا طبعاً... انتى بس بيتهئلك.
ملك باصرار:وليه لا ده انتى.. قطعتها بغضب ونفاذ طاقة قائله :ملك الله يباركلك كفايه كلام عن الراجل ده... انا والله مش مستحمله ولا بنتى كان زمانى عامله فى نفسى حاجة.
ملك :بعد الشر عليكى. اهدى اهدى.
فى شقة يونس تجلس تلك الحرباء مع اختها غاده يضحكون بانتصار.
مروه :برافوا عليكى بجد.. انا لو كنت قتلتها ماكنتش هتبسط واشفى غليلى كده اد ما شفيته وانا بشوفها مذلوله وبتشتغل خدامه عندي... وكلو كوم وزلها كوم وهى بتنضف السلم والى رايح وإلى جاى يبصلها من فوق لتحت. (لم تريد أن تذكر أن عيون الرجال قد جحظت من فتنتها).
غادة بغل:شوفتى بقا... كده هتكره يونس واليوم اللى شافته فيه.
مروه:الخوف بس لا تروح تقوله... ده هيقلب الدنيا. 
غاده بدهاء:لأ.. لو ناويه تقول كانت قالت من قبل ماتعمل وماعرضتش نفسها للاهانه دى.. لكن هى خافت تتكلم... لكن الخوف الى بجد من اهله.. امه وابوه والبت ريهام.
مروه :لاااا.. كلهم خافوا يواجهوا يونس.. مع انها كانت خدماهم بس هما حبوا يبقوا فى الامان.
غاده :طب ومالك... ده لسانه متبرى منه ومش بيهمه حد.
مروه بثقه:لأ.. مع اى حد الا ابوه.. بيعمله 100حساب.
غاده:تماااام. اوى.
نظروا لبعض ثم تعالت ضحكاتهم بشر على ما فعلوا وما سيفعلون.
امام المبنى السكنى الخاص بهم يقف بواب العماره (حسنين وهو رجل فلاح من الأرياف في الخميس من عمره) يتأفف بسخط من كمية الشباب التى جاءت اليه للاستفسار عن هوية تلك الفاتنة التى كانت تقوم بتتضيف السلم.
وقف وامامه ثلاثه شباب يبدو عليهم الثراء وكل منهم يحاول ان يأخذ اى معلومه عنها.
وقف يونس يصف سيارته. اسند رأسه للوراء يفكر بأمور عده فقد تعقدت أشياء كثيرة في عقله. لقد نوى على الترشح لمجلس الشعب عن دائرته. هل ماسيفعله صواب ام خطأ.. ولكن دائما ماتقفز تلك الصغيره الى عقله.. هيئتها المهلكه وقبلتها العاصفه التي كادت أن تودى بحياته.. هو لم يكن يوما من الرجال ذو العلاقات النسائية المتعددة.. فهو على الرغم من انه دائم السفر وكثير من النساء قد عرضن انفسهن عليه إلا انه لم يكن يوماً هكذا رغم عدم حبه لزوجته لكنه لم يكن ذلك الرجل الشره ناحية النساء ابدا... عرضت عليه النساء من كل صنف ولون ولكنه لم يشتعل يوما كما يشتعل الان بزوجة اخيه.. والتى هى من المفترض انها زوجته... حاول الايام الماضية الابتعاد.. قبلتها هذه كانت كنار اشتعلت به.. مجرد قبله جعلته يثور ويموج في بحر من الأحاسيس المخطلطه ولكن الشعور الأقوى وهذا ما افزغه حقا هو الغيره وبدايه الشعور بالحقد ناحية أخيه لا بل ابنه سعد... نعم فهو بدأ بالحقد عليه.. فهو قد امتلكها قبله.. كانت له ينعم باحضانها.. قبلتها التى قلبت كيانه قد نال منها الكثير والكثير.. لا بل ونال الأكثر.. لقد كان ينعم بحنانها واحتوائها...اطرب أذنيه بصوتها العذب ذو البحه المميزه.. حقد.. حقد عليه كثيرا ومع بداية نمو هذا الشعور داخله انتفض عقله صارخاً.. انه سعد.. ابنك.. لكن هذا الشعور حقا بدأ بالاستحواذ عليه. وهذا ما جعله يبتعد.. ربما بالبعد ينتهي هذا الشعور ولكن بعده هذا قد زاد شوقه إليها بجنون.
تنهد بعمق وفتح باب السيارة وترجل منها وذهب باتجاه البنايه وقد تجاهل وقوف هؤلاء الشباب واتجه نحو المصعد ولكن استوقفه حسنين البواب منادياً.
حسنين:يا يونس بيه.. يونس بيه.
التفت له باستغراب قائلاً :فى حاجة ياحسنين.
حسنين البواب :بعد اذن ساعتك يابيه.. بس انى مستنى حضرتك من بدرى.. وبعد اذن سعادتك بس انى راجل فلاح.. غلبان وعلى كدى اه بس احنا ماتعودناش نسكت على حاجه زى كده.
عقد يونس حاجبيه قائلاً :ايه فى ايه ايه اللي حصل.
حسنين بعرق فلاحى اصيل:ياسعادة البيه بعد اذن جنابك يعنى انى هعارض جنابك ورزقى على الله.ده الرزج ده بأيد الخلاج.
يونس وقد بدأ غضبه فى الظهور :ايه اللي حصل اتكلم.
اخفض حسنين الرجل الحر البسيط رأسه قائلاً :مايصحش يعنى ياسعادة البيه اللى جنابك امرت بيه ده.. تخلى الست الشهد.. مرات اخوك.. تمسح هى سلم العماره مايص... قاطعه وهو يمسك به من تلابيبه غاضبا وقد ظهرت شياطينه ويهزه فى جميع الاتجاهات بثورة قائلاً :انت بتقول اييييه.... انت اكيد اتجننت. 
حسنين ورغم خوفه قال:لا يا بيه.. ده الى حوصل.ثم اكمل وهو يتحدث بسرعه قائلاً :لكن ياسعادة البيه ماكنش يصح ابدا تأمر كمان انها تخلع نجابها أكده... ده انا جالى ولا 50جدع بيسالو عليها اللي عايزها تخدم عنده واللى عايز يتجوزها. 
احتضنت الجحيم عيناه والقى بحسنين ارضا وذهب مالاعصار للداخل. 
كان يدق الجرس بيد والاخرى تدق الباب الى ان فتحت ريهام له فانكمشت على حالها وهى ترى هيئة اخيها الشيطانية هذه. 
صرخ باعلى صوته منادياً على والدته وابيه. 
واخذ يكسر فى اثاث البيت ويقلب السفره والكراسى حطمها جميعاً قائلاً :انتو.. ازاى.. ازاى تعملوا كده فى شهد ازاى. 
كامل:احنا اللي ازاى برضه.. احنا اللى ازاى... انت الى امرت انها يحصل فيها كده... هى دى أمانة اخوك الله يرحمه. 
يونس بغضب وهو يكسر احد المقاعد من شدة غضبه العاصف:أمرت.... أمرت بايه.... انا مستحيل اعمل كده وامرت مين أصلا... وازاى انتو تسكتوا.... بقا انتو تسكتوا وحسنين هو اللى يتكلم والله عيب... عيب اووى. 
انزل كامل وعزيزه وريهام رأسهم بخزى فهذا العامل البسيط لديه نخوه عنهم(من قال انه من الضروري أن يأتيك الدعم من القريب الذى طالما دعمته فقد يقف يشاهد مايحدث كى لا يواجه التيار فى حين ان من يقف الى جوراك رجل غريب لم تقدم له العون مره) 
نطقت عزيزه بتلعثم وارتباك :ماهو يابنى.. قاطعها بغضب:ابنى ايه وزفت ايه... مين اللى قال انى امرت بكده. 
قالها بصراخ عظيم جعل ريهام تقول بسرعه:مروه مراتك... مش بس كده دى كانت مشغله شهد خدامة عندها الأسبوع اللى فات كله. 
_مررروووووووووووه. 
كانت تجلس ببرود تضع المانيكير فى اطافرها وهى تدندن فرحا وشماته بما فعلته بغريمتها الفاتنة ثوانى ولم يفتح الباب. لا بل سقط ارضا بسبب دفعه واحده من كتف هذا الثور ذو العيون الحمراء وهيئته توحى بأنه سيقطع لحمها حيه الان. 
شحب وجهها فزعا وهى تراه يقترب منها بهذه الهيئة وهو يكسر كل شئ فى طريقه سواء مقاعد من الخشب او فازات من الخزف او اى ديكور موضوع وفى ثوانى اصبحت الشقه عباره عن كومه من المخلفات نتيجة لتكسيره كل شئ. وصل اليها امسك بها ولثانى مره فى حياته يرفع يده على امرءه والمرتين  كانت لها ولكن مافعلته حقا شنيع. 
اخذت تصرخ وتصرخ وهو يصفعها على وحنتاها يمينا ويسارا. 
تركها بغضب وهى تصرخ عليه لتعرف لما يفعل ذلك. 
صعد لأعلى سريعاً جداً واخذ يدق الجرس بقوه الى ان فتحت له شهد دون نقابها من شدة دق الجرس قد نهضت مسرعة. احتدت عيناه غيره وهو يراها تفتح بكل هذا الجمال ماذا لو كان الطارق شخصا غيره... ماذا لو كان والده او امه اوريهام او ابنه مالك. 
اول ما رأته نطرت له بحنق وغضب لما فعله بها ولكنها حساسه جدا فترقرقت الدموع بعينها. اشتد هو غضبا وهو يرى نظرات الكره الممزوجه بدموعها فى عينيها.
يونس بغضب:ازاى تفتحى كده من غير نقابك.
شهد بغضب هى الاخرى:نقاب ايه يا يونس بيه.. انا بنفذ اوامر سيادتك.... مش انت اللي امرت بكده. 
زم شفتيه بغضب وكور قبضه يده ثم اتجه بها للداخل وهو يأمرها بحده مخيفه:البسى نقابك حاالا. 
شهد مطصنعه الشجاعة :لا مش هلب.... قاطعها بصراخ :قولت البسى يالاااا. 
وكطفله صغيره فى ثوانى ذهبت للامتثال لاوامر والدها الغاضب. وقد تبخر اى وعد قطعته لنفسها او لاختها بأنها ستنتقم منه.. امجنونه هى كى تفكر في التصدي لهذا الثور الضخم. 
سريعا سريعا ارتدت نقابها على ثيابها وخرجت بسرعه وتخبط. تظر لها بتقييم لدقيقه ثم قبض على يدها وسحبها خلفه وهى تسير محاولة مسايرة خطواته الواسعه. نزل بها الدرج وهو ممسك بها. شهقت بتفاجئ وهى ترا باب باب شقته قد كسر أرضا واثاث بيته كله مكسر وتلك الحرباء واقعه ارضا بألم. 
سحب يد شهد معه ودلف الى الداخل قليلاً وقال بغضب:مرووووووه... انتى طاااالق... وبردو مافيش حاجة هترحمك من الى عملتيه... هوريكى النجوم فى عز الضهر. 
شهقت شهد بقوه مفاجئة وقد الجمت الصدمه لسانها وعقلها حقاً. وكذلك الجميع الذى كان قد صعد على صوت الصراخ والتكسير بعدما صعد هو لشهد. 
وكما حدث مع شهد مسبقا وقفوا جميعاً وهم يشهقون بصدمه ولكن لم يواجه أحدهم يونس أيضا. 
أخذت مروه تصرخ وتصرخ وهى تتوعد له ولهذه الشهد. تركهم جميعاً مبهوتين بما حدث والأخرى تصرخ وتصرخ وسحب هو هذه الصغيره ونزل بها الدرج وهى تسير خلفه لا تعى اى شئ. 
وصل الى سيارته وفتحها واجلسها فيها بالقوه وهى لا تقول شئ غير:جورى... جورى قربت تيجى من الحضانه.. جورى. 
اما هو فكان غضبه متمكن منه وهو يتخيل كم الاهانه التى تعرضت لها وكم الذل... كم شخص رآها وهى تنضف سلم العماره الشاهق وكم التعب الذى واجهته... هل رآها رجل او امرءه بغير نقاب... وعند تذكره لحديث حسنين البواب بان الكثير من الشباب العزاب يريدونها تخدم لديهم.. واخرين يسألون عنها للزواج. وعند هذا الكم من الافكار كان يضغط اكثر على بنزين سيارته فتزداد سرعته.. صرخت هى بقوه فزعه وقد بدأت دموعها بالهطول. 
توقف امام احد الفنادق الكبرى ونزل هو واستداى اليها يسحبها معه وهى لا تردد غير:مودينى فين... طب بنتى طيب... لو سمحت بس قولى هنروح فين.
وقف فجأة وقد رق قلبه لخوفها هذا. وبدون خجل او مقدمات ادخلها لحضنه وهو يضمها بقوه ويغمض عينيه براحه فهى الان فى احضانه. 
اما هى فشهقت بخجل وهى تستشعر ملمس جسده كاملا على جسدها ورائحته الفريدة تتغلغل الى انفها.. حتى عندما كان يقبلها لم يكن بكل هذا التلامس الذى قشعر جسدها كله. 
وإذا كانت هى قد اقشعر جسدها من وضعهم هذا فما حاله هو.. انه يشعر بالاشتعال لا لقد احترق وانتهى وهو يشعر بطراوة جسدها المهلك على جسده الصلب. استغرق الوقت لحظات خاطفه استطاعت دفشه بعيدا عنها وهى غاضبه وهو استجاب فقط لأنهم امام الناس ولا يصح هذا ابدا حتى ولو كانت زوجته. 
سار وهو يسحبها محتفظا بابتسامه كبيره على وجهه. من يراه يجزم انه ليس نفس الشخص الذي كان يكسر ويحطم كل ما يراه امامه ولم يترك منزل والده الا وهو حطام. بقايا منزل بمعنى أصح. 
دلف للداخل وهو يمسك بها كأنها ابنته وهى تهز رأسها يمينا ويسارا تحدق به ببلاهه لا تعى اى شئ هل طلق مروه منذ قليل حقاً.. ولما كسر كل شئ بالبيت... ولما جاء بها لهنا... ماذا جد... ماذا يحدث. 
قطع وصلة التوهان والتفكير هذه استقبال مدير الفندق له بحفاوة كبيرة. 
رفعت حاحبها متعجبه الهذا الحد هو معروف في أشهر وافخم الاماكن. لكن هناك ما يشغل بالها اكثر فهذا موعد خروج جورى من الحضانه. غضبها ناحية ذلك الضخم تزداد وتزداد. فهى لم تنسى ما أمر ان يفعل بها ولكن اذا كان أمر بذلك لما طلق مروه. 
وجدته يتحدث بكل غرور قائلاً :عايز احجز سويت. 
تحدث مدير الفندق :اتفضل يافندم اتفضل انا هعمل الححز بنفسى يافندم. 
ذهبوا  باتجاه مكتب مدير الفندق الذي قال:أهلا اهلا... نورتنا والله يا يونس بيه... دى مدام حضرتك. 
انشرح قلب يونس لهذه الحقيقه قائلاً بفخر:ايوه. 
صوبت شهد له نظرات حارقه من عبونها التى تظهر من بين النقاب ولكنها لم تكن لتخيفه بل جعلته يبتسم بخفه ومرح وهو ينعى قلبه الذى على ما يبدو وقع لها. وقع لها وهو يعلم انه سيتعب معها كثيراً ولكن لا بأس. 
بعد قليل انتهى من حجز الغرفه سريعاً وذهب معه مدير المكان يوصله بنفسه لجناحه فلم يكن بيدها غير الاستجابة ليده التى تقبض على كف يدها الصغيره وتسير معه الى حيث يريد. 
نفضت يده بعنف بعدما أصبحوا بمفردهم وقالت بغضب:ممكن تفهمني ايه اللي بيحصل واحنا هنا ليه وحاجز السويت ده لمين. 
وقف أمامها بشموخ قليلا يستمتع بغضبها اللذيذ ثم اقترب قليلاً ومد يده ورفع عنها نقابها فظهر وجهها الجميل الفاتن. وبلا شعور منها ازاح باقى حجابها فانسدل شعرها الحريري خلفها وزاد من وهج السحر الخاص جدا جدا بها. اقترب اكثر ووضع يديه حول خصرها والصقها به بشتم رائحتها يتحسس جسدها جسدها برغبة تعلمها جيداً فهى سبق وتزوجت. رفع وجهه مقابل وجهها وهمس أمام شفتيها بصوت مبحبوح ولاهس من الرغبه قائلاً :فى عقاب جامد اووى عشان فتحتى من غير نقابك. بس الاول هعمل حاجه همووت عشان اعملها. 
لم يدع لها وقت لتفكر او تعترض إنما التهم شفتيها بتلذذ ونعومه فى قبله متمهله فاجئتها وجحظت لها عيونها اما هو فكان يغرق أكثرر
رواية شهد حياتي🍯🍯 يتبع....
بكل قوتها دفعته بعيدا عنها. من يظن نفسه هو ومن يظنها هو هى.
اتسعت عينيه بصدمه وهو يراها تدفعه بعيداً وهى تصرخ قائله :ابعد عنى.... انت فاكرنى اييييه... وفاكر نفسك ايييه.
يونس محاولا كبت غضبه:شهد... اهدى.
شهد بحدة :ماتنطقش أسمى على لسانك... ازاى تقرب كده منى... انت اتجننت.. انا مرات اخوك.
وعلى ذكر هذة السيره تحول حقا الى رجل مجنون وعاد عضبه من جديد هيئته حقا لا توصف احمرار عينيه كاللهيب وصدره يعلو ويهبط من شدة الغضب والغيرة وملامح وجهه توحى بقدوم الجحيم. اقترب منها بهدوء القى الرعب والرجفه فى جميع اوصالها وقال وهو يشعر بالحقد على اخيه الصغير.. الحقد الذى حاول كثيرا مقاتلته ولكنها بتمسكها بذكراه تنمى هذا الحقد اكثر واكثر.
يونس بقوه وغضب :انتى مراتى انا... بتاعتى انا... ممنوع تقولى كدة تانى... انتى بتاعتى خلاص.. انتى مراتى انا... واقرب منك وقت مانا عايز... لا واقرب على طول.
رغم خوفها الشديد منه إلا أن ذلها وكسرتها فى الأيام الماضية جعلتها تنظر له بكره شديد وعادت دفع يده عنها وإبعاده بقوه قائله:قولتلك ابعد عنى... جوز مين انت.... انت عمرك ماتبقى جوزى... جوزى هو سعد... تيجى ايه انت فى سعد.
صرح بحقد كبير:انا احسن منه... انا اشترى 100زيه بفلوسى.... انا مليونير ودكتور... انا احسن منه 100مره.
كانت تستمع له بزهول مصدومه من كمية الحقد الظاهره عليه فى حديثه. حقا مصدومه متى ولماذا تحول هكذا. لا تعلم هى.. لاتعلم انها وبدون قصد هى من فعلت ذلك هى من جعلت المستحيل حقيقه واصبح يونس يكره ويحقد على اخيه بل ابنه الذى رباه.
شهد بصدمه :انت... انت ازاى بتقول كده... انا ازاى ماكنتش شايفه انك كده.. معقول كنت بتمثل انك بتحبه وانه ابنك مش اخوك... معقول انا كنت فهماك غلط.
صرخ بها بحزن:انتى السبب.
اتسعت عيونها حتى استدارت وهى تردد بصدمه :انا... انا ازاى... انت هتستهبل.
يونس :شهد... اتكلمى كويس.
شهد بكره وحده :انا مش عايزة اتكلم معاك اصلاً.... انت ليك عين تكلمنى وبكل بجاحه جاى تقرب مني كمان بعد الى أمرت انه يتعمل فيا.
سب يونس تحت انفاسه بغضب وهو يعلم أنه حتى الان لم يوضح لها ماحدث وان مروة هى من فعلت ذلك.. يعلم يعلم لها كل الحق. حقا سب غباءه فهو كان لابد ان يفسر لها ماحدث قبل أن ينقض عليها بالتقبيل كرجل الكهف هكذا... ولكن ماذا يفعل بحنونه بها... جنونه الذى بات يقلقه هو شخصيا.
اخذ نفسا عميقا وحاول التحدث بهدوء قائلاً :انا ما امرتش بحاجة... مروه عملت كده من نفسها ولسه عارف النهاردة من البواب.
شهد باستنكار:يا سلام والمفروض انى أصدق مش كده.
يونس بحده طفيفة :امال المجزره اللى كانت في البيت دى ليه... وكسرت على مروه البيت وطلقتها ليه.
رفعت عيونها له تنظر له بقوه فارتجف هو بعشق ورغبه بعشقها وهى ترفع عيونها له فهذه من المرات القلائل التى تحدث فيها فحتى وهى غاضبه لا تركز ببصرها عليه.
شهد :يعني انت ماعملتش كده فيا.
تنهد براحه لبداية اقتناعها:لا.. مستحيل اعمل كده فيكى.
شهد :يعني انا كل ده كان بيتلعب بيا... وابله مروه ليه تعمل فيا كده... دى.. دى كانت بتخلينى.. ااا. ولم تتحمل وصف ماحدث لها وشرعت فى البكاء. فحزن قلبه بشدة وهو يتخيل ماحدث معها واقترب منها واحاطها بذراعيه فتخللت رائحته القويه الفواحه الى انفها ثم إلى قلبها محدثه خفقات عاليه. اما هو فكان ينظر لها عن قرب بعشق ووله. يشكر الظروف والارهاب الذى قتل اخيه.. نعم يشكرهم من كل قلبه فلولاهم ماكانت تلك الصغيره الان بين يديه الان بهذا القرب المهلك الذى اصبح مجنوناً بها. مشاعر غريبه يحب اخيه لكن يكرهه.. رباه ولم يتمنى موته لكن حمدا لله إنه مات وتزوج هو بشهد.. ماهذا التذبذب يا الله... يديه أصبحت تمسد على جسدها تهدهده حتى تهدأ ولكن مالبثت ان تحولت إلى اخرى راغبه بشده.. ثقل تنفسه ويديده وعيونه تنتقل بخبث ورغبه إلى صدرها وفخذيها. وهنا كانت الانتفاضه من قبلها. جهاز الإنذار الخاص بعقلها قد عمل بقوه فانتفضت بين يديه لتبتعد.
يونس بانفاس ثقيله من الرغبة :شهدى... خليكى... ماتبعديش.
شهد بحزم:لو سمحت يادكتور ما..
قاطعها وهو يجذبها إليه :يونس.... أسمى يونس.. عايز اسمعها منك.
شهد :لأ طبعاً مايصحش... ولو سمحت ابعد... كده ماينفعش ابدا.
يونس :هو ايه اللي ماينفعش.... انتى مراتى.. انا جوزك.
شهد بقوه:انا مرات سعد.
يونس بغضب:مافيش سعد... مش عايز اسمعك بتنطقى الاسم ده تانى أبدا انتى سامعه... انتى مراتى انا وبتاعتى انا... تمسحى من حياتك الاربع سنين إلى فاتوا... مافيش فى حياتك غير جوزك يونس... يونس العامرى انتى سامعه.
شهد :انت اتحولت كده امتى... وايه اللى غيرك... انا ماكنتش واخده عنك فكره انك كده أبدا.
أراد الاعتراف بحبه لا بل بعشقه وهوسه او بجنونه بها... أراد أن يخبرها انه ايضا لم يكن يعلم انه هكذا.... كان يستغرب بشده من افعال ابنه مالك ونزعة التملك الشديدة به لم يكن يعرف انه ببساطه قد ورثها منه. ورث منه التملك المجنون الذى ظهر عندما وجد من يعشقها. لم يكن هكذا مع رانيا ولا حتى فى المرتين الذى اعتقد انه قد أحب فيهم فى فتره المراهقه او ايام الجامعه. الان فقط أيقن انهم لم يكونوا حبا على الاطلاق. فالحب حقاً هو مايشعر به الآن.. لا لا... مايشعر به الآن اقوه بمراحل من الحب بل تخطى حاجز الهوس والجنون.
نطق وهو ينظر فى عينيها التي وقع صريعا لها :هتصدقينى لو قولتلك ولا انا كنت اعرف انى كده... معاكى بس بقيت كده... معاكى كل حاجه فيا اتغيرت. حاجات كتير فى شخصيتى ظهرت وحاجات اختفت.. انا نفسى مستغربنى.
كانت تنظر له بتمعن وتتعجب من اريحيته فى الحديث معها فقد كان يتحدث بسكينه وراحه فقالت:حاجات اية.
اخذ نفسا عميقا وابتسم محاولا تغيير الحديث :مش وقته....المفروض تاكلى دلوقتي.... انا عرفت إنك ماكنتيش بتتغذى كويس الفتره الى فاتت.
ابتسمت بخجل اذابه اكثر واكثر قائلة :لا شكرا.
نظر لها باستنكار وهو على مشارف الغضب. اتعده غريبا عنها وغير ملزم بها. من المفترض انه زوجها تطلب منه كل شئ ويكون هو اول شخص تفكر فيه حين تريد اى شئ.
يونس بقوه:هو المفروض أنى بعزم عليكى وانتى تتكسفى وتقولى لا شكرا وتستنى لما تروحى بيتك وتبقى تاكلى وكدا.... انا جوزك... يعنى اول واحد تجرى علية وتتعلقى فيه وتقوليلوا انا عايزه كذا... ليه مصره تعملى كده.
شهد بتلعثم من طريقته وتفكيره :انا... بس....
يونس مقاطعا اياها وهو يلتقط الهاتف:الو... الروم سيرفس.. عايز غدا هنا في السويت... اوكى.... بيتزا... وعايز الحلو مارشميلو.. اوكى.
اغلق الهاتف ونظر لها وجدها تنظر له باستغراب. فابتسم وهو يعرف السبب وقال:مالك بتبصيلى كده ليه.
شهد :لا بس مستغربه... عرفت منين انى بحب البيتزا. وان حلاوياتى المفضله المارشميلو.
ابتسم وكان سيخبرها انه دائما كان يرى سعد يجلب لها البيتزا للبيت ويقوم بشراء المارشميلو لها ولكن تقلصت معالم وجهه بحقد وهو لا يريد ذكر اسمه أمامها.. يكفيه حبها له الذى مازال ظاهرا.. يكفيه غضبه وهو يتخيلها وهى سعيده بما كان يجلبه سعد وتركض له تطبع قبله على وجنته بشقاوه وتلتقط منه ما جلبه لها. اغمض عينيه بقوه محاولا التحكم في اعصابه.
يونس :حسيت...عشان تعرفى انى بحس بيكى.
نظرت له باستنكار فحديثه هذا لا يناسب سنة الذى شارف على الأربعين حقا. فهم هو نطراته فابتسم بمرارة قائلاً :كلامى صغير على سنى صح.... كبير انا عليكى مش كده.
احست هى بمافعلت فقالت محاولة التبرير:لا انا مش..
قاطعها قائلا :انا عارف انى كبير... وكبير عليكى انتى بالذات وفى فرق سن كبير بنا... 16سنه برضه مش قليلين ده عمر تانى.... بس انا قلبي لسه صغيره.
ابتسمت ابتسامة ساحره من جملته الاخيره. ابتسامة اثلجت قلبه وجلعلته يجلس بجانبها متحدثا براحه :انا بدأت شغل من وانا فى الجامعه دخلت طب لأنى جبت مجموع كبير... بصراحة كان نفسى ادخل اى كلية عاديه عشان ماتبقاش محتاجه مذاكره وعملى وحضور ومجهود عشان اقدر اوسع شغلى الى ابتديته بالفين جنيه.
ابتسمت هى لما يقول ببشاشه فقال وهو يرى ابتسامتها التى اراحته. فمروه لاتحب ابدا ان يذكر امامها انه قد بدأ من الصفر وأنهم لم يكونوا أغنياء يوماً وكل ماكانوا يملكونه هو مرتب والدهم من الدخلية. صحيح يجعلهم يعيشون جيدا ولكن ليس بدرجة الثراء خصوصا ان والده وقتها كان لا يزال ضابط صغير في بداية مشواره. تريده ان يتحدث فقط عن ايامه حاليا ولا يشاركها رحلة كفاحه وشقاءه حتى وصل الى ماهو عليه. يضيق صدرها ويمتعض وجهها حينما يتحدث عن تفاصيل الشقاء والتعب التى عاشها حتى يكبر رأس ماله ومشروعه الصغير يكبر ويتسع حتى يصبح مجموعة شركات. اما شهد. فلا.. هى استثناء.. نظرت الاحترام والتقدير الممزوجه بالحنان وهى تستمع لبدايته الشاقه اراحته كثيرا وجعلت يتحدث بمنتهى الراحه وكلما تحدث كلما ارتاح اكثر.
فاكمل هو :بس امى وابويا كانوا مصرين ونفسهم ابنهم يطلع دكتور ويتباهوا بيه.. امى كانت دايما تقولى يارافع راسى.. وابويا كان بيتفشخر بيا اووى بين صحابه لما جبت مجموع كبير فى الثانويه.. نظرت الفرحة في عنيهم وكلامهم بثقه قدام الناس خلتنى اجى على نفسى عشانهم وعشان افرحهم. مش خوف منهم ابدا.. انا من صغرى راجل وشخصيتى قويه لكن ماحبيتش اطفى الفرحه والحماس الى شوفته في عنيهم.. ودخلت طب كنت بذاكر حاجة مش حاببها ابدا بس طول عمرى فى القمه فلازم ابقى فى القمة... اصل نبر وان ده عندى لازم يبقى فى كل حاجة. ماكنتش بنام تقريباً... بين مذاكره وعملى وجثث ومشرحه.. وبين شغلى اللى بحاول اكبره وازوده... تعبت... تعبت بجد.. بس فضلت مكمل... حبيبت بنت كانت معايا في الجامعة وهى كمان حبيتنى.... بس لما قربت منها اكتر حسيت انه لا مش هى دى... كانت ناشفه بمعنى جامده فى مشاعرها.. بتحسب لكل حاجه... ده غير أنها دايما كانت بتستهزأ بيا وبمشروعى وتقولى ركز في الطب... احنا ممكن نعمل منه فلوس كويسه اووى. عند الجمله دى ووقفت.. ونهيت علاقتنا... الإنسان اللى يحول الطب والدوا لبزنس يبقى معدوم الحس والمشاعر يبقى من الاخر زبااااااله.
كانت تستمع له وابتسامتها تتسع اكثر واكثر ووتجمع الدموع بعينيها بحب ولكن حب التقدير والاحترام والحنان وليس حب امرءه لرجل.
كانت ابتسامتها ونطرة الاهتمام والانصات لحديثه تريحه اكثر وتجعله يتحدث اكثر:من ساعتها قفلت قلبى وقررت اركز على الحاجات الكتير اللي ورايا.. وان لما الحب ييجى هيهز كيانى لوحده... انا مش محتاج ادور عليه هو هييجى ويشقلب دنيتى ويلغبطنى ويغير كل تفاصيلى... ساعتها هكون عارف ان هو ده الحب فامش هتعب نفسى ولا هضيع وقتى فى انى ادور عليه.
ابتسمت قائله وهى تنظر له بانبهار:منطق عجيب... بس صحيح جدا.
ابتسم لها بعشق مكملا:خلصت كليه بصعوبه لكن بتفوق... واتخرجت... حاولت أرضى اهلى أمارس الطب لكن ما قدرتش وساعتها قررت انه كفاية كده ارضى اهلى وكفاية سنين التعب والاجهاد فى الكليه الى هما كانوا عايزنها... انا هعمل بقا اللى انا عايزه. خصوصا أن شغلى كان بدأ فعلاً يكبر وبقى ليا اسم كبير في السوق. بعدها طبعاً امى زى اى ام مصرية اصيله بدأت تزن عليا فى الجواز انت اتخرجت وماشاء الله بتشتغل ومعاك فلوس كويسه اوووى ايه اللي يمنعك تتجوز.. طبعاً مع الايام السيد الوالد انضم لحزب ماما ومن ضمنهم اخواتى (قالها وهو يغمض عينه بقوه متجنب ذكر اسم سعد امامها لا يريد ان يشاركه معها حتى هذه اللحظه اليتيمة ايضا) وبعد زن كتير بدأت افكر مع نفسى طب مانا مستنى ايه... انا مش بحب واحدة معينه ليه بقا ماتجوزش واعمل أسرة خصوصا انى فعلاً مرتاح ماديا ويمكن الى اتجوزها دى تعرف تدق قلبى.
ابتسم بتهكم مكملا:لكن اللى حصل كان غير كده خالص... امى اختارت واحدة بنت ناس.. بنت سفير.. عشان تليق بابنها الدكتور و رجل الأعمال... وهى ساعتها ماشاءالله.. ماكنش باين ان فيها عيب ولسوء الحظ سرعنا فى الجواز لأن باباها على حسب ماقال ساعتها مسافر لأنه هيبقى سفير مصر فى النرويج ولازم يتمم الجوازه ويطمن عليها الأول قبل ما يمشى. وفعلاً اتجوزنا.. وبدأت تظهر شخصيتها اللى بجد... ماحبتش تعرف يونس اللى بجد.. يونس جوزها... حبت تعرف يونس رجل الأعمال... ماتحبش ابدا تسمع رحلة كفاحى اللى انتى قعدتى تسمعيها منى بابتسامه.. لا كانت مش عايزه تسمع وبصراحه انا اصلاً ماكنتش حابب احكى... فضلت انى افضل قدامها يونس العامرى رجل الأعمال القوى... افضل بالقشره القويه اللي من برا قبل جوا....أفضل قدامها وقدام الكل حتى امى وابويا واخواتى.. بس كنت بجد تعبت ويوم ماقررت انفصل عنها لان الحياة الجامدة الى مافيهاش مشاعر دى مش منسبانى وكفايه عليا حياة الجمود فى الشغل والناس وانى عايز واحدة مريحه وحنينه وتحب يونس بس مش يونس العامرى. وقبل ما انطق واقولها قرارى لاقيتها جاية تقولي انها حامل. ساعتها سكت... مانطقتش... على اد مافرحت بالحمل على اد ماحزنت انه ربطنى بيها.. بس بعدها قعدت مع نفسى وقررت ابقى متصالح مع احوال حياتي واحاول اتقبل مروه بشخصيتها واكيد السنين والأمومة هتغيرها للأحسن.. بس للاسف الايام زادتها سوء.... انتى عارفه ان انتى بتهتمى بمالك اكتر منها... بتبقى حنينه معاه اكتر منها... بس مضطر اتحملها لأنها ام ابنى وهو مهما كان دى امه وخصوصاً انه كبر وبقى عنده خلاص13 سنه وفاهم مش هينفع... مش هينفع.
اغمض عيناه براحه نفسيه عندما أخرج هذا الحديث معها.. اخذ شهيق بعمق يسحب مع الهواء رائحتها التى تجعله يهدأ ويستكين اكثر واكثر.
نظرت لهيئته قائلة بابتسامة عذبه:يااااا... انت تعبت اوووى... بس انا متأكده انه إن شاء الله ربنا شايلك عوض كبير اووى. ربنا مش بيضيع مجهود حد... اكيد ربنا هيكافئك بأى شكل من الأشكال المهم انه هيعوضك.
فتح عيونه مبتسما ونظر لها بعمق وغموض قائلاً :فعلاً....احلى واكبر عوض.
نظرت له باستغراب وفضول لتعرف مقصده. ولكن طرقات عاليه على الباب اوقفت تسائلها. فنهض مبتسما قائلاً وهو يذهب لفتح الباب:ده اكيد الاكل.
ذهب هو وبعد ثواني دخل وهو يجر عربة الطعام ذات الارجل المتحركة فقالت هى بتذكر ولهفة اغضبته جدا :جورى... انا نسيت جورى زمانها طلعت من الحضانه.
يونس بغيره وعضب:اكيد مالك جابها من الحضانه.
شهد بإصرار ام:لا لازم اكلمهم اطمن... ممكن بس موبيلك.... انت اخدتنى من البيت بسرعه ومالحقتش اخد موبيلى معايا.
يونس بحقد وغيره :انا اللى هكلمها.
فتح هاتفه  بعدما كان مغلقا وقام بالاتصال على مالك:الو.
مالك:الو... بابا... هو صحيح حضرتك إلى كسرت البيت كده.... وصحيح حضرتك طلقت ماما.
اغمض يونس عينيه واخذ نفساً فعو يعلم أن ابنه لن يرضى بهكذا قرار حتى ولو كانت بعيدة عنه بعض الشيء حتى ولو لم تكن حنونه ولكنها امه ولن يرضى بما حدث مطلقا.
يونس كى يؤجل الأمر :مالك... مش هاخد اى قرار اخير غير لما نتكلم انا وانت اكيد.... انت بقيت راجل دلوقتي واكيد هتفهمنى... اوكى.
مالك بجديه:اوكى.
ابتسم يونس على ولده فهو رجل من صغره ويحمل الكثير من صفاته وملامحه أيضا وقال:المهم... انا كنت بكلمك عشان اطمن على جورى.
مالك بغضب وغيره :وانت تطمن عليها ليه.
ابتسم يونس وهز رأسه بسخرية فعشق الأم وابنتها كلعنه القيت عليه هو وابنه.... ابتسم بسخرية فبعدما كان يتعجب من افعال ابنه التملكيه ناحية جورى اصبح الان فقط يعلم ممن اكتسب هذه الصفات ولما لا وهو الآن يحقد على ابنة أخيه الطفله الصغيره البريئه لمجرد اهتمام ولهفة حبيبته عليها.
يونس:يعني هى معاك.ولا مع جدها ولا فين 
مالك بقوه وتملك:اكيد معايا طبعاً... انا جبتها من الحضانه وهى معايا دلوقتي... واه على فكره انا قررت انها هتغير الحضانه دى.
يونس :ليه يا بنى.
مالك بغضب :روحت اجيبها لاقيت ولد صغير كده واقف بيقولها شعرك احمر وحلو اووى ياجورى.
يونس:يابنى ما..
قاطعه بقوه:بابا لو سمحت... انا خلاص قررت بعد إذنك.... واقفل بقا عشان الحق اشوف حل فى شعرها الاحمر ده اصل انا كنت ناقص عيون ملونه وشعر احمر... اقفل اقفل يا ولدي الله يكرمك.
أغلق يونس الهاتف وهو يضحك على ابنه الذى غرق من صغره بهذه الفتاه.. ولكن يعذره هى حقاً جميله كامها وزيادة عليه شعرها الاحمر النارى... اعانك الله مالك.
نظر لتلك الفاتنه الاصل التى قالت بحنق:كنت عايزة اكلمها.
يونس بغيره:انا اطمنت عليها خلاص هى كويسه ومع مالك.... يالا عشان ناكل.
نظرت له بتذمر وعضب فقال برفق:يالا بقا... انتى ماكلتيش بقالك مده... يالا واسمعى الكلام.
جلست معه بتذمر فابتسم بخفه قائلاً :يالا كلى وإلا هاكلك انا.
شهد :طب طمنى عليها الاول.
يونس:هى كويسه ومع مالك وهو راح جابها من الحضانه وطبعاً طبعا هى معاه انتى عارفه مالك وجورى... واه صحيح... هيغيرلها الحضانه بتاعتها. 
شهد :ليه. 
يونس:لاقى ولد واقف معاها ومعجب بشعرها فاتجنن. 
شهد :لا ماهو مش معقول كده... وبعدين انا مش موافقه انا اللى امها... ذنبها ايه أن البنت حلوه يعني. 
يونس بوله:ذنبها ان فى واحد مجنون بيعشقها. 
حمحم بجدية مكملا:هى صحيح وارثه الشعر الاحمر ده من مين انتى شعرك بنى. 
ابتسمت بحنين قائله:ورثاه من امى. 
يونس:الحمد لله انك ماورثتيهوش منها انتى كمان. 
شهد بغضب لذيذ:ليه ده حتى تحفه على جورى. 
يونس :ماهو عشان كده... ماهو عشان كده... اصل انا كنت ناقص... ولا انتى ناقصه اصلاً. ثم تمتم قائلاً بخفوت:الله يكون فى عونك يامالك يابنى. 
صمت قليلاً ثم نظر لها منتبها قائلاً :قولتلك كلى والا هأكلك... وانتى ماسمعتيش الكلام... يبقى أكلك بنفسى. 
نطرت له بتوجس بينما اقترب هو بخطر وهو ممسك بيده احد قطع البيتزا كان يطعمها وهو يتعمد تحسس شفتيها باصابعه مرسلا رجفة في اوصلها اما هو فقد ثقل تنفسه من شدة الرغبة. فمال عليها وهى مغيبه معه بعدما سقط الطعام باهمال من يديه وهو يميل بها...
يقبلها بنعومه بل يكاد يذوب هو من كمية المشاعر الرهيبه التى غزته.. اهتزاز مريب فى معدته.. عضلات جسده كلها متحفزه... متشنجه.. تكاد تنقطع انفاسه من هوج مشاعره معها... يقبلها... هو الان معها ويقبلها بكل نعومه... لا يصدق انه يمتلك الفرصه بتذوق شهد شفتيها... حقا لكل إنسان نصيب من اسمه وهى حقا شهد... سيطلق عليها لقب شهد حياته... يتذوقها بتمهل ونعومه.. بل ونعومه اكثر.. لالا اكثر اكثر... يالله هل يوجد هذا... يتحسسها بجرءه ويتأهب كى يكشف لنفسه جسدها الناعم.
اما هى كانت ذائبه بين يديه حقاً ولكن مغيبة... مغيبه حقا.. وهذا مازاد من فرحته فهى وأخيراً سمحت له بالاقتراب حتى بات لا يطيق صبراً على امتلاكها... يريدها الان.. جسده وعقله وقلبه يصرخ مطالبا بها. ولكن فجأة تحجر جسده.... وهوى إلى سااااابع ارض وهو يسمعها تتأوه باسم سعد..
رفع وجهه ونظر لها باعين جاحظه تكاد تخرج من مقلتيها... حتى انه توقف عن التنفس رغم انه كان يلهث مما كان يفعله وما كان سيهم بفعله.. الصدمه الجمت كل شئ به.. حقا صدمه كبيره جدا. موقف صعب على اى رجل. بل صعب جداً. 
ابتعد عنها كمن لدعته عقربا. ثوانى قايله حتى شهقت بصدمه واضعه يدها على فمها من الصدمه تستوعب مايحدث. لقد كانت بين ذراعى يونس الان.. ماذا يحدث.. ثوانى واستوعبت الصدمه الأكبر.. ماذا قالت هى... لقد نطق العقل الباطن بما تعود عليه... اى وضع حميمى يعنى سعد... اى اقتراب من رجل يعنى سعد.... ماذا تفعل هى... هى حقا وصدقا معذوره.... اربع سنوات ليست بالقليله. ولكن الموقف صعب أيضاً. نظرت له وهى ترى تصنم جسده. اى فعله ارتكبتها هى... الموقف مخجل جدا وهى ترى علامات الرغبه ظاهره على جسده بقوه.. لقد اوشك ان يهم بها كأى زوج وزوجه... لكم ان تتخيلوا وهو هكذا تهذى هى باسم رجل غيره...موقف أكثر من صعب على اى رجل شرقى.. وهو ليس اى رجل. انه رجل مهووس عاشق متيم... لا بل مجنون ويعترف... اصبح يخشى ان تصبح هى مرض ويكون هو مريضا بها. 
حاولت ان تتحدث قائله :ااانا... انا اسفه انا..... 
نظر لها نظره بالف كلمه وكلمه وذهب مسرعا ناحية المرحاض.  يحاول تهدات نفسه على إلا يفتك بها الان.. شعور بالغيره اندلع بقلبه.... الحقد ينهش به كأسد جائع. اغمض عيناه وهو يحاول ان يهدأ من تاثير برودة الماء.. تبا لك سعد. 
بالخارج كانت تجلس هى بارتباك تفكر فيما فعلته... ولكن مهلاً كيف قبلت به كيف سمحت له بالاقتراب. اغمضت عينيها وهى تستمع له يبدوا انه يتعارك مع الاشياء بالداخل. 
يجب عليه أن يقدر.... يجب أن يعذرها.. لقد تزوجت سعد وهى طفله.. تعرفت على الرجال من بعد اخيها كريم على يديه... كيف لها ان تنسى اربع سنوات كانت الاروع على الاطلاق... لقد جعلها سعد عاشقة متيمه به... كان حنونا عطوفا... كان نعم السند لها.. عوضها عن كل شئ.. ماذا يريد هو كيف ستنسى بهذه السهولة. 
دقائق وخرج هو من المرحاض وهو مرتدى ثيابه وبدون التفوه باى كلمه او حتى النظر اليها توجه للخروج ناحية الباب. ولكن تخشب جسده من جديد وهو يستمع لندائها. 
شهد ببحة صوتها المميزه جدة:ي.. يونس. 
اغمض عينيه بقوه... هل هذا وقته.. الم تختر وقتا اخر كى تقوم ولأول مرة بمنادته بأسمه.. هل تغير اسمه... هل أصبح ذو لحن خاص.. تباً لك يونس بما تفكر بربك... هل هذا وقته انت غاضب منها... بل وغاضب بشده. 
استدار لها قائلاً :جايه تقوليها دلوقتي... بقالى اد ايه مستنى اسمع أسمى منك... من غير القاب ولا حواجز... جايه تقوليها دلوقتي. 
شهد بخفوت وخجل:انا... انا اسفه... بس الله لسانى نطق بال. 
قاطعها وعينه تشع حقد قائلاً :نطق باللى متعود عليه.... اربع سنين فى حضنه... اربع سنين ملكه... كنتى بتسيبى نفسك ليه. 
عقدت حاجبيها ونظرت بمعنى هل انت معتوه.. ام متخلف عقليا... لقد كان زوجى ومن قبلك لما تتعامل كاننى كنت اخونك معه. 
فهم هو نطرتها جيدا وهو يعلم معها حق فقال :تنسى حاجة اسمها  سعد. 
شهد بحدة :ماتقولش كده. 
زاد حقده واقترب منها وقبض على ذراعها حتى دخلت اصابعه بلحمها وقال:اياكى ثم اياكى تتكلمى عنه تانى او حتى تفكرى فيه... انتى مراتى انا... انتى سامعه... الاربع سنين اللى فاتوا دول تنسيهم. 
ثم تركها وغادر مسرعاً قبل الفتك بها فهو أصبح لا يضمن حالة بقربها يخاف ان يفعل بها شئ وهو هكذا. 
انكمشت على نفسها وهى تستمع له يغلق الباب بحدة. كانت جاحظة العين تحاول أن تستوعب ماقاله... كيف هذا ومتى حدث.. متى تحول يونس ام انه هكذا من البدايه وهى التى لم تكن تعلم. فهى طوال فتره زواجها حديثها معه لم يتعدى السلام فقط. 
خرجت من تفكيرها وقالت بعبوس طفولى:ايه ده... ده سابنى هنا لوحدى المتخلف.... طب هقعد ولا همشى ولا اعمل ايه انا. 
زفرت بضيق وجلست تنظر ماذا سيفعل هو. 
كان يسير بسيارته بغضب جم.. نار الغيره نشبت ولن تنطفئ... عشقها لاخيه يزيده حقداً.. عاد برأسه للخلف وهو يتذكر حينما جاء اليه سعد بمرح يحدثه بشأن الفتاه التى يريد خطبتها وكيف فرح هو به فابنه الذى رباه على يده كبر وعشق أيضا بل ويريد اتمام نصف دينه ويتزوج. 
يتذكر كيف ذهب هو به إلى والديه كى يفاتحهم بالموضوع.. تبا تبا... بل وزيادة عليه هو من ذهب بنفسه وخطبها له من اخيها كريم... تبا له حقاً ذهب لكى يزوجة من ستصبح حبيبته وعشقه وهوسه. زاد من ضغطه على مقود السياره وهو يتذكر بحقد انه كان الشاهد على عقد الزواج.. لا بل والأكثر هو من قاد لهم سيارتهم ليله عرسهم.. وحجز لهم أيضا فى فندقه المفضل... تباً لك ايها الغبى حجزت له سويت خاص به كى ينعم بمن ستصبح حبيبتك. زاد من سرعخ سيارته كلما تذكرها وهى تستقبله بفرحه كبيره وهو عائد من عمله بالجيش. كيف كان يرى ضوء غرفتهم مضاء الى أوقات متأخره جداً. 
ويوم ماسمعهم وهو يحفزها على الرقص وصدى صوته وصوت دقاته لها تدوى بإذنه (يالا ياشوشو... يالا يا شوشو). تذكر أحياناً حين يصادف ويراه وهو مسافر الى عمله وهى تودعه بوداعه وعينها تشع بحب من تحت نقابها... ااااااه نقابها اللعين الذى كان يحجبها عنه... نقابها اللعين الذى منعه من رؤيه ما سيحل له.. من رؤيتها... لا لالا... حمدا لله على انها كانت ترتدى النقاب... واخذ عقله يلح بسؤال جديد... ماذا لو لم تكن ترتدى النقاب... فالعين تعشق قبل اى شئ... ماذا لو كانت فتنتها هذه ظاهره امامه من البدايه وبجانبها يرى حنانها واهتمامها بالجميع.. شخصيتها العفويه البريئه... طفولتها التى تنعش قلبه... من المؤكد كان سيقع لها.
فسبحان الله الذى يحميها بحدوده واحكامه. والحمدلله على نعمة الإسلام... ماذا لو وقع يونس لزوجة أخيه... ماذا 
اغمض عينيه وهو يتذكرها من جديد وهى بين يديه.. ناعمه ورقيقه.. بعثرت كيانه.. عاصفه من المشاعر عصفت به.. شلت تفكيره وحفزت جسده لها.. لكنها قطعت عليها نعيمه.. ولم يكن هو بالرجل السئ لهذه الدرجه ولكنه حقا غاضب... وغاضب بشدة. 
فى منزل كامل 
بغرفته كان يجلس على طرف الفراش منكس الرأس فجاءت زوجته عزيزه وجلست الى جواره قائلة :كامل.. مالك. 
كامل بخزى:مش عارفة مالى. 
تنهد الاثنان بقوه فقالت هى:هون عليك ياكامل اللى حصل حصل. 
كامل:بقى حسنين البواب يطلع اجدع منى وهو باب على باب الله وشغال عنده  وانا ابوه ماتكلمتش.. هى دى امانه سعد ليا.. هبص في وشه ازاى يوم الموقف العظيم. 
تنهدت عزيزه قائله:كلنا غلطنا يا كامل كلنا. 
كامل :اللى حازز فى نفسيتى ان البنت غلبانه ومنكسره... واللى عملته مروه فيها كان كتير وهى كانت لسه متجوزه يونس جديد وهو بالنسبه لها اخو جوزها ومايقدرتش تكلمه ولا تعارض.. لكن انا... 
عزيزه:صراحة شهد صعبة عليا اووى. 
كامل :البنت دى بالذات متضايق عشانها... من ساعة مادخلت البيت وهى معتبرانى ابوها... دايماً تسأل على مواعيد دوايا وبتهتم بيا زى ريهام واكتر. 
عزيزه:الشهادة لله بنت مؤدبه وبنت ناس واصيله.. دى دايماً كانت تيجى تساعدنى انا ورريهام بو جايلنا ضيوف ولا حاجة ولا عندنا عزومه... ده غير أنها كانت مهنيه سعد.... السعادة كانت بتنط من عينه. 
ثم تنهدت بقوه وكأى ام مصريه اصيله اكملت قائله:اه لو تهنى يونس كده هو كمان زى ما كانت مهنيه سعد... ده الواد غلبان ويستاهل والله. 
رفع كامل عينه لها مزهزل بها فهل هذا وقته :ايه اللي يتقوليه ده... بذمتك ده وقته. 
عزيزه بقوه وإصرار :الله ياكامل بقا... بقولك ايه... الدنيا كلها عارفه معزه سعد عندى.. وإن كل عيالى كانوا كوم وهو كوم تاني...ثم اكملت بحزن قائلة :بس سعد استشهد... ربنا يجمعه مع الشهداء والابرار... والحى ابقى من الميت ويونس هو الى عايش وهو اللى جوزها.. ياريتها تدلعه كجه وتعوضه. 
كامل:ياعزيزه عيب اللى بتقوليه ده. 
عزيزه:عيب ليه مش ابنى... عايزاه يتدلع ويتمتع والبت صغيرة وحلوه.. فيها ايه لما يتهنى بيها ماهى حلاله هى هتعمل حاجة تغضب ربنا لا سمح الله. 
هز كامل رأسه بيأس منها فوكزته بذراعه قائله:شوفته قلب الدنيا ازاى عشانها.... ده كسر البيت فوقنا... وطلق مروه حد كان يصدق. 
كامل :على سيرة مروه... انا مش عاجبنى ابدا اللى حصل. 
عزيزه:يعني ايه. 
كامل :يعني ماينفعش يطلق مراته ام ابنه. 
عزيزه:وهى اللى عملتوا كان شويه يا كامل. 
كامل:مش شويه وغلطت غلط كبير اووى بس مش لدرجة انه يطلقها... ده ابنهم بقا راجل طولهم اهو... وعمره ماهيقبل بكده... يأدبها شويه ويردها لعصمته تانى... لازم اكون شديد معاه اكتر من كده. 
عزيزه بتهكم :وكان فين ده من اللى حصل لشهد. 
نظر لها بحزن فادركت هى ما نطقت وقالت مصححه:انا ماقصدش ياخويا. 
كامل بحزن:لا انتى عندك حق... بس تقدرى تقولى ان اللى حصل لشهد ده فوقنى ونبهنى... واى غلط يحصل بعد كده انا هتصدى له. 
قال الاخيره باصرار وشرود ثم صمت الاثنان. 
بالخارج فى الصاله تجلس جورى وهى عاقده ذراعيها على صدرها بغضب ويرتسم على وجهها البديع عبوس طفولى محبب ولذيذ. وبالمقعد المقابل يجلس مالك بغضب هو الآخر. 
خرجت ريهام من المطبخ وهو تقضم خياره تنفس بها عن غضبها لما حدث مع شهد صديقتها. عقدت حاجبيها باستغراب من هيئته عصفورى الكناريا هؤلاء واقتربت منهم قائلة :ايه فى ايه.... انتو زعلانين من بعض ولا إيه. 
جورى بعضب وعصبيه لذيذه جدا جدا :سوفى انتى ياعمتو عسان ان سهقت. 
مالك بحده:زهتى... زهتى من ايه بقا ان شاء الله... انا اللى قولته هيتنفذ ياجورى.. ويانا يانتى. 
ريهام بتساؤل:ايه بس فى ايه. 
مالك :الهانم... المؤدبه المحترمه.. دخلت الحضانه بتاعتها عشان اجيبها لاقيت عيل سمج كده وملزق واقف يملس على شعرها ويقولها شعرك احمر وحلو اووى ياجورى. 
ريهام بذهول:طب وايه المشكلة... بصراحة فعلا شعرها حلو لووى ولونه تحف.... قاطعها بصراخ :عمتتتتتو... انا مش ناقص. 
ريهام بخوف من هذا الرجل الصغير :اححمم. احمم. يابنى احترمنى ده انا زى عمتك برضه... ده أنا اللى هجوزهالك. 
مالك بثقة :انا كده كده هتجوزها.. ماتتعبيش انتى نفسك. 
ريهام :ااااه منك... طب برضه المشكله فين... هى ذنبها ايه ان ربنا خلقها حلوه وملونه. 
مالك:الهانم المحترمه مش عايزه تقعد من الحضانه. 
شهقت بقوه قائله:يخربيتك.. انت عايز تقعدها من الحضانه... ام وهى فى حضانه وعيال وبتعمل كده امال لما تكبر هتقعدها من المدرسه والتعليم... فى ايه يا مالك. 
مالك بقوه:اولا يا عمتو انا مش هقعدها من التعليم لا طبعاً... انا كل اللى بطلبه من الهانم انها تستنى لحد ما بابا يخلص بنى المدرسة الانترناشونال الى هو عملها ويفتتحها وتروح فيها معايا عشان تبقى تحت عينى... والموضوع مش هيطول دى كلها شهور يعني. 
جورى وهى تلوح بيدها :بس كده كتيل اووى ايه ده اوووف. 
مالك:اوووف... بتقوليلى اوووف يا جورى... اتفضلى قدامى عشان اغسلك سنانك وتنامى اتفضلى. 
جورى:انا عايزه ماما بقا عشان ننام. 
مالك:مامتك شكلها هتبات برا. 
ريهام:تعالى نامى معايا يا جورى. 
مالك بغيره :نعم.. تنام فين ماعلش. 
ريهام :ايه بقا يا مالك... البنت هتبقى خايفه مامتها مش موجودة... ماعلش سماح النوبه... يرضيك يعني وردة الجورى بتاعتك تبقى خايفه بالليل. 
زفر مالك بعضب وغيره ولكن رضخ للأمر قائلاً :ماشى موقتا بس... كلها 15سنه واتجوزها. 
رفعت ريهام حاجبيها بزهول فنظر هو الى جورى قائلاً :اتفضلى قدامى اغسلك سنانك..ولازم مشوف حل لشعرك الأحمر ده... اصل انا كنت ناقص.. عيون زارقه وشعر احمر. 
التفت الى ريهام متسائلا :ماينفعش تتحجب. 
ريهام بزهول كبير:من دلوقتي... ماينفعش خالص. 
زم شفتيه بضيق وسار قائلاً :يالا قدامى يا عذاب ايامى الجايه. 
جورى وهى تلوح بيديها بضيق:خلاث مانا ماشيه اهو اوووف. 
مالك :افئفى اووى يا اوزعه... امال لو ماكنتيش اوزعه. 
كانت ريهام تنظر لاثرهم بزهول غير مصدقة ما يحدث حقاً من هذا الثنائي الصغير. 
بعد مده من الوقت دخل يونس للبنايه فقابله البواب. فوقف يونس امامه منادياً عليه بقوه. 
حسنين :نعم يا بيه. 
يونس:مين الشباب اللى كانت بتسأل عن شهد هانم. 
حسنين:الصراحه يا سعادة البيه انا كنت لسه هكلمك تكلملنا البوليس ولا تعين امن يابيه... ده من ساعتها وكل خمس دجايج ياجى واحد يسأل.. ده غير اللى بيسأل على شقه حتى لو هيشتريها بأى تمن واى سعر...ولما اجولهم مافيش شجج فاضيه يسيبوا رجم المحمول عشان لو فضيت شجه ولا حاجة. 
كان يستمع له وناره تزداد اشتعالا. نظر له بقوه قائلاً :اى واحد سأل على المدام تبلغه يسيب شقته فوراً... اى شاب يجي يسأل تانى تبلغ البوليس وانا هعرف البسه قضيه تمام سامعنى ياحسنين. 
حسنين بطاعه:اوامرك حاضر يا بيه. 
استدار كى يدلف للداخل لكن استوقفه حسنين قائلاً :الا الست شهد ماجاتش معاك ليه يا بيه... حضرتك معاود من غيرها.. 
امسكه يونس من تلابيب جلبابه قائلاً من بين أسنانه :وانت مالك بيها مش عايز اتغابى عليك. 
حسنين:مش القصد يابيه... بس انى حبيت افهمك ان الست هانم ماعليهاش ذنب والله الا تكون ظلمها ولا حاجة يعلم الله هى ملهاش ذنب. 
اغمض يونس عينيه وزفر بقوه قائلاً :فاهم فاهم.. نفذ انت اللى طلبته. 
صعد هو ووقف بتردد أمام منزل والديه. ولكن اخيرا حسم أمره ودلف للداخل كى يطمئن عليهم كما اعتاد يوميا. 
وجد كامل يجلس فر شرفة الصاله فذهب اليه قائلاً :مساء الخير يا سيادة اللوا. 
كامل بقوه :مساء النور يا يونس... اقعد عايزك. 
استغرب قليلا من نبرة والده الجديدة عليه بعض الشئ ولكنه جلس قائلاً :خير يا بابا. 
كامل :عملت ايه مع شهد. 
يونس بغيره :دى حاجة تخصنا يا بابا. 
زفر كامل بضيق وهو يراه يغلق الموضوع ولا يريد التحدث به فقال:ماشى بلاش شهد... هتعمل ايه مع مروه. 
يونس بعصبيه:انا عملت خلاص يا بابا. 
كامل بقوه :يونس لانت ولا هى صغيرين للكلام ده وابنكوا بقا راجل... وعمره ماهيوافق باللى حصل مهما كان دى امه حتى لو كانت مش حنينه عليه وحتى لو حاجات كتير لكن الحقيقة الثابته انها امه... مش هتقدر تغير الواقع وكفايه انه سكت انك اتجوزت عليها. 
يونس بتهكم :انت فاكره سكت عادى.... ده ابنى وانا حافظه... مخه ذرى ويوزن بلد... هو سكت عشان مصلحته... عشان جورى تفضل جنيه. 
ابتسم كامل قائلاً :حتى لو.. مش هينفع تتطلق مروه نهائى... انت رميت يمين الطلاق عليها... هنعتبر ده تأديب ليها... وردها لعصمتك يا يونس. 
يونس يغضب:يا بابا دى... دى ذلتها... ذلت شهد. 
كامل وهو يتفرس بداية العشق فى عينيه:هى خلاص عرفت ان شهد بالنسبه لك خط احمر.. ومش هى وبس... كلنا. كلنا عرفنا. 
يونس يتوتر كى لا تنقص هيبته :عرفته ايه. 
كامل بابتسامة جانبيه:ان شهد بالنسبة لك خط احمر. 
وقف من مقعده بحدة قائلاً :تصبح على خير يا بابا. 
كامل :فكر كلامى يا يونس. 
نظر له يونس وذهب دون ان يرد عليه فنظر كامل الى الخارج بشرود. 
كان يهم بمغادرة شقة والده فوجد ابنه مالك يخرج من غرفة عمته بغضب كبير فناداه قائلاً :مالك فى ايه. 
مالك:مش طايق نفسى ولا طايق حد حواليا. 
يونس:ايه يابنى اللي حصل. 
مالك :كتير.. اللى حصل كتير.. مش عارف الاقيها منين ولا منين.. من العيال الملزقه الى فى الحضانه ولا من جدو وتيتا ولا عمتو ولا عيونها الملونه وشعرها الاحمر. ولا ولا ولا. 
نظر له يونس باشفاق قائلاً :تعالى نطلع فوق عشان عايز اتكلم معاك. 
نظر هو لغرفة عمته التى تنام بها جورى خاصته وقال:ماينفعش ابات هنا النهاردة. 
تنهد يونس قائلاً :طيب نتكلم وابقى انزل... اتفضل قدامى. 
جلس الإثنين مقابل بعضهم فقال يونس :فى ايه بقا. 
مالك :انا عارف باللى ماما عملته فى شهد... بس حضرتك هطلقها بجد. 
اغمض عينيه قائلا :مامتك هانتها وذلتها اووى يا مالك... لا وكمان اتبلت عليا وقالت انى انا اللى قولت كده... انت شايف ان كده ينفع يعدى بسهوله. 
مالك:مش بسهوله.. مش بسهولة يا بابا... بس انت اهانتها وضربتها.. وكسرت الشقه فوق دماغها.. وطلقتها... ياريت يا بابا يكون كفايه... انا سالت وعرفت ان طلقة واحدة يعنى مش طلاق نهائى وينفع تردها. 
ابتسم يونس على ابنه الذى كبر ويبدو أن الموضوع مهم بالنسبة له فهو قد سأل وبحث حتى عرف. تذكر مافعلته شهد حياته به فقال :خلاص يا مالك.. يومين وهترجع.. بس حضر نفسك.. عشان هننقل كلنا للفيلا الجديدة. 
مالك:ليه يا بابا. 
يونس :من غير ليه.. اسمع اللى بقولك عليه... مش هينفع نقعد هنا تانى. 
مالك:اوكى.. بس هو حضرتك هفتتح المدرسه بتاعتك امتى. 
يونس باستغراب :كمان شهر مع الدراسة..... ليه؟
مالك:عايز انقل جورى فيها عشان تبقى تحت عينى. 
تنهد بقوه وخوف من الطريق الذى يسلكه ابنه وقال باشفاق :ياريت يا مالك تخف من علاقتك بجورى... مش عايزك تتعلق بيها اووى كده.... مش عايزك تبقى رابط مسيرك بيها.... صدقنى انا خايف عليك... وده لمصلحتك... بلاش يابنى... بلاش. 
نظر له مالك وهو لا يفهم مقصده.. لا يفهم انه يخشى عليه مما هو قد وقع به بالفعل... يخشى عليه من أن تصبح هى هوسه كما هو... من ان يصبح مجنونها كما هو............. 
يجلس في سيارته مغمضا عينيه يريح رأسه للخلف وهو يراجع نفسه من جديد.ابنه لن يتقبل بالأمر مطلقا وهو ابنه الوحيد.
ولكنه غاضب منها جداً بسبب مافعلته بشهده. وعلى سيرة شهد حياته ابتسم بتلقائيه واقشعر جسده. يتذكر طعم شفيتها الذائبه كالحلوه بين شفتيه. جسدها الناعم الذى اشعل به رغبه قاتله كادت ان تزهق روحه حقاً. اه منكى شهد ماذا نفعلى بى.
نسى غضبه... نسى ماقالته او سينسى وسيذهب لها يملى عينه منها... يروى ظمأ قلبه العاطش لها... يعطى لرئتيه هوائها الذى سحب منه على مدار يومين وهو بعيد عنها. أدار محرك سيارته بسرعه وفرحه كبيره ليذهب إليها وهو يستمتع بهواء الصيف المنعش من النافذة ويستمع لأغنية عمرو دياب ويدندن معها لاول مره منذ سنوات تقريبا منذ ان تخرج من الجامعة.
ده لو تساب لا  ده انا يجيلى تعب أعصاب ده لو اتساب ليله لليلتين انا اعيش في عذاااااب طب اعمل.
فى دقيقتين ياخد القلب وياخد العين ليلى ياعين... ولم يستطع مجاراة الاغنيه فهذا فقط ماحفظه منها لأنها تعبر عن ما يشعر به فهو منذ مدة لم يتابع الاغاني الجديده ولكن هذه منذ الامس عالقه معه بعدما استمع لها بالراديوا ووجدها تعبر عن حالته واشتياقه المريب لها ووقعه صريعا فى عشقها بسرعه او كما يقال فى النو تايم.
وصل إلى الفندق حيث طرقها بقلب يرقص سعاده بطريقه حقاً مخجله.. حتى هو يشعر بالحرج من نفسه وما اصابها.
ذهب سريعاً إلى الاستقبال كى يتأكد من عدم دخول او خروج احد لغرفتها.
ولكن اخبروه انها لم تقم بطلب طعام مند ان غادر تقريباً. حتى أن القلق قد أصاب قلبه ان يكون قد حدث لها شئ ولكن اخبروه ان خدمه تنظيف الغرف تذهب عندها باستمرار ويجدوها بخير.
اغمض عينيه بقوه وغضب فكيف لها الا تاكل لمدة يومين هكذا.... كيف لها ان تجعل قلبه ينخلع عليها هكذا.
وقف امام الجناح الخاص بها وهو حقا يهتز شوقا... شعيرات جسده ترقص من فرط القشعريره التى تسرى بها.
دلف بسرعه واشتياق جحيمى وجدها جالسه على احدى الأرائك متكومه على نفسها رافعه ركبتيها حتى وجهها وتضع مرفقيها عليهم وفوقهم راسها دافنه اياه على ركبتيها وذراعيها. شعرت بوجود شخص معها في العرفه فرفعت عيونها له. وياليتها لم تفعل.... اااه من تلك العيون القاتله.. نظر لهم باشتياق ولوع بينما هى تناظره بكره وغضب شديد.
اقترب مبتسما ومد يده ووضعها عليه ليخبرها عن مدى إشتياقه. لكنها من شدة عضبها تجرأت ولاول مره ونفضت يده عنها فاتسعت عينيه حتى استدرات وأكثر عندما وجدها تصرخ فيه بغضب :ابعد إيدك عنى... انت ليك عين كمان.... حابسنى زى العبيد... زى المجرمين... انا عملت ايه عشان يتعمل فيا كده.... مافكرتش فيا.. طب مافكرتش فى بنتى ازاى عايشه من غير امها يومين... مافكرتش انها اكيد خايفه... عايزه تغير لبسها.. تاكل... تستحمى.. تحس بالأمان ان امها جنبها... وانا مافكرتش ان قلبى واكلنى وهموت من القهره عليها.... مافكرتش ازاى ممكن اقعد من غير بنتى... انت فاكر الناس كلها مروه مراتك.
كان يستمع لها بذهول فقد اعماه العضب والغيره عن كل هذا.
حاول الحديث قائلاً :اسمعينى بس انا....
قاطعه بصراخ اكبر:انت ايه.... انت ايه يا اخى... معقول في حد كده... انت بتعمل معايا كده ليه... انا عملت ايه... انا طول عمرى فى حالى... عمرى ما اذيت حد... انت بالذات عمرى ما اذيتك ولا قربت منك... وكنت دايماً بعيده عنك.
اشتعل بغضب وصرخ بجنون :لييه... كنتى بعيده ليه... كنتى بتتجنبينى ليه... كل السنين دى معاه... وفى حضنه... ليه ما حستيش بيا... ليه... ليه ماحبتنيش وانا من اول ماعينى وقعت عليكى حا(سكت ولم يستطع الاعتراف اكثر) ... ليه... فيه ايه هو زيادة عنى... المفروض كنتى تحبينى... ليه.. ليه.
نظرت له بعدم تصديق قائله :انت بتقول ايه... انت مستوعب... فى حد يقول او يفكر كده اصلاً... هو فى حاجة فى الدنيا إسمها كده... لا انت أكيد اتجننت.
هز رأسه بهزيان وابتسامه مختله قائلاً بإصرار :اه... اه... اه اتجننت خلاص... وانتى السبب... انتى اللى عملتى فيا كده... وإلى عملتيه يستاهل عقاب اكبر من كده... عارفه يعني ايه واحدة تبقى فى حضن رجالها وتقول اسم راجل تانى.
اغمضت عينيها بحياء عن ماحدث بينهم وما كان قد اوشك أن يحدث. ولكن لابد ان تتجرد من الحياؤ قليلا كى ترد على ماقاله فقالت بغضب به بعد الحياء والتلعثم:انت مش فاهم حاجه... دول اربع سنين وسعد اول راجل فى حياتى... طبيعي ان اى وضع زى.. زى... كده لسانى ينطق بالى متعود عليه... ده جوزى.
قاطعها وهو يقبض على رسغها بعنف قائلاً :انا اللى جوزك... اسمه لو جه على لسانك تانى مش عارف ممكن اعمل ايه... ماتختبريش صبرى اكتر من كده.
نفضت يده بغضب وقالت وهى تنظر له بقوه:سعد هو اللى جوز..... قاطعها وهو يجذبها له بعنف قائلا من بين اسنانه:جربى تقوليها كده.... وشوفى انا هعمل ايه.... انتى بتاعتى يا شهد... مافيش رجاله على الكوكب ده غيرى. 
شهد بغضب:مش عارفه ازاى قادر تقول كده.... انت مش واخد بالك انت عملت ايه... انت حابسنى هنا ومش سايب معايا اى فلوس اقدر ارجع بيها للبيت ولا حتى موبيلى اطلب حد ييجى ياخدنى زى ما اكون انا الغلطانه... مش الهانم مراتك. الى ذلتنى وبهدلتنى وخلتنى اشتغل خدامه عندها... بعد ما انت روحت تقولها إن أنا كنت عايزاك تبوسنى وانا اللى طلبت منك ده ووقفت قدامك عريانه... انا.. انا قولتلك انى عايزه احس انى ست ومتجوزه وفى فحياتي راجل انا؟انا قولت كده يابنى آدم يامحترم انا؟ 
انا اللى من يوم ماتجوزتك واسمى بقى جنب اسمك ما اخدتش غير البهدله والذل.... دى خلتنى امسح سلم العماره قدام كل الرجاله والستات الى ساكنين... وانت انت كنت فين.... بتتكلم عن سعد... ايامى كلها مع سعد كان بيعاملنى زى الملكه... عمر ماحد كان يجرؤ بس يعمل فيا ربع إلى اتعمل معايا لما مات وسابنى ليك... بتقولى ان انت غير سعد... طبعاً انت غيرو... انت فين وهو فين.... تيجى انت ايه اصلاً فى سعد... سعد مافيش منه.... هو اللى جوزى وخيفضل لحد ما اموت جوزى... وانت انا اتجوزتك عشان بنتى... عشان بنتى اللى انت حابسنى بعيد عنها دلوقتي. 
ينظر لها بوجه محمر غضبا وحقدا... لهيب الحقد اصبح فى ازدياد يوماً بعد يوم.... صدره يعلو ويهبط من شدة العضب.... القت حديثها مره واحده فى وجهه. عيونه تطلق لهبا واحمرار.
نفض يدها بعيدا عنه حتى وقعت على الاريكه خلفها من شدة الدفعه. واخذ يكسر كل شئ حوله بجنون تام. حتى أنها وضعت يديها على اذنيها كى تصم نفسها عن هذه الاصوات... لا تنكر انها قد شعرت بالارتياح بعض الشئ عندما قالت مافى نفسها... وايضا لا تنكر انها اشفقت على حالته تلك وهى تراه هكذا لأول مرة. ولكنها ظلت بعيده ولم تحاول الذهاب اليه او تهدئته فابالاخير هى معها كل الحق... لم يفكر بها احد.. كل فرد منهم حسب حسبته بناء على مايوافق هواه وراحته... اما هى فلم يفكر بها احد.. ولكنها هى من وافقت بنفسها على هذه الزيجه ولم يجبرها أحد. 
بعد وصله من التكسير بجنون والذى التف له كل العاملين فى الفندق وقام هو بإلقاء فى وجههم شيك من المال بمبلغ ضخم جداً يكفى ويزيد على تكليف مع دمره هو.. وقف فى شرفة الجناح يدخن بشراهه وهو الذى لا يدخن كثيرا من الاساس. 
وهى لم تبرح موضعها ابدا... خوفا منه ومن هيئته ولكن قلبها يتأكلها على ابنتها... لا تستطيع الصبر او الانتظار أكثر... هى بالأساس تتحمل كل هذا من اجل ابنتها. 
حسمت امرها وقوة من قلبها واتجهت إليه. 
وقفت على باب الشرفه قائله :احمم.. عايزه اكلم بنتى. 
لم يجيب او بالأحرى لم ينتبه. فتقدمت أكثر قائله :دك... احمم... يونس. 
التفت إليها وقد بتفاجئ وبصيص من الفرحه لثانى مره تنطق بها اسمه بدون ألقاب. 
نظر إليها قائلاً :نعم. 
شهد بجمود:عايزه اروح لبنتى. 
يونس:شهد... انا ماقولتش لمروه كل الكلام اللي انتى قولتيه ده.... مش عارف هو واصلك منها ولا من مين بس انا ماقولتش كده... وعمرى ما اقول كده... مش يونس العامرى اللى يتكلم عن مراته بالطريقه دى. 
شهد :طب هى ليه قالتلى كده. 
يونس بغموض:يمكن شايفه حاجة انتى مش قادرة تشوفيها... بس انا عاذرك.. احنا ماكملناش كتير متجوزين. 
شهد :ايه اللي انا مش شايفاه يخليها تعمل كده... دى.. دى.. خلتنى. اغمضت عينيها بقوه لا تريد التذكر. فتحدث هو وقال :كلامك وحعنى اووى يا شهد... وانا ماتعودتش اتوجع... ولا اترفض... ولا عمرى مهما حصل هفرض نفسى على حد
.. حتى لو الحد ده انا...... 
سكت ولم يستطيع الاكمال. 
بعد دقيقه ينظرون لبعض بقوه تحدث وقال :احنا هننقل الفيلا اللى كنت اشتريتها فى الكومبوند... اللى كنت اتكلمت قبل كده مع بابا و..... 
اغمض عينيه وحقده منعه من نطق اسمه وهى لاحظت هذا واستغربت بشده ولم تجد تفسير لذلك. 
اكمل بعد ثوانى من قطع كلامه وقال :هنروح نعيش فيها كلنا....هتفضلى هنا يومين كمان لحد ماكل حاجة تجهز. 
انهى كلامه ونظر للجهه الاخرى على الفور فنظرت له بغضب قائله:ده اللى هو ازاى يعنى ماعلش... هو انا مش بنى آدمه... ازاى تقرر بالنيابه عنى. 
يونس بقوه:ايه مشكلتك مش فاهم... حد يرفض يعيش فى فيلا... انا مش فاهمك. 
شهد بغضب :انت بجد مش شايف ان فى مشكله... ازاى اروح اعيش فى بيت حد تانى.... انا مش معايا فلوس اقدر ادفع تمن مكان زى ده... او حتى تكلفة الاقامه انا وبنتى حتى لو قسمتوا تمنه انا مش هقدر ادفع نصيبى فيه. 
قام من مقعده قائلاً :تمن ايه وتدفعى نصيب ايه... البيت ده بيتى وملكى. 
شهد:اديك قولت بنفسك... بيتك انت وابنك ومراتك... هسكن فيه انا إزاى وباى حق... انا عمرى ما هعيش عاله على ح.... قاطعها صارخاً :البيت ده ملكى... وانا جوزك دلوقتي وانتى مراتى... انتى مراتى... مراتى... كل فلوسي هى فلوسك... افهمى... انتى مرات مليونير... مش واحد بياخد ملاليم كل اخر شهر. 
قال الاخيره باحتقار يقصد سعد به وقد فهمت هى عليه فقالت :مش بكتىر الفلوس... ده بالحب والاحتواء يا يونس بيه. 
انزعج كثيراً من حديثها فقبض على رسغها مجدداً وقال:قصدك ايه... ها.. انا مش هعرف احتويكى... مش هعرف افهمك.... هو انتى سا..... 
قطع كلامه وقد غرق في ملامحها الجميله عن قرب وشفتيها التى تدعوه بالحاح وإصرار لتقبيلها فاقترب منها بانجذاب مع أن عقله ظل يدق ناقوصه ويفكره بما قرر بشأنها والا يقترب منها ولا يفرض حاله عليها وكل قوه الانجذاب كانت أقوى. 
لكن هى من ابتعدت على الفور وهى تشعر بخطر ماكان سيفعله مجدداً.
احتدت عينيه فاغمضهم بقوه وقال وهو على حالته تلك:لو سمحتى... ادخلى نامى... دلوقتي حالا.
نظرت له بذعر وخوف وقالت يتلعثم طفولى وهى تنظر أرضا :بس عايزه اطمن على جورى.
يونس بجمود:لأ اطمنى... ابنى ربنا ابتلاه هو كمان.بس انا لازم الحقه قبل مايموت نفسه بايده
تمتم الاخيره مع نفسه بصوت منخفض وصل إلى مسامعها ولكن لم تفهم مقصده
نظرت له بحيرة قائله :يعني ايه مش فاهمة.
يونس بحزن:ومش هتفهمى.... مش هتفهمى... سبينى ياشهد... سبينى وادخلى نامى.
لا تعلم لما اشفق قلبها عليه... ربما من نبرة صوته الحزينة وكأن قلبه يصرخ وجعاً.. ولكنها حقاً لا تعلم بما هو موجوع. فلم يخطر على بالها ابدا انه قد عشقها بتلك الطريقة الموجعه.
لكن لم يطاوعها قلبها وتقدمت خطوه منه قائله بحرج :هو.... هو انت...
قطع حديثها قائلاً :روحى نامى ياشهد وسبينى لو سمحتى... وماتقلقيش انا شويه وهكمل شغل مهم.. واضح ان إلى زيى مالهوش نصيب فى حاجة غير الشغل وبس.
قال الاخيره بحزن وتهكم كبير فاشفقت عليه زيادة ولكنها لا تعلم بما تداويه.. لا تعلم هذه الصغيره ان كلمه واحده منها دوا.... ان مجرد جلوسها جانبه يسعده.. ان اقتربت وقامت فقط باحتضانه فقد محت كل همه.
لا تعلم حقاً... وكذلك هى معذوره فطريقة عشقه لها حقا مخيفة تصل حد الهوس والمرض.
دلفت للداخل وهى تشعر بالوجع ناحيته ولكن سريعاً مازال وهى تفكر فى ابنتها وهل نامت ام لا هل اكلت طعام العشاء ام لا وهل وهل.. ثم اخذت تتذكر ايامها مع سعد وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها وهى تتذكر احد الايام حين اصطحبها الى احدى مدن الملاهى الكبيره.. كان يوماً رائعا حقاً.. لهو كثيراً واتباع لها الحلوى والدمى وغزل البنات.. التقطوا العديد والعديد من الصور السيلفى.. اغمضت عينيها وهى تبتسم على ذكرى هذه الأيام الجميلة.
اما ذلك العاشق المسكين فهو ينطبق عليه المثل القائل (ياعينى على اللى حب ولا طال شى)
يمنع نفسه بالقوة والاجبار كى لا يذهب وينام جوارها رغم رغبته الملحه لذلك... يشعر كان قدماه وجسده كقطعه من المعدن وجسدها هى كقطعه من المغناطيس.. يشعر بقدماه تنجذب تجاهها عنوه... ولكنه يكبح رغبته بذلك. يعلم علم اليقين انه ان اقترب منها فلن يتركها بعد أن يشبع رغبته الملحه بجون وهوس بها... يخشى عليها من نفسه كثيرا... حقا وحرفيا يخشى ان يلتهمها بعدما يمتص كل جزء بها. يخشى عنفه معها والذى يشعر به فقط الان.
فضل الابتعاد خوفا عليها من نفسه فهو يعلم انه يوم ان ينالها سيكون الأمر صعباً جداً عليها فهو يريدها بطريقه مرضيه. وأيضا هو الى الان لم ينسى ماقالته وهو ابدا ليس هذا الرجل الذي يفرض نفسه على امرءه غصباً عن إرادتها... خصوصاً بعد أن رفضته مرارا. وقد سبق واعلمت الجميع بشرطها ان زواجها منه ماهو الا زواج على الورق فقط. لن يفرض نفسه عليها وان انطبقت السماء على الأرض. لذلك فضل النوم فى مكانه في الهواء أفضل له.
فى صباح اليوم التالي في بيت كامل.
اقتحم مالك غرفة عمته ريهام بغضب. فوجد جورى قد تخطت الوساده الذى سبق ووضعها بنفسه كفاصل بينها وبين ريهام الليله الماضيه ضمانا لنفسه بالا يقترب احد من ورده الجورى خاصته.
ازاد غضبه اكثر واكثر ولكن لم يشأ ان يفزع حبيبته فتستيقظ خائفه وفضل ان يفزع عمته كى تنهض بعيدا عن صغيرته جورى.
مالك وهو يهز ريهام بقوه وغضب:عمتوووووو.... عمتوووووو.... عمتو ريهااااام... اصححى.
انفضت بفزع وخوف قائله:ايه في ايه... زالزل ولا ايه.
مالك بغضب :اه فى زلزال شيلى ايدك عنها.
دقائق حتى استوعبت الأمر ونظرت له بغضب قائله:يعني معاليك مصحينى بطريقة المخبرين دى كانى حرامى غسيل عشان الكتكوته بتاعتك... ياخى حرام عليك... هو موال كل يوم ده مش هنخلص منه... ده على ما امها ترجع هكون قطعت الخلف.
مالك بغضب :ماتقوليش عليها كتكوته وماحدش يدلعها غيرى... واه موال كل يوم ده مش هيخلص... واه بصحيكى كده عشان خاطر وردة الجورى بتاعتى... واعملى حسابك كل يوم من ده... وتوطى صوتك شويه عشان ماتقومش من النوم مفزوعه وخايفه.
اشتعلت منه غضبا اكثر وقالت:طب اعمل حساب حتى انك بتكلم عمتك.
مالك :عمتووو... بصى... روحى كلمى خطيبك ولا جوزك ولا اللى مش عارفين لكو وضع مع بعض... لا محصلين مخطوبين ولا محصلين متجوزين... مش عارف ايه ده... قال عمتى قال... طب ازاى وانتى مش عارفه تحسمى امرك... ده أنا اللى 13سنه اهو وحاسم امرى والكل عارف انى هتجوز جورى اول ما تكبر يبقى بذمتك يا شيخه مين فينا اللى عمتو.
ريهام بذهول وعفويه وجدية :انت.
مالك ببساطة :طب شوفتى... اوعى بقا خلينى اخد جورى
اخذت تنظر له بغيره وحنق طفولة وهو يهدهد جورى كى يوقظها بخفوت وابتسامة حب فابتسمت هى له ثم أخذها كى يغسل لها وجهها ويهتم هو بأمر فطورها. 
نظرت لاثرهم وهى تزم شفتيها بعبوس طفولى ثم التقطت الهاتف بغيظ وضغط على زر الاتصال الى ان اتاها الرد فقالت :الو... عايز ورد يا ابراهيم. 
فى الفندق 
اشعة شمس الصيف الحارقة المسلطه على عينيه ايقظته من نومه. اخذ الامر منه أكثر من دقيقة حتى استوعب انه قد نام عنها وشهد حياته فى الداخل. جلس لفتره يمنع جسده من التحرك إليها... يشعر كأنها قطبى مغنطيس وجسده ماهو الا قطعه معدن تنجذب إليها بلا اراده. 
لم يتمالك نفسه ودخل مسرعاً لكن وجد الفراش فارغ. استمع لصوت المياه أتى من المرحاض. 
دقيقه وخرجت هى فقالت بصوتها الناعم والذى ازداد عليه اثر النوم:صباح الخير. 
يونس بقلب يخفق بشده وهو لاول مره يبيت معها ويتشارك معها تفاصيل الصباح وأنه اصبح له الحق بذلك. وكم اشرح هذا صدره فقال بابتسامه :صباح النور. 
نظر اليها بعيونها القاتله ذات الامواج العاتية.. شفتيها الوردية المنتفخه وانفهت المحمر مع خديها من اثر النوم. 
قبض على يده بشدة كى لا يخطفها لاحضانه وياخذها عنوه. 
تحدثت هى قائله :انا هرجع البيت امتى. 
يونس :مفيش رجوع للبيت... انتى هتمشى من هنا على الفيلا. 
شهد بغضب :انا عايزه اشوف بنتى انا سيباها بقالة كذا يوم ماينفعش كده... وبعدين مين قالك اصلا انى هسيب بيتى انا وجو.... 
جذبها اليه وهمس بجوار اذنها بغضب قائلاً :اه... قولى كده بقا.... عايزه ترجعى البيت عشان كده... لشقتك انتى وهو... اللى كل ركن ليكو ذكرة فيها... بيته اللى مليان بصوره...مش كده. 
شهد بجنون واندهاش:انت ليه بتتكلم كده وكأنى خاينه... ده كان جوزى. 
يونس بغضب :كان.... كان ومبقاش.... مافيش رجوع للبيت تانى... مش هتعيشى فى مكان ليكى اى ذكرى معاه فيها. 
شهد بجنون:انت بتقول ايه... مش معقول كده. 
يونس بجمود:هو ده اللي عندى. 
شهد يغضب وهى تضرب الأرض :طب انا عايزه اروح استحمى واغير هدومى... بقالى 3ايام باللبس ده... ريحتى بقت وحشه جدا. 
مرر عينه على جسدها وهو يود لو يحكم بنفسه فيشتم هو رائحتها ويمرر انفه على كل انش بها ثم يعاود الكره مره اخرى.. نعم فهو يحب الدقه في اعطاء رائيه. فلتترك له هذه المهمة إذا. 
تأخر فى الرد عليها فقالت:رد عليا.... عايزه اروح اغير هدومى دى... وكمان اخد حاجتى معايا لو هنقل معاكوا.. 
قاطعها هو بغضب :ومين قالك إنك هتلبسى لبسك اللى هناك ده تانى... اللبس اللى عليه ريحته.... كنتى يتلبيسهولو... وكان بيعجبه عليكى.... كان بيقرب منك ووووو... اغمض عيونه بقوه يمنع نفسه من التخيل كى لا يغضب عليها أكثر. 
اما هى تنظر له بعدم استيعاب. 
تحدث بعد مده بجمود قائلاً بأمر :تفتحى الاب توب بتاعى واشترى اللى انتى عايزاه اون لاين. 
نظر إليها وانتظر ان تمتثل لأمره ولكن لم تفعل وظلت تنظر أرضا تعبس فى أصابعها بخجل فقال:ماسمعتيش الكلام ليه. 
شهد :ماهو انا ماجبتش فلوس هنا. 
احتدت عينيه وهو يراها تصر على ان تنفق على نفسها من معاش هذا المتوفى. 
فقال بغضب :أنتى فاكره أنك ممكن تدفعى لنفسك قرش واحد من فلوسه.... اشترى اللي يعجبك وانا هدفع اون لاين. 
تحرك خطوتين ثم عاد وهو لا يعرف لما ولكن فعل وتحدث قائلاً كطفل يخبر امه بما سيفعل :انا معروض عليا اترشح فى مجلس الشعب. 
شهد :هى حاجة كويسه طبعاً.. بس مسؤليه وعبئ عليك... وانت تقريبا مش فاضى... وبسم الله ما شاء الله يعينى انتو مش محتاجين ربنا يزيدكو. 
اقترب منها قائلاً بتأكيد :قصدك يزدنا. 
صدمها بحديثه ولم تستطع الرد فاكمل هو متسائلا :طب مش حابه تبقى حرم سيادة النائب. 
شهد بعفوية :مش لما اهؤف استوعب الأول انى بقيت مراتك. 
نظر لها وهو يبتسم بغموض بطريقة حاولت تفسيرها ولكن لم تستطع..... 
لقد تمادى كثيراً.... يومين إضافيين تمكثهم هنا معزوله عن العالم... حتى الاب توب الخاص به قد أخذه معه.
طفح الكيل يونس... انت مصر على إخراج اسواء ما بها. حتى لم يحاول أن يأتي خلال هذين اليومين... اهى بقره ام ماذا... يتركها هنا ولا يسأل عنها... لا هاتف لا مال. فالح فقط في أن يقول اصبحتى زوجة مليونير.... اى مليونير هذا ها.. تمام هى لا تريده ولا حتى تريد سؤاله او اهتمامه لكن اقل شيء فليحضر لها ابنتها.... اين أباه... اين والدته... اين الجميع من ما يحدث معها... ألا يستحون من انفسهم.. لقد كانت تعتبرهم بمثابة والديها... لطالما اهتمت بهم... ماذا حدث... لما لا يتخذ شخص منهم اى موقف.... حسنا يونس انت جنيت على نفسك جراء أفعالك معى... لن اظل تللك الشهد التى عهدتموها... لابد لكل شئ وأن يتغير.... واهم شئ هو ان ارسم طريق لنفسى بعيدا عنهم... واستقل بنفسى انا وابنتى بعيدا عنهم.... يالله... احلامى بسيطه... فقط عمل ومسكن وابنتى باحضانى... لا أريد رجل ولا أريد مال وفير... لكن اعلم الطريق امامى طويل وشاق فاى عمل يحتاج لشهاده وانا لا املك حتى الآن مازالت فى اول اعوامى الدراسية... لن ألومك سعد... اعلم كل شئ كان بتخطيط من الله. تماسكى شهد... لابد وان تكونى قويه بعض الشئ.
تذكرت انها عليها العيش معهم فى الفيلا الجديدة.. وكيف ستعيش معهم مره اخرة وهى حقاً غاضبة من كل شخص فيهم.. تحيرت كثيرا وهى تتذكر ذلك اليوم اللذى اصر فيه يونس على شراء ملابس جديدة كليا لها من ماله حتى الملابس الداخلية.. وكم اشعرها ذلك بالحرج منة.. أيضاً تذكر كيف طلبها منها بحرج وتلعثم وارتباك.
تتحير جداً فى أمره ولا تدرى لما كل هذا... ولما كل هذا الحقد الذى تراه بعينيه على سعد... هى تعلم علم اليقين وكذلك الجميع أنه يعشق اخيه سعد وكان له كابنه... مالذي حدث.
تريد الحديث مع احد والا حقاً ستصاب بالجنون... لسوء الحظ هى من الأشخاص الذين لا يستطيعون حفظ ارقام الهواتف... الرقم الذى كانت تحفظه وعن ظهر قلب هو رقم رجلها الأول سعد.
وعلى سيرة سعد ادمعت عيناها تقارن حياتها معه وحياتها الآن.. اى جحيم القت بنفسها فيه.
بينما هى تفكر بهذا الشكل وبهذه الافكار تتهم يونس باشياء كثيره كان هو يجلس على كرسى مكتبه فى شقته جسده يرتعش وهو يتذكر لحظتهم وهى بين يديه ذائبه تتاوه بخفوت.
يجاهد ويجاهد نفسه على الا يذهب لعندها... يعلم لن يقدر على الابتعاد.. يعلم سينقض عليها كرجل بربرى متخلف... لا يريد أن يخفيها... لا يريدها عنوه رغم حاجته المرضيه ناحيتها.. لو فقط تعلم كم يجاهد جسده على الا يفتك بها بين ذراعيه... فقط لو تعلم كيف يجاهد على الا يأخذها عنوه... ايضا لا يريدها ان تعتقد انها بالنسبة له مجرد جسد ووجه جميل... هو حقاً يعشقها... منذ ان اصبحت زوجته وسمح لنفسه بالتركيز معها ومع تصرفاتها.. تابع حنانها على الجميع... حياءها... خجلها... هدوؤها.. نفسها السمحه وطيبة قلبها.... عيونها وربااااااه من عيونها القاتله.. جسدها وو.... ابتلع ريقه وهو يشعر بالرجفه فوق معدته وهو يتذكرها عندما سقط الطعام واعتلاها وتاهت قليلاً معه فى دوامته.
اااااه شهد ماذا ستفعلين بى أكثر.... أكاد اجن.... أشعر بالغيره من الجميع... أشعر بنار تشتعل داخلى... سامحك الله سعد.. لا أريد أن أكون ذلك الشخص السئ الذى يحقد على أخيه الميت ولكن فكرة أنها كانت بين ذراعيك حقا تذبحنى... فكرة ان...... قطع كلامه لا يريد التفكير اكثر.
قطع وصلة أفكاره دقات على باب المكتب فاذن للطارق بالدخول ولم يكن غير كامل والده.
كامل:يالا يابنى... كل حاجه جهزت ولازم نتحرك على الفيلا.
يونس:حاضر يا بابا... انا نقلت كل حاجتى امبارح.
كامل :انت متأكد أن شهد كويسه وهى اللى طلبت تبقى بعيد اليومين دول على ماننقل.
يونس :احممم.. ايوه طبعاً.
كامل:مش قادر اصدقك بصراحة... شهد روحها في بنتها... مستحيل تقدر تقعد كل الفتره دى بعيد عنها.
يونس بغيره :وفيها ايه يعني.سيطر على نفسه وحاول التحدث من جديد قائلاً :وبعدين ماهو اللى حصل معاها مش شويه.. رجاله العماره كلها شافوا وهى ب.... قطع كلامه وهو يصك أسنانه بغضب على ماحدث معها. ولكن اكمل قائلا :ومن بعد اللى حصل وفى رجاله اشكال والوان بيسالوا عليها.. اكيد مش هتقدر تستحمل كل ده.
نظر له كامل بقوه والان فقط ان ابتعاد شهد ليس بخاطرها وانما بسبب غيره ابنه المجنونه... لقد شك في الامر من البداية ولكن يونس دائما يؤكد أن هذه هى رغبتها.
كامل:يونس... انت ايه اللي جرالك... عمرك ماكنت كده.... ده انت كنت بستغرب معانا ازاى ابنك كده... ماكناش نعرف انه مش جايبه من برا وأنه طالع لابوه.
يونس:قصدك ايه.
كامل بقوه :قصدى واضح يا دكتور.
يونس :اه طالما قولت يادكتور يبقى في حاجة كبيرة.
كامل بحزم:فى أن انت طابق على نفس البنت ومتحكم فيها وباعدها عن بنتها... انا مش متخيل... انت مش واخد بالك... انت بتغير من بنتها.
يونس بارتباك يخفيه بالقوه:للا.. لا طبعا ايه الكلام ده.
كامل:امال باعدها عن بنتها ليه... ماخدتش جورى تقعد معاها مكان ماهى موجودة ليه... طب هنقول مكسوفه من الناس اللي فى العماره... ايه هتتكسق من بنتها بردو.
يونس :ما.. احمم.. مانت عارف مالك ماكنش.
قاطعه كامل:ماكنش هيوافق عارف ابنك نسخه منك بس انت اصلاً ماحاولتش... ولا انت فاكرنى مش واخد بالى.
زفر بقوه قائلا :خلاص يا بابا لو سمحت... وخلاص هى تروح الفيلا كمان النهاردة وهتفضل مع بنتها.
كامل:يونس... بلاش تخنق البنت... بلاش... لو فاكر إنها هتتقبلك كده تبقى غلطان... بالعكس انت بتبعدها عنك اكتر.
قال ما قاله وانصرف. وظل يونس ينظر لاثره بغموض قائلا :هنتقبلنى... لازم.
رفع هاتفه إلى أن جاء الرد ولم يكن غير السائق الذى سيقود بمروه من منزل والدها إلى الفيلا الجديده.
يونس:ايوه.. وصلت.
السائق:ايوه يا يونس بيه... البواب بينزل الشنط... اصلها كتيره اووى.
يونس بتهكم:عارف عارف... مانا عشان كده خليتك تروح توصلها.
وبعد دقيقة كان يغلق الهاتف ويلتف وهو يبتسم بعبث. فالظاهر امامهم أنه اعادها لعصمته من أجل مالك ولكن الحقيقة لا يعلمها غيره هو... فهو يعتقد انه سيثير غيره شهد بها... كم انت مخطئ وغبى أيضاً يونس.
تجلس بسيارتها بالخلف بكل غرور.. فبعد كل مافعلته هاهو اعادها له من جديد ورد لها اعتبارها... وليس هذا وحسب.. بل إنه قد اخبرها انهم سينتقلون للعيش بالفيلا الجديدة خاصتهم... ارجعت رأسها للوراء وهى تبتسم براحه وهدوء. لا تعلم ماينتظرها... وماهى حقيقه انتقالهم لهناك.
اتصال من الفندق يخبرها انه ينتظرها بالاسفل. فقط هذا كل شئ لقد اتعب نفسه كثيرا والله.
وقفت امام السياره واسغربت كثيراً من وجود سائق يقود بالامام. وقام هو بفتح الباب الخلفى لها لتجلس بجواره بعدما بالطبع القى نظره شمولية على ماترتديه كى يطمئن قلبه الغيور وهو حقا لا يكتفى بنقابها.
جلست بجواره وما ان فعلت حتى تسلل عبيرها الناعم إليه... نظر لها باعين محمره. ثم نظر للسائق قائلا بعضب:استنانا برا العربية شويه يا وائل.
امتثل وائل لامره بينما هى التفتت له باستغراب. فاقترب منها هامسا من بين اسنانه:ايه اللي انا شامه ده.
توسعت عينيها بحرج فهل رائحتها سيئه للغايه هكذا فقالت يعفويه وبراءه :شامم ايه... والله لسه مستحميه.
تفاقم عضبه وقال :اعمل فيكي انا ايه دلوقتي... ها... فى واحدة محترمه تحط بيرفم والرجاله تشم ريحتها... ده انتى حتى منتقبة وعارفه انه حرام.
شهد بقوه :أولاً انا محترمه غصب عنك وعن اى حد. ثانيا انا مش حاطه بيرفم ولا حاجة... ده كريم بعد الدش عشان الجسم يبقى متعطر وريحته خفيفه جدا مش فواحه يعني تنتشر وتوصل للرجاله... انا فاهمه أمور دينى كويس اووى وعارفه أن حرام راجل غريب يشم ربحتى بس كمان ريحة الكريم دى مايشمهاش غير حد قريب منى اووى يعني لو قربت جدا وانا مش بعمل كده غير مع ستات يعني لو قربت اسلم على واحده او حضنت واحده وسط السلام وبوستها تشم منى ريحه طيبه مش ريحة عرق وقرف.. فهمت.
رغم كل ما قالته إلا أن غضبه لم يهدأ.
نظر عبر النافذة وبدون كلام نظر لوائل وأشار له بالصعود للقيادة.
طوال الطريق ينظر إليها بجانب عينيه يراها لا تكلف حتى نفسها النظر ناحيته. وقد اعضبه هذا جدا خصوصا وعبيرها الهادئ يتسلل لاعماقه ولكن عزة نفسه وكبريائه يمنعانه.
وصلا اخيرا إلى حيث الفيلا وحيث ينتطرهم الجميع.
دخل هو وهى بجانب تسير سريعا وبفرحه إشتياقا لابنتها حتى لم تنبيه على معالم الترف والثراء الواضحه بقوه على المكان ولكن اتجهت للداخل بسرعه وهو بجانبها وبسبب طوله الفارع كانت خطواته سريعه تجارى خطوات تلك القصيره زوجته.
لم تنتبه لأحد او بالأحرى لم يعد يهمها احد منهم جميعهم... الان كل ما يهمها هو ابنتها.. ابنتها فقط.
التحمت الاثنتان باحضان بعضهما غافلين عن الاب وابنه اللذين ينظرون تجاههم بغيره واعين مشتعله.
ولكن حالوا التماسك... حسنا يكفى هذا.
_:ماخلاص بقى.
نطق بها مالك ويونس فى صوت واحد بغضب شديد.
ابتمست عزيزه وريهام اما كامل هز رأسه بيأس.
ثواني وكانت الصدمه بالنسبه لشهد. حين رفعت عينيها عن حضن جورى تستمع لأصوات كعب عالى على الدرج ولم تكن غير مروه التى لم تكن صدمتها اقل منها.
التفت شهد برأسها بحدة ناحية يونس وناظرته بكره شديد.
للحظة ندم يونس على اعادة مروه لعصمته واستخدامها فى التقرب من شهد فبنظرتها هذه علم أنه لم يزيد الأمر إلا سوءاً
تقف مروه عينيها تشع حقداً فيوم ان انتقلت الى الفيلا الجديدة كما أرادت تكن هذه الفلاحة معهم أيضا... ارادة ان ترى نفسها على شهد ببيتها الجديد ولكن للقدر رأى آخر. حسنا هى للان لا تعترف ابدا او حتى لم تستوعب بعد أن شهد اصبحت لها نصيب أيضا في ثروة يونس.. للان تراها زوجة سعد ولا تملك إلا راتبه الشهري فقط.. حسنا مروه ظلى هكذا لا تعين ان شهد اصلا اصبحت تملك اكثر منكى فى ثروته.
نظرت شهد لهم جميعاً بينما عزيزه وكامل حاولوا التحدث معها وهم يرون نظرات الاتهام فى عيونها لهم خصوصا بعد أن عادت مروه من جديد وكأنها لم تفعل شئ.. نعم لم تشأ ان يطلقها نهائيا ولو انه أقل شئ لما فعلته ام كانت حقاً فعلت كل ذلك دون علمه كما زعم ولكن على الاقل لا تعود بهذه السرعة وكل هذا التأنق. فمروه بالطبع لم يفت عليها ان تبالغ وتيالغ فى تأنقها كرساله واضحه ومباشره للجميع.
قطعت حديث عزيزه وريهام قائله بجمود:فين اوضتى انا وبنتى.
يونس بغيره :اوضتك انتى لوحدك.... جورى ليها اوض.... قاطعته بحده اتسعت لها عينه وعين الجميع حتى مروه وهى تقول بحزم وقوه :بنتى هتفضل معايا مكان ما اكون... لا هبعد عنها ولا هتبعد عنى... وماحدش هيقرر اى حاجة فى مصيرها غيرى يا يونس بيه.
ابتسمت مروه بجانبيه وخبث وهى ترى الأجواء تشتعل والابتعاد سزداد اكثر واكثر.
يونس بغضب وكذلك مالك :يعني إيه.
شهد بغضب وكره:زى ما قولت بالظبط... هتتفضل وتقولى اوضتنا فين ولا انت جايينا هننا نتهان تانى ولا ننام فى اوضه الجناينى مثلاً.
يونس بغضب :لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده.
شهد بكره وحزم:يبقى ياريت تتفضل وتتكرم وتقولى اوضتنا فين.
أشار لها بالتقدم امامه وسار هو وبالطبع معهم مالك الغاضب بشده تحت أنظار مروه الحاقده وهى تراه يوصلها لغرفتها بنفسه.
بالاعلى توقف امام الغرفه التى أعدها خصيصاً لها واهتم بها اهتمام بالغ. وحرص على ان تكون مقابل غرفته مع مروه كى تصاب بداء الغيره والجنون الذى اصابه.
يونس وهو يفتح باب الغرفه لها:اتفضلى انا اهتميت بكل حاجه بنف.... قاطعته بقوه :شكراً ليك.
بينما مالك ينظر بغيره وغضب لجورى السعيدة جدا وقد نست أمره منذ قدوم والدتها.
يونس بغيره وهوس:هخلى حد من الخدم ينقلوا سرير جورى عندك عشان...
قاطعته بجمود:مالوش لزوم بنتى هتنام فحضنى..
اشتعلت غيرته المريضه... اى حضن.. هل جنت فقال هو ومالك بصوت واحد :نعععععععم.
قاطعتهم وهى تغلق الباب فى وجههم. فوقف الاب وابنه ينظرون للباب بحقد وغضب. نظر الاثنان لبعض يتبادلون النطرات على ما تفعله الام وابنتها بهم.
مالك لوالده :بابا.... هو ماينفعش اخد انا اوضتك وانت... قاطعه مالك وكأنه شاب متصابى قائلاً :انسى.
مالك بغضب:يابابا..
قاطعه يونس :يا بابا ايه... انت اللى اخترت اوضتك بنفسك.
مالك:اه ده بعد ما اخترت انت اوضة شهد قدامك فاخترت انا اوضه ليا وخليت اوضة جورى قدامى.
تنهد يونس ثم نظر الاثنان للباب المغلق وزفرا بصوت واحد غاضب وقال يونس :واهى جت الست شهد وقلبت كل حاجه.
مالك بترجى:بابا... الله يخليك... انا اصلاً كنت شبه متعود انها بتنام فى حضن مامتها بس انت بقى الله يسامحك اللى عشمتنى انها خلاص هتنام لوحدها لحد ما الفكرة عششت جوا نفوخى.. واهو انا اتصدمت اهو... بالله عليك سيبلى الاوضه.
يونس وهو يتحرك لداخل غرفته :انسى ماتحاولش. ثم أغلق الباب فى وجه مالك هو الآخر الذى نظر للباب بعضب وقال :هو النهاردة اليوم العالمى لقفل الباب فى وشى ولا ايه.. انا اتهزئت خالص... احمم كويس ان جورى ما شفتنيش وانا كده.
داخل غرفة شهد كانت تحتضن ابنتها التى تقص عليها كل مافعلته فى فترة غيابها وهى تقرر داخلها الخطوط العريضة التي ستسير عليها حياتها.. ستتحلى بالقوه... لن يتحكم أى شخص بشأن ابنتها... دراستها ثم دراستها وأيضا تللك كانت وصية سعد لها... ستتحلى بالقوه والحزم أمام الجميع وخصوصاً ذلك اليونس.. لن تكن تللك الشهد زوجة سعد... لكن ايضا لن تسمح لهم بتشويه روحها من الداخل ابدا ستظل شهد السمحه البريئه لكن معهم ستكشر قليلاً عن انيابها... لن تجعلهم يؤذوها ابدا واكبر أذية من وجهة نظرها هى ان بشوهوها داخليا ويحولوها لامرأة سيئه حقوده
مرت أسابيع عديدة عليهم كانت بها مروه تصدر أوامرها للخدم هنا وهناك بحزم كااثبات انها السيدة الأولى ومالكه هذا البيت وخصوصا لشهد. تحاول زيادة الغنج والدلال امامها هى ويونس.. الإفراط في التانق ببعض الملابس العارية قليلاً. وكذلك الحلى الثمينه لتتباهى بهم أمام شهد التى لا تملك اى شئ.
اما يونس يحاول الاقتراب ولكن كبرياءه يمنعه خصوصا بعد رفضها الصريح له أكثر من مره وحديثها الجارح له.
عزيزه وريهام وكامل يحاولون التقرب والاعتذار من شهد لكن دون جدوى لكن ريهام لن تيأس ابدا عن استعادة صديقتها وشقيقتها شهد.
اما بالنسبه لشهد فى طوال هذه الاسابيع تحاول التأقلم على مكانها الجديد. ترى محاولات عزيزه وكامل وريهام التبرير لها. حسنا ستسامحهم فهى ليست سيئه ابدا لكنها لن تعود معهم ابدا كالسابق. ستقف للتفرج عليهم كما فعلوا معها.
هى الان مشغوله فقط بالدراسه التى لم يبقى عليها سوي ايام.. لا تنكر أن تصرفات مروه تسير حنقها حقاً ولكن هناك أشياء اهم تشغلها عن تلك المروة التى تتعمد أن تمر أمامها ذاهبة لغرفتها التى يقبع بها يونس وهى ترتدى قمصان النوم متحججه بمالك او اى شئ كى تجعل شهد تراها هكذا.
بدأت الدراسة وبدأ معها جحيم يونس وابنة.
تستيقظ في الصباح وتبدأ بالاهتمام بتحضير ابنتها للذهاب فى باص المدرسه التى انتقلت إليها. حسنا بعد تفكير رأت أن المدرسه الخاصة بيونس والتى افتتحها قريبا جيدة جدا جدا. كذلك قريبه من فيلتهم فلما العناد إذا... اهم شئ مصلحة ابنتها... لكنها ستدفع مصاريف المدرسة خلال هذه الأيام مثلها مثل الجميع لن تسمح لأحد بالإنفاق على ابنتها.
صعدت جورى الباص ومعها مالك مضطرا بعدما أصرت شهد على الا تذهب مع مالك في السيارة التي سبق وخصصها يونس لابنه وحبيبته. وذلك لعدم السماح لمالك بفرض هيمنته عليها أكثر.
تحهزت للذهاب الى الجامعة لأول يوم تتمنى لو كان سعد معها يقف بجانبها ويدهب بها اول يوم كالاب وابنته يشد من ازرها. ويمدها بالقوة كما كان يفعل دائما.
(الله يرحمك يا سعد) تمت بها يخفوت قبل أن تتصنم وهى تستمع لصوته الجهورى.
_:استنى عندك.
كان هذا صوت يونس الذى ينزل على الدرج الزحاجى الفخم بكل شموخ.
التفتت له فشملها بنظره تقييميه لفستنانها الاسود المحتشم ومن فوقه نقابها. احتدت عينيه قائلا :ايه اللي فى عيونك ده يا هانم.
شهد :كحل.
يونس :والله كحل... وحاطه كحل ليه.
شهد :بحب احطه ايه المشكله.
يونس وهو يقطب جبينه :المشكلة إنك مش ناقصه.
شهد :على فكره انا متأخرة لوحدي يعني مش ناقصه تأخير.
يونس :روحى امسحى الزفت ده عشان تقدرى تمشى.
شهد :لا انا... قاطعها ببرود:عايزه تتأخرى براحتك... انا بالنسبه تمام اووى ياريتك ماتروحيش اصلاً.
نظرت له بحده وجمعت قوتها واستدارت بتحدى كى تذهب ولكن سحب هو كف يدها ولف جسدها له بثواني واحتجزها خلف السلم الزجاجى بغضب ورفع نقابها عنها قائلا :امسحه انا.
ظل يحاول دون جدوى ولكن كانت قوة يده تقل تدريجيا وهو ينظر بوجهها وعينيها ودون أدنى شعور منه التقطت شفتيها بنعومه كبيره وهو ذائب تماما.
استمع لشهقه صغيره فنظر لأعلى فوجد والديه وريهام كانوا يهبطون السلم لتناول الفطور وخلفهم مروه فنظر لهم بحرج على الهيئة التى رؤه بها فشفتيه مازالت مبلله باثاره مخجله تقطر شهد شفتيها وهو يحتجزها خلف السلم كمراهق وليس كرجل على مشارف الاربعين.........
***********
موقف محرج مخجل.. لم يسبق ووضع فى هذا الموقف من قبل... ضبط متلبسا كمراهق يقبل زوجته وأعضاء جسده تفضح رغبته.... هل تتخيلون... لم يكن يوماً هذا الرجل ذو العلاقات النسائيه المتعددة. علاقته بجنس حواء كانت مقتصره على زوجته مروه فقط رغم سفره الدائم وامواله الكثيرة وعرض النساء انفسهن عليه من كل شكل وكل جنسية ولكن اااااه من هذه الشهد وما تفعله به... سيرى على يدها العجب بالتأكيد... مهلا يونس ف مع شهد ستتحول شخصيتك هذه وتظهر شخصيتك الحقيقيه التى لم تكن انت نفسك تعلمها.
يجلس بسيارته يفكر بكل هذا وقد اجلسها بجانبه عنوة. يلعن نفسه يلعن غباءه.. يتذكر نظره الاندهاش والتسليه على وجه ابيه وامه وزهول ريهام وهى تراه هكذا.. اما مروه فلولا وجوده ولولا انها مازالت تحاول أن تصلح معه أو تنسيه ما سبق وفعلته لكانت قتلت شهد الآن..
تجلس هى وحقا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها.... لقد قبلت على مرءه ومسمع من الجميع.... تشعر بالعضب منه حقا... لالا تود قتله... اسكتى شهد وهل تقدرين على قتل عصفوره حتى تقتلى هذا الضخم. ولكن الشئ الوحيد الجيد الذي فعله هو انه وضع النقاب عليها من جديد يخفى وجهها المحرج جدا من مواجهة أعينهم العابثه و جذب يدها وخرج بها سريعاً.
نعم نعم. خرج بها لن يقدر على مواجهة نطراتهم الان ربما وقت لاحق يكون قد استعاد قوته وهمينته ولكن الآن لن يستطيع... جسده يفضحه جدا. لذلك خرج سريعاً وهى معه وفتح الباب الخلفى للسياره فجلست هى من الصدمه والحرج الشديد لم تجادل وهو يعلم ذلك.
تنظر له بين لحظة وأخرى بغضب بالغ... يعلم لولا وجود السائق معهم لانفجرت به على مافعله والموقف الذي وضعها به.
نسى ماحدث ومن شاهده ونسى كل شئ وتذكر فقط لحظتهم معا... قبلتهم وتناغم جسديهم.. رغم فرق العمر وفرق الجحم الشديد جداً إلا أنه حقا يشعر بتناغمهم معا... كأنها خلقت لتلائمه... كأن جسدها فصل كى يوافق جسده... موضعها جانبه لائق حقاً... هى تستحقه هو... هو الافضل لها من هذا السعد هو لم يكن يلائمها حتى لو كانت اعمارهم متقاربة فقط لو تنظر جيداً.. غبيه جداً حبيبتي انا من اليق بكى أكثر... ولكن لا بأس فكل شئ أصبح فى نصابه الصحيح.
توقفت السيارة عند باب الجامعه فقال لوائل:استنى تحت ثوانى.
أراد الاختلاء بها ليفرض عليها تعليماته وتحذيراته وبعض القرارات ولكنها وبمجرد نزول وائل حتى انفجرت به:انت ايه اللي عملته ده... ازاى تعمل حاجة زى كده... عاجبك اللى حصل ده... هيقولو ايه عليا دلوقتي.
يونس ببرود:واحد وبيبوس مراته فيها ايه.
شهقت بتفاجئ من وقاحته وقالت بحدة لذيذه :انت ازاى كده... مش مكسوف.
رفع نقابها عنها كى يرى حنقها الطفولى ويستمتع به وأيضاً كى يشبع عينيه منها قبل ان تغادره هذه الساعات وقال:واتكسف من ايه انتى مراتى.
شهد بعفوية :ايوه بس مش بيبقى قدام الناس كده.... ده حتى مايرضيش ربنا.
ابتسم بخبث وهو يقترب بخطر وقد وقعت بلسانها فقال بعبث:مشكلتك يعني أنه قدام الناس بس... لو دى المشك... قاطعته شاهقه لما تفوهت من حماقه وقالت بخجل وتلعثم :اللا. لا طبعاً ايه اللي بتقولو ده... ااا.. انا بتتتكلم عن الناس يعنى اللى وضعهم طبيعي مش إحنا.
ابتعد انشا واحدا وقال بضيق :واحنا مالنا... ماحنا وضعنا طبيعي... انا بالنسبه لي مافيش اى مشكلة.. انتى إلى عندك مشكلة مش انا.
نظرت له بغضب واخفت وجهها عنه بالنقاب ثم قالت لتنهي الحديث :لازم انزل كده هتأخر.
همت للنزول وفتح مقبض الباب ولكنه سحبها من ذراعها مجددا ببعض القوه ورفع نقابها بحده وقال:ماتغطيش وشك عنى مره تانيه... وكلامى لسه ماخلصش ومأذنتلكيش تنزلى اصلاً.
نظرت له بغضب وهى تره تحكمه بها ولا ترى مايفعله إلا أنه نوع من الذل يضعها بموقف محرج جدا ولا يأبه لذلك والان يتحدث معها بكل هذه الهمينه والقسوة يمنعها ماتريد ولايسمح لها بفعل أى شئ غير بإذن منه... لم تراه يعامل اى شخص من قبل هكذا... زوجته مروه تفعل وتتبجح مع من تريد مستندة على اموال زوجها وسلطة ونفوذه... واخر افعالها كان مافعلته معها ولم تعاقب بشئ بل عادت أقوى من ذى قبل .. وفى المقابل يمنعها هو من النفس غير بأذنه. وعلى سيرة مروه وما فعلته معها... خدمتها لها... تنضيف شقتها وتعاملها بمهانه معها.. تنضيف السلم وعيون الرجال تنهش بها... نظرات الاشمئزاز من عيون النساء الحاقده عليها وبعض نظرات الشفقة من بعضهن... دموع ابنتها خلفها... سكوت الجميع على مايحدث وأيضاً سماعها لما يقول الآن :مافيش قعده في الكافتريا الجامعة او اى كافيه... مافيش صحاب سواء ولاد او حتى بنات.... لو معيد فرحان بنفسه ورجله شايلاه قرب منك وقعت امه سوده.... اى ضحكه اى نظره لاى حد ممنوع... ياريت تنفذى اللى قولت عليه عشان مش عايز اعمل حاجة تزعلك منى... وماتخلنيش اتهور واطلع جنانى الجديد ده على حد... انا بحذرك اهوو عشان يبقى عدانى العيب.
نظرت له بحقد وكره ثم قالت بهدوء وهى تبعد يدها عن قبضته المؤلمه :حاجة تانيه يا يونس بيه.
نظر لها باستغراب من هدوءها الغير متوقع وقال وهو يبحث فى عينيها عما تنويه :لا.
وضعت نقابها عليها وقبضت على حقييتها وخرجت من السيارة بهدوء يحمل غضبا مكبوتا.
ظل ينظر لاثرها ولا يعلم ارضخت للأمر فعلاً ام ماذا يحدث معها. اشار بيده للسائق كى يصعد ويتحرك به لمجموعة شركاته وهو ينظر من النافذة بشرود يحاول أن يتوصل لما تفكر به وما تنويه شهده.. ولكن لا يعلم.
دلفت للجامعة وهى تسير بغضب ماذا يظن نفسه... لما هذا الكره... هل يكرهها لأنها زوجة سعد.. هى لاحظت بشده طوال هذه المده حقده على سعد. ولكن لا لا.. لقد كان سعد بمثابة ابنه والجميع يعلم ذلك.. هل كان يمثل على الجميع. ولكن ما الداعى كى يمثل هذا... ولكن ما الذى تغير الآن.. وهل كل هذا الكره والذل يخصها وحدها به.
حسنا يونس انت من جنيت على حالك بكل أفعالك انت وزوجتك سالعب بك مثل الكره بين قدمى.. انت من أخرجت مكر حواء من داخلى انت وزوجتك اللعينة هذه فلتتحملوا إذن.
هل يعتقد أنها سترضخ لاوامره تعليماته.. بالطبع لا.. لن يحدث... ذهبت سريعاً وسالت مجموعة من البنات عن جدول محاضرات الفرقه الاولى صيدلة فدلوها وذهبت سريعاً لتاخذه معها. وبعد التدقيق علمت ان هناك محاضره بعد عشر دقائق فى مدرج ****.
ذهبت بسرعه كى تلحق وقتها وهى تسأل كل فتاه تقابلها عن مكان المدرج. ولكن اصطدامها بجسد صلب نوعا ما اوقفها فقالت بأسف من نبرة صوتها وبحته المميزة الجميله:اسفه والله اسفه.. انا بس...
قاطعها هذا الشاب قائلا بخفة :خلاص خلاص حصل خير... بس ابقى بصى قدامك الشعب ده غلبان ومش ناقص.
ابتسمت بتوتر قائله:انا اسفه عن إذنك.
ابتعدت عنه بسرعه وظل هو ينظر لاثرها متعجبا من جمال هذه العيون المتوترة وجمال صوتها قطع تفكيره صوت احدهم يناديه :ماجد... ماجد.
التفت له وقال بابتسامة مستغربه ومرح أيضاً :حظابط مدحت... ايه اللي جابك هنا يا باشا.
مدحت بغيظ مصطنع:مش هتبطل تقولى حظابط دى... اسمها حضرة الظابط وبعدين انا بقيت رائد دلوقتي... احترمنى شويه... ده أنا حتى ان خالتك يا دكتور... ولا ماحدش بقى معيد غيرك.
ماجد :ههههههه.. مبروك يا عم الترقيه... واه ماحدش بقى معيد غيرى.
مدحت :يالا يا ***ده انت لسه متخرج متعين من كام شهر.
ماجد بلا مبالاة :اللى يسمعك يقول أنى متخرج من سنتين وكنت عاطل مانا لسه متخرج واشتغلت... وبعدين سيبنى فى حالى انا عندى اول محاضره ليا دلوقتي.
مدحت بسخافه:خايفه يابطه ولا ايه... لا انا عايزك اسد جوا.. وتوقع نص البنات فىك كده... نصهم بس الله يكرمك ها.
ماجد بتلاعب:والنص التاني ايه.. ليك.
مدحت :مش اووى... بص انا هجيهالك على بلاطة.
ماجد :ايوه قول... مستنيها من الصبح والله عارف انك واطى ومش جاى تشوفنى لله وللوطن.
مدحت بتمثيل :عيب عليك والله ظالمني ده انت دايما على بال... قاطعه ماجد قائلاً :بس بس بتحلف كدب وهتكمل كلامك كدب.. اخلص عايز ايه فاضل 3 دقايق على المحاضرة مش عايز اتأخر من اولها.
مدحت:بص من الاخر انا فى واحدة عندك جوا تخصني... وتخصنى اووى كمان اسمها شهد هى منقبه عايز عينك عليها.
ثم إكمل بتحذير :بس عينك عليها ليا انت فاهم.
ماجد بزهول :اه يا***وانا الى فكرتها قريبتك ولا قريبة حد معرفه... انت ما بتتهدش ابدا.. ده أنا حتى متجوز.
مدحت بقوه غريبة:ماتفكرنيش بالواقع المنيل الى انا عايش فيه الله يسامحها خالتك وشهد دى حب حياتي كله وهى اللى كان المفروض تبقى مراتى لولا الله يسامحه سعد اللى اتجوزها.
ماجد بصدمه :يخربيتك وكمان متجوزه.
مدحت:جوزها استشهد... وهى خلاص... بس.
قاطعه ماجد :لأ دى شكلها حكاية جامده اوى هقابلك النهاردة تحكيلى لأنى اتاخرت على المحاضرة يالا سلام.
قالها سريعاً وذهب لينظر لاثره مدحت وتنهد بقوه ثم ذهب سريعاً.
فى إحدى القاعات الضخمه تجلس هى يرهبه واستغراب الاجواء حولها. فضلت الجلوس فى ركن بعيد حتى بدءاً المحاضره فهى غير معتادة على كل هذه الأعداد مت التجمعات. من صغرها وحسب تربيتها لم تعاد على الاندماج السريع مع الناس فوالداها كانا قليلى الاختلاط بالناس رغم ان حياتهم كلها كانت بقرية يغلب عليها روح الألفة والتجمعات ولكن والداها غير.
كانت الأصغر فى اخوانها وقد تزوجت ملك وقد كانت هى بالمرحلة الابتدائية فلم تعتد عليها كثيرا ولم يصبحا بهذا القرب الا بعد زواج شهد. لكن كريم كام الأقرب لها فهو والدها الذى رباها.
لكل هذه الأسباب هى ليست اجتماعيه بعض الشئ وهذا يجعل البعض يلقبها بالغرور ولكنها يشهد الله ليست هكذا ولكنها تحتاج الفرصة والنقبل فقط وسترى شخصيتها العفويه المرحة والجميلة.
شعرت بأحد يقف بجانبها رفعت نظرها وجدت فتاه محجبة جميله تكسو ملامحها الهدوء والطيبه وقالت باستئذان:ممكن اقعد هنا ولا فى حد معاكى.
شهد بابتسامه مختفيه من النقاب ولكن ظهرت على عينيها:لا اتفضلى.
جلست الفتاه بهدوء ثم قالت بابتسامة :انا رنا.. وانتى.
شهد :أهلا بيكى.. انا شهد.
رنا بتفرس :انتى دى اول سنه ليكى.
شهد بحرج:احممم.. اه بس انا اكبر منكو.
رنا :ههههههه أكبر مننا... كام سنة يعني.
شهد باستغراب لضحكها:يعني 4سنين كده... بس بتضحكى ليه.
رنا :اصل انا كمان أكبر منهم.... كنت ماجله الجامعة لأسباب عائليه يعني... بس الحمد لله أخيراً اقدر اكمل.
سكتت الفتاتين ونظرا لبعض فقالت رنا بابتسامة هادئة :على فكره ارتحتلك وده نادراً لما بيحصل... ممكن تبقى صحاب.
شهد بسعاده :اكيد.
تحدثوا قليلا وتبادلوا أرقام الهواتف ثم قطع حديثهم دخول المعيد الذى انصدمت منه شهد فلم يكن إلا ذالك الشاب الذي صدمت به
شهقت شهد قائله :هو هو... يانهار ابيض.
رنا بخفوت :هو مين.. انتى تعرفيه.
بينما هم يتحدثون بخفوت كان هو يقف قائلاً :ازيكو يا شباب... احب اعرفكوا بنفسى... انا ماجد مظهر.. هندرس مع بعض الفارما... عايز اقولكوا أن زى ما دى اول محاضره ليكوا هى برضه اول محاضرة ليا.. وياريت نتعاون بهدوء واعتبرونى اخ ليكوا كل... قطع حديثه وهو ينظر لفتاتين يتحدثون بخفوت وسط انتباه الجميع له فقال وهو ينظر لهم بالتحديد :ياريت نركز كلنا مع بعض.
فرفعت عيونها له صوب عينه لحسن او سوء الحظ. استجمع رباطة جأشه وابتلع ريقه قائلا :اا.. نركز بقا.. ونبدأ اول محاضره وهى تعريف الفارما.
ثم اندمج في الشرح يحاول مجاهدة النظر لهذه العيون خوفاً من الوقوع لها.
وهى تحاول التركيز مع الشرح ونسيان حرجها قليلا.
داخل غرفة الاجتماعات يجلس لأول مرة بذهن شارد... ومن غيرها هى الساحرة الصغيره... لقب آخر يطلقه عليها فهى كالمشعوذه التى القت ترنيمه على حياته فانقلبت رأساً على عقب. وتغير هو وتغير حاله.... اااااه فلترحمينى شهد ولترحمنى عيونك القاتله.
نداء سكرتيرته عليه تنبهه لنداء احد المستثمرين الأجانب له لمناقشته في شئ ما ايقظه من شرود بشهد حياته.
فى المدرسة الخاصة بيونس.
يقق مالك بغضب أمامها. فمن الواضح أن اليوم هو يوم المتاعب له ولابيه.
جورى منذ أن قدمت لهنا وهى تجرى وتضحك وتصادق الجميع... الم يحذرها الا تصادق احد الا تلعب وتنشغل بأحد غيره.
وقف امامها قائلاً بغضب :بقى انا جايبك هنا عشان تبقى تحت عينى وماحدش يقرب ناحيتك وانتى رايحه جايه تصاحبى دى وتكلمى دى وتضحكى لده... انا مش قولت ماتتكلميش مع حد.
جورى بحنق:فى ايه يا مالك.. كنت بتفلج على المدسه... كميله اووى وواثعه.. الله دى أجمل واوثع من الحطانه اللى كنت فيها قبل كته.. كويث انك كبتنى هنا.
اشتعلت غيظه منها ومن نفسه وغباءه فقال :يعني انا اللي جبتو لنفسى مش كده... تصدقى اول مره اندم على حاجه... بس محلوله وهتفضلى تحت عينى برضه... حتى لو اضريت اسيب دروسى وافضالك يا جورى انتى سامعه.
نظرت له بحزن وضيق وقالت:انت بتسعقلى يا مالك... جورى زعلانه منك.
تنهد وحاول الهدوء وقال :مش بزعقلك بس انتى كمان بقيتى تتنمردى عليا.
جورى ببراءة :يعني ايه تتنملدى.
هز رأسه بيأس وقال:مش مهم... المهم اسمعى كلامى بالحرف.
جورى:بس ماما قالتلى امبالح ماسمعش كلام حد غيلها وماخفس من حد خالص طول ماهى عايثه.
مالك بغضب وهو يتوعد لشهد :لأ طبعا تسمعى كلامي وماتخفيش من حد مش عشان هى عايشه عشان انا معاكى.
جورى بضيق:ماتزعقليش تانى بتحلجنى قدام صحابى.
رفع حاجبه باستنكار قائلاً :بحرجك قدام مين ياختى.
جورى بغضب طفولى تستحق عليه الالتهام:صحابى... وسع بقا اثيل صاحبتى جايه.
نظر تجاه احدى الفتيات التى ترقد تجاههم وقال بغضب وغيره:اسيل مين وجايه لفين... لحقتى اصلاً تصاحبيها امتى ده النهاردة اول يوم.
قطع حديثه قوف اسيل امامهم قائلة بلهاث:جورى لوحتى فين تعالى اعلفك على صحابى.
مالك بهدوء مريب:تعرفيها على مين ياختى.
اسيل ببراءه وابتسامة :صحابى من الحضانه القديمه.
جورى بحماس وفرحه :ماسى يالا.
اوقفها من ذراعها جانبه بحده :استنى هنا... مش قولتيلى اخدك افرجك المدرسة في البريك.
جورى ببراءه :هتفلج مع اسيل صحابتى...ماما قالتلى اصحاب اللي من سنى احسن.
شتم تحت انفاسه بغضب من شهد التى من الواضح جدا انها ستغير صغيرته عليه وهى تحاول بناء شخصيه قويه ومستقله لجورى من صغرها... تصاحب من فى مثل سنها.. اذا الرسالة واضحه جدا.
كانت ستبتعد مع اسيل لكنه قبض على ذراعها بطريقة افزعت الصغيرتين وقال :مش هتروحى في مكان من غيرى لحد ما البريك يخلص مفهوم.
نظر لها بتملك شديد رافضاً اى فكره للابتعاد او التمرد.
تجلس في كافتريا الجامعة شاردة قليلاً. حديثه.. اوامره... كرهه. وذله لها.. شردت اكثر تبتسم بسخرية متذكره كيف كانت تتمنى أن يكون بصحبتها اليوم سعد وووو.
ولكن يالسخرية القدر فمن فعل كل ذلك يونس وليس هو... ولكن ذله وتحكمه فاض الكيل منه.
خرجت من شروها على صوت صديقتها الجديدة رنا :يابنتى هو كل شويه سرحان... فكى كده.
شهد بتنهيده:من اللى انا فيه والله.
رنا بصدق :طب ماتحكيلى يمكن ترتاحى.
شهد :مش وقته... هتعرفى كل حاجه مع الوقت.
رنا بابتسامة :عارفة معاكى حق لسه مش واثقه فيا بس انا ارتحتلك من اول ماشوفتك وسرك معايا هيبقى في بير وبكره الايام تثبتلك.
شهد :اكيد وانا كمان ارتحتلك... بس انا اصلاً لازم امشى دلوقتي زمان بنتى رجعت من الحضانه.
رنا بتفاجئ :بنتك... انتى عندك بنت وكمان كبيرة وفى حضانه.
شهد :ههههههه اه الحمد لله.. اسمها جورى لازم اعرفك عليها.
رنا بمرح:مش لما اتعرف على امها الأول واشوف وشها.
ارتفع رنين الهاتف الذى لم يصمت من فتره لكن جعلته شهد صامتاً.وردت على رنا قائلة :ماكنش فى وقت النهاردة... بس اوعدك بكره ندخل المسجد وارفعلك النقاب.
رنا بضيق من صوت الهاتف :ولا يهمك بس ردى على الفون بقى عصبنى.
شهد :ده رقم غريب وانا مش متعوده ارد على أرقام غريبه.
وقفت رنا قائله :طب يالا انا كمان مروحه... تعالي ناخد تاكسى سوا.
شهد وهى تقف:انا ساكنه بعيد.
رنا :طب تعالى نطلع لحد برا سوا نركب.
شهد :اوكى يالا.
خرجا سريعاً حتى وصلا أمام الجامعه من الخارج وهم يتحدثوم بمرح حتى توقفت امامهم سياره مرسيدس فاخمه تعرفها هى جيدا. نزل هو بكل غرور وهمينه وتقدم منها قائلاً دون ان يعير رنا اى اهتمام رغم نطرته الثاقبه لها وهو مازال فى سيارته :مابترديش على موبيلك ليه.
سكتت رنا ولم تتحدث رغم استغرابها الشديد لهذا الشخص ولطريقة كلامه معها ولكنها لازالت لا تعلم شئ عنها فاثرت الصمت.
نظرت شهد بحرج لصديقتها الجديدة وهى تراها في اول لقاء واول تعارف لهم وشخص آخر يصيح بها ويمسكها من ذراعها بهذا الشكل المهين.
نظرت له والدموع بعينيها نظره لن ينساها ابدا.. كلما حاول الاقتراب يجد نفسه يبتعد اكثر... غيرته وتملكه يعمونه... الم يأمرها الا تصادق احد.. ألم يمنعها من التعامل مع اى شخص غيره... هل يمنعها عن الجامعة هذه ويريح باله... كلما حاول الاقتراب يجد نفسه بتصرفاته وغباءه الناتج عن هوسه يبعده أميال اكثر.
سحبها معه بهدوء من وجهة نظره ولكنها طريقة مهينة بالنسبه لها أمام صديقتها وامام باقى الجامعه فظلت رنا على صمتها وذهزلها لفتره حتى استوقفت تاكسى لها وهى عازمة على مهاتفتها للاطمئنان عليها من هذا الضخم الذى كان معها.
تجلس بجانبه فى الإمام وهو يقود بنفسه تبكى بضعف وذل على مايحدث لها وما أصبحت تحياه من بعد عيشها الكريم فى كنف سعد.
صوت بكاءها يقطع نياط قلبه ولكن غيرته قد اعمته وهو حقا لا يرى امامه.
قال بحده وهو لا يزال قائدا :ممكن اعرف بتعيطى ليه دلوقتي.
نظرت له بعضب هل لا تعلم حقاً. عاهدت نفسها على القوة وهى تحاول والله لكن نفسها ودموعها لم تتحمل الموقف حقاً.
قالت ببكاء وحده اوجعته وهى تشوح بيدها :بجد... انت بجد مش عارف... انت بتكرهنى ليه.
قالت الأخيرة بصراخ فنظر لها بجنون وابتسامة مختله قائلاً :أكرهك... اكرهك... ده إلى فهمتيه من تصرفاتى... يانهار اسود.
شهد بقوه:ايوه... وعايزه اعرف بتعاملنى كده ليه... انا عملت ايه.
يونس بغضب متذكرا:مش بتردى على موبيلك ليه ها.. وبعدين مش قولت مافيش صحوبيه لاى حد ومافيش تأخير.
كانوا قد وصلوا لفيلته تزامنا مع وصول باص مدرسه مالك وجورى. ففتحت الباب بغضب وقالت :انا مش برد على ارقام غريبة وانا حره اصاحب اللى انا عايزاه.
ينظر لها بغضب شديد وهى تغادر وتأخذ ابنتها ومالك ينظر لهم نفس نظرة ابيه.
حره... من قال هذا هى ليست حره هى ملكه.. لا تجيب على ارقام غريبه... انه زوجها ومالكها.
ذهب مالك ويونس خلفهم وغضب العالم مسيطر عليهم.
دلفت للداخل تمسك يد ابنتها التى تسير بجانبها فوقفول على صوت واحد فى نفس الوقت من يونس ومالك :شهد_جورى.
التفتت الاثنتين فوجدوا وجهين محمرين غضبا بطريقة مخيفه. اعادا النظر لبعضهم وفى ثوانى ودون اتفاق ركضا لأعلى بنفس السرعه. فركض خلفهم الأب وابنه سريعاً.
دلفت بسرعه هى وابنتها وأغلقت الباب جيدا من الداخل عليهم وتنهدت براحه.
اما بالخارج يقف هو ابنه بنفس الغضب ونفس الملامح وهم يطرقون الباب بغضب فى نفس الوقت :افتحى يا شهد_جورى والا هكسر الباب.
لارد
مالك _يونس :افتحى احسنلك. ولكن أيضاً لارد.
تنهد الاثنين ثم قالا:تمام عشر دقايق والاقيكى تحت على الغدا لو ده ماحصلش انتى حره.
انهيا الحديث في نفس واحد فنظرا لبعض نفس النظره ثم هبطا لاسفل.
حممت ابنتها وغيرت لها ثيابها لأخرى مريحه وارتدت هى دريس صيفى من اللون الأزرق بدون نقاب وخرجت سريعا قبل إنتهاء العشر دقائق التى حددها هذا المعتوه.
فتحت الباب لتجد مروه امامها بفستان عارى الصدر والساقين وعقد ثمين متلالا من الالماث وقالت بطريقه فجه وحقيره:ايه... مش كفاية بقا لف ودوران على الراجل ياخطافة الرجاله انتى.
بهت وجه شهد ونظرت لابنتها التى بدأت الدموع تتجمع في عيونها يالله اكل يوم لابد من ذل تراه هى وابنتها. لكن لا والله لن تكن شهد أن سمحت بهذا أن يحدث مجددا.
شهد بقوه :خطافة رجاله.... انا.
مروه ياحتقار:وهو فى حد متنيل قدامى غيرك... بس عايزه اقولك القديمه تحلى حتى لو كانت واحله.
شهد بكره:متنيل.. امممم.. طب بصى بقى عارفة يونس اللى انتى فرحانه بيه ده... انا هخليه قدام عينك وعين الكل زى الصلصال كده فى ايدى... خاتم فى صباعى.... مش انا خطافة رجاله... انا هعرفك خطف الرجاله بيبقى ازاى وخليكى فاكره ويشهد ربنا إنك انتى اللى خرجتى شياطينى... شايفك سريرك اللى صممتى تشتريه من ريش نعام ده... هخليه يخونه عليه معايا وبكره تشوفى يا.... ياوحله.
قالت ما قالت بقوه وشجاعه تحسد عليها ولكن الظلم يخلق من الطيبه جبروت. وتركت خلفها مروه تنظر لها باعين تشع لهبا وهى تخشى القادم بشدة.......
*********
يجلس الجميع مقابل بعضهم ينتظرون انتهاء الخدم من وضع الطعام كى يشرعوا بتناوله. يجلس هو وعينه على باب حجرة الطعام ينتظرها بغضب شديد وبجواره ابنه الذى لا يقل غضباً عنه ينتظرون المعذبه الكبيرة وابنتها.
بمنتهى المكر ينظر كامل وعزيزه وريهام لبعض ويبتسمون بخبث.
كامل بجديه مصطنعه:ماتاكل يا يونس... هو فى حاجة.
انتبه له يونس وقال:ها.... اه اه.. هاكل اهو.
بدأ فى تناول طعامه بغضب او تظاهر بذلك لشدة حرجة منهم ومن هيئته فهيبته التى دائماً يحاول الحفاظ عليها تمنعه من ان يظهر بوضوح أنه ينتظرها.
اما مالك فلا يبالى بشئ ولا بأحد فظل ينظرها وغضبه يتفاقم منها ومن شهد أيضاً.
تهبط هى الدرج بقوه نابعه من الظلم والذل والمهانة ممسكه بيد ابنتها وهى تحدث نفسها :انتو اللى جنيتوا على نفسكوا وطلعتوا مكر حوا من جوايا... هتشوفوا مين شهد وكان ممكن تعمل ايه من زمان بس هى كانت بتتقى الله فيكوا.
سلبت أنفاسه وارتفعت حرارة جسده وهو يراها بهيئتها الخاطفه للانفاس هذه. ولكن مهلا مهلا.... ستموتين اليوم شهد ماهذا الذى ترتديه امام الجميع.
اشتعلت عيونه بغضب وصاح بعنف افزع الجميع وصدى في البيت كله :انتى ازاى تلبسى كده.... وفين نقابك.
لن تنكر انها شعرت بالخوف من هيئته الغاضبه. نزولها لاسفل بدون نقاب كان يخلو من اى مكر فهى قد خلعته قبل مقابلة مروه من الاساس فجميع العاملين داخل المنزل بالطبع وحسب تحذيرات يونس من النساء. وهو قد سبق ورأها رغم أنها لم ترفعه اقتناعا بأنه زوجها ولكنه رفعه ورائها عنوه. والباقين هم والد زوجها وامه واخته إذا لما تقيد نفسها داخل جدران البيت حتى.
تحدث كامل بقوه قائلاً :يونس فى ايه... مافيش حد غريب.
يونس بغيره وغضب مندفعا:مفيش ازاى... وانت ومالك و...
سكت ولم يريد ان يقول ان حتى نظرة النساء لها تغضبه.
اما كامل والجميع كانوا يرمشون بعيونهم بصدمه كبيرة.... يغار عليه منه ومن طفله.
عزيزه بزهول :يونس.... ده ابوك يعني زى ابوها.
يونس وهو لا يدرك حقا ما يقول حالياً من الغضب:زى ابوها يعني مش ابوها ومين قال أصلا إنه لو ابوها كان...
قاطعه كامل بقوه :يوووونس... اقعد وسيب البنات تاكل... دول طول اليوم برا. وجايين تعبانين.
نظر يونس لشهد التى تقف بغضب منه ومن افعاله وتحكماته حتى بملالسها. تقف على باب الغرفه هى وابنتها لا يستطيعون الاقتراب من الطعام رغم شدة جوعهم بسبب تحكمات سيد يونس.
جاءت مروه خلفها بعد فتره ودلفت للداخل وجلست وهى ترمقها باحتقار لا تعلم تلك الغبيه ان نظيرتها تقف هكذا بسبب غيرة زوجها عليها النابعه من هوسه ومرضه بها.
كبح يونس غضبه وتمالك اعصابه بصعوبه وهو يرى نظرات عينيها القويه والتى تجاهد الا تبكى. طوال اليوم وطوال لقائاتهم تكون هذه هى نظرتها التى يتمنى ولو تتغير مره.
تحدثت عزيزه بعدما طال صمت يونس :تعالى ياشهد ياحبيبتى انتى وجورى عشان تاكلوا... تلاقيكوا جعانين اووى.
نظرت لهم جميعا وهى تهتز داخليا مما تشعر به وكل ماعاهدت حالها عليه من قوه قد تداعت.
كانت ستفر هرباً لغرفتها ومعها ابنتها فعندما يصل التحكم لهنا أيضا يصبح الأمر صعباً... حسناً لقد فقدت شهيتها للطعام بعد ما حدث رغم انها لم تتناول شيئا منذ اول اليوم ولكن صغيرتها لم تأكل شيئا... ستجلس فقط من أجلها. ومن أجل..... لمعت عيونها وهى ترى مروه تنظر لها باستحقار. حسناً مروه اول صفعه لكى فلتاخذيها بصدر رحب عزيزتى.
بكل خبث اتجهت لأحد المقاعد واجلست صغيرتها بجانبها.
مالك بغضب واستنكار :نعم؟
نظر الجميع له ثم لجورى التى جلست لاول مرة بعيد عنه بجانب شهد فقالت شهد كسؤال ايضا :نعم؟
مالك :نعم الله عليك... جورى قعدت بعيد عنى ليه.
شهد :الطبيعي بقا يالوكا... تقعد جنبى عش... قطعها يونس باعين محمره:يا ايه؟ سمعينى تانى كده؟
شهد:يا لو.....
قاطعها بغضب :ممنوع تدلعى حد فاهمة.
شهد وقد فاض بها:ومسموح اتنفس ولا لأ بردو.
يونس:مش بهزر على فكره.
شهد :ولا انا بهزر... هو فى ايه كده كتير.
تدخل كامل بقوه:فى ايه.... هتتخانقوا قصادى ولا ايه.
نظرت له شهد شزرا وكأنها تقول هل الان سمع لك صوت.
اما يونس فعيونه الغاضبه لم تحيد عنها ومروه يتاكلها الغضب من غيرته وهوسه بتلك الفلاحه. بينما مالك لا يبالى بكل ذلك وعيونه على تلك التى بدأت بالتمرد عليه.
اكمل كامل حديثه بقوه:يونس كده كتير اووى... سيب البنت فى حالها.
يونس:اسيبها فى حالها ازاى مش فاهم دى مراتى.
كامل :يونس مش وقته احنا على الاكل والبنت طول اليوم فى الجامعة وبنت اخوك كمان خايفه من صوتك العالى.
نظرت ناحية ابنتها الخائفه فهى لم تعتد ابدا على هذه الأجواء فحياتهم مع والدها سعد كانت هادئه يشملها الهدوء والسكينة والحنان. كرهت يونس فوق كرهها كرهاً فعند ابنتها وينتهى كل شئ. فهى السبب الرئيسي لهذه الزيجه التى لم تأتي الا بعكس ما أرادت ورغبت.
عزيزه بضيق من تصرفات يونس :اقعدى يابنتى واكلى بنتك تلاقيكوا تعبانين وجعانين.
مالك الذى وكأن مايحدث في مكان وهو حبيبته فى مكان آخر :لا ماتتعبيش نفسك.
وقف من مكانه وذهب وجلس بجوار جورى وسط حنق شهد وحقد مروه يونس الذى تمنى لو استطاع التخلى عن هيبته وذهب وجلس جوار شهد كما فعل ابنه.
نظرت له شهد بضيق فهو لاينفك فرد سيطرته على ابنتها مهما فعلت لإبعاد ابنتها يلتصق أكثر واكثر. هى لا تكره مالك لا بل على العكس تماما ولكن لا تعجبها طريقة حبه لابنتها... لا تعلم ان طريقته التى لا تعجبها هذه ماهى الا صوره طبق الأصل من الطريقه التي يعشقها والده بها.
بكل هدوء كان مالك يضع الطعام في فم جورى التى اسقبلته منه ببراءه وقال موجهاً الحديث لشهد:لينا كلام بعد الأكل يا شهد.
يونس بحده:مااااالك.
نطر له نظره يعلمها جيداً ثم حاول اكمال طعامه ولكن توقف وهو يراها تعبث بطعامها ولا تأكل ولم ينتبه لها أحد.
يونس بحده ناتجه من الاهتمام الواضح جدا :مش بتاكلى ليه... مش كفايه مافطرتيش.
نظرت له مروه بغيط التقطته شهد بجانب عينها فقالت بخبث :اصلى عايزه ورق عنب وهو بعيد عليا.
وقف بنفسه بلهفه حب واضحه ابتسم الجميع بتفاجئ لها إلا مروه التى اتسعت عينيها غيظا ثم تلقائياً تجاه شهد التى كانت تنظر لها وغمرت لها بعينيها بخبث ومكر. غمزه اشعلت رأس مروه من الغضب حقا رسالتها واضحه جدا وهاهى قد بدأت الحرب... حرب تعلم مروه جيدا انها لن تكون سهلة او ربما ستكون الخاسره بالتأكيد.
وضع لها الكثير جدا فى صحنها باهتمام بالغ لدرجة لو رأيته ستشفق على حاله الميؤس منها حقا.
ابتسمت برقه متعمدة وقالت بوداعه :شكرا يا يونس.
هوى قلبه من ماحدث. جلس على مقعده بصدمه شخص استمع لقصيده من الغزل الصريح من محبوبته مجرد جمله بسيطه مع ابتسامة صغيره جعلته غير مستقر بجلسته يبتسم ببلاهه غير مصدق وكأن ماحدث معجزه. شكراً يا يونس.. اااااه جمله تعنى وتعنى وتعنى الكثير بالنسبة لرجل عاشق عشق ميؤس منه.
كانوا ينظرون له بعدم استيعاب كامل لحالته. حسناً قد سبق وعلموا انه اصبح لشهد مكانه خاصه عنده. لكن لما كل هذه السعادة لمجرد كلمة شكر مع ابتسامة. لا يعلمون... لا يعلمون حقاً لقد روت ظماءه.
لم يمس طعامه مره اخرى. لقد شبع. نعم شبع لسنة مقدما. لاتعلم هى ماذا فعلت به.
تضع الشوكة التي فى فمها بعد ان تغرسها فى الطعام وتغلق فمها وهى تتلذذ وتنظر تجاه مروه بتشفى والأخرى تشتعل بنار تكفى لحرق الاخضر واليابس.
نظرت له وجدته ينظر لها ببلاهه دون أن يرمش له جفن. الجميع يراقبه وهم يتناولون طعامهم مستغربين من حاله.
نطرت له قائله:يونس مش بتاكل ليه.
انصعق هو بشده... هل تهتم... هل من الأساس لاحظت انه لم يأكل.. هل اليوم يوم سعده وحظه.. بالتأكيد نعم.
نظر حوله للجميع ثم نظر لها وهو يحاول جاهداً الرجوع إلى هيبته التى اصبح التحلى بها الان امر صعب جدا ولكنه يجاهد لكن فرحته العارمه حقاً افسدت كل مجهوده فقال بسعادة واضحة جداً للجميع :لا لا هاكل.. بس كملى انتى اكل.
كانت عزيزه تتابع مايحدث بسعادة فاخيرا ستقترب شهد من ابنها وتمتعه معها.. فهو ابنها وهذا كل مايشغل تفكيرها. ابنها فقط.
ريهام وكامل سعداء بعض الشئ ولكن لما يشعرون ان هناك خطب ما لايعلمونه ولكن هناك شئ غريب على شهد وعلى يونس أيضا.
بالطبع مروه شعورها تعرفونه جيدا. نااااار.. نااار اشتعلت وبقوه ولن تنطفئ ابدا. تشعر بالندم حقاً. ماكان عليها أبدا التعادى معها. هى لا تضاهيها ولن تقدر على منافستها. طنت انها بكثرة الضغط على شهد الرقيقه الهشة ستخشاها وتتراجع ياستحياء. لا تعلم أن للقطت الوديعة مخالب للدفاع عن نفسها ممن يعاديهم ويهجم عليهم.
ولكن مهلا فهناك على الطرف الآخر عصفورى الكناريا كما تلقبهم ريهام.. مالك وكأنه ليس من هذه العائلة. كأنه يجلس معها على طاوله وحدهم او فى مكان آخر.. هى تفتح فمها له بوداعه كى يطعمها فهى لا تفهم شيئا مما يحدث وهو سعيد بها ولكن لم ينسى شهد امها وما تحاول فعله.
انتهى الجميع من تناول الطعام ويونس يشعر انه يحلق فوق السماء اليوم. نظره لا يحيد عنها. يجيب بصعوبه على اسئلة والده او والدته. يرد باقتضاب قاسى أحياناً على مروه وتعقبها نطره مع غمزه عابثه من شهد لها.
جلسوا جميعاً فقالت عزيزه للخادمه ان تجلب لهم القهوه والعصير فى حديقة الفيلا امام حمام السباحة كنوع من التغيير وخلق الجو.
وقف هو يطالع المكان حوله بعدما أصدر امرا على الهاتف بإخلاء المكان من جميع أفراد الامن او اى شخص تحت نظرات الجميع وهم يتاكدون شيئا فشيئا من مايحدث مع يونس. استغربوا بشده وصار يراودهم الشك.. منذ متى وهو هكذا.. هل فى ظل وجود سعد ولم يلاحظ احد. فليس من المعقول ابدا ان يتعلق بها بهذه الطريقة المرضيه منذ فتره زواجهم القصيره. مروه تنظر له ولها بغيظ شديد هى زوجته لما يقارب ال14عاما لم يغار عليها يوماً ولو ربع هذه الغيره.. كانت سعيدة من قبل وفرحه بحريتها وأنه لا يتحكم بها ولكن رغبت آلان ات تشعر به فقط لان شهد تشعر به.
جلسوا يحتسى كل منهم مشروبهم يتابعون جورى ومالك يلهون هنا وهناك
قال يونس كى يخبرهم فقط وليس لاخذ رأيهم كما فعل معها :انا نويت ان شاء الله هرشح نفسى للانتخابات الجايه.
تهلل وجه مروه وهى تبتسم بتعالى وكأنها الوحيدة زوجة هذا الرجل مصره ان تنسى أن شهد أيضاً زوجته.
كامل بفرحه وترقب معا :بجد يا يونس... دى حاجة كويسه اووى.
سكت قليلاً ثم قال:بس يابنى لا تخسر وتبقى ضيعت وقت وفلوس وضغط اعصاب وتوتر على الفاضى.
ضحك يونس على طيبة ابيه قائلاً :يا سيادة اللوا كله دلوقتي ماشى بالفلوس وانا تاجر عمرى ما احط فلوسي ووقتى فى حاجة مش مضمونه..ماتقلقش هاخدها... واحتمال اخدها بالتزكية كمان..
اكمل وهو ينظر ناحية شهد وتحدث :انا حاسس ان الدنيا بدأت تضحكلى خلاص... وهاخد كل حاجه كان نفسى فيها.
عزيزه بخبث وهى تنظر ناحية شهد :يارب يابنى... ده انت طيب وحنين والله.
ضحكت شهد داخل نفسهاساخرة :كل واحد هامه اللى منه بس.. عايزه شهد تبسط ابنها كل واحد عايز ينهش منى حته يريح بيها هدفه....ماحدش همه انا ولا بنتى... بس ماشى..
نظرت له تتابع مايحدث فقالت مروه بفرحه :بجد ياريت... وابقى حرم سيادة النائب يونس العامرى.
نظروا لها باحتقار وهى لا تتوقف على التفكير بمنتهى الغرور والسطحيه.
لم يجيب عليها يونس وإنما نظره كله ناحية هذه الصغيره منتطر رد فعلها فقالت هى قاصده كل حرف نطقت به:بجد يا يونس ماكنتش اعرف ان رائى فرق معاك كده لما جيت تاخد رائى... ربنا يوفقك يارب.
اغمض عينيه بوله وهو يستمع لاسمه منها لثانى مره اليوم وحسده يقشعر بلذه فقال هو بضربات قلب كالطبول:يارب.
نظرت لهما مروه بغيظ قائله:نعم؟!تاخد رأيها؟!ده من امتى ده؟ من امتى وانت بتاخذ رأى حد يا يونس بيه؟
اهملها تماماً ولم يجيب فينا نظرت لها شهد نظرة جانبية بخبث واستعلاء تعلمته منها.
تحدث كامل قائلاً :هو انتى كنتى عارفة يا شهد ولا ايه.
شهد ينعومه:احمم.. ايوه يا بابا يونس كان قالى.
ثالث مره... ثالث مره... اثبت يونس اثبت لا تنقض عليها هنا والان. حافظ على هيبته ولو قليلا... وانتى الأخرى كفى عن نطق اسمه هكذا وبهذه النعومه فكل هذا بيوم واحد على هذا المسكين كثير والله كثير.
وقفت من مقعدها قائله :عنئذنكوا... هروح اذاكر شويه.
تنفست مروه براحه فاخيرا ستختفى من امام انظار زوجها. لاحظت شهد هذا فعزمت على الا ترحمها من عذابها فقالت بنعومه بعدما استدارت ثانيه لهم:يونس.
نظر لها بلهفه وهو يعد بسره(اربعه) وقال:نعم.
شهد برقه:ممكن ثوانى عايزاك في موضوع مهم.
قال هو بسره:ثوانى ليه ثوانى ماتخليها ساعات.. شهور ولا احسن سنين... عايزااااك.... الله هو فى احلى من كده... نفسى تبقى عايزانى بقا.
برقت عين مروه وهى حقا الان تغلى على صفيح ساخن.. تود لو تقطع لسانها هذا الذى نطق وتحدى تلك الفاتنه.
اما كامل وعزيزه فرحون بشدة لبداية تجاوب شهد مع يونس. فهم اصبحوا يعلمون ان التجاوب موجود وبوضوح من ناحية ابنهم وهذا ظاهر للاعمى بوضوح.
دخل للمكتب واغلق الباب الزجاجى خلفه. ذهب سريعاً وهم بالانقضاض عليها ولكن تمالك حاله بصعوبة بالغة كى لا يفتك بها ويخيفها.. سيحاول ومعه الله.
وقفت هى معطيه له ظهرها تفكر فيما ستتحدث معه فهى اخترعت ماحدث فقط لكى لا تريح تلك الحقيره ماذا ستقول الان.. اه وجدتها. علمت بماذا سأتحجج.
استدارت له فوجدته يطالعها بنطرات هى تعلمها ولكن استبعدت الامر بشدة.. يونس يعشقها كما سعد.. هذه كانت نظرة سعد مع اختلاف قوى فسعد نطرته مغلفه بالحنان اما هو يوجد مجون.. يوجد هوس غريب.. لا لا اى عشق وهو يكرهها ولا يتوانى عن اذلالها.
حمحمت قائلة :احمم.. يونس بيه انا...
قاطعها وهو يقتري بلهفه ووضع كفيه فوق كل ساعد من ذراعيها قائلاً :ليه مش انتى لسه قايله اسمى من شويه.. يونس.. يونس بس...قولى يا شهد.
نظرت له بتمعن تحاول ان تتوصل لما وراء هذه اللهفه مع لمعة عينيه مستبعدة العشق تماما بسبب رصيده الملئ بالأشياء السيئه فقط.
شهد :احمم.. حاضر... انا كنت عايزة اتكلم معاك بخصوص مدرسه جورى.
يونس باستغراب :مالها.
شهد :احمم... انا كنت عايزة اروح بكره او بعده ادفع المصاريف... انا والله كنت هدفع اول قسط يون ما روحت بس هما قالولي أن.... قاطعها قائلاً :مصاريف ايه اللي عايزه تدفعيها.
شهد :مصاريف مدرسة جورى.
يونس بحده :نعم... انتى بتقولى ايه... لا طبعا مافيش الكلام ده.
شهد باعتراض:لا طبعا انا بنتى مش عاله على حد ولازم ادفعلها مصاريفها.
يونس بقوه :انتى وبنتك مسؤلين منى. وبعدين استنى استنى كده..
ضيق عينيه وقال :هتدفعيها من معايا عشان ترجعلى تانى مثلا ما هى هى... ولاااا كنتى ناويه تدفعيها من فلوس حد تانى.
شهد بعفوية وقد وصلت لما أراد معرفته :لأ طبعا الحساب الى انت فتحتهولى مش بستخدمه خالص ولا حتى باخد المريدت كارد معايا انا كنت هدفع من معاش س..... قاطعها وهو يجذبها له فأصبح وجهها قريبا جدا من وجهه وقال بقسوة وغيره:كمليها كده عشان اطربق الدنيا فوق دماغ الكل.... لو نطقتى اسمه تانى على لسانك ده هولع الدنيا ومش عارف غضبى ممكن يقف لحد فين.
شهد بخوف واندهاش:ليه... بتعمل كده ليه.
يونس يجنون:ليه... مش عارفه ليه... انتى اللى مش عايزه تعرفى تقريباً... الكل عرف الا انتى. نظر الى شفتيها بجوع وجنون وقال :ليه مصره تعملى كده.... عايز اقرب ماتبعدنيش... عايزك.
كانت ترى من زجاج النافذه المطله على الحديقة مروه وهى تقف بغضب وعلمت سريعاً انها قادمه إليهم فتركته يقترب بشوق قائلا:عايزك ليا... انتى بتاعى يا شهد...
ابتعدت عنه بخبث وذهبت ناحية الباب المصنوع من الزجاج يصنع خيالا للمواقف بالخارج عما يحدث بالداخل. وكان لها ما أرادت فذهب خلفها بجوع وجنون وحبسها خلف الباب واخذ شفتيها بقبله ناعمه مستلذه بنهم وهي تحاول التملص منه ولكنه يتحكم بجسدها من فرط ضخامته ويهمهم بتلذذ. بدأ يتحسس جسدها بجرءه ورغبه اشتعلت به وهو مائل عليها وهى تستند على احد جوانب الباب الزجاجى وهو يقبل عنقها وصدرها صعودا مره اخرى لشفتيها ناطقا من بين قبلاته:عايزك يا شهد.... عايزك ليا.... عايزك.
فتحت مروه الباب بقوه وغيظ ولكنه مازال يقبلها غير مدرك دخول مروه اصلاً.
مروه بصراخ عليهم :فى المكتب يا يونس بيه.
فصل القبله بصعوبه وهو ينظر لها بغيط وشفقه أيضاً فمها كان بالآخر هى انسانه وهو زوجها والأخرى ضرتها. ولكن غيطه كان اكبر لأنها قطعت عليه نعيمه ورغبته
اما شهد فكانت صدمتها كبيره غير متوقعه ماذا.. كانت مستلذه ومستمتعه معه لاول مره لم تريد ابتعاده ولم تريد فصل تلاحمهم وانجرفت معه ومع لمساته. ايعقل.........
********
ثلاثة اشهر مرت وهى تتبع نفس النهج نفس الطريقه ولكن لم تدع له فرصه الاقتراب الخطيرة هذه منذ واقعة المكتب تتذكر جيدا كيف صدمت لا بل صعقت وهى تنتبه لحالها كيف لم تشمئز ولأول مرة من لمساته وقبلاته الجريئة. لا بل والأكثر انها لم تريد ابتعاده. ظلت مغلقه على نفسها ذلك اليوم ولم تجيب على طرقاته البربريه على باب غرفتها وهو لايستطيع كبح جماح رغبته بها بعدما انصرفت مروه بتوعد وندم على تحديها لهذه الخصمه الفتاكه.
طوال الثلاثة أشهر المنسرمه حدث العديد والعديد من التغيرات.
اقترابها منه بهدف الثأر لنفسها ولروحها التى نسوها هم وكل شخص فيهم يسعى لما يريده فقط دون النظر لها ولما تريد. وايضا ثأرا من هذه المروه الحقيره التى اقسمت على اذلالها كما فعلت.
ولكن كان اقتراب أمام زوجته الحقيره فقط اقتراب بالدلال والغنج الذى يلائمها حقاً.
اذهبت عقله... ان كان فيما قبل مريض بها قراط فهو الآن مريض24.
تقترب وفى نفس الوقت بعيده كنجوم السماء. أجسادهم لا تتقارب ابدا. تتدلل عليه وهى بعيده. تهتف باسمة بنعومه تذهب عقله وهى أيضا بعيده.
جسده يشتغل لا لقد احترق وقضى الأمر. أصبح اسيرها.. صريع هواها. تخطى مرحلة المرض والجنون . وكم يجاهد نفسه على الا يفتك بها على فراشه وبين ذراعيه ويأخذها عنوه ولكنه ابدا ورغم هوسه المفزع بها الا انه ليس ذلك الرجل الذى سيفرض نفسه على امرأه. خصوصا وانه حاول مسبقاً ولم يجدى نفعاً. لكن فى نفس الوقت سيظل ويظل يفرض سيطرته وتملكه المهووس بها. غيره غريبه ورهيبها تجتاحه. غيره لم تخطر على بال احد ولا يستطيع تصورها.. اصبح يمقت سعد. يحقد على ابنته.. يحاول حقاً الا يكون ذلك الرجل السئ. وإن كان يحقد على أخيه فربما من وجهة نظره المريضه طبعا لديه الحق فهو قد لمسها... امتلكها... رأها... شاركها نفس الفراش... نفس الهواء. ولكن تلك الصغيره اليتيمه ما ذنبها... ولما الحقد عليها. إنها انجبتها من ذلك السعد وليس منه هو.. كيف حملت بها ها؟ هل حدث و.... تباً تبا لايريد التخيل.. يرفض الفكرة... ولكن مهلاً عندما يراها امامه يلين الحديد... طفله بريئه وجميله من دمه. ومن دم حبببته.. إنها أيضاً معشوقة ابنه الوحيد.
عند هذه الفكرة واعتصر الما... لايريد لفلذة كبده ان يعيش ما يحياه هو... عذاب الحب صعب ولتلك الام وابنتها سحر خاص يحرق بلهيبه من يقع لهم. يجب عليه ان يخمد شعور ابنه ناحيتها لا يريد يونس وشهد آخرين. ولكن ترى هل سيستطيع ام ماذا.
كل تلك الفترة ورغم انشغاله فى خوض معركة الانتخابات البرلمانية الا انه لم يستطيع الانشغال عنها... ترى الاهتمام فى عينيه. نعم أصبحت تراه وترى لهفته التى اتضحت رؤيتها ما ان اقتربت قليلاً منه لاحراق زوجته. ولكن يظل مافعله بها وعشقها لسعد سدا منيعا امام اى شئ.
تتذكر جيدا يوم فوزه فى الانتخابات كيف ترك الجميع يهتف به وباسمه حاملين الشعارات على اكتافهم.. كيف تجاهل نداء الجميع حتى امه وابيه الفرحين جدا وتخطى الجميع ووقف امامها هى يريد أن يتلقى من حديثها وعيونها الفرحه والفخر به وانها زوجة هذا البرلمانى الثرى. فى هذه اللحظه فقط صعقت هل هى مهمه لديه حيث يتخطى حتى ابواه ويأتى لها ناظرا الى عينيها بشغق.
بدأت بعدها بمراجعة نفسها عنه وعن نظرتها له. ولكن لم تشأ الاقتراب او التوضيح له كى لا يعتقد أنها بدأت فعل ذلك بعدما أصبح عضواً في مجلس الشعب لا تريد لاى شخص اى ان كان من هو ان يأخذ عنها هذه الفكرة السيئة جدا. هى لم تكن يوما تلك المرأة المسلطه ولم تتباهى يوماً برتبة زوجها على احد كما تفعل الأخريات من هم مثلها.
فى مساء احد الليالى الشتوية جدا تجلس هى بغرفتها مع اختها الكبرى ملك والتى جاءت بعد فتره للمبيت معهم هى وابنها كريم (على اسم خاله) بعد مده من الإبتعاد بسبب مدرسه ابنها.
جلست معها وهى تلقى بكل ما حدث معها خلال هذه الفترة فلا احد لها غيرها وغير صديقتها رنا والتى اقتربا من بعضهم جدا هذه الفتره واصبحت كل منهما محل ثقة للاخرى.
استمعت لها ملك بانصات واهتمام لكل ما حدث حتى قالت بحاجب مرفوع بانبهار:يعني انتى ماشيه بمبدأ شوق ولا تدوق.
اخرجت شهد تنهيده حاره قائله:حاجة زى كده... غصب عنى بس اللى اتعمل فيا ماكنش شويه ومنهم كلهم.. الكل وقف يتفرج عليا.. ماحدش فيهم صعبان عليا كلهم يستحقوا... انا كنت بعتبرهم امى وابويا وريهام اختى.
ملك:على أساس انى مش عرفاكى.. صبرك بس حد فيهم يتعب او يجراله حاجة هتروحى تجرى عليه وتنسى كل اللى حصل.
انكرت شهد بقوه تعاند نفسها :لا طبعا.
ملك بسخرية :والله لا تنسى وتسامحى مانا عارفاكى هو انا تايهه عنك.
عبثت شهد بطفوله فابتسمت ملك قائله:ماتتقمصيش كده بس هو انتى اتخلقتى كده عشان تبقى حلوه من جوا قبل برا... مش هيهون عليكى تشوفى حد فيهم تعبان ولا فى مشكله وتقفى تتفرجى وتشمتى فيه... مش هتعرفى تبقى وحشه ياشهد لا ببساطة انتى مش كده.
شهد بحزن:بس الظلم وحش ياملك وانا اتظلمت واتذليت.. ماحدش فيهم نطق ماحدش فيهم افتكرلى حاجة حلوه... حسنين البواب هو اللى يتكلم ياملك وهما لا انتى متخيله... ممكن احن وقلبى مايعرفش يشمت فيهم بس عمرى ماهرجع تانى زى ماكنت... بكلمهم واتعامل معاهم بس مش زى الاول ابدا... مش بنفس الإخلاص والاجتهاد في انى اكون جنبهم واساعدهم... ماحدش وقف جنبى فى عز زنقتى... ودى كانت زنقة العمر بالنسبه لي. ساعات بقول كويس ات ده حصل عشان أعرف مين حبيبى ومين عامل حبيبي.
رمقتها ملك بتفحص ونظره ماكره عابثه جدا وقالت بتلاعب:ومين بقى طلع حبيبك؟
نطرت لها شهد باستفهام لتلك النظرة اللعوب من اختها التى تعلمها جيدا وقالت:ق. قصدك ايه.
ملك بمكر:ماقصدش.... بس عايزه اعرف مين طلعوا حبايبك.. بستفسر بس.
شهد بتحذير:ملللللك.. تقصدى ايه من الاخر.
اقتربت منها ملك حد الالتصاق بحماس قائله :اقصد واحد طول بعرض بيمشى يهد الارض.. دكتور وبيزنس مان كبير.. ملياردير... هو كبير شويه بس مش مهم ده حتى المثل بيقولك خدى الكبير يدلعك ولا تاخديش الصغير يلوعك.
صاحت شهد بانفعال به بعض التلعثم قائله:ايه اللي بتقوليه ده يا ملك انتى اتهبلتى.
ملك بحده مصطنعة كى تجلسها من جديد بعدما هبت واقفه:بت.. لمى لسانك انا اكبر منك.. اقعدى.
جلست شهد بعناد من جديد فتمهلت ملك فى التفكير ثم قالت :طب بذمتك لما قربتى شويه لاقتيه بنى آدم وحش.
شهد :بصراحه لأ.
ابتسمت ملك وأكملت للهدف الثاني :حنين ولا لأ.
شهد :يعني.. شويه.
ثم اكملت بقوة وغضب :مع الكل الا انا
قطبت ملك حاجبيها قائله:ازاى يعنى.. هو انتى كنتى عملتيله ايه.
شهد:انا عارفه...ماهو ده اللى هيجننى يا ملك... النفس محسوب عليا... كل حاجه ممنوع ممنوع ممنوع... ساعات بيبقى عايز يبعد كمان بنتى عنى انتى متخيله... ده اول مانقلنا هنا كان عايزها تنام فى اوضه لوحدها وهى لسه صغيره وفى مكان جديد عليها.
ملك:هو بغض النظر عن موضوع جورى وان هى بدأت تكبر ولازم تتعود من السن ده تنام لوحدها... بس ايه حكاية ممنوع كل حاجه دى... مش غريبه... اصلى مش اول مره اشوفوا أو اتعامل معاه واللى شوفته وعرفته عنه ان تقريباً ده مش طبعه.
شهد:اوووف مش عارفة مش عارفة... تقريبا جنانه طالع عليا انا لوحدي.
ملك :جنان ايه بس ده انتى اللى شكلك غبيه.
شهد :بلاش طوله لسان انا اللى فيا مكفينى.
ملك:استنى بس وواحدة واحدة عليا كده واحكيلى بيعمل ايه بالظبط.
أخذت شهيقا بقوه وزفرته على مهل ثم بدأت تقص عليها كل افعاله الجنونيه وأيضا كلماته اللاذعة في حق سعد.. كيف تراه وهو اصبح يحقد عليه بوضوح.. كيف منع وضع اى صوره له بالفيلا ولا تعلم كيف مر الأمر هكذا. ولكن من الواضح أنه تحجج بأنه لا يريد تنبيش اوجاعهم عليه.
كيف أنه منعها من ارتداء اى شئ قد ابتاعه سعد او اشترته لنفسها او لابنتها من اموال زوجها المتوفى.
منعها من الاختلاط او التعرف على أشخاص جديده... كيف تركها تصادق رنا بصعوبة بالغة. تنقلب الدنيا ولا تهدأ لو ظهرت امام والده بدون نقاب وأحيانا أيضاً من والدته وشقيقته والخدم حتى ابنه الذى حاول جاهداً كى بجعله يناديها بأى لقب(طنط او ابله) ولكن لا جدوى فكل مره يخبره ان فرق العمر بينهم ليس بهذه الدرجه.
وغيرها وغيرها الكثير من التفاصيل خلال تلك الفترة.
كانت أعين ملك متسعه بزهول رهيب... ايعقل هل يوجد مثل ذلك.
صمتت شهد بعدما تحدثت بكل شئ وانتبهت على اختها المصدومه :مللللك... انتى معايا.
ملك ببهوت وزهول:معقول.... هو فى كده... فى غيره كده.... ده مش طبيعي والله ما طبيعي... ثم نظرت إليها قائله بقوه:وانتى يا متخلفه يا غبيه... ازاى كل ده مش فاهمة انه بيحبك لا بيحبك ايه ده بيعشقك ولا حتى عشق ده مرض اه اه هو مرض اه.
شهد باستنكار:لا طبعا مش معقول ده... فاطعتها مللك بقوه:لا انتى غبيه فعلآ بجد... حطى كده الكلام جنب بعضه هتفهمى... ركبى تصرفاته كلها فوق بعض هتوضح الصوره يا غبيه... بيغير عليكى... ملهوف عليكى.. طب بذمتك مش وسط تمثليتك دى التلات شهور اللى فاتت شوفتى لهفته واهتمامه... باكلك.. ونومك..اكلتى ولا لأ مرتاحه ولا لأ... عايزه حاجه ولا لأ... مرواحك للجامعة هو اللى بيوديكى وهو اللي بيجيبك مع انه راجل مسؤل وبقا عضو مجلس شعب وملياردير يعني اكيد مش فاضى يبص وراه ومع ذلك مصر هو اللى يوصلك..ده..ده بيغير عليكى من ابوه انتى متخيله... لا ومن امه اللى هى ست زيك وابنه الى يعتبر طفل لسه.... كل ده مش عارفة تشوفيه ازاى.... ده أنا صعب عليا مع ان انتى اللى اختى مش هو.
كانت تسمع لها مزهوله وهى تستعيد كل افعاله وكل كلماته وعصبيته وغيرته الظاهرة... كيف لم تنتبه... كيف ولكن ربما ما بدر منه قد اعماها.
شهد :يا ملك اللي عمله معايا كان مضايقنى جدا.. يعنى يعرف ان مراته ذلتنى وشغلتنى خدامه ليها وللعماره كلها يقوم ياخدنى انا يحبسنى فى فندق بالأيام وكمان ممنوع بنتى تبقى معايا وكأن انا الغلطانه وماسمحليش حتى ارجع بيتى اقفله انا لا وكمان اجى هنا الاقيه مرجع الهانم لعصمته تانى ولا كأنها عملت حاجة... تفتكرى هشوف اللي هو بيعمله ده ازاى... اكيد هشوفوا ذل وتحكم خصوصا انه عمرى ماشوفته بيعمل كده مع مروه
ملك:ماهو ده الفرق هو بيحبك انتى بيغير عليكى انتى هى مش فارقه معاه فهمتى... شهد.... عيشى سنك وايامك.. سعد خلاص الله يرحمه هو دلوقتي اكيد في حته احسن واكيد زعلان منك عشان حارمه نفسك من متع الدنيا... ويونس مش وحش ويمكن بيعمل كل ده والطريقة المرعبه دى عشان انتى بعيده وهو حاسك بعيده يمكن لو قربتى وطمنتيه يهدا شوية عن كده. لكن هو طول الوقت حاسس إنك بعيده فابيفرض عليكى سيطرته وقيوده عشان يقيدك ويضمنك جنبه يمكن لو اطمن إنك معاه وليه يتعدل شويه معاكى ومع بنتك ومع الكل.
كانت شهد تستمع لها بتشوش طاره ترى أن معها كل الحق وطاره أخرى ترى أن هذا غير صحيح وغير منطقى ابدا
تحدثت بعد فتره :لأ لا يا ملك... مافيش حاجة اسمها كده... انا مرات اخوه هيحب مرات اخوه معقول.. لأ لأ طبعا.
ملك باستنكار وحده طفيفة :يابنتى كنتى... كنتى مرات اخوه الله يرحمه... لكن انتى دلوقتي مراته هو وحلاله... على فكرة انتى مش بتعملى حاجة غلط. ومش اول مره واحد يتجوز مرات اخوه اللى مات ويحبها انا شوفت وسمعت عن حاجات كتير زي كده... لو فاكره ان بقربك من يونس خيانه فلا... اللى بتعمليه هو اللى خيانه وهو مستحمل. اخلاصك وزعلك على سعد مش هنقدر نلومك عليه ولا نزعل منك. لكن إنك تكونى وافقتى وبرضاكى على جوازك من يونس وتفضلى بعد الجواز معتبره إنك مش مراته وان جوزك حد تانى غيره حتى لو كان اخوه. دى حاجة مافيش اى راجل يستحملها على نفسه... لو يونس بدأ يتكلم عن اخوه بطريقة وحشه فده انتى السبب فيه من اللى انتى عملاه.
تحدثت شهد بعد فتره قائله:ايوه بس انتى عارفه وشاهده انا وافقت على الجوازه دى ليه... وكمان ماتنسيش انى حطيت شرط وهما وافقول عيله يبقى انا خلصت ضميرى.
ملك :ايوه عارفة بس الواضح كده ان ماحدش قالوا على شرطك غير بعد الجواز والا ماكنتش دى هتبقى تصرفاته... وحتى لو.... برضه احنا بنى ادمين نفسنا وقلوبنا هى اللى بتتحكم فينا.
صمتت شهد نهائيا عن الحديث فقالت ملك من جديد :ياريت تفكرى فى كلامى وتعيدى حساباتك من جديد خصوصاً أنه فعلا راجل كويس... واهو ياستى كمان تاخدى حقك من الزفته مروه دى.. مافيش حاجة هتكسرها اكتر من كده.
زفرت شهد بقوه ونظرت للإمام بشرود تعيد ترتيب افكارها.
يدخل بكل شموخ وبخطوات فاخمه تليق به جداً ولكن يستمع لصوت صياح ابنه العالى.
اغمض عينيه وهز رأسه بيأس يعلم تمام العلم من هى السبب فى هذا الصياح والواضح انه نابع عن غيره جحيميه.
دلف للداخل وجد مروه تقف باستياء وغضب تؤنب ابنها قائله:واحنا مالنا ترقص ولا ماترقصش مالكش فيه.
مالك وهو قابض على يد جورى بغضب:ازاى انا مالى... دى جورى... ماما ماتعصبنيش.
تقدم يونس وهو مازل لا يعلم لما يصرخ هكذا فقال باستفهام:ايه فى ايه... بتزعق كده... ومالك ماسك البنت كده.
مالك بغضب :اسأل الهانم.
يونس:عملتى ايه ياجورى.
جورى بخوف وبراءه:والله ياعمو يونث ماعملتث حاكه.
نظر لها بغضب وقال:يانهار اسود.. يانهار اسود... انتى عايزانى اتجنن صح.
يونس بهدوء:وطى صوتك وانت واقف قدامى... قول عملت ايه.
مالك بغضب ولكن بصوت حاول التحكم به:الهانم لاقيتها فوق وعماله ترقص قدام ابن خالتها ده.
كما توقع.. الغيره ونيرانها هى السبب.
حاول تهدات ابنه بالحديث ولكن تحدثت مروه من جديد وقالت:ماتسيبها ترقص واحنا مالنا اووف دى بقت حاجة تخنق.
تجاهل الحديث ومن تحدثت وكأنها هواء وقال لتهدئة ابنه :يامالك وفيها ايه... حاول تتحكم في نفسك وفى اعصابك شويه... البنت كانت بترقص شويه مافيهاش حاجة.
رفع مالك حاجبه وقال:مافيهاش حاجة... والله... ترقص قدام الواد ده واما اكلمها تقول انا وماما كنا بنرقص عشان نتدفى مع خالت..... قاطعه بغضب وصراخ وقال موجها حديثه لجورى:انتى ومين؟
جورى ببراءه:انا وماما وخالتو.
هب من مكانه وذهب بغضب وكأنه عاصفه وهو يصرخ باسمها.
خرجت سريعاً مع اختها على صوت الصراخ القادم من اسفل وذهبت لترى اى مصيبه حدثت تجعله يصرخ هكذا
تحدثت ملك بفزع :ايه فى ايه... أكيد حد مات ولا زلزال او حريقه.
نعم زلزال فهو سيزلزل الارض من تحت قدميهم.. صدقتى حريقه فهو يحترق الآن غضبا وسيحرقكم معه.
هبطت الدرج سريعا وقالت :فى ايه ايه اللي حصل.
اشعلت غضبه اكثر واكثر لما ترتديه وهو يراها ترتدى ترنج(منامه) شتوى من اللون الأبيض ملتصق بانحناءات جسدها يبزها ببراعه مهللكه للاعصاب. وهى بكل غباء تسير بسرعة هكذا ويهتز جسدها الغض الطرى معها... الا يكفى.
تقدم منها وقبض على رسغها قائلاً :ايه اللي انتى لابساااه ده.. انتى اتجننتى اكيد... مش كفاية المصيبه اللى انتى عملاها.
ملك بخوف على شقيقتها:مصيبه ايه بس كفا الله الشر.
تجمع جميع من بالمنزل واستيقظ والداه على صوت صراخه فقال كامل :فى ايه.. فى ايه يا يونس.
نظر يونس بغضب أكبر وهو يرى والده ايضا قد رآها هكذا فتحرك بها لأعلى كى يخبئها منهم ثم بعد ذلك يعاقبها لكن ليخبئها عن جميع الأعين اولا. فسحبها حوله ولكنها اعترضت ووقفت بكل قوتها قائله بغضب :سيب أيدى انت ساحبنى وراك زى البقره كدا ليه..
التفت لها بغضب :قدامي على فوق قبل ما اعمل جنايه هنا.
ردت بقوه اكبر عليه :مش هطلع قبل ما اعرف فى ايه بتزعقلى كده ليه انا ماعملتش حاجة وابنك بيزعق لبنتى ليه هو كل شويه يا انت يا ابنك تزعقولنا... احنا بنى ادمين برضه وبنحس... ايه ده.
ناظرها بغضب فيما نطق مالك وقال :يعنى مش عارفة... ازاى تسيبى جورى ترقص قدام الواد ده.
جاء كريم على صوت الصراخ وقال:ايه واد دى.... اسمى كريم.. اتكلم عنى كويس ياض انت... سيب ايدها انت ماسكها كده ليه.
غاضب بشده ولكن حديث الطفل جذبه فنظر نحوه وجد صبى يافع بجسد عريض وشعر مرفوع بعناية يبدو فى نفس عمره ابنه بعيون زرقاء مثل خالته وابنتها رغم وسامة مالك إلا أنه يتفوق عليه.. اشفق على ابنه من هذه المقارنه وشعر بالغضب من هذا الطفل الذى جعل طفله يشعر بالغيره التى يعلم كيف تكون نيرانها تماما.. اغمض عينيه محاولة التحكم في اعصابه فهم ضيوف حبيبته ومعشوقته يجب الا يفقد اعصابه معهم.
تحدث مالك بغصب فأخرجه من دوامة أفكاره :ده انا امسكها وامسكها وامسكها... دى جورى مالك.. فاهم يعني ايه.
كريم :لا مش فاهم واسمها جورى سعد.
مالك بغضب:انت اتهبل.... قاطعه يونس:بسسس.
صمت قليلا ثم قال:كل واحد يتفضل على اوضته... اتفضلى يا مدام مللك.
تدخلت شهد بغضب قائله:تتفضل فين... ملك هتنام معايا.
_على جثتى
قالها يونس ومالك بغضب معا.
نظر له الجميع وأولهم شهد وملك تللك الضيفه فقال هو محاولة اصلاح خطئه:لا طبعا مدام مللك لازم تنام فى اوضه لوحدها براحتها دى ضيفتك وضيفوك لازم يتعملوا معامله اسبيشيال وبعدين اوضتك بسرير واحد وانتى اللى اصريتى على كدة ولا ايه يا مدام ملك.
مللك بابتسامة عابثه ماكره وقد علمت ما يدور بخلده:عندك حق يا يونس بيه... ممكن بس حد ييجى يورينى اوضتى انا وكريم.
قالت شهد :تعالى انا هاجى اوصلك.
قبض على يدها بلهفه التقطتها اعين الجميع وخصوصاً مللك والصقها به مما سبب القشعريره لها وقال:لأ انتى هتيجى معايا.. ثم نادى على إحدى الخادمات وطلب منها توصيل مللك وابنها لاحسن غرفه من غرف الضيوف.
ثم سحب يدها وصعد بها تاركاً الجميع ينظر له بذهول.
نظرت مللك التى مازالت واقفه ناحية مروه قائله بخبث:بييييمووت فيها... بيغير عليها منى مش معقول.
ثم نظرت بمكر ناحية مروه وقالت وهى تلوح يدها في الهواء كأنها تبعد رائحة ما عن انفها قائله:ايه الريحه دى... شامه ريحة شياط.
فلتت ضحكه من ريهام وكذلك الخدم فنظرت لهم بحقد شديد ثم صعدت لأعلى. تقدمت ريهام بحرج ناحية ملك ولكن ملك نظرت لها بعتاب وذهبت مع الخادمة هى وكريم تاركه ريهام تلعن نفسها وخوفها من مواجهة اخيها ذلك اليوم.
فى الأعلى تقدم للداخل واغلق الباب بغضب
تقدم منها قائلاً بغضب:ايه اللي هببتيه ده ها... ازاى ترقصى قدام حد ازااى.
شهد بعضب:دى اختى وابنها فيها ايه.
يونس بغيره :ولا حتى اختك... ولا ابنها.. ولا بنتك ولا الهوا... انا.. انا بس الى ترقصيلوا... ترقصى قدامى انا بس.
شهقت هى بخجل وتفاجئ من حديثه فقال بغضب:ايه... متافجئه... مش الواحدة بترقص لجوزها برضه... لكن ازاى وانتى اصلا مش معتبرانى جوزك... مع ان انا جوزك والكل عارف كده إلا انتى.. وبعدين مالك مانتى عملتيها قبل كده.... مش كنتى بترقصيلوا... كنتى معاه وبتعملى كده وانتى مبسوطه... هو ياخد كل حاجه بهدوء وبراحه وبرضا... وانا.... انا اتذل ويطلع عين اهلى...مش نافع معاكى اى حاجة بعملها عشانك... مش عايزه تاخدى بالك من اهتمامى اللى مش طبيعي مع ان الكل حتى الخدم والجنيانيه اخدوا بالهم.
تحدثت ببهوت مما يقول فقالت :انت... انت بتقول ايه... وبتعمل معايا كده ليه.
صرخ بها بقوه وغضب وقد نفذت قوته وصبره :عشان بحبببببك.......
*********
تجلس فى غرفتها بشرود تتذكر ملامحه التى تفيض عشقاً وهو يخبرها بعدما تعب من الإنكار وتعب من عشقه الميؤس منه
كيف غادر المكان لحظتها بل غادر البيت كله ولم ينتظر او يسمح لها بأى ردة فعل على ما اعترف به.
ولكن جيد مافعل كى تستوعب الصدمه جيدا. تتذكر حديث شقيقتها في الصباح قبل ان تغادر وهى تطلب منها ان تعطيه وتعطى لنفسها فرصه وأن يونس رجل جيد جداً يجب أن تحافظ عليه. قالت كل هذا وهى لم تعلم بعد ياعترافه القوى بحبه والتى خجلت من ان تصرح به.
تنهدت بقوه وهى تتذكر انه لم يعد حتى الآن وهاتفه مغلق فهى قد شعرت ببعض الذنب ناحيته وحاولت مهاتفته ولكنه مغلق. فقد بات ليلته خارج البيت ولم يعد حتى الآن.
نظرت حولها وانتبهت إلى أن ابنتها لم تعد معها بالغرفه منذ مده رغم أنها حظرتها من الخروج او الهبوط لاسفل نظرا لبرودة الجو الشديدة.
خرجت من غرفتها وهى تضع وشاحا شتوى ازرق من القطيفه الامعه ليشعرها ببعض الدفئ وأيضاً كى يخبأ منامتها الصفراء الملتصقه على انحنائاتها المذهلة.
هبطت لاسفل وجدت مالك يجلسها بجواره وهو يدفئ لها يديها ويقشر لها الفول السوداني ايضا وبجانبهم يجلس كامل وعزيزه.
شهد :السلام عليكم.
الجميع :وعليكم السلام.
كامل :عامله ايه يا بنتى.
شهد بعض الجمود:الحمد لله. ثم وجهت حديثها لابنتها قائله:جورى مش قلت ماتخرجيش من الاوضه وماتنزليش عشان الجو برد.
جورى ببراءه:والله يا ماما ده مالك مش انا... بس الجو هنا حلو اهو.
عزيزه:ماحنا مشغالين الدفايه اهو يا بنتى... وكمان هى وحشانى.
مالك :خلاص يا شهد وبعدين ماتقلقيش عليها هى معايا.
نظرت له برفعه حاجب بمعنى حقاً. ثم ابتسمت وهى تراه يهندم لها الكوفية الشتويه التى ترتديها ويتاكد من تدفيئتها.
نظرت اليهم وودت لو تسألهم عنه ولكن لا تريد أن يشعروا بأنها تشتاقه او شئ من هذا القبيل. انتقامها وغضبها منهم جعلها تريده أن يكون دائما هو الملهوف عليها هو من يظهر حبه وغيرته واشتياقه. ولكن حقاً هى بدأت تغير نظرتها عنه حتى تفكيرها.
نظرت لابنتها قائله :ماتتاخريش ياجورى.. شويه وتطلعى عشان الوقت اتأخر. ماشى.
جورى بهدوء :ماشى.
ذهبت لغرفتها وهى تنظر للساعه التي تخطت العاشره فى هذا الطقس ولم يعد منذ الامس.
زفرت بضيق وجلست على احد الارائك فى غرفتها تحاول التركيز على احد المواد الصعبه التى ستختبر بها عمليا بالغد.
التمعت عيناها وتهللت اساريرها بلهفه لا تعلم مصدرها وهى تستمع لبوق سيارته وهو يدلف لداخل محيط الفيلا.
لا تعلم لما تفعل ذلك ولا تعلم كيف تسلل هذا الشعور باللهفه لها ولكن الأغرب انها وجدت نفسها تنظر لهيئتها بالمرأة برضا وهى تعلم تمام العلم انها جميله جدا.
دلف هو للداخل بثقل بعد أن ظل مستيقظ طوال يومين بعد اعترافه بما يجيش بقلبه لها. ومشاعره التى فاضت به حتى خرجت لها. لم يريد الانتظار لسماع شئ وهو يتوقع كل سئ منها وهى تظل وتظل متمسكة بعشق اخيه هذا.
نظر فى بهو الفيلا وجد والديه وابنه الملاصق كالعادة لجورى. نظرت له عزيزه وقال بلهفه ام واهتمام :انت كنت فين يا يونس وموبيلك مقفول ليه.
يونس بكذب :كنت مشغول بس وكان في مشكله حصلت وكان لازم احلها انا.
اماء له الجميع بينما هو كان ينظر حوله يتأكد من عدم وجودها امام والديه فغيرته المجنونه هذه لن تهدأ ابدا. نظر بابتسامة يائسه ناحية ابنه الذى مازال يدفئ لجورى يديها ويصب عليها كامل اهتمامه وتركيزه.
فقال مبتسما بشحوب:طب سلم على ابوك إلى بقالو يومين برا.
نظر له مالك مبتسما:حمدالله على السلامه يا بابا.
هز رأسه بيأس من جديد وقال لجورى:ايه يا جورى كل اللبس ده... ده انتى مختفيه فيه خالص.
نظرت هى بعبوس ناحية من هو السبب فرد عليه مالك قائلاً :عشان اضمن انها متدفيه.
وفى الحال كان يسأل حالة على هى متدفئه ام تشعر بالبرد.. هل تناولت طعامها ام لا.
أخرجه من شروده حديث والده الذي قال:يونس... ابراهيم ابن عمك كلمنى وعايز بقى يتمم جوازه من اختك.
تنهد يونس قائلاً :بصراحة عداه العيب ده المفروض كان هيتجوز من تسع شهور فاتوا بس هو صبر علينا... عشان..... حالة الحزن اللي كانت عندنا.
تنهدت عزيزه قائله:طب يستنى كلها شهرين وكام يوم وسعد الله يرحمه يكمل سنه.
يونس بعقلانية :ياست الكل الحزن في القلب... مافيش حاجة بتعوض اللى راح... وريهام مكتوب كتابها بقالها كتير اووى... خلينا نفرح بيهم ونطمن عليها.
كامل بتأكيد :فعلاً يابنى... وسعد لو سامعنا دلوقتي هيبقى عايز يقولنا جوزوا اختى وفرحوها... لو فضلنا العمر كله حداد مش هيكفى زعلنا على سعد... ده مايتعوضش الدة لكن الدنيا لازم تمشى.
نهض بضيق من حديث ابيه الأخير في حق سعد وحاول الا يظهر ذلك فوقف قائلاً :تصبحوا على خير محتاج انام جدا.
كامل وعزيزه :تصبح على خير يا بنى.
نظر الى مالك قائلا :مافيش تصبح على خير يا بابا ولا انت خلاص الدنيا كلها جورى.
مالك :لا طبعا تصبح على خير يا بابا... حضرتك مافيش غنا عنك.
ابتسم والده بتعب واضح وغادر سريعا.
كانت تجلس بغرفتها وهى تنتظر هل سيأتى ام ماذا... هل تخرج هى لملاقاته ام لا..
وقف هو بالخارج فى الممر امام عرفته وغرفتها مشتاق لها بقوه ولكنه لا يريد أن يواجه الرفض مجدداً. لذلك حاول بصعوبة وبقوه كبيرة جدا التغلب على اشتياقه والدخول لغرفته.
كانت تقف بالداخل قرب الباب او تقريباً تتلصص على صوت حذاءه ولكن عبست بضيق طفولى وهى تزم شفتيها بعدما استمعت لصوت فتح وغلق باب غرفته المواجهه له. فعادة للجلوس بعصبيه وتناولت كتابها بغيظ شديد منه. لا تريد تفسير واضح له ولا لما تشعر به. لكن فى نفس الوقت لم تكبح هذا الشعور من التسلل داخلها.
فى صباح اليوم التالي تستيقظ متأخرة على صوت طرقات على باب غرفتها من الخادمه التى لا يسمح لها بالدخول بناء على أوامر سيدها الغيور.
شهد بنعاس :نعم.
الخادمه من الخارج :يونس بيه قالى اخبط عليكى اصحيكى وبيقولك اتاخرتى على الامتحان.
شهقت بفزع وهى تقفز من فوق الفراش للأرض تنظر للساعه وتجد انها بالفعل تأخرت. ثم مالبست ان ابتسمت دون شعور منها وهى تراه يتذكر كل مواعيدها ويهتم بها حتى اكثر منها. تسالت بحيره ماذا فعلت كى تحظى بكل هذا الحب من هكذا عاشق بعدما اعترف لها ذلك الاعتراف القوى والبائس بنفس الوقت من يومين. عاهدت حالها على ان تعطيه وتعطى نفسها الفرصه ومن يعلم فربما.
تهبط لاسفل وهى ترتدى فستان من اللون الاخضر مع نقاب وردى اللون. اول من واجهة بنظراتها كانت نظرات مروه الحارقه. فابتسمت بخبث وان كانت عاهدت نفسها على اعطاءه فرصه فهذا لا يمنع ابدا ان تثأر لنفسها من ذل مروه لها.
تقدمت منهم قائله :صباح الخير يا جماعة.
الجميع :صباح الخير يا بنتى.
نظرت إلى ذلك الذى يتابعها من اول نزول لها وهو ينظر لها من كل الجوانب بفحص تام. ثم نهض قائلاً :يالا عشان هتتأخرى.
عبست ثواني لجموده ولكن لم تعقب والتفتت الى جورى قائله:حبيبتي خلصى فطارك كله واسمعى كلام تيتا وعمتو.. وبلاش شقاوة.
طالعها مالك بغيظ وهو يعلم معنى حديثها جيدا.
كان يقف أمام سيارته يمثل الانشغال بالهاتف عنها ولكن تقدمت هى منه قائله بنعومه تليق بها:صباح الخير يا يونس.
رفع نظره إليها باندهاش وتفاجئ منها ومن نبرة حديثها الناعم فقال :صباح النور.
صمت قليلا وهو يراها مازالت تنظر له مباشرة لأول مرة فقال باستغراب :بس مانتى صبحتى عليا جوا.
قالت هى بنعومه اذابته:لا... انت ليك صباح لوحدك خاص بيك.
اغمض عينيه يكتم تأووه وفتحهم من جديد غير مصدق.
فرفعت هى نقابها من نفسها لأول مرة كى تسمح له برؤياها وتجعله يرى الابتسامة التي ستخصها به. فغضب هو واخذ يلتفت حوله ورغم انه لم يجد احد لكنه جذبها لداخل السياره بقوه فاجلسها ثم ذهب وجلس على مقعد القيادة وقاد سريعا إلى أن خرج من المنطقة التى يقطنوها فقال :مش قولت كذا مره مانرفعش النقاب برا اوضه النوم.
شهد ببراءة :ماكنش فى حد.
يونس:ولو.. برضه.
صمت قليلاً يتذكر صباحها وحديثها الناعم وابتسم باشراق أعاد لوجهه الشباب من جديد. فقالت هى بتلعثم:احمم.. هو.. هو انت كنت بايت فين اول امبارح.
نظر لها مبتسماً وقال:وعرفتى منين انى مارجعتش... مش يمكن رجعت.
شهد بعفوية :لا مارجعتش انا فضلت سهرانه مستنياك.
التفت عن متابعة الطريق ونظر لها سريعا بابتسامة ساحرة وتفحص وقال:لو كنت اعرف إنك هتفضلى سهرانه ومستنيانى ارجع كنت رجعتلك على طول.
شهد :يونس... انا فى حاجات كتير محتاجه اتكلم فيها معاك.
يونس :انا كلى ليكى يا حبيبتي.
زلزلتها الكلمه. لاول مره يقولها.. كل حرف بها بعثرها وفاجئها.. وهو أيضاً نطقها بتلذذ(حبيبتي) فهو بعد اعترافه لها لن يخجل ابدا او يتردد فى قولها فالعشق لا يخجل ابدا. و لا يقلل من هيبة صاحبه ابدا هو فقط يخشى الرفض.
لم تكن كلمه حبيبتي فقط التى صدمتها لكن الجمله التى سبقتها أقوى واعنف بل وطريقته الرجوليه فى قولها أيضاً جعلت تنفسها يثقل لاول مره رغم انها عشقت مسبقاً ولكن هذه المرة الشعور اقوى. هذا الرجل حقاً لا يقاوم؛لاحل له.
توقف امام الجامعة فاسدل نقابها عليه كاب وابنته باهتمام وحب ثم قبل يدها وقال:هجيلك اخدك بعد الامتحان... ربنا معاكي وركزى. وإن شاء الله هنتكلم في كل اللي انتى عايزاه بعد امتحاناتك عشان ماتنشغليش عنها.
ابتسمت له بوداعه وغادرت بهدوء حتى اخطفت من أمام عينيه.
تنهد بعشق وأدار محرك السيارة كى يذهب سريعا لمشاغله المتراكمة عليه ولكن لن يفضلها على شهده ابدا.
بعد ثلاثة أسابيع
فى ليلة شتاء شديدة وممطره. كانت تجلس تحتسى كوب الشوكولاته الدافئة (هوت شوكلت) امام التلفاز في بهو الفيلا تنتظر قدوم جورى من الخارج. تلعن نفسها وغباءها لأنها لم تجلب شئ ثقيل لتدفئتها من غرفتها.
دلف هو للداخل فاستغرب بشدة جلوسها هكذا فجلس لجوارها فقال:ايه اللي مقعدك كده.
شهد:مستنيه جورى خرجت مع ماما وريهام وهما بيشتروا حاجات للفرح. واصروا انهم ياخدوها يشترولها الفستان.
يونس :مش انا قولت كذا مره ماتقعديش قدام حد من غير نقابك.
شهد :مافيش حد معايا. كلهم في المطبخ وبابا دخل يقرأ كتاب مهم في المكتب من شويه.
يونس بغيره :الله الله.. يعنى بابا كان هنا وشافك كده.
شهد بعفويه:اه.
اغمض عينيه بغضب ثم قال :آخر مره يا شهد... تمام.
نظرت له بخوف طفولى:تمام.
تنهد بضيق من العبوس الذى ظهر بعينيها ثم قال :بتتفرجى على ايه.
تهلل وجهها بحماس طفولى من بعد العبوس بسرعة وقالت:فيلم سيده القصر... اصلى بحب فاتن حمامة اووى. تحس انها راقيه كده وشيك.
نظر لها بغيره دفينه وقال:ولا قصدك عمر الشريف.
شهد :اكيد برضه يعني.
نظر لها بضيق فاسرعت قائله:بس فاتن حمامة الأساس يعني... ده حتى عمر الشريف مش اد كده يعني.
اغمضت عينيها وقالت بخفوت:سامحني يارب على الكدبه دى. ده مربى مربى. عسل يا خواتى.
يونس وهو يضيق عينيه:اممم.. بتقولى حاجة.
شهد بنفى قاطع:لا خالص.
ابتسم على شقاوة صغيرته وهز رأسه بيأس. ثواني وبدأ ينظر لها بجسد مشتغل ووجدها تنكمش على نفسها تحاول التدفئ فاقترب منها قائلاً :صقعانه.
نظرت له قائله بكذب :لا. لا.
ابتسم بنعومه وقال :لا صقعانه.. تعالى ادفيكى.
وفتح لها احضانه بجسد يأن شوقاً فقالت هى :لا خلاص انا كويسه.
نظر لها بانتظار فاقتربت هى قليلاً بحرج فضمها بقوه وتاهت هى فى حضنه الدافئ الذى الهب حواسها برومانسيه ساحره تتغللها رائحة عطره الصارخ بالرجوله. ولمساته تشعرها بأنها أهم انثى على وجه الأرض. وهو يعتصرها بقوه وتستمع لصوت شهيقه الذى يأخذ به اكبر كمية من رائحتها لصدره اشعرتها بأهميتها لديه أكثر وأكثر وما زاد هذا منها إلا اقترابا فالانثى تعشق الاهتمام جدا.
اما هو فيشعر انه امتلك العالم حبيبته تتغلل فى طيات احضانه.. جسدها الناعم يتداخل مع ثنايا روحه. عطرها ينعشه ولكن يزيد اشتعاله. انفصلا عن العالم غير واعين لأى شئ من حولهم.
رفعت وجهها مقابل وجهه بابتسامة ناعمه وهو أيضاً فنظر بعمق الى عينيها وقال :بحبك ياشهد... بحبك بعدد سنين عمري وايامه... يارتنى قابلتك من زمان.
تجرأت يده لصحاب منامتها الشتويه العلوي ففتحه وظهر عنقها الأبيض فاخذ يتحسسه بانفاس ثقيله وجسد مشتعل واقترب لتختلط انفاسهم ثم لثم شفتيها بقبله ناعمه هادئة. ونظر الى عينيها التائهه معه فلم يجد الرفض الذي يخشاه. فقال:بحبك يا شهد حياتي. وعاد لالتقاط شفتيها من جديد بنعومه مهلكه ورومانسيه شديدة. وهو يجذبها لصدره وله أكثر واكثر وهى تتقبل كل شئ منه دون رفض.
يديه تحيط بها وتتحسس كل انش منها تستكشفه لاول مره. حملها واقفا بقوه وهو يزمجر كأسد ضارى واستغل انشغالها بدوامه قبلاته ويديه التى تعيس بجسدها ولف ركبتيها حول خصره بقوه وهو يقبلها ويصعد بها الدرج قبل أن تستفيق مما هى به معه.
دخل لغرفتها سريعاً والقاها الفراش دون أن يفصل جسده عنها واخذ يضع صكوك ملكيته عليها والتى طال وقت وضعها بالنسبة له كثيرا وهى تائهه معه بمشاعرهم الحاره.
يقبلها فى كل انش بجسدها وهو مترقب بخوف من اى شئ يخشى ماحدث سابقا فلو تكرر سيدمره داخليا بقوة.
علت وتيرة انفاسه بقوه وهو يسمعها تتاوه باسمه هو لاول مرة وكم زلزله هذا ففقد اى ذرة تعقل بعدما اطاحت بعقله من اثارتها هذه ولم يتمهل ليخلع عنها ثيابها. إنما من شدة الفرحه مزقها من عليها فشهقت هى بقوه وخوف وفتحت عينيها فطمئنها هو بقبلات عديدة ناعمه جدا.. سرعان ماتحولت لقويه عنيفه وهو يرى جسدها الذى جعله يجن فهو فى اقصى احلامه لم يكن يتخيلها بكل هذه الروعه. ازدادت قوته بطريقة مرعبه وكأن اسدا ينقض على غزالة صغيرة بكل قوة وعنف.. رغم أنه يتصف بالعنف اصلاً ولكن عنفه معها زاد كل معدلات القوه البشريه العاديه. فاخذ يتمم زواجه أخيراً منها وهى بالكاد تحاول التماسك بين ذراعيه. بينما هو لا يطيق صبراً على امتلاكها وقوته تزداد بعنف اشد واشد.
دلفت ريهام مع عزيزه ومالك وجورى للداخل بعدما علموا بوجود يونس فسيارته مصطفه بالخارج.
جلست عزيزه على أقرب مقعد بتاوه قائله :ااااااه... اقول ايه... مش عايزه ادعى عليك يا مالك وانت ابن ابنى... بقا 3ساعات بنلف على فستان يعجب معاليك.
جلست ريهام بتعب بجوارها هى الأخرى قائله:ااااااه يارجللللى خلاص انا رجلى ماتت. نظرت بعضب تجاه مالك الذى يناطرهم بلا مبالاة وقالت:ده انا العروسه ما اخدتش الوقت ده كله ادور على فستانى.
لم يجيب على تذمرات احد منهم ونظر بجانب عينيه على جورى الغاضبه بشده وقال بتهكم :تحفه الفستان اللي انا اخترته مش كده.
وابتسم بسماجه فى اخر حديثه. فنظرت له بعبوس ولم تجيب لاول مرة عليه.
نظر لها غير مصدق فعلتها فقال :مش بتردى عليا ليه.
ناطرته بغضب فقطع حديثهم هبوط مروه من على الدرج تنظر لهم بكبر فهى والى الان تشعر أنها تمن عليهم باستضافتهم فى بيتها الذى يملكه زوجها المليونير.
جلست أمامهم قائله بترفع:مساء الخير... مبروك يا ريهام.
نظرت لها ريهام بتهكم قائله:ياااااه أخيراً افتكرتى... الله يبارك فيكي... عقبال مالك يا ام مالك.
قالت الأخيرة بتلاعب وهى تعلم كم تشتعل مروه من هذا اللقب فقالت الاخيره:ايه ام مالك دى... أسمى مروه هانم حرم يونس بيه العامرى عضو مجلس الشعب.
جلس مالك بجوارهم قائلاً بمزاح:خلينا فى نص الكلام الحلو... عقبال مالك. ونظر لجورى وهو يغمز بعبس. سرعان ماتحول لاستغراب وضيق وهو يراها تنظر له بغضب بطرف عينيها.
تحدثت عزيزه قائله:هو فين يونس صحيح... عربيته برا.
مروه باستغراب :مش عارفة انا نازله افتكرته هنا... هيكون فين.
نادت عزيزه بصوت عالى قائله:يا هنيه... هنيه.
جاءت الخادمه مهروله وقالت :نعم ياست عزيزه.
عزيزه بتساول:ماشوفتيش يونس بيه.
ابتسمت الخادمه بحرج فهى قد راتهم هى وزميلتها فقالت بحرج:ااا. ككان هنا... وطلع مع شهد هانم.
مروه بحده وغيظ:مع مييين.... مافيش هوانم هنا غيرى انتى فاهمة.
تغاضت عزيزه عن حديث مروه وتمنت داخلها أن ما بخلدها قد حدث.
قالت ريهام :ايوه راح فين... اكيد مش كل ده عند شهد البواب بيقول جاى من ساعتين.
مروه بكبر وغرور:طبعاً اكيد.. تتتتلاقيه فى الجنينة ولا حاجة.
قالت عزيزه :طب تعالى معايا يا جورى اوديكى لمامتك... عشان تشوف هتاخدى الفستان ده ولا هتبدله.
مالك بتدخل :لا هتاخد ده امال انا كنت بلف كل ده ليه.
قلبت مروه عينيها بملل بينما اردفت ريهام:لما امها تشوفوا الأول.... خليكى انتى ياماما انتى تعبانه وانا هطلعها لشهد وكمان اشوف رأيها في فستانى.
عزيزه بارهاق:ماشى يا بنتى لاحسن هلكانه.
تناولت ريهام يد جورى التى لم تنطق او حتى تنظر ناحية مالك ابدا. فذهب هو لغرفته بغضب وضيق.
اما مروه فامرت احدى الخادمات لترى أن كان يونس بيه في حديقة الفيلا ام لا.
فى غرفة شهد كان يونس يتلقفها يلهفه وهو يحاول افاقتها من اغمائها بسبب قوته الضاريه معه رغم أنها كانت متزوجه لأربع سنوات وهذه ليست اول مرة لها ولكنها حقاً لم تحتمل كل هذه الشراسه وهو يؤكد ويؤكد امتلاكه لها وأنها أصبحت زوجته هو قولاً وفعلاً.
رفعها برفق وهو يثبتها قليلا كى ترتشف القليل من الماء وهو يميل عليها بجسده العارى.
ثواني واستمع لصوت دقات على الباب فنظرت له بوهن فابتسم قائلاً :ارتاحى انتى يا حبيبتي انا هفتح.
ارتدى بنطاله سريعا وبقى عارى الصدر مشعث الشعر بهيئه تدل على شراسة ماكان يفعله.
فتح الباب قليلا كى لا يظهر جسد شهده على فراشها. فنظر بقليل من الحرج لاخته الصغيرة وهى تقف متفاجئه من وجوده هنا وايضا من هيئته التى لا تدل غير على معنى واحد.
نظرت له ريهام بحرج وهى ترى صدره العارى وتشنج عضلاته دليلاً على مجهود عنيف فقالت :ااا.. مسساء الخير... اانا كنت جايبه جورى لللشهد.
تنحنح يونس بحرج قائلاً :احمم... ممكن تبات معاكى النهاردة.
اتسعت اعين ريهام بحرج أكبر وقد تأكدت ظنونها فقالت بتلعثم:اا... اه.. اه طبعاً... دى جورى حبيبتي مش كده ياجورى.
ابتسمت لها جورى قائله:وهتغيريلى الفستان الوحش ده.
ريهام بابتسامة :هنشوف الحكاية دى بقا الصبح يالا بينا
دلف للداخل بسعادة واغلق الباب جيداً. ثم ذهب إليها بلهفه سريعا وهو يتدثر بالفراش بجوارها. يحتضنها بحب قائلاً :مبروك يا حبيبتي... بقيتى مدام يونس العامرى.. وأخيرا... انا اسعد راجل النهاردة.. أخيراً يا شهد.
ابتسمت له بوهن وحرج وهى تحاول التماسك وخجلها يتفاقم وتحاول أن تخبئ نفسها بحرج منه.
هبطت ريهام ومازال الحرج يطفو عليها تزامنا مع دخول الخادمه تخبر مروه انه لم تجده بالخارج وجاء كامل وجلس معهم بعدما اخبرهم انه لم يأتى للمكتب ولم يراه.
وقفت ريهام بوجه محمر حرجا فقالت عزيزه باستغراب :ايه جورى جت تانى معاكى ليه.
ريهام بخجل:احمم. اصصصل.. يونس.. قالى اخليها تبات معايا.
احتدت أعين مروه بينما قالت عزيزه :هو انتى شوفتى يونس.
ريهام بحرج اوضح جيدا ما رأته واخجلها:اا.. ايوه هو فوق مع شهد.
هبت مروه بتفاجئ وقد تلقت اكبر صفعه بعمرها وهاهى غريمتها قد نفذت وعيدها.
نظر كامل بتفاجئ ناحية عزيزه التى ناظرته بتفاجئ وفرح.
فى غرفة شهد كان مازال يحتويها باحضانه وهى تتدارى منه وهو يلثمها على مفترق جسدها بقيلات ناعمه قائلاً :بحبك يا شهد... أخيراً هنام في حضنك للصبح.
شهد بصوت مرهق وخجول:مين كان على الباب.
يونس بهمس يزيد من لهيب الاجواء وهو يزيح بعض الخصلات عنى وجهها وعنقها:دى ريهام... كانت جايبه جورى بس انا خليتها تبات معاها.
رفعت وجهها ونظرت له وهى مازالت فى حضنه فنظر لها لتعاود دفن وجهها حرجا من مواجهته بعد ماحدث بينهم وقالت:وريهام شافتك وانت كده ومعايا.
يونس بضحكه خفيفه :اه... وزمانها كمان قالت لكل البيت تحت كمان.
شهقت شهد بخجل فقال :احسن حاجة هتعملها اصلاً خلى الكل يعرف إنك بقيتى بتاعتى.
مسحت وجهها بصدره بخجل فاذهبت هذه الحركة كل مقاومته للصبر عليها وعاود غزوه الضارى عليها من جديد والذى إعادة مرات ومرات حتى الصباح......
**************
فى فجر يوم جديد كان يونس ولاول مره منذ مدة طويلة يباشر عمله كطبيب. فشهد قد اغشى عليها للمره الرابعه منه. إعياء كبير اجتاحها. بعد ان قام بقياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. قام بافاقتها مره اخره بعدما أعطاها حقنه مسكنه لها.
فتحت عيناها بصعوبة ونظرت له بعتاب شديد فهو كان عنيف بدرجة لا يتحملها احد على الرغم من أنها حاولت التماسك قدر المستطاع ولكنها لم تتحمل. ومعها كل الحق وهو يعلم.
ينظر لها بأسف وحب فهو يعلم أنه قد زاد عن معدل الاحتمال. طوال الليل معها ولا يكتفى منها. يريد أن يصك ملكيتها عليها بكل تأكيد بل والأكثر يريد أن يزيل ويمحو اى اثر للمسه من لمسات سعد عليها. تحسس جسدها وامسك بكل انش به. ليتاكد من انه المالك الوحيد لها. هذا خطأ وخطأ جدا ولكن ماذا يفعل هو... لقد أصيب بها وبلعنتها وانتهى الأمر.


ومن ناحية أخرى جسده المشتعل يريدها... يريد ارواء ظمئه بقدر كل ليله وكل يوم تمنى قربها.. بقدر كل الدلال الذى تدللته وهى بعيدة. بقدر كل ماشعر به من نعومتها وهى تنطق اسمه وترفع حرارة جسده وهى بعيده أيضاً. بقدر كل احلامه المنحرفه التى جائته بها بصورة وطريقه مهلكه فهى لم ترحمه لا فى صحوه ولا حتى فى منامه. فتك بها. يعلم تماما انه قد فتك بها ولكنه يرى نفسه حقاً معذور. نعم فمن قال لها ان تكون بكل هذا الجمال.. بكل هذه النعومه.. من قال لها واعطاها الحق ان تكون مثيره هكذا.. ماذا يفعل هو ها.. انه بشر بالاخير.
ابتلع ريقه وهو ينظر لها بأسف قائلا :شهد حبيبتي... انا اسف.. اسف بجد صدقيني.
نظرت له بارهاق قائله:يونس.
يونس بلهفة وحب:نعم يا روحي.
ابتسمت بارهاق كبير فهى لم تكن تظن أنه يعرف قول مثل هذه الكلمات. وقالت بخفوت :عايزه مايه.
يونس بلهفة :حاضر... حاضر يا حبيبتي.


التف بجسده والتقطت المياه من على المنضده الملازمه للفراش واستدار لها بسرعه. رفع جسدها الواهن الذى لا تستطيع تحريكه او الاعتدال به من قسوه عنفه معها وساعدها على ارتشاف بعض المياه ثم عادت للتسطح من جديد.
نظر لها بأسف قائلاً :انا اسف اسف يا حبيبتي بس صدقيني والله غصب عني.. غصب عني ياشهد... انا.. انا لحد دلوقتي مش مصدق انك فى حضنى.
شهد بتعب:كل المرات دى عشان تتأكد يا يونس.
اغمض عينيه وهو يضع جبينه على جبينها قائلا:وصدقينى لسه ما شبعتش منك ولا اكتفيت... شهد... انا بحبك اووى.. اوى يا شهد.
ابتسمت له قائله :عارف... بصراحة... ماكنتش اعرف انك بتعرف تقول كلام زى كده.
نظر لها مبتسما بحزن وقال:ليه يعني... يمكن عشان كبير ولا عشان اسمرانى ومش وسيم.
وضعت يدها على يده قائلة بحنان:لأ خالص مش قصدي... وبعدين القلب والحب مالهمش علاقة بالسن ياما شباب كتير فى العشرين وأصغر كمان وقلبهم حجر.. وكمان بقا مالهم السمر... انت عمرك سمعت اغنيا للبيض.
يونس:لأ
شهد باعياء وارهاق:طب شوفت... انا كنت أقصد... اقصد يعني.. انه انت وانا... ان انا كنت دايما علاقتى بيك سطحيه و.
قاطعها بغضب وقد تجددت غيرته وقال:مش عايز اسمع أى حاجة عن إللى فات... مش هسمح لأى حد يفكرنى بعلاقتى كانت بيكى ازاى قبل كده... انتى مراتى أنا.... وبتاعتى انا.
نظرت له بخوف قائله:بس....


قاطعها مجدداً وهو يطبق شفتيه على شفتيها بقوه وغضب كى يخرسها عن التفوه بأى شئ او اى كلام يذكره بأنها كانت زوجه لهذا السعد... هى زوجته هو فقط... ظل طوال الليل يثبت لها وله أولاً هذا.
سرعان ماتحولت قبلته الى رغبه شديده وقد شعرت به يتحسس جسدها بنفس الرغبه العنيفه فتحدثت بالم كى تمنعه لكنه تحدث بصوت لاهس راغب :ماعلش حبيبتي استحملى شويه عشان خاطرى.
واعاد من جديد مواصلة عشقه بصوره اعنف واشد وكأنه ليس الشخص نفسه الذي كان يعتذر من عنفه لها منذ قليل ولكن عشقه وجنونه بها هما السبب فى ذلك.
فى الصباح بغرفة الطعام يجلس الجميع ماعدا شهد ويونس طبعاً.
جلست مروه بحقد وهى تشعر بالنار داخلها. ماكان عليها ابدا ان تتحدى تلك الفاتنه.
جلس كامل على رأس المائدة وهو ينظر فى ساعة يده التى تخطت الحاديه عشر صباحاً وقال باستغراب :هو يونس لسه مانزلش لحد دلوقتي معقول... ده 11بالظبط بيكون بيفطر و11ونص بيركب عربيته ويمشي.
نظرت عزيزه له بمكر قائله:ماتسيبوا يرتاح شويه اكيد سهران طول الليل.
نظر لها كامل بتحذير كى تراعى شعور زوجته الاخرى الجالسه معهم.
بينما ريهام تخفض رأسها بخجل وهى تلمح مالك ينظر لها بغضب فقالت :فى ايه يا واد مالك بتبصلى كده ليه زى ماكون قتلالك قتيل.
نظر لها بغضب وقال:ايه اللي خلى جورى تبات عندك.
قلبت عينيها بملل قائله:ماقولت 100مره ابوك هو الى طلب الله.
لم تتحمل مروه اكثر من ذلك فصرخت بعضب بوجه مالك الذى كان يرد عليها بغضب ونادت على الخادمه:ياهنيه.. هنيه... انتى يا حيوانه.
نظروا لها بغضب فقالت عزيزه:ايه يا بنتى دى بنى ادمه زينا كلميها كويس شويه.
نظرت هنيه أرضا والدموع تترقر فى عينيها.


قلبت مروه عينيها بتكبر وغضب وقالت لهنيه:مش بقالى ساعة بنادى... ايه اطرشيتى.
هنيه بصوت مختنق من الدمع:اسفه ياست مروه.
مروه بغضب وعجرفه:اسمى مروه هانم انتى سامعه يا بتاعة انتى.
لم تحتمل ريهام واعترضت قائله :فى ايه يا مروه براحه على البنت.
مروه بغضب :انا اكلمها زى مانا عايزه وبعدين هى شغلتها كده... خدامه
تحدث كامل بقوه وغضب وهو يقبض بيده على الطاولة :كلنا خدامين اكل عيشنا يامروه... مالك فى ايه.
ريهام كى تثار لهذه المسكينة المهانه قالت بخبث وشماته:ماعلش ياهنيه ياحبيبتي اصلها جواها كبت ومالقتش غيرك تطلعه فيه يا عينى.
احتدت عيون مروه وهى تستمع لحديث ريهام ورأت ابتسامة على وجه تلك الخادمه فصرخت بغضب:امشى اطلعى يونس بيه بسرعه... اتأخر على شغله.
تحركت الخادمه بسرعه وهى تلعن الحوجه والفقر وتلك السيدة منعدمة الانسانيه مستحله اى شئ يحدث بها من زوجة زوجها. متشفيه بها فمن لا يرحم لا يرحم.
فى غرفة شهد
يستيقظ يونس على صوت طرقات الباب فقال بصوت جهورى:مين.
هنيه من خلف الباب :انا هنيه يا يونس بيه... مروه هانم بعتانى اصحى حضرتك عشان اتاخرت.
يونس:طيب خلاص روحى انتى.


نظر بجوراه وجد مهلكة قلبه وعقله تنام بعمق شديد وأثر الارهاق والالم بادى على وجهها الجميل لعن نفسه تحت أنفاسه لأنه تعامل بعنف معها. ابتسم بقوه وهو يمرر عينيه على سائر جسدها مع وجهها يضع يده عليها وهو لايصدق نفسه انها تنام لجواره بهذا الوضع. ضمها له وهو ينظر هنا وهناك بجنون يتحوذها ف احضانه بين ذراعيه وكأن هناك شخص او شئ سيخطفها منه. وكأنه يخبئ شيء ثمين عن اعين الناس رغم انهم فى حجرة نوم خاصه ولا يوجد احد معهم. ولكنه العشق والهوس.
فى احد المواقع العسكرية يجلس مدحت وهو يتأكله الغضب فنظرا للظروف العسكرية الطارئه لم يستطع اخذ اجازة منذ ثلاثة أشهر مما اضطره للابتعاد عن معذبة قلبه. رفه هاتفه على اذنه وانتظر الرد :الو... ايوه يا ماجد... مافيش اخبار.
ماجد بحنق:بقولك ايه انا ولا طايق نفسى ولا طايقك.
مدحت بسخريه:فى ايه مالك بس يابطه.
ماجد :وليك عين تتريق.. بس انا اللى غلطان وحيوان عشان سمعت كلام واحد زباله زيك.


مدحت:لالا... لم لسانك يابن خالتى... والا هقول لخالتى على العامله السودة اللى انا مدارى عليك فيها بقالى سنه اهو.... وبعدين هو انا كنت طلبت منك ايه يعني كل ما في الموضوع انك هتقرب من رنا صاحبتها شويه عشان تعرفلى اخبارها ونعرف نخرج مع بعض يعنى بحجة انه هى وصاحبتها وانت وصاحبك... عشان ماتبقاش عزول يعني.
ماجد:يا اخى لم نفسك بقى هو انت فاكر كل البنات كده ولا ايه سيبك من البنات الكسر الى لما بيشوفوا صفحتك على الفيس ويعرفوا إنك ظابط يقوموا يترموا عليك... مش كل البنات من العينة الزباله دى... فى بنات محترمه ومتربيه كتير والبنتين دول كده.
مدحت:ياعم ماتتحمقش اوى كده وبعدين انا مش راميك اى رميه والسلام ماهى صاحبتها جامده برضه.
ماجد بغضب :اتخرس بقا... انت اتجننت ازاى تتكلم عنها كده.
مدحت:اييه ده.. ده شكله السمك جه فى الشبك اهو.. هههههه صحيح تيجى تصيده يصيدك.
ماجد :مع السلامه يامدحت.
واغلق الهاتف فى وجهه بينما مدحت نظر فى للفراغ قائلا بابتسامة :حلو اووى... خطوات قليله وابقى قريب منك يا شهد... مش هسيب حد يخطفك منى تانى كفاية سعد سبقني زمان.. لأ والواد كان حريف وواعى خلاها كتب كتاب على طول من غير خطوبة... بس اهو راح ومش هخلى اللى اسمه يونس ده ياخدك منى....ماهو مش معقول هتقبليه بسنه ده.
ثوانى وارتفع رنين هاتفه فنظر له وامتعض وجهه ورماه خلفه بعدما وضعه على وضع الصامت كى لا يزعجه رنين زوجته واغمض عينيه يتخيل شهده قريبه منه وتبتسم له.


استيقظت شهد من نومها بالم جسمانى رهيب.. وجدت يونس يكبلها من كل جزء منها... يكبل ذراعيها وساقيها بيديه وساقيه ويحبس جسدها وهو يضغط عليه بجسده خوفا من ان تهرب منه او يكون حلم جميل كاحلامه المنحرفة بها وينتهي.
نظرت له ولملامحه السمراء الرجوليه وامعنت النظر به. اجتاحتها احساسيس غريبه ومتضاربه. هل سمحت لنفسها بالاقتراب من رجل غير سعد. هذا الرجل الذي يكبلها بسائر جسده هو يونس شقيق زوجها... ذلك الضخم الذي يغفو بجانبها عاريا كانت منك قريب لا تناديه الا وتسبق اسمه بلقب.. لا ترفع عينها به.. تعتبره شقيقها الكبير. وهو كام يعاملها بمنتهى الإحترام ولكن من بعيد نظرا لتحفظها الشديد من ناحيته بالخصوص.. من يصدق ان ذلك الرجل الذي كانت تنظر له بهذه الطريقة وبكل ما ذكرناه سيأتى عليها اليوم الذى تقضى معه ليله محمومه كهذه فى حلال الله وينام الى جوارها بهذه الهيئه وماهذا الا حق من حقوقه من يصدق حقا.
ولكن تعود وتهاجمها مشاعرها المتخبطه من جديد فهى لا تنكر انها شعرت بالمتعه والانسجام بين ذراعيه رغم قوته وعنفه الا ان هذه القوه وهذا العنف لم يخلو ابدا من عشقه الواضح لها... لا تعلم لما لم ترفض او لم تعارض رغم أن جزء بسيط من عقلها كان مايزال بوعيه حاضرا ولكنها وهى امام كل هذا العشق رفعت الرايا البيضاء... لم تستطيع رفض عشقه وشغفه. لم تستطيع.
حاولت التملص من بين ذراعيه ولكن وهن جسدها جعلها تأن بخفوت ايقظه.


نظر لها وهو يبتسم بعشق كبير. هيئتها الساحره وهى هكذا انعشت قلبه وروحه. ابتسم لها قائلاً :صباح الخير يا روحى.
ابتسمت بنعومه وارهاق قائله:صباح النور.
اشفق عليها من الارهاق البادى على وجهها ويعلم انه هو السبب به فقال باسف من جديد:اسف يا حبيبتي... كان غصب عنى.. ماقدرتش امنع نفسي عنك... بحبك بطريقة صعبة اوى.
حن قلبها عليه اكثر وهو يتوسلها بعشق هكذا ونست اى شئ قد فعله وابتسمت قائله:خلاص خلاص... حصل خير... بس يعني... هو ممكن بعد كده ماتبقاش عنيف اوى تانى.
ابتسم باتساع وهو وعد بمواصلة حياة طبيعية بينهم كأى زوجين وقال بلهفه واضحه:اوعدك.. اوعدك ياشهدى.
جذبت مسامعها الكلمه فقالت باستغراب:شهدك!
ابتسم بعشق وتأكيد قائلاً :طبعا شهدى... بتاعتى انا لوحدي... من هنا ورايح بقا اسمك شهد يونس العامرى.
نظرت له ولم تجيب فمشاعرها المتخبطه عاودت مهاجمتها من جديد.. ذكرى سعد زوجها الحنون.. وهذا الزوج الذى يحتضنها وينام لجوارها مع حديثه الشغوف هذا.
حاولت تغيير مجرى الحديث فقالت :هى الساعة كام دلوقتي.


يونس :3
شهقت قائله:3العصر.
اماء لها بالإيجاب فقالت :يانهار ابيض.. جورى... ازاى اسيبها كل ده لوحدها.
اشتعلت عينيه بالغيرة فبعدما كانت باحضانه له فقط تتمسح به بنعومه جاءت ابنة سعد لتخطف انتباهها وتركيزها فقال بغيره واضحه :جورى مع عمتها... وكمان هى كبرت ولازم تتعود تنام لوحدها.
شهد :لأ هى لسه صغيره... هتخاف... لازم تنام فى حضنى
يونس بغيره :طب وانا.
نظرت له بتفاجئ. هل يقارن حاله بطفلتها.
شهد :يونس... انا... قاطعها بقوه قائلاً :شهد جورى مابقتش صغيره وبعدين على فكره مش سبب مقنع لأنها فى البيت القديم كانت بتنام في اوضه لوحدها.. ايه اللي اتغير هنا.
شهد بتلعثم:هنا بيت جديد عليها وو
يونس :احنا هنا في البيت من اكتر من 3 شهور... اكيد اتعودت خلاص بدليل انها نامت امبارح مع ريهام.
شهد :يا يونس.... قاطعها بغيره :مش هنام غير فى حضنك يا شهد.... مش هحرم نفسى من احساسى امبارح والى عشته معاكى ابدا... لازم هعوض نفسى عن كل سنه ويوم وساعه ماكنتيش معايا فيها.
نطرت بزهول الى الاصرار والقوه التى بعينيه وحديثه وقالت :طب اهدى طيب... يعني دى بنتى و.
يونس :مابقولش هبعدها عنك... دى من دمى برضه... بس حضنك ليا... ليا لوحدي يا شهد... سامعه.
اشاحت بوجهها بعيدا عنه. فزفر بعضب واقترب منها يتحسس بشره ظهرها العارى قائلاً :حبببتى مش عايزك تزعلى منى.
شهد بغضب وهى تنظر الجهه الأخرى :مش عايزنى ازعل ازاى وانا شايفاك بدأتها من دلوقتي اهو.. اولها مانيمش البنت جنبى.. وياعالم بكره فى ايه.
يونس بلهفة ليصلح هذه الفكرة الخاطئة :لأ لأ يا حبيبتي.. جورى زى بنتى وهتتعامل احسن معامله وهعملها وديعه بمبلغ كبير جدا باسمها في البنك... مش هتتنقل لاى اوضه والسلام لأ.. دى احلى واحسن اوضه في الفيلا كلها وكمان قريبة منك... انا بس.. انا عايزك ليا... حضنك ليا.. وكده ولا كده جورى كانت هتبدا تنام لوحدها.
نظر لها يحاول قراءة أفكارها ولكن ملامحها لا تظهر شئ فابتسم قائلا :يالا بقى ننزل نتغدى معاهم.
استدارت له بخجل قائله:لآ
يونس باستغراب :لأ ليه ده انتى مافطرتيش... وكمان مش كنتى عايزه تشوفى جورى... يالا ننزل نطمن عليها عشان تعرفي بس انى مش عايش جو جوز الام الشرير وكده يعني.
قالت بخجل وتلعثم :لا.. لا.. اصل.. ماهو انا مكسوفه منهم بعد ماعرفوا من ريهام أكيد إننا كنا مع بعض... مش عايزه حد يشوفنى.
ابتسم هو وقال:انا بقا عكسك تماما... عايز انزل بيكى وأكد للكل انك بقيتى ملكى وبتاعتى.... وكمان ايه مش عايزه حد يشوفنى عشان كنت معايا دى... انا جوزك على سنه الله ورسوله وليا حق فيكى... احنا مش بنعمل حاجة غلط.
شهد برجاء:عشان خاطرى يا يونس بلاش... خلينا نتغدى هنا.. عشان خاطرى.
ابتسم لها باذعان قائلاً :خاطرك غالى اووى عندى... حاضر مش هننزل على الغدا... بس هنتعشى معاهم انا عايز الكل يعرف اللى بينا وإنك بقيتى مراتى رسمى.
شهد:لازم يعني.
يونس بإصرار :لازم جدا... هيفرق اوى معايا.
شهد :حاضر يا يونس.
أقترب منها بخبث وهو يتفحص جسدها المثير وقال:حاضر يا ايه.
شهد بدلال:يا يونس.


اغمض عينيه متأوها وقال :احلى يونس بتتقالى منك انتى.
ابتسمت له بدلال وبدات بالغناء بصوت ناعم هامس جدا لا يسمعه احد غيره.وهى تمرر باملها على وجهه بطريقة طفوليه جدا وكم مست فعلتها هذه قلبه وبات يرقص طربا.
يووونس فى بلاد الشوج اه يا ولد الهلالى... بتونسنى دموع العين وانا سايب اهالى.. يا عزيزه يابنت السلطان لو يتغير الزمان وجابلتينى فى اى مكان كنت اعشج من غير ماتجولى. يوووووونس..... انا يونس.. كنت حجول اهو ده المحبوب ويتوب جلبى جبل ما اتوب.. اه يا ولد الهلالى لا عليا ولا بيا.. انا يونس ونسيت مين يونس والدنيا ماااالت عليا.
كان يستمعها بفرحة شديده واعين مدمعه من الفرحه التي نالها بعد عمر وتعب كبير.
قهقه عاليا وهو لا يصدق نفسه انه يعيش هذا الكم من الفرحه والمرح. واحتضنها بشدة وقال:ااااه ياشهد... اتارى الدنيا ماكنتش دنيا وانتى مش فيها.... بحبك.
طلب له ولها الطعام وشرع فى اطعامها بيديه وأحيانا بفمه يستمتع معها بافعال جنونيه جدا إعادة له الإشراق من جديد وهى مصدومه جدا منه ومما يفعله فمن يصدق ان من معها بكل هذا الهوس والجنون هو ذاته يونس العامرى عضو مجلس الشعب ورجل الأعمال المعروف. صاحب الهيبه والحضور العالى.
تجلس مروه بحديقة الفيلا على نار. لاول مرة لا يذهب يونس لعمله... حدث ما كانت تخشاه. اندلعت النيران داخلها بشده. ذهبت للخارج تقوم بالتبضع والتسوق فلا شئ يخفف عنها ويلهيها عن العالم غير التسوق والشوبنج.
وفى أثناء التسوق اصطدمت بأحداهم فهمت الاخرى بالاعتذار قائله :سورى ماكنش قصدى.
مروه بكبر :اتس اوكى.
شهقت الأخرى قائله :مش معقول.. مروه الشناوى.
قطبت مروه حاجبيها باستغراب قائله:انتى تعرفيني.
الأخرى :ايوه طبعا... انا ماهيتاب مختار... كنا مع بعض في المدرسة.
مروه :مش معقول... ماهى... ازيك... اختفيتى فجاءه.
ماهى بغرور:ماعلش من ساعه ما اتجوزت عز بيه الفيومى جوزى وانشغلت معاه خالص ده غير ان انا دلوقتي عايشه في أغلى منطقه فى مصر وبعيدة كمان.
مروه بامتعاض من غرورها:اممم.. فين يعني.


ماهى:فى كومبوند****الى بييجى إعلانه في التليفزيون.. أكيد عرفتيه من الإعلان.
فهمت مروه ماترنو اليه فهى تقصد انها لا تعلم بمثل هذه الأماكن الى من اعلانات التلفاز فقط. فابتسمت بسماجه وغرور مماثل قائله :وساكنه فى انهى منطقه فيها بقا.
ماهى بغرور:ههههههه. قال يعني عارفاها هههههه ومع ذلك ياستى ساكنه فى منطقة الفلل. فيلا 11.
ابتسمت مروه بثقة وغورو قائلة كى ترد الضربة :مش معقول... على كده احنا جران بقا... اصل انا ويونس بيه العامرى جوزى كنا شترينها من زمان... اكيد تسمعى عن يونس بيه العامرى رجل الأعمال وكمان عضو مجلس الشعب... يبقى جوزى انا.
بهت وجه ماهى لثواني ثم مالبست ان قالت:ايه ده... دى.. دى مفاجئه هايله... لازم تزورينى على العشا في يوم.
مروه بترفع:لا طبعا انتى اللى هتزورينا على العشا وكمان عز بيه... وممكن كمان اكلملك سيادة النائب انهم يفتحو شغل مع بعض... بس مش دلوقتي اكيد... لازم اقوله قبلها يحاول يفضي وقت ليكو.... لكن انتى حبيبتى تشرفينى فى اى وقت.
حاولت ماهى الابتسامة ومدارات غضبها وقالت :اكيد حبيبتي... بكره نتقابل اكيد.
مروه :اكيد... يالا سلام.
ماهى :سلام.
وبعدما استدار الاثنان عن وجه بعض للجهه الاخرى تبدلت الابتسامة المزيفة لغضب كبير.
فى فيلا العامرى ليلاً بغرفة شهد.
خرجت من المرحاض بعدما حرصت بشدة على ارتداء ملابسها بالداخل بعد الشور خصوصا وأنها لم تعتاد مئه بالمئه على يونس بعد.
نظر لها بإعجاب وهو يرى واشراق وجهها بعد الاستحمام ورائحة شور الجسم الخاص بها تفوح فى الأركان. اقترب منها ملتصقا وقال:ريحتك حلوه اووى.
ابتسمت بخجل فقال لها :بموت فيكي.
تحدث بحماس قال :ها هتلبسى ايه واحنا نازلين.
شهد وهي تنظر لما ترتديه :مانا لابسه اهو.
نظر بغضب قائلا :احمر.... لاااا على جثتى.
شهد :وفيه ايه ماهو محتشم اهو.
يونس:شهد ماتجننينيش... لا لا احمر.. احمر لأ... اى لون تانى غيره.


شهد بقوه:بس هو عجبنى وكان نفسى البسه... أظن ابسط حقوقى انى البس الى يعجبني طالما محتشم ومحترم.
يونس :شهد ماتختبريش صبرى.. ولا غيرتى عليكى لانها نار ممكن تدمر كل حاجه واى حد... غيرة الفستان ده وكفايه أتى ضغط على نفسى وعلى اعصابى وسايبك تقعدى قدام بابا وماما من غير نقاب.
ذهبت بغضب وتذمر كى تنتقى شئ آخر لترتديه. فاختارت فستان من اللون الوردي رقيقا للغاية وذهبت له فابتلع ريقه بصعوبة من جمالها وقبض على خصرها وقربها اليه وقال بصوت مبحوح راغب:انتى ليه حلوه كده.. ولما تلبسى اى حاجة بتحلوى اكتر.. ووانتى من غير هدوم بتبقى احلى واحلى.. بتجننينى.
قال الاخيره بعبث وحراره خضبت وجنتيها وفرت منه هاربه خارج الغرفه فقهقه عالياً وخرج خلفها وهو يقول :استنى يامجنونه هننزل س... قطع كلامه بغضب وهو يراها تحتضن ابنتها التى كانت ماره مع مالك للهبوط لاسفل.
لم تبتعد عنها رغم نظرات عينيه الغاضبه بشده ولكن لا قوه تمنعها أبدا عن ابنتها.
تمالك حاله بقوه وقال لمالك:خد جورى وانزلو انتو.
نظر مالك لشهد بغضب وقبض على يد جورى وهبطوا سويا لاسفل
ناظرها يونس بعبوس فاقتربت قائله:يونس.
لم يجيب.
نادت مجددا :يونس... انت زعلان... دى بنتى.. وانت وعدتني انه.. قاطعها قائلاً :خلاص... بس حاولى مايكونش قدامى... غصب عني مش عارف اتحكم فى غيرتى.
ابتسمت قائله :هو انت فعلاً بتحبني اوى كده.
لثم شفتيها بقبله خاطفة رقيقه وقال:بجنوون.. بحبك بجنون يا شهدى.
ابتسمت به فابتسم هو بحب كبير وامسك يدها كى يهبطوا لاسفل وشهد لا تعلم حقا كيف ستواجه الجميع بعد ماحدث.
علىَ طاولة الطعام كانت مروه والجميع يجلسون. نظروا بزهول تجاه يونس مشرق الوجه وكأنه صغر عشر سنوات. فابتسم والديه بسعادة لهم. بينما مروه تنظر للسعادة التى وجوههم ويده التى تتمسك بيديها بعشق واهتمام ونيران الغيره والحقد تفعل بها الافاعيل.
يونس باشراق وفرحه :مساء الخير يا جماعه.
نظر كامل لعزيزه بنظرات ذات مغذى وأجاب :مساء النور.... ثم وجه حديثه لشهد وقال :مساء الخير يا شهد.
أجابت بحرج وهى تنظر أرضا :مساء النور.
مروه بخبث :تعالى اقعد مكانك.


نظرت لها شهد بكره ولكن صمتت فنظر هو لها وقال:اكيد طبعاً.
ابتسمت مروه بنصر وشعرت شهد بخيبة الامل لكنها وجدته يسحبها معه ويجلسها بجواره وهو بالمنتصف بين مروه وبينها وهو يقول :تعالى اقعدى ياحبيبتى.
اتسعت اعين الجميع بذهول وهم يرون يونس جديد فلاول مرة يقول هكذا لأحد وشهد تشعر بالحرج الشديد من النظرات المسلطه عليها وعليه . طوال العشاء وهو هكذا مهتم مما اخجلها بشده.
جلسوا بعد العشاء يتسامرون قليلا فقالت مروه للفت انتباه يونس :عارف يا يونس قابلت مين النهاردة... ماهى صاحبتى.
نظرت لشهد واكملت بغرور:كنا مع بعض في مدارس انترناشيونال وهى دلوقتي متجوزه رجل الأعمال المعروف عز الفيومى... وعدتها بعزومه على العشا هنا فى بيتى انا وانت.
نظر لها بلا مبالاة وقال :ان شاء الله... بس بعد اسبوع نكون رجعنا انا وشهد من السفر.
قالها وهو ينظر بعشق خاص بها لها. والجميع يحدقون به بزهول من يونس الجديد........
********
تقف بشرفة اكبر الفنادق باسوان بلد الطيبه والجمال.. تاخذ نفساً عميقا وتزفره بهدوء. هذا المكان به سحر حقا يجعلك تسترخى وتنسى اى شئ. نست هى كل ما يشغل بالها حتى أنها نست مروه وافعالها.. نست كمية الكره التى كانت بداخلها لها. نست اى مشكلة تفكر بها. المكان حقا يبعث الراحه والهدوء.
فاقت من شروها وانسجامها بالمكان بيدين غليظه تحيط خصرها بحميميه وقال :لو اعرف ان حلاوة المكان هتاخدك منى اوى كده ماكنتش رضيت اجى هنا... بس تصدقى كان عندك حق لما اختارتى نيجى هنا... المكان فعلاً مرييح جداً... والناس هنا طيبين اووى.
ابتسمت بمرح وهى تمرمغ رأسها اسفل ذقنه وقالت:المكان حلو اه.. وهادى... لكن حكاية الناس الطيبين دى والله كان نفسى اقول رائى فيها عن تجربة بس اعمل وانت مقيد حركتى وفى ممنوعات كتييره جدا.
ابتسم على فعلتها التى تطيح بعقله ولحديثها وما يفعله هو أيضا وقال:ماعلش... اصلك متجوزه واحد مجنون نعمل ايه.
شهد بحماس:طب تعالى نفطر تحت فى المطعم.... بيقولوا الفول هنا يجنن.
يونس محاولا ان يدارى غيرته بدبلوماسيه:وليه يا حبيبتي مانا اطلبه لينا هنا... مش هتعرفى تاخدى راحتك عشان بتاكلى من تحت النقاب.
شهد بمرح:لا ماتقلقش.. انا بقالى سنين منقبه وبعرف اتعامل واتبسط... ماتقلقش انت نفسك.
تنهد يخيبة امل وفكر فى حيله جديدة ولم يجد فقال بصراحة واندفاع رجل لا خبره له في النساء :بصى من الاخر مش عايزك تقعدى قدام الناس تحت.
اخذت نفساً عميقا مستعدة لاقناعه بهدوء واستدارت له فاخد يجول بعينيه عليها بعشق فقالت هى :يونس... احنا جايين يومين ننبسط وانت راجل مشاغلك كتير يعني ممكن مانعرفش نكرر الموضوع ده كتير.. واصلا نكرره ليه ونيجى ليه لما انت مش هتخلينى اتعامل مع ناس... خلينا ننبسط ونتفسح ونسى احنا مين وعمرنا ايه... خلينا نتجنن... نتجنن بعقل برضه يعني انا هفضل بنقابى برضه محافظة عليه وعلى لبسى انه يكون محتشم.. لا يشف ولا يصف.. ومعايا جوزى اللى واخد باله منى وحامينى.
ابتسم باتساع كالابله وعقله يصرخ داخله بجنون:هااااااا... جوووووزى... وحامينى.... هيييييي.
عبث من جديد وقال:بس انتى حلوه اووى اعمل ايه طيب انا.
شهد :الحلوين كتير يا يونس.
يونس وهو يضمها له :بس مش زيك... مافيش زيك اصلاً ولا زى جمالك... ده إنك زيادة عنهم بأنك حلوة من جوا كمان.
ابتسمت له بخجل وقالت:شكراً.
رفع ذقنها له وقال بهيام:بحبك.
ثم مالبس ان عاد الجمود وجهه ورفع حاجبه وقال :بس برضه هنفطر هنا.
شهد :لااااااا... مش معقول هنعيده تانى... تعالي.. تعالي معايا بس الله يهديك تعالى... تعالي انا هقنعك إن شاء الله.
قالت هذا وهى تسحبه من ذراعه وتسير به ناحية الداخل كى يرتدوا ثيابهم.
بمطعم الفندق كان يجلس هو وهى الى جواره وهو يتلفت يمينا ويسارا كى يرى ان كان احدهم ينظر ناحيتها او لا.
بينما هى تهز رأسها بيأس منه وهى تتلذذ بمذاق الطعام. نظرت لطعامه الذى لم يمسه باشفاق وقالت :يونس... يالا افطر.. الاكل بصراحة يجنن.
نظر لها بغيظ فتنهدت وقالت :حرام عليك نفسك... انت تاعب نفسك على الفاضى على فكره انا منقبه مش باين منى غير عينى.
نظر لها بهيام وقال بدون وعى :وهى عينك دى شويه... ماتعرفيش كانت بتعمل فيا.
صدمت من حديثه وقالت :عملت ايه.
حمحم وهو يعود لرشده فقالت:ماردتش عليا ليه... عملت فيك ايه ومن امتى يا يونس.
اغمض عينيه بعصبيه طفيفه وقال :انا مش كده يا شهد... مش راجل سئ كده.... عمرى ما سمحت لعيني تطول النظر فيكى غير بعد ما بقيتى على ذمتي قدام الكل... مش انا اللي هيبص على حرمات اخ.....
قطع كلامه وهو يتوقف عن تذكر انها كانت تنسب لأخيه من قبله... كلما حاول معالجة ما بقلبه ناحية اخيه تأتي غيرته وتهدم كل شئ ولكنه حقا يحاول.
اشاح بوجهه للجهه الأخرى بحزن وعضب منها. عضت على شفتيها وهى تدرك نبرة الاتهام التى كانت بحديثها.
وضعت يدها على كتفه قائله :انا اسفه ماكنتش اقصد.
نظر لها نظره علمت منها أنه يعلم أنها كانت تقصد وهى الان تبرر فقط.
التصقت به قليلا وقالت بخفوت:خلاص بقا مايبقاش قلبك أسود.
لكن هو لا يجيب
قالت:انا بس اتفاجئت من كلامك على عيونى والى عملوه فيك.. فكها.. فكها بقا.
كان يعلم أنها تقصد.. كل حديثها لاينفى ولكن إصرارها على مصالحته جعلته يرفق بها وحاول الا يضخم الموقف بتحدث اخيرا وقال بهدوء :خلاص ياشهد حصل خير.
شهد بإصرار :والله أبدا.. لازم اشوف الضحكه الحلوة.
ابتسم هو وقال :حلوة بذمتك.
شهد بتأكيد :والله حلوه.
ثم أكملت بمرح وهى توكظه بكتفه وقالت:مش هتقولى عيونى عملت فيك ايه.
تنهد بقوه وقال:هقولك... هقولك كل اللى فى قلبى... وكمان مش ناسى إنك طلبتى منى ايام امتحاناتك اننا نتكلم وانا اجلتها... النهاردة هنتكلم فى كل اللى انتى عايزه تقوليه.. وانا كمان هقولك حاجات كتير فى قلبى.
صمت قليلا وقال:انا عملت بروجرم هايل لينا طبعا بالأماكن اللى انتى قولتى عليها ليا... وفى مكان حلو اوى بيقولو هادى اووى هنروح هناك كمان شوية ونتكلم فى كل اللى احنا عايزينه.
ابتسمت له بحماس وقالت :اوكى... يالا كمل اكلك بقا عشان شكله يوم طويل.
ابتسم لها بحب وقال :حاضر يا مجننانى.
ابتسمت هى وشرعت معه باكمال طعامها مع كوب النسكافيه الساخن وهو كذلك.
توقفوا امام مرسى المراكب الشراعيه. وهى سعيدة سعادة طفله صغيره تتمسك بيد والدها الحنون ليصطحبها لنزهة عمرها. يدها الموضوعة بيده كانت تزيد فرحته واستعادة شبابه وهو يرى الحماس في عينيها ممزوج بالامان لأنه معها... حاميها كما قالت منذ قليل.
حاول جاهدا وبصعوبه التخلى عن غيرته قليلاً مع وجود المراكبى كى يقود بهم... حاول أن يجعل استمتاعه بالمكان ومياه النيل والصخور الجميله الأشكال وروعة ودفئ الجو ان ينسوه وجود ذلك الرجل الاسمر ذو الملامح الطيبه. ساعده على ذلك ايضا سحر وروعة المناظر الطبيعية الخلابة حوله وطيبة وشيم الرجل الطيبه الذى لم يرفع عينه ابدا ناحية زوجته. بدأ الرجل ان يتحدث وكأنه احسن من احسن مرشد سياحى يعرفهم على الاماكن واسامى بعض الصخور الضخمه التى يمروا بها.. يقترح عليه اروع الاماكن التى لا يجب الا تفوته زيارتها. تحدث عن بعض الأماكن الاثريه وهو يشير لهم على بعض المعابد التي مروا عليها من بعيد.
جلست هى الى جواره محتضنه كفه بكف يدها. نظر لها وابتسم بحب على فعلتها فقالت :المكان تحفه يا يونس.. شامم ريحه الهوا نفسه تنعش ازاى... وكمان الناس هنا طيبين فعلاً.. وطيب اووى الراجل ده.
رفع حاجبه بغضب ثم ابتسم قائلاً :لأ ياحبيبتى انتى بس بيتهيئلك... أصلاً مافيش رجاله طيبين غيرى.
ضحكت بقوه وهى تهز رأسها بيأس منه ثم ضحك هو الآخر على حاله وما وصل له.
نظر لهم المراكبى وابتسم على هذا الزوج المحب وزوجته.
وصل المركب أخيراً الى وجهتهم فوقفوا مبهوتين من جمال المكان.
يونس بإعجاب :مش معقول... ماكنتش اعرف ان المكان تحفه كده... لما قولتيلى على مكان اسمه جزيرة النباتات هنا ماكنتش اعرف انها هتبقى تحفه كده.
شهد بانبهار ردت ببلاهه:ولا انا.
نظرت له وقالت بحماس وهى تسحب يده وتتحرك معه للداخل بمرح وحماس :تعالى نجرى ونطنطط ونتفرج على كل شبر فيها.
قهقه عاليا وهو يشعر بعوض الله له ويتمتم بالحمد لله.... الف حمد والف شكر ليك يا رب.
تجولوا كثيراً وذهبوا لكل جزء بها... التقطوا العديد من الصور لهم. كانوا ينظرون بإعجاب للاشجار والنباتات من اندر الانواع فى العالم يتخطى عمرها سنين عديدة وكل شجرة او نبته ملصق عليها عمرها واسمها ومن اى منشأ هى وهل يوجد مثلها بالعالم ام لا. حقاً كانوا يتعجبون من وجود مثل هذه الأشياء بمصر ولا يعلم بها الكثير. حقاً مصر ام الدنيا
على حافه النهر وبمكان منعزل ورومانسى جدا جدا.. جلسوا وامامهم سلسلة من الجبال تضم مقابر الاشراف بمنظرها الاثرى الذى اكمل اللوحه روعه.
الصقها به وهو ينظر لها بحب فقال:مافيش اهدى ولا احلى من المكان ده عشان كل واحد يقول اللي جواه براحه وهدوء وكل واحد يشرح للتانى هو عايز يقول ايه... انتى كنتى طلبتى منى نتكلم... ايه يا روحي كنتى عايزه تقولى ايه... انا سامعك وعايز افسرلك اى حاجة انتى فهمتيها غلط.
تنهدت بقوه وهى تستعيد شريط الالم والافعال المهينه التى حاولت نسيانها فتحدثت قائله:يونس... احنا في مكان حلو وبنقضى وقت حلو.. خلينا ننبسط احسن.. مش عايزه افتكر حاجه تضايقني.
يونس بإصرار :مش هسيب اى حاجة تضايقك صدقينى... الى فات اساس للى جاى ماينفعش نخيط الجرح من غير مانطهره.
ابتسمت بمرح قائله:ههههه.. دكتور بقا وكده.
يونس بمرح جديد عليه:علىَ ايدك انتى بلاقى نفسى راجع للطب شويه بشويه.. من يومين اعملك دكتور ودلوقتي امثال عن الجراحة.
شهد :بس ماتفكرنيش بالى عملته فيا.
تخضبط وجنتيها بخجل فابتسم هو بخبث وقال:مش هفكرك دلوقتي وهحاول امسك نفسي بس اول ما نوصل السويت بتاعنا ونقفل الباب ه... قاطعته:بسسس.. بس.. ايه.. والله مانت متكلم.
هز كتفيه بلا مبالاة وقال:عموما أحسن برضه مش بحب الكلام بحب الفعل.
ضحكت بقوه ثم تبعها هو الى ان صمت قائلاً بتصميم:قولى كل حاجه يا شهد.. قولى.
حبست نفساً عميقا وزفرته على مهل وقالت:انا اتعرضت لابشع مواقف فى حياتى من يوم جوازى منك.. من اول يوم.
يونس بحزن:من اول يوم.. لدرجة دى ياشهد.
شهد بحزن :ايوه.. اول يوم لما اخدتنى معاك انت ومراتك وانتو رايحين تتعشوا.. كان موقفى زباله جدا.
يونس :لا طبعا العشا ده كان ليا انا وانتى مش مروه أساسه خالص.
شهد :ده أسوأ.. أسوأ بكتير.. لما تكون واخدنى لعشا بمناسبة كتب كتابنا وتقوم تخلى مراتك تلبس وتتشيك وتيجى معانا ده يبقى عزر اقبح من ذنب.
يونس:انا ماقولتش لمروه اى حاجة واتفاجئت بيها زيى زيك بالظبط وماعرفتش احرجها لانى عذرت موقفها وشعورها ان جوزها بيتجوز عليها وخارج مع مراته الجديدة... ده غير انها اصلاً ماسبتليش فرصه اتكلم وركبت العربية على طول.
شهد :ولما هو كده اخدتنى ليه المطعم المفضل ليك انت وهى.
يونس:ده مش مفضل لينا ولا حاجة انا حبيت اخدك المكان ده لأنه اشيك واغلى مكان في القاهرة بس مش اكتر بس الى عرفته بعد كده ان مروه كانت بتروح هناك كتير بعد ما جت معايا عشا عمل فيه مره عشان كده صاحب المكان كان عارفها.
ابتسمت هى فقال:اخدت بالى لما بصيتى وبرقتى بعينك اووى لما لاقتيه عارفنا.
تنهد طويلا ثم قال :ايه تاني يا شهد.
شهد :أهم وأصعب حاجة... ذل مروه ليا.. ولما قالت إنها اوامر منك.
يونس :مش معقول يا شهد.. انتى فعلا لحد دلوقتي فاهمة انى قولت كده فعلاً... ده أنا كسرت الدنيا عليها وعلى الكل ورميت يمين طلاق عليها قدامك بعد ماضربتها عشانك وانا الى عمرى ما رفعت ايدى عليها او على اى واحده ست او بنت.
شهد :تقوم تاخدنى انا وتحبسنى فى اوضه فى فندق ومن غير بنتى وكأنى انا الجانيه مش المجنى عليها.
يونس بغضب وغيره وقد تذكر:انتى مش فاهمة... مش فاهمة حاجة ياشهد... لحد دلوقتي ماتعرفيش البواب قالى ايه.. وحتى من غير مايقول.
شهد بتساؤل:قالك ايه.
اغمض عينيه وقال:شهد اللى لازم تعرفيه انى ماكنتش هسمح انك تقعدى في العماره دقيقة واحدة كمان وانتى لو لاحظتى انى خرجتك من الفندق للفيلا على طول.
شهد بحيره:ايوه ليه.
يونس:عشان الناس الى شافوكى وانتى.. وانتى كده.
فهمت عليه وقالت:بس انت كمان ماسبتليش ولا فلوس ولا موبيل اكلم حد.
يونس :خوفت.. خوفت بالفلوس تقدرى تمشى وتروحى حته ماعرفش اوصلك فيها لانى كنت شايفك اد ايه مجروحه ومدمره... انا حالى ومالى وكل ما املك تحت امرك فى لحظة الا لحظتها لأنى كنت متأكد انك هتكونى عايزه تبعدى عنى وعننا كلنا حتى خوفت احيبلك موبيلك لاحسن تكلمى اخوكى او اختك او اى حد من صحابك ويجيلك وتبعدى عنى... غلط بس غصب عنى... السبب الأكبر في أنى ماجبلكيش بنتك طبعاً بعد غيرتى هو انى كنت بضمن إنك عمرك ماتروحى مكان من غيرها ولما تفكرى تسبينى اول حاجة هتعمليها إنك تاخدى جورى معاكى.. اتصرفت غلط وبانانيه بس من عشقى ليكى خصوصاً انى مظلوم وانتى كنتى لسه مدبوحه فاكيد كنتى هتتصرفى بجنون وتهور.
كانت تستمع له بصدمه... ما كل هذا.. هل يوجد رجال تعشق هكذا.. الان فقط تشعر بأنها أكثر النساء حظا كى تنال أولاً زوج حنون مراعى كسعد... ومن بعده زوج مهووس متيم كيونس.
مالت برأسها على كتفه العريض وهى تتمسك بذراعه وقالت :انا اسفه.. أسفه انى فهمتك غلط... بس كان غصب عني صدقتى.. وكل حاجه كانت ملغبطه.. اخو جوزى الراجل الكبير المحترم بقا جوزى.. فجاءه بقا بيتعصب ويغير وكل ده انا مش فاهماه... افهم ازاى وانت اخو جوزى دكتور يونس اللى كنت بقول قبل اسمه الف لقب ولقب عشان مراتك كانت بتضايق... مافيش حد بيحب حد بالسرعه دى خصوصا انى كنت مرات اخوك الصغير والى دايما كنت بتقول عليه ابنك.. وبعدين كل الاحداث الفظيعه دى... كله جه ورا بعضه خلانى ولا عارفه اشوف ولا احكم صح... غصب عني صدقنى.
كان يستمع لها وهو يضغط على اعصابه بقوه يحاول السيطره على حاله كى لا يغضب عليها وهى تعيد الحديث عن أنها كانت زوجة اخيه... تركها تتحدث قائلاً لنفسه :خليها تقول كل اللى فى نفسها وتطلعه مره واحده وتهدا عشان بعد كده مش هسمح أبدا تجيب سيرته تانى.
صمتت هى بعد أن ارتاحت وهدأت كثيراً جدا وقد تحدثت بما يضيق به صدرها فقالت:لسه زعلان من كلام الصبح.
صمت قليلاً ثم قال بهدوء:مش زعلان خلاص... بس عايزك تعرفى انى ماسمحتش لنفسى ابص عليكى غير وانتى حلالى ومن حقى.. حقى اللى حطيتى شرطك للجواز انك تمنعينى عنه.
ابتسمت قائله:كان عصب عنى صدقنى.
يونس :كان... كان وخلص... واللى جاى كله ليا.. صح يا شهدى.
شهد :ههههههه صح.
بعدما انتهت جولتهم فى هذه الجزيرة وعادوا بالقارب مثلما جاءوا وذهبوا للعديد والعديد من الاماكن الاثريه ولكن قطع هو برنامجهم لبقية اليوم وعاد بها سريعاً الى الفندق.
دلف هو على عجل وهى بعده واغلقت باب الجناح وقالت:مالك يا يونس... رجعنا ليه حصل حاجة.
ذهب تجاهها وهو يتحدث بجديه ويخلع عنه سترته:فى حاجة مهمة جدا لازم اعملها.
شهد بجديه :حاجة ايه.
فتح ازرار قميصه على عجل وهجم عليها بجوع ونهم فسقط بها على الفراش الملكى وقال برغبة :لازم اعمل كده... لو ماكنتش رجعت كنا هنتقفش بوضع مخل فى الطريق العام.
شهد بخفوت :كده يا يونس... ده أنا قولت حصل كارثه.
يونس من بين قبلاته على عنقها بصوت مبحوح من الرغبة :احتياجى ليكى اكتر من الكارثه.. تعالي يا شهد.. قربى ليا.
شهد :يا يونس... جعانه.
يونس وهو يلتهم عنقها صعودا وهبوطا:وانا كمان.. انا كمان يا روحى.
رفع رأسه ونظر الى عينيها ثم مال عليها يبلها بتلذذ وهو يعيد مابدأه من ايام.
بعد فتره كان يحتضنها بقوه وهى متعبه نوعاً ما بين احضانه.
نظر لها وهو يزيح شعرها من على وجهها المرهق وهى تلهث بتعب قائلاً :والله حاولت يا روحى... بس غصب عني انتى بتجننينى خالص... ببقى عايزك بطريقه مش طبيعيه.
ابتسمت بوهن قائله:عارفه إنك بتحاول... وكمان المره دى كان عنفك اقل شويه من قبل كده... بس عارف كمان انا بدأت اتعود على كده.
يونس مبتسما وهى يضع يديه على جسدها بثقه:تتعودى على ايه.
شهد بخجل من لمساته الوقحه مع طريقة حديثه فقالت بخفوت شديد:على طريقتك معايا.
ابتسم بوقاحه ويديه تفعل ماتفعل ثم قال:هطلبلك الغدا... لازم تتغذى كويس لاحسن يجرالك حاجة بين ايديا.
التف ليلتقط الهاتف فسحبت هى الفراش وضعته عليها مخبئه رأسها أيضا معهم وهى جالسه.
قهقه هو على فعلتها وقال قبل أن يهاتف الفندق:اختفيتى انتى كده يعني... هجيبك برضه.
قبضت على الفراش بقوه أكبر وهو يقهقه عاليا اكثر ثم هاتف الفندق لطلب الطعام لهم. وبعدما اطعمها جيدا جدا بيديه وفمه أيضاً. اتصل لها على ابنتها كى تطمئن عليها.
أسبوع أروع من الخيال مر عليهم وهم يتقربون من بعضهم اكثر ويونس يتخلى عن كبر رجال الأعمال ويحاول الاستمتاع معها اكثر واكثر فروحها البسيطة والجميلة اعادت لروحه الحياة والحيوية فانعكس ذلك بشده على مظهره العام واصبح فى تلك اللحظه العمر مجرد رقم فقط
فى حديقة فيلا العامرى تجلس مروه بغضب وحقد تتذكر هيئه زوجها حينما عاد من رحلته وهى ترى وجهه ينبض بالشباب والحيوية. قطع شرودها صديقتها ماهى قائلة :بس يونس بيه مش باين عليه السن خالص تشوفيه ماتديلوش اكتر من 28_29سنه... مش مصدقة بجد عمره الحقيقى اللى انتى قولتيهولى.
نظرت لها مروة بحقد ولم تجيب فلم يكن ينقصها حديثها هذا أيضاً. جذبها حديث الفت حمة ماهى ووالده عز الفيومى التى تجلس معهم على نفس الطاوله تحادث عزيزه وهى تنظر باتحاد شهد قائله:مين البنت دى ياعزيزه هاانم.
عزيزه:دى شهد.
الفت تزامنا مع قدوم شهد فاستمعت لهم :مرات الشهيد سعد.
عزيزه:الله يرحمه.
الفت :بس دى صغيرة وحلوه ماينفعش... قاطعتها عزيزه وقالت :ما يونس اتجوزها من بعد اخوه.
الفت بقسوة غير مراعيه لمشاعر احد:اااااه... كتر خيره والله اهو يلم لحم اخوه... بس على الله بس ما تقلش باصلها وتخرب عليه مع مروه... وتبقى خرابة بيوت
قالت هذا غير واعيه لتلك المسكينة التى وكأن سكينا انغرس بقلبها. ولا لتلك الحقيره التى التمعت عينيها بخيث.
لفت نظر شهد من بعيد قط جميل يقف بسكون ثم جرى بخوف وواضح ام احدى قدميه مصابه.
ركضت خلفه بخوف وهى تراه يخرج من باب الفيلا الرئيسي بسرعه وهناك سياره مسرعه فى الطريق الفارغ قادمه عليه.
وقفت هى بسرعه وتوقفت السياره على بعد انش واحد منها وهى تلتقط القط لتتاكد من سلامته.
هبط من السيارة رجل مهيب يفوح عطره في الأجواء وبيده سيجارة الكوبى.. نظر لها نطره تفحصيه شملت سائر جسدها بملابسه المحتشمه وقال:انتى يا انسه ولا مدام ينفع الوقفه الى وقفتيها فجأه دى كان ممكن تتأذى.
استدارت له فانزعج هو من ذلك النقاب الذى اخفى عليه وجهها.
قالت بخفوت :أنا اسفه فعلاً الغلط غلطتى.. بس القطه كانت هتموت.
نظر مباشرة الى الشئ الوحيد الظاهر منها وياليتها لم تكن ظاهره أيضا. اغمض عينيه يهدم هذا الشعور ثم قال بجفاء:طب اتفضلى خدى القط بتاعك عشان انتى عطلتينى زيا..... صمت وهو يراها تفر للداخل بسرعة. نظر لاثرها بغضب فمن هذه التى لا تتوقف احتراما حتى ينهى حديثه ويذهب هو أولاً.
صعد الى سيارته ودلف الى بيته وهو يسب ويلعن بها فهى قد كدرت صفو يومه
اما هى دلفت للقصر سريعا وهى تحمل هذا القط الجميل وذهبت كى تداويه. ثوانى من بعد دخولها واستمعت لصوت سياره يونس الذى جاء سريعاً مشتاق. فابتلعت ريقها وحمدت الله انها ولولا خجلها من نظرات هذا الرجل التى شعرت بأنها تعريها فذهبت سريعا لكان يونس قد رآها وهى تقف معه وقلب الدنيا فوق رأسها فهى باتت على علم تام بجنونه وهوسه بها
دلفت مروه خلف يونس بغنج قائله: يونس.. انا عزمت ماهى وجوزها عندنا على العشا بكره... لازم تبقى موجود من بدرى.. ثم أكملت بكبر وحقد لن تتخلى عنهم:عايزاك تمن عليهم بشغل جديد عشان ماهى دى تعرف ان جوزى اجمد من جوزها وبيفتحله شغل وو
كان يستمع لها وقد بدأ كرهه لها ولطريقتها ينمو. خصوصا وأنه اثناء حديثها الحاقد المتكبر هذا جاءت شهد شهد سريعاً تركض بخفه كطفله تستقبل والدها بعد عمل يوم مرهق. قاقبلت عليه ببشاشه وخفة طفله وضمته لها بشقاوه غير مهتمه بخطتها على مروه فهى فعلت هذا بصدق وعفويه. ضمته قائله بفرحة :يونس.. حمد الله على السلامة.
ابتعدت عن حضنه بخفه فنظر لها بفرحه شديدة ظاهرة جداً لها جعلتها تقسم على فعلتها يوميا كى تفرحه فقال لها:الله يسلمك يا روحى... تعالي جايبك حاجة حلوة معايا.
شبك يده بيدها فسارت معه بحماس ولكنه توقف بتأنيب ضمير لمروه وابتسم قائلا :حاضر يا مروه هكون موجود... وهفتح معاهم شغل كمان ياستى.
ابتسمت مروه بنصر لم تبالى له شهد كثيراً وذهبت بحماس مع يونس لغرفتهم التى ما ان اغلق بابها حتى اخذ يقبلها بجنون ولهفه حتى توقف قبل أن تتحول لرغبة مهلكة وقال :وحشتيني... طول اليوم مش عارف اشتغل منك... ينفع كده... عمرها ماحصلت دى.
شهد بمشاغبه:امممم... ماتزوغش.. فين الحاجه اللي جايبهالى.
ابتسم لها ثم اخرج من حقيبة عمله مغلف شيكولا من النوع الفاخر ولوح به لها فقفزت بفرحه كبيره ثم ضمته بقوه وطبعة قبله جميله على وجنته قائلة :شكرا اوى يا يونس.
يونس:ماكنتش اعرف انك هتفرحى اوى كده بحاجة بسيطه زى دى.
ثم أخذ يقارن بينها وبين مروه التى لا يملئ عينيها الا جوهرة ثمينة او عقد الماسى نادر.
ابتسمت بحب وقالت :على فكره فى تحت فى التلاجه كتير... بس دى انت افتكرتنى بيها.. وقفت بعربيتك ونزلت بنفسك واختارتها واشتريتها ليا... معناها كبيييير او وغالى اوى.
ملس على وجنتيها بحب ثم قال:كل يوم ليكى شوكلاته منى... بس ابقى أدى جورى.
عبست كطفله قائله:تاخد من التلاجه... دى انا هاكلها كلها لوحدي... عشان هى من يونس لشهد.
ظل يغمض عينه ويفتحهم وهو ينظر لها بفرحه كبيرة.
فى مساء اليوم التالى حاءت ماهى وزوجها وكذلك الفت للعشاء كما وعدتهم مروه.
هبط يونس الدرج بهيبه تليق به جدا وخلفه مروه التى بالطبع جلبت للبيت احسن ميكب ارتست وارتدت افخم طاقم الماظ لديها مع فستان سنييه.
وقف الضيوف يتحدثون ويتعارفون ثم صافح يونس ضيفه قائلاً :أهلاً عز بيه.. نورت بيتى.
عز :ده الشرف ليا أنى اقابل حضرتك طبعا.. صيتك مسمع فى مصر والشرق الأوسط كله يا يونس بيه ده غير عضوية مجلس الشعب.
ابتسمت مروه ورفعت رأسها وانفها عاليا بغرور. ونظرت ثانيه لماهى وزوجها الذى نظر ناحية تلك الفتاه المنقبه التي تضمض الجرح لنفس القط صاحب حادثة امس... تقابلت الأعين فصرخ عقله:هياااااا.....
**********
تجلس على الارضيه الرطبة رغم برودة الجو تزرف دموعها بقهر وكسره... ماذا يريد منها... يقول انه يعشقها اين العشق فيما يفعل. تتذكر كيف أمرها وبدون اى حديث سابق ان تصعد الى غرفتها وسيبعث هو لها بطعامها.
تتذكر جيدا نظره الشماته والتعالي في عيون مروه وصديقتها وشفقه الاخر والباقين عليها وصدمتهم من فعلة يونس... هل يشعر بالخجل منها. لا يريد ان يظهر بها زوجه امام الناس... هى لا تعرف جيدا اصول الاتيكيت.. درست بالمدارس الحكومية في قرية من الارياف.... لا تحب تناول الطعام بالشوكه والسكين بل تتناول طعامها بيدها... عفويه جدا ولا تعرف ترتيب الكلام المنمق.. هل يشعر بالحرج منها وان اراد الظهور للعالم سيظهر بزوجته مروه ابنة السفير التى تعلمت بمدارس إنترناشيونال وتخرجت من الجامعة الأمريكية... سافرت العديد من الدول وتعرف أكثر من لغة.. تعرف كيفية الحديث بتعالى وشموخ مع ذوى الطبقه المخمليه... لما يا يونس لما.... زادت دموعها وعلت شهقاتها قهراً وذلا على الموقف المخزى جدا الذى وضعت به منذ قليل.
استمعت لدق الباب ولكن لم تجيب. قلقت عليها هنيه كثيراً فتحدثت بقلق:ست شهد.... شهد هانم... ياست شهد.
شهد بصراخ من خلف الباب :انا مش هانم.. انتى سامعه مش هانم.
هنيه برجاء :الله يباركلك يا ست شهد ماقدرش يونس بيه محرج على اى واحده فينا مانقولكيش انتى بالذات غير شهد هانم.
شهد بصوت متقطع من البكاء :امشي ياهنيه دلوقتي الله يخليكى.
هنيه باشفاق:فيكى ايه بس ايه اللي حصل ده انتى كنتى لسه بتضحكى وتلعبى مع القطه اللى لاقيتها.
شهد :انزلى ياهنيه.. انزلى.
هنيه:ماقدرش غير لما تاخدى الاكل منى.
شهد بقهر وصراخ :مش عايزه مش عايزة... ابعدوا عنى.. ابعدوا عنى.
فى غرفة الطعام ينظر الجميع بغضب تجاه يونس الذى يتحدث مع ضيفه بمواضيع عديدة تخص العمل بمهنية شديده جداً وقلبه يصرخ باشتياق لجنيته.. حسنا حسنا سيصعد لها بعد قليل يملى عينه منها وينام باحضانها عندما يغادر ضيوفه.
تجلس لجانبه مروه التى تقطع الطعام لقطع صغيره وتتناول قطع مصغره جدا من اللحم بشوكتها بمنتهى الارستقراطيه والغرور تتحدث مع الجميع بتعالى وكأن حديثها يخرج من انفها.
نهض كامل من على الطعام فجأة بقوه ومسح فمه بمنديل السفره.
يونس باستغراب :فى ايه يا سيادة اللوا... ماكملتش اكل حضرتك ليه.
كامل بعيون غاضبة ولكن لم يريد إحراج ابنه أو يصغره أمام ضيوفه :انا فى مكتبى لما تخلص تعالالى.
اندهش يونس جدا واستاذن من عز والباقين وذهب خلفه.. وهو ذاهب إلى غرفة المكتب وجد هنيه تهبط لاسفل بطعام شهد كما هو لم يمس. نظر لها بغضب وقال :هنيه... شهد هانم ما اكلتش ليه.
همت هنيه بالحديث ولكن صوت كامل القوى اسكتها وقال بحده:يوونس.. عايزك حالا.
نظر لطعامها بضيق وعزم على الذهاب لوالده ثم يصعد لها ويعلم كيف لها الا تتناول طعامها وتقلقه عليها هكذا.
أغلق الباب خلفه فقال كامل بغضب:انت ايه اللي عملته ده.. ها... هى دى أمانة اخوك.
يونس بغيره من سيره سعد :أمانة مين وعملت ايه.
كامل بقوه :مش عارف امانه ايه... مرات اخوك ماهى امانته لينا.
لم يستطع السيطره على نفسه ومحاولة مداره غيرته من أخيه امام والده فقال :شهد مش أمانه حد لأنها مراتى انا مرات يونس العامرى مش حد تاني... مش عايز اسمع حد بيقول الكلمه دى تانى.
كامل بغضب :انت بتعلى صوتك على ابوك.. والله عال اوى.
اغمض عينيه وتنهد بغضب وقال :العفو.. العفو يا والدى.. بس غصب عني... هى مراتى انا.
كامل :ولما هى مراتك انت يامحترم حد يهين مراته بالشكل ده قدام الناس.
عقد حاحبيه باستغراب شديد ماذا شهده... هو يهين شهده... مستحيل.. مستحيل ان يفعل بها ذلك ابدا مستحيل.
يونس :انا هنتها... لا طبعا مستحيل.
كامل :هو انت يابنى من كوكب تانى ولا عايش معانا على نفس الأرض... اما تقولها بأمر وصوت عالى اطلعى فوق وهنيه هتجيبلك عشاكى لاوضتك ده يبقى ايه ده يبقى اسمه ايه.
يونس بزهول من ما يسمع وكيف فسر من حوله الموقف:لا طبعاً انا قولتها اطلعى اتعشى فى اوضتك لو سمحتي وماتخرجيش منها.
كامل :انيل.. انيل... الى بتقولو ده انيل.
يونس بزهول وهو لأول مره يفصح عن غيرته وهوسه امام والده :انا عملت كده عشان كنت غيران عليها... شوفت عز ده كان بيبص ناحيتها ازاى.
كامل :يابنى اتقى الله وهو حتى لو باصص جامد مع انى ماحستش كده هيشوف منها ايه وهى منقبه ها... انت عارف بعملتك دى خليت منظرها زى الزفت والبنت كان ناقص تعيط.
صمت يونس بزهول ثم هز رأسه قائلا:لآ لا.. لا.. شهد عارفة وفاهمه حب.. صمت بحرج وابتلع ريقه فقال والده:ماتتكسفش منى... دى حاجة ماتقلش منك.. بس احب اقولك ان بالى بتعمله ده بتبعدها عنك وممكن فى يوم تخسرها للابد بسبب غيرتك الأوفر وخنقتك ليها.
هز يونس رأسه قائلاً يطمئن نفسه :لا طبعا مافيش الكلام ده... هى اكيد فاهمة انا عملت كده ليه.. شهد مخها كبير وقلبها ابيض.
كامل:اتمنى والله يابنى.
خرج يونس وذهب الى ضيوفه كى يصرفهم سريعاً ويصعد لها ينعم بدفئها وحنانها
جلس معهم يتحدث بعملية وضيق حتى ينهى هذا اليوم ويذهب لها.
بعد ساعتين كان يزفر براحه عندما غادر الجميع نظرت عزيزه وريهام ناحيته بغضب وذهبوا لغرفهم دون حديث. تقدمت مروه بثقه وقالت :شوفت بقا ياحبيبي.. معارفى كلهم ناس راقيه... طبعا يعني واحده بنت سفير واتربت احسن تربية ولفت وشافت العالم هيكون ايه مستواها غير كده.
يونس بضيق منها ومن حديثها ومغزاه:امممم.. طب تصبحى على خير يا مروه.
ذهبت خلفه بسخط واوقفته قائله:انت رايح فين... هوانت هتنام عندها على طول ولا ايه... مش كفاية من ساعه ماردتنى وانت بتنام على الكنبه.
يونس :مرووووه... انا مش فايقلك دلوقتي... واصلا على الى انتى عملتيه تحمدى ربنا اصلا انى رديتك لعصمتى تانى.
ذهب سريعا وتركها تعوم فى بحور الغضب والحقد على تلك الفلاحة.
وقف امام غرفتها بفرحة شديده وادار مقبض الباب ولكن لم يفتح.. شد عليه بقوه ولكن نفس النتيجة.
دق الباب بقوه قائلاً :شهد... شهد افتحى انتى قافله ليه.. شهد.. شهد
شهد بغضب :امشي لو سمحت.
يونس بجنون:نعم.. امشى.. امشي اروح فين انا.
شهد بقوه وجفاء:روح نام فى اوضتك.
يونس:دى اوضتى.
شهد :لا مش اوضتك.. وانا مش هفتح.
دار حوله بجنون وقال:شهد بلاش جنان افتحى... بتعملى كده ليه.
شهد :قولت مش هفتح... مالكش دعوة بيا... انت مالكش عندى حاجة.
نظر للباب بغضب وتحرك لاسفل. تنهدت هى براحه ممزوجة بالغضب عندما استمعت لصوت خطواته تبتعد.
دقائق وفتح الباب ورائته وهو يمسك احد المفاتيح بيده وقال:مين بقا الى ملوش دعوه بيكى.. وايه ماليش حاجة عندك.... انتى اكيد اتجننتى.
قبض على ذراعيها بجنون وقربها منه قائلا بهوس:هو انا مش حفظتك قبل كده إنك ملكى... بتاعتى وباسمى... حفظتك ولا لا.
نفضت يده بغضب وجراءه اندهش لها وقالت بشراسة حديثه عليها :من النهاردة مالكش اى علاقة بيا... وانسانى خالص.
يونس وقد هوى قلبه بين ضلوعه:ااايه.. انتى بتقولى ايه.. ليه كل ده بتعملى فيا كده ليه.
شهد بصراخ وقهر:انت اللى بتعمل فيا كده ليه... ليه الاهانه ليه... مستعر منى يت يونس... مش عايز تواجه ضيوفك بيا... ماشرفكش انا... معقول.. تقولى اطلعى اوضتك حالا واكلك هيجيلك فوق... انا... ليه... طب ماكنت اكل معاهم فى المطبخ بالمره.. هتطلعلى اكلى فوق كتر خيرك والله.... مكسوف منى يا يونس.. عشان مش باكل بالشوكه والسكينه ولا بلبس محزء وملزق.. مش بعرف اتكلم من مناخيرى... مستعر منى... بحبك ياشهد.. بعشقك يا شهد وانا زى الغبيه صدقت واتارينى زوجه للسرير بس عمره ماهيتشرف بيها قدام الناس.
يونس بصراخ مجنون:بس ياغبيه... مش مسموح انك تتكلمى عن نفسك كده.
شهد بصراخ مماثل:انا مش عايزه اسمع منك اى كلام... وباب اوضتى كان مقفول بتفتحه ليه.. ماليش الحق انى اقفل على نفسى وانعزل عنكو... كل حاجه بأمرك وملكك هنا.... انا عايزه ارجع بيتى تانى.
يونس :هو ده بيتك.. واه مش مسموح تزعلى منى.. مش مسموح تبعدى عنى.
شهد :مش مسموح مش مسموح مش مسموح... انا تعبت.
يونس :افهمى بقا... انا عملت كده من غيرتى.. أول ماشوفته بيدقق فيكى اتجننت وخوفت اعمل مصيبه... انا جنانى ده وتصرفاتي دى جديدة عليا وانا نفسى مش ببقى عارف هتوصلنى لايه ولا لفين
نظرت له بغضب قائله :عبيطه انا صح.. بطلت.. بطلت خلاص اصدق.. مافيش حاجة اسمها كده.
اقترب منها بلهفة :لأ.. لا فى.. حبى.. عشقى ليكى.. بتجنن لو حد بص ناحيتك.. بغير عليكى من ابويا حتى امى.
شهد بمرارة :انت حرجتنى اوى اوى... ده أنا لسه بحاول انسى اللى فات... واضح ان جوازى منك مش هيجيبلى غير الذل.
شدد على ذراعيها يرفض :لأ لأ ياعمري اوعى تقولى كده... انتى معايا هتبقى ملكه ولو على موقف النهاردة انا خلاص اتعلمت اه والله.. عمرى ماهكررها تانى.
شهد:يونس لو سمحت... اطلع وسبنى.
يونس كطفل ضائع :اروح فين.
شهد :روح اى اوضه (لم تذكر غرفة مروه ولا تعرف السبب) الفيلا مليانه اوض فاضيه.
يونس :مش هينفع.. مش هقدر... حضنك هو الى بينيمنى.. بلاش القسوه دى.
شهد بمرارة بحلقها:وانتو اللى عملتوه معايا يبقى اسمه ايه... لو سمحت امشى وسبنى.
فى الصباح على الإفطار يجلس عابس الوجه فابلأمس وأمام عضبها واصرارها الشديد ذهب للنوم بغرفة بمفرده ولكن لم يستطع. كيف يغفو وهو اعتاد دفئها... اعتاد جسدها الغض يضمه له ويستنشق عبيره.. لن يتحمل حقاً لن يتحمل.
جلس الجميع على سفرة الطعام يكبتون ضحكاتهم فغضب شهد على يونس وجعله ينام بغرفة منفردة قد شاع بالبيت.
هبطت هى وألقت تحية الصباح للجميع بلا اهتمام ولم تنظر إليه حتى.
رفع نظره لها بغضب وقال :مش تقولي صباح الخير.
كامل بعبث:ماهى قالت يابنى.
يونس :لا ما قالتش.
عزيزه :ايه يا يونس هو شكل للبيع وبعدين اهدى شويه عندنا عروسه.
لم يجيب يونس على امه وإنما تركيزه معها هى.
تحدثت ريهام قائله:شهد مش هتيجى معايا للميكب ارتست نختار الميكب ونظبط الحاجات الاخيره الفرح بعد بكره.
شهد بجمود فهى لم تسامح بعد:لأ ماعلش مش فاضيه... عايزه اجيب حاجات ليا عشان الفرح.
يونس:حاجات ايه.
شهد بنفس الجمود دون النظر له:حاجات بنات.
استشاط غضبا من فعلتها فكيف لا ترفع عينها به وتشبعه من النظر بهما.. وكيف لها ان تتجاهله وتتعامل معه بهذا الجفاء.
ريهام برجاء :شهد انتى لسه زعلانه مني... طب حقك عليا... بس مش انتى اختى.. مش وعدتني زمان أن فى فرحى هتبقي معايا خطوه بخطوه فى فرحى.
رق قلب شهد لها وانبت نفسها فهى تعاملها بجمود فى اسعد ايام حياتها.
شهد لنفسها:خلاص بقا يا شهد حرام تنكدى عليها فى يومين فرحها كمان مالهاش اخوات بنات ولا صحاب غيرك انتى وملك.
نظرت لها بابتسامة قائله :خلاص يا عروسه هاجى معاكى.. الف مبروك يا حبيبتي.
قفزت ريهام من الفرحه فصديقتها الوحيدة قد سامحتها. أما يونس فقد ابتسم بحب على حبيبته جميلة القلب والروح ولكن نهض بغضب وهو يرى ريهام تقفز على شهد تحتضنها وتقبلها بمزاح مجنون.
نفض يد ريهام عنها فشهق الجميع ونظرت مروه لهم بحقد. وقف هو بين شهد وريهام قائلا بسماجه:سورى... نو تاتش.
استدار لشهد وقال :هتخرجى امتى.
قلبت عينيها بانزعاج منه لكن ماذا تفعل مازال زوجها ويجب الاستئذان منه قبل الخروج. فهكذا الأصول والشرع أيضاً.
شهد :كمان ساعه.
يونس: لا الساعة 1
شهد بحاجب مرفوع :ده ليه ان شاء الله.
يونس :عشان انا مش فاضى دلوقتي عندى ميتنج مهم وهيخلص 12. هخلص واجى اخدك.
شهد بغضب لكن لم ترفع صوتها:بعرف اروح واجى لوحدي انا مش عيله صغيرة على فكره.
يونس بغمزه عين:لا عيله صغيره.. انتى عارفه انتى عندك كام سنه... ده انتى اصغر حد فى القعدة دى.
اتسعت ابتسامته وهو يرى تحول معالم وجهها الى غضب وشراسه طفوليه.
فى تمام الواحدة كانت ريهام تدق على باب شهد بقوه تستعجلها للخروج.
خرجت شهد بعد أن احكمت وضع نقابها فقالت ريهام :كل ده تأخير امال لو بتحطى ميك اب زيى هتقعدى اد ايه ده انا نص ساعة وخلصت.
شهد :ماعلش كنت بتكلم فى الفون مع رنا.. انتى عارف الكليه هتبدا الاسبوع الجاي يعني فاضل كام يوم بس فعايزه احجز كتب وكورسات وحاجات كتير اووى.
تنهدت بسخط قائله:صيدلية دى طلعت انتحاااار.
ضحكت ريهام على تغير معالم وجهها عندما رأت يونس يقف ينتظرهم فقالت هى بعبس ومشاغبه بصوت عالى ليونس:والله مش مصدقة ان سيادة النائب يونس العامرى هيضيع وقته وييجى يختار معايا باقى حاجات الفرح والفستان.
يونس بهيام وهو ينظر ناحية شهد :هو انا عندي اغلى منك.
رفعت ريهام حاجبها قائله:كمل بقا.. يا ريهام ولا يا ايه.
شهد بجمود :يالا بقا عشان ماتاخرش على جورى.
حسمت امرها صعدت السيارة الى جواره لن تسمح بات توضع بدور الضحية من جديد.
ابتسم هو باتساع من فعلتها فقد ظن انهم سيظلوا يتشاجرون كى تجلس لجانبه.
طوال الطريق لم تنطق بحرف رغم محاولات ريهام لجذب حديثها لكن لم تفعل انما ظلت على جمودها منه وهو يحاول ملامسه يديها وفخذيها أثناء القيادة متحججا بجلب شئ او ادارت مقود السياره.
وصلا الى وجهتهم. فجلس هو على احد المقاهى امام احدى المحلات التى دلفت إليها ريهام وشهد.
الى ان خرجوا وكانوا انتهوا بعض الشئ فقالت ريهام وهى تراه يجلس بشموخ:والله ياابيه انت خساره في البهدله... ماهو بقعدتك دى وحاطت رجل على رجل وقاعد بهيبه كده ماينفعش تتسحل فى اللف معانا على حاجات البنات دى.
يونس وهو يشير بيده بهيبه:طب اقعدى هنا استنينا.
وقف من مكانه فنظرت له شهد بريبة ورفض وقالت ريهام :ايه ده هتروحوا فين.
يونس وهو يجذب يد شهد ولم ينتظر موافقتها:حاجات رجاله.
نظرت ريهام لاثره بزهزل ثم انفجرت ضاحكه بينما شهد وقفت بعيداً قليلا ونفضت يدها بغصب قائله :مودينى فين.
يونس :انتى ناسيه ان فرح ريهام بعد بكره لازم تشترى فستان كويس.. كمان عايز اجيبلك لبس جديد للكليه دى هتبدا الاسبوع الجاى.
ابتسمت داخليا وهى تراه يهتم بكل التفاصيل حتى قبل ان تتحدث.
شهد وهى تكتف ذراعيها كالأطفال :مش عايزه حاجه.. شكراً... وكمان انا عندي كتير.
التف لها بابتسامة عاشقه وهمس لها قائلاً :وانتى مالك انتى.. واحد وعايز يجيب لحبيبته شويه حاجات انتى مالك بقا. مش فاهم بصراحه.
ثم التقطت كف يدها وسار بها للداخل وسط رفضها لكنه لم يترك لها المجال للرفض.
وقف هو ينتقى معها فستان لحضور زفاف شقيقته. اختار طعها بعض ملابس للخروج وسط رفضها الشديد ولكنه صر على ذلك. ذهبت هى لقياس الملابس وظل هو بانتظارها.
ساقته قدماه إلى أن وقف امام مجموعه كبيرة من الانجريهات(قمصان نوم وبيبى دولات) الحريمى. اخذ يتطلع لها وهو يتخيل كيف ستكون هيئتهم على ساحرته.
حمحم بخشونه مدعيا الوقار وهو يتذكر وقوفه أمام الناس هكذا فهو يونس العامرى. رغم شده رغبته فى شراء الكثير والكثير من هذه الاشياء كى ترتديها له وتذهب عقله لكنه فضل الا يفعل لم ينسى ما قالته على أنه يعتبرها زوجه للفراش فقط. لا يريد تأكيد هذه الفكره السيئه لديها فبفعلته هذه ستتاكد من جميع ظنونها وهو لا يريد هذا أبدا.
يونس لنفسه :اصالحها بس الاول وبعدين هشتريلها كل اللي انا عايزه... اووووف هتبقي جامده فيهم.
حمحم مره اخرى يستعيد وقاره وغادر ينتظرها امام غرفة القياس من جديد.
فى افخم قاعات مصر كان يقف يونس ويلصق به شهد كتأكيد لها انه لا يخجل منها ولا اى شئ من هذا القبيل وهو اعتذار باثبات مما زاد النيران بقلب مروه التى وقفت لجوارها قائله باشمئزاز:امال منقبه وبتاع ولابسه كدا... لابسه فستان بيبى بلو بيلمع.
نظرت شهد ناحية يونس الذى تركها تجيب هى وتأخذ حقها فقالت :وهما المنقبين يعني بيندفنوا بالحياه.. ماله البيبي بلو.. لون تراند جدا وموضه وعجبنى. مش عارفة يعني ايه منقبه ومش منقبه...هو الدين عقد وقلاقيع وتزمت.. المفروض المنقبه يعني تبقى مبهدله ولابسه اسود فى اسود.. احب اقولك انتى فاهمة غلط.. فى منقابات بيلبسوا احسن لبس وعايشين حياتهم جدا المهم انهم يلبسوا حاجة محتشمه ونقابها يبقى مظبوط ومش مبين غير عنيها.
ابتسم يونس بفخر بعقليتها وشعرت مروة بالحرج وهى التى قدمت لاحراجها وهى تراها تقف مع يونس وصديقه وزوجته فغادرت سريعاً تجر اذيال الحرج.
وقف هو يحاول السيطره على غيرته الامعقوله فهو يريد اصلاح ما أفسده. ووقوف شهد لجواره اشعره ببداية مسامحتها له ابتسم هو قائلاً :ولسه.. ده الليلة طويلة يا شوشو.
بعد انتهاء العرس كانت شهد تبحث بكل أرجاء القاعه عن جورى إلى أن وقف امامها وقال بعبث:بتدورى على حد.
شهد بلهفة :اه جورى.. جورى مش عارفة راحت فين.
يونس:جورى فى حضن ماما من نص ساعه وناموا هما الاتنين.
شهد بغضب :مشيت ليه.. وازاى محدش يقولى.
سحبها وصار بها ناحية المصعد وادخلها وهى لا تفهم شئ وتقول :ماترد عليا الله.
توقف المصعد للطابق المنشود فنظر هو للممر الخالى وقام بحملها بين ذراعيه وشهقت هى بتفاجئ ولم ينطق بحرف إنما ركز علة عينيها التى تظهر من النقاب.
فتح باب الجناح وانزلها برفق وازال عنها نقابها وذهب لغلق الباب بينما ظلت هى تنظر بزهول وفرحه للاجواء الرومانسية من ورود من مختلف الالوان منثوره على الارض والفراش وممر من الشمع مع الورد الاحمر فقط وكلمة اسف... بعشقك... بغير عليكى.
وقف خلفها وطوق خصرها بقوه وتملك ودفن راسه فى عنقها واخذ نفساً عميقاً من رائحتها وقال :اسف... بعشقك.. بغير عليكى مووت.
استدارت له بعتاب قائله :بس انت يا يونس.. وضع يده على شفتيها وقال :ششششش... مش هتتكرر تانى... سامحينى بقا.
ابتسمت بنعومه واماءت له فاقترب قائلاً :انتى عارفه انتى هيحصل فيكى ايه على الكام يوم إلى بعدتينى فيهم عنك.
نظرت له بخوف فقال:امممم.. زى مافهمتى كده.. بس الاول نرقص سلو مع بعض... نفسي في كده اووى من ساعه ماتجوزنا.
ايتسمت هى فضمها إليه وابتدا الرقص معها يحتضن جسدها بقوه وصوت انفاسهم الساخنه يعلو ويعلو. رفع رأسه عن عنقها وبدأ يقبل كتفها الذى عراه بيديه. صعد إلى عنقها ثم فكها وهبط بجنون على شفتيها. ابتعد عنها وهو يحملها بين ذراعيه وهى تحيط عنقه بيديها وتنظر له بخجل.
وضعها على الفراش وهو مازال يقبلها وبدأ بتعريه باقى جسدها وهو يخلع عنه ثيابه بقلة صبر. فشهقت هى بذعر من حالته وهى تراه قد بدأ عنفه مبكرا فقال هو برغبة :شهدى.... انا مش أسف على اللى هعمله دلوقتي.
شهقت بقوه مره اخرى بعدما قفز عليها بجسده بقوه ينقض عليها يقتنص كل جزء منها بشفتيه واسنانه ويديه وعنفه ازيد وازيد من ذى قبل.
فى اليوم تعالى رنين الهاتف فجاهدت بصعوبة وضعف كى تفتح عينيها. فتحتهم أخيرا فوجدت نفسها مقيدة من خصرها بيدين يونس وقدميها مثنيه على قدميه وهو يحتضنها ويدفن راسه بعنقها مستغرق بالنوم.
صوت تأوهها ايقظه مع رنين الهاتف. فتح عينيه وابتسم بحب على وضعهم هكذا. نظر بفخر وانتشاء للتعب الظاهر على جسدها فطبع قبله على وجنتها وفتح الهاتف على اذنها بعد أن همس لها:دى ملك يا روحى.
ابتسمت رغم تعبها على أفعاله التى باتت قريبه من قلبها وإجابة بوهن:الو.
ملك ببكاء:منير ييخونى يا شهد... انا اتطلقت منه.
شهد بفزع:ايه... انتى عرفتى ازاى.
ملك بقوه :انتى كمان كنتى عارفة وماقولتيش زى كريم... وانا المغفله اللى فيكوا... كده تسيبونى مضحوك عليا.
شهد بوهن:غصب عنى والله بس ماحبتش اعمل مشاكل وقولت يمكن ربنا هداه وكمان انتى مخلفه منه.
ملك:انا خلاص ظبطه متلبس فى فندق هنا في القاهرة... الهانم اللي بيخونى معاها هى اللى بعتتلى رسالة باللوكيشن.
شهد:يعني انتى هنا في القاهرة بدرى كده.
ملك بصراخ:بدرى ايه الساعه 7المغرب.
شهد :ايه... 7المغرب...صمت قليلاً ثم قالت:ابعتيلى اللوكيشن بتاعك وانا جيالك حالا.
اغلقت معها الهاتف وحاولت أن تستند على ذراعيها والفراش متكئه على جسد يونس الذى ضمها يساعدها على الجلوس.
شهد بتعب شديد:ااااااه... حرام عليك بجد يايونس.
يونس :اعمل ايه انتى اللى كنتى بعدانى عنك.. عشان تحرمى تعمليها تانى.
ابتسمت بشحوب وقالت :والله مش عارفة اضحك ولا ازعل.
يونس :فى ايه... وايه اللي حصل مع ملك.
قصت عليه ماقالته ملك وأنها يجب عليها الذهاب لها حالا.
يونس بقوة :تروحى فين كده... انتى عارفه تتحركى.. انا هبعت السواق يجيها.
شهد برفض شديد:لا طبعا بقا ابقى قاعده هنا وابعت لاختى السواق يجيبها ده اسمه كلام.
حاولت النهوض بصعوبة ولفت غطاء الفراش الابيض على جسدها العارى تماما وهى تقول :اوعى اوعى انت شكل العيشه مع مروه اثرت عليك.
قهقه هو بقوه عليها وهو يراها لا تقدر على السير بشكل صحيح. فاغلقت باب المرحاض بقوه. ثوانى وخرجت مطئطه الرأس قائله بتعب وخجل:يونس... ممكن تساعدنى.
وقف بسرعه قائلاً بخبث:بس كده.. من عيونى.......
***********
بعد جدال طويل جدا ومرهق استطاع يونس اقناع ملك بالذهاب معهم لبيتهم كى تريح اعصابها بعد اصرارها الشديد على العودة إلى منزلها في بلدتهم ووجد مجنونته تصر على الذهاب معها. فهى لابد وأن تكون معها تأزرها فى محنتها. وهو اصبح لا يستطيع المكوث بدونها.
توقف بسيارته الفخمه امام الفيلا فتقابل مع عز الذى كان خارج بسيارته من منزله هو الآخر فوقفوا قبالة بعضهم. اغمض يونس عينيه وتمتم داخليا:يعني حبقت نتقابل وهى معايا... بس الصراحة هو راجل محترم ومجبر اعامله كويس.
وجد عز يترجل من سيارته ففعل هو الاخر. صافحه عز باحترام :مساء الخير يا يونس بيه.
يونس:مساء النور.
وقفوا للحديث قليلا قالتقطت عين غز مع ذات النقاب ولكن انتقل نظره تلقائياً الى وجه باكى حزين عيون حمراء ولكن لم تذهب جمالها. لم تنظر اليه يبدوا انها غارقه في بحر الهموم. تسأل قلبه من هذه الجميله.
عقد يونس حاجبيه بضيق وهو يراه ينظر إلى حيث سيارته. ويلا لك اتنظر إلى فاتنتى.
يونس بغضب :عز بيه... انت شكلك مش معايا خالص.
عز:ها.. اه.. هى مين المدام اللى فى عربيتك دى.
يونس بغضب أكبر :عز بيه... الزم حدودك... دى مراتى... شهد يونس العامرى.
شعو عز بفهم يونس الخاطئ له وأسرع مصححا وهو يقدر غيرته على اهل بيته:لا خالص... مانا شوفت مدام شهد معاك في الفرح امبارح.. انا اقصد إلى معاها.
يونس بغضب واقتضاب :دى اخت المدام.. عنئذنك.
تركه ورحل دون انتظار للرد وغيرته بدت كالنيران ستلتهم اى شئ. رأته شهد وهو بهذه الحالة فأثرت الصمت الان فحالته غير مطمئنه ولا تسمح بالكلام.
اما عز فقاد سيارته من جديد وأحيانا تأتي صوره صاحبه الوجه الاحمر امام عينيه وهى متكئه على نافذة السياره غارقه في احزانها.
استفاق عز على نفسه وقال :انت عبيط يا عز.. ماتنشف كده.
عاد عز لجموده من جديد. عز الفيومى الرجل الوقور ذو الهيبة والطله التى تذهب العقول ببشرته السمراء وملامحه الصارمه وجسده العريض.
دلفت ملك بخطى بطيئه مع شهد التى تمسك على يدها تحسها على السير وتشجعها. استقبلتهم عزيزه بترحاب شديد.
جلست ملك على استحياء فهى رغم شخصيتها القويه والعنيده إلا أن الخيانه امر مؤلم جداً. اكثر الأشياء كسره للمرأة وخصوصاً المرأة التي كل حياتها ودنيتها أسرتها وملك كانت نعم الزوجه ولكن ذلك المنير لا يستحق.
كان يونس قد أمر الخدم بتجهيز غرفه لملك لتسريح بها. طلبت منها شهد الذهاب لتستريح قليلاً.
شهد :تعالى يالا يا ملك تطلعى اوضتك.
ملك بخفوت:تمام.
ذهب الاثنان وأثناء صعودهم السلم كانت مروه تهبط الدرج ونظرت لهم بحقد واندفعت ناحية يونس وقالت :انا عايزه اعرف الفلاحة دى بتعمل ايه هى كمان... مش كفاية واحده... انت هتجمعلى الفلاحين فى بيتى ولا ايه.
توقفت قدمى شهد وملك وتسمرتا بالسلم. واحتدت أعين يونس واتجه إليها ولوى ذراعها خلفها وقال:انتى اتجننتى ايه اللي بتقوليه ده.
مروه بغضب :انت بتمد ايدك عليا عشان البتاعه دى.
يونس بصوت جهورى واعين حمراء :الزمى حدودك واعتذريلها حالا.
مروه بصراخ:انا اعتذر لدى... مش كفاية سامحلها تعيش في بيتى.
يونس:تتكلمى عنها كويس.. وهى اللى معيشاكى ومعيشاكوا كلكوا فى بيتها.
مروه بجنون:نعم.
يونس بصوت دوى فى كل الأرجاء :البيت ده مكتوب باسم شهد.. من قبل ماننقل فيه كمان.
شهق الجميع بتفاجئ واولهم شهد. اما مروه فكانت الصدمه اكبر من استيعابها فاتسعت عيونها بغضب وزهول وقالت :ايه... كاتبلها فيلا بكل الملايين دى باسمها.. وسايبنا ننقل ونيجى نعيش هنا واحنا ساكنين عندها... بقى البتاعه د.... قطع حديثها صوت صفعه قويه من يونس على وجهها وقال :قولتلك الزمى حدودك... واعتذريلها حالا.
مروه بغضب وحقد:اعتذر... اعتذر لمين.. انت فاكر لما تكتبلها فيلا باسمها وتلبسها ماركات هتبقى هانم لا فوق هى هتفضل الفلاحة الى جت من الفلاحين وانا هفضل مروه هانم بنت السفير.
يونس بغضب:مش هسمح بكلمه كمان عليها انتى سامعه.. انا سكتلك كتير وعديتلك تجاوزات فى حقها كتير وانا بحاول اراعى مشاعرك.. بس يا تعتذريلها يا تخرجى من بيتها حالا.
كان مالك قد تجمع كالباقين على صوت الشجار فتدخل قائلاً باعتراض :بابا.
يونس بغضب:مالك.. ماتتدخلش انت دلوقتي.
مالك:بس دى امى.
يونس:مالك.. قولت ماتتدخلش.
نظر لها بقوه قائلاً :اتعذرى حالا.
نظرت له بتحدى وغضب وقالت:مش هيحصل ابدا... انا ماشيه وانت اللى هترجعلى زى ما حصل قبل كده.
اتجهت لأعلى بغضب شديد بعد أن رمقت ملك وشهد بنظرات ناريه.
نظر مالك لوالده بغضب واتجه الى غرفته بينما صعد يونس الدرج وقال:انا اسف يا ملك.
مسد على ذراع شهد بحنو وقال:انا اسف يا حبيبتي.. حقك عليا انا.
لم تنطق هى فكل الاحداث تجمعت فى وقت واحد ويوم واحد.
اتجهت بملك الى غرفتها ثم تركتها تستريح قليلاً وذهبت هى أيضاً كى تبدل ملابسها وتتحدث مع يونس.
دلفت للغرفة وجدته يجلس بشرود على احد الارائك فقالت بخفوت:يونس.
انتبه لها فقال:ايه يا حبيبتي... لسه زعلانه مش كده.. انا عارف انها هانتك اوى.. بس اللى حصل ده مش هعديه بالساهل.
شهد بحزن:انا اتحملت منها كتير ومش مسامحاها على الى هى بتعملوا ده... وكمان المره دى فى وجود اختى الى هى اصلا عندها مصيبه وفيها الى مكفيها.
يونس بحنان :مش عايزك تضايقى نفسك يا روحى.. حقك عليا.
تنهدت قائله:بس ايه الكلام اللي قولته تحت ده... انت كنت بتضايقها بس مش كده.
ابتسم بحب وقال:لا يا حبيبتي مش كلام... انا فعلاً كتبت البيت ده بأسمك ومن قبل مانبدا ننقل فيه.
شهد بزهول :معقول.. بس... بس ليه.. وو.
صمتت وهى مازالت لا تقتنع بأن امواله هى اموالها بل لا زالت على نهج حياتها القديمه يونس زوج مروه ووالد مالك امواله لمروه وابنه وهى لا علاقة لها انما هى زوجة اخيه.
يونس باستفتار:وايه.. كملى.
شهد :الفلوس دى من حق ابنك و... قاطعها وقال :لسه.. لسه بعد كل اللى حصل بينا ده مش معتبره نفسك مراتى... مش معتبره فلوسي فلوسك... معتبره انها حق لمالك ومروه بس... احب اقولك إنك مراتى.. مراتى يا هانم... ده أنا لسه مهزء ام ابنى عشانك وانتى بتقولى كده... مش ممكن بجد.
استدار بغضب منها فهو ورغم كل مايفعله مازالت بعيده.
شعرت هى بخطئها فهو يفعل من اجلها الكثير حبه وعشقه حتى غيرته التى تشعرها بأنها جوهره رغم ضيقها الا انها باتت تستلذ بها. كيف لا واى انثى تعشق من يغار عليها بجنون ويفتعل المصائب بسبب غيرته. تتذكر حالتها وهو يدافع عنها امام مروه واحساسها بأن لها ظهر يحميها. كانت تقف بشموخ رغم كلمات مروه التى كسرتها واشعرتها بالحرج الا ان انفعال يونس بهذه الطريقة وطرده لها جعلها تهدأ كثيراً وتشعر ببعض العزة بعد الكثير من المهانه التى تعرضت لها.
اقتربت منه بخطوات صغيره حتى التصقت به وهو رغم غضبه الشديد منها إلا انه اغمض عينيه وقد اقشعر بدنه وزادت ضدقات قلبه من ملامستها له. ابتلع ريقه بصعوبة وهو يشعر بصدرها الطرى مقابل ظهره فى اول مبادرة للاقتراب منها. رغم ضيقه من حديثها الأخير الا انه نسيه تماما واخذ يستمتع بأول اقتراب من ناحيتها.
دفنت راسها بظهره فطولها لم يساعدها لدفنه بعنقه ووضعت كفيها على صدره من الامام وقالت بصوت ضعيف :يونس... انا اسفه... ماكنتش اقصد.
أين يونس... ضاع يونس.. نعم ضاع من حركتها هاته. اغمض عينيه وضغط بشفتيه على بعضهم من هوج مشاعره وهو يشعر بيديها الصغيره على عضلات صدره الضخمة.
بعدم اجابته عليها بسبب ضياعه اعتقدت انه مازال غاضب فتشجعت قليلا واستدارات هى له وجدته مغمض العين فقالت:يونس... حقك عليا انا خلاص مش هقول كده تانى ولا هفكر كده تانى... يونس.
لم يجيب لانه ببساطة تائه فى تلك دوامة احساسيه والمشتعله بها. اقتربت ببطئ وهى تحاول أن تشجع نفسها اكثر فهى من اغضبته وهى من يجب أن تنسيه وتراضيه.
وببطى شديد ونعومه مهلكه وضعت شفتيها على شفتيه لأول مرة منها.
فتح عينيه على وسعهما من هول المفاجئه. قبلته قبله صغيره ناعمه وقالت :اسفه يا يونس.
لم يجيب من الصدمه من الزهول من حالة التيه التى هو عليها. فظنته لم يسامح بعد لذا اقتربت أكثر واستندت على ظهره ووقفت على قدميه من الامام فقصر قامتها لم يسعفها أبدا وكم هزت هذه الحركه الذيذه قلبه. ولكن الاكثر كان هى وهى تقبله بنعومه شديده. شهد تقبله.. هى المبادره.. لاول مرة تقبله حتى فى اوقاتهم السابقه حينما يكونوا معا وهو يقبلها كانت تستقبل بخجل فقط لكن لم تكن تبادله بعد وهو كان يعذر خجلها وأنها لم تعتاده بعض خصوصا انه كان منذ أشهر شقيق زوجها. أما الآن فهى المبارده.. هى من تقبله بطريقه عفويه خجوله اطاحت بعقله مع الريح.
كان صدره يعلو ويهبط بجنون من ماتفعله فاتنته به. يود الذهاب وشكر مروه على هذه المشاجرة التى انتهت بمبادره شهده بأول قبله لها معه.
وهى كانت تقبله لا تنكر ابدا انها كانت مستمتعه وتريد ارضاؤه أيضاً. ابتعدت لحظة وهى تظنه لم يصفح عنها بعد.
نظرت له بيأس وهو نظر لها وصدره يعلو ويهبط بشدة وقد تضايق بشده من ابتعادها فقبض هو على عنقها وقربها منه بجنون مع شهقة فزع منها وظل يقبلها بجوع وعنف ناتج عن عاصفة من المشاعر ولدتها هى بيديها من حب ورغبه ونشوه واحتياج.
ظلت تتلوى بين يديه من فرط عنفه تناديه بين كل قبله ان يقلل من عنفه قليلاً لكنه لم يستمع لها من الأساس وفى ثوانى كان بها على فراشهم معها. يعلمها كيف يكون العشق مختطلطا بالعنف صانعا مزيج هايل لأول مرة تتذوقه هى على يديه.
فى صباح اليوم التالي
استيقظ هو على صوت المنبه فوجدها نائمه على صدره وشعرها الجميل مفرود على ظهره. شفتيها حمراء بشده ومنتفخه عليها أثر عنفه المتواصل والمتكرر طوال الليل. ازاح الغطاء قليلا ببطئ كى لا تستيقظ وشاهد جسدها العارى وهو يحمل علاماته فى كل جزء منها فابتسم بفخر وزفر.
شهقه قويه مع سحب الغطاء بسرعه وخجل صدرت منها فقهقه هو عالياً. بينما هى نظرت له بشراسة وهى تحاول ستر جسدها منه وقالت:بتبص على ايه.
يونس بوقاحه:وانتى مالك واحد وبيبص على املاكه انتى ايه دخلك انتى.
شهد بشراسه:يوووونس.
مال عليها يقترب بخبث وهى تبتعد وقال:يا عيوون يونس الى جننتيه خالص.
شهد:بس بقى انا ماكنتش مفكراك كده ابدا.
يونس:كدة اللي هو ازاى.
شهد :اصلك كنت تبان وقور كده وهيبه. بس اللي شوفته غير كده خالص بصراحه... طلعت مسخرررره.
انفجر ضاحكا بشدة :ههههههههه... مش ممكن.. هههههه. من زمان ماضحكتش كده. انا مسخره.. الله يسامحك..هههههههه.وضمها لاحضانه بحب وهو مازال يضحك باستمتاع فقالت:بتبلى عليك يعنى.. ده انت بتعمل حاجات ما... صمتت بخجل ولم تسطيع الاكمال فغمز بعبث وقال:بعمل ايه... قولى.
شهد وهى تضربه بيديها الاثنين فى هجوم علية لمداراة خجلها:بس بس خلاص.
قهقه هو عليا وشد على حضنها معه وهى كانت تضحك أيضاً إلى أن صمتت وهى تنام على صدره فاستغرب من سكوتها المفاجئ وقال بحنان وهو يمسح على شعرها وجلد ظهرها :مالك ياروحي.. سكتى مرة واحدة ليه.
شهد وهى مازالت على وضعها وتداعب شعيرات صدره :متضايقه من نفسى.. نايمه فى حضنك وعمال أضحك واهزر واختى اطلقت من جوزها وعندها مصيبه.
ابتسم بحب لها وصمت يضمها أكثر فقالت:انت اتضايقت.
يونس بحب:لأ بس افتكرت حاجة حصلت امبارح.
رفعت عيونها له قائلة :حاجه ايه.
يونس بسخرية :بعض مشكلتى مع مروه لاقيت غادة اختها وجوزها بيكلمونى وعمالين يحوروا ويجروا ناعم اكتر يعني عايزين من الاخر يقولولى ان البزنس إلى بنا مالوش اى علاقة وهما شايفين مروه غلطانة وزودتها.
شهد :معقول.
يونس :معقول اه.
شهد :طب وانت هتعمل ايه مع مروه.
تنهد قائلا :مش عارف.. بس هى زودتها اوى. لكن برضه مالك مش هيرضى انى اعمل اى حاجة اكتر.
تنهدت هى الاخرى لا تعرف بماذا تجيب ولكنها حقاً أصبحت لا تطيق التواجد مع مروه بمكان واحد لكن لن تفصح أكثر كى لا تفهم خطأ.
صوت دقات عالية على الباب اخرجتهم من شرودهم. نظر إليها وضمها اكثر وهو يجيب بصوت جهورى:مين.
مالك:انا مالك يا بابا... حضرتك ناسى أن النهاردة اول يوم مدرسة... وجورى لازم تلبس عشان نلحق الباص.
شهقت شهد بقوه وانتفضت من حضن يونس الذى جذبها اليه مجددا وقال بعبوس وصوت منخفض كى لا يسمع مالك :قومتى من حضنى ليه.
شهد بغضب وصوت خافت:ازاى انسى ان النهاردة اول يوم مدرسة.. اوعى اوعى.. نستنى بنتى.
جذبها اليه من جديد بوقاحه وقال:مش هتقومى النهاردة من حضنى او على الاقل مش دلوقتي... لسه ماشبعتش منك.
قاطعهم صوت مالك من الخارج :بابا لو سمحت عايز اتكلم معاك.
نظرت شهد ليونس وقالت:يالا قوم بقا.
يونس بعبث:سيبك منهم.. خلينا كده مع بعض.
شهد :طيب نجهزهم ويروحوا المدرسه وبعدين نفضى لبعض.كمان عشان اشوف ملك انت ناسى انها ضيفه هنا وعندها مصيبه وانا سيباها من امبارح بدرى ومعاك هنا
فكر قليلاً وقال:امممم.. ماشى.. بس ماتتاخريش عليا.. لاحسن اولع فى الدنيا تحت.
قال الأخيرة بوقاحه وخبث فابتعدت ضاحكه وقالت:لأ لأ بلاش تحت.. انا بقيت اتوقع منك اى حاجة فى اى وقت.
ثم فرت هاربه للمرحاض فقال هو وهو يضع يديه تحت رأسه فخر:تحبى اساعدك.
اغلقت الباب فى وجهه بقوه فضحك باستمتاع وتمتم بسعادة :جننتينى يا شهد... ياريتك كنتى ليا من زمان.
جلس قبالة ابنه الذى يجلس بنفس الوضعيه وكأنه نسخه مصغره منه فقال مالك :بابا... ايه اللي حضرتك عملته مع ماما ده.
يونس:مالك انت مش فاهم حاجة... مش هتفهم دلوقتي... لكن لما تكبر وتتجوز هتعرف وتفهم ان ماينفعش حد يهين مراتك اللى فى عصمتك وانت واقف ومايبقاش ليك اى رد فعل.
مالك:بس ماما ماهنتش شهد.
يونس :انت جيت فى الآخر.. امال انا كنت بطلب منها اعتذار ليه من الباب للطاق كجه.. اكيد فى سبب.
مالك :هو صحيح يا بابا ان البيت ده بإسم شهد.
اغمض عينيه وتنهد قائلاً :ايوه.
مالك:بس اللى اعرفه ان البيت ده سعره غالى جدا وماما بتقول انه بملايين.
صمت يونس ولم يدرى ماذا يقول لابنه فهو رغم كبر عقله ونضوجه ألا ان هناك امور لا تفهم الا بالتجربه والمعايشه. قطع حديثهم جورى التى قالت :مالك.. تيتا بتقولك يالا عشان تفطر.
نطر لوالده ثم لها وهو متأكد ان حبه لشهد هو السبب فى كل شئ.
فى غرفة الضيوف التى تقتنها ملك جلست معها شهد قائله :مش هتمشى يا ملك.
ملك :يابنتى افهمى.. المدارس بدأت وكريم عنده مدرسه لازم ابقى معاه.
شهد :ياملك الله يهديكى مش لسه مكلمين مرات اخوكى وقالت انه معاها وأنها واخده بالها منه وطمنتك.
مللك ياستى كتر خيرها بس مش عايزه اتقل عليها. وكمان مش عايزة أقصر مع كريم ويتبهدل.
شهد:ولا بتتقلى ولا حاجة ماحنا ياما شلناها لما ولدت هى زى اختنا واكتر ولو على كريم ماتقلقيش هو بيحب خاله ومرات خاله وعيالهم وبينه وبين المدرسه خطوتين... اقعدى انتى معايا هنا بعيد عن العلتين لحد ماتهدى وتاخدى قرار نهائي.
ملك:شهد انا واخده قرارى... وانا اصلاً اتطلقت منه خلاص... مش انا اللي هعرف انه بيخونى واعمل نفسى مش واخده بالى عشان اعيش واربى ابنى لأ.. انا لو قصرت معاه فى حاجة كنت مش هيبقى ليا عين لكن انا ماقصرتش واستحملته واستحملت ظروفوا لكن هو الى زباله اول ما القرش جرى في أيدوا بدل ما يقول اعوض الست إلى استحملتنى على المره قبل الحلوه راح يسرف ويبعزق على ستات شمال... اسكتى اسكتى والنبى يا شهد عشان انا على اخرى.
شهد :طب اهدى اهدى وماتفكريش فى حاجه.
ابتسمت ملك قائله:بس يونس بيه شكله واقع فيكى بالجامد اووى... شوفتى عمل ايه فى مروه... شكلك جننتيه يا شوشو.
شهد بخجل:وولا جنننته ولا حاجة.
ملك بعبث:يابت. عليا.
وقفت شهد مصطنعة الحدة تدارى خجلها :يووو... انتى فى ايه ولا فى ايه.
ضحكت ملك بصخب وعبث وهى ترى اختها تفر هاربه من الغرفه بارتباك متمنيه لها صلاح الحال.
بعد مرور يومين في الجامعة كانت محاضره الدكتور ماجد قد انتهت وخرج هو وخلفه الجميع. توقف بغضب وهو يرى تلك الرقيقه تجلس بفستان بمبى رقيق محتشم مع حجاب اوف وايت مظهرا نعومة بشرتها البيضاء الخاليه من الميك اب وبجانبها احد الشباب يشرح لها شئ ويبدو أنه قد ألقى أحد المزحات فابتسمت هى بنعومه عليه.
توقف امامها قائلا بانزعاج :انتى يا انسه.
رنا بحرج من اسلوبه الفظ:مانا جيت متأخرة.
ماجد بحده:ايوه مادخلتيش ليه برضه.
رنا باحراج:ما حضرتك المحاضره الى فاتت قولت الى هيدخل بعدك مش هندخله وهتحرجه.
ماجد :وانتى كنتى جيتى... لو كنت جيتى كنت دخلتك.
تمتمت هى داخلها :ياسلام.
وصلت شهد فى نفس اللحظة ورأت غضب صديقتها ومعيدهم فنظرت لهم بتساؤل
ماجد بحزم وهو مسبط نظره على ذلك الطالب الذى مازال واقفاً :خمس دقايق وتكونى عندى المكتب.
قال ما قاله وانصرف بغضب فنظرت رنا لشهد بغضب قائله:هو ازاى يكلمني كده وباى حق وازاى انا اسكتله اصلاً.
شهد بجهل:اهدى بس.. هو فى ايه انا مش فاهمه حاجه.
قصت لها رنا ماحدث فنظرت شهد حولها بزهول وقالت :ياسلام بس وانا جايه قابلت نص الدفعة تحت وقالوا إنهم محضروش وفى منهم واقفين اهو.. اشمعنى انتى يعني.
رنا:مش طايقنى... مش عارفه كنت قتلتلوا قتيل انا ولا اكنش مرات ابوه.
شهد بخبث:طب روحيله شوفيه عايز ايه.
رنا بغضب اكبر:انتى فاكره أن نقابك ده مدارى ضحكتك المستفزة دى.. ده أنا حفطاكى يابت.
شهد بضحك :لأ لمى لسانك انا بقولك اهو ويالا روحيله... بس سيبى الباب مفتوح فاهمة.
اخذت رنا شهيقا عالياً وقالت :ماشى... ربنا يستر واعرف امسك نفسى ومافتحلوش نفوخوا ويضيع مستقبلي.
شهد :ههههههه... امسك اعصابك يا فخرى.
نظرة لها رنا بشراسة وهى تذهب قائلة :خفة دمك بقت فى ازدياد اليومين دول... نقصاكى انا.
وذهبت سريعاً فجلست شهد وفتحت إحدى قطع الشوكولا مبتسمة تتذكر يونس الذى أهداهم لها وهو يوصلها منذ قليل.
كانت مغمضه عينيها تستمتع بمذاق الشوكولا فشعرت بأحد يجلس لجوارها نظرت بجانبها فتفاجئ وجدت رنا قد جلست وهى فاتحه فمها ببلاهه وزوهول فقالت وهى تهزها برفق:بت... رنا... مالك.
مالت على اذنها مؤذنه :الله أكبر الله أكبر.. هو ضربك بحاجة على دماغك ولا ايه.
نظرت رنا باتجاها بنفس الحاله وعاودت النظر إلى أمامها من جديد فقالت شهد :مالك يابت... انتى ضاربة حاجه.
رنا ببلاهه :دكتور ماجد كلم بابا من يومين وحدد معاه معاد وجاى النهاردة يخطبنى.
شهد ببلاهه :ها.
بادلتها رنا ببلاهه مضحكه ولم تتحدث وإنما ظل فمها وعيونها متسعين.
.استفاقت شهد وقالت :انا كنت بقول كده والله كان باين اوووى من الترم الأول... هييييه صاحبتى عروسه.
نظرت رنا وهى مازالت على حالتها فهزتها شهد قائلة :يابت فوقى... هههههه هتبقى عروسه.
رنا بزهول :اصلى بصراحة كنت فكراه معجب بيكى انتى.
شهد باستياء:انتى عبيطه يابت.. معجب بواحدة ماشفهاش وكمان متجوزه انتى بس تلاقيكى كنتى ملغبطه هو عينه رايحه فين عشان احنا على طول لازقين فى بعض
كان ينظر عليهم من بعيد مبتسماً بحب لا ينكر انه في البداية قد انجذب لذات العيون الزرقاء او الرصاصى لا يعرف بالتحديد ولكن بعد مده بدأ ينتقل نظره واعجابه الى ذات الوجه المستدير والغمازه الشقيه بعيونها المكحله بالكحل العربى. خطة مدحت الحقيره لم تكن صعبه إطلاقا إنما نفذها اتقاءا لشر مدحت وتهديده وأيضاً قد استساغ الأمر واراد التقرب وهو الآن عاشق متيم يريدها زوجه له. وسيحدث بإذن الله.
دلف مدحت باشتياق الى الجامعة وصعد الى مكتب ماجد لم يجده فهبط مسرعاً وهو يرى شهد التى يعرفها جيدا والاكثر معها رنا صديقتها الوحيدة تتجه الى احد المقاعد البلاستيكية ومعها كوب نسكافيه فوقف امامها قائلاً :مداد شهد... صدفه غريبة.
شهد بارتباك :ازى حضرتك يا حضرة الظابط.
مدحت :لا من غير ألقاب.. مدحت بس يا شهد.
شهد بانزعاج :لا ماظنش هينفع.. الأدب حلو.. انا مدام شهد وحضرتك حضرة الظابط.
تهجم وجه مدحت ولكنه صبر نفسه قائلاً :احمم.. زى ماتحبى.. عامله ايه وجورى عاملة اية.
شهد بحرج :الحمدلله.. عنئذنك عندنا سكشن مهم.
وانصرفت امامه بضيق مع صديقتها سريعاً اما هو نظر لاثرهم قائلاً :الصبر.. الصبر يا شهد... واكيد هاخدك ليا.
بعد مرور يومين لا اكثر كانت رنا تجلس وشهد تضع لها الميك اب النهائى قائلة :مبروك يا عروسه.
رنا :شهد هو كل ده حصل بسرعه ازاى وليه.
شهد بحب وفرحه:باين عليه بيحبك اوى يا رنوشه.
رنا:تفتكرى.
شهد:امال واخدك تخليص حق.. فوقى معانا كده ياخالتى لا يضيع من ايدك... أنا هطلع اشوف يونس جه ولا لا عشان وصلنى وراح مشوار وجاى.
وقف مدحت وقد نفد صبره وقرر ان يواجهها بعشقه اليوم.
وجدها خرجت للشرفه فذهب خلفها واوقفها قائلاً تزامنا مع دلوف يونس إلى بيت رنا :شهد عايز اتكلم معاكي.
لم يلاحظ احد منهم دلوف يونس متجهم الوجه فقالت هى بغضب:قولت لحضرتك اسمى مدام شهد.
قاطعها هو بحده:لأ اسمك شهد.. حب حياتي إلى خطفها منى سعد ومن بعده يونس وانا لازم اتجوزك.
استمع يونس لكل حرف وداخله يغلى بقوه ولكنة استمع لما أثلج قلبه حين قالت هى بكل تاكيد وقوة :انا بتاعت يونس العامرى ياحضرة الظابط.......
**********
يسحبها خلفه بقوه شديدة ويدخل الى بهو الفيلا لا يبالى بأحد ولا لاخته التى جاءت من رحلة زواجها لزيارتهم لاول مره من بعد زواجها.
ريهام بحبور:ابيه يونس... وحشتني اووى.. انت.
قاطعها هو وهو يسير للصعود على الدرج ويسحب تلك العصفوره خلفه:وانتى كمان وحشتيني ياريرى.
ريهام باندهاش وبلاهه:طب سلم عليا.. طب اسلم على شهد طيب.
ولكن ممن تنتظر الاجابه وهو قد اختفى بها الى داخل عرفتهم.
ريهام بزهول:هو ماله كده متسربع على ايه وساحب شهد معاه.
ملك التى كانت تجلس معهم :مش عارفة... بس شكل فى حوار.
ريهام بفضول:طب ايه... عايزين نعرفه.
وكزتها ملك على مرفقها قائله:مش هتبطلى طبعك ده. صمتت ثوانى وقالت هى الأخرى :لا مش قادرة عايزه اعرف انا كمان.
نظروا لبعضهم وانتبهوا لوجود الجميع حولهم فانفجروا ضاحكين ز
وإبراهيم زوج ريهام يضحك معهم بقوه ويهز رأسه بيأس منها.
فى غرفة شهد دلف يونس للداخل وأغلق الباب بالمفتاح والتف لها بجنون يخلع عنها نقابها ونظر لها بوله قائلاً :قوليها.... قوليها تانى يا روحى.
نظرت له بخجل فهى قد تشجعت على قولها بقوه نابعة عن صدق بداخلها ولكن في غيابه لذا قالتها دون خجل او حرج وأيضا لتوقف ذلك المتبجح الذى يستحل النظر لامرءه غيره وحرماته.
تحدثت بتلعثم وهى تنظر ارضا :يونس.. انا... بص... احممم.. مش هعرف أقول وانت موجود.
يونس بجنون:حبيبتي... قوليها... انا مسكت نفسى جامد واستنيت ساعتين بحالهم عشان ماخطفكيش من خطوبة صحبتك بس خلاص مش قادر بجد... قوليها تانى وفرحى قلبى إلى اتجنن من ساعه ما سمعك وانتى بتقوليها.
نظرت له بحنان وهى ترى رجل الأعمال البرلمانى ذو الهيبه والوقار على جميع الناس يتجرد من كل ذلك معها بل ويستعطفها أيضاً تمتمت داخلها بأن قوليها شهد.. يستحق ذلك واكثر.
نظرت له بعمق يفتك بكل ذراته. عمق نابع عن براءه وفطره لكن يثيره بجنون.
اقتربت تقطع الثلاث خطوات الفاصلة بين جسديهم فما كان اقترابها الا زيادة للهيبه المستعر. هذه الفاتنة لما لا ترحمه لما لا تعتقه لوجه الله. تزيد كل يوم وكل ساعه بقربها جنونه بها بحركاتها البسيطة هاته.
صدره يعلو ويهبط بجنون وصوت أنفاسه المشبعة بالرغبة والإثارة يملئ اركان الغرفه الكبيرة. فعلت ما جعله على حافة الموت باحتضانها له تتطوق عنقه وهو يغمض عينيه بتيه. سرعان ما فتحهم باتساع حد الاستداره وهو يسمع همسها المثير المتقطع بإثارة أكبر :انا... بتاعة... يوووونس... العامرى.
اغمض عينيه يحاول التنفس بصعوبة وهو يطبق شفتيه معا بانتشاء. دفعا من حضنه فجأة فبقت امامه تنظر له باستغراب فقال بلهاس :هتعملى فيا ايه تاني.. ها... هتعملى ايه.
مع كل كلمه كان يدفعها للخلف خطوه حتى توقفت أمام الفراش فقال وهو يدفعها من جديد :هتعملى ايه قوليلى عشان ابقى عارف... على ايدك بقيت مجنون.. ومش رحمانى.. لأ.. بتزودى جنانى بيكى وليكى... ها.. هتعملى فيا ايه.
القاها بعنف على الفراش وشهقت هى بخوف شهقه لم تكتمل لانه ببساطه قد ابتلعها فى جوفه بعد أن قفز عليها بعنف يقطع عنها فستانها اللعين هذا وهو لا يطيق صبراً على كشف املاكه له.
كانت تتحدث بذعر من حالته تلك:يونس.. اهدا... انا.....
بالطبع لم يعجبه ثرثرتها فى مثل هذا الوقت. جنانه كان فى ازدياد وأصبحت كلمه عنف قليله جدا على وصف افعاله معها. فقد كان يقضم جسدها وشفتيها مع قبلاته.. لا يسمح لها بالتنفس كثيرا وهى اصبحت تتنقل بين ذراعيه بين كل ذراع وذراع ينهل منها من كل الجوانب وهى تحاول التماسك والاستماع بعنفه الذى باتت تعشقه وتعتاده ولكن اليوم هو أشد واعنف بطريقه مخيفه حقا لاتوصف.
كان عز الفيومى يقف فى شرفة غرفته العاليه يستمع الى إحدى اغاني السيدة فيروز باستمتاع.
البنت الشلابيه... عيونا لوزيه.. بحبك من قلبى يا قلبى وانتى عينياااا.. بحبك من قلبى يا قلبى وانتى عينيا.
البنت الشلابيه.. عيونا لوزيه.
_:فعلاً لوزيه.
قالها عز باستمتاع وهو ينظر ناحية حديقة فيلا العامرى يرى صاحبة الوجه الأحمر عادت لبعض الإشراق ولكن وجهها الابيض مازال مشرئب بالحمره.. هل هو هكذا ام أنه يتخيل بسبب بعد المسافة. لا لابد وان يتأكد بنفسه.
عز لنفسه :ايه شغل العيال التوتو ده... احمم.. لا مانا هتاكد فضول يعني مش اكتر اه... اثبت... اثبت وأثبت وخليك مكانك... لا عادي يعني.
حمحم بجديه وغادر المكان فخرجت ماهى من المرحاض تلف المنشفه حول جسدها وقد أنهت حمامها قالت بدلع مصطنع:اتاخرت عليك يا بيبى.
نظرت حولها بغيظ وقالت:عز... عز انت فين.
شهقت بحقد وهى تراه من النافذة يخرج من بيتهم ويتجه لفيلا العامرى. ثوانى واقترب من مجلس الجميع ولكن لاحظت ميول راسه ونظره ناحية امرءه ترتدى فستان صيفى من اللون العنابى مع حجاب ابيض.
جزت على أسنانها بحقد وغيظ وذهبت لارتداء ملابسها سريعاً.
اعتدل يونس من عليها وهو رغم كل ماحدث لم يشبع منها بعد ولكن تنفسها صار صعبا وشعر حقا باجهادها وهو يعلم انه قد تخطى مرحلة العنف بقليل.
ضمها باحضانه وهو أيضاً يلتقط انفاسه وهى تبتلع ريقها بوهن وتعب تغمض عينيها وتفتحهم من قسوه ماتشعر به.
لفت ذراعيها حول ظهره وخصره تستند بجسدها ورأسها عليه بارهاق واضح وهو يقبل سائر جسدها برقه وتعب.
بعد دقيقه او اثنين قال:حبيبتي... انتى كويسه.
شهد بتعب شديد :امممم.
يونس :غصب عني.. ماتعرفيش كلامك عمل فيا ايه.
اغمضت عيناها وبللت شفتيها بارهاق لا تقوى على الحديث فقال هو وهو يضم جسدها له أكثر :انا بحبك.. بحبك.. خليكى معايا على طول.. بحبك يا شهد حياتي.
شهد بوهن وعتاب حب :بس انت بتبقى عنيف اووى معايا ومش بتراعى فرق الجسم.
يونس :حقك عليا يا روحي.. بس مش هقدر ابدا اضحك عليكى واقولك ان عنفى هيقل لأ بالعكس حاسس أنه بيزيد يوم عن يوم وانتى السبب.
رفعت عيناها له ولم تجيب إنما نظرت له فقط. ضمها مجدداً بقوه وقال بسعادة :انا اسعد راجل النهاردة.. حبيبتي معايا و فى حضنى بعد ما سمعتها وهى بتقول إنها ملكى وبتاعتى والاحلى والأهم إنك قولتى كده فى غيابى ورديتى غيبتى. وصونتى اسمى ومقامى وعرضى.
اشتغل غضبا من جديد وشد على جسدها بقوة غير واعى وهو يتذكر ذلك المدحت فقالت هى بتذكر:اه صحيح هو مدحت اختفى مره واحده راح فين.
نظر لها بغيره وغضب:ماتنطقيش اسمه تانى.
هزت رأسها بخوف وقالت :طيب ماشى.. بس استغربت.
بونس ببراءة مصطنعة :ماعرفش... ممكن روح وحصلتله مصيبه ولا حاجة.
اعادت النظر إليه قائله بتوجس:يوونس.
قلب عينيه قائلاً بنفاذ صبر :خلاص.... رجالتى اخدوه يعلموه درس صغير في الحساب.. يعنى الجمع.. القسمه.. الضرررررررب.
قال الأخيرة بتأكيد وإصرار
نظرت له بزهول واعين متسعه فهز رأسه بتاكيد ولا مبالاه وقال :اصلا كنت عايز أعلمه الأدب انا بأيدي بس.... ونظر لجسدها من اسفل الغطاء واكمل بخبث وعبث:فى حاجات تانية اولى انى اعلمها الادب بايدى.
كانت تستمع لكلماته ولا تفهم شئ إلى أن وجدت يديه تسير على جسدها بوقاحه وخبره تتمسك بكل انش بها ففهمت عليه ونظرت له بحرج كبير. احتضنها بقوه ولاول مره يتعامل معها بنعومه ساحره بتمرير يده عليها ثم تتبعها قبله راغبه وهكذا حتى مشط جسدها كله وهى تستشعر رومانسيته الهادئه وتتنهد بنعومه وراحه من افعاله التى باتت تتملكها.
ظل على حالته هذه بعدما اشغل بجهاز التحكم عن بعد موسيقى هادئه جدا مع إضاءة خافته وقبلات ناعمه ممتزجه بلهاس مثير يخبرها بين كل قبله كم هى مثيره. تشهق بتفاجئ وتحمر خجلاً وهى تسمعه يهمس باذنها بوصف أعضاء جسدها المثير له مستخدما الفاظا صريحه جعلت الدماء تكاد تتفجر من وجنتيها ووجهها.. هل هذا يونس... معقول... كانت تعتقد إن باقترابها منه ستقلل من جنونه وتملكه الرهيب بمجرد أن يطمئن انها له ومعه فسيهدا قليلاً وتهدأ نوبات جنونه ولكن العكس هو مايحدث. كلما اقتربت كلما ازاد جنونه. وهى الان ولاول مره تتلمس هذا الجانب الوقح من ذلك الرجل ذو البذله العمليه مع الوقار والهيبه. كيف يستطيع النطق بهذه الكلمات والتعبير بها. بل ويقبلها وهو يصف وصف دقيق. يهمس باذنها بما يقول وهى تقشعر وتتسع عينيها أكثر ولكنه لم يسمح لها إنما ظل يذيب خجلها بلمسات رومانسيه جعلتها تتوه معه وتعتاد مايقوله او يفعله تستمتع برومانسيته الناعمة التى قلما استخدمها فرومانسيته كانت جميله مثل عنفه لا تصدق بأن يونس يمتلك كل تلك الاحاسيس وتلك الهمسات التى اذابتها حقاً.
دلف الى حديقة فيلا العامرى وعينه مسلطه على ذات الوجه الاحمرصاحبة الأعين اللوزيه.
استقبله كامل وعزيزه بحفاوه شديده فهم قد تعرفوا عليه مسبقاً وأنه حقا رجل محترم.
بادلهم عز السلام وهو يحدث نفسه :هتقولهم جاى ليه بقا يا فالح.. احمم.. شكلك زفت... صغير انت عشان تعمل الحركات دى... ده انت عديت ال35.
أخرجه كامل من شروده وقال:نورتنا والله يابنى.... من ساعة فرح ريهام وإبراهيم ماحدش شافك.. ده احنا حتى جيران والنبى وصى على سابع جار.
عز مدعى الوقار :احممم.. مانا جيت ابارك للأستاذ إبراهيم ومدام ريهام لما شفتكوا صدفه وكمان أسأل على يونس بيه ماحدش بقا يشوفه خالص... بص شكلى جيت في وقت مش مناسب واضح ان عندكو ضيوف.
قال الأخيرة بمكر وهو ينظر ناحية ملك فقالت عزيزه بابتسامة :ولا ضيوف ولا حاجة دى ملك اخت شهد مرات سع... قصدي يونس.
عز لنفسه:اممممم. ملك.. اسمك ملك.
حمحم بجدية وقال وهو يمشط جسدها بعينيه:اهلا وسهلا.
ملك :اهلا بحضرتك.
نظر لوجهها بتفحص وقال فى نفسه:لا ده هى بيضه بحمار.. ايه الجمال ده يخربيت امك.. اكيد متجوزه مانا عارف حظى.. لالا مافيش فى ايديها الاتنين دبله... طب ايه... ماتعقل يا عز ده انت لسه شايفها من يومين... وانت مالك متجوزه ولا مش متجوزه... كمان انت راجل متجوز.. بس قمر.. قمر ايه الحلااااوه دى... اعقل ياعز.. اعقل انت مش صغير.
_:ولا ايه رأيك ياعز يابنى.
عز:ها... اه طبعا حضرتك عندك حق.
لا يعرف على اى حديث أيد رائيه ولكنه كان منشغل فى صاحبة العيون اللوزيه التى سحرته.
اندفعت ماهى للداخل كالعاصفه ولكن توقفت قليلا تهدأ حالها ورسمت ابتسامة سمجه وقالت:مساء الخير يا جماعة.
رد عليها الجميع السلام وسط تفاجئ عز الذى قال:ماهى... عرفتى منين انى هنا.
مالت عليه تقبله بدون حياء من الموجودين وعيونها على ملك وقالت بغنج مستفز:شوفتك وانت جاى يا بيبي.
خجل عز كثيراً من فعلتها رغم أنه رجل وهى المرأة لم تخجل ولم يعرف بما يجيب.
رفعت ريهام شفتيها بتقزز فكبتت ملك ضحكتها بصعوبة ولكن عز قد لاحظ فابتسم هو أيضاً وهو يراها تنظر لماهى وكأنها تقول :ايه العبط ده... مالهمش بيت دول ولا ايه.
عزيزه بحرج:اتفضلى يا ماهى يابنتى اقعدى.
ماهى بكبر:مرسى يا طنط.
رفعت ريهام شفتيها أكثر فضحكت ملك وهى تنظر لريهام وعيون عز معها وسط اشتعال ماهى وهى تلاحظ نظرات زوجها.
تحدث كامل بجديه قائلا :انتو هتفضلوا تتعشوا معانا النهاردة.
عز بحرج:لا ياسيادة اللوا شكراً مش هينفع.
عزيزه بتأكيد :والله ابدا.. انت هتكسف عمك ولا ايه... وكمان شويه ويونس ينزل بتعشى معانا.
ريهام بتذكر:صحيح هو فين... من ساعة ما اخد شهد وطلع وهو مانزلش تانى لا هو ولا هى.
اخفضت ملك رأسها بخجل بينما قالت عزيزه:سبيه ربنا يهنيه... خليه يعود شبابه الى كان قرب يضيع.
ابتسم عز وكامل بخفه وهم يفهمون مغزى حديث عزيزه وملك خجلها يزداد فى تلميحاتهم ان اختها الان بين يدي يونس ولم يخف على عيون الصقر التى تقابلها هذه النظرات الخجولة التى زادتها فى نظره وهناك أعين ثالثه مشتعله تلاحظ نظرات زوجها.
اقتربت جودى بضجر وجلست على حجر خالتها التى استقبلتها بحنان.
ملك بحنان دق له قلب عز:مالك ياحبيبة خالتو.
جودى بضجر :مالك ياخالتو... مش مخلينى العب مع حد من ثحابى خالث.
ابتسم الجميع ورفعت ملك حاحبها قائله :صحابك.. انتى لحقتى يبقى عندك صحاب يا بطوطة انتى.
جورى بحماس :اممم.. كتير اووى. ثم اضافت بعبوس:بس مالك مش بيسيبنى العب مع ولا حد.
ملك وهى تحتضنها :ولا يهمك ياروحى.. انا هبقي اخلى ماما تجيبك عندى البيت وتلعبى مع كريم وكمان مع عمار وجنا ولاد خالو.
عز متدخلا بفضول:كريم مين.
كامل مبتسما :إبنها.
بهت وجه عز بينما قالت ريهام بحاجب مرفوع:طب بالنسبة لأنها قالت عمار وجنا كمان ايه؟ ثم أكملت بمكر:ولا اه اه دى قالت إنهم ولاد خالو.
احمر وجه ملك حرجا وحمحم عز باحراج. وضع إبراهيم يده على وجهه بحرج من حديث زوجته وهو يهز رأسه بيأس منها اما ماهى فقد أبتسمت براحه وعادت تتخذ وضع الكبر من جديد.
وقف مالك بغضب وقال :جورى.
قلبت عينيها بطفوله وقالت :قاعده مع خالتو يا مالك مش مع ولاد.
مالك بغضب :قومى من على رجليها حالا.
ملك :ليه بس يابنى ده انا زى خالتها والله.
وقف أمام ملك فكان طوله اكبر منها فقالت برهبه:مش تسمعى كلامه يا جودى.. قالك قومى يبقى قومى.
انفجر عز اولا ضاحكا وتبعه الجميع إلا ماهى بالطبع. فنظرت ملك لعز كونه من ضحك اولا وقالت بمرح:حد يقف قدامه ده... عضلاته مقويه قلبه.
ضحك عز مجددا بانبساط فهى قد وجهت حديثا له حتى لو كان صدفه او بحكم الموقف. وضحك معه الجميع مره اخرى وبعدها طلب كامل من هنيه تحضير العشاء وان تصعد لتستدعى يونس وشهد وتخبره بحضور عز وزوجته معهم على العشاء.
فى غرفة شهد
كان مائلا عليها يقبلها بلهاس فى مفترق جسدها وهى راقده على ذراعه الآخر تستقبل مايفعله بتلذذ ونعومه تزيد جنونه ورمانسته.
دق الباب فلم يستمع له حقا وظل على قبلاته الساخنه ولكن الدق لم ينقطع إنما ازداد أكثر. فاقت شهد من بحر مشاعرهم الهائج قليلا وقالت من بين شفتيه داخل فمه مع انفاسه:يونس.
يونس بنفس وضعها :هممم.
وأكمل تقبيله الناعم الخالى من العنف اليوم فقالت هى وشفتيها تحت اسنانه:يا.. يايونس... الباب.. الباب بيخبط. اسكتها هو بانزعاج وعاد يلتهم شفتيها من جديد فقالت:يووونس.. الباب.
توقف عما يفعله وظلت شفتيه بين شفتيه واسنانه فاستمع لدقات الباب.
حرر شفتيها بصعوبة وقال وهو مائل عليها بصوت جاهد على جعله طبيعياً قدر الإمكان :احممم.. مين.
هنيه من خلف الباب :انا هنيه يا يونس بيه.. والد حضرتك قالى اندهلكوا عشان العشا.. واعرفك ان عز بيه جاركوا هيتعشى معانا.
شتم تحت انفاسه وقال بغيظ:ماشى.. اتفضلى انتى.. شكراً.
مال مجددا يكمل ما بدأه ولم يدع لها فرصه للحديث فقالت هى بصعوبه:يونس.
لم يجيب. وكزته على ذراعه برفق فقال :همممم.
شهد:مش هننزل.
ترك شفتيها ولكن لم يبتعد فكان انفه على انفها وقال:مش عايز انزل... عز الفيومى تحت.
شهد بحزن:ومش عايزنى انزل عشان هو تحت برضه مش كده.
يونس بوله:طب اعمل ايه... بغير عليكى وماتقوليش مانا منقبه عشان حتى نقابك مش هيمنع غيرتى. مرمغ انفه بانفها يتبادلون انفاس بعض وقال :بعشقك بطريقه تخوف... ياريت ماتزعليش.
شهد بعبوس طفولى:بس انا عايزه ابقي معاك.
ابتعد انشا واحدا بفرحه وقال:بجد
اماءت بهدوء وابتسامة وقالت :اممم.. وكمان اخد بالى منك ومن اكلك واشوفك بتتغذى كويس ولا لأ.
ابتسم باتساع وزهول مع فرحه شديده على قلبه واحتضنها بقوه شديده وقال:ربنا يخليكي ليا يارب... مش مصدق بجد... كنت دايماً مستنى عوض ربنا... عمرى ما كنت أتوقع انه هيبقى كبير اووى كده لدرجة إنه خلانى مش فاكر ايام التعب والسهر والشغل... انتى أحلى عوض واجمل حاجة في حياتي يا شهد حياتي.
ابتسمت له قائله:جديده شهد حياتي دى كمان.
يونس بحب:لا مش جديدة بقالى فتره بقولهالك بس انتى اللى مش مركزه.
شهد:انا اخذت بالى من شهدك بس... لكن شهد حياتك دى لسه جديدة على ودنى.
يونس :هههههههه... شاطره... لما تقوليها تقولى شهدك.. وشهد حياتك مش شهدى او شهد حياتي... انتى او اى حد لأ انا ياء التملك فيكى... انا وبس.
ابتسمت بفرحه وخجل فقال هو بتنهيده وهو يتسطح بها وهى على صدره :فاكره لما كنا فى الفندق مع بعض لاول مره وانا قعدت احكيلك على مشوار تعبى وشغلى وانتى كنتى بتسمعينى بحب وصبر ونظرتك ليا كان كلها تقدير واحترام.. عكس مروه لما...
وضعت اصبعها على شفتيه فنظر له ثم لها فقالت:بلاش نخوض في سيرتها. ابتسم بحب فاكملت بحنق:وبعدين انا معاك وبتجيب فى سيرة واحدة تانيه.
رفع حاجبه مبتسماً بمكر وقال:دى غيره دى.. صح.
شهد بتساؤل:غيره.. لأ. مش عارفة.. بس بلاش واحنا مع بعض تجيب سيرتها او سيرة اى حد. اوكى.
قهقه عالياً فوثبت على ركبتيها بحنق وقالت بغضب:مش بغير قولت.. واوعى بقى عايزه استحمى عشان انزل.
قبض على جسدها وهو مازال يقهقه بسعادة وهى تتلوى بغضب بين ذراعيه فقال:هههههه... خلاص... انتى مش بتغيرى مش بتغيرى خالص.. هههه خلاص بقى اهدى.
نظرت له بعبوس وفم مذموم وقالت :طب اوعى.
يونس :لأ.
شهد :يالا عشان استحمى وانزل... انا مقصره جامد مع ملك وهى عندها مشكلة مع انى لما سع.... قاطعها بغيره شديده :شههههد.
شهد بخوف وتراجع:ففففى ايه بس.
يونس :مش قولت تنسى الايام دى من حياتك... مافيش راجل ليكى غيرى... ارحمينى وأرحمى قلبى وغيرتى عليكى... انتى اتخلقتى ليا... بقيت بكره سيرته.
شهد بخوف وزهول:بس ده اخوك.
يونس بغيره:بس كنتى معاه قبلى.. كل ما افتكر انه لمسك... انه... انه... ازاى حملتى وجبتى جورى.. انه كان بعمل الى انا..... اغمض عينيه يمتنع عن الكلام والتفكير فيما سيحرق قلبه فقالت هى بزهول وهى تمسد على كتفه:معقول يا يونس... معقول كل ده بتفكر فيه... كده هتتعب نفسك... انت متضايق عشان ماكنتش اول راجل فى حياتى صح؟ كنت تفضل تتجوز بنت تكون اول راجل فى حياتها مش كده؟
نظر لها بلهفة قائلاً :لأ لأ يا روحى... ده مش منقص حاجة فيكى.... مشكلتي الغيره... غيرتى صعبه... صعبه اوى وانا عارف اصلاً مستغربنى ومستغرب انى بغير كده وبكتشف حاجات كتير فى شخصيتي على ايدك.. وبعدين مانا اتجوزت مروه وكانت بنت وانا اول راجل فى حياتها بس ماحستش معاها بربع الى حسيته معاكى.. ماحستش حاجة اصلاً... حبيبتي انا بحبك كده وغيرتى بتكون غصب عني.. كان نفسى تبقى معايا من زمان... سعادتى الى بعيشها دلوقتي خلاتنى ابقى طماع واقول ليه ماكنتيش ليا من زمان.. ليه حد غيرى عاش جنبك واتمتع بيكى وبحياته قبل منى... بس انا مش وحش... حبى ليكى جننى... بحبك يا روحي بحبك.
جذبها لاحضانه بقوه وذرعها بين ضلوعه قائلا بحب وهيام:خليكى معايا... استحملى غيرتى وجنانى...واعرفى انه من شدة حبى ليكى.
ابتسمت داخل احضانه قائله:عمرى ما هسيبك ابدا.
اخرجها من احضانه برفق ونظر بعشق الى عينيها ثم مال بهدوء يلتقط شفتيها بعذوبه افقدتها السيطرة على نفسها وانجرفت معه في موجاته الرومانسية الجديدة عليه كليا اليوم. مال عليها يعتليها وهى قد نست كل شئ وتركت له جسدها يفعل مايريد زوجها وهو كان غائب معها أيضاً ولكن دق الباب المرتفع قد جذب انتباهه فرفع رأسه عنها وهو مازال على وضعه وقال بصوت عالي نسبياً :نعم.
هنيه:العشا جهز خلاص وكلهم مستنينكو تحت.
تنهد بغضب وقال:خلاص نازلين.
شهد بخجل:يالا يا يونس عشان مستنينا.
يونس بغيظ وقلة صبر :مابنفعش نكبر دماغنا منهم.
شهد مبتسمة :لأ... وبعدين هنقولهم مانزلناش ليه.
يونس وهو يغمز بوقاحه:ماهم اكيد فاهمين.
شهقت بخجل وقامت بصعوبة منه وقالت:طب اوعى بقا.
يونس :رايحه فين.
شهد:هستحمى اكيد قبل ما انزل.
يونس بوقاحه:وتستحمى ليه... مانا لما نطلع هعيد اللى عملته تانى.
وكزته على كتفه بخجل وقالت:بس عيب.. وكمان.. كمان. اكملت بكسوف وقالت:ريحتك ماليه كل جسمى وهدومى.
دق قلبه بسرعه بحب وفخر وانتشاء وقال بزهو:طب دى حاجة كويسه.. مش هتستحمى.
شهد بحرج:يا يونس... عشان لو سلمت على حد مايشمش ريحتك عليا هبقى مجروحه وهتبقى باينه اووى اننا كنا مع بعض.
يونس بعبث:ماهما فاهمين... كل ده قافلين على نفسنا بنعمل ايه.
دبدبت فى الأرض بقدميها بغيظ كطفله وقالت وهى ذاهبه للمرحاض:برضه.. مش مستحب اتحرك واقعد مع الناس وانا كده.
اقترب منها بعبث قائلاً :كده اللى هو ازاى.
نظرت له بحقد طفولى واغلقت الباب حتى التصق الزجاج بانفه فقال هو بمرح :مش عيب كده.... ادك انا... مش تعملى حساب لفرق السن... عيب عليكى والله.
فتحت الباب من جديد وقالت بحنق :وانت جاى تفتكر فرق السن دلوقتي ما افتكرتش ليه وانا بت.... صمتت بحرج ولم تكمل فمال علي اذنها بخبث قائلا:بعمل ايه.. ها.
شهد :بس... اسكت.
يونس بوقاحه:طب.... صرخت فى وجهه بخجل ووجه محمر وقالت:بببببس والله مانت مكمل.. وانا اللى كنت بقول عليك محترم.
ثم أغلقت الباب فى وجهه مجددا فقال وهو يدق الباب :برضه تانى... ماشى هعديهالك وهقول عيله مش فاهمة.. هههههههه.
بعد قليل كانوا يهبطون الدرج وهو يطوق خصرها بتملك وهى تحاول أبعاد يده بحرج من الموجودين وهو يعيد وضع يده بإصرار. مالت عليه قائله بهمس:يونس... انا محروجه اوى.
يونس :من ايه.
شهد :منهم شوفت بيبصولنا ازاى... بس امك بتضحك ازاى.
ضحك بخفوت بصعوبه وقال:امك... هههههه.. ماعلش.. هى بس مبسوطه عشانى.. وبعدين انتى مراتى قدام ربنا قبل الناس مش بنعمل حاجة تكسف.
شهد:بس من ساعة ماجينا من برا واحنا قافلين على نفسنا أكيد قالوا كل ده بيعملول ايه.
يونس بخبث :كل ده ايه.. ده لسه هكمل لما نطلع.
ضربته بقبضة يدها بخفه دون أن يراهم احد فقال هو:اااه.. طب افرضى حد شافك... كده تضيعى الهيبه.. ينفع كده.
قطع همسهم صوت عزيزه العابث مع ابتسامة عابثه أيضا وهى تقول :ايه يا يونس انت وشهد هتفضلوا واقفين فى النص كده كتير.. تعالي ياحبيبي يالا عشان تاكلوا وكمان عندنا ضيوف.
نظرة له شهد بمعنى ارأيت فكبت ضحكته بصعوبه وامسك يدها وصار بها للداخل فاكملت عزيزه :تعالى يا حبيبي تعالى بسم الله ماشاءالله وشك منور زى البدر.
لم يستطع يونس حقاً فقهقه عالياً بوسامه وحنق شهد وخجلها يزداد. جلس بصعوبة من بين ضحكاته واجلسها لجواره وأخذ يرحب بعز وزوجته الذى كانت عيونه منشغله بذات الأعين اللوزيه وقد لاحظت زوجته فقالت بحنق وغيظ مع شماته :قلبى عندك يا مدام مللك سمعتى انك اطلقتى.. عشان جوزك بيخونك كل يوم مع واحدة.
شحب وجه ملك وشهد وماهي تبتسم بشماته غير واعيه بابتسامة الأمل والفرحه المرسومة على وجه عز واذنيه لم تلتقط غير كلمة :اتطلقتى وعقله يصرخ بجنون عكس الهيبه والوقار الصارخ به شخصيته:هييييييه... جووووووون. اتطلللللقت........
*************
تجلس بالغرفة مع ملك تحاول اقناعها بعد أن عزمت على الرجوع لبلدتهم من جديد.
شهد:ياملك بقا استهدى بالله... بقى الست دى تخليكى تتعصبى كده وحالك يتقلب.. وبعدين مانتى كبستبها ورديتى عليها بس بالأدب.. افحمتيها يعني.. وهى الى بقت مكسوفه مش انتى.
جلست ملك بتنهيده قائله:شهد... الوحدة مننا مهما عملت نفسها قويه واستروتج إندبندنت ومن قدام الناس وطول الوقت بس فى الاخر احنا اضعف خلق الله... وانا تعبت.. بحاول اعافر واقاوم ومابينش.. بس حقيقى مش قادرة.. انا رديت عليها بس لسه كلامها الجارح مأثر فيا... وعارفه انى هقابل منه كتير.
شهد وهى تمسد على ذراعها بحنو:ملك.. انتى قويه.. وطول عمرك قوية وانا عارفه... اللى حصل مش اخر الدنيا... انا كنت فاكره كده لما سعد مات.. قولت الدنيا قفلت بابها فى وشى خلاص. بس اللى حصل ان حياتي استمرت وبقت...


صمتت ولم تكمل فابتسمت ملك قائله :شهد انتى حبيتى يونس.
رفعت شهد عيونها لها بتفاجئ وتيه وقالت:مش عارفة.
ملك:هو ايه اللي مش عارفة.. ماهو ياحبتيه يالا... او فى حاجة تالته.. التعود.. الامر الواقع.
نظرت شهد أمامها بشرود ثم قالت :مش عارفة
ملك:مش عارفة ولا مش عايزه تعرفى.
شهد:قصدك ايه.
مللك:يمكن خايفه او مكسوفه تواجهى نفسك بأنك حبيتيه من بعد سعد.
شهد:ملك انا كنت بحب سعد اوى... كان حب حقيقى.. كان اول راجل فى حياتى... مش هينفع اخونه.
ملك بهدوء :انتى قولتيها بنفسك.. كان.. ده كان.. دلوقتي سعد مش موجود عشان نبقى خنتى حبك ليه وحبه ليكى.
شهد:ده اللي بقيت بفكر فيه فعلاً... خصوصا أن يونس.. تنهدت قائله. يونس بيحبنى اووى... تصورى مش بيتكسف يقولها.. ساعات بقول ازاى كل الهيبه دى يطلع منها الكلام والاحاسيس دى.. وبيبقى زى البيبى وهو معايا.. مش عايزه اخذله.. اقولك على حاجه... انا بقيت عايزه احبه.
استغربت ملك بشده وقالت:عايزه تحبيه... الحب مش اختيار.. مافيش حاجة اسمها كده... ده مايبقاش حب.
شهد مبتسمه:ده نوع جديد... شايفه انه يستاهل يتحب.. انا نفسى بقيت بحب حبه ليا.. بس بسبب ظروف جوازنا وعلاقتى بيه من قبل كده مخلى فى لغبطه مشاعر جوايا... حاسه قلبى ومشاعره كأنهم مضروبين فى الخلاط.. الحاجة الواضحة ليا حالياً انى عايزه افضل معاه واصونه واصون حبه.. ومش عايزه اى حاجة تزعله.
ملك مبتسمه:تبقى حبتيه... وحب بجد مش أنك عايزه تحبيه.
شهد بتهرب:ممش عارفة.. اووف... بس يا ملك.
ضحكت ملك بمشاكسه وقالت :هههههه.... بصى انا مقدره لخبطه المشاعر اللي جواكى.. وان مشاعر شهور فاتت الى اتغيرت وبقت مشاعر جديده حاجة صعبه بس...


قاطعتها شهد بحرج قائله:يا ملك افهمى.. صمتت بخجل لا تعرف كيف تشرح او تصف ما تعيشه فقالت بحرج:انتى متخيله يعني ايه.. اخو جوزك الراجل الهيبه الكبير عنك وحتى عن جوزك الى مش بتشوفيه غير بالبدله والكرافت فجاءه يبقى نايم جنبك.. عر.. عريان وعايز.. عايز ي.. عايز يبقى جوزك بجد.. انتى فاهمة انا عايزه اقول ايه.
اماءت ملك برأسها تعذر حرج شقيقتها فاكملت شهد بحرج شديد :ياملك انا دخلت بيتهم وانا مرات سعد وهو متجوز مروه.. وعشنا على كده سنين... ده هو الى جه خطبنى لسعد من كريم... فجأة بقى بيحبنى... فجأة بقيت.. بقيت في حضنه هوا.. انا.. انا لسه بدأه اتعود اليومين الى فاتوا.. بس مش هخذله ابدا... عمرى ماهعملها.
ملك بتنهيده :بصى حبيبتي انا فاهمه ومقدره كل الى انتى فيه.. بس كمان انتى اختى وانا عارفاكى... وعارفه إنك بدأتى تتعودى عليه وعلى وجوده في حياتك... ده غير انى شايفه حاجة كده زى حب فى عنيكى.
شهد بتنهيده هى الاخره :مش عارفة بجد يا ملك... بلاش تمشى على الأقل اليومين دول.. انا متلغبطه خالص وأنتى كمان بلاش تبقى لوحدك.
ملك :مش هينفع خالص ياشهد.. المدارس بدأت من فتره وانا سايبه كريم.. قعادى هنا مالوش معنى وانا قاعده في بيت ناس غريبه.. وهناك فى البلد اكيد مفكرين انى مش قادرة أواجه.. لازم اروح أواجه واحصم كل الحاجات المتعلقه والطلاق هيكون نهائى.. وهاخد منى كل حقوقى مش هسيبله ولا مليم... هروح اظبط امورى وامور ابنى وارتب حياتى انا وهو من بعد الانفصال.. بعد ما اعمل كل ده هجيلك ونقعد براحتنا و اعرف اركز معاكى لاكن طول مانا معلقه كدا مش راسيه على بر حاسة اني ماشيه بربع عقل اصلاً.


شهد بحزن :يعني برضه مصممة على الطلاق.
ملك بتصميم وقوه:ايوه.
نظرة لها شهد بحزن وبادلتها ملك بإصرار ثم نظرا الاثنان للامام بشرود يفكرون بحياتهم التى تغيرت كليا.
فى فيلا عز الفيومى دخل بغضب قائلا باستياء:اتفضلى ياهانم.. مش عارف قلة ذوقك دى هتنتهى امتى.
دلفت ماهى بلامبالاه وقالت:مش فاهمة مالك كده.. عملت ايه يعني.
عز باستياء:مش عارفة... انتى وصلتى خلاص للدرجه دى.. بقبتى تجرحى وتهينى فى الناس ومش شايفه انك عملتى حاجة... هو فى كده.
ماهى:ايه يعني ماهو ده اللى حصل.. هى اتطلقت وجوزها بيخونها... انا بنى ادمه صريحه وبقول للاعور انت اعور فى عينك.
عز بسخرية :اوووو.. لالالا... ماهى هانم بتقول أمثال من بتاعة الناس البيئة والفلاحين... معقول.
ماهى:احممم.. اكيد سمعته من حد مت كتر الاحتكاك بالجيران الجداد دول...مش عارفه ازاى ناس لوكل وشعبيين كده يسكنوا فى كومبوند زى ده... المفروض مايسكنوش اى حد هنا مش اى واحد اتجوز اى جربوعه ولا بتاعه من الارياف يجيها ويسكن جبنا ويقرفنا بيها.
عز باشمئزاز:ايييه ده.. انتى ازاى كده.. مش ده يونس بيه العامرى الى كنتى مصدعانى بيه وفخوره أنك هتتعرفى عليه ودى مراته.. بنت ناس وباين عليهم محترمين.
ماهى بكبر:لا طبعا.. مين دول.. دول فلاحين... عز قولتك انا ياسيدي بحب الصراحة وكمان شوفت دى اخرتهم... اهو جوزها بص لبرا وخانها عشان هى مش حلوه خااالص خالص.
عز بقرف حقيقى منها :فى فرق يا هانم يابنت الناس بين الصراحه والوقاحة.. وبمناسبة الصراحة بقا إلى انتى مصدعه دماغى بيها من الصبح وإلى انا عارف ومتاكد إنك ماتعرفيش حاجة عنها.. ملك مش وحشه... مال عليها قائلاً بإصرار :ملك دى صاااااروخ.
قال ما قال وتركها باعين متسعه منه ومن طريقته في الحديث عنها ووصفها بهذه الطريقه والخوف ينهش قلبها.
كانت تسير ناحية المطبخ كى تصنع لها ولملك كوبين من الشكولا الساخنه التى يعشقوها تفكر بشرود فى حديث اختها...هل هى عشقت يونس حقا.. أم أنها على حافة الوقوع بالعشق... حقا لا تعلم.


شهقت بفزع وهى تجد ذراعين قويه تجذبها نظرت له.. ومن غيره فقالت :يونس... فى ايه خضتنى.
يونس وهو يحتجزها خلف السلم الزجاجى:من بعد العشا وانتى مختفيه كنتى فين وسايبانى.
شهد :كنت مع ملك... انا سايباها طول اليوم وانا معاك ومقصره معاها.
اقترب منها اكثر وقال:كده تسيبى جوزك الى بيموت فيكى كل ده... ينفع كده.
شهد بخوف من تصرفاته المتصابيه الجديده عليه وتبعده بيدها:لا ماينفعش.
يونس :اهو شوفتى... ماينفعش... يالا بقا تعالى في حضنى.
شهد باعين متسعه:هنا.. أعقل يا يونس.
يونس بإصرار :لأ هنا يعني هنا.... ولا اقولك تعالى نطلع اوضتنا احسن.. علي السرير هيكون احلا.
شهد :يونس استنى.. بتكلم مع ملك.
يونس بشوق ورغبة :يالا يا شهد بدل ما والله شويه كمان ومش هيفرق معايا المكان.
شهد:طب بص براحه هفهمك.
يونس بقلة صبر:هممم.
شهد :ملك ماشيه بكره ولازم اسهر معاها النهاردة عشان ماتزعلش.
يونس بجنان:ايه.... تسهرى مع مين... طب وانا.
شهد :يونس.. بقولك اختى وعندها مشكله وماشيه بكره.
تنهد بقوه يحاول التحكم فى رغباته لا يريد أن يكون انانى بهذه الطريقه فقال بجنان:طب هاتى بوسه كبيرة كده تصبرنى.
شهد :يانهار ابيض... هنا.
يونس :اه شوفتى اخرتها يونس العامرى بيبوس تحت السلم.
شهد برفض تام :لااا مستحيل.
يونس :طب تعالى نطلع اوضتنا اديهالى وامشى.
شهد :والله مش عارفاك انا.
يونس :مش هقدر استنى... قاطعه صوت والده من بعيد فقال :يونس... واقف تحت السلم لوحدك كده ليه.
شهد بخفوت وفزع وحرج:شوفت شوفت... الحمد لله.. الحمد لله ماشفنيش.


ابتلع يونس ريقه بحرج من جنونه الذى اوقعه فى هذا الوضع المحرج وقال لها:شكلى زباله صح.
شهد بهمس:اووى.
يونس بنفس الهمس:حسابنا بعدين.
كامل بصوت عالى :يونس... مش بترد ليه يا بنى...ومدينى ضهرك ليه.
يونس دون أن يستدير كى لا تظهر شهد:لا مافيش... ثوانى يا بابا وجايلك.
كامل :مش عارف ايه اللي شقلب حالك كده... انا مستنيك فى المكتب.
وذهب لمكتبة واغلق الباب خلفه فتنهدت شهد بقوه وقال يونس وهو ينظر لها:بيقول مش عارف ايه اللي شقلب حالى... ردى انتى عليه بقا.
دفعته شهد وقالت بهرب:طب اوعى لاحسن نتقفش تانى.
وجرت سريعاً من امامه فابتسم بمشاكسه قائلاً :ماشى حسابك بيتقل يا شوشو.
ضحكت بقوه وذهبت للمطبخ فذهب خلفها وقال وهو يطل برأسه من خلف الحائط كشاب فى العشرين :نسكافيه ليا انا والحاج معاكى بقا يا زنوبه.
شهد :زنوبه.
يونس بغمزه:اه زنوبه الشغاله.
شهد بحاجب مرفوع :الشغالة...ماشى وماله.
يونس بتوجس:مش مرتاحلك.
شهد ببراءة مصطنعة :انا.. اخص عليك...ده أنا غلبانه.. ده أنا هبله.. ده أنا عبيطه... ده أنا القطه تاكل عشايا... ده أنا بمسك الجنيه اقطعه.
يونس باعين متسعه:كل ده... حافظاه ازاى يا زنوبه.
شهد :زنوبه تانى... ماشى يا... ياسى يونس.
رفع حاجبه وهو يغادر قائلاً :مش مرتاحلك.. مش مرتاحلك.
ابتسمت شهد بمكر وقالت :استنى عليا يا يونس... انا هوريك مين زنوبه.


بعد دقائق انتهت من اعداد الشكولا الساخنه وكوبين من النسكافيه واخذتهم وذهبت تجاه غرفه مكتب كامل.
دقت الباب فاذن لها كامل فدلفت ووجدته يتحدث مع يونس بأمر يبدو هاما ويونس يستمع له بتركيز وانتباه ووقار معتاد عليه الجميع وهى أيضاً كانت معتاده عليه الا الايام الاخيرة. نظرت له وهو يجلس بهيبه عاقد جاجبيه بتركيز ويناقش والده برأيه بشموخ ووقار وتتذكر هيئته عليها وهو عارى يهمس لها بوقاحه وجرئه على هيئتها المثيره مستخدما كلمات صريحه فاحمرت خجلاً وهى تبتسم بحرج شديد فانتبه لها وعينه تبتسم بخفة مع ابتسامة خفيفه من شفتيه. ثوانى وتبدلت ابتسامة الخجل باخره ماكره وهى تتذكره وهو يناديه بزنوبه الشغاله.
صوت والده جذب نظره وانتباهه من جديد فعاد يونس الوقور وتقدمت هى بنفس الابتسامة تضع الاكواب.
اقتربت من الطاوله الصغيره ووضعت ماتحمل وهى تحتك بيونس عن قصد ماكر بطريقه اربكته بوضوح ظاهر لها. تقدمت بغنج واضح له تضع كوب كامل امامه رغم أنها كان من الممكن ان تذهب ويعطيه يونس له لكنها فعلت بمكر وهى تنظر ليونس بغنج ودلال خادمه تدلل على سيدها العازب لتغويه.
جاء اتصال لكامل فذهب للشرفه وتركهم فابتسمت بمكر اكبر وتقدمت منه تعطيه كوبه ومالت عليه:اتفضل يا سى يونس.
رفع حاجبه قائلاً :مش بقولك مش مرتاحلك... سى يونس... من امتى.
شهد بغنج وميوعه وهى تلعب بازرار قميصه العلويه:الله مش بسمع الكلام يا سيدى.
ابتلع ريقه بصعوبة وقال:سيدى.. لا لأ اهدى... فى ايه.
مسحت بكف يدها بنعومه على رقبته ومقدمة صدره التى اطهرتها بفتح الزرائر فشعر هو بالاشتعال والسخونه وفهمت هى عليه وقالت:اشرب بقا النسكافيه وانا همشى. واستدارت بدلال
قبض على يدها برغبة ساخنه وقال بانفاس عاليه:تمشى فين... استنى.
شهد بمكر ودلال :بس يا سيدى لاحسن حد يشوفنا.
حررت نفسها وذهبت سريعاً وهو يلهث خلفها بقوه وهم بالوقوف كى يذهب خلفها لكن دلف والده بعد أن أنهى مكالمته وقال:كنا بنقول ايه بقا يا يونس.
يونس بانفاس لاهسه من افعال جنيته قال محدثا نفسه:اقوله ايه بس.. هو انا فاكر حاجة غير المجنونة بتاعتى وإلى بتعمله فيا.
كامل:اه افتكرت... ها هتساعد الراجل وتجبله تصريح الارض.
يونس وهو يحاول استعادة وقاره:احممم.... احممم... ان شاء الله.. ان شاء الله ماتقلقش.
ثم حاول استكمال حديثه بجدية رغم سخونته التى اشعلتها صغيرته.


فى منزل عز كانت ماهى تتحدث على الهاتف مع مروه قائله بغضب :يعنى ايه مش هترجعى... لازم تيجى وتطردى الى اسمها ملك دى من هنا... مش ده بيتك انتى... هما كلهم ضبوف عندك.
مروه بتلعثم:اااه.. اه. اه طبعاً.. بيتى... ده.. ده حتى يونس كتبه بأسمى هدية عيد ميلادي.
ماهى لنفسها:هدية عيد ميلادها فيلا في المكان ده وبالمبلغ ده... دى جربوعه ده لولا منصب جوزها ماكنتش عبرتها... بقى دى تبقى من نفس مستوايا وكمان مكتوبلها فيلا زى دى باسمها وانا لأ.. بس ماشى.. فتحدث لمروه وقالت بمكر :طيب يا بنتى مش ترجعى بقا... البت الى اسمها شهد دى باين عليها مش سهله... انتى مفكره بمشيانك ده هييجى ويرجعك تبقى عبيطه... ده انتى كده سيباه ليها بيضة مقشره.
مروة بكبر غبى:لا طبعا... مسيره يزهق ويرجعلى.
ماهى بمكر :ده انا كنت انا وعز بنتعشى عندكو النهاردة وسمعتهم كلهم بيتكلموا انها وخداه فى اوضتها من ساعة ماجم من برا... وبيقولو كمان انه باين عليه مبسوط... انا رائي إنك ترجعى وترجعى كل حاجه لوضعها الصح... ماتسبيش الفلاحة دى تاخد مكانك ابدا... هتسيبلها كل الفلوس والملايين دى كده بالساهل تشبع بيها وتلبس وتترسم وتبقى حرم سيادة النائب.
مروه بغيظ ورفض قاطع:لأ.. على جثتى.
ماهى:يبقى ترجعى من نفسك.. وترجعى كل املاكك ليكى... وانا هساعدك والست الى اسمها زفت ملك دى كمان تغور من هنا.
أغلقت مروه الهاتف وعينيها تقدح شررا عازمه على اعادة كل شئ كما كان ولن تجلس تنتظر عوده يونس إنما ستعيده بالقوة او بالحيله فحتى اختها غاده منبع افكارها قد تخلت عنها خوفاً على مصالحها ومصالح زوجها مع يونس.
اما ماهى فكانت تنظر امامها بشرود وشر وهى تقول:اووف... ست غبيه وبيئه... بس مضطرة اتعامل معاها لحد ماخلص من الفلاحة دى.. اووف... حاسه بتلزيق وعرق من بس مجرد انى كلمتها فون... اوووووف لازم اقوم اخد دش ناو.
ونهضت سريعا وذهبت الى المرحاض لدش طويل يستغرق ما يقترب من ساعه
دلف عز للداخل وهو يستمع لصوت المياه فقال بضيق:هى مش بتبطل حما خالص... ست غريبه.
ثم اتجه للشرفه المطله على فيلا العامرى وقال هو :يمكن تكون واقفه فى شباك ولا بلكونه ولا حاجة.
ظل يجوب بعينيه حتى يأس وقال :يا خسارة... ثوانى ووجودها تقف بالشرفه تحتسى كوب بيدها والى جوارها فتاه جميله لكن لم يهتم الا بدات الوجه الأحمر وقال:اوووف.. حمار وحلاوه مافيش كده... بقى دى تتخان دى يا ناس.. اقسم بالله لو كانت معايا لاكنت.... ااااااااه. ثم عض على شفتيه بقوه ورغبه


وهو يستمتع بالنظر إليها وهى تبتسم مع هواء بدايه الربيع فكانت لوحه من الجمال والإشراق وهو ينتقل من مرحلة الاعجاب بالشكل والجسد الى مرحلة الحب.. بكل مافيه.
تخطت الساعه ال12ليلا وهى ماتزال ساهره مع ملك. زفر بقوه وهو. مازال بانتظارها فى فراشهم.
دقائق ودلفت هى بارهاق تخلع حجابها وتلقيه أرضا فنظرت له وقد تذكرت فقط للتو ما فعله بالطبخ وتوعدها له فحديثها مع ملك قد انساها تماما ولكن الان فقط تذكرت وابتسمت للتو بمكر.
رأت نظراته الغاضبه فخلعت حذائها والقت واحده يمينا باهمال والاخرى يسارا بعبث واقتربت منه بمكر وتسليه وهو ينظر لها بتوجس غير مطمئن إطلاقاً.
فردت شعرها الطويل بنعومه على طول ظهرها وخلعت فستانها بعبث وهى تقترب متخليه عن خجلها لاول مره بطريقة ادهشتها هى نفسها ولكن أرادت ان تعلمه كيف يقول عنها زنوبه.
علت انفاسه بصعوبه وهو يراها خلعت فستانها المحتشم ووقفت امامه ترتدى احدى قمصانه البيضاء وقد فتحت اول ثلاث زرائر فكان صدرها الأبيض المنتفخ ظاهر له بطريقه مهلكة.


تقدمت بخطى بطيئه من طرف الفراش وهى تتذكر كيف ذهبت لارتداء قميصه بعدما فعلته به بالمكتب وتوعدت له فصعدت لغرفته واخذت قميصه وارتدته ثم ارتدت فستانها المحتشم وذهبت سريعا للجلوس مع ملك وقد نست أمر ما ترتديه ولكن الان فقط تذكرت.
كان قد وثب بركبتيه على الفراش وهو يلهث بانفاس عاليه من مظهرها المميت هذا وهو يراها ترتدى قميصه وهى بكل هذا الإغراء.
ابتسمت برضا وهى تراه هكذا ومعالم رغبته باديه عليه فمالت بصدرها بغنج قاتل وقالت:فى حاجة ياسى يونس.
ابتلع ريقه وبلل شفتيه قائلاً :فى حاجات.. قميصى ده صح.
شهد:اممم... اصلى كنت بطبخ وهدومى اتبهدلت فاخدت قميصك... انا عارفه انه غالى بس هرجعهولك.
يونس وهو لم يعد قادرا اكثر على التماسك:لأ... ده أنا هديكى كل قمصانى تلبسيهولى قميص قميص... بس تعالي بقا.


ابتعدت عنه بغنج قائله:بس يا سيدى لاحسن حد يشوفنا.
عض على شفتيه بقوه مغمضا عينيه وقال :حلو اووى الجو الجديد ده... بموت فى التغيير.
شهد :ما ينفعش يا سى يونس... انت نسيت... ده أنا زنوبه الخدامه.
انقض عليها يفترسها بقوه قائلاً :وانا بموت فى الخدامين.
فضحكت ضحكه قويه ولكن خرجت رقيعه حقاً دون قصد منها فقال :يالهوووى... اموت انا فى كدا.
وعاد يلتهمها بقوه وجوع أكبر وهى تتدلل عليه دلال جديد من نوعه اعجبه جدا. وظل هكذا طوال الليل وهى تذهب له عقله وهو يتصرف بمراهقه جديده عليه ولكن اعادت له فرحته بشبابه وشباب قلبه على يدها هى وحدها.
فى الصباح كان يهبط الدرج بسعادة غامرة وهو يحيط خصرها بتملك شديد حريص على الحفاظ على مصدر سعادته ولكن توقفت قدميهم وهم يرون مروه تجلس على السفره تتناول فطورها فتقدم مالك سريعاً وقال بسعادة :شكراً يا بابا إنك اتصلت بماما وصالحتها عشان تيجى... هى لسه حكيالنا حالا.. كنت عارف ان حضرتك هتعمل كده.
نظرت له شهد بصدمه فهز رأسه بقوه نافياً وتحدث لمالك قائلاً :مين قالك اني عملت كده انا ماعملتيش.... قاطعه مالك صارخاً :مافيش مدرسه بالجيبه دى يا جورى هانم.

نظروا اعلى السلم وجدوا جورى ترتدى يونيفورم المدرسه ولكن ابدلت الجيب الطويلة باخرى قصيره جدا.
تخطاهم مالك وصعد لها قائلاً بقوه وغضب:فين الجيب الى انا مختارها.
جورى بعبوس:اتقطعت.. هروح بدى النهاردة بس.
مالك بصرامه :لأ... هتصل بحد من المدرسة يجيب ليكى واحدة حالا.
جورى بغضب وهى تلوح بيديها :بس كده هنتاخل.
مالك بحب وهو يقضم وجنتها المنتفخه:مانتأخر.. احنا صحاب المدرسه يا روحى.
تدخلت شهد بغضب:مالك.. كده كتير... انا اللى لبستها الجيب وهى مش قصيره.. سيب البنت تعيش سنها وبلاش قيود.
مالك بحب:انا خايف عليها... وبعدين عادى ازاى... اسيب رجليها تبان يعني للعيال فى المدرسة.
شهد بغضب:لأ انا مش هسكت اكتر من كده... البنت بتقولى إنك مش بتخليها تلعب فى البريك وبتلزمها تقعد معاك مكان مانت قاعد.
مالك بقوة :عشان خايف عليها وبحبها وكمان مانا بفضل قاعد معاها.


شهد:لا... كتير بتسيبها وتروح تقف مع بنات صحابك... انا مش هعزل بنتى عن العالم والناس علشانك.
مالك بغضب :يعني ايه.
شهد بقوه:يعني من بكره هنقلها فى مدرسة تانيه.
مالك :نعم... ايه اللي بتقوليه ده.
شهد :الى هيحصل... انا امها ولسه عايشه مش هسيب حد يتحكم فيها عشان بقت يتيمه وانتو معيشنا معاكوا.
نظر لها يونس قائلاً :ايه اللي بتقوليه ده... وايه معيشنا معاكوا... ليه بتتكلمى على اساس انك مش مننا... انا وانتى واحد... والبيت ده ملكك واحنا الى ضيوف فيه.
شهد بغضب:انا مش عايزه بيوت... انا عايزه بنتى تعيش حياتها.
يونس:بنتك ابنى بيحبها والى بعملوا ده خوف عليها.
شهد :طب وهى ذنبها ايه يعزلها كده عن الناس
يونس بقوه :ذنبها وذنبه انه بيحبها.
اجتمع الجميع على صوت مشاجرتهم فقال كامل :اهدى يا شهد وهاتى جورى وتعالوا افطروا وانا ليا كلام تانى مع مالك.
مالك برفض تام :نتكلم زى مانتكلم بس اهم واول حاجة تغير الجيب دى.
جورى التى عليها كل هذا الشجار بعبوس لذيذ :قولتلك هنتأخل.


ابتسم الجميع رغما عنهم فقال مالك وهو يهبط الدرج ويخرج هاتفه للتحدث به:انا هكلم المدرسه يبعتوا اليونى فورم مع حد.
زفرت شهد بغضب وهزت رأسها بياس وجاءت لتهبط الدرج وجدت مروه تنظر لها بحقد وكره. فنظرت بغضب ناحيه يونس ثم هبطت الدرج وذهبت للسفره.
تقدمت مروه بخبث من يونس وطبعت قبله وجنته قائله بهمس:سورى يا يونس... وحشتني.
اتسعت عينيه بحرج منعا وخوفا من نطرات تلك الغاضبه لهم فقال بتلعثم:شكراً.... بس.. لازم تعتذرى لشهد.. انتى هنتيها... وهنتى ملك.
صكت على اسنانها بحقد وشر ثم رسمت ابتسامة سمجه وقالت لهم بوعيد:انا اسفه يا شهد... اسفه ياملك.
نظرت لها ملك بعدم ارتياح وشهد كذلك بينما مروه تحدث نفسها:ماشى. ان ما خليتك انتى الى تمشى وتقولى حقى برقابتى.
خرجت شهد بغضب وذهبت إلى الجامعة.
خرج يونس خلفها ليوصلها ولكن قالت إنها ستذهب مع ملك والسائق اولا كى تودعها ثم تذهب لجامعتها وذهبت سريعاً بعدما ودعت ملك الجميع وشكرتهم على حسن استضافتهم لها.
عاد ليلا بعد يوم عمل شاق وهى كانت بانتظاره خرجت سريعاً من غرفتها ولكن وجدت باب غرفته مع مروه قد اغلق بعد دلوفه داخله. هوى قلبها بين قدميها وسالت دموعها بغزارة وهى تتيقن من اكبر مخاوفها.
دلفت لغرفتها تبكى بقهر وحزن شديد والغيره تنهش اوصالها.
دقائق لاتعلم عددها ووجدت يدين تعرفها تماما ترفعها لاحضانه بخوف وقلق وقال:شهدى.. مالك.... بتعيطى كده ليه.
رفعت عينيها المحمره من كثرة البكاء وقالت:انا... انا شوفتك.. انت.. انت كنت عندها... انا... انا عارفة انها مراتك.. بس مش هقدر.. مش.. مش هقدر.


مسح على شعرها الممزوج بدموعها على وجنتها صانعا شكل بديع وقال بحنان:ماتعيطيش كده ياروحي... مالك هو الى قابلنى تحت وكان عايزنى في موضوع هو ومامته وطبعا ماينفعش كنت ارفض عشان مالك.
وضعت كفيها على وجهها وهى تهزه بجنون وقالت :بتكذب عليا بس انا عارفه انت كنت في حضنها... وو.
احتضنها بقوه وقال:لا ياروحي والله.
شهد بوجع:بس هى مراتك.. ماقدرش امنعك.. ده حقك وحقها حتى اكتر منى انا.. انا الدخيله على حياتكوا مش هى.
هز راسه بلهفه ورفض وقال:اوعى.. اوعى تقولى كده... انتى شهد حياتي... الى رجعتلى حياتى وعوضتنى... انا بحبك انتى ياروح يونس.
اخذها بحضنه حتى هدأت قليلاً فرفعت عينيها دون أن تخرج من حضنه وقالت :انا غيرت اوى يا يونس.
ابتسم بسعاده لاتوصف وهو يستمع لما تقول لا يصدق أذنيه.
ولكن توقف قلبه من شدة الفرحه التى حقاً صببت توقف قلبه من السعاده حين قالت بطريقة بسيطة ولكن مميتة :انا حبيتك اوى.........
ابتلع ريقه بصعوبة وقد جف حلقه وصوت تنفسه المرتفع مع صعود صدره هبوطه بسرعة رهيبه هما المسيطرين على الأجواء.
تحدث بتوجس خوفا من انه يتوهم فقط :حبيبتي.. انتى قولتى ايه.
شهد ببساطة مميته على قلبه :بحبك.

ارتفعت وتيرة أنفاسه اكثر وتخبطات معدته تزاد اضطرابات كأنه فتاه مراهقة. دقات قلبه اختلطت مع تخبطات معدته وتفسه السريع.

اعتدل على الفراش بجانبها بزهول وهى تتظر له باستغراب.
نظرت له لا تفهم شيء. شهقت بخضه وهى تجده يجذبها دون حديث وهو مغمض عينيه يشعر بالارتواء.

مر اكثر من دقيقتين وهو فقط مغمض عينيه لا تفهم ولن يفهم احد مايشعر به. اليأس كان قد عشش داخل جدارن قلبه. فكرة أنها تتقبل به زوجا بحق بالاصل كانت صعبة المنال وقد اكتفى بها. أحبها وعشقها بعنف ولم ينتظر يوماً أو حتى حاول السؤال بينه وبين نفسه متى ستعشقه. وإن راوده سؤال من هذا القبيل كان هل ستعشقه يوما.

تسكن باحضانه لاتعى شئ. تنظر له منتظره اى رد فعل التى تلى احتضانها. أمره غريب حقا.

تنظر لها وله حقا أجسامهم غير متقاربه إطلاقا. مظهرهم لا يوحى برجل وامرأته بل اب وابنته. لا اقصد بذلك ملامح العجز ابدا ولكن لهيبته وقار وطله حقا كبيرة وهى فتاه صغيره الجسد رغم انه كتله من الانوثه إلا انه ضئيل جدا بجانبه. احيانا تخشاه وتهابه من فرق الحجم وفرق القوه. تعلم أنها ككل بالكاد تصل لربع حجمه. لا تعرف لما اخذت عينيها تنظر إلى صدره وظهره العريض تخمن قياس عرض ظهره بالسنتيمتر. كفه ضخم يكسوه شعر اسود كثيف بعض الشئ. طوله يتعدى ال180سم.من اى عملاق تزوجت واحبت هى.. لاتصدق حقا انها تجلس بهدوء واستكانه باحضانه التى تكاد تبتلعها بسبب فرق الحجم.

كل هذا وهو مازال مغمض عينيه. نادت هى بخفوت:يونس.
فتح عينيه ونظر لها بهدوء استغربته بشده وقال:قوليها تانى كده.
ابتسمت بحب ونظرت داخل عينيه بعمق فمن الواضح انها عاده بها ونظرتها هذه تذيبه أكثر. قالت بهدوء وتمهل:بحبك. يا يونس.

اغمض عينيه بشده من جديد وهو يرجع رأسه للخلف. ثم فتحهم بجنون وقال :حراام.
اتسعت عينيها وقالت:حرام.. حرام ليه.
اقترب ببطئ مدروس وقال بهدوء مميت :حرام إلى بتعمليه فيا... هموت على ايدك.

القاها على ظهرها بقوه وقفز فوقها بعنف حتى أنها تأوهت بقوه ولكنه كتم تاوهاها بقبله توصف باكثر من عنيفه.
يقبلها بقوة جامحه.. يقطع عنها ثيابها ويمزج روحه بروحها بعنف اشد واشد وهو لا يردد غير كلمة واحدة :هتقتلينى ياشهد.

رغم أنها قد قاربت على الاعتياد على عنفه بل واصبحت تعشقه لكن هذه المره كان يتصرف بوحشية نابعه عن عشق ميؤس منه. لم تتحمل حقا رفع رأسه من عليها لاهسا بقوه يشعر بالانتشاء يقبل جبينها ولكنها حقا تتألم.الم لم تشعر به حتى فى اول يوم زواج لها.
يونس بصوت مبحوح من نشوة ما يشعر به :حبيبتي... شهد.
شهد بالم:اااه... تعبانه اوى يا يونس.

استلقى على ظهره واخذها بين ذراعيه يحاول تهدئه نفسه والا يأخذها من جديد. اغمضت عينيها والمها لم ينتهي بعد.
شهد بالم:يونس... انا مش كويسه.
نظر لها بخوف عليها وجد نقط حمراء اسفل جسدها العارى.
نظرت هى ايضا لتشهق بخوف والمها مازال مصاحب لها.
ابتلع ريقه بصعوبة يلوم نفسه على وحشيته معها. لكن لابد من التصرف الان وملامة روحه لاحقاً.

توقف امام الفراش وهو لا يعرف كيفيه التصرف. أمام من يعشق نسى اى شئ عن الطب هو الان لا يعرف كيف يقيس الضغط حتى .




يهبط الدرج سريعا بها فقابله والده الذى كان يهم لصلاة الفجر فقال بتفاجئ وخوف من هيئته المذعوره:فى ايه.. مالها شهد يابنى.

يونس وهو يركض باستعجال:تعبانه.. تعبانه يا بابا.
كامل :طب اتصل بالاسعاف.
يونس وهو يقود سيارته لانطلاق بها بسرعه:هو انا لسه هستنى.

انطلق بقوه الصاروخ وهو يكاد يفقد صوابه.

يحملها على ذراعيها داخل اقرب مشفى وهو يصرخ بكل الموجودين والتف حوله عدد لابأس به من الممرضات والدكاتره.

يلفها جيداً ويحكم عليها نقابها. هل هذا وقته!ولكنه يونس المهووس بشهده.

يقف بجانب فراشها يشد على يدها ينتظر تلك الدكتوره التى تأخرت كثيراً فهو طرد اى ذكر جاء للكشف عليها.

دلفت بخطى ثابتة تضع يديها بجيوب معطفها الطبى. نظرت بزهول وتفاجئ للواقف امامها:يونس!!

رفع نظره بغضب شديد لكنه تفاجئ قائلاً :نادين!!!!





مشتت جسده كله بعينيها التي عاد إليها الإعجاب من جديد وقالت بنعومه متعمدة :بتعمل ايه هنا يا يونس.

انتهى اندهاشه وتفاجئه سريعاً جاد وعاد خوفه الشديد على حبيبته فقال بلهفه:بسرعه يا نادين.. شهد بتتزف.. حاسس اني ناسي كل حاجه.

نظرت باستغراب شديد الى يونس ولهفته التى لم تراها يوماً على احد واتجهت ناحية الفراش وهمت لكشف النقاب فقال ببعض الحده:بتشليه ليه مش ضروري.
نادين ببرود واستغراب :عشان نفسها.. ايه فى ايه؟
قالت الأخيرة وهى ترمق تلك المنقبه بضيق تحول لاندهاش وحقد حين رفعت نقابها وبقيت ساكنه تنظر له ثم لها.

صرخ بها بغضب ونفاذ صبر:يالا يا نادين وبلاش برود الدكاترة ده.

نادين ببرود مستفز للاعصاب:عادى يعنى بنشوف 200حاله زى دى كل يوم.

يونس باعين وعروق محمره:اخلللللصى.

اهتز ثابتها البارد خوفاً من هيئته فتحركت لطلب إحدى الممرضات واخذت تلقى عليها تعليماتها بدقه وحرفيه شديدة.

يقف بالخارج يتأكله الغضب من هذه الغبيه التى اصرت على خروجه كى تستطيع علاجها إن كان يخشى عليها. وخوفا على صغيرته التى نزفت من عنفه العاشق لها.

خرجت من الغرفه ببرود وجاءت للتحدث معه ولكنه صدم كتفها وهو يهرع للداخل وهى تنظر له بزهول هو حتى لم يعطيها فرصه للحديث او شرح حالتها. يريد رؤيتها أولاً.
وقفت على أعتاب الغرفه تنظر له وهو يتفحص كل جزء بها ويكشف لنفسه فقط من تحت الغطاء( مع الاحتفاظ بحجب الرؤية لأى شخص عداه فقط) عن كل أعضاءها يتأكد بنفسه من سلامتها.
طبع قبله عميقه جدا على جبهتها تنم عن تعب عشقه وشغفه.





حتى وإن كان اطمئن بنفسه فليتأكد أكثر التفت لها وقال بلهفه :بقت كويسه صح؟ وضعها ايه دلوقتي.

اشارت باصبعها فى الهواء ببرود مع ابتسامة سامجه من كثرة حنقها من هذه الفتاة واهتمامه بهاعلامه على صوت من الاستعلامات يطلبوها باسمها لحاله طارئة بغرفة 566.

خرجت بسرعه وهى عازمة على الا تتركه اليوم. ولتعيد ماقد كان.

اما هو فظل بجانبها يتنهد بارتياح

يقف كامل فى بهو الفيلا بقلق حقيقى يتصل ويتصل به ولكن لارد.
استيقظت عزيزه وجدته على هذه الحاله من القلق فقالت:صباح الخير ياكامل... مالك كده.

كامل :صباح النور... يونس نزل الفجر بشهد وكانت تعبانه.. شكلها كانت متعوره او بتنزف هدومها كان فيها دم.

شهقت عزيزه وقالت وهى تضرب على صدرها:يانهار ابيض.. ليه.. حصل ايه.
كامل باستياء وغموض:مش متأكد... بس لا.. يونس مايعملش كده... هو مش بالغباء ده.

عزيزه بعقدة حاجب وجهل:ماتفهمنى بتتكلم عن ايه.

مط شفتيه من غباء زوجته وقال:ايه يا عزيزه من انتى ست متجوزه وفاهمه.

رمشت بعينيها وقالت بنفى قاطع:ايه يا ابو يونس.. مايونس متجوز من زمان عمرها ماحصلت... لا لأ انت ظالمه.

نظر لها بسخرية وهو يتمتم:بس ماكنش متجوز شهد الى طيرت عقله وقلبت حاله.
نطرت له تستوعب هذه الفكره وتتظر مثله للامام بشرود تفكر فى ما هو قادم.

دلفت نادين بخطى واثقه من غرفة استراحة الاطباء فقالت زميلتها مى لها ببشاشه:صباح الخير.
نادين ببعض الشرود:صباح النور.
مى باستغراب :مالك.. هى النبطشيه كانت صعبة اوى كده.




نادين بابتسامة حالمة :اوى.
مى:مالك كده.
نادين :قابلت يونس.
مى بتساؤل:يونس.. يونس مين.
اتسعت عينيها بزهول قائله بعدم تصديق:يونس كامل العامرى.

اوماءت نادين بابتسامة ماكره فقالت مى باستغراب :قابلتيه هنا ازاى الى اعرفه انه ساب الطب من اول ما اتخرجنا.

نظرت لها نادين باستهزاء:ده كل اللى تعرفيه عنه. هاه.. يونس دلوقتي بقى من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط والعالم.. غنى جدا جدا.. ده غير أنه بقى عضو مجلس الشعب كمان.

مى بفرحة وسماحة نفس:برافو... طول عمره شاطر ومجتهد... وعارف هو عايز ايه.. عمره ماكان حابب الطب ودايما كان بيقول كده.

نظرت لها نادين بطرف عينيها ثم عاودت أحلامها ولا يتردد فى زهنها المغرور غير أنه لابد من اعادته لها.

تحدثت مى قالت:على فكره عبدالله رجع من يومين من المانيا.




نادين ببرود:عارفه.. سو وات؟
مى :روحى سلمى عليه.. يمكن ربنا يصلح الحال وترجعوا لبعض حتى عشان ولادكوا.

نادين بسخط :شوف بقولها يونس رجع ظهر وهى تقولى عبدالله.. عبدالله ايه وبتاع ايه. الى كشف عيادته لسه لحد دلوقتي 50جنيه وفى منطقه اقل من شعبية. اخدتله عيادة في مكان راقي وبكشف اغلى ومليانه زباين وهو برضه مصر يروح العياده القديمه.

مى باستياء :زباين؟! المرضى بقول زباين؟
نادين بتافف:اوووف.. انتى هتعملى زيه... ده بزنس زى اى بزنس... مش عارفه ايه تقفيلة الدماغ دى.
مى:عموماً مش ده موضوعنا.. خليكى فى طليقك دلوقتي.
نادين وهى تقلب عينيها بملل:يوووه يا مى.. بقولك ايه انا وهو كنا عايزين كده مش انا بس ولا هو بس.. احنا عمرنا ما كنا متفقين.. كده احسن.. وبعدين بقولك يونس ظهر.
مى بزهول:لأ ماتقوليش...انتى بتفكرى تتقربى منه.
نادين بغرور وهى تهز كتفها :وليه لأ.
مى باستياء :بس ده تقريباً متجوز وعنده بيت وولاد.
نادين بلامبالاه:وماله... عادى.
مى :عادى ازاى.. وبعدين مين قالك انه هيبقي حابب كده.. انتى ناسيه ان هو الى سابك زمان.
نادين بعصبيه:لا طبعاً.
مى:نادين.. مش هنضحك على بعض انا كمان كنت صاحبتك انتى وهو وعارفه أن هو اللي سابك.
نادين بتلعثم:ده.. ده كان اختلاف في وجهات النظر مش اكتر.




مى:نادين ياريت تفكرى فى ولادك اهم من كل ده.
نادين باهمال:ولادى تمام.
مى:انتى شوفتيه فين صحيح.
نادين :جاى مع حاله الفجر.
مى:حالة مين... مراته.
نادين بنفى :لا... مراته انا عارفه شكلها هى من سننا... دى بنت صغيره شويه... شكلها قريبته.
مى:وماسالتيهوش ليه؟
نادين :الاستعلامات كانت بتنادى عليا.. وهو كان مشغول معاها.
مى:بلاش الى بتفكرى فيه ده يا نادين وحاولى ترجعى عبدالله ليكى ده انسان مش هتلاقى زيه كتير فى الزمن ده.

نادين:اوووف.. بقولك يونس.. يونس العامرى رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب تقوليلى عبدالله.. مش ممكن بجد.
مى بضيق منها :وانتى مين قالك ان يونس هيرجعلك بالسهوله دى.
نادين بغرور نابع من عقلها :ما الحب الا للحبيب الاولى.
قالتها وهى تشير على نفسها بثقه وغرور ومى تهز رأسها بيأس منها.

فتحت عينيها بصعوبة تحاول الاعتياد على ضوء شمس النهار بالغرفه.

ينظر بفرحه شديدة لرموش عينيها التى تجاهد لفتحها الى ان فتحتهم أخيرا فمال عليها يقبل يدها وقال:حمدالله على سلامتك يا حبيبتي.. انا اسف اسف ماتزعليش منى.
رفعت يديها بوهن شديد ووضعتها على وجنته قائله باعياء:انا كويسه ماتخافش.

يونس بلهفه:ماخافش ازاى بس.. ده أنا روحى راحت منى... وانا السبب.. بس والله غصب عنى لما سمعتك بتقولها والله فضلت اكتر من 4 دقايق بحاول استوعب وامسك نفسى عنك بس لما سألتك وقولتيها تانى ماعرفتش.. اوعى تزعلى او تخافى منى ياروحي.

اشفقت عليه رغم تعبها الشديد ولكن حالته هزت قلبه الذى استوطن حبه به.
رفعت راسه لعينيها وقالت :ماتلومش نفسك كده.. انا مراتك وحقك وانت عملت كده عشان بتحبنى اوى مش كده.
يونس بجنون يهز رأسه :ايوه ايوه والله.. من حبى وجنونى بيكى... اوعى تخافى منى.
شهد بخفوت ومرح خفيف :مش هخاف بس بعد كده براحه عليا انا زى اختك برضه.
يونس باستياء :اختى ايه يا هبله انتى... انتى مراتى وعشيقتى.. فى واحد بيعمل فى اخته كده برضه يا عبيطه.

شهد بوهن:ههههههه.. طب اعتبرنى حتى زى بنتك.
يونس بحب:انتى كده فعلاً ياروحى.. بحسك ساعات بنوتى الحلوه بس ده مايمنعش خالص انك مراتى حبيبتي.. بصى انا بحاول بكل جهدى اعتبرك برا البيت زى بنتى عشان ماتهورش قدام الناس وأفضل ماسك نفسى لحد ماندخل بيتنا ساعتها بقا بتبقى شهد العامرى.. مراتى الحلوه.. بتاعتى لوحدي.

ضحكت بوهن وقالت :ههههههه... بتتعب معايا والله.
يونس :انتى بتقولى فيها.. ده أنا برا البيت بستعمل اقصى درجات ضبط النفس وساعات كمان فى البيت عشان الى عايشين معانا... وكل ده بينهار فى سريرنا.
قال الاخيره بغمزه ووقاحه. فعبست قائله:اه وتبقى دى النتيجة.
يونس:لا بصى قولى كلمة حق.. انا دايماً ببقى حنين خالص معاكى هو امبارح بس لما قولتى أخيراً انك بتحبينى.

اتسعت عينيها بزهول كبير انساها حتى المها وقالت:مين ده الى بيبقى حنين معايا.. ده انت بت...
قطعت حديثها تخجل حتى عن الوصف.

يونس بمكر ومرح:اهو شوفتى... سكتى اهو.. عارفه ليه.. عشان بكون حنين خالص.
شهد بجنون وزهول:اه ياكدااااب.
امسكها من اذنعا بخفه وتحذير:عيييب.... مش تراعى انى أكبر منك.. عيب يا شوشو.
شهد بتألم خفيف:ااااه.. هو انت مش بتفتكر انك اكبر منى غير بالنهار ولا ايه.
ترك اذنها قائلاً بوقاحه:هو انا بيفرق معايا نهار وليل وانا معاكى.
شهد بخجل:سافل بجد.
قهقه عاليا بوسامه فابتسمت له بحب فقال :بهزر معاكى حبيبتي عشان انسيكى تعبك... كنت خايف اوى لاتكونى زعلانه مني ولا تفضلى خايفه منى.

شهد بحب:مش خايفه.. الى بيحب حد بيتقبل اى حاجه منه وانا ب... قاطعها وهو يضع كفه على فمها يمنعها من إكمال جملتها القاتله وقال بضعف ولاهاس:ابوس ايد الى جابوكى انا جتتى مش خالصه وانتى اصلاً لسه تعبانه.. ومش هينفع هنا خالص.
شهد بزهول وخجل:هو ايه اللي مش هينفع هنا.
يونس :هو الى فهمتيه بالظبط.. وبعدين أصلا السراير هنا ضعيفه مش هتستحمل الى بعمله فيكى... قاطعته هى تضع يدها على فمه هى هذه المره:اسكت ابوس انا ايدك احنا فى المستشفى.
ابعد يدها بجنون وقال :لا بصى شيلى ايدك عنى وحاولى على اد ماتقدرى ماتلمسنيش طول ماحنا برا البيت... انا جتتى مش خالصه قولتلك... البنى آدم دعييييف(بصوت محمود عبد العزيز فى ابراهيم الابيض)



ضحكت بتعب عليه وعلى حالته وهو ايضا كان يبتسم بيأس على ما اوصلته له بعشقها.

فى فيلا العامرى يجلسون على الإفطار وقد قامت عزيزه بتجهيز جورى للمدرسه عوضا عن شهد فقالت مروه بغيظ وحقد:وهى مامتها فين كل ده نوم.

عزيزه :لا يابنتى دى تعبت الفجر وراحت المستشفى هى ويونس.
مروه بفرحه لم تستطع مدارتها:تعبانة مالها.
عزيزه :مش عارفة.. بنكلمه حتى مش بيرد.
التقطت كامل هاتفه يحاول من جديد مره بعد مره الى ان رد عليه يونس أخيراً :الو... ايوه يابنى.. طمني شهد عامله ايه... اممممم.. وهى كان مالها يا يونس... ازاى هو بقت كويسه وخلاص ماتقول فيها ايه البنت دى امانه فى رقابتى.. طب خلاص خلاص ما تتعصبش.. انا هجيلك انا وامك انتو فى مستشفى ايه.... ماشى هنستناكوا.. سلام.
عزيزه :ها... قالك ايه.
كامل :بقت كويسه... وشويه وجايين.
عزيزه :ووقفوا النزيف.




مروة بحاجب مرفوع :نزيف ايه.
نظر كامل بغضب لزوجته ولسانها الفالت ولم يجيب.
مروه بغيظ :ماحدش بيرد عليا ليه.. نزيف ايه اللي بتقولو عليه.
صمت كامل ولم يجيب فقالت عزيزه بتلعثم:مانعرفش يابنتى.. ده احنا بنخمن يعني اكمن هدومها كان فيها دم.
مروه بعين تشع عضب:وده من ايه.
اغمض كامل عينيه باستياء وغادر المكان فقالت عزيزه :ايه يا مروه مانتى ست وفاهمه.
مروه بغيظ :قصدك ان يونس.... قطعت كلامها بحقد أكبر وأكملت بعد ثوانى :بس ده مش طبعه خالص.
هزت عزيزه اكتافها بعدم معرفه ومروه تتحدث مع نفسها وهى تصتك اسنانها:معقول.. يونس العاقل بقى كده معاها... طول عمره شديد وصحته حلوه بس ماتوصلش لنزيف يعني... لا البت دى لازم تمشى بقا.
عم الصمت المكان خصوصا بعد مغادرة مالك وجورى للباص وبقت مروه وعزيزه كل منهم تنظر امامها بشرود.

فى المستشفى
اغلق الهاتف بغضب كبير فقالت له:اهدى يا يونس فى ايه.
ضرب بقدمه المنضده المجاورة للفراش بغضب.
وتحدث بغضب:اهدى ازاى وهو بيقولى عليكى أمانته... انا الى جوزك وانا الى مسؤل عنك.
شهد بهدوء:ده زى والدى يا يونس وهو مايقصدش كده حرفياً هو بس بيحاول يوصلك المعنى بأنه خايف عليا.. اهدى بس.
يونس ومازال غاضباً :برضه... انتى بتاعتى انا بس.
شهد :مانا معاك انت اهو.. هو مايقدش.

تحرك بغضب وهو يعلم مقصد والده بان زوجها الاول سعد والذى من المفترض انه شقيقه قد تركها امانه لديهم لذلك اججت كلمة والده العفويه هذه نيران غيرته العمياء.

زفر بغضب ونظر لها يحاول أن يهدأ يكفى مافعله بها. بالتأكيد الان تراه تنين برأسين يخرج لهب من فمه.
نظرت له بحنان وقالت بتعب وهى تشير الى جوارها :تعالى.. تعالي اقعد.

تحرك ببطئ يحاول الهدوء وجلس لجوارها فقالت:حاول ماتفكرش فى الى فات... فكر فى ان احنا دلوقتي مع بعض.. الى فات كان حلو.. والى جاى هيكون أحلى.
اشتعلت عيونه بغيره وقال بحده:الى فات كان حلو ازاى يعنى يا هانم.
شهد بخوف:ايه يا يونس... اكدب يعني.

يونس بحده:انتى بتقولى ايه.. لا طبعا الى فات كان وحش ووحش جدا كمان.





شهد بهدوء :يونس انا مش كده ومش بحب كده انا حبيتك اه ومبسوطه اوى انى اتجوزتك وحبيت حياتى جنبك لكن برضه انا كنت بحب سعد وكنت عايشه معاه ملكة وهو كان بيحبنى اووى وكان اول راجل فى حياتى.انا مش جاحده ولا نكارة جميل.

لا يعلم كيف تحكم بروحه على الا يفتك بفمها الذى يتفوه بهذا الهراء. اشتغلت عيونه بغيره وغضب اول مانطقت بأسم سعد والجحيم الواضح بعينيه بزداد مع حديثها.
وقف بغضب يكسر المقعد الذى كان يجلس عليه وقال بجنون :ماسمعكيش تنطقى باسم راجل غيرى فاهمة.. ومافيش حاجه اسمها انه كان اول راجل فى حياتك... انا اول ةاخر راجل فى حياتك.
شهد بإصرار :مش هنضحك على نفسنا يا يونس.. انا كنت متجوزه قبلك.. وحياتى ماكنتش وحشه معاه بالعكس.. ولازم تتعود تسمع وتقول اسمه انا مش عاجبنى انك بقيت تحس كده من ناحيته... لأنه اخوك وانت مش انسان وحش ومش هسيبك تبقى وحش.

تحرك بغضب يترك لها المكان تتطاره شياطينه وهو يقول بصراخ وحده:انا خارج برا عشان لو فضلت مش ضامن نفسى واياكى اسمع منك الكلام ده تاني.
خرج واغلق الباب بغضب ثوانى وفتح واطل برأسه قائلاً بغيره ومازال غضبه حاضرا:ونزلى نقابك على وشك.. فاهمه.

فتحت فمها وعيونها ببلاهه وهى تحدث نفسها:هو فى ايه ولا فى ايه.



اغمضت عينيها تبتسم بحب وهى متيقنه انه ليس سئ ابدا ولكنها غيره بعض رجال الشرق ومعه هو زائده بعض الشئ.

كان متجه لجلب كوب قهوه له فتوقف على سماع نداء اسمه بزهول التفت لصوت فقال بزهول:عبدالله... مش معقول.
ابتسم عبدالله الذى كان يناديه :ازيك يا يونس بيه.
يونس وهو يحاول الهدوء بعد غضبه:بيه ايه بس.. ده احنا حتى كنا زملا.
ابتسم عبدالله ببشاشه وقال:انا خوفت تكون الفلوس غيرتك... والكرسى.. هههههه الكرسى ده بيعمل عمايل.
يونس :ههههههه... لسه دمك خفيف وضارب الدنيا جزمه.
عبدالله :صدقنى مافيش حاجة مستاهله.
يونس :وانت اخبارك ايه.. اتجوزت.. عندك ولاد ايه.
عبدالله :اه اتجوزت واتفصلنا. وعندي ولدين.
يونس بزهول:معقول.. ده انت كنت بتحبها اوى.
عبدالله :لا مانا ماتجوزتش الى كنت بحبها... على ماعرفت اتقدملها كان ابن عمها كتب عليها... انا اتجوزت نادين وانفصلنا.
يونس بزهول:معقول... دنيا غريبه اوى.
عبدالله :فعلاً.
يونس:طب ماحاولتش ترجع انت ونادين ليه.
عبد الله :انا وهى طباعنا صعب تتلاقى فى نقطة.. مختلفين على طول الخط.
نطر له يونس بمكر :بجد.... بس كده.
عبدالله بتنهيده:ماتبصليش كده... واه يا سيدي.. مى اتطلقت وحاسس انها فرصتى.
يونس مبتسنا فمازالوا يمفهمون بعض من النظره:بس ياترى هى إعجابها لسه موجود ولا يأست.
عبد الله بتنهيده:مش عارف.. وخايف حتى افاتحها.. هى اكيد متحفظه جدا دلوقتي خصوصا أنها تعتبر زميلة نادين وشغاله معانا فى نفس المكان.
يونس بمكر :هى شغاله هنا كمان.. صدفه عجيبه.



ضربه عبدالله على كتفه وقال بغيظ :ولاااا.. بطل مكر التعالب بتاعك ده.. هو لسه فيك.
يونس :هههههههه.. لا وبيزيد مش بيقل.
عبدالله بغيظ:اوف عليك يا اخى.. لا هى مش صدفه.. لما رجعت من السفر بعد طلاقها شوفتها صدفه وكان فى مكان فاضى هنا قاقنعتها تيجي تشتغل هنا.
يونس :طب يامعلم مادى بدايه مبشره.
عبدالله :ازاى.
يونس باستياء :دكتور بس غبى.. يابنى مانت لسه تأثير عليها.. زمان ماكنش حد فى شلتنا بيعرف يقنعها باى حاجة غيرك ولسه لحد دلوقتي.. كمان وافقت تيجى هنا اكيد عشان هدف في دماغها او فى قلبها.
قال الاخيره بغمزه وعبدالله يبتسم ببلاهه لتخيلاته ولكن فاق منها بعبث وقال بغيره:وانت عرفت كل ده منين... كنت مركز معاها بقا.
قهقه يونس بصخب وقال:لا اصلكوا كنتوا مفضوحين اوى.

احتقن وجه عبدالله فقهقه من جديد فتحدث عبدالله بتذكر :انت جاى هنا ليه.
يونس متذكرا حبيبته بحب:مراتى تعبت شويه.
عبد الله :شوفت مش قولتلك هتحبها مع الأيام ماكنتش مقتنع... اهو الحب بينط من عينك اهو.
يونس مبتسماً :الى هنا مش مروه... دى حبيبتي.. شهد.
عبدالله بزهول:حبيبتي.. يونس العامرى بيقول حبيبتي كده ومن غير شموخ ولا قوه شخصيته تمنعه زى زمان.
يونس بتنهيده:عشان اول مره احب.... انت عارف ومتاكد أن الى فات ماكنش حب.
عبد الله :عارف... وعلى فكرة احنا جوازنا كان له ظروف كده ملغبطه شويه.. باباها كان توفى وكل صحابنا وقرايبها كانوا مش مهتمين وانا وقفت جنبها باخوه وشهامه لاقيتها هى بعد فتره بتعرض عليا الجواز وافقت... كنت عايز انسى مى... لاكن ماحصلش.. وشويه بشويه مشاكلنا زادت وكان الطلاق الحل لينا احنا الاتنين.
يونس بتفهم:هو بيبقى نصيب.. واكيد اتعلمت من تجربتك معاها.
عبدالله :طبعا اتعلمت.. وأهم حاجة اتعلمتها أنى ما احاولش انسى حد بحد تانى.. ومارضاش بالمتاح واعافرة عشان أوصل للى انا عايزه.

تنهد يونس وقال:كويس انى قابلتك يا عبدالله.. انت عارف رغم معارفى الكتير لكن ماليش اصدقاء قريبين منى كلها معرفة شغل بس.
عبدالله :انا كمان سافرت ولسه راجع من يومين وماعملتش صحاب ومارتحتش مع حد زيك يا صاحبى.
يونس مبتسماً :لازم نتقابل تانى اكيد. هات رقمك وتعالى اعزمك على قهوة.




عبد الله بحب :اكيد.. وكمان تعرفنى على حبيبتك.
احتدت عين يونس بغيره وقال:تتعرف على مين انت اتجننت.
عبدالله مبتسماً بزهول:ايه مالك.. انت بتغيير كده معقول بتحبها اوى كده.
صمت يونس بغضب فقال عبدالله مبستما:طب خلاص خلاص.. ده انت حكايتك حكايه تعالى احكيهالى وانا الى هعزمك انا على القهوه يا بخيل... انا سمعت ان معظم رجال الأعمال بيبقوا بخلا اصلا.
نظر له يونس بطرف عينيه بملل فدفعه للأمام بمرح وقال:امشى ماتتنحش كده يالا.
ذهب معه يونس يبتسم بحب على صديق دراسته وروحه المرحة.

فى فيلا عز الفيومى
يقف فى الشرفه يقف لاعلى عله يراها تجلس على الفطور معهم ولكن ليست متواجده.
عز لنفسه:مش كانوا وسعوا الشباك شويه اعرف اشوف كل الى قاعدين على السفرة.. وقف معتدلا بزهق وقال :على اخر الزمن عز الفيومى بقا فرفور... اوف.. هى مش بتفطر معاهم ليه.. بس صحيح يعني هى المربى بتفطر مربى.. ولا القشطه بتاكل قشطه.. ماينفعش الفطار.
_:فطار ايه اللي مينفعش.

استدار بغضب لتلك الواقفه خلفه وقال:فى ايه.. حد يدخل فاجئه كده.
ماهى بحاجب مرفوع :هو انا داخله عليك الحمام.. واقف كده ليه.
عز باشمئزاز:داخله عليك الحمام... بقيتى بيئه اوى يا ماهى.. كل يوم مستواكى بيقل عن الى قبله.
ماهى بتلعثم وحرج:م.. ماهو.. ماهو من التعامل مع جيرانا الجداد البيئه الفلاحين دول.
عز باستهزاء:الطبع والتربيه بيبقوا دايماً غالبين يا ماهى مش من التعامل مع جيرنا المربى.. اا. قصدى البيئه.

تركها وغادر وهو يتمتم بجنون :طب انط من الصور واروح اشوفها ولا اعمل ايه... لاااا.. أعقل كده ياعز...ضيعتى الهيبه ياملك اعمل فيكى ايه بس.


فى المستشفى
دلفت نادين لغرفة شهد ونظرت لها ياحتقار تحاول اخفاءه وهى تجدها تضع نقابها عليها فقالت بضيق:ارفعى النقاب يامدام ماحدش هنا غيرنا.. عايزه اكشف عليكى.

شهد بتوجس :هرفعه اوكى.
نطرت بحقد لجمالها وبدأت بالكشف عليها.

دلف يونس للداخل فابتسمت نادين وكذلك شهد المتوجسه خيفه من تصرفاته المجنونه.
نظر لها يونس بغضب وقال :مش قولتلك ماتعرفيش نقابك.

نظرت له نادين باستغراب لغيرته وهى ترفع حاجبها بشك قائله:مافيش حد غيرى هنا يا يونس.
احتدت هذه المره عين شهد وقالت بغضب:يوووونس.. تعرفى اسمه منين بقا ان شاء الله.....
تنظر لهم بشراسه تنتظر اجابه في التو.



التفتت لها نادين بابتسامة سامجه على اعتقاد انها إحدى اقارب يونس ولابد من بعض التودد:انا نادين.. دكتووره نادين.. كنا انا ويونس زملا جداً جداً ايام الجامعه.



قالت الاخيره بخجل مصطنع يوصل رساله محددة وقد فهمته شهد فرفعت حاجبها وهى تقضم شفتيها بغيظ.



ابتلع ريقه وهو يشعر بنيران تنطلق من عينيها تجاهه. هذه النادين لم تترك له فرصه للحديث قائله:مش هتعرفنى عليها يا يونس... اختك دى صح... امممم ريهام مش كده. التفت لها قائله برقه مصطنعه:اصلى انا اعرف عيله يونس كلهم من كتر علاوة يونس عندى.



ابتسمت شهد بشر وقالت:اه انا اخته.



حجظت عيون يونس وقال بقوه فهو يعلم ما يدور الآن في ذهن صغيرته الشريرة وكيف ستنتقم منه :لالا اختى ايه.. مش اختى.. دى م... قاطعته بشر واصرار:ايه يا ابيه يونس مش هتعرف اختك بصحاب الدراسة.



يونس بغيظ:ابيه ايه انتى كمان.. شه... قاطعته ثانية وقالت بسماجه مصطنعه دور الاخت المرحه لنادين:وانتو بقا كنتوا صحاب بس.. ولا حاجة تانية.



ابتسمت نادين بخبث خفيه وهى تنظر أرضا تصطنع الخجل وهمت للحديث فقال يونس:لأ لأ مافيش بنا... قاطعته نادين :ايه يا يونس.. ريهام مش غريبه.. انا حبيتها اوى ليه مكسوف تقولها هو الحب حاجة تكسف.

شهد بشر وغيظ:حب!؟!

يونس مصححا بخوف:حب ايه بس.. انا هفهمك.

شهد بابتسامه تخفى شرا كبير:استنى انت يا ابيه تعالى.. تعالي يا حبيبتي اقعدى جنبى.



قالت الاخيره وهى تتحدث من بين اسنانها بغيره وكره وغيظ.

يونس بغضب:ابيه ايه انتى كمان انتى استحلتيها.

شهد متجاهله اياه وكل تركيزه مع تلك النادين فقالت من بين أسنانها مجددا :تعالى.. تعالي اقعدى جنبى ده انا حبيتشك اووى.



اقتربت نادين برقة مصطنع وجلست حيث تشير شهد بشر تحاول إخفاءه بابتسامة مصطنعه ويونس يضع يده على رأسه بضياع يقرأ الفاتحه مقدما على روحه.



يقود عز سيارته بضيق وسرعة. أصبحت تحتل كل تفكيره.. ماذا يفعل.. باى حجه يذهب لفيلا العامرى كى يراها.



هدء من سرعته وهو يقترب من محيط فيلتهم عله يلمح اى شئ.

وقف باص مدرسة جورى ومالك فترجل مالك اولا وهو غاضب بالطبع من جوريته وكثرة صداقتها وانزلها بعده بعنايه وهى تبتسم ببراءه تلوح لاصدقاءها بفرحة وشقاوه. رمق الباص المتحرك بغيظ وقال:خلاص مشيو.

نظرت له وجدته عابس فقالت:ماعملتش حاجة.

مالك:مين الواد إلى كام بشاور مع صحباتك ده.

جورى مبتسمة بحماس طفولى:ده زين.

مالك لنفسه:وكمان اسمه حلو.

نظر لها وقال:وعرفتيه منين مش اتفقنا بنات بس... ولا ارجع فى كلامى زى الاول ولا يبقى ولاد ولا بنات.

جورى :ده توأم زينه صاحبتى.وتحركت وهى تنفخ وجنتيها بغضب متمتمه بصوت مسموع:اوووف... كل حاجه لأ يا جورى لأ ياجورى... جورى زهقت.



ترجل عز من سيارته سريعا وتقدم لهم وقال مبتسماً :ازيك يا جورى.. عامله ايه... فكرانى.

جورى وقد ذهب غضبها بسرعه وطفوله فابتسمت بحماس قائله:ايوه طبعا فكراك.. مش انت عمو عز الى ساكن جنبنا.. بابا أدهم وحنين.

مالك متدخلا:ادهم مين.

عز مبتسماً :ابنى.

رفع مالك حاجبه بعدم رضا. تنحنح عز قائلاً :احمم. اا. وانتى يا جورى ليه مافيش حد مستنيكى فين مامى ولا خالتو ملك.

جورى بحزن:مامى تعبانه.

عز مقتربا من هدفه:وخالتو ملك.

جورى:رجعت البلد تانى.



تنهد بضيق وقال:طيب ادخلى بسرعة يالا عشان ماتتاخريش... يالا باى.

جورى ببراءه :باااى.. وسلملى على ادهم وحنين كتير.. باااااااااى.

كانت تلوح له بحماس وصوت عاالى وهو يتحرك لداخل بيته حتى اختفى وجدت مالك على يمينها محتقن الوجه ينظر لها بغضب فقالت بسرعه :جعانه اوى يا لوكه. ثم ركضت للداخل بسرعه وهو يسير خلفها متوعدا.



تنظر بشراسه له وهو يقف قليل الحيله. لا يدري ماذا يفعل. هل يذهب لخنق تلك النادين ام يخرس فمها الذى يتحدث عن أشياء كانت من الماضي وكذلك لم تكن بكل هذه المبالغه. إنها تبالغ كثيراً بل وتختلق مواقف من عقلها تزيد لهيب الأجواء. هو لم يكن بكل هذه الرومانسية يوماً معها او مع احد. أساساً لم يعرف للرومانسيه طريق الى مع هذه الشهد الشريره الشرسه.تقول إنها اخته حسنا لقد انتهيت يونس. لا لا شهد طيبة القلب هى فقط تمزح. تمزح؟! كيف ونظراتها الحارقة له يؤكد لنفسه مئه بالمئه انها تفكر بطريقة للقتل تليق بمقامه الرفيع.



_:يااااااه دى كانت قصه حب اسطوريه بقا.

نطقت بها شهد بغيظ وشراسه تحاول الابتسام بصعوبة عقب انتهاء نادين من حديثها عن قصة حب ملتهبة.



ابتسمت نادين تدعى الخجل وقالت:اممم... كل الجامعة كانت عارفة يونس بيحبنى اد ايه.

شهد وهى تومئ رأسها بسماجه:اه وانا كمان بقيت عارفه.

نادين:انا حكيتلك عشان حسيتك زى اختى.

شهد مكمله:الصغيره.

نادين:ههه اه اه طبعا اختى الصغيره.

شهد:اه اصل فرق السن بنا كبير يعني.. حتى واضح.

كبتت نادين حقدها وغيظها بصعوبة وقالت:ههههههه. اه صح بس انا مهتميه بنفسى خالص بشرة وشعر وميك اب و.

قاطعهتها شهد وهى تمسك خصلات شعرها المصبوغ اصفر:اه ياحبيبتي الصرف باين.

نادين :ايه.. لا ده انا شعرى اشقر اصلاً دى مش صبغه.



رفع يونس حاجبه من كذبها فهو يعلم لون شعرها الاصلى من ايام الدراسه.



فقالت شهد :امممم... يبقى اكيد الجدور السمرا دى انتى كنتى صبغاها عشان تعملى لوك جديد صح.

نظرت لها نادين بحرج لكشفها وقالت:اه.. ااه. ايوه صح برافو عليكى.. ااا.. انا هستاذن بقا عشان فى حالات كتير محتجانى.

شهد بسخريه:ده انا كنت قربت انسى ان المفروض وراكى عيانين غيرنا.



نادين :اه شوفتى الكلام الحلو نسانى.. انا اصلى حبيتك اوى عشان اخت يونس.

شهد:اه انا اختك اووى.. اخته لازم يعني.

يونس بنفاذ صبر:شههههد.

شهد مصطنعه التافجئ:ابيه يونس.. ده أنا كنت قربت انسى انك موجود.

نادين باستغراب :شهد مين.

يونس بضيق:دكتورة نادين اتفضلى حضرتك مش عايزين نعطلك اكتر من كده اكيد سايبه مرضى كتير محتاجينك.

نادين بميوعه:ايه دكتورة نادين دى يا يويو.

شهد بغيره:يويو؟!

نادين بدلع:اممم اصلى كنت دايماً ادلعه اقولو يا يويو وهو دايماً كان يقولى يا نادو.

شهد بتقزز:يويو؟!! ونادو!! ماجمع الا ماوفق.

يونس بتفاجئ من حديثها:يويو مين يا نادين انا اول مره اسمع الاسم ده. ده لو كان اسم اصلا.

نادين :ماتتكسفش يا يويو.. اختك خلاص عرفت الى بينا.. وانا حبيتها اووى.

يونس بغيظ وصراخ:اولا قصدك اللى كان بينا.. ثانيا بقا دى مش اختى.

نادين بتفاجئ :إيه ازاى.

يونس بقوه :زى ما سمعتى.. دى مش اختى دى مر.... قاطعته شهد ببرود وسخريه:اصلو بيعتبرنى زى بنته.



اغمض عينيه وكأن الكهرباء قد انقطعت عن عقله فقال وهو مازال مغمض عينيه ويكور قبضة يده :اخرجى انتى يانادين دلوقتي.. وابقى ابعتيلنا دكتوره جراحه.



نادين:ليه؟

يونس بقوه وغضب :هتخيط للمدام دماغها.



خرجت نادين باندهاش وهى تلوح له بحرج مصطنع. اغلق الباب خلفها بغضب ووجه محمر يتوعد لتلك الصغيره. التفت لها وجد الشر يتطاير من عينيها وتنظر له بغيظ.



تبدل كل توعده لها بتوجس من هيئتها وردة فعلها على ما سمعته. ولكن غضبه منها لايحتمل.

يونس بغضب :انتى ازاى تقولى إنك اختى.

شهد بشراسه:ايه يا ابيه يويو.. مش كنت تقولى ان حبيبة القلب لسه على تواصل معاك.

يونس بغضب :ايه ابيه دى الى طلعالى فيها جديد دى.

شهد ببرود:الله مش اختك وانت اكبر منى بكتير لازم احترم فرق السن.

يونس بغضب :فرق سن ايه وكلام فارغ انا جوزك وانتى مراتى.

شهد بحدة :والله... بقى مقضيها وعاملى فيها الراجل الشقيان المكافح.. يا بتاع ناااااادين.

يونس بعضب:ايه بتاع نادين دى.. وكل الكلام اللي قالته ده تاليف وتحوير.. عمر علاقتى بيها ما كانت كده. كانت ازيذ من الزماله العاديه بشوية. ولو كانت علاقتى بيها بالحرارة الى هى بتتكلم عنها دى عمر ماكان اعز صحابى هيرضى ابدا يتجوزها بعدى.

شهد بجنون:اااااه... قول بقا ده انت مشروخ من جواك عشان اعز صحابك خانك واتجوزها.

يونس بجنون من جنانها:مشروخ ايه وخان مين لا طبعا ده اعز صحابي وهيفضل طول عمره كده ولاهو ولا انا شايفين ان جوازه منها فيها حاجة غلط.



شهد بغضب :بس ده مايمنعش إنك كداب.

يونس بضيق:شهد ايه اللي بتقوليه ده.. انا بحبك اه لكن انا يونس العامري مش هسمح لحد يقولي كده ابدا حتى لو كان روحى فى ايده زيك.



شهد بحزن:لا هتسمح يا يونس عشان انت ضحكت عليا.. قولتلى إنك عمرك ما حبيت أبداً وأن انا اول واحدة تعمل فيك كده ماحكتليش عن اى حد قبل كده.



تنهد بقوه وقال:لا قولت بس انتى ماكنتبش واخده بالك... أو بمعنى اصح ماكنتيش مركزه معايا ومش حطانى من ضمن الاشخاص الأساسية في حياتك.. سمعتى كلامى باهتمام اه بس علمش فى دماغك ولا اتحفر فى مخك لانى ساعتها كنت يونس بيه اخو جوزك.



نظرت له بصمت وحيره فاكمل متنهدا :فاكره لما كنا في الاوتيل وقعدت احكيلك على حياتى وازاى دخلت طب وانى كنت بشتغل مع الدراسة.

اماءت له بهدوء فاكمل :طب مش فاكره انى ساعتها حكيتلك عن بنت كنت مرتبط بيها بس سيبتها لأن دماغنا ومبادئنا من واحده. طب مش فكرة لما قولتك انها كانت بتقولى ليه تشتغل في البزنس ماحنا ممكن نعمل من الطب فلوس كويسه اوى.



اتسعت أعين شهد بتذكر وقالت:اااااه.. دى كانت نادين.

يونس بهدوء:اه هى.. شوفتى بقا انى مش كداب زى ما قولتى وانى سبق وحكيت كل حاجه بصراحة.



شهد بحزن:اه بس هى بتحكى غير كده.. وبتقول حاجات كتييير.. كنتوا بتلعبوا وتجروا وتتجننوا مع بعض وتاكلوا ايس كريم تحت المطر.

يونس :طب بزمتك دى هيئة واحد يجرى ويتجنن وياكل ايس كريم تحت المطر.

نظرت لهيئته وشموخه ولكن قالت :وايه يمنع مالوش علاقة بالهيبه خالص... ماهو اللى بيحب اوى بيتجنن مع حبيبته ومش بيهمه اى حاجة والحاجات دى مش بتقلل من قيمه حد بالعكس.

يونس بهدوء وقد جلس أمامها على الفراش :صح.. مالوش علاقة والراجل مهما كان سنه او هيبته ومركزه ممكن جدا تجنن مع حبيبته ويشاركها كل حاجه وده مايقلش منه حاجة بس ده لما يكون بيحبها بجنووون. مش علاقة عادية جدا.

التصق اكثر بها وأكمل :انا محبتش حد بجنون غيرك.. ده لو اعتبرنا أن نادين كانت حب اصلاً.. انا معتبر إنك اول حب فى حياتى.. اى حاجة قبل كده ممكن نسميها أن قلبى كان بيجرب يشتغل بس.



ابتسمت بحرج فقال :يعني زى ماتور العربيه بيشتغل اه بس مش بيمشى غير بالبنزين بيبقى بيسخن الاول.. يعنى مع نادين كان قلبى لسه بيدور ويسخن.



ابتسمت لتشبهاته الغربية وقالت:انت بتجيب التشبيهات دى منين.

ابتسم قائلاً :سيبك من تشبيهاتى.. انتى ...قاطعته متذكره بغضب وغيره :لا استنى... دى بتقول انكو دايما بتسالو عن بعض وعمركوا مانسيتوا بعض. ثم اكملت مقلدة صوتها :امممم اصل الحب الاول بيفضل طول العمر هو الحب الحقيقي.

يونس :ماقولتلك بتألف.

شهد بقوه:هتألف وانت واقف طب وانت ماكدبتهاش ليه وهى واقفه إلا إذا كان معاها حق فى كل اللى بتقولو.



صرخ بجنون حقيقى وهو يجذب خصلات شعره:وهو انتو كنتوا سايبنلى فرصه اتكلم.. وكل ما اجى افهمها تقومى مقطعانى.. هو انا عرفت افهمها انك مراتى ولا اوقفها واقولها انتى كدابه.. ولا عارف اخرسك وانتى بتعصبينى وتقولى يا ابيه.

شهد :مش مصدقه طبعا كنت تقدر تخرسنا احنا الاتنين الا اذا كانت بتقول حاجات حقيقيه يا.. يا ابيه يويو.



يونس بضيق وغضب:ايه يويو دى.. وبطلى كلمة ابيه دى انتى هتسطعبطى انا جوزك يامدام.

شهد بسخرية شرسه:بس انا بقا عاجبنى دور الاخت اكتر.

نظر لها بوعيد وقال وهو يهز رأسه:بقا كده... تمام... انا هعرفك دلوقتي انا اخوكى ازاى.



لم يمهلها وقت حتى لتوقع ما سيفعله إنما انقض عليها يقبلها بقوه وعنف وهى متفاجئه ثم حاولت التمنع لكن لحظه أخرى وذابت معه في قبلته وهى تبادله بنعومه وحراره حين قلل عنفه وحولها لقبله محمومه بنعومه شديدة عندما استشعر استجابتها له وهو يبتسم وسط قبلته بحب ورضا وفخر بحب صغيرته له والتي أصبحت لاتستطيع إخفاءه عنه إنما تغير بشراسه عليه وتذوب معه في سخونة مشاعرهم التى أصبحت مشتركة بقوه.



دقائق لا يعلمون عددها و قبلتهم تزداد حرارة وشغف.



حتى صوت الطرقات العالى على الباب لم يستمعوا لها من كثرة انشغالهم ببعض كل بالاخر ينفصل به عن العالم.



فتح الباب ودخل الطارق. فانتبهوا على صوت شهقات فزعه بحرج واخرى بغيظ.



رفع وجهه عنها بصعوبة فاحتدت عينيه بغضب وانزل على حبيبته نقابها بسرعه ونظر مره اخرى بحرج ولكن غضبه اكبر وهو يرى عبدالله ونادين ومى يقفون ثلاثتهم امامه.

عبد الله بحرج متفهما لحرمة صديقه:احنا اسفين بس قولنا نيجى نسلم عليك.. وو.. وخبطنا ماحدش رد خوفنا يكون حصل حاجة وانت مش موجود فافتحنا.



كل هذا ومى تنظر أرضا بحياء من الموقف. أما نادين تنطر لهم باعين جاحظه بغيط وتفاجئ وتخبط فتحدثت :ايه اللي بيحصل ده... انت ازاى..إزاى.. دى... ازاى تعمل كده مع...اختك.



كل هذا ويونس ينظر لهم بغضب وخصوصا عبدالله لأنه رجل ولكن يعلم أنه لم يقصد ولكن لم يشأ أن يراه احد مع زوجته في هذا الوضع فهذا لا يصح.. يعلم أنه لايصح مافعله هو وهو يعلم أنه خارج عرفتهم ومنزلهم ولكن جنان زوجته هو ما اوصله لهذا . وعندما تحدثت نادين وعلى ذكر سيرة اخته نظر لشريرته بغيظ فهى من اقبلت بادعاء هذا. رغم نقابها الذى يغطى وجهها ولكنه قرأ معالم حاجبيها وعينيها التى تنظر له باستمتاع وكأنها تقول :البس يا معلم.



سب تحت انفاسه بتوعد لها ونظر بإتجاه الثلاثة اصدقاءه وقال لنادين من بين أسنانه :اخت مين.. دى شهد.. مراتى.



شهقت بقوه وغيظ قائله:مراتك... مراتك ازاى.. بس هى قالت إنها اختك... و بعدين انا عارفه مراتك.. اسمها مروه من سننا.



يونس بغضب :دى شهد مراتى.. اتحوزنا من فتره وكل الناس عارفه.



نادين :ازاى وليه و قاطعتها مى:مش وقته يانادين.

نظرت لهم جميعا بغضب وشر خصوصا تلك المختفيه تحت النقاب يناظرون بعضهم بنظرات مماثله تماما ونادين تحدث نفسها:شوف البت وخبثها تقولى اخته عشان اقعد اتكلم واحكى ماشى.. بس كويس اتجوز التانيه يعني المبدأ موجود ومافيش مانع من التالته...اه يا لئيمه يا خبيثه ماشى وكمان هو الى كان السبب فى النزيف ازاى ماخدتش بالى ان النزيف بسبب عنف العلاقة.. ماشى.. ماشى.



انتهبت من جديد لهم تستمع لحديث يونس مع مى يرحب بها. وهى أحياناً تستمع لحديثهم وأحيانا أخرى تناظر تلك الخبيثة بنظرات حارقه.



فى المساء

وقف بسيارته أمام باب الفيلا ونظر لها بتوجس لهدوءها الخطير.

داخله شعورين متناقضين الأول غاضب من فعلتها وتكذبيها له وادعاء انها اخته وعدم ثقتها. والشعور الثاني والأكبر هو الفرحة بغيرتها المجنونه التي تعيد له روح الجنون والمشاغبه التي كان قد قارب على نسيانها وهو يجلس بتوجس لا يستطيع تحديد رد فعلها القادم. فروح حبيبته المجنونه المرحه التى كانت قد ماتت مع موت شقيقه قد عادت للظهور من جديد وهذا اسعده بشدة لدرجه طغت على غضبه منها. فجنونها وشقوتها مع سعد كانت معروفه عنها للجميع بشده ورغم ما وصل له بعلاقته معها ولكنه كان يتسائل بين الحين والآخر عن شهد المشاغبه والتى اعتاد السماع عن مشاغبتها مع اخيه من امه او اخته واحيانا كان جنونها يظهر على وجه اخيه من افعالها. وهاهو الان يجلس بلا هواده يتوقع اى شئ منها.



ترجل من سيارته وذهب لفتح الباب لها قابلته البرود والغضب.

زفر بتعب وتركها تهبط وحدها بعدما رفضت يده الممدوده بمساعدة.



تحركت خطوتين واغلق الباب فاستدارت بغضب وقالت :مش تيجى تسندنى وتدخلنى لجوا هو مش انت السبب فى الى حصلى ولا ماسمعتش كلام التمرجيه الى كانت هناك.



نظر حوله بجنون وقال:تمرجيه!الدكتورة بقت تمرجيه.

شهد بحده:اه دافع عنها دافع.

يونس بجنون:بدافع فين بس.

شهد بتافف:طب هتيجى يعني تسندنى ولا هتاخدنى لحم وترمينى عضم.



نظر لها بزهول لا يعلم ايضحك على جنانها وحديثها ام يقطع عنه ثيابه من كلامها المتقلب هذا وقال:لحم ايه وعضم ايه..مش انتى اللى رفضتى اساعدك وانزلك.



شهد:اه بس دلوقتي بقا عايزاك تسندنى.. مزاجي كده.

رفع حاجبه وقال:مزاجك.. ماشى يا سوكه.

شهد بحده:ومين سوكه دى كمان ياسى يونس.

يونس بتلاعب:سوكه العبيطه.. ماهى الى كانت بتقول كده فى الفيلم مزاجى كده.

شهقت بغيظ :بقا انا شبه سوكه العبيطة.. اخس عليك يا يونس.

يونس بتلاعب وحب:احلى سوكه في حياتي.



ابتسمت بحب وخجل رغم محاولاتها عدم الابتسام ولكن فعلت وهو ينظر لها بشغف وحب. ثوانى وعبثت من جديد وقالت بأمر :طب يالا سندنى.

ضحك بخفة وهز رأسه بيأس منها وقام باسنادها بحب وحنان شعرت به مبتسمة بصدق.



وقفت عند باب الفيلا ونفضت يده عنها فجاءه وقالت بإصرار :شيلنى.

يونس :ايه.

شهد:شيلنى.

يونس :انتى سخنه طيب ولا ايه.. عايزانى اشيلك قدام كل الى جوا عادى ومش هتتحرجى زى كل مرة.

شهد بمشاغبه وإصرار :اتحجج بقا.. مش قادر تشيل ولا ايه يا بعلى.



كتم ضحكته بصعوبة من مايعيشه مع مجنونته الجديد على حياته الروتينية كليا.

نظرت له بتحدى:ها هتشيل ولا مش قادر.

يونس :يابت ده انتى ماتجيش فيا دراع.

شهد بشقاوه:كلااااااام.

رفع حاجبه لها بتحدى وقال:متاكده.

شهد باصرار ومرح:يالا.. شيلنى ياحواش.

ضحك بجنون منها وقال: مستعدة.

شهد وهى ترفع يديها في الهواء:يالا طيرنى يا طيارة.



ابتسم بحب واستمتاع منها ومن جنانها الغريب وهو لا يعلم اتمرح ام غاضبة هى ام ماذا.

فى ثواني كانت محمولة بين ذراعيه وهو ينظر لها بثقه وكأنه لا يحمل شيئاً.



فتح الباب لهم بعد دقه عدت مرات وزهل الجميع من شهد المحموله على ذراعيه.

نطرت لهم بحرج ثم قالت له بخفوت:خلاص نزلنى.

يونس بجنان منها:اشيل ولا انزل ولا ايه.

شهد :نزلنى.

لمحت مروه تهبط الدرج تناطرهم بغيظ فقالت بسرعه :غيرت رائى.. شيلنى.

يونس بجنون:بت... ارسى على بر.

شهد:خلاص جواب نهائى.



حملها معتذرا مت من الجميع متعللا بمرضها وصعد لغرفتهم سريعا ووضعها بهدوء على الفراش.



اعتدلت بهدوء أيضاً في موضعها تتكا على ظهر الفراش واضعه رأسها على الوسائد.



نظر لها بحب لا يستطيع توقع الخطوة القادمة مع ظهور روحها المجنونه مجدداً.



خلع ثيابه وذهب للمرحاض لاخذ دش سريع.

ذهب لغرفة الملابس وارتدى ملابس بيتيه مريحة واتجه لها من جديد.



كانت مغمضه عيونها براحه تحتول الاسترخاء. شعرت بهبوط جسد بثقله على الفراش فنطرت له وقالت بهدوء مخيف:هتعمل ايه.



رفع حاجبه من سؤالها الغريب وقال:ايه هنام.. صمت قليلاً واكمل بعبث:مش هعمل اكتر من كده ماتخافيش الدكتورة مانعانى لمدة كام يوم كده من اللي عملته فيكى.

قال الأخيرة بفخر فلم تبالى هى ولم تخجل حتى وقالت بابتسامة :لأ انت مش هتنام على السرير معايا.

يونس:نعم... امال هنام فين.



وقفت بصعوبة وقالت :مش عارفة.

يونس :مش عارفة ازاى.. ورايحه فين.

شهد :هاخد دش.

يونس بوقاحه:اساعدك.

شهد بغضب وصراخ(من الاخر بتردح) :خليك في السودا الكودا الى كنت عارفهاااااا... يا بتاع ناااااديييين.



اغلقت الباب فى وجهه وهو فقط عينه جاحظه من الصدمه تزامنا مع رنين هاتفه فأجاب قائلاً وهو مازال على حاله:الو... ايوه يا عبدالله... شهد بتردحلى ياعبدالله.



مر أسبوع وشهد على حالها معه تذيقه من الوان الجنان من كل لون ولون. رغم غضبه أحياناً وزهوله احيانا كثيره إلا أن سعادته كانت الاكبر وهى تتصرف بغيره مجنونه نابعه من عشقها له.



يشهد الجميع على تجدد روحه ووجهه الذى اضحى يشع حياة وحيوية واشراق.



يجلس صباحاً امام سفرة الطعام والجميع ينظر له بتسليه يعلمون ما تفعله به شهد. ومروه تتميز عيظا من سعادته

بجنان هذه الفلاحه ماذا تفعل زيارة عنها هى.



هبطت الدرج بهدوء وهى ترتدى فستان ابيض رقيق جدا مع حجاب ذهبى فكانت كالملكه بهذه الطله وهى لاتضع على وجهها إلا كحلا يزيد من وسع عينيها جمالاً. عيونها التى توقعه صريع لها ولحبها.

ينظر لها وهى تهبط الدرج بحب فهذه الحميله زوجته وملكه. يجلس بشموخ وزهو يليق به يبتسم وهو يحاول توقع ماذا سيفعل جنونها اليوم.



تقدمت بهدوء ونعومه بجمالها الأثر ومروه تشتعل بداخلها تعلم وتقر انها حقاً جميلة.

جلست لجوار يونس بهدوء بعد إلقاء السلام. ابتسم متعجبا فجنونها اليوم سيكون ناعما مثلما اعتاد منها. يكون أحياناً جنون بشراسه وأحيانا يكن ناعما مثل اليوم.



تحدثت عزيزه وقالت:عامله ايه يا شهد يابنتى النهاردة.

شهد:الحمد لله بقيت احسن... وهروح النهاردة الكليه كمان.

يونس:مافيش كليه النهاردة.

شهد بحده خفيفه:ماينفعش انا بقالى كتير مش بحضر الامتحانات قربت.

يونس مبتسماً باصرار :مافيش كليه النهاردة... النهاردة عيد ميلادك.



ابتسمت بحب فهى ظنته لا يعلمه ولا تعلم من أين علم فهذا اول عام لهم معا.



اتعست عيون مروه بحقد وغضب. بينما تحدث كامل :كل سنه وانتى طيبه يا بنتى.

شهد:وانتى طيب يا بابا.

عزيزه:كل سنة وانتي طيبة يا بنتى.

شهد:وحضرتك بخير.

كامل:لازم نحتفل بيكى بقا.

تدخلت مروه لاول مرة بغيظ وسخريه:كل سنه وانتى طيبه يا شهد.. بس ليه نحتفل ليه يعني كتير بصراحه.. ماتزعليش منى طبعا انا بس خايفه عليكى... اصل انتى طول عمرك اخرك تورته ب150 جنبه من حلواني الشبراوى... ده إذا كنتوا فى الفلاحين بتعملوا أعياد ميلاد اصلاً... انا خايفه عليكى يا حبيبتي بس تنصدمى.



تجمعت الدموع بعينيها من بشاعة تلك المروه وهى التى كانت تلوم نفسها وتحاسبها لان يونس يعيش فى غرفتها هى يوميا وتقريبا لا يتحدث ولا يمس مروة. تدين نفسها بأنه حرام عليها وان للاخرى حق بها وتأتى هى وتقول هكذا وتجرح بها.

غضب يونس كثيرا من حديث مروه وانتظر رد شهد كى تأخذ حقها بيدها كما عودها ولكن يبدو أن صغيرته قد جرحت كثيراً هذه المرة وهذا واضح من لمعان عيونها بالدموع.



التفت لمروه قال:برافوا عليكى يا مروة.. فعلاً شهد لازم تتعامل بالمستوى الى يليق بيها... يعنى تتعامل كملكه لأنها من يومها ملكة وعشان كده انا حجزتلنا يخط في النيل نحتفل عليه ياروحي.



قال الأخيرة وهو ينظر لشهد بحب واعتزاز



نظرت له تبتسم من بين دموعها وهى تراه يعلى من شأنها فوق الجميع وحقا يجعلها ملكه عليهم جميعا.



اما والديه لا يصدقون وهم يرونه يبوح بكلمات عاشقة لزوجته امامه فشموخه دائما ما كان يمنعه رغم علمهم بعشقه لها لكن هذه أول مرة يصرح بقوه ودون خجل.



تحدث كامل قائلاً :بس انا خايف على العيال الصغيرة والميا.

يونس :لا يا بابا.. انا عامل الاحتفال ليا انا وشهد وبس.



زهول اخر يصيب الجميع ومروه تكاد تنفجر وهى تراه يصطحبها بعد ان احكمت وضع نقابها ويغادرون بسعادة حقيقيه.



فتحت هاتفها وأرسلت رساله لماهى مصاحبه لبعض الصور.



قامت ماهى بالاتصال عليها فخرجت للحديقه لكى تستطيع التحدث :الو... ايوه يا ماهى... شوفتى الصور... يعنى كويسين دول.. ماشى... انتى متاكده أن بكده هى اللى هتمشى وتطلب الطلاق بنفسها... ياريت ياريت يا ماهى... سلام.
مع رياح النيل المنعشه كانت خصلاتها الطويله تتطاير في الهواء وهى تغمض عينيها تستمتع برائحه الهواء العيليل الممزوجه برائحه النيل والتي تبس للنفس هدوء وحب.

وقف خلفها يتمعن بعودها المنحوت ببراعه وجسدها الرائع يقف بتمايل. إن هذه الفاتنه زوجته وله.
امسك خصلات شعرها الطويله المتطايره مع الهواء. جمعها فى قبضه واحده وازاحها عن عنقها فوضعه على كتفها وغمس رأسه على كتفها الآخر يستنشق رائحتها ببطئ وعشقها يسير مع دمائه.

احست هى بحركته فابتسمت بعشق. عشق مختلف كليا. نعم احبت سعد ولكن ذلك اليونس هى عشقته.
تعشق نفسها بين ذراعيه.. تشعر أنه كان ولابد أن تكون هنا منذ البداية ولكن حكمه الله فوق كل شئ.

يونس بحب:كل سنه وانتى طيبه يا حبيبتي... يارب كل سنينك الجايه تكونى بخير ومبسوطه.

استدارت له ووضعت كفيها على عضلات صدره البارزه فتشنجت تحت اناملها الصغيره. وكعادتها المهلكه له ولقلبه نظرت بعمق لعينيه وقالت ما اذابه أكثر وأكثر :يبقى لازم تقولى كل سنه وانتى معايا.
احتصنته بحب وانفاس عاليه ساخنه وأكملت :تقولى كل سنة وانتي فى حضنى... هو ده اللي بيحسسنى بالأمان والى ببقى بخير ومبسوطه وانا جواه.

لم تسمع اجابه منه غير انفاسه العاليه جداً ووجهه المحمر من شدة مشاعره فمهلكته لا تنفك بأن تجعله يشعر بأنه الرجل الوحيد على وجه الأرض. كلمات قليله جعلته يشعر وكأنه اوسم الرجال وأكثرهم جاذبية وخبره حتى تعشقه انثاه بهذه الطريقه والتى تخبره بها كأنه شهريار زمانه.
كم يعشق تلك الشهد. كم تذيبه وتجعله منصهر بين كفى يدها الصغيرتين. يشعر معها انه امتلك الدنيا وما فيها ولا يبدلها ابدا باى شئ فهى كل الدنيا له.

رفعت وجهها عن كتفه وفى ثوانى التقتط هى شفتيه فكاد ان يغشى عليه من هوج مشاعره. رغم قوة بنيانه ولكن قبلتها تلك حقا كادت ان تصيبه بسكته قلبيه. شهد لثانى مره تقبله هى. وليست قبله عاديه. لا.
فهى تضع كفيها على عنقه. واقفه بقدميها على قدميه ترفع جسدها كى تصل لطوله وتميل بعنقه عليها كى تتمكن منه. قبله كادت ان تودى بحياته.

والأكثر.
الاكثر أنها هى من جذبته للداخل تريد زوجها. ليست كأى زوجه وإنما كانثى اهلكها العشق حتى بلغ زروته.

لأول مرة تقوم هى بممارسة جنونها وعشقها له. تفاجئ بجانب جديد بها وكم هى أنثى جامحه شرسه. أحياناً.. وديعه ولطيفه كالقطه فى نفس الوقت ونفس الموقف. مزيج غريب تتمتع به شهده ولكنه مزيج مميز ورائع. محبب لقلبه.

بعد مده طويله من الوقت
مستلقيه بانهاك كبير داخل احضانه والاعياء بلغ منها مبلغه. يحتويها بين زراعية كابنته المدلله لا يعرف اضحك عليها ام يحزن يسبب انهاكها الواضح.
فهى ولاول مره من تولت زمام الأمور في علاقتهم وهو تركها تفعل ماتريد. يريد أن يستمتع بمبادرتها معه. لكنها انهكت بشده فهو قوى للغاية.

كل ما يفعله الان انه يبتسم بحب على صغيرته الجميله. حقا وصدقا قد استمتع بين يديها بشكل لا يصدق.

رفعت عينيها له بانهاك قائله بتذمر:ماتضحكش كده.
كبت ضحكته قائلاً :مش يضحك اصلاً يا شهدى.
شهد:لأ انا شوفتك وانت بتدارى الضحكه.
يونس:لا خالص مش بضحك اهو.
شهد بتذمر طفولى:اووف.. مانت إلى جامد اووى اعملك أيه.
اتسعت عينيه من ماقالت وضحك بصخب ولكنه تذكر شئ سئ فتحدث قائلاً :يعني انا جامد مش كده... اجمد من سعد صح؟

نظرت له بزهول. دقيقة... دقيقتين. حتى بدأت تستوعب انه بالفعل قد نطق بما سمعته.
شهد:يونس... انت مدرك انت بتقول ايه.

وكأى رجل من مجتمع شرقى في موقفه نسى انه أخاه وتذكر فقط انه كان زوجها السابق. وكل رجل يريد أن يثبت لنفسه ولزوجته انه الأقوى والاجمد على الإطلاق.
يونس وقد عماه شيطانه:ايوه مدرك بقول ايه... انا ببسطك اكتر منه مش كده؟

اخذت نفساً عميقا للداخل وهى تخبر نفسها انه لابد وان يتحدثوا بهذا الشأن ثم يغلقوه للأبد.
تحدثت بجديه قائله :بس ده اخوك يا يونس مش مجرد اى زوج ليا وخلاص.
يونس بجدية هو الآخر :بس بالنسبه لاى راجل دلوقتي هو مش اخويا.. فى موقفى ده هو راجل.. اخويا بقا ابن عمى إبن خالى مش هتفرق هو دلوقتي بيتقارن بيا كراجل كان فى حياتك قبلى.. وإلى كان واضح جدا إنك كنتى بتحبيه.

نظق ما قاله بصعوبة بالغة فهوسه بها يجعله لا يطيق نطق هذه الكلمات ولكنه قد تعب ويريد إنهاء الحرب الدائرة بقلبه. فليتحدث كل منهم بما بداخله حتى يرتاحوا.

هى الأخرى شعرت نفس الشعور. يجب التحدث عن هذا الأمر الذي دائماً ما يحاولون تجنبه وعدم الاقتراب منه. منتهى الشفافية والوضوح حتى ينتهى هذا الصراع الذى بداخله. ومن يعلم ربما يقل هوسه تملكه المجنون هذا.

إذا لابد من لحظه مواجهه.

نظرت كعادتها بعمق فى منتصف عينيه وقالت :عايز تقول ايه يا يونس... قول كل اللى فى قلبك خلينا نخلص كلام فى الموضوع ده ومانفتحوش تانى. لانى بصراحة زهقت.. أسأل الى عايز تسأله وانا هجاوب عليه بمنتهى الصراحة وبعدها قرر عايز تكمل معايا ولا.... قاطعها بحده وهو يجذب جسدها العارى له قائلاً بشراسة :مافيش ولا.. انتى بأسمى وهتفضلى بأسمى حتى بعد ما اموت... عارفة.. انا واصل بيا الامر لأنى هوصى ان بعد موتى ماتتجوزيش.

نظرة له باعين متسعه وقالت:بعد الشر عليك.. ماتقولش كده.
يونس بجديه:إلى عندى قولته ياشهد.. انتى شهد يونس العامرى.. وهتفضلى شهد يونس العامرى لآخر يوم فى حياتك وياريت تسستمى امورك وحياتك على كده.
اغمضت عينيها زفتحتهم بعد تنهيده قائله :عارفة... وراضيه.. بس خلينا فى المهم.. انت فتحت موضوع خلينا نتكلم فيه وننهيه عشان انا تعبت.

اشاح بوجهه للجهه الأخرى صامتاً. فتحدثت هى قائله :اتكلم يا يونس... قول الى فى قلبك عشان مش هنفتح الموضوع ده تاني.

نظر لها مجدداً وقال :شهد.. أنا بحبك اوى.. كل الى بحس بيه ده من حبى ليكى.. حاسس بنار جوايا.. علىَ فكرة انا كنت بحب سعد جدا واظن انتى اخدتى بالك من ده... انا مش الراجل البشع الى بقا كاره اخوه زى مانتى فاكره... مش هكدب عليكى.. بصراحة انا كمان كنت فاكر ان إلى بقا جوايا كره.. لكن انا مش كده.. مش وحش كده.. الى انا فيه ده غيره.. وعلى فكرة غيره الرجاله وحشة اوى وصعبة اووى.. حتى تصعب من غيره الستات.. على الأقل الستات يقدروا يعبروا عنها ويتكلموا فحدتها بتقل طول ماهم بينفسوا عن الى جواهم.
لكن احنا رجالة.. والغيرة دى بتاعت الحريم.. حاجة تعيب فينا وتقل مننا لو عبرنا او بان علينا غيرتنا.
عشان كده كان باين ان غيرتى كره.. لكن انا عمرى ما اكره سعد.. ده ابنى.. انا الى رابيته.. كنت بتابع معاه كل تفاصيل حياته.. احلامه.. انا إلى.

ابتلع غصه مريره في حلقه وقال:انا الى جالى اول واحد يكلمني عنك.. وانا الى جيت وخطبتك ليه. وكنت فرحان.. فرحان جداً.. ابنى كبر... وبقى عريس وبيتجوز.
ماكنتش اعرف انى بجوزه حبيبتي.. ماكنتش اعرف أنى بشهد على عقد جوازه من الى هتبقى حياتي كلها.. حجزتله سويت ملكى فى الفندق بتاعى عشان يستفرد بمراته إلى هتبقى مراتى وكل حاجه ليا فى الدنيا.

بحب جورى جدا.. دى بنت اخويا وحته منه وعوضه في الدنيا. بس ساعات بفكر.. جبتو جورى ازاى.. قرب منك.. لمسك.. كنتى مبسوطه معاه.. كنتى ب...
اغمض عينيه بقوه والم وهى صامته تريده أن يبوح بكل ما يعتمر قلبه رغم زهولها بكل هذا.

اكمل بمرارة قائلاً :اوعى تفتكرى أنى حبيتك عشان شكلك حلو.. انا عارف وانتى عارفة انك فعلا جميله.
لكن لا.. انا حبيتك من اول ما بدأت أركز معاكى من بعد مابقيتى على ذمتى.. كنتى لسه بنقابك قدامى.. لاقيت فيكى حنيه وحب واهتمام مش فى حد. عشقت صوتك.. حركة ايدك.. ريحتك الخفيفة إلى بتحسسنى اننا في عز الربيع. بعدها شوفتك.. شوفتك خدودك.. سفايفك.. عينك.. شعرك.. جسمك.. وقعت.. لأ غرقت.. وهنا ابتدي العذاب... انتى بعدانى عنك... مش بتسيبى فرصه غير لما توصليلى وتوصلى للكل انى مجرد زوج على ورق وانك عايشه على حبك لسعد.. كل ده فى نفس الوقت الى بتعذب فيه طول النهار وحتى بالليل فى. احلامى مش سيبانى في حالى.
تعبت كتير على ما وصلتلك.. ماكنتش حابب ابدا اوصلك غصب ولا افرد نفسي عليكى... مش انا الراجل اللي يعمل كده.

شهد انا مش بكره سعد.. لكن غيران... غيران منه جدا. انتى كنتى بتحبيه اوى.

صمت نهائياً بعدما افرغ كل شحنته السلبيه وارتاح بما كان يحويه قلبه.

نظرت شهد بعمق له وقالت :يونس.. بصلى... بص فى عينى.

رفع نظره وصوبه داخل عينيها فقالت:يونس مش هنضحك على بعض... انا كنت بحب سعد.

اشتعلت عينيه بنيران غيره فاخمدتها قائله :لكن انت انا بعشقك... يونس انا حبيت سعد وانا لسه عيله صغيره.. حبيت حبه ليا وهو عرف يخلينى احبه بعد الجواز بحنيته واحتواءه واهتمامه.. سننا ودماغنا كانت قريبه من بعض. وكان بيفهمنى من غير ما اتكلم. وده زود حبنا لبعض.

نطر لها بحزن كاد أن يسقط دمعه ففهمت عليه وابتسمت قائله :لكن قولى يا يونس.. لما تحب حد أكبر منك ب16سنه.. لما تحب حد هو تفكير وانت تفكير.. هو من جيل وانت من جيل تانى خالص. حد مش فاهمك ولا فاهم دماغك فيها ايه. لا وكمان جوازك منه بدأ بدايه صعبه. لأ دى صعبه جدا. مش بس كده. هو مش ليك لوحدك وغصب عنك وعنه فى حد بيشاركه فيك....ومخلف من حد غيرك.......فارض عليك كمية تحكمات رهيبه... بس بعد كل ده ورغم كل ده تحبه... رغم أنك كنت متضايق منه جدا.. رغم انك كنت ناوى تندمه على كل لحظه وجع عاشها بسببه... تلاقى نفسك مش بتعمل كده... لا ده انت عايزه مبسوط وسعيد.... شخص مافيش بينك وبينه اى تكافئ خالص...عارف ساعات بقعد مع نفسى كده وبقعد افكر اقول طب انا بحبه ليه... ايه اللى شددنى ليه... طبعا انا عارفه ومتاكده إنك فيك مميزات كتيره جدا لكن لما ماتبقاش لاقى السبب الاقوى... لما يبقى الاجابه هو انى مش عارفة... يبقى هو ده العشق.

اقتربت منه والصقت وجنتها بوجنته وقالت:فرق كبيييير بين الحب والعشق وانا عشقتك يا يونس.

اغمض عينيه يتنهد براحه كبيره.. لقد اراحته واثلجت قلبه حقاً.
حديثها كله صحيح وهو يعلمه. لا يوجد بينهم اى نقطة مشتركه ولكن الله قد ذرع عشق كل منهم بقلب الآخر. هى تعشقه لذاته. يونس الرجل. وليس يونس العامرى البرلمانى الثرى.

جذبها من ذراعها ومددها على قدميه فاصبحت فى احضانه ومال عليها يقبلها ببطئ ونعومه. وضعت كفها الصغير على عنقه تمررها عليه مرسله موجات عاليه تلهب حواسه اكتر واخرى نضعها بشعره فتجذبه إليها ولشفتيها اكثر واكثر.

كانت قبله محمومه وناعمه في نفس الوقت. جاءت بعدما افضى كل منهم بما يحمله بقلبه بكل شفافية وصراحة. يقبلها بحب وراحه على اقل من مهله وقد ارتاح قلبه. لن يقارن نفسه باخيه ثانيه. ان هى احبت أخيه ولم تنكر وهذا شيء جيد فهى ليست نكاره للجميل او تجارى الموجه واعترفت بما قد كان. لكنها الان تعشقه. والعشق يتخطى الحب بكثير لذا بدءاً من الان لا خوف لا غيره او حقد على أخيه الشهيد.
استمرت قبلتهم لوقت لا يعلموا كم مدته فهى قبلة حب وعشق وليست رغبه إطلاقا.

وقف عز أمام ماكينة صنع القهوه في غرفة نومه لا يرى امامه زوجته المصون.
عز بصوت واضح يحدث نفسه كالمجنون:لأ مش هدور عليها اكيد بتستحمى... الست دى بتستحمى اكتر ما بتنام.

ترك الماكينه تعمل وذهب الى المرحاض ودق الباب قائلاً :يا مااااهى... النضافه حلوه مافيش كلام.. بس مش كده يعني.

ماهى بهدوء واسترخاء من الداخل:شششششش... بس ماتزعجنيش... اووووف.. انت مش متخيل.. جيرانا الى بعدنا بفيلتين لسه ماشيين من عندى.. اووف مش طايقه نفسى.
هز رأسه بياس منها وذهب يلتقط كوب القهوه بعدما انتهت المكينه من إعداده.

وقف أمام الشرفه المطله على فيلا العامرى. ولكن سريعاً مازفر بيأس وهو يقول:اكيد مش هنا ومش هتيجى دلوقتي.
هم للدخول بعدما أصابه الاحباط ولكنه لمح سياره تاكسى تقف أمام فيلتهم لحظة وخرجت منها حمراؤه البيضاء.

اتسعت عينيه بزهول وظل يفرق بها خوفاً من انه يتخيل فقط قال بفرحه :لأ هى... هى والله... جت.. والنعمه جت.... اجرررى ياعز.

ركض سريعاً كالمجنون وسكب كوب القهوه على السجاد المودرن الفخم و فى ثوانى كان امام فيلا العامرى.

وجدها تمسك بيد ابنها الوسيم ذو العيون الزرقاء او الرصاصى لم يستطع التحديد احمم وأيضاً لا يهم.

حمحم متصنعا الجديه محاولة الظهور بهالة الهيبة التي تظهر امام جميع الخلق ولكن يأتى عند هذه الحمراء ويصبح قرد بسيدارى. او شامبنزى فى حالة جنون.

هندم ثيابه وتقدم ناحيتهم كأنه كان يسير بالصدفه.
وقف أمامها وتصنع التفاجئ وقال :ايه ده مدام ملك... ازاى حضرتك.
ملك ببشاشه اذابته كالابله:الحمد لله ازاى حضرتك.
عز كالابله المغيب :بقيت كويس.
وابتسمت وهى تنظر باستغراب لحالته التى حاولت كبت ضحكاتها عليها.
نظر لها مجدداً فوجدها تحمل علبه هدايا كبيره وابنها يحمل علبه اخرى. فقال بجديه :هاتى اشيل عنك.
رفضت بأدب قائله:لا طبعاً مش عايزه اتعبك.
عز بهيام :لا طبعاً هتشيلى وانا موجود.
ملك :العفو بس عادى وبعدين مش تقيله.
عز بداخله:بقى الشوكولاته دى تشيل وانا واقف.
وبدون وعى تحدث مغيبا بأغنية :ياحته شوكلاته.... ياموز وعليه بطاطا... ماتيجى نعيش يا وزه.

اتسعت عينيها هى وابنها وقالت بزهول:افندم.
حمحم بحرج وعلم انه وللاسف كان يتحدث بصوت مسموع وبالتأكيد بدا كالابله.
فحمحم مستدعيا الهيبه وهندم من بذلته وقال:احممم.. ااا.. لا دى والدتى.. والدتى عملالى وزه النهاردة على الغدا.

ملك باستغراب :وزه.
عز :اه وزه... فيها ايه يعني.. ماهى حلال.
مللك:اه عارفة انها حلال بس غريبه يعني.. اقصد مش منتشر او مطلوب زى البط والفراخ والحمام. كده يعني.

عز:لا.. انا والدتى عملالى وز عراقى.
كريم متدخلا :هو مش كان بط عراقى ياعمو.
نظر له عز وقال كأنه من نفس سنه:كان فين.
كريم بتفاعل معه:فى فيلم بوحه.. بط عراقى.
عز متذكرا:ااااه لما راح لفلانتينو.
كريم:اه... تقريباً كان بط.
عز:لأ وز.. لما طلع من الحمام لاقاه دابح كل الوز وقاله مسكتلك وزتين امريكان وسط العراقيين قمت مطير رقابيهم.
كريم بتأكيد وإصرار :لا كان بط.
عز باصرار أكبر :لا كان وز.
كريم :والله بط.
عز:بقولك وز.
ملك:بسسسسسسسسس.
إشارة لعز كطفل مذنب:اقف هنا.
ولكريم هو الآخر :وانت هنا.
أكملت قائله :ايه داخلين مصارعه مع بعض. وجهت حديثها لعز وقالت :وانت يا كبير يا عاقل... عامل عقلك بعقله.

عز محدثا نفسه :كبير ايه وعاقل ايه.. ده أنا اعيل منه.
ثم ابتسم داخليا بخبث وقال مصطنعا الجديه:بس خلاص.. انا اخدت الموضوع على كرامتى جدا وانا كله الا كرامتى.. فانتوا هتيجوا تاكله معانا الوزه على الغدا وبعدها نشغل الفيلم ونشوف بقا هو بط عراقى ولا وز عراقى اه انا كله الا كرامتى... هو البنى ادم ايه غير دم وكرامه وشويه حاجات فوق بعض.

ملك باستغراب :خلاص حضرتك الموضوع مش مستاهل.
عز :أبدا... مش هتنازل.
ملك:ياسيدي انا الى بتنازل وبقولك هو وز عراقى.
صاح كريم يرفض الهزيمه :لا يا ماما كان بط انا متأكد.
لكزته فى كتفه كى تنهى هذا الموقف الذى اخذ أكثر من حجمه:خلاص يا كريم هو وز بقا.
صاح عز باعتراض :لا وانا ماتاخدش على اد عقلى.. انا مصر انه وز ومصر اثبتلكوا.

رفع انفه بشموخ مسير للضحك وقال وهو يهندم جاكت بذلته:النهاردة... الساعة 7..مابنحبش نتأخر على الغدا عشان نلحق نهضم قبل النوم... سلام.

تحرك وتركها قبل أن ترفض مجدداً وهو يحدث نفسه :ااااه. قمر.. قمر... عووود ومشدوود.. بقا دى تتخان... ودينى لاتجوزها. كتها البلا كده وهى حلوه وناعمه وطريه وكلها حنيه.

بعد مده خرجت من المرحاض وقد نعمت بدش هادئ ومريح ذهبت للمرأة تمشط شعرها. وجدت من يمسك عنها الفرشاة ويجلسها بهدوء امامه ثم بدأ بتمشيط خصلاتها الجميله. همت لعقده أو ربطه على اى شكل ولكنه منعها وقام بفرده على كتفه وهو جاذبها اليه ملصقها به وقال:سبيه كده... بحبه يبقى مفرود.. وبحبه اكتر وهو مفروض على ضهرى.

التصقت به أكثر وهى ترفع وجهها له تناظره بحب ولم تنطق بشئ إنما كانت نظراتها تكفى. فاغمض عينيه يستمتع بما يعيشه معها الأن.فتحدث بعد مده وهو مازال مغمض وعينيه مغلقتين براحه كبيرة :لو من كام سنه كان حد جه وقالى انى هييجى الوقت الى ابقى عايش فيه كده وحاسس الى حاسه دلوقتي اكيد كنت هقول عليه مجنون... لكن الى حاسه دلوقتي حاجة أكبر من الخيال او اى جنان.. انا حبيت دنيتى من جديد بيكى وليكى ياروحى.
ابتسمت بحب وشددت من التصاقها به وهو يحيطها بذراعيه الشديدة القويه وشعور بالسكينه والراحة يتخللهم لدرجه انهم قد غفوا وضعهم هذا.

فى تمام السابعة كان عز يقوم بطرق باب فيلا العامرى فحمراءه وكما توقع قد تأخرت أو ربما لن تأتي.
فتحت له الخادمة وهم بالسؤال عن ملك ولكن صوت كامل يناديه قطع سؤاله.

كامل:عز!تعالي اتفضل يابنى.
تقدم للداخل بهيبته التى اعتادها الناس عنه وقال:احمم.. انا بس كنت بسأل على مدام ملك وكريم.. اصلى قابلت كريم النهاردة وهما جايين وعزمته على الغدا وفيلم وبلايستاشن. احممم هما فين.

تدخلت جورى بحماس قائله:فيلم ايه يا عمو.
تدخل مالك معترضا:جووورى.
نظرت له بضيق ولم تعاود السؤال ولكن أجاب عز بحب لهذه الصغيره :فيلم بوحه عارفاه.
التمعت عين جورى وقالت:اه ده حلو اوى... ممكن اجى اتفرج معاكوا.
مالك بتحدير:جووووررررى.
زاد ضيقها منه فتدخلت عزيزه :سيبها يا مالك تروح تتفرج وهناك ادهم وحنين هتلعب معاهم وتغير جو وكمان كريم هيكون معاهم عشان امها مش هنا.

مالك محدثا نفسه بغضب:ماهو ده اللى معصبنى:ادهم وكريم هو انا كنت ناقص وبالذات الواد ابو عنين ملونه ده.

تحدث عز بقليل من الحرج:احمم. ااطب هو كريم ومدام ملك فين مش شايفهم.
عزيزه بخبث وهى ترى اهتمام عز بملك:بعد ماجت على طول دخلت ترتاح لحد ماشهد تيجى.. اصلها جايه النهاردة مخصوص عشان عيد ميلاد شهد.. وجايبه معاها هديتها وهدية اخوها... اصل اخوها مشاغله كتير معرفش ييجى... اسكت مش اطلقت.. اه.. جوزها. ظبطته متلبس مع واحده فى فندف وفى وضع والعياذ بالله.. ربنا يستر على ولايانا.... قطع ثرثرتها الفظيعه هذه صوت كامل الغاضب :بسسس. خلاص فى ايه... ماينفعش كده.
ثم نادى بصوت جهورى:يا هنيه... يا هنيه.
هنيه باحترام :نعم يا كامل بيه.
كامل:لو سمحتي روحي صحى مدام ملك وكريم وقوليلهم يجهزوا عشان عز بيه مستنيهم على العشا.
صاحت جورى:وانا.
كامل مبتسماً على شقاوتها:وانتى يا جورى.
كان مالك يتميز غيظا ولكن ما باليد حيله فنطق بكبر يرفض الخضوع :احممم.. هو انا ينفع اجى معاكو.
هز كامل رأسه بيأس فهذا الشبل من ذاك الاسد المهووس الغيور.

فى اليخط الخاص بيونس. صعدت بالسلم الخشبى على ظهر اليخط فوجدت عشاء رومانسى معد على ضوء الشموع. وجذبها يونس للرقص معه قائلاً بحب:كل سنة وانتي فى حضنى....كل سنة وانتي معايا.
احتضنته شهد تتنفس بسخونه وعمق تستنشق رائحته التى باتت تعشقها:كل سنة وانت حبيبي.
تنفست رائحته من جديد قائله بذوبان:بعشق ريحتك.
تفاجئ كليا بما قالت وبات يريحه جدا انها تعشقه ومهووسه به مثله تماماً. ابتسم بفرحه يتيم بلبس العيد وضمها إليه حتى كادت أن تنكسر اضلعها من شدة حبه.
اخرجها بصعوبة من بين احضانه قائلاً :عجبك اليخت.
ابتسمت بفرحه وقالت بحماس:جدا... اكتر حاجة عجبانى إنه فى الهوا والميا وممكن اقلع نقابى واقعد كده عادى.. مش بعرف اعيش أجواء زى دى عشان نقابى.. انا بحبه وبقيت مقتنعه بيه بس ده مايمنعش انى ساعات بكون عايزه اعيش الحاجات دى وبرضه افضل محافظة على نقابى. فكرة حلوة اووى يا نوسى.

نظر لها متفاجئا وقال:ايه.
شهد بدلال وميوعه:يا ن و س ى.
قهقه عالياً وقال:لا معلش قولى تانى.
شهد :نوسى.. بدلعك يا حبيبى.
قهقه من جديد بحب واحتضنها قائلاً :جبتيه منين ده.. ههههههه.. بقى يونس بيه عضو مجلس الشعب بقا نوسى.. ده لو الموظفين في الشركه عندي سمعوكى.
شهد بميوعه الهكته :وفيها ايه... من حق الكبير يتدلع.
ثم أكملت :لكن برضه دى خصوصيات... ماتخرجش بره اوضة نومنا.. يعنى بينى وبينك وبس.
ابتسم لها بحب وقال :ربنا يكملك بعقلك يا روحى ويخليكى ليا.
صمت قليلا وقال:مش هتسألى عن هديتك.
ابتسمت بحب قائله :ما انا اخدتها... حضنك هديتى.
ضمها اليه بعشق اذابهم وقال :انا كلى ليكى يا حبيبتي.. بس انتى هديتك اليخت ده.
اتسعت عينيها بزهول وقالت :انت بتتكلم بجد.
يونس :اه يا روحى.
شهد :يونس مش قصدي حاجة وفعلاً مش بنكد بس انت عارف يخت زى ده بكام مليون.. ده أنا امبارح على فيس بوك شايفه كذا ملجأ بيشتكوا أنهم مش عندهم بطاطين كفايه ومحتاجين رز وسكر ومكرونات وحاجات اساسيه للحياة. والولاد والبنات ماهندهمش كسوه كفاية شتوى او صيفى وانت بتهادينى بيخت بملايين.

نظر لها لا يعرف بما يجيب فقالت هى :بص مش انا كتبته بأسمى.. نبيعه ونساعد كذا مكان وخد الباقي ليك.. كمان فى اطفال كتير فى مشتشفيات محتاجين عمليات ضروريه. والمفروض أن رجال الأعمال إلى زيكوا وربنا مديهم من وسع يتبنوا مشاكلهم خصوصاً كمان انك عضو فى مجلس الشعب يعني ده واجب عليك.

جلس بجوارها قائلاً :طب خلاص ماتتحمقيش كده... هعمل كل ده من معايا وخلى اليخت ليكى.
شهد :يونس ياريت تعمل خير كتير... انا ملاحظه انك غافل عن الموضوع ده.. وبالنسبة لليخت انا اه حبيته بس مش لدرجة اشترى يخت يعني.

يونس:بس ده هديتى ليكى.
شهد بحب:قولتلك انت هديتى وبعدين مش قولت هتساعد كل الناس والأماكن إلى قولتلك عليهم.. دى اكبر واعظم هديه فى الدنيا وفى الاخره.

ابتسم بحب عليها وقال :طب ما الفسحة هنا عجبتك... عشان تكوني من غير نقاب وبراحتك.
شهد ببساطة محببه جدا :لو حبينا نكرر الموضوع نبقى ناجر واحد يوم مش حوار يعني.

هقهه عاليا بحب وسعادة على صغيرته التى تكمل ماينقصه وايضا روحها البسيطة الجميله التي أعادت الروح لحياته الآلية الجامدة فاصبحت تشع بالحيوية والبهجه.
تجلس ملك وعقلها يدور في بحر من الأفكار. تتذكر عشاءها في منزل ذلك العز الذى يوصف باكتر من كارثى.

تتذكر حديثها مع ماهى زوجته عندما جلسوا سوياً.

انتبهت على حديث شهد التى تقول :انا مش مصدقة... يعنى عز ده عايز يتجوزك.
نظرت لها ملك بضياع بقلم سوما العربى وقالت :اه.
شهد:طب وانتى إيه رائيك.
ملك :مش عارفة.. بس انا مش عايزه اتجوز خالص.. كمان بقلم سوما العربي مرات عز دى طلعت مش وحشه زى ماهو باين للناس.

ضيقت شهد مابين حاجبيها قائله:ازاى.
زفرت ملك بقوه وتحدثت:بصى يا شهد كل الى اقدر اقولهولك بقلم سوما العربى واختصارا لكلام كتير الست دى من وهى صغيرة طبيعتها هاديه وفى حالها لكن الناس والمجتمع وصحابها بقوا يقولو عليها تنكا. وهى مش كده خالص بالعكس دى كانت طيبه بقلم سوما العربى وفى حالها بس كلامهم انها شايفه نفسها وبتلبس على الموضه وكلامها قليل مع الناس ومش بتاخد على الى قدامها بسرعه خلاها تكتئب هى مش شايفه نفسها لكن عارفه أنها حلوه وربنا من عليها بنعمة الجمال بقلم سوما العربي وايه الجريمة إنها تهتم بلبسها ومظهرها هى مش بتسرق ولا بتصرف فلوس حد ده مال ابوها.. حاولت كتير تدخل فى صداقات وصحوبيه مع الناس لكن ماتعرفش ليه كانوا بيتجنبوها ومن هنا اتحولت على مدار كذا سنه لواحدة تانيه خالص.. هما حصروها فى شخصية المتكبره فقررت توريهم التكبر الى بجد بيبقى عامل إزاى. وانهم لسه ماشفوش التكبر الى على حق. حكموا عليها بكده بقلم سوما العربى ولاد الناس الاغنيه ماحبوهاش علشان فعلاً على قدر من الجمال وولاد الناس البسيطة بعدوا عنها وخافوا من فرق العيشه مابينهم.

كانت شهد تستمع لها بانصات وحزن فهى الاخرى كانت من ضمن الناس الذين حكموا عليها بالكبر والغرور بقلم سوما العربى رغم انهم لم يحدث بينهم اى تعامل مباشر.

تنهدت بقوة وقالت:دى اكيد تعبت فى حياتها اوى واتعذبت كتير.
ملك :تخيلى إنها مالهاش اخوات ولا اى بيست فرند.
شهد:كمان.
ملك:اه.
شهد :لأ ثوانى.. امال مروه تبقى ايه.
ملك:ههههه... مروه دى حاجة تانية خالص.. من ضمن الناس اللي كانوا بيتنمروا عليها.. ده غير أنها دايماً كانت بتجاهد عشان تحسسها أنها احسن واحلى منها... مروه كانت من ضمن الشخصيات الرئيسية الى علمت فى حياة ماهى وحولتها لشخصية بقلم سوما العربى وحشه مع ان البنت دى طيبه وكويسه جدا.

شهد:بس غريبه.. ازاى تقعد معاكى وتتكلم وتحكى كده.. حتى تحكى عن شخصيتها وعقدتها فى الحياة.. ومع مين.. معاكى انتى.. ماعلش يعني انتى ست وعارفه ان الست بتحس بجوزها وهى اكيد حست ان جوزها ميال ليكى.

ملك بحزن:ماهو عشان كده.. هى حاسة.. وللأسف حاسة كمان انه ناوى على كده وهى مش هتقدر ترجعه.. انتى عارفه انها كانت بس عايزه توصلى إنها بنى ادمه مش وحشه وماتستاهلش الاذيه.. طب انتى عارفه ان حتى عز اتجوزها عشان متكبره ومغروره.

جحزت اعين شهد وقالت :معقول... ده واطى اوى.
ملك:بصى مانقدرش نقول واطى ولا لأ... بس الى فهمته انه بدأ من تحت اووى كان بيشتغل فى مصنع كراسى بلاستيك في الوراق... ولما جمع قرشين وبدأ كان برضه سمكه صغيرة وسط حيتان...شويه بشويه بدأ يكبر بس فضل وسط رجال الأعمال عز العشوائي... كان عايز واحدة برستيج وياما هنا ياما هناك وساعتها كانت ماهى حدث ولا حرج. معروف عنها انها تنكه ومغروره.. مناخيرها في السما ومش شايفه على الارض غيرها.. هى الناس والباقى شبه الناس.. فلما يبقى ارتبط بيها ووافقت عليه يلمع اكتر واكتر.

شهد بتأثر:الحيواااان.
ملك:بصى هى برضه مانكرتش حاجة.. قالت انه كان طيب وكويس معاها وبيتعامل بأدب واحترام وكل طلابتها مجابه.
شهد :طب ما اتغيرتش معاه ليه بقا.
ملك :لأنه ببساطة كان زيه زى معظم الرجاله شايف ان الراجل بنك فلوس وانه طالما التلاجه مليانه والبيت فيه فلوس يبقى كده مهمته كملت.. كل مناسبه كانت تبقى مستنيه حتى ورده ب5جنيه مثلا دليل انه افتكرها وفكر فيها مش شرط حاجة غاليه.. تلاقيه اصلاً ناسى المناسبه ويفكر انها عايزه هديه بس فايروح مديها مبلغ حلو او الكريدت كارد تشتري الى هى عايزاه ويغرق اكتر واكتر في شركته وأعماله ومشاريعه... فساهم فى انه يحولها لانسانه بتعوض نفسها وغياب جوزها عنها بالفلوس والشوبنج والبدى كير والمنيكير فازادت بشاعة صورتها قدام الناس اكتر واكتر.

شهد باسى:صعبة عليا اوى.. وهو كمان جنى عليها.
ملك:فعلاً.. انتى تعرفى انها وافقت تتجوزوا دونا عن شباب تانيه كتير لأنها شافت فيه ابن البلد. الواد ابن الحاره العفيجى الى دمه حامى بس يعرف يحتوى الست الى فى حياته.. وهو فعلاً كده بس دوامة أحلامه وطموحاته كانت وخداه... ولما بدأ يفوق فكر في واحدة غيرها عشان مش عاجبه الصوره اللي هو بنفسه مع الناس ساهم في أنها تتكون وتبقى ماهى بالشخصية الى قدامنا دى.

شهد:بس هى برضه ماكنش ينفع تسيب كل من هب ودب يأثر كده فى شخصيتها وهما اللى يشكلوها... كان الفروض أنها تبقى قويه و..
قطعتها ملك قائله:قويه ايه وبتاع ايه بس يا شهد... انتى بتتكلمى عن بنت وحيدة ابوها مانعها عن اهل امها عشان لوكل ودون المستوى وامها نفسها ماتت.. لا ليها اصحاب ولا اخوات ولا قرايب.. متربيه مع الخدم عشان ابوها كل شويه يتجوز واحدة وياخدها ويسافر هانى زفت على دماغه.. بنت من الحضانة بقلم سوما العربى وكل صحابها بيبعدوا عنها كأنها جربانه... تفتكرى هتبقى عامله إزاى.

كانت دموع شهد تهدد بالسقوط اشفاقا على ما عانته هذه المرأة.
تحدثت قائله:حرام والله... دى اتعذبت اووى وفى كل مراحل حياتها لا اب عدل بيهتم او بيسيبها لأهل أمها يهتموا بيها.. ولا صحاب رضيوا يصاحبوها.. ولا حتى لما جت تتجوز جوزها كان حنين واحتواها باهتمامه.. وكله من الناس وكلام الناس... المفروض كل واحد يخليه في حاله.. احنا مانعرفش الى قدامنا ده عاش ظروف عامله ازاى عشان نحكم عليه ولا على شخصيته... كلام الناس والخوف منه هو الى خلانى اوافق اتجوز بعد سعد.. هو اللى خلانى اوافق اتحط فى وضع صعب اوى.. لسه كلام كاميليا بيرن فى ودنى لحد دلوقتي.
ملك:اهدى.. اهدى ياشهد.. ماحدش عارف الخير فين.. يمكن كل ده حصل عشان ليكوا نصيب فى بعض.. وكمان يونس إنسان كويس وباين عليه بيحبك اوى... ربنا مابيجبش حاجة وحشه.

ابتسمت شهد قائله :ونعم بالله.. عندك حق.
ملك بتذكر:اه صحيح... كاميليا عامله ايه.
شهد :بكلمها على طول فون وساعات ساعات لما بعرف بقعد بقلم سوما العربى معاها شويه بعد الكليه.

صمت قليلا لكن تحدثت بحيره وقالت:لكن الى مش عارفة استوعبه خالص.. يعنى ازاى ماهى دى كويسه اوى من جواها كده وكانت ضحيه كلام الناس والمجتمع واما تبقى قاعده بتتكلم او بتقول رأيها في حد بيبان أنها فعلاً وحشه وحقوده.

ملك:عايزه ايه يا شهد من واحده مالقتش تجاوب ناحيتها من اى حد.. عايزه ايه من واحده بقت شايفه ان كل الى هيشوفها مش هيحبها واول ماتديلوا ضهرها هيقول عليها كلام زى الزفت.. اكيد بقت شايفه كل الناس أعدائها.. بتبتدى هى بالهجوم عليهم عشان بقت تتعب من ردود أفعال الناس ناحيتها...فهمتى.
شهد:فاهمة.. فاهمة جدا.. انا كمان عشان طبيعتى الهاديه بقلم سوما العربي وانى مش باخد على الناس بسرعه بتخلى ناس تقول عليا متكبره وشايفه نفسى.. وكمان النقاب زود بعد الناس عنى شويه.. للأسف لسه في ناس بتبعد عن المنقبين وكأننا من كوكب تاني.

ملك:لا مش كده اوى هو بس الناس بقت بتخاف لأن فى ناس كتير فعلاً بيسيئوا للنقاب يعني فيه بيلبسوه بقلم سوما العربى عشان يروحوا وييجوا ويطلعوا وينزلوا وماحدش يعرف مين دول ولا ولاد مين.. وفى ناس بتخطف بيه.. وفى بنات بتبقى لابساه غصب عنها وهما ضحكتهم وافعالهم تلم الناس حواليهم.. لكن فى ناس لابساه تدين واحتشام.. وناس لابساه عشان تدارى فتنتها زيك كده.

تنهدت شهد قائله:عندك حق... ربنا الشاهد والمطلع بقا.

صمتت قليلاً لكن تحدثت وقد تذكرت أمر ما:طب ايه.. هترفضى عز.

ملك بحيرة :مش عارفة.. بس انا شايفه انى مش مستعدة على الاقل نفسيا انى اعيد تجربة الجواز تانى.. ده غير انى لو فكرت مش هيكون من عز ده... يروح يحتوى مراته ويعوضها الاول بلا وكسه.

صحكت شهد بقوه على طريقة اختها فى الحديث.
وجدت صوت عميق محذر بقوه يتحدث :شههههههد.. صوووتك.
جحظت عينيها بخوف وتفاجئ وتوقفت عن الضحك فقالت ملك :هتوحشينى ياشهد... هبقى اقرالك الفاتحه كل جمعه ساعة الأذان.

كانت تتحدث أثناء هرولة الأخرى ناحية مكتب وحشها الضخم الذي خرج يحذرها ودخل مجددا صافقا الباب خلفه بقوه من غضبه منها اثر صوت ضحكتها المرتفعه فعلاً بشده وهنالك كان يقف مع سائقه الذى جلب له أحد الملفات المهمة من الشركه.

طرقت الباب بخفوت فاذن هو للطارق بالدخول.
سارت تجاهه ولم تراه قد رفع عينيه عما يقراءه.
علمت أنه بقلم سوما العربي هكذا غاضب بشده.. ما باله هذا الضخم.. لقد كانت مجرد صحكه.. يضخم الأمر كثيراً هذا الرجل.

وقفت بعدما اسدارت خلف مكتبه ووقفت بجانب مقعده وهو مازال ينظر لما بين يديه بغضب.

وضعت اناملها على ذقنه بنعومه اسارت القشعريره في جسده ولكنه طبعا أخفى كل ذلك ببراعه.

نظرت إلى عينيه بعمق وقالت:زعلان مني ليه... ينفع يونس يزعل من شهده؟

يونس بقوه وغضب :ماهو لما شهده يبقى صوت ضحكتها تجيب بوليس الاداب وهو واقف معاه راجل غريب ويتفاجئ بصوت مراته عالى كده وبالطريقه دى ابقى انا مش راجل ومش عارف احكم بيتى.

اتسعت عينيها من حديثه وقالت متجنبه حزنها مما قاله:انا ماكنتش اقصد وكمان ماكنتش اعرف ان في حد غريب في البيت... لكن انا ضحكتى ماتجبش بوليس الاداب ولا حاجة يا يونس.

زفر بقوه ووقف عن مقعده وقال:شهد... انتى خلاص بقيتى عارفة انا بحبك اد ايه... واد ايه بغير عليكى.. يبقى ماتزعليش من رد فعلى بقا.

اغمضت عينيها تحدث نفسها انه ربما معه حق. فتحتهم مجددا ونظرت له. ثوانى وابتسمت بنعومه بقلم سوما العربى قائله بصدق وشوق :على فكره انت وحشتني.

انشرح صدره من حديثها العفوى الصريح وهو يراها باتت تعبر عن حبها واشتياقها له وأنه رجلها الأوحد.

حملها وخرج من مكتبه وفى ثوانى كان على فراشه معها يعلمها قواعد الحب والشوق الممزوج بالعنف مزجا.

فى جناح مروه تمسك الهاتف بغيظ وهى تتحدث :يعني ايه يعني يا ماهى.... انتى مش كنتى متفقه معايا.
ماهى على الناحية الأخرى :بصى يا مروه انا مش هكمل مش عايزه أذى حد.. وياريت انتى كمان ماتعمليش كده وحاولى ترجعى بقلم سوما العربي جوزك ليكى بطريقة تانيه.
مروه بحقد:طريقة تانيه.. طريقة تانيه ازاى انا ماعرفش طرق تانيه مع يونس الى بينى وبينه هات وخد.

ماهى محاولة اثناءها عن اذية شهد:بصى يا مروه بلاش ماحدش عارف الموضوع ده ممكن يخلص على ايه.
مروه باصرار وشر:يخلص زى ما يخلص.

تنهدت ماهى بضيق وأغلقت الهاتف فى وجهها دون حديث وهى عازمه على الذهاب لشهد وتحذيرها فابلاخير هى من طرحت تلك الفكرة الخبيثة ولابد وان تنهيها هى.
اسندت رأسها على الفراش تفكر قليلاً قبل أن تقوم من مكانها ذاهبة لغرفة اطفالها للاطمئنان عليهم وهى تنوى الذهاب باكرا لشهد محاولة تفادي الأمر.

فى الصباح
أستيقظ يونس على قبلات متفرقه على سائر وجهه وعنقه. فتح عينيه بتثاقل وجد صغيرته تغوص بوجهها فى عنقه تلتهمه بقبله طفوليه بمزيج من العنف والعذوبه معا.

ابتسم بفرحة شديدة.. لو مات الآن سيموت وهو مرتوى مطئن انه قد أخذ من الدنيا كل ما اراد. ثواني.. ثواني.. لا. لا يريد الموت. يريد أن يحيى فوق الحياه حياه مع شهده.

احاطها بذراعيه فرفعت وجهها عن عنقه بعدما علمت باستيقاظه.
ابتسمت له بعشق فابتسم لها بعشق اكبر واخذ شفتيها بقلبه صباحيه عاشقه.

بعد مده كان يهبط الدرج وهو مرتدى بذلته العمليه ويديه تحيط خصرها يملى عليها تحذيراته وتنبيهاته العاشقة التى لن تنتهى.

تنظر عزيزه لهم بفرحة وهى ترى السعادة أخيراً على وجه ابنها الاكبر بعد عمر من التعب.

خرج يونس لعمله وعادت هى للداخل بعد أن ودعته عند ذهابه لعمله فهذه أصبحت من عاداتها الجميله معه.

كانت تهم بالصعود لكن صوت عزيزه اوقفها قائله :الحمد لله... أخيراً شوفت يونس وشه بيضحك ومنور... ربنا يسعده يارب.

ابتسمت شهد بسخرية واستهزاء بداخلها فكل ما يهمها هو ابنها وراحة ابنها.

صدح رنين جرس الباب وذهبت الخادمة لمعرفة من الطارق.

ثوانى وكانت شهد تقف مستغربه من طلب ماهى لمقابلتها.

وفى تلك الأثناء تحديدا كانت مروه تعتمد على نفسها فى تنفيذ ماعزمت عليه بعد رجوع ماهى لرشدها.

جلست ماهى وعلى وجهها ابتسامة بشوشه تدل فعلاً انها شخصيه جميله.
بادلتها شهد نفس الابتسامة بعدما سمعته عنها من ملك وبعد رؤيه هذه البسمه العذبه.
تحدثت ماهى قائله :اول حاجة حابه ارحب بيكى كجران لانى ماعرفتش قبل كده انى اقعد معاكى لوحدنا.
ابتسمت لها شهد بحب وترحيب وقالت:أهلا بيكى فى اى وقت.
تشجعت ماهى اكثر بعد ترحيب شهد لها ورؤيتها لتقبل شهد لها ولشخصيتها فابتسمت بحزن وقالت:انا خوفت تقولى عليا زى باقى الناس انى يعني...
قاطعتها شهد وقالت:لأ طبعا... باين عليكى طيبه وحبوبه وبنت ناس.

ابتسمت ماهى براحه وقالت:انتى عارفه انا والله بحاول اصاحب معظم الجيران.. حتى من يومين كان فى جران جداد من منطقة شعبيه انا الى روحت وعزمتهم على الغدا عندى عشان نتعرف على بعض وفعلاً جم عندى وحبيتهم جدا واخدت ارقامهم عشان نتواصل مع بعض.. لكن طبعا عز لما شافنى باخد شور بعد ما مشيوا من عندى مافهمش ان ابنهم وقع عصير المانجا عليا وهدومى وجسمى بقوا ملزقين فاكنت مقروقه من نفسى مش منهم فاطبيعى انى اخد شور عشان انضف.. لكن هو حكم على الظاهر وقال انى مقروفه منهم عشان شعبيين.. طب مالو انا مقروفه منهم ماكنتش هعزمهم فى بيتى.. بلاش حتى لو افتكر ان هما الى جم بيتى مانا كان ممكن اخلى حد من الخدم يمشهيهم او استقبلهم وحش.. بس انا كنت مبسوطه معاهم وحبيتهم جدا حتى ابنهم الشقى جدا ده حبيته.

كانت تستمع لها مبتسمه.. احاديث الناس واحكامهم آه والف ااااااه منها.
شهد بصدق:انا حبيتك جدا يا ماهى ياريت نكون صحاب.
ماهى بلهفه وفرحه:بجد.
شهد:طبعا ده انا يشرفنى.
ماهى :يعنى مش هتبعدى ولا هتسيبتى.
شهد :لأ طبعا وانا أطول يبقى عندى اخت حلوه وطيبة زيك كده. وملك كمان هتبقوا صحاب اوى.
ماهى بحزن:بصراحة مش هخبى عليكى.. انا حبيت ملك جدا وعارفه إنها طيبه وكويسه وتتحب وكان نفسى ابقى انا وهى نكون صحاب.. لكن ماهما كانت طيبه وكويسه هفضل طول الوقت فاكره وعارفه ان جوزى معجب بيها وعايز يتجوزها.. مهما ان كنت طيبه ومتسامحه لكن انا بنى ادمه وبحس... مش هعرف اتعامل معاها عادى اعذريني.. دايماً في كل مره هشوفها واو اقعد معاها هفتكر ان جوزى فضلها عليا... ياريت تقدرى موقفى.

ربطت شهد على يدها وقالت:طبعا فهماكى وعذراكى.. بس برضه عايزه اعرفك ان ملك شيفاكى إنسانه ممتازه.. امبارح طول الليل وهى عماله تمدح فيكى وفى طيبتك وأخلاقك.

ابتسمت ماهى بحب وقالت :ربنا يخليكي يا رب... انا كنت عايزة اتكلم معاكي في حاجة مهمة وضرورية.
شهد بانتباه:خير.
ماهى:خير.. بصى مروه كانت.... قاطعها رنين الهاتف الذى قامت من بعده منتفضه فالمدرسة الخاصة بابنتها تخبرها انها وقعت من على الدرج وقد كسر ذراعها.

صعدت شهد لغرفته وهى تحاول تخمين ما كانت ماهى تريد اخبارها به. ثم مالبثت واستغرقت فى نوم عميييق.

بعد مرور عدة ساعات

استيقظت من نومها بكسل واستدنت على ظهر الفراش ترى الوقت فقالت:ياااااه انا نمت كل ده... ده يونس قرب يرجع.
قررت ان تنهض سريعاً كى تاخذ حمام منعش يجملها قبل عودة زوجها من العمل.
ولكن لفت انتباهها وجود اشعارات كثيره على هاتفها من موقع فيس بوك.
فتحته وكانت الكارثه.

منشورات كثيره (بوستات) على كل جروبات الفيس بوك وانستجرام بها صورها هى ويونس محتصنها يضحك بحب. متقارنه هذه الصوره بصوره أخرى له مع زوجته الاولى مروه.

منشورات كثيره بعناوين كثيره منها.
خطافة الرجاله.
شوف الواطى بعد ما ربنا اداله سابها واتجوز غيرها.

دى صورة عضو مجلس الشعب مع مرات اخوه الى لعبت عليه واخدته من مراته وعياله.
والكثير والكثير.

ولكن الاصعب هى تعليقات الناس الجارحه ومنها.
طب كنتى احترمى النقاب الى لابساه.
خطافة الرجاله الزباله.
كلبة فلوس.
امال لابسه نقاب وعمللنا فيها الشيخة ربنا ياخدكوا ماليتوا البلد.

وتعليقات اخرى كثيره متعاطفه مع الزوجة الاولى المسكينه الضحيه.
صرخت بقوه وانهارت تماماً وهى ترى شتائم الناس لها.

مهلا مهلا بعض المنشورات مرفق بها بعض الصور لها بدون نقاب.
كيف التقطت لها ومن فعل ذلك.

من بين كل مائة تعليق جارح تجدتعليق جيد انه.
ياجنلعه دع الخلق للخالق.
ماحدش عارف مين الظالم ومين المظلوم.
هو احنا كنا عايشين وسطهم وعارفين ايه اللي حاصل او عملوا كده ليه.
لكن معدل الهجوم عليها أقوى واشرس. كل دقيقه منشور جديد فأصبحت حديث الناس من كل الأعمار.
حتى بجروبات الرجال تداولوا هذه المنشورات خصوصا صور تلك الحسناء دون النقاب مع بعض التعليقات السخيفه.
مثلا
ماهو له حق .
جامده بنت الايه.
يالهوووى على العنين ولا الشفايف.
بطل عليا النعمه بطل.
شاهد يونس العمرى وزوجته الأسد.

وقد ساعد على انتشار هذه المنشورات اكثر وأكثر هو شهرة يونس العامرى للجميع وكذلك صور تلك الفاتنه.

فى نفس التوقيت كان يترجل من سيارته بلهفه فقد اشتاقها بشدة. حسناً حسنا سيكسر عظامها داخل احضانه الأن.

دلف للغرفه بشوق ولكن تجمد فى موضعه وهو يرى حالتها المزريه من البكاء والنحيب.
اتجه اليها مسرعا وقال :شهد... مالك.. فى ايه.. ايه اللي حصل.

نظرت له بحزن وتعب ودموعها لا تتوقف عن الهطول وقالت:ط.. طلقنى يا يونس.

اهتز... نعم اهتز لثواني من وقع الكلمه على اذنه... ماذا حدث.. يعلم أنها باتت تعشقه.. كانت تقبله بحب منذ ساعات.. إذا ما الذى جد.

ابتلع غصة مؤلمه في حلقه وقال :شهد.. فى ايه.. انا عملت ايه يخليكي تطلبى حاجة زى كده.
شهد بقهر ودموع :انت ماعملتش.. انت حبيبي وهتفضل حبيبي.. لكن انا تعبت.. كده كتير.. كتير اوى.

نظر لها بجهل واستنكار فكيف هو حبيبها وكيف تطلب الطلاق وتريد تركه.

نظر لما بين يديها والتقطت الهاتف فاحمرت عيناه بغضب وهو يرى صوره مع هذه الكلمات الجارحه.
اشتد غضبه وظهر الوحش الكامن داخله وهو يرى صور فاتنته دون نقاب والرجال تتداول صورها معبرين بمنتهى الوقاحه كم هى فاتنه مستخدمين الفاظ وتعبيرات يعجز اللسان عن نطقها. غلى الدم بعروقه وهو يتوعد لكل من ساهم وشارك او رأى هذه الصور وكتب تلك الاراء والكلمات.
رفع هاتفه يحدث عبدالله صديقه كى يتقابلوا. والغضب يشع من كل عضلة من جسده. فالأمر ليس بالتشهير به فقط لا لقد تعدي الأمر للوصول إلى صور معشوقته دون نقابها وهو الغيور بهوس. لم يكن هذا كل شئ. تعدى الامر ذلك فبعيدا عن الهوس والعشق انها زوجته.. عرضه وشرفه.. لن يتهاون أبدا. سيضرب بيد من حديد لكل من شارك فيما حدث.

فى مكتب عز الفيومى رفع هاتفه وقام بالاتصال على ملك بعدما اخذ رقم هاتفها على العشاء.
ثواني واتاه الرد فاجاب بلهفه :الو.. ملك.
ملك برسميه وادب:أهلا بحضرتك... بس اسمى مدام ملك لو سمحت.
عز:هو احنا مش اتكلمنا فى النقطه دى امبارح وانا عرضت عليكى الجواز.
ملك:عز بيه ياريت حضرتك تهتم ببيتك واسرتك الاولى والأهم من كل ده... مدام ماهى مراتك حقيقي انسانه هايله انت بس ماكلفتش نفسك تعرفها كويس رغم كل سنين جوزكوا دى.. تفتكر انا بعد تجربتى الفاشله في الجواز ممكن اغامر بنفسى وادخل برجلى فى جوازه مع راجل بمواصفات حضرتك.
عز بغضب:ملك ايه اللي بتقوليه ده.
ملك بقوه:اسمى مدام ملك لو سمح... قاطعها بقوه:لا اسمك ملك وانا هديكى اسبوع كمان واسمع ردك النهائى.

اغلق الهاتف ولم يعطيها فرصه للرفض مجدداً.
زفرت بقوه وهى لا تعلم ماذا تفعل حقاً.
يقف فى مكتبه بالمقر الرئيسى لمجموعة شركاته وهو يكاد ينفجر من الغضب
بعد أن صب غضبه على معظم اثاث المكتب.
دلف له عبدالله وصدم من هيئته المزريه هذه.
عبد الله :مالك... ايه اللي حصل.
يونس باعين حمراء وغضب :انا عايز اعرف مين *****الى ورا الى حصل.

عبدالله بجهل :فى ايه.. فهمنى عشان اقدر اساعدك.
القى له يونس الهاتف وقال:اتفضل.. شوف ولاد ال****ناشرين ايه وكاتبين ايه.

صدم عبدالله حقا وعلم ان هيئة صديقه هذه ليست من فراغ.
يونس بحده:شوفت... المشكلة انى مش عارف مين عمل كده.. بس هعرفه ودينى لادفع كل واحد وواحدة كتبوا كومنت لا حفلوا عليا وعلى مراتى... بس مين.. مييين.
. صمت عبدالله قليلا يحاول التركيز والتفكير بهدوء

وبعد مدة من الصمت كان يونس يذرع الغرفه ذهاباً وايابا بعضب الى ان هتف عبدالله :يونس.. فى صوره من غير نقاب.... يعنى الى مصورها صورها من جوا بيتك.
نظر له وكأنه تذكر للتو فاكمل عبدالله :يعني الى عمل كده حد من أهل بيتك او الخدم.
يونس بجنون:شهد مش بتطلع قدام حد من غير نقاب غير ابويا وامى ومروه وهنيه الخدامه وريهام.. اى حد من الحرس او الجناينيه ممنوع يدخل او يخرج وهى برا اوضتها.

ضيق عبد الله عينيه بشك ولكن قال:بص خلينا نتاكد اكتر.
يونس بغضب:ازااااى.
عبدالله :ثوانى.
رفع هاتفه الى أن جاءه الرد :الو... فتحى.. ازيك ياض... ايه الأخبار.. طب كنا عايزينك فى حوار كده... لااا ما ينفعش ده دلوقتي... اه حد يخصنى... حبيبي مانحرمش.. العنوان زى ماهو... هههههه طول عمرك واطى... خلاص جايلك... سلام.. سلام.. سلام.
نظر ليونس فبادله النظرات باستفهام وقال:ايه.
عبدالله :فتحى خرايط.
يونس بجهل وغضب :ايه.. انت هتقول فوازير... مش طالبة على المسا.
عبدالله :يابنى اشترى منى... ده هو ده اللي هيجبلنا قرار الموضوع عشان ما نأذيش حد على الفاضى.
يونس:وده هيحلها ازاى.
عبدالله :عايش في مصر وماتسمعش عن فتحى خرايط... ده سيته مسمع فى الدول المجاورة.
يونس بغضب:تفتكر ده وقت هزار.
حمحم عبد الله وقال خوفاً على عمره بالطبع :يابنى والله مابهزر فتحى خرايط ده احسن واحد بتاع نت كومبيوتر وشغل هكر وحاجه فل.. بتاع كله... يجبلك عنوان وقرار اى واحد وانت قاعد مكانك كده فى مينت(دقيقة) امال سموه خرايط ليه.
زفر يونس بغضب وتحرك خارج الغرفه وهو يقول:اما نشوف

فى احد البنايات السكنيه خرجا من المصعد وتوقفا امام باب احد الشقق. طرق الجرس وفتح لهم شخص.. اين هو... نزلوا باعينهم ارضا فوجدوا قزم يفتح لهم الباب.
الرجل بعظمه غريبه على هيئة جسده:اتفضلوا.
عبد الله بإحترام :شكرا.
ثم تمتم بخفوت ليونس:ايه الهيبه دى.

نظر له يونس نطره اخرسته فحمحم قائلاً :احمم.. تمام.

دلفوا للداخل وجدوا مكان عباره عن اجهزه كومبيوتر ولابتوبات واسلاك نت متعدده ومتشعبه وكأنهم بمقر سرى للموساد.
وجدوا امامهم شاب في اواخر العشرين يبتسم لهم ببلاهه وخصوصاً يونس تقدم منهم وقال :أهلا أهلا اهلا... نورتونى والله... المكان كله منور يا يونس بيه.
يونس باستغراب :انت تعرفني.
الشاب ببلاهه ستودى بحياته اكيد:ههههه ومين مايعرفش حضرتك... ده انت بقيت الترند رقم واحد في مصر... حلوه الصورة الى كنت حاطت ايدك عل....

وضع عبدالله يده كمم فم هذا الابله ليتوقف عن نطق الاكثر والذى سيودى بحياته فلو ود الانتحار ماكان ليفعل ذلك.

احمرت اعين يونس غضبا وكور قبضه يده. وهذا المختل مازال يصرخ ويقاوم تحت كف عبدالله يريد التعبير وإكمال حديثه.
هز عبدالله رأسه بقوه وهو يشدد على فمه اكثر وقال :الراجل اللى قدامك ده على اخره ولسه مكسر مكتبين خشب مره واحده. خاف على دماغك القرعه دى عشان لسه محتاجينها.

جحظت اعين الشاب بخوف وهز رأسه بهيستريا فتركه عبدالله واجلسه بحدة على كرسى امام احد الأجهزة.

مال عليه يونس بغضب والأخير يبتلع ريقه بخوف وصعوبة فقال يونس بفحيح:اول حاجة تشيلى كل الصور من على كل المواقع وبعدين تجيبلى قرار الموضوع ومين اللي عمل كده... فاهم.

حاول الحديث بصعوبه وقال:ماهو.. ماهو.. احممم.. انا لازم اصيب الصور والبوستات عشان اوصل للى عمل كده.
يونس بغضب:قولت شيل.
الشاب بخوف وتلعثم :والله كان بودى هو انا مستغنى عن عمرى.. بس لما اشيل الصور هدور على ايه وعلى مين.
يونس بغضب وصراخ:مش مشكلتى اتصرف.
عبدالله متدخلا:اتصرف احسنلك يا فتحى انا ماسكه عنك بالعافيه.. مش ضامن هو ممكن يعمل ايه.
فتحى بخوف:حاضر.. حاضر.. حاضر.
يونس :اخللللص.
فتحى:اهو والله.

مرت نصف ساعة وفتحى المسكين مازال يبحث فى قرارا الموضوع.

ضربه يونس المقعد الذى يجلس عليه وقال :كل ده.
فتحى بنبره مقتربه من البكاء :والله ماينفع كده... انا مش عارف اعمل حاجة منك.
عبد الله :يالا يافتحى انت مطول كده ليه.
فتحى :هو انتو فاكرينه سحر مثلا.
يونس :انت لسه هتلوك.

وقف امامه عبدالله كمانع وقال:خلاص اهدى اهدى وخليه يكمل.

بعد مده اخرى
اغلق فتحى عينيه من التعب وقال: اهو.
يونس :ايه ده.
عبدالله :ده رقم تليفون.
فتحى باعين مغمضه من التعب والارهاق:اه.. ده رقم تليفون صاحب اول اكونت نشر الصور.. لو عرفته هو مين يبقى كده وصلته.
يونس بحده وقله صبر:طب ماتشوفه مين.
فتحى وهو يشيح بيده كعويل النساء وقد اوشك على البكاء :ياعم أنا بتاع نت وكومبيوتر يعني اهكر جهاز اتنصنت على حد لكن مش شركة فودافون انا.

تدخل عبدالله وقال :خلاص يا يونس ثواني وهنعرف كل حاجه.. اهدى انت متعصب فامش عارف تتصرف لو كنت اهدى من كده كان زمانك خلصت الحوار ده بدرى عن كده.

فكر يونس قليلا ثم قام بالاتصال على احد الأرقام وقام باملاء عليه رقم الهاتف الذى معه.

انتظر لدقائق حتى وصلته رسالة فتحها فجحظت عيناه وقال بغضب كبير:مروووووه.

خرج بخطى سريعة جدا من البنايه باكملها. حاول عبدالله اللحاق به ولكن لم يستطع فقام سريعا باستوقاف سيارة اجرة وذهب خلفه فهيئته غير مبشره إطلاقا.

فى فيلا العامرى تحديدا بجناح مروه... كانت مستلقيه على شزلونج هزاز من الجلد وهى مغمضة العين بمنتهى البرود والاريحيه تدندن على نغمات إحدى الأغانى الاجنبيه الرائجة. فلقد تخلصت من اكبر عقبه بحياتها.. بعدما القنتها درس عمرها فى جزاء من يقترب من شئ خاص بمروه هانم.والان تلك الشهد الغبيه جمعت كل اشياءها واخذت ابنتها وذهبت بلا رجعه واخيرررااا.

دلف داخل البيت كالثور الهائج وهو يصيح باسمها مناديا فى كل مكان.

بالطبع لم تلبى الندا فهى لم تستمع لما يحدث بسبب صوت الاغانى.

وقف كامل وعزيزه وهم يستغربون الوضع كثيرا منذ قليل خرجت شهد تحمل كل حقائبها هى وابنتها وكانت بحالة انهيار تامه ودموعها لا تتوقف عن الهطول كالمطر. ولم يسطتيع احد اثناءها عن قرارها ابدا وهم لا يعلمون بماذا سيخبرون يونس عندما يأتى فهم باتوا يعلمون جنونه وتعلقه بها الواضح للاعمى.

تحدث كامل باستغراب شديد لكل أحداث هذا اليوم الغريب :فى ايه يا بنى.
لم يجيب يونس إنما ظل يصرخ باسم تلك العقربه:مروووةةه.. مروووه.

لم تجيب او تأتى.. فى ثلاث خطوات كان يلتهم درج السلم وبلمح البصر كان يقتحم جناحها وخلفه كامل وعزيزه.

لثوانى اهتزت فى موضعها.. هل كشف أمرها... لا لقد اتخذت كل الاحطياطات... ولكن عزيزتى انتى تعبثين مع يونس العامرى.

هوى بكف يده على وجنتها بقوه فصرخت شاهقة وصرخ معها مالك بقوه:باااااابا.
استدار له بغضب فقال مالك بغضب وحزن:هو كل يومين هتضربها ولا ايه...عمرك مامديت ايدك على امى.. مابقتش تعمل كده الا اما اتجوزت الست شهد.
احتدت اعين يونس فابنه الذى انجبه ورباه يقف امامه متحديا فقال بغضب وعصبيه :أخرس انت هتعلى صوتك عليا يا ولد.
مالك بغضب :حضرتك الى ضربت امى.. وبعدين ايه هتمد ايدك عليا انا كمان.

كانت مروه رغم وجه وجنتها إلا انها تبتسم بنصر وهى ترى مالك يدافع عنها ويتحدى والده ويسيئ لشهد.

يونس بنفس حالته:مابقاش غيرك انت كمان.. فوق انا ابوك وانت عيل لسه...ومش فاهم حاجة.
مالك بتحدى هو الآخر :انا مابقتش عيل.. انا بقيت طولك يعني راجل.

نظر له يونس باعين كالصقر وغضبه يتفاقم وقال:تمااااام... طب تعالى بقا يا راجل وشوف ولا مافكش عنين... شوف ياسيد الرجاله الناس وهى بتتكلم عن عرض ابوك... شوف الرجاله والعيال المراهقين الى من سنك الى بيقولو على مرات ابوك اللى هى عرضه بطل واسد.. مراته المنقبه يتشيرلها صور من غير نقابها والى يسوى والى مايسواش يقعد يتكلم ويوصف فيها.. طب بلاش هى... ابوك.. يا راجل.. ابوك اتشهر بيه وصوره بقت على كل الصفحات ابوك مكتوب فوق صورته شاهد قبل الحذف يونس العامرى وزوجته الأسد.. ابوك بيتشتم ويتهان وبيتقال عليه واطى وحيوان... تحب اكملك... ايه ماشوفتش كل ده.

كان مالك يستمع له بزهول وقال:لا والله انا رجعت من المدرسه نمت ولسه صاحى.

ولكن تحدث مجددا وقال:بس كل ده مايقولش ان امى هى الى عملت كده.
يونس بغضب:وهو انت تعرف عن ابوك انه هيتهم الناس من غير دليل.

تحدثت مروه بخوف وقالت:انا مالى... انا ماعملتش حاجة.

قبض على شعرها بقبضة يده فتأوهت بقوه وصراخ ومالك أيضا يصرخ بابيه فقال ب
يونس لابنه وللجميع :انا روحت لواحد بيفهم فى المواضيع دى كويس اوى... الهانم امك شاريه خطوط وعامله بيها اكونتات فيك وفاكره انها لما تجيب رقم جديد انا مش هعرف أوصل لصاحبه.

ثم وجه حديثه لمروه وقال بغضب:
حتى لو عملتى المستحيل عشان مايتسحلش باسمك بس بغباؤك روحتى اشتريته من الفرع الرئيسي الى قريب من هنا وانا حبيبي كتير هناك.

ينظر الجميع لها بصدمه وزهول فتحدث مالك بتفاجئ:ماما... انتى فعلاً عملتى كده... شهرتى با ابويا.. وخليتى الناس عماله تهزق فيه وتتكلم عنه.. ده مكتوب كلام دمى بيغلى كل ما بشوفه.... طب مافكرتيش فيا... شكلى ايه وسط صحابى وهما شايفين صور ابويا الى بفتخر بيه عليهم كلهم وهو كده.. مافكرتيش فى ابنك اللى كبر خلاص.

تحدث كامل بزهول هو الآخر :دى عمله تعمليها يا بنتى.. وانا الى ماكنتش راضى عن اليمين الى رماه عليكى رغم أنك كنتى عامله كارثه قبلها... بهدلتى البنت وشغلتيها خدامه عندك وهنتيها وهزئتيها قدام العماره القديمه كلها وكمان اتبليتى على ابنى وقولتى ان دى أوامره وللأسف ماحدش فينا اتكلم.. غلطه عمرى الى كل ماحط راسى على المخدة (الوساده) عشان انام افتكرها واحاسب نفسى 100مره ومره... ومع ذلك ماهونيش علينا عشان العشره وعشان ابنك... قولت اكيد اتعلمت من غلطها... اكيد مش هتأذى حد تاني... لكن يوصل بيكى الأمر أنك تعملى ابنى مسخه بين الناس.. إزاى دماغك جابتك على كده.
كانت تستمع لهم باعين تشع حقد وكره فصرخت أخيراً بغل وقالت:اااه عملت كده... وعارفين ايه كمان.. مش كفاية.. لسه حاسه انه مش كفايه.. انا مروه الشناوى واحدة زى دى تاخد حاجة كانت بتاعتى... حتى لو مش عجبانى.. حتى لو انا مش مدياها قيمتها بس فى الاخر بتاعتى.. انا الى اسيبه مش هو اللى يسيبنى... بقا انا تيجى حتة الفلاحه دى وتاخد جوزى منى.. فيها ايه زيادة عنى هااا... جت هى وخلتكوا كلكوا اتجننتوا بيها.. واحدة زى دى انا مستوايا مايسمحليش انى اشغلها حتى خدامه تمسحلى الجزم.. تيجى انت وتتجوزها وتحبها... ده انت بتكون زى المجنون قدامها... ممنوع ممنوع ممنوع.. كأن حد هيخطف ست الحسن والجمال منك... متحوزاك من اكتر من 14سنه وعمرك مل عملت كده معايا.. مش ندمانه ابدا.. ابدا يا يونس.

صمت لدقيقه او اكثر. ثم اقترب منها ووقف بمواجهتها وقال :14 سنة... 14سنه وانا مستحمل طريقتك وعجرفتك وغرورك.. وكل ده ليه.. عشان خاطر مالك.. تعرفى انى كنت جاى ناوى اطلقك فى نفس الوقت واليوم الى قولتيلى فيه إنك حامل.. رضيت بقسمتى ونصيبى معاكى وحاولت اعلمك واغيرك لكن ماحصلش.. لا ده انتى كنتى بتزيدى سوء. ومن اسوء لاسوء وانا ساكت وراضى.. قله اهتمام بيا وباى حاجة تخصني وراضى.. مشاكل كل يوم مع الناس الغلابه الى بتتنططى عليهم بفلوس جوزك ومنصبه واحلها وراضى... معاملتك الى زى الزفت لاهلى وراضى... خروج ودخول وصرف وسفر وسهر وراضى... حتى ابنك الى جايه تعرفيه دلوقتي لما كبر عشان يدافع عنك عمرك ماكنتى حنينه معاه زى باقى الامهات وانا يوميا اتحصر على حالى وحال ابنى وراضى.. كنت بحاول اعترض واغير فيكى لاكن مافيش جديد.. كام سنه بحاول لحد ما يئست ومع ذلك كنت صاينك عمرى ما فكرت اتجوز عليكى مع انى كنت اقدر ومعايا عذرى لاكن ماعملتش كده.. حتى جوازى من شهد ماكنش جواز عشان عايز اتجوز ولا هى اتجوزتنى عشان عايزه تتجوز.. الظروف هى الى حكمت علينا بكده... وهى كانت بتتجنبك وتتجنبنى.. ومن اول جوازى بيها وهى فاهمة انك الأحق وماعترضتش.. لكن انتى ذلتيها وهنتيها وبهدلتيها وحتى ماكنش ليها رد فعل واستحملت وبعدها برضه فضلت معتبراكى الزوجه الاهم والاحق.. لكن انا.. انا الى لاقيت فيها كل الى كنت بحلم الاقيه فى زوجتي.. الى حاولت ازرعه جواكى وفشلت.. وجايه تقولى فيها ايه زيادة.. طالما ماحستيش بقلبك قبل عينك هى فيها ايه زيادة يبقى عمر وصفى انا او غيرى ماهيخليكى تشوفى.. وقبل كل حاجه وبعد كل حاجه احب اشكرك إنك قدرتى وساعدتينى انى اخد القرار الى كان صعب او بمعنى أصح كنت مستحرم انى اخده.

انتى طالق يا مروه.. طالق بالتلاته.
اقل من نص ساعه ومالقيش ليكى اى اثر فى البيت ده.. وماتخافيش اى حاجة ليكى او اى متعلقات مادية او حقوق هتاخديها ومش عشانك ده اكراما لابنى الوحيد لأنك للأسف أمه.

قبل ان يخرج نهائياً هتفت به:طب وابنى.
استدار له وهو ينظر لها بغضب وسخريه:ابنك... وده من امتى... من ساعة بس ماكبر وصوته تخن وحسيتى انه فعلاً بقا راجل افتكرتيه وعايزه تاخديه... بصى يا مدام نفقه ومرخر وشبكة واى حقوق هتاخديها.. هدايا مجوهرات او عربيه ولبس برضه هتاخديه لكن ابنى لأ ومش عشان هو ابنى الوحيد والله لو كانوا عشره برضه ماكنتش هسيب واحد فيهم لواحدة زيك تربيه كفاية انه ممكن يكوم واخد جينات منك.
ثم رفع سبابته وأردف محذرا:نص ساعة وتكونى اختفيتى من بيتى ومن حياتى وحياة ابنى فاهمه.

هتفت بقوه وقالت:لا يا يونس مش هسيب ابنى.
يونس بمكر وبراءه مصطنعه:خلاص ماتسبيهوش خديه... بس تسيبى العربيه والكريدت كارد واى هديه او الماظ اشتريتهولك وهسيبلك حقوقك الشرعية (الشبكه والمرخر والحاجات دى) تمام.

استدار بمكر فهتفت بخوف وقالت:لأ.
جحظت أعين مالك والجميع بتفاجئ الا هو الذى كان يبتسم بسخرية ممزوجه بالاحتقار فهو ابدا لم يكن ليفرط فى ابنه ولكنه يعلم انها سترفض وستبيع ابنها بالمال. وارد أيضا أن يثبت لابنه وللجميع مدى حقارتها حتى لا يلومه احد منهم فيما بعد. فابنه كبر ووعى وكل شئ حدث امامه.

ذهب سريعا الى جناح حبيبته كى يهدئها فهو يعلم أنها اكيد متكوره على فراشها منهاره الآن. دلف للداخل يهتف بها ولكن لا رد. قبض قلبه بشده وهو يرى خزانتها فارغه. هرول للخارج وهو يصرخ باسم امه مناديا:امى...امى.
عزيزه:نعم يابنى.
يونس :فين شهد.
عزيزه ببساطة :مشيت.
احمرت عيناه غضبا وقال:مشيت.. مشيت ازاى وراحت فين وازاى محدش يحوشها.
عزيزه :لاقيناها واخده وهدومها واخده بنتها ومصره تمشى... مشيت لوحدها يبقى ترجع لوحدها.. هو حد كان داس لها على طرف ولا حد قالها امشى... انا مابحبش ياخويا دلع البنات ده.

صرخ بها كامل بقوه ونفاذ صبر منها هى الاخرى:يعني كل ده ولسه بتقولى ماحصلش حاجة.. الصبر من عندك يارب.

عزيزه :ايوه ماشى ماحنا ماكناش نعرف انا لأعرف فى البتاع إلى اسمه النت ده ولا افهم فيه.
كامل ليونس:يابنى والله انا حاولت معاها بس شكلها كان يخوف ومش قابله اى نقاش ولأول مرة من يوم مادخلت بتنا اشوفها كده... بس انا وصيت السواق يوصلها لحد بيت ابوها هى وبنتها وهما لسه واصلين من شوية واطمنت عليهم ماتقلقش.

احتقن وجهه بعضب وقد تثاقلت المتاعب فوق كاهله منذ الصباح حقاً قد تعب وهى الأخرى تعاقبه ببعدها عنه. ماذا يفعل الان.

خرج من البيت كله فوجد عبدالله يقف فى حديقة المنزل الخارجية. توقف باستغراب وقال:عبد الله.. انت هنا من امتى... ومادخلتش ليه.
عبدالله بحرج:انا هنا من ساعه مانت وصلت جيت ادخل بس سمعت صوت خناق عالى بينك وبين مروه فامحبتش ادخل فى خصوصياتكوا

ابتسم له يونس واغمض عينيه بتعب فقال هو:ايه اللي حصل.. عملت ايه.
جلس يونس على احد المقاعد بتعب اهلكه وقال:طلقتها... لكن شهد مشيت وسابت البيت.
عبدالله بتفهم:ده كان متوقع يا يونس... بعد الى انت حكيتهولى.. هى استحملت كتير اوى.

زفر يونس بتعب ولم يتحدث إنما استقام واقفاً فقال عبدالله :ايه رايح فين.
يونس :رايح لها.
عبدالله :يابنى اقعد الوقت اتأخر وهى كمان سيبها النهاردة تهدا وبكرة تروحلها.. اطلع انت نام دلوقتي.

تنهد بأسى وقال:مابقتش اعرف.

وغادر سريعا ومن بعده عاد عبدالله لبيته.

وصل إلى قريتها قرب شروق الشمس. دخل للمنزل الذى لم يطأه منذ ان قدم لخطبتها لأخيه. ولكنه اليوم يدخله بصفته زوجها وعاشقها. ابتسم بسخريه على القدر وما يخبئه لنا. لكنه عشق هذا القدر الذي جمعه بها.

لم يتغير البيت كثيرا تكعيبه من العنب تتقدم البيت تنتهى بدرجات سلم قليله وتجد ساحة استقبال متوسطه بها مقاعد خشبيه وحوض من الزهور ثم باب من الحديد والزجاج الملون قام بالدق عليه ولكن لم تأتيه اجابه.

لا يعلم لما قادته قدماه وذهبت به لخلف المنزل حيث ذلك المنظر البديع. أرض واسعه خضراء ورائحه الصباح اللمزوجه برائحه الندى على فروع الشجر والذرع تبعث الهدوء للنفس. وجد فاتنته ومعذبة قلبه تجلس والحزن يكسو عينيها. رغم جمال المنظر ولكن دموعها مزقت روحه..لا لا ثوانى.. عن اى تمزيق يتحدث ها... سيقتلها.. مؤكد سيقتلها والان.. تجلس من دون نقاب... رحمها الله إذا.

تقدم منها بسرعه وقبض على ذراعها بقوه وغضب وهو ينوى كسر رأسها.

تفاجئت به وفزعت ولكنها احتضنته بشوق كبير.

تفاجأ من فعلتها كليا.. احمم.. حسنا. اا.. لن يقتلها.. لقد انسته تماما.

_وحشتنى اوى يا يونس.
نطقت بها شهد بحب وشوق كبير جعله يتأوه بتعب وصوت مرهق جدا.

اشتم رائحتها وهو يكسر ضلوعها داخل احضانه ثم قال:كده تسيبي.. تسيبى البيت وتمشى من غير ماتقولى.. هونت عليكى.

خرجت من احضانه وهى تشهق باكيه:غصب عني يا يونس والله ماستحملتش...اللى حصل معايا كان كتير.
يونس بحزن:ماهو حصل معايا انا كمان.. انا ذنبى ايه.. يعنى فوق ده كله كمان بتعاقبينى بيكى.. تمشي وتسبينى.. هو انا ذنبى ايه.
شهد ببكاء:والله ماكان قصدى كده.. بس من ساعة ما اتحوزنا وانا بتعرض كل شويه لحاجه اصعب واصعب وكل مره استحمل واعدى.. بس المره دى كانت صعبه اوى.. انا اتفضحت يا يونس.. مش هقدر ارفع عينى فى عين حد بعد كده.

قالتها وهى منكسه رأسها بدموع وحزن فوضع يده اسفل ذقنها ورفع رأسها عاليا وقال :ماعاش ولا كان الى يعمل فيكى كده وانا عايش.. ترفعى راسك وسط الكل.. وانتى ست الكل.. انا رديتلك اعتبارك وسط الناس كلها.. كل المنشورات الى اتنشرت اتحذفت والجروبات والصفحات دى اتقفلت والى كان السبب في كده اتعاقب.

مسحت عينيها وانفها بطفوله وقالت:ازاى.

رفع رأسه وقال:انتى متجوزه يونس العامرى مش اى حد.. اما بالنسبة للتفاصيل مش هقولك لانى زعلان.. وزعلان اوى كمان.
شهد :يا يونس والله...
قاطعها بقوه وقال:انا ذنبى إيه... تعبت اد ايه على ما وصلتلك وتعبت اد ايه على ماقولتيلى بحبك.. كل حاجه يطلع عين اهلى انا ليه.. ليه تسيبنى وتمشى.. هو انا مثلا الى نشرت الصور دى ولا انا اللي قولت للناس تعلق تقول كده ولا انا اصلاً ليا يد من قريب او من بعيد فى الموضوع ده.. انتى غلطتى وغلطتى جامد ياشهد.

استدار ينوى الذهاب للداخل وهى خلفه تبكى بحزن ولكنه التفت لها واضاف:اه وزيادة عليهم واقفه برا البيت من غير نقاب ياهانم يا محترمه.

توقفت عن البكاء تلقائيا واتسعت عينيها بزهول منه الا ينسى ابدا او يمرر الامر نظراً لما هم به.

ومالبست أن ابتسمت بحب. انه يونس المهوس بها.
لكنه غاضب منها وبشدة وهى أخطأت نوعاً ما ولابد من مراضاته.

فماذا تفعل هى.
***********
على طاولة متوسطه للافطار كان يجلس يونس وبجانبه شهد والى امامهم كريم شقيقها وزوجته ندى وابنائهم.
تحدث كريم ببشاشه مرحبا :البيت والبلد كلها نورت والله يا يونس بيه.
يونس مبتسماً :البلد منوره بأهلها... وبعدين ايه يونس بيه دى ده انا جوز اختك وكمان سننا قريب من بعض.
كريم:ههههههه.. عندك حق... انا فرحت اوى لما عرفت انك جيت... لازم اغلبك بقى عشرتين طاوله ولا مالكش فيها.

يونس:لا للأسف ماليش.. انت عارف مابيبقاش فى وقت فاضى فى اليوم خالص.
كريم :خلاص يبقى اعلمك.
ندى متدخله بمرح:وتعلمه انت ليه يا كريم وهو متحوز الاستاذه بذات نفسها... اندهش يونس جدا ونظر لشهد التى كانت تلعن ندى في سرها وهى تهز رأسها بنفى شديد... فى نفس الوقت فتحت ملك الباب بالمفتاح الخاص بها ودلفت مرحبه تشاركهم الحديث.
ندى لملك:شوفتى يا ملك يونس بيه طلع مالوش في الطاوله.
ملك باندهاش:معقول... ده انت مراتك حريفه.
يونس مبتسما:انا اول مره اسمع الكلام ده... اتفاحئت بصراحه.
ملك:ههههههه.. دى مراتك دى كلها مواهب.. فاكره يا ندى.. طب دى بترقص رقص فشر نجوى فؤاد.

اتسعت عينيه بزهول وهو ينظر لها بمكر وخبث. وهى تهز رأسها بجنون تنفى مايقولون. ودت لو قطعت السنتهم جميعاً.
ندى :بصى يا ملك بتهز دماغها ازاى. ههههههه.. طب انت عارف يا يونس بيه الأطفال وهما صغيرين لما تسألهم نفسك لما تكبر تشتغل ايه اى طفل طبيعى بيقولك دكتور مهندس ظابط مدرسه.. هههههههه لاكن شهد كنت تسألها نفسك يا شوشو لما تكبرى تشتغلى ايه تقولك وهى بتهز وسطا وكتافها رقاااااااصه هههههههه.
انفجر الجميع ضاحكا وهو معهم بشده واعين متسعه لايصدق ابدا بينما هى لا تفعل شيئاً سوى النفى :وربنا ماحصل.
ملك:ياكدااابه... هههههه طب فاكر يا كريم هههههه لما كانت فى ثانوى وكنا نقولها يابنتى ذاكرى عشان تدخلى كلية كويسه هههههههه كانت تقولنا بكل ثقه.. بس انا عرفت انا هشتغل ايه.. نقولها بجد ايه.. تقول هشتغل رقاصه وبعد ما اخلص نمرتى هههههه هنزل افتح للزباين هههههههه.
ارتفعت اصواتهم اكثر واكثر وهو ضحك حتى بكت عيناه لا يصدق أبدا صغيرته وافعالها.
شهد:بس بقى. ثم نطرت ليونس وقالت:والله بيكدبوا.
كريم :والله انتى الى بتكدبى.ثم وجه حديثه ليونس وقال:طب دى كانت شقيه شقاوة.. فاكره ياملك لما كانت قاعده على المطبخ وكنا لسه شاريين كرتونه بيض... اخدت البيض كله وفضلت تحدف فيه فى الحيطه والارض بقت كلها بيض.
ملك بقرق:يعععع ماتفكرنيش ده انا فضلت امسح فى المطبخ 3ايام ورا بعض.

شهد ليونس:ماتصدقهمش بيتبلوا عليا والله.. انا اصلا مش اختهم هما متبنينى فابيحقدوا عليا.... اة زى مابقولك كده.. انا اتبدلت منهم فى المستشفى يوم ما اتولدت.
يونس :لا أرسى على كدبه واحدة متبينك ولا اتبدلتى فى المستشفى ههههههه.
كريم:ههههههه طب نقى كدبه تليق بيكى ده انتى الوحيدة فينا الى مولوده فى البيت هنا.. انا وملك مولدين فى المستشفى الا انتى... يالا يا كدابه...وعشان افتراكى ده احنا كنا ناويين نستر عليكى بس خلاص هنقول على كل بلاويكى.
ملك:ههههههه فاكر يا كريم لما المدرسة بتاعت الحضانة اتصلت على التليفون الارضى ورحنا جرى لاقناها بتقولنا ان شهد واخده في شنطتها كل الشوك والمعالق الى فى البيت... هههه اموت واعرف كنتى وخداهم ليه.
شهد:اصلهم كانوا بيعملوا صوت حلو.
ارتفع صوتهم مجددا ويونس يضحك بجنون متفاجئ من أفعال صغيرته وكم احب ان يعرف عنها ويتشارك جميه أوقات طفولتها وشقاوتها فيبدو ان زوجته كانت طفله مكاره وشقيه بل ومازالت. منذ ان تقرب منها وعشقها وهو يتمنى لو رباها على يده وكانت معه منذ طفولتها وها هو الآن يستمع بذهول وتفاحئ لافعالها ومواهبها التى تفاجئ بها حقاً.

فى فناء المنزل كانت ملك تقف بتذمر غير راضيه ابدا على الذهاب مع شهد.
شهد :اوووف ايه يا ملك بقا اخلصى ووافقى.
ملك:انا مش شايفه داعى لسفرى معاكى ومش كل يوم والتانى هنطلهم هناك المفروض اخلى عندى دم.. هو كان بيت ابويا.
شهد:عشان خاطرى يا ملك.. يونس زعلان مني وعماله اصالح فية مش بيتصالح... بيكلمنى قدام الناس بس عشان شكلى مايبقاش وحش لاكن بينى وبينه مش بيكلمنى وزعلان.
ملك:وتفتكرى انا هعمل ايه يعني.. ده جوزك انتى وانتى الى تعرفى تصالحيه.
شهد :على الاقل هقعد احكى معاكى وافك عن نفسى ونوصل لحل ده غير انى لسه مش عارفة أواجه الناس هناك بعد اللى حصل فا محتجاكى جنبى.
ملك :ما رنا صاحبتك معاكى هناك.
شهد:يوووه يا ملك مانتى عارفه رنا قربت تتجوز ومش بعرف اتلم عليها من السحله الى هى فيها دى بترجع البيت مقتوله حتى خطيبها مش بتعرف تكلمه... هو انا هشحتك.. شكرا جدا الاهتمام مابيطلبش على فكرة.

قالت الاخيره وهى تستدير وتبتسم بمكر وخبث.
ملك:هنتقمص بقا زى العيال الصغيره.. يابنتى مانتى عارفه مش عايزه اجى عشان ماهى وجوزها وكفاية اوى الى حصل.
شهد :ايوه يعنى ايه يعني... هتقطعى علاقتك بيا.. ذنبى ايه انا مش فاهمه.. ماشى.. ماشى...اه يانى يامى يانى يامى.. اه يا غلبانه ياشهد ومالكيش حد.. اه يا.... قاطعتها ملك :بس بس خلاااص.. ايه مسوره وانفجرت في وشى.
ابتسمت شهد براءه:يعني هتيجى معايا.
ملك :خلاص هاجى... بس وحياة امك تخلصى وتحلى معاه بسرعه مش عايزه أطول هناك.
قبلتها شهد على وجنتها بحب وشقاوه:تسلمى يا احلى واجمل اخت فى الدنيا.... انا كنت عارفة انى مش ههون ابدا.. يالا بقا نلبس جورى وانتى صحى كريم يالا.

طوال طريق العوده للقاهره وهى تحاول التقرب منه ومحاولة ملامسة يديه او ماشابه ولكنه مازال على غضبه منها وملك بالخلف تكتم ضحكاتها على محاولات اختها الفاشله ومع كل مره يحبط محاولاتها تنفخ وجنتيها بطفوله. وهو يرتسم العبوس والجمود على وجهه كطفل فى التاسعة.
وكريم يلاعب جورى منشغل بها في الخلف. اخ لو يعلم مالك ماتفعلينه يا صغيره.

وصلول إلى فيلا العامرى وذهبت ملك وكريم ليستريحوا فى غرفة خاصة بالضيوف.
أخذت شهد طفلتها وذهبت بها لغرفتها بعد أن ابدلت لها ثيابها واوصتها ان تنام قليلاً لتستريح من تعب السفر.
وبعدها ذهبت شهد لمراضات وحشها الغاضب.

اما تلك الصغيره فتسحبت على أطراف اصابعها تتمسك بطرف فستانها الازرق الذى يعكس وهج زرقه عينيها. وتعلقت بمقبض الباب المقابل لغرفتها وفتحته بصعوبه لكنها فتحته بالاخير.
وجدت مالك جالس على فراشه نص جلسه ينظر للسقف بحزن وشرود ولم يشعر بدخولها.
وقفت على الأرض تنظر له باستغراب. صحيح هى طفله قاربت على الرابعه من العمر ولكن نعلم كيف ان الاطفال اذكياء ولماحين الى اقصى درجة فهو دائما خلفها دائما يفرض قيرده وتحكماته عليها.. ماذا حدث إذا.

شعر هو انه لم يعد بمفرده. نظر بجانبه وجد طفلته الجميله تنظر له ببراءه وحاجبيها معقودان باستغراب زادها لطافة. ابتسم من وسط حزنه وقام بحملها من تحت كتفيها ورفعها لجانبه على الفراش.
اجلسها لجواره وقال:كنتى فين... كده تسبينى انتى كمان.
جورى:ماما مشيت واخدتنى معاها.
نظرت لدمعه يتيمه كانت قد فرت من عينيه وقالت وهى تمسحها له بكفها الصغير:انت بتعيط يا لوكا.
مالك مبستما بحزن:لأ مش بعيط.
جذبته بطفوله ووضعت راسه على كتفها الصغير وقالت:ماتزعلش.
ضحك رغما عنه وقال:بتعملى ايه بس... هحط دماغى دى كلها على كتفك المعضم الصغير ده ازاى .
جورى ببراءه :مانا لما بعيط بنام على كتف ماما كده... وانت مامتك مش هنا... الحق عليا يعني.

تذكر والدته ومافعلته فوجود صغيرته قد انساه بعض الشئ ولكنه وبعفويه بالغه ذكرته من جديد.
مالك بحزن :ماما سابتنى ومشيط يا جورى فضلت العربيه والفلوس عليا.
جورى ببراءه لا تعى ماتقوله وماسيترتب عليه مستقبلاً :خلاص ماتزعلش انا هفضل معاك لحد ما انسيك ومش هسيبك ابدا...
نظر لها بجنون وتملك فهذه الصغيره تزيده يوميا تعلق بها وقال باصرار :حتى لو انتى سبتينى انا مش هسيبك ابدا حتى لو حصل ايه... ولا هسمح لحاجه تاخدك منى.
لم تعى ما قاله ولا ما سينتج عنه وابتسمت بطفوله وجذبت راسه ثانيه لكتفها. ضحك من قلبه بقوه وقال:ههههههه ياحبيتى انا لو نمت على كتفك مش هرتاح بالعكس هيجيلى صداع من العضم الى غارس فى دماغى... تعالى.. تعالى احكيلى عملتى ايه عند ولاد خالك.. لعبتى مع مين.. وكنتى بتنامى فين وكله كله.

اخذت بطفوله تحكى وتعبر بيديها وهو يستمع لها باهتمام فهى الوحيده التى ينسى العالم معها.

خرجت ماهى مسرعة بغضب وخوف تحمل ابنتها الصغيره فى نفس الوقت الذى كانت تجلس به ملك بالحديقه الخارجية للفيلا. فقلقت من طريقتها وسرعتها بالسير وذهبت لتطمئن الى ما يحدث معها فبعد معرفتها بشخصية ماهى الحقيقة احبتها وتعاطفت معها كثيراً وتود لو اصبحوا صديقتين.

كانت ماهى على وشك المغادره بسيارتها لولا وقوف ملك امامها متسائله بقلك:خير يا ماهى فى ايه شكلك فى مصيبة.
ماهى بغضب :الدكتور الحمار اللي عمل لحنين الجبس.. جبسها غلط والبنت كل يوم بتصرخ من الوجع.
ملك :يابنتى مايمكن عادى.
ماهى:لا يابنتى المفروض الوجع مع الوقت يهدا لكن لا ده بيزيد وانا اصلا ابن خالتى دكتور عظام كبير في دبى واما وصفتله الحاله وبعتله الصوره زعقلى جامد وقالى ازاى اسيبها كده.. كلملى دكتور صاحبه شاطر وحجزلى عنده وهرحله حالا.
ملك بشهامه:طب استنى انا جايه معاكى.
ماهى:لا ياحبيبتى شكرآ.. ده كفاية سؤالك وذوقك.
فتحت ملك باب السيارة وجلست واخذت حنين على قدميها وقالت:على أساس انى باخد رائيك انا بعرفك بس.. يالا بسرعه بقا.

ابتسمت ماهى وقالت:شكرا ليكى.. مش عارفه اقولك ايه.
ملك :اقولك انا تخلصى عشان بقالنا ساعه بنرغى والبنت اكيد موجوعه.

وبالفعل قادت ماهى سيارتها وذهبت باتجاه الطبيب.

بغرفة شهد كانت تتجهز للذهاب للجامعة بحزن وضيق فهى ومن الامس تحاول مرضاة يونس لكنه مازال على موقفه.

وقفت امام المرأة وقررت اغضابه وإظهار غيرته الهمجيه التى باتت على دراية كاملة بها.
وضعت كحل اسمر يبرز جمال عينيها وزادته ب(ايلاينر) فاصبحت عينها جميله وخاطفه.

كان يمر من المرحاض ذاهب لغرفة الملابس. مرر نظره عليها سريعا وقال وهو لاينظر لها بأمر قاطع:الى على عينك يتمسح.

وذهب ولم يعيرها انتباه او كلمه أخرى وهو يسير بشموخ حقا يليق به.
اتسعت عينيها وقالت بصوت شبه مسموع وهى تدبدب بقدميها بالأرض :ايه ده هو مش هييجى يتجنن ويتعصب ويطلع غيرته المجنونه عليا ويصرخ فى وشى وكده... ياخيبتك يا شهد ياخيبتك مش عارفة تصالحيه خالص.

فى غرفة الملابس كان يقف يستند على الحائط وهو يعض يديه بين اسنانه يحاول عمدم إخراج صوت أثناء ضحكه الهيستيرى عليها وقد رائها وسمع ماتقوله بوضوح. قلبه يحبها وكل كيانه يطالب بها. سامحها بالتأكيد ولكنه يتعمد ان يقسو قليلا كى لا تفكر فى فعلها مجددا. فكرة انها لا تشاركه هواء وسحاب نفس المكان بل المدينة تخنقه فعلاً.. ابتعادها عنه يعنى الموت لا محالة.
فلتعلم صغيرته أن ابتعادها أكبر جرم يمكن ان ترتكبه فى حقه... يعلم بمحاولاتها منذ الامس والرجل الشرقى الذى بداخله يرقص فرحا بذلك ولكن لتتعلم الدرس جيدا.

وصلت ماهى وملك لعياده ذلك الطبيب وادخلتها مساعدته فورا.

دلفا لداخل الغرفه وجدوا رجلا بمعطف ابيض. بشعر كستنائي وعيون خضراء وبشره برونزية يبدو أنه من نفس عمرهم.

نطروا له ببلاهه وكأنهم لاول مره يرون رجل.

ابتسم هو كذلك باعجاب فامامه امرئتين كل منهما اشد جمالا من الأخرى.

همست ملك ببلاهه لماهى:يعني ادخل لو رجلى بتوجعنى اخرج قلبى مخطوف... ينفع كده.
ماهى ببلاهه هى الأخرى :صراحه لأ.
ملك :لا ما تبصيش انتى متجوزه لكن انا لا.
ماهى :خديه وسيبيلى المز ده.
همت ملك للحديث متناسيه انهم مازالوا على حالتهم فقاطعهم صوت الطبيب :اهلا وسهلا.. اتفضلوا.
ابتسموا له ببلاهه وجلسوا فقال:انا دكتور طارق.
مدت ملك يدها للسلام سريعا ببلاهه وقالت :وانا ملك. صافحها هو قائلا
باعجاب:تشرفنا يامدام ملك
ملك :ده الشرف ليا والله.
نظر مجددا لماهى وقال:ةحضرتك مدام ماهى والدة حنين صح.
ماهى باعجاب هى الأخرى :اه.
طارق :هو ايه اللي حصل.
قصت ماهى عليه ماحدث ثم قام بتجديد الجبيره للطفله وهو يناظر الاثنتين باعجاب شديد.

وصل عز المنزل وبحث عن ماهى او ابنته ولكن الخادمه اخبرته بما حدث وبمكان الطبيب.
تأكل قلبه قلقاً على ابنته فذهب بسيارته سريعاً الى الطبيب.

دلف للداخل فكانت ملك وماهى قد انتهوا من الكشف وكذلك انهى طارق عمله وخرج خلفهم فتجمعوا فى ريسبشن العياده.
ولم تلاحظ احداهم قدوم عز.
ماهى وهى تحمل حنين :شكرا جدا يا دكتور.
طارق باعين لامعه:ده انا الى الشرف ليا يا مدام.
ملك :ماعلش تعبناك معانا.
طارق :ولا يهمك المهم سلامتها.. هو انتو اخوات صح.
ماهى:ههههههه لا خالص بس هى زى اختى اكيد.
طارق:هو بابا حنين فين.. انتو منفصلين يارب.. ااقصد صح؟

_لأ ياعين امك مش منفصلين.

كان هذا صوت عز الغاضب بشده وكل مايراه امامه ان هناك رجل يلاطف زوجته خاصته ولم يغب أذنه التى التقطت خطئه بالتمنى ان تكون منفصلة.. حتى انه لم يلاحظ او يهتم لوجود ملك التى كام يلاحقها مسبقا.

التفت له طارق بغضب وقال :انت مين وازاى تكلمني بالطريقه دى.

تقدم منهم وقبض على كتف ماهى بتملك وضمها له:انت اللي ازاى واقف تتكلم معاها كده.
طارق:والله انا راجل دوغرى... شكلك قريبهم او اخوهم.. وياريت نبقى نسايب.

اتسعت اعين ماهى وملك أيضاً هل يوجد من يعرض الزواج هكذا من اول لقاء.. ولم يحدد من تاتى فخير وبركه.. ما هذا. ولكن ملك أمرها يهون فما بال تلك التى تخطب من زوجها.

عز بغضب تراه ماهى لاول مره تقدم منه وقبض على فكه بشراسه وقال:بس ياض يافرفور انت... هعتبر نفسى ماسمعتش حاجه وانت تلم نفسك وخاف على عمرك ها.. مش عايز اطلعلك عز الشبح من جوايا... اصحى يالا ده انا من الوراااق.
طارق :ماقولتلك انا دوغرى ومافيش ولا واحدة فيهم لابسة دبلة تبقى اكيد منفصلة... ايه العيب في كده مش فاهم.

نظر عز ليد ماهى بغضب وجدها فعلاً فارغة احمرت عينيه وقبض على يدها بعدما حمل ابنته وذهب يجرها خلفه جرا ولم يحاول أو يتذكر حتى امر ملك وكيف ستعود كل ما اخذ باله منه هو أن هناك رجل يريد خطب زوجته. يلاطفها ويغازلها.

ظلت ملك لأكثر من دقيقه مزهوله مما حدث ولكن مالبست ان ابتسمت بحب ورضا فعز لم يحبها اطلاقا من الممكن أن يسمى إعجاب او اقل أيضاً. فهو حين غار... غار على زوجته وحبيبته لم ينتبه لوجودها من الاثاث.

اقترب طارق منها وقال :ممكن اوصلك فى طريقى.

نطرت له ملك بحرج وقالت :لا مالوش داعى شكراً.
طارق:انا عارف إنك اكيد اخدتى عنى صوره غلط بس بصراحة انتو الاتنين فيكوا حاجة مشتركة وكنت مش عارف مين فيكوا المرتبطة ومين لأ وانا نادرا مابيعجبنى حد وارتاحله فامحبتش اضيع الفرصه خالص حتى لو طريقتى هتبان زباله جدا... ممكن اعزمك على الغدا واحكيلك.

ملك بخجل:لا خالص مش هينفع... كمان سايبه ابنى لوحده.
طارق:هو انتى كمان مرتبطه.
ملك :لا انا منفصلة عن جوزى بس معايا ولد ماشاء الله14سنه.
ابتسم طارق يعلم أنها تقول هذا كى ترى رد فعله وتعلمه أن لديها فتى ويعيش معها وليس مع والده كى يكن على نور.
تحدث قائلا :ممكن رقم تليفونك.

لم تجيب وكساها الحرج فقال :يبقى اتفضلى معايا عشان عارف انك مش هتديهولى بسهوله.. بس لما تعرفينى هتعرفى انا اتصرفت كده ليه.

قفت لا تعلم اتذهب ام لا وماذا تفعل.

عاد يونس من عمله وصعد لغرفته هو وشهده وجدها تجلس على حافة الفراش يبدوا انها تنتظره.
حاول تجاهلها وهم للذهاب كى يبدل ثيابه. لكنها توقفت امامه وبدون مقدمات احتضنته بشدة وقالت :خلاص كفايه عقاب بقا والله ماهبعد تانى ولا هسيبك تانى... صالحنى والنبى.

اغمض عينيه يبتسم بحب على طريقتها البسيطه ولكنها تذيبه بها.

ضمها له بشوق فهو كان يبذل جهدا كبيرا ليظل على موقفه من عقابه لها ولكن كل عضله بجسده تأن شوقا لها.

ابتسمت بحب حتى ادمعت عيناها وقالت :مش هعمل كده تانى والله بس ماتبعدش عنى.
يونس :غصب عني بس فكرة إنك تبعدى عنى قتلتنى... انتى عارفه انى ماعرفش اعيش من غيرك تقومى تسبينى.. انا ماعرفتش انام بعيد عن حضنك.. مش حابب انك كل يوم والتانى تستغلى عشقى وجنونى واحتياجى ليكى ده الى زعلنى.

شهد:ماعاش ولا كان والله ده ماكنش تفكيرى أبدا بس انا كنت اتعرضت لحاجات كتيره اوى وانت عارف اد ايه كانت صعبه كنت بستحمل وأكمل بس المره دى كانت اصعب وانت عارف ومتاكد إنها كانت اصعب.

يونس:عارف وهو ده الى شفعلك عندى.. بس خلاص انا بقين ليكى لوحدك... عايز اعيش ليكى ومعاكى ومع ولادنا مالك وجورى..انا قررت اجوزهم لبعض اصلا.

جحظت اعينها وقالت:ايه لا طبعا هى لما تكبر تقرر مايمكن تحب حد تانى.

ابتسم يونس وقال:جورى بنتى والى هى عايزاه هعمله بس مالك بيحبها اوى.
شهد بقوه:ايوه بس المهم هى عايزه ايه.

يونس :اممم.. ماشى مش هنتكلك فى الموضوع ده دلوقتي... انتى وحشتينى جدا.
ابتسمت بخجل وقالت :وانت اوى اوى اوى.

مال عليها والتهم شفتيها بنعومه وتلذذ وهى تبادله بحب. ولكن سرعان ماتحولت قبلته من النعومه للعنف الشديد وهو لايطيق صبرا على إدماج جسده بها وكعادته قطع ثيابها من عليها بعنف باتت تستمع به كثيراً.

بعد مده كان يحتضنها وهى تلهس بصعوبه فقال:ههههههه اهدى اهدى.. انتى ضعيفه خالص.
شهد بوهن:مش ضغيفه انا عاديه انت الى مش عادى.
يونس :انتى هتحسدينى ولا ايه.
شهد :لا بس براحه عليا وراعى فرق الحجم.
يونس بحب :كل مره بقول كده بس اول مابتكونى بين ايديا بتجننينى اكتر واكتر.

سحبها واجلسها على قدميه وضم شرشف السرير على جسديهم العارى وقال :بحبك يا شهدى.. يونس الى معاكى مش هو يونس الى مع باقى الناس.

ابتسمت له بعشق كبير وقبلت شفتيه قبلة سطحيه جميله فابتسم بمشاكسه قائلاً :بس ده طلعتى طفله شقيه اووى.. حد ياخد الشوك والسكاكين معاه الحضانه... كنتى وخداهم ليه.
ضحكت بقوه واخذت تقص عليه ما حدث يومها ولما فعلت ذلك.

دلف عز لغرفة نومه واوصد الباب بالمفتاح بعدما اعطى ابنته النائمه للداده.

اتسعت اعين ماهى بخوف فابتلعت ريقها وقالت بتوجس:انت بتقفل الباب ليه.

شمر عز عن ساعديه وهو يقول :هنرقص دانص ياختى.

ماهى :عز فى ايه.. مالك كده.
عز :بقا انتى بقى بتتخطبى.
ماهى بشجاعة مصطنعه:ا.. ااا. اه وفيها ايه.. مش انت مش بتحبنى وقلبك مش عشانى... يبقى حق ربنا ننفصل وتسيبنى احب تانى.

مد يده وجذبها من ذراعها فاصبحت في مواجهته تماما لا يفصل بينهم سوى انش واحد:ننفصل ها... ده فى أحلامك... هتفضلى طول حياتك مراتى يا ماهى.. ماتخلنيش اخرجلك عز العشوائي الى جوايا.
ماهى :مش انت نويت تتجوز.. اكيد انا كمان محتاجه راجل يجرى ورايا ويعرض عليا الجواز ويسمعنى كلام حلو زى اللى كنت بتقولو لملك.
عز بندم:ماقولتش كلام حلو والله... مستحيل اسيبك لغيرى يا ماهى مستحيل.
قبض على فكها وقال :ماشوفتش حد غيرك قدامى والراجل الملزق ده بيتكلم عنك... عرفت ساعتها انى مش هاممنى غيرك ومش بحب غيرك... مين قال انى مش بحبك ياماهى.. انا بس كنت دايماً حاسس بنقص جنبك وان مهما عملت فلوس هفضل عز ابن البلد وانتى ماهى بنت الزوات عشان كده كنت بهرب منك ومش بخرج معاكى... كنت بخاف ييجى موقف بينك وبين صحابك وتتكسفى منى او من اصلى او تصرفاتى.. غصب عني بيقيت كل يوم ببعد اكتر بس البعد ده كان بيتعبنى انا اكتر.

ماهى بحزن :ومين قالك اني كنت بفكر كده بالعكس ده انا وافقت عليك دونا عن أى واحد اتقدملى عشان انت ابن بلد وشهم وجدع بنيت نفسك بنفسك مش من فلوس ابوك.. بتحاول تتعلم عشان تسعدنى وتعمل الى يفرحنى... اختارتك عشان كنت فخوره بالحاجات الى انت فاكرنى هكون محروجه منها... لو كنت جيت وصارحتنى بالى حاسه والى جواك كنا وفرنا على نفسنا سنين كتير عشناها بعيد عن بعض.

اقترب عز والتهم شفتيها بعد أن قال:بحبك يا ماهى.
فصل قبلته وقال:بتحبينى؟
ماهى:اوى يا عز.
عز:ليه قالعه دبلتك.
ماهى بحزن:وسعت عليا من قلة الاكل بس طبعا انت مش واخد بالك.
قبل جبهتها وقال:حقك عليا.... كل حياتنا لازم تتغير ونبدأ من جديد... هتدينى فرصه؟
ابتسمت ماهى بخجل واماءت موافقة.
ابستم بخبث ومكر وحملها قائلا :يبقى لازم ارفع المقاسات الجديده ونشوف اتغيرت ولا زى ماهى.

ضحكت ماهى بغنج واستمتاع فهاهو عز حبيبها يعود كما كان بمرحه يخصها به لا غيرها.
وبعد ثوانى كان يغوص بها في بحر العسل الخاص بهم وحدهم بعدما تأكد انه لم يعشق غيرها هى فقط.
********
طرقت الباب بهدوء فسمح لها بالدخول



دلفت للداخل تبتسم بمرح قائله:ايه بقا ياسى مالك... هتفضل في اوضتك كده كتير.
استدار لها بعدما كان ينظر للنافذه بشرود.
نظر لها نظره فاتره لا تحمل اى شئ لاحب لاكره ولا اى شئ. هو لا يعلم ايحبها ام يكرها.
شعرت بما يشعر به فاقتربت منه قائله:مالك انا فاهمه انت عايش ايه دلوقتي.. بس لازم تبقى عارف ان الى حصل انا ماليش دخل فيه.. انا عمري ما كنت فعل.. دايماً بكون رد فعل وغالبا رد فعل ضعيف كمان... انت مش كبير اوى بس فى نفس الوقت مش صغير.. يعنى عارف وفاهم كل الى بيحصل حواليك... عارف جوازى من ابوك كان ليه وعشان ايه... شوفت بعينك اتعمل معايا ايه وانا ماكنش ليا اى رد فعل.
استدار ووقف بمواجهتها وقال بجمود:شهد... الكلام ده مالوش لازمه.. الى حصل حصل لو سمحتي سيبنى لوحدي.
همت للحديث ولكنه قال بطريقة لا تقبل النقاش:لو سمحتي عايز اكون لوحدي.
خرجت من الغرفه وهى مذهوله من مالك الجديد كليا. ولكن اقنعت نفسها أنه مجرد وقت وسيعود كما كان فالصدمه لم تكن قليله إطلاقاً.


اغلقت باب الغرفه خلفها وهى تستند عليه بشرود. ثوانى وشهقت بخوف من يدين غليظه تقبض على خصرها.ومن سيكون غيره وحشها الضخم.
قبلات متفرقه ساخنه تتوزع منه على وجهها وعنقها نزولا الى صدرها وهو يزيح عنها ملابسها قائلاً من بين قبلاته وما يفعله:كنتى فين... ده النهاردة اجازتى... وحشتينى.
ابتسمت له بدلال وقالت بنعومه:وانت كمان وحشتنى اوى.
ابتسم من بين قبلاته بعشق وهو يقضم شفتيها بخاصته واندمجت هى معه أيضاً تقابل جنونه بها بعشقها له.
حملها وذهب لفراشهم دون أن يفصل قبلتهم المحمومه. تصاعد رنين الهاتف فزمجر برفض وأكمل ماكان يفعله. ولكن إلحاح المتصل فى تكرار الاتصال جعله يستقيم ويستند بنصف جلسه على ظهر الفراش ويجيب على المتصل والذى لم يكن سوى عبدالله.



رفعت نقسها له واقتربت منه بشقاوه تقبله هى وهى تعلم أنها هكذا تضعه بخانة اليك.
اتسعت عينيه مبتسما بزهوب تام من فعلتها لا يعلم ايستقبل قبلتها ام يتحدث بالهاتف.
كانت تبتلع شفتيه بشقاوه مقصوده وهو يتحدث :امممم.. حرر شفتيه بصعوبة :ايوه... اممممم.. خلاص.. امم.. مستنيكوا انتو التلاته....كمان ساعه.
فصلت قبلتها وزوت ما بين حاجبيها باستغراب وسألته بعدما اغلق الخط:مستنى مين.. وتلاتة مين.
جذبها اليه بضيق:بعدتى ليه... هو ده وقت اسئله.
شهد بفضول:استنى بس... قولى مستنى مين.
امتعض كطفل صغير لتأجيل ماكان سيفعله:انا عزمت عبدالله ومى ونادين عندنا على الغدا.
شهد بغيره:نااااادين.. قولتلى بقااااا.
ابتسم يونس وهو يرى غيرة صغيرته:هى ودنك (الأذن) مالقتتش غير اسم نادين.. طب بالنسبة لعبدالله ومى ايه.
ابتعدت عنه وهى تنظر له بشراسة وقالت:يونس يا بن عزيزه... انت هتعملهم عليا.
يونس باعين مستديره من الزهول:يونس يا ابن عزيزه.... يا نهار اسود.
شهد بهجوم:بقولك ايه... ماتحورش.. قولى عازم الضفدعه دى ليه.
يونس :ضفدعه... بتجيبى التشبيهات دى منين.
شهد :ماهو انت طول مانت بتحور كده بتزود الطين باله... انت هتسيب الفرخه وتمسك فى الريش.
يونس :اسيب وامسك فى الريش... انتى يابنتى ازاى كده بتجيبى الكلام ده منين بجد.
شهد :ولااااااا ماتصعيش.
هز يونس رأسه كأنه ينفض أذنيه لا يصدق ماسمعه :ولا... يونس العامرى يتقاله يا ولا... طب والله ما مصدق.
اقتربت منه وقبضت بقبضتيها على ياقة تيشرته البيتى وجذبته لوجهها وقالت بوعيد:قول جايب أنثى البطريق دى هنا ليه... بدل ما والله اصور جنايه هنا.
ظل يمرر النظرات بين مقدمة ملابسه التى بين قبضتها وبين عيونها التى تشع شراسة وضراوه وابتلع ريقه بخوف لاول مرة. فيبدو ان شهده تغار عليه بجنون وهذا ما جعل ضفوف قلبه تتراقص طربا وفرحه.
لمس يديها بلين وقال وهو يبعدها بهدوء :طب اهدى بس.ونظر لعينيها مبتسماً بفرحة وفخر وهو يشعر أنه أجمل واوسم الرجال نظرا لما يراه من غيره شرسة وليست من اى أنثى إنها شهد تلك الفاتنه التى يتحاكى بجمالها كل من رائها.



ضمها إليه واغمض عينيه براحه وفرحه غامره ثم تحدث وهو يمسح بيديه على شعرها الطويل بحب:اهدى يا حبيبتي وافهمى... عبدالله من زماااان بيحب مى لكن الى حصل انها اتجوزت فجأة وسافرت وبعد فتره هو اتجوز نادين.. دلوقتي مى رجعت مصر وأطلقت وهو عايز يتجوزها بس فى كذا مشكلة.. اول حاجة هو مش عارف هى شايفاه ايه صديق ولا حبيب ولا مجرد زميل دراسه.. وكمان نادين صاحبتها من زمان... هما صحيح طبعهم مختلف خالص لكن فى الاخر عشرة عمر... يعنى الموضوع معقد شويه.
كانت تدفن راسها فى عنقه مغمضه عينيها رغم غيرتها التى اشتعلت داخل صدرها ولكنه حضن والدها يونس الدافئ.. تنسى الدنيا وتنسى كل شئ فهى أكثر الإناث تدليلا الان. ويحق لها ان تشعر هكذا فهى الأنثى الوحيده التي يخص هذا الحضن لها.
تحدثت بخمول اشبه للنوم وهى مازالت مغمضه :طب والست دى جايه ليه.
يونس بحب ومازال يمسح بيديه على شعرها وظهرها:عشان مى ماتحسش بحاجة لأنها خجولة جدا... فكان لازم تبان على إنى عازمهم عشان نرجع ايام زمان وكده فهمتى.
شهد بخمول مغيب :همممم.
يونس بضيق :شهد.. شهد انتى نمتى... لا اصحى انا مالحقتش اشبع منك... ياشهد... اصحى بقا مافيش وقت دول جايين كمان ساعة.
انتفضت من موضعها كالمجنونه وهمت واقفه فى حركة واحده وقفزت من فوق الفراش وهى تذهب باتجاه المرحاض فاستوقفها بقوه بصوته الجهورى الغاضب :استنى عندك... انتى رايحه فين.
شهد :هروح اخد دش واصلى واجهز مافيش وقت.
يونس وهو يقترب بوقاحه:لأ اجلى الدش هتحتاجيه بعد اللى هعمله.
ازاحت يده التى على خصرها والاخرى التى على عنقها مبتسمه بسماجه وقالت:لأ يا نوسي انت متعاقب.
يونس بحاحب مرفوع :متعاقب ليه كسرت القلم بتاعى ولا بهدلت هدومى فى الطين ولا ملخلصتش طبقى... بقى واحد بالطول والعرض ده يتقاله متعاقب.



شهد وهى تقرص احدى وجنتيه:هتفضل في عينى اصغر نونو في العالم.
تراقصت دقات قلبه وهو يجد امرأته تدلله كطفل صغير وكم يعشق الرجال هذا.
ولكنه مالبث ان غلبه اشتياقه فقال :بصى مش هتعرفى تضحكى عليا... وبعدين اتعاقب على ايه هو مش انا شرحت كل حاجه ولا كنت بكلم الحيطه.
شهد وهى تضيق عينيها بضيق:حيطة! ماشى.. زود غلطك زود.... هو انت يا يونس بيه مش شايف إنك غلط في حقى لما تعزم ناس فى البيت من غير ماتقول... يعنى مش هقولك طبعاً خد رائى لأنه فى الاول والآخر بيتك انت لكن اقله تعرفنى وماتقوليش مانا بعرفك اهو عشان انا سمعت المكالمة صدفه... وحتى لو افترضت معاك انك كده بتغرفنى فأنت جاى تقولى قبلها بساعه... كل الكلام اللي انا قولته ده فى حالة لو انت عازم حد تاني... مش عازملى نادين... يابتاع نادين.
قالت الاخيره وهى تدلف للمرحاض وتغلق الباب امام وجه ذلك الوحش الذى كان يستمع لها بتخشب وزهول وكيف انها تتحدث بسرعه وقد فكرت فى كل هذه الافكار التى لم تخطر على باله. ماشأن حواء هذه!؟ لما تضخم وتعقد كل الامور ها؟ الامر بسيط. عزم صديقه على الغذاء وها هو يخبرها لما كل هذا التفكير العميق. الامر لا يستدعى.. هل كل جنس حواء كذلك ام شهده فقط. سؤال لا يمكنه الاجابه عليه فهو غير مختلط كثيراً بالنساء داخل حدود عمله أو خارجها.
تنهد بعمق وجلس على الفراش ينتظر خروجها من المرحاض.
فى فيلا عز الفيومى
كان يجلس على الفراش نصف جلسة ويجلس ماهى على قدميه محتضنها بحب يدغدغ ذقنها وعنقها وهى تضحك بدلال.
توقف وهو يمرر انفه على انفها ويقبلها قبله سطحيه جميله.
تنفس بعمق وزفر ببطء شديد وراحه وقال:ياااااه لو كنا صارحنا بعض من زمان زى ماقولتى كنا لحقنا أوقات كتير وسنين كتير ماحدش فينا فاهم ولا عارف التانى.
مسحت على لحيته وقالت بحب:خلاص يا حبيبي.. الى حصل حصل.. خلينا نلحق سنينا الى جايه واحنا لسه صغيرين برضه.
ابتسم لها بحب وقال بحماس :عندك حق وعشان كده انا حجزت لنا فى فندق في تايلاند 10ايام إنما اييييه دلع الدلع.
زوت حاجبيها باستغراب وقالت:ححزت لمين.
عز:هيكون مين.. انا وانتى.
ماهى:يعني حجزت للادهم وحنين معانا.
عز بامتعاض:أدهم وحنين مين؟
ماهى:أدهم وحنين مين.. انت ناسى عيالك كمان.
عز :بس ماتفكرنيش بالواد ابن الكلب الى انتى جيباهولى ده... الواد بقى طولى وكل مايشوفنى يقولى يا بابا.
ماهى باستغراب :امال عايزه يقولك ايه.
عز :ماعرفش اى حاجة الا بابا دى... بابا؟ ده هو الى بابا... انا خلفته امتى ده؟
ماهى:من 14سنه..مش هتبطل الاسطوانه دى ياعز.
عز بغيظ :انا اللى قاهرنى انه نسخه منى.
نظرت له ماهى بزهول وجنون وقالت:ايه؟ ده مزعلك بجد؟!!انت غير الناس ليه... ده اى اب بيبقي فخور جدا لما الناس تقوله إن ابنك شبهك.. وانت مقهور.
عز:اه... اصل انا امور بصراحة والواد ده بقى طولى مش هعرف كده اعلق حريم... هيقطع عليا كده.
ماهى بشراسة وهى تتحدث من بين أسنانها:بتعلق ايه يا عز سمعنى تانى.
ادرك ذلة لسانه وقال:مين؟ قولت ايه.. ماقولتش.
ماهى بتحذير:عزززز.
عز ببراءة مصطنعة :يابنتى انا اصلاً مش عارف انتى بتجيبى الكلام ده منين انا اخر حاجة قولتهالك انى حجزت انا فى فندق 10ايام.. بس.
ماهى:ياواد يا بريئ انت.
عز :اه والله.. يالا بقى نحضر الشنط عشان طايرتنا كمان ساعه.
ماهى :طيارة ايه... استنى... مين قالك اني هسافر واسيب عيالى.
عز:ماليش فيه.. اتصرفى وديهم عند اى حد.
ماهى بحزن كبير:هوديهم فين... مانت عارف ان ماليش حد. ولا حتى صحاب.
عز بحنان :انا معاكى ياروحي.
ثم اكمل بمرح وحنان:يالا بقى.
ماهى بحزن متذكره واقعها الأليم من ما عانته من المجتمع والناس :انت عارف ياعز انا مش بحب اقصر او اهمل فى عيالى.
تمتم من بين أسنانه :اممم.. مصره تطلع عز العشوائي من جوايا.
وفى ثوانى اخرج لها سلاح ابيض(مطوه) لا تعلم من أين وقال بصياعه وغضب بعد أن فتحها مهددا:انا كنت عارف إنك هتغلبينى.. بت تسمعى الكلام وتنفذى كل الى اقوله فاهمه وإلا والله العظيم هحير الدكاتره يخيطوكى ازاى.
شهقت ماهى بقوه ولكن مالبثت ان فرحت مثل الأطفال وقالت وهى تتلمسها بفضول:الله... ايه دى ياعز.
عز بزهول:انتى ماخوفتيش ليه وقولتى هعمل الى انت عايزه حاضر.
ماهى بفرحة :ماشى ماشى بس والنبى اديهالى العب بيها شويه.
عز:نعم... تلعبى بأية.
ماهى:بدى... هى إسمها إيه.
عز:اسمها مطوه ماشوفتيهاش فى الأفلام.
ماهى بحماس:لا شوفتها كتير بس بنسى إسمها.. وكان نفسى امسكها كده وافتحها واخوف بيها الناس... الله والنبى ياعز اديهالى العب بيها شويه عشان خاطري.
عز:تلعبى بيها وانا الى كنت فاكر انى هخوفك فاتعملى الى انا عايزه زى عسكر في المعسكر....بس ماشى.. عايزه تلعبى بيها شويه.
ماهى كطفله:اه والنبى والنبى.
عز بغضب :يبقى تقومى تجهزى الشنط وتودى أدهم وحنين عند ملك وشهد.. وتعالى عشان اديهالك تلعبى بيها.


ماهى بحماس :ماشى.
عز:والله هبله.. انا متجوز هبله.
ماهى وهى تقفز بحماس :بتقول حاجة ياعز.
عز بانتباه:لااا خالص... الا قوليلى يا ماهى انتى عندك كام سنة؟
ماهى بابتسامه :35.
عز:انتى متأكده؟! امال ليه حاسك 17... 18 وكده ابقى كارمك اوى يعني... قومى قومى.
ماهى بحماس ونفس طيبه:اووووكى.
عز :لا كده 16 مش عايزين ننزل بالرقم اكتر من كده.
ماهى:بتقول حاجة ياحبيبي؟
عز:لا ياروحي.
استدارت تفعل ما طلبه بحماس وهو يناظرها بحب يبتسم احيانا وأحيانا اخرى يلوم نفسه ويؤنبها بشده... كيف لها ان تهمل تلك الجميله كل هذه النفس.. والسئ أكثر واكثر انها ليست فقط جميلة الشكل إنما جمالها الداخلى هو ماكان يزيد من اللوم عليه ولكنه تعلم قبل فوات الأوان وسغرقها فى الحنان والحب حتى الثمالة. هذا وعد قطعه عز الفيومى على نفسه لنفسه.
فى فيلا العامرى
تجلس وهى تناطرهم بشراسة وهو لا يعلم ايضحك من شدة فرحته ام يظل يرسم الهيبه والقوه التى لابد وأن يظهرها امام الجميع. فشهده هى الوحيدة التي تراه على سجيته وبروحه العفويه.. هى فقط.
دلوف نادين للداخل كان ملئ بالغرور والثقه تتعامل وكأن يونس يخطط للزواج منها وقد قام باستدعاء مى وعبدالله فقط كى لا يكون مكشوف او محرج امام احد فقط حتى يعلم رد فعلها. وهذا ما صوره لها غرورها حقاً.
أخذت تتحدث وتبتسم بثقه وكأن البيت بيتها.. تمازح فى كامل وكذلك عزيزه. حتى انها ابدت رأيها فى ديكور البيت وان هناك بعض الألوان تحتاج لتتغير كذلك لون الستائر. حتى نظام الخدم والخدمه لم يعجبها واعربت عن رأيها وانه لابد من وجود عقل مدبر مسؤل يوجههم ويديرهم.
كل هذا وشهد صامته تحاول لعب دور صاحبة المنزل العاقلة التي لا تهين احد ببيتها.
ويونس مستاء من كل تصرفات نادين ويعلم تمام العلم أن سكوت شهد ماهو الا احتراما له ولضيوفه كما أنه يعلم أيضا انه سيموت على يدها بعد هذا الغذاء الكارثي.
استأذن كامل وعزيزه وتركوهم بمفردهم.
كذلك مالك الذى كان يتصف بالجمود طول الوقت ولا يتخلى عنه إلا وقت الحديث مع جورى.
كان عبدالله يناظر يونس بنطرات قاتله.. فالوقت يمر وهو للان لم يستطع التحدث مع مى لمفردهم.
ويونس المسكين لا يعلم ماذا يفعل فعندما فكر فى هذه العزيمه لم يفكر كيف سيلهى نادين عنهم.. الحل الوحيد هو ان يقوم بمناداتها بعيداً للتحدث فى أمر هام.. ماذا يونس.. من دون شئ ستقتلك شهد.
اخذ نفس عميق وقام بمناداه نادين للداخل.
دلف للمكتب وهى خلفه وأغلق الباب.
جلس على كرسيه خلف مكتبه وهى تجلس امامه تناطره بفرحه كبيره وهى تفكر اتجعل الزواج بعد شهر ام ماذا.. حسناً يكفى ثلاثة أسابيع.
فى المطبخ كانت شهد تشرف وتساعد فى إعداد المشروبات حين دلفت هنيه وطلبت من إحدى زميلاتها ادخال مشروب يونس ونادين للمكتب.
شهد بوجه محمر غضبا :ليه؟
هنيه:ماهم دخلوا المكتب.
شهد :ايه... لوحدهم.
هنية بأسف :اه.
شهد:اااه... طب اعمليلهم القهوه.
وقفت تنتظر اعداد القهوه وقالت للخادمه:انتى بتعملى ايه.
الخادمه:بحط السكر.. حضرتك عارفة يونس بيه بيحبها مظبوط.
شهد :لااا.. اعمليهالهم سادة.
داخل المكتب يجلس يونس يتحدث في اى شئ ولا يعلم ماذا يقول يتمنى أن ينتهى صديقه سريعا. ثوانى واقتحم المكتب بواسطة قوة مكافحة الشغب.. ولم تكن بالطبع سوى شهده الشرسه.
وضعت القهوه بقوه على المكتب وهى تقول :القهههههوه.
يونس بذعر وتلعثم :شكرا يا شا.. شكرا ياشهد.
لم تبالى له.. لم تنظر له من الاثاث هو الله يرحمه بالنسبة لها ولما ستفعله به. كل اهتمامها ونطراتها القاتله مصوبه ناحية تلك النادين التى تناظرها بتسليه. تبتسم بثقه وغرور.
وهناك طرف ثالث يبتلع ريقه بخوف. اما شهد فعلمت أن الاخرى تناظرها بثقه وتحدى.. إذا إظهار الغضب لن يفيدها وتذكرت المقولة التى تفيد بأن ابتسامك فى وجه عدوك الذى يتوقع انه هزمك هى هزيمة له وبقوه.
لذا وسريعا ابتسمت شهد بثقه وهى تذكر نفسها بمدى عشق يونس لها. استدارت ووقفت بجانب يونس بثقه والاخرى تنظر لها ببهوت وغيظ. خطوات مدروسة ومفهومه.. الرساله واضحه وهى انه لا يحق لأحد الاقتراب منه هكذا غيرها.
استدارت تقف بجانبه وضعت يدها على كتفه بحب بعد ان جلست على سطح المكتب امام كرسيه وقالت :يونس.. ماهى صاحبتى كلمتنى.. مرات عز الفيومى جارنا... وبتسأذن انها تسيب ادهم وحنين ولادها عندنا 10ايام لحد ماترجع من السفر.. فكان لازم اخد رائيك.
يونس بعتاب:تاخدى رائي في ايه ده بيتك انتى تستقبلى إلى عايزه تستقبليه ياروحى.
نظرت له بعشق كبير وصدرها يعلو ويهبط من تصرفاته واقواها هى انصافها والتكبير بها امام تلك الضفدع.
وهو اتفصل عن العالم ينظر فقط لشفتيها واشتياقه يقوده للجنون.
ثانيه واحده.... ليسوا بمفردهم.
توجد تلك الدخيله التى تنظر لهم بغضب وحقد كبير وهى تراه يظهر كل هذا العشق لفتاه.. شئ لا يصدق.. يونس العامري ملك الجمود والقوه يظهر كل هذا العشق علانيه شئ لايصدق.
حمحمت بغيظ وقالت:احممم. يويو.
كانت شفتيها على وشك ملامسة شفتيه وعينيها مغمضه ولكن منادات تلك النادين جعلتها تفتحهم حتى استداروا من شدة الغضب والاخر يغمض يترحم على نفسه حقا.
استدارت لها قائله:نعم؟ بتنادى على مين ماعلش.
نادين بدلع مقزز:على يويو.. يونس.
شهد:قصدك يونس.. جوووززى.
نادين بغيظ تحاول مداراته:لأ اقصد يويو...اصله كان بيحب الاسم ده منى اوى زمان.
هم يونس للحديث ولكن قالت شهد مقاطعه :بالظبط.. قولتيها بنفسك.. زمااان.
نادين بخبث وثقه:مالحب الا للحبيب الأولى.
احست شهد بالمرار فى حلقها. حسنا هى تعلم ورأت بكل تأكيد كم يعشقها يونس ولكن فكرة انه قد احب قبلها ولم تكن هى أول حب له وتلك التي احبها تقف معهم الآن. تريد جرها من شعرها حتى تقتلعه ولكن...
قطع سلسة افكارها حديث نادين:ده لسة يونس كان عمال يتكلم معايا ويفكرنى بايامنا زمان وخروجاتنا ورحلات الكليه.
نظرت شهد وعينيها تلمع بالدموع تجاهد الا تهبط هنا وتظهر ضعفها ويونس يحاول الحديث ولكن دخول ادهم وحنين اولاد ماهى وركوضهم إليها اوقفه بغضب وهو يراها تفتح احضانها لهم.. ماذا... شهده.. الا تعلم أنه يغار.
نظرت له وكانت كاجابه بمعنى نعم اعلم ولكن هذا اقل رد لما تفعل وتقول مع تلك الحرباء.
استاذن من نادين وخرج خلفها واواقفها قائلاً :استنى عندك.
استدارت له وإجابت:يانعم يا سى يويو.
يونس بغضب وهو يشير باصبعه محذراً :انا لو شفتك حاضنه حد تاني انتى حره سامعه.
وبدون أي مقدمات وبمنتهى الشراسه قضمت اصبعه الذى يشير له.
يونس :اااه.. انتى اتهبلتى.. بتعضى.
قام بتخبئة اصبعه وباقى أطرافه عنها فقالت بعضب وشراسه:اه ودى اقل حاجه.. خلى بالك بقى من نفسك...عشان الكلام اللي حصل حوا يا.. يويو.
ذهبت مسرعة وأدخلت الاطفال لغرفه فارغه وتركتهم لتبديل ملابسهم.
هبطت الدرج تحاول الهاء نفسها عن الموجودين حتى يذهبوا واتجهت نحو شقيقتها والتى لم يعحبها حالها منذ عودتها من عند الطبيب مع ماهى.
كانت تتجه لها ولكن جرس الباب اوقفها.
وضعت نقابها مجددا وقامت بفتح الباب واذا برجل لا تعرفه يقف أمامها مبتسماً.
شهد بجهل:اى خدمه.
الرجل :انا دكتور طارق.. مش مدام ملك عايشه هنا برضه.
شهد ببلاهه:ها.
طارق باستغراب من تلك البلهاء :ها ايه... ملك.. مدام ملك.. هى مش موجودة؟
ظلت بمكانها تناظره ببلاهه ولم تستفيق الا على صوت ملك المزهول من خلفها:دكتور طارق.
ابتسم باتساع وهو يراها امامه. فبعد ان رفضت عزيمته رغم قوة إصراره ظل يسير خلفها حتى وجدها تدخل هذه الفيلا فذهب الى بيته عازما على الذهاب إليها في اليوم التالي وهو طوال الليل لم تغمض له عين فهمى وماهى جذبتاه بقوه وهو بالفعل من النادر حدوث هذا الشئ معه. كذلك والدته سأمت من عرض الفتيات للزواج عليه وهو يرفض يرفض يرفض. حتى يأست وتركت الأمر.
لذلك لن يترك تلك المرأة التى ايقطت قلب الرجل الذي بداخله وإن كانت ماهى متزوجه فحمد لله مازال هنام امل فى ملك.
خرج عز من مكتبه بعد رسالة عبدالله التى اعلمته انه انهى حديثه.
تحدث بزهول لشهد:شهد.. مين على الباب.
طارق بزهول:مش معقول... يونس العامرى.
يونس:انت تعرفنى.
طارف مبتسماً :طبعا عارفك.. انا طارق.. طارق الرخاوى.. قسم العظام.. كنت فى الدفعه الى بعدك بس انت كنت أشهر من النار على العلم.
يونس مبتسماً :أهلا وسهلا... اتفضل.
طارق :شكرا.
دلفوا جميعاً للداخل وسط استغراب شهد ونادين.
اما ملك كانت تفرك يديها ببعضهم بحرج من الموقف الذى وضعت به وفى منزل زوج اختها ووجود كريم إبنها.
وقفت خلف شهد بحرج كبير جدا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها.
وشهد تقف تنظر لهذا الطارق ويونس يرحب به بكرم وادب كبير يليق بيونس العامرى ذو الهيبه والوقار :أهلا اهلا.نظر لعبد الله ومى اللذين أتوا من خلفه ومى تبتسم بخجل :تعالو اعرفكوا... ده دكتور طارق.. اصغر مننا بسنه.. ده عبد الله صاحبى.. ودى مى ونادين.




طارق وعينيه لم تنزل من على ملك التى تنزوى خلف شهد:اهلا تشرفت بيكو والله.
رفع يونس حاحبه ونظر حيث ينظر. فسر انه ينظر لشهده فقال ببعض الحد:أهلا بيك.. امرنى.
طارق بابتسامة :الامر لله... بصراحة وبدون لف ودوران...اناطالب القرب من حضرتك.
وقف من مكانه بحده وغضب وقبض على تلابببه وهو يراه ينظر تجاه شهده :نعم ياروح امك.
طارق بغضب:فى ايه.. هو طلب يا توافق ياترفض لكن مش بالطريقة دى... ايه الجريمة انى اطلب ايد مدام ملك.
زهول وحرج كسى كل الموجودين وملك كان نصيبها من الحرج الأكبر بعد يونس.
اما ماهى وغز فكانت الطائرة تقلع بهم من ارض مصر وهم عازمون على سفره مجنونه تعوضهم عن كل سنوات البعد والإهمال
تجلس وهى تجاهد على كبت ابتسامتها ولكن لم تستطيع فضحكت بلا اراده منها وامامها تجلس ملك التى يكسوها الحرج الذى سريعا ماتحول لغيظ كبير من اختها.
ملك بغيظ :بت.. اتلمى بقا فى ايه.
شهد بتلاعب:ايه بس يا ملوكتى... اخت وفرحانه باختها.
ملك:بقولك ايه انا على اخرى ومش ناقصه... فرحانه بأية ده انا ابنى بقى طولى وانا قربت على ال35 انتى اكيد بتستعبطى.
شهد باستكار:ليه بس يا ملك الراجل باين عليه كويس.
نظرت لها ملك بعدم اقتناع
فوقفت شهد من مجلسها بحماس وخبث وقالت:وفيها ايه يا ملك وايه كمان قربت على ال35 دى طب ده سن التلاتين ده احلى سن الست بتبقى فى قمة اكتمال لانوثتها.. ولو على كريم فالراجل قال إنه زى ابنة وهيصاحبه ايه المشكله.
ملك :ياشهد كريم كبير وشايف انه بقى راجل هيقبل ازاى راجل غير ابوه فى حياة امه.
شهد:كريم ولد كويس جدا ومش بالشخصية دى خالص.
ملك :برضه حكاية انه كان متجوز قبل كده وطلق مقلقانى.. طلق ليه اكيد فيه عيب مراته ماقدرتش تستحمله ده لو ماكنش مجموعة عيوب... وماتقوليش انه ممكن تكون هى الى كانت وحشه عشان مافيش واحدة مننا بتقول يارب اتعسنى كلنا عايزين نعيش.
شهد :مانتى لو كنتى فضلتى قاعده وماروحتيش على اوضتك كنتى سمعتى باقى الكلام الى قاله بعد ما ضيوف يونس مشية
ملك :قال ايه.
شهد:هو حصلتله مشكله فى الخلفه بسبب حادثه حصلت من كام سنه وفى احتمال كبير انه مايخلفش هى فضلت معاه فتره لحد مايأست وقررت أنهم ينفصلوا بهدوء وده طبعا حقها.
ملك :اااااه.. بس انتى عايزه تفهمينى ان يونس سابك تقعدى مع طارق كده عادى.



شهد :اكيد لا طبعاً. ثم أكملت بفخر :انا اتصنت عليهم.
ملك:جدعه يابت... تربيتى.
شهد :امال انتى مفكره ايه... هااا.. نقول مبروك.
ملك:لا.. كل دى مش اسباب تخليني اوافق.
شهد بجديه :ملك الراجل عمل الالى عشان يوصلك وجاى داخل البيت من بابه.
نظرت لها ملك باستغراب واستهزاء.
شهد بتراجع :هو مش بيت اهلك يعني بس اهو دخل اى بيت.
ملك:اه كده جيبى ورا.
شهد:وهو هيعرف منين ان ده بيت جوز اختك.. هو شافك داخله هنا افتكره بيتك.
لم تتحدث ملك فاكملت شهد:ملك لو على كريم فانا هتكلم معاه وانا عارفه ومتاكده ان.... قاطعهم صوت ذلك الصبى قائلاً :من غير ماتتكلمى معايا يا خالتو.
شعرت ملك بحرج كبير وهى لا تقدر على رفع وجهها فى وجه ابنها. تقدم هو منها ونزل على ركبتيه فى مواجهة امه وقال :ماما انا مش صغير وكنت شايف كل الى كنتى فاكره انك مخبياه عليا... لأ ده انا الى كنت مدارى عليكى بلاوى اكتر على موبيل بابا كنت فى الاول بكتشفها بالصدفة بس بعد كده كنت بفتش وراه وكنت بشوف بلاوى...وهو فاكر انه انصح من الكل وان كريم الصغير هيفضل صغير مايعرفش انى حتى كنت بعرف ارجع اى حاجه مسحها... كنت ببقى بين نارين اجى اقولك عشان تاخدى موقف وماتبقيش مخدوعه ولا اسيبك بس كده هتبقى بتتخانى كل يوم ولا اجى اقولك وتتجرحى... كنت بشوف معاملته ليكى واد ايه انتى مستحمله لحد ما.....
صمت ولم يكمل ودموعه هو وملك وشهد تهبط بغزاره وحرقه.
كريم :ماقدرش ابقى زيه واكون انانى انا كمان..انا موافق يا ماما.. وفرحان عشانك كمان ونفسى تعوضى كل دمعه نزلت من عينك وانا شوفتها وماقدرتش اعمل حاجة.
ضمتها اليها بقوه وهى تقبله فى سائر وجهه وهو يبتسم بمراره.
مسحت شهد دمعها وحاولت تغيير الأجواء فقالت بمرح:هاااا نقول مبروك.. السكوت علامة الرضا نقول مبروك.. انا لو منك اكيد هوافق حد يسبب مز زى ده يالهوووى ده قمر قمر.
مسحت ملك انفها وقالت بابتسامة :طب حاسبى بس لا يونس بسمعك وتروحى فى خبر كان.
انقلبت اعين شهد للشراسه وهى تتذكر كل ما حدث اليوم :ده هو اللي هيروح في خبر كان... هيشوف ليله ماشفهاش حد فى معتقل الجوانتناموا.
قالت ماقالت وتحركت باعين تقدح شرا وملك وكريم يضحكون بقوه عليها.



دلف لغرفة ابنه ليتحدث معه فحالته منذ ذلك اليوم لا تعجبه إطلاقاً
دلف بعد طرق الباب وجده يحلس يستذكر دروسه على مكتبه فابتسم وتقدم منه قائلاً :البطل بتاعى بيعمل ايه.
رفع وجهه وقال بمتهى الجمود:ازى حضرتك يا بابا.
يونس باستنكار:الحمد الله.. من ساعه الغدا وانا ماشوفتكش تانى.
مالك:بحاول اخلص مذاكره عشان خارج.
يونس :خارج.. خارج فين.
مالك:مع صحابى.
يونس :تمام ياحبيبي اخرج وغير جو.. بس من امتى وانك ليك فى الخروجات وكده.
مالك:كبرت بقى يا بابا واكيد اهتماماتي هتتغير.
يونس:مالك انا مش عايز الى حصل ده ياثر عليك.. انت شوفت وكويس انه حصل قدامك عشا... قاطعه مالك:عارف يا بابا وشوفت بنفسى... ولو سمحت مش حابب اتكلم فى الموضوع ده.
يونس مدعيا المرح:طب ايه مش كان نفسك نلعب بلاى ستيشن مع بعض.. يالا عشان اغلبك.
مالك بنفس الجمود:بابا.. انا مش عيل صغير عشان تحاول تخفف عنى بالطريقة دى.. انا هخلص مذاكرة واخرج مع صحابى.. لو سمحت سيبنى على راحتى.
يونس :اسيبك ازاى وانا شايف ابنى حاله متبدل.. من امتى اصلاً وانت بتفارق جورى.
مالك وهو يخفى ما بعينه :من هنا ورايح
يونس بمكر:اممم طب تمام... أصل أنا كنت شوفت ادهم ابن عز الفيومى الواد الاسمر الحلو ده ها.. رايح يلعب معاها فى الجنينه وقولت انبهك انت ابنى برده والى يخصك يخصنى بس انت شكلك كده مش مهتم خلا... قبل ان يكمل كلمته كان مالك خارج الغرفه يهبط لتلك الصغيره وهذا الدخيل.

اما يونس فظل يقهقه على طفله وهو يستقيم كى يتجه الى غرفته حتى فتح الباب.

وجدها تجلس على الفراش وهى ترتدى قميص نوم من الاصفر الناعم وشعرها الرائع ينساب بنعوم على ظهرها فكانت هيئتها خاطفه للانفاس باقل مجهود وتحيط بها هالة من السحر والجاذبيه.
ابتسمت له بنعومه قائله:نوسى... وحشتنى.
كان صدره يعلو ويهبط بانفاس ساخنه من شدة الرغبه بها. فاقترب منها كالمخدر وهم لدخول احضانها المفتوحه لها ولكنه فتح عينيه على وسعهم وهو يجدها يمسك بمقدمه كتفه وتقوم بقضمه بغيض منه وهو موهول.
يونس:اااااه يابنت العضاضه.. فى ايه.
شهد بشراسة :انت لسه شوفت حاجة. ثم اكملت وهى مع كل جمله تقضم جزؤ اخر من جسده.
أنا هعرفك ازاى تسلم عليها...ازاى تضحك فى وشها... تاخدها وتقعد لوحدكوا... وتقولك يا يويو... يويو بتقولك يا يويو.. تدلعك بتاع ايه ها.. يويو.. اسم ماسخ زيها.
كل ذلك وهى مازالت متسمتره فى العض ولم تتوقف.
يونس بجنون من جنونها:يابنت المجنونه.. اهدى فى ايه مابقاش فيا حته سليمة.
بشهد بجنون وشراسه اكبر:مانا شايفاك سليم اهو وبتقعد تسترجع الذكريات الجميلة ايام الكليه والرحلات. انا هوريك يا يويو.



يونس بقوه نفض نفسه عنها وهجم عليها هو وحملها بين ذراعيه وقال :انا سكتلك كتير اوى... مافيش حد يقدر يعمل كده مع يونس العامرى غيرك.
شهد بتراجع وخوف كالأطفال :يونس ياحبيبي ده انا كنت بهزر معاك.
لم يجيب عليها وإنما القاها على الفراش وقفز فوقها ببعض العنف واخذ يلتهم بها بعنف شديد سرعان ماتحول لنعومه وهى تتمسح به ككقطه وديعه مستمتعه بما يفعله رجلها الوحيد.

فى حديقة الفيلا الداخلية كانت جورى تلهو مع جنين وادهم يشاركهم أحياناً.
توقق ذلك الغاضب الذى حاول امام والده اظهار الجمود وعدم الاهتمام ناحية صغيرته ولكن لم يستطع وذهب اليها سريعا بوجه غاضب توقف عند الباب الزجاجى وهو يراها هى وطفلة اخرى تركض خلف قطه صغيره وذلك الصبى يشاركهم لهوهم.
تحدث بغضب:جورررى.
انتبهوا له جميعاً فتوقفوا عن العب. تقدم اليهم ووقف مقابلا لها قائلا:بتعملى ايه يا هانم.
جورى:كنت بلعب مع ادهم وحنين.
مالك بغضب:مافيش لعب اتفضلى على اوضتك.
كل هذا تحت نظرات ادهم الذى لاحظ غيره ذلك الصبى على جورى.
تقدك منه بثقة وقال :فى ايه يا مالك.. ماتسيبها تلعب معانا.. وبعدين براحه شويه ده احنا حتى ضيوفك يا اخى.
حاول مالك كبح غضبه فهم فعلاً في بيته وقال :البيت بيتك بس انا كنت.. قاطعه ادهم :بتحبها.
صدم مالك ولم يتحدث فاكمل ادهم:عندك حق هى فعلاً حلوه و..
قاطعه مالك بغضب:ادددهم.
ابتسم أدهم قائلاً :ايه بتغير عليها.
مالك:والى يقرب منه اقطعله ايده ورجله.
ادهم مبتسما:لا راجل ياض.
ثم مد يده مصافحا:وانا مابصاحبش غير رجاله... صحاب؟
مد مالك يده قائلا :صحاب.
ادهم :ومن النهاردة جورى اختى و... حبيبة صحبى واخويا.
ابتسم مالك له ثم نظر اثنتيهم للصغيرتين اللتان تنظرا لهم بطفوله لا يعون شئ ضحكوا على مظهرهم اللطيف وقال ادهم:تعالى بقا اقعد معانا.
مالك:لا انا كنت خارج. ثم اكمل بتردد:تيجى معانا.
ادهم :انا جاى فى اى هلس.
قهقه الاثنان وذهبوا فى طريق الخروج وتركوا الفتاتين يلهون مجددا.

فى غرفة يونس وشهد.
كان يضمها بذراعيه لا يعلم مابها.. لما هذا الاعياء الشديد فهو ولاول مره يكون لطيف معها ويتخلى لمره واحدة عن عنفه. ولكنها ليست على مايرام إطلاقاً. وجهها شاحب. تاخذ انفاسها بصعوبه. تضم نفسها لاحضانه وهو يضغط عليها اليه بحنان اكثر فتلتصق.
يونس بحنان :اهدى.. اهدى ياروحى الدكتورة قربت تيجى.
شهد:مش عارفة مالى.. سقعانه وحرانه الاتنين مع بعض.
هز يونس رأسه بيأس وحب فحتى وهى مريضه لا يخلو الأمر من جنونها.
دقائق مرت وحضرت هنيه مع الطبيبة لغرفتهم.
يونس:ها يا دكتورة مالها.
الطبيبة :لأ خير.. هى كده من امتى ولا حصل حاجة يعني.
يونس:لا هى فجأة بقت كده.. مش عارف مالها.
وبعد عدة اسئله وجهتها لشهد وكشف سريع قالت مبتسمه :مبروك مدام حضرتك حامل.
اتسعت أعين يونس ونظر بجنون ناحية شهد التى لم تقل تفاجئ عنه وقال:بجد.
الطبيبة :ودى حاجة فيها هزار... المدام حامل فى شهرين ونص كمان.. بس شكلها مش بتتغذى كويس.. فاحنا هناخد الفيتامينات دى وكمان الدوا ده عشان الشهور الاولى.. وبعد ماترتاح وتبقى كويسه تجيلى العيادة عشان نتابع ونطمن على صحة البيبى.
كانت تتحدث وتتحدث ولا واحد منهم يستمع لها فقط ينظرون لبعضهم.
يونس لا يصدق حاله هل ماسمعه صحيح وصغيرته حامل منه.. هل ستجلب له طفل دليل على عشقه لها.. هل سيكون له اطفال منها أيعقل.
اما شهد لم تكن تصدق او حتى تتوقع انها حامل الان ومن من. من يونس الذى لم تتوقع فى يوم ان تسلم عليه بالايدى حتى. الآن هى حامل منه. تحمل فى احشائها نطفة منه.
مدت الطبيبة يدها بورقه تحمل اسامى ومواعيد الدواء ولكن لم يلتفت لها احد منهم الى ان سأمت ووضعتها على المنضده وغادرت وهى تتمتم بسخط:ناس قليلة الزوق.
وعى على حاله لخروج الطبيه فقال لهنيه التى تقف خارجاً :هنيه وصلى الدكتوره وأعطى لها ثمن الزيارة.

اغلق الباب وذهب اليها سريعاً وضمها لاحضانه بشوق وحب وجنون قائلا :مش مصدق مش مصدق.. معقول.. انتى حامل يا روحى.. انا هكون اب تانى ومنك انتى.. مش مصدق بجد.
شهد:هو انت فرحان بجد يا يونس.

يونس:فرحان؟ فرحان دى حاجة قليله... انا لولا سنى ومركزى كنت عاملة حاجان انتى نفسك ماتتوقعيهاش.
ضمها لاحضانه قائلا:مش مصدق ياروحى انك هتجيلى حته منك ومنى.
شهد بحب:انا كمان مبسوطه اووى.. ربنا يخليك لينا.
يونس بتوجس:بس بقولك هاتيلى ولد.. مش عشان حاجة بس لو هتيجى بنت تجيبى بنت عاديه.


شهد باستنكار:عاديه ازاى يعنى.
يونس :بصى يا حبيبتي انا مش فارق معايا ولد من بنت اهم حاجه انك مامته بس بقول ولد عشان انا مش ناقص تجبيلى بنت بعنين ملونه وشعر ملون ولا تبقى مصيبه لو كان احمر زى جورى.. انا وابنى اصلاً مش ناقصين.
شهد بزهول:كل ده شايله فى قلبك وساكت.
يونس :واكتر كمان فبصى الاضمن هاتيلى ولد واهو يبقى عندى ولدين ويبقى اخ لمالك وياخد باله من البنت الملونه بنتك دى.
شهد بزهول:هو انا الى بجيب... وبعدين استنى انا جعانه.
يونس :حاضر هنزل اجيبلك اكل.
قام من مكانه واتجه للباب وقال:شهد ولد ها. ولو بنت تبقى عاديه زى الناس يعني ها؟
شهد:بس يا يونس يا حبيبي المفروض هرمونات الحمل تكون عندى انا مش عندك انت.
يونس :شوفتى عملتى ايه فى يونس بيه العامرى.
شهد:طب انا جعانه يا يونس بيه.
يونس وهو يتجه للباب من جديد :اه صح والدكتورة قالت لازم تتغذى.
شهد بصراخ وجنان:انت رايح فين.
يونس :ايه هخليهم يجبولك اكل من المطبخ.
شهد :لأ... انا عايزه اكل وجبة سويت اند ساور.
يونس :اه هرمونات الحمل بدأت اهى... حاضر هخليهم يعملوهالك تحت.
شهد بتذمر:لا انا عايزه من بتاعة برا الى بفراخ مجمده.
يونس :شهد.. انتى حامل ولازم تاكلى اكل صحى حتى عشان البيبي.
شهد بنبرة بكاء:يعني همك البيبى مش انا يانوسى.
تقدم منها واحتضنها بحب وهو يبتسم على طفولتها وقال:واضح انهم هيبقوا كام شهر صعبين... هون يارب.
شهد:بتقول حاجة يا نوسى.
يونس :بقولك معاكى رقم المكان اللي هنطلب منه.
شهد بحماس:اه.. اهو.
طلب لها الطعام وبعد مده كانت تجلس باحضانه وهو يطعهمها بحب وكأنها ابنته الوحيدة المدلله وهى مستمتعه كثيراً بهذا.

بعد شهرين
كانت تقف امام الخزانه تنتقى ملابسها وهى تقول :يونس النقاب صعب اوى فى الحمل مش قادرة اخد نفسى بجد.
يونس بغيره :طب اعمل ايه.. ماعلش حاولى ماتخرجيش بقا كتير.
شهد بتذمر:اكتر من كده ايه.. ده حتى كتب كتاب اختى مالحقتش اقعد لاخره وسفرتنا من البلد فى يومها. ولاعرفت اقعد فى فرح صاحبتى رنا برضه بسبب النقاب.
يونس وهو يحتضنها من الخلف ويتحسس بطنها المنتفخه:ماعلش ياروحى لولا اننا رايحين نطمن ونشوف نوع البيبى ماكناش خرجنا.
تنهدت بقلة حيله واكملت ارتداء ثيابها وهو يساعدها.
وبعد عدة ساعات كانوا فى غرفة الكشف وشهد ممده على الفراش والى أمامها تجلس الطبيبة تقوم بعمل سونار ويونس يقف الى جانب شهده ممسك بيدها.
الطبيبة مبتسمة :ها يا يونس بيه... عايز بنت ولا ولد.
يونس :الى ربنا عايزه كله حلو.
الطبيبة مبتسمه:هههههه.. بس المدام حامل فى توأم.
شهد ويونس بزهول وتفاجئ:ايه... بجد.
الطبيبة :اه والله اهو بصوا.. ثم إشارة لهم على شاشه العرض الكبيرة وهم ينظرون لبعضهم مبتسمين وهو يشدد على يدها بحب.
الطبيبة :اهو.. ده الولد.. ودى البنت.
يونس وكأنه رجل جاهل :طب ماتقدريش تحددلنا البنت لون عينها ايه.. شعرها كده يعني.
الطبيبة :ههههه ده انا حتى الى عرفته ان حضرتك دكتور وفاهم.
يونس:ما الطب بيتقدم.
الطبية :اه بس مش للدرجة دى.. فى سونار رباعى الابعاد ممن نشوف شكل تقريبى لملامح الجنين بس مش شعر وعين وكده يعني.
يونس متمتما:ربنا يستر.
نظرت له شهد وهى تهز رأسها بيأس منه.

عادوا للمنزل وجد والده ووالدته يستعدون للخروج فقال لهم:ايه ياجماعه على فين كده.
كامل بهدوء :رايحين المقابر نزور اخوووك.
قال الاخيره بقوه وهو يضغط بقصد على كل حرف.
شعر يونس بتذبذب كبير ولا يدري ماذا يفعل. نظر تلقائيا تجاه شهد وجدها تنطر له تخشى من رد فعله.
يونس بهدوء غريب وغير متوقع :طيب يالا هنييجى معاكوا.
نظرت له شهد بتفاجئ فابتسم لها وكذلك ابتسم كامل وقد ارتاح اخيرا.

بعد مده غير قليله من القيادة توقف امان المقابر وترجل منها دون التفوه بحرف.
دلفوا للداخل ووقفوا امام قبر سعد وكل منهم يقرأ الفاتحه وماتيسر من آيات الله.
ويونس يقف يصمت يتحدث داخلياً وكأن الحديث بينه وبين اخيه:انت عارف إنك كنت ابنى.. انا الى ربيتك.. انت كمان عارفنى كويس وطول عمرك بتفهمنى حتى من غير ما اتكلم .. بس غصب عنى عشقتها.. مش عارف ده حصل ازاى ومتى بس فجأة لقيت نفسى بغير منك يمكن اصرارها عليك هو الى عمل فيا كده.. انا اسف... بس دلوقتي انا احسن شويه من ساعه ما هى طمنتنى وانا هديت كتير واطمنت حتى بحاول اجى ازورك اهو.. من لما قالتلى وبينت انها بتحبنى بدأت اقلل غيره.. سامحني يا خويا سامحنى يا سعد بس انا حبيتها اوى.. سامحنى يا سعد انى اخدتها ليا ومش هتبقي معاك في الجنة... بس انا معاها انانى جدا.. وعايوها معايا في الجنه.. ههههههه ماتضحكش كده اه ياسيدي ممكن ادخل الجنه ده انا غلبان وبصلى الفرد بفرده والله.. آخر حاجه اقدر اضمنهالك ان بنتك امانه في رقبتى لحد ما اسلمها لجوزها الى هو ابنى يعني ههههههه اصل انا وابنى انانيين جدا هههه. سلام يا سعد بس هجيلك على طول.

بجانب يونس تقف هى بحرج كبير وهى تتحدث معه بصمت:اه مكسوفه منك ومش عارفة اوريلك وشى ازاى.. بس... بس هو حبنى اوى.. ربنا عالم انا اتجوزته ليه فى البداية بس مع الوقت لاقتنى بميل ليه واحبه.. انت كنت بتحبنى واكيد مش هتبقى مبسوط وانت شايفنى عايشه لوحدي.. انا عارفاك كويس وعارفك إنك مش انانى وانك مطمن عليا دلوقتي اكتر.. واهم حاجة انه بيعامل جورى زى بنته واكتر... سلام يا سعد.. ودايما هفتكرك بالدعا والقرآن.
تحركوا بعد مده بصمت كبير وذهبوا للمنزل وحالما وصلوا الى عرفتهم واغلق الباب ضمها إليه ووضع رأسه بعنقها قائلاً :غصب عني يا شهد بس انا حبيبتك اوى وماقدرتش ما اخليكيش ليا.
شهد:وانا كمان غصب عنى حبيتك اووى.
. رفع رأسه وابتسم لها بعشق وقبلها قبله سطحيه وهو يضع يده على بطنها المنتفخه وقال مغيرا الحديث:تفتكرى مالك وجورى هيفرحوا باخواتهم ولا هيغيروا.
شهد مبتسمة :اكيد هيحبوهم انا حاسه كده.
يونس بتنهيده:بس انا حال مالك مش عاجبنى خالص.. الولد اتغير خالص.. حتى بيحاول يبعد عن جورى.
شهد :حاول تتكلم معاه وتقرب منه وتحتويه الى حصل ماكنش سهل خالص.
يونس بتنهيده كبيره:هحاول تانى وتالت اكيد.
ابتسمت له وضمته باحضانها بحب كبير وهو يغمض عينيه براحه كبيرة.

بعد عدة أشهر
يجلس بقاعة الاجتماعات الكبرى يعقد اجتماعا كبيرا مع شركة عز الفيومى حول شراكتهم في مجموعة فنادق على اعلى مستوى فى بعض الدول الأوروبية.
يونس لعز:خلاص كده تمام.
عز:تمام.
يونس:نمضى.
عز:نمضى.
ثم قام كل منهم بتوقيع كل العقود وبعدها جاء اتصال ليونس يخبروه ان شهده فى المشفى تصرخ وستلد.
ذهب بسرعة كبيرة وخلفه عز الذى هاتف ماهى يخبرها بما حدث.

فى اكبر مستشفيات القاهرة كان يجلس يحمل احد اطفاله بحب وهو يقول :ماشاءالله شبهك اوى ياروحى.
عزيزه:لا يا حبيبي ده شبهك انت.. انا كنت زعلانه اوى انك مش عندك غير ولد واحد لكن الحمد لله جالك توأم.. يارب تملى علينا البيت عيال يارب.
نظر لامه مبتسماً وقال:ربنا يخليكي ليا يا ماما.
كامل:هاته اشوفوا كده.
ثم قام بحمله وقال:بسم الله ماشاء الله.. فعلاً شبهك انت ومالك اوى. بس هى فين البنت.
ملك :بيغيرولها وهيجيبوها.
ثوانى وكان ينظر لهم بزهول:ايه ده... دى حلوه اوى.. انا ناقص ياربى.
ملك :ماشاءالله تبارك الله.. دى حته من جورى.
شهد بخفوت وتعب:هاتها اشوفها يا يونس.
جلس بجوارها وضمها له ومعهم الطفله وقال بمرح:يعني اعين بودى جاردز ليكى انتى وبناتك بقى ولا اعمل ايه.
قهقه الجميه عليهم وتحدثت ماهى بمرح:طيب هتسموهم ايه.
شهد باعين تشع حب وهى تنظر ليونس:يونس هو الى هيسميهم.
يونس:انا هسمى الولد. ومالك مصر هو الى يسمى البنت.
ثواني ودخل مالك مع جورى بعدما جلبهم السائق من المدرسه.
طارق :اهو مالك جه اهو.
تقدم مالك والى جواره جورى تبتسم بزهول للصغار اخواتها. وقف وحمل الصبى اولا وقبله قائلا :شبهك اوى يا بابا.
ابتسم له يونس بحب. ثم اتجه ناحية البنت وقال بزهول وهو يمرر عينه بينها وبين جورى:يانهار ابيض... دى شبه جورى اوى.
تقدم ووقف لجوار والده وهم ينظرون لجورى وهو تمسك بكف الصغيره وتبتسم بطفوله وقال لوالده:هنعمل ايه... ده كده بقوا اتنين.
والده بقلة حيله :والله مانا عارف يابنى.. لا والاتنين ملونين.
تنهد مالك وقال:ربنا معانا بقا.
يونس:ده احنا هنشوف ايام سوده.
انتبهوا على نداء الجميع لهم وقال عز:ها يابنى هتسمى الولاد ايه.
يونس:انا هسمى الولد حمزه.
كريم :والبنت؟
شهد:لا مالك هو الى هيسميها.
حملها مالك واحتضنها وقال :اختى لازم تبقى تاج على رأس الكل عشان كده هسميها تاج.
شهد بإعجاب :لا فاجئتينى بصراحة... حلو اووى وماجاش على بالى خالص بصراحة.
يونس :خلاص يبقى الولد حمزه والبنت تاج.

بعد مرور خمس سنوات.
يجلس يونس فى بهو الفيلا في منتصف الليل ففتح الباب ودلف مالك الذى بدا عليه السهر واللهو.
وقف يونس امامه:الساعه كام معاك.
مالك بحمود اعتاده الجميع منه :3.
يونس:هو انت صحيح عملت علاقة مع بنت معاك فى الجامعة.
مالك :بابا انا... قطع حديثه صفعه قويه على وجنته من يد والده.
مالك بزهول :بابا.. انت بتضربنى.
يونس:واكسرلك دماغك ولا انت فاكر انك كبرت عليا.. من امتى وانت كده.. جايب الأخلاق دى منين انا عمرى ماكنت كده ولا جدك ولا حتى عمك.. ولا عشان ربيتك على أنك صاحبى تعمل كده... لا والمصيبه انى عرفت انها مش اول مره وانك كل شهرين مع بنت جديدة.
صمت قليلا ثم قال بجمود:اطلع اوضتك والصبح لينا كلام تاني.

فى الصباح تجلس شهد الى جانب يونس الذى يمسك كفها بحب والى جانبهم يجلس حمزه ذو الخمس سنوات.
وعلى الجهة الاخرى تجلس تاج بشعرها وعيونها الزرقاء الأحمر ولجانبها شبيهتها جورى
تقدم كامل وعزيزه للجلوس معهم وبعد ثواني هبط مالك الدرج بجمود وقوه وجلس الى جانب حمزه مقابل جورى.
نظر له يونس ولم يريد الحديث امام احد الا ان مالك هو الذى تحدث قائلاً :بابا.. لو سمحت انا عايز اسافر لندن اتابع شغلنا إلى هناك وأكمل تعليمى.. أدهم سافر من يومين وهما شركا معانا فى نفس الشغل فهبقى انا هناك بدك حضرتك وهو بدك باباه.
شهقت شهد قائله:انت عايز تسيبنا وتسافر يا مالك.
مالك:التعليم هناك احسن كتير وكمان عشان اباشر انا فلوسنا بنفسى.
يونس :يعني انا غلط لما خليتك تبدأ تشتغل معايا من بعد الثانوى عشان تتعلم الشغل وتسيبنى انا واخواتك وتسافر.
جمزه:مالك انا بحبك اوى ماتسافرش.
تاج بحزن:هتسيبنى يا ابيه.
مالك بحزن:لا اكيد هاجى اجازه كتير.
نظر ناحية تلك الفاتنه ذات التسعة اعوام ولكنها تظل طفلة واراد لو تحدثت بشئ ولكنها اثرت الصمت فهو اصبح غريب الأطوار بالنسبة لها منذ عدة سنوات.
وعندما لم يتلقى اى حديث منها اصر اكثر على الذهاب فوافق يونس مرغما

بعد مرور شهور كان يجلس على الفراش يتحدث فيديو مع ابنه يطمئن على حاله وعلى سير العمل هناك.
انهى المكالمه وجد حبيبته تجلس باحضانه بدلال ترتدى قميص مثير من اللون الأحمر قصير جدا لا يكاد يخفى شئ.
نظر لها بحب ورغبة وقال:ايه الجمال ده ياروحى.
شهد بدلال وهى تتمسح به:انت اللي روحي يا يونس.
ابتلع اخر كلماتها بقبله ساخنه اخذت وقت الى ان فصلها بصعوبه وقال:انتى الى روحى الى خلت لحياتى طعم ولون... انتى شهد حياتي.
ثم انقض عليها مجددا يثبت لها عشقه الجامح الذى يزيد يوماً بعد يوم ويصبح اكثر عنفا وشراسه.
*******
الجزء الثاني

فى لندن
صباحاً يجلس على مكتبه بكل وقار منكب على مراجعة اوراق هامه خاصه بالعمل.
اغمض عينيه بملل عند سماع فتح الباب بقوه من قبل ذلك الثور صديق عمره.
وضع قبضة يده تحت ذقنه بملل منه وقال:هو انت مش هتبطل الهمجيه بتاعتك دى يا طور انت... ولا انا كل يومين هغيرلى باب بسببك.
ادهم بغضب منه:وانا كل يومين هفكرك انك وااااطى.
مالك ببرود:انا مش فاهم فعلاً انت مضايق نفسك ليه.
ادهم :يعني انت اللى طلبت تروح هناك وتسهر وعشان انت صاحبى وحبيبى وكفاءة روحنا هناك وانت عارف انها بتسهر هناك تقوم تسيبنى هناك وتخلع.
مالك:انا اه كنت عايز اروح اسهر هناك بصراحة المكان حلو لكن اكتر من كده ماليش فيه وانت عارف... وبعدين يعني انت بكل العضلات دى مش عارف تسيبها وتمشى.. ولا انت الى ليك مزاج.
ادهم :اوووف.. مالك ماتستهبلش انت عارف انها بتحبني اد ايه وماكنتش عايز احرجها.
مالك باستنكار :والله.
ادهم :احممم... ماهى جامده اوى الصراحه.
مالك ببرود:طيب.. ماتجيبهاش فيا بقا.
ادهم :ايوة بس انا بقالى مده قاطع معاها وهى بتطاردنى فى كل مكان... يبقى معناه ايه بقى انى رايح المكان اللي عارف انها بتسهر فيه كل يوم.
مالك:ادهم... ايميليا مش هتسيبك كده بسهوله... ياريت تنهى الحوار ده بقى.. ولا الزفته التانيه الى اسمها كيرا... دى جت هنا الشركه من يومين وانت مسافر شيكاجو وفاكره انك هنا ومصره تقابلك.. احنا مش فاتحينه شاطئ الغرام هنا... ده مكان شغل... الحاجات دى مش هنا.
ادهم :يانهار ابوها اسود.. ماشى هوريها.
مالك:وشوفلك حل فى فى ابوك ده... فى ورق مهم لازم يتمضى وهو مش عايز يسيب الست الوالده عشان مش بتحب لندن.
ادهم :ماتلم نفسك ياجدع انت.. انت هتجيب سيرة الام كمان.
مالك :ماهى حاجة تطهق عشان القطه بتاعتها تعبت وماتت هنا من سنه وهى مقاطعه لندن خالص وعز بيه مابقاش يحب يروح فى حته من غيرها وقاطع لندن هو كمان.. وانا يقف حالى هنا.
ادهم :بس بس اهدى وبعدين لم نفسك وانت بتتكلم عن اهلى.. وعلى أساس يعني ابوك إلى عارفين نشوفه ماهو كل فين وفين لما بييجى ومش بيبقي فاضى لنا... ابوك بييجى يعمل هانى مون جديد هنا.. ده ولا مره جاب فيها حد من اخواتك.. جامد ابوك ده... عاحبنى.
مالك بعصبيه:ادهم اتلم.
ادهم :بس بس.. اهدى.
ثم استقام من موضعه وتقدم ناحيته و وضع يده على كتفه يهدأه قائلاً :مش هتبطل عند بقى... انا عارف انت متعصب ليه.. ماتروحلها خدها 100قلم على وشها وقلها انا بحبك وانتى ليا من زمان.. انت لسه هتستناها لما تيجى تكلمك هى.
مالك :يخبربيت رومانسيتك... انا عارف الستات هتموت عليك على ايه.. اخدها 100قلم على وشها.
ادهم :مش بهزر.. انت هتفضل كده لحد امتى.
مالك مدعيا الا مبالاة :كده الى هو ازاى.. انا ناسى الموضوع من زمان.. كنا عيال وماكنتش فاهم.. ابسط مثال انى سبتها وسافرت وبقالى اكتر من 11 سنه ماشوفتهاش.
ادهم :ممممم.. لا اقتنعت بصراحة... ماعرفتكش انا كده.
اقترب منه اكثر وقال:ولاااا مثل على الدنيا كلها انا قاريك ها.
قال هذا مع تزامن رنين الهاتف برقم حمزه.
ادهم باستهزاء:رد.... اليوم خلص هناك ورويتر بتاعك متصل عشان التقرير اليومي.
شتم مالك تحت أنفاسه من صديقه الذي يعلمه ويعلم كل مايخفيه رغم محاولة التظاهر بعدم الاهتمام.
انقطع الاتصال فتأكد من خروج ادهم وعاود هو الاتصال باخيه وانتظر الرد.
مالك:الو... ازيك ياحمزه.. عامل ايه.
حمزه:حمزه كويس يا خويا بس زهق منك ومنهم ومن ابوك وقرب يتبرا منكوا كلكو يا عيله....
صمت ولم يكمل فقال مالك باسهزاء:سكت ليه ماتكمل... كمل يامحترم.
حمزه:اعمل ايه مانا جبت اخرى مش عارف هلاقيها من ابوك ولا من امى ولا اخواتى الى جننونى وانت وابوك مجننى بيهم.
مالك باهتمام :ليه ايه اللي حصل.
حمزه :لا بس قبل ما اقول اى حاجة لازم نتفق بقى... انا لازم يتعملى مرتب منك على التقارير الى بعملهالك كل يوم دى.. اه ماعلش الشغل شغل يا ابن والدى.
مالك:مرتب... ليه وبعدين مش بتشتغل مع ابوك وبدأ يعلمك الشغل.
حمزه:مش بيدينى حاجه.. والبركه فى الحاجه شهد.. خايفه الفلوس تفسد اخلاقى.
قهقه مالك على سذاجه تلك السيدة وقال:ههههههه.. هى لسه على نياتها كده... فلوس ايه اللي تفسد اخلاقك.. ده انت تفسد اخلاق بلد.. ده أنا ساعات بخاف على اخلاقى منك.
حمزه :بطل ضحك انا اصلاً بكلمك وانا مش شايف قدامى.. وكمان تعالى هنا... احنا مش هنشوفك بقى ولا ايه؟
تلاشت ابتسامة مالك تدريجيا وقال:لأ... ابقى تعالى انت.
حمزه :يعني اعمل ايه افهمهالك ازاى.. ابوك مش عاطقنى وبيقولى مين ياخد باله من اخواتك... انا جيتلك السفريه الى من ست شهور دى بعد محايلات ياما وسيدة القصر شهد هانم اتدخلت ولولا كده ماكنش وافق.. وبعد ماكنت هقعد اسبوع كامل اتصل بيا يقولى تعالى حالا اختك عايزه تروح الدرس.
انفجر مالك فى الضحك بشده وهو يتذكر رد فعل حمزه فى ذلك اليوم وقد قارب على الإصابة بالشلل.
حمزة مكملا:مش عارف انا اعمل ايه.. هو فى جنان كده يجبنى من لندن عشان تاج هانم عايزه تروح الدرس... واسافر واحجز طيارة واجى وفى الاخر الاقيها بتقولى يالا يا حمزه عشان درس البيانو.
لم يستطع مالك اخد أنفاسه حقاً من كثرخ الضحك حتى ان عيناه ادمعت.
جمزه بتأفف:انت بتضحك... ده أنا يومها اخدت حبايه تحت اللسان من بتوع مرضى الضغط دول.
مالك:ههههههه. ههههههه.. مش قادر.. مش قادر بجد..ههههههه انت بتتعب معاها اوى يابنى.
حمزه بغيظ :معاهم.. قصدك معاكوا.. ولا ناسى تقاريرك.
مالك باهتمام :طب ايه.. قول.
حمزه :بس يا سيدى....
واخذ يقص عليه معظم تفاصيل يومها.. وكذلك بعض المعلومات عن يوم تاج شقيقته فهو لا يقل اهتماما بها وبامرها وحمايتها ابدا.
_____________________
فى القاهرة
صباحاً بأحد الغرف الملكيه يستيقظ يونس وهو يفتح عينيه مبتسماً على قبلات امرأته الجميله التى يزاد هوسه بها مع مرور السنين وقد أصبحت اكثر فتنه وهى فى قمة ومكتمل انوثه اى امرأة في بداية سنوات الأربعين فاصبحت قابله للالتهام أكثر واكثر فجسدها أصبح بانوثه امرأه في الأربعين ولكن وجهها مازال بنضاره العشرينات.
شعرت به وهو يضمها إليه فرفعت وجهها عن عنقه مبتسمه.
يونس بحب:صباح الخير يا حبيبتي.
شهد :صباحى انت يا نوسى.
اغمض عينيه بوله:اعمل فيكى ايه ها.. أحبك اكتر من كده ايه.
شهد بنعومه :تحبنى اكتر واكتر واكتر.
ضمها يونس اليه وقال :ربنا يخليكي ليا يا روحى.
قبلها قبله سطحيه وقال :بالنسبة بقا للعلامة إلى سبتيها على رقبتى دى نعمل فيها ايه.
شهد ببساطة :هنداريها بالميك اب زي كل يوم.
ابتسم مجددا وقال:طيب عدل ربنا بقا.. تعالي.
شهد :ايه.
يونس :هعملك زيها.. الحق حق.. وانا فى الحاجات دى حقاني اوى.
ضحكت بميوعه وقالت:مش هتكبر ابدا... عديت ال55ولسه زى مانت.
يونس :برضه 55..كل مره تقولى كده تقومى الصبح ندمانه... انتى الى جبتيه لنفسك... تعالي بقا اندمك.
شهد:ههههه... لأ لأ.. خلاص حرمت.
يونس بإصرار:ابدا.
شهد :طب وشغلك.
يونس وهو ينقض عليها :يستنى.
__________________
ثم غرق بها بعالمه الذى يخصها به هى فقط.
فى غرفة اخرى تجلس تلك الجميله وهى تتصفح هاتفها وتبتسم.
قفزت شقيقتها الصغرى على الفراش وافزعتها قائله:بتضحكى على ايه.
جورى بفزع:تاج.. يخربيتك خضتينى... فى ايه بكلم كريم.
تاج:ايه ده... هو مختفى فين بقالو كام يوم.
جورى :مش عارفة بس شكله عنده ضغط شغل.
تاج:طب سيبك منه وتعالى نخرج كده فى الخباثه ونركب عجل.
جورى:كان على عينى والله نفسي بس انتى عارفه ابوكى.
تاج بتذمر:اوووف.. مش عارفه هو وحمزه ومالك بيعملوا كده ليه معانا.
جورى:خلاص بقا مانتى لما كام مسافر من شهر كنتى بتخرجى بيها كل يوم.
تاج بصراخ :ده من شهههر.
جورى :بس وطى صوتك هيسمعونا... ماشفوهمش وهما بيسرقوا.
تاج:طب اعمل ايه؟
جورى:انسى الموضوع.. بقولك.. انا خارجه انا وزينه وحنين تيجى معانا.
تاج:اجى اهو اى خروج... بس انا عاجبنى اوى علاقتكوا ببعض رغم انهم خلصوا جامعه واشتغلوا بس لسه صحاب زي ماكنتوا فى مدرسة وجامعة واحدة واكتر.
جورى مبتسمه:انا كمان بحبهم اوى... زينه عيد ميلادها كمان اسبوع.. هتيجى معايا صح.
تاج :اكيد.. بس الهديه عليكى.
جورى بغضب:ليه؟ مش بتاخدى مصروف زيك زيى.
تاج:لأ مش زيى زيك.. انتى بتاخدى اكتر.
جورى :عشان انا اكبر وفى جامعه.
تاج باستعطاف:جووجوو حبيبتى.. اختى الجميله.. ماتكلميهملى يزودولى المصروف شويه.
جورى:لأ يا تاج مصروفك حلو بلاش استهبال... كمان مش كل مره هتحطينى انا فى وش المدفع.
تاج بتذمر:خلاص خلاص.. تعالي ننزل نفطر.. اهو نلحق حاجة قبل ما حمزة يبلع السفره.
جورى :انا الى غايظنى انه مش بيبان عليه.
تاج وهى تستقيم لتقف :يالا يالا.
______________
فى غرفة الطعام يجلس حمزه على السفره وهو يقضم الخيار منتظر قدوم الجميع لتناول الإفطار ولكنه لايطيق صبرا. جائع يا عالم.
دلفت تاج مع جورى فقالت جورى بمرح:صباح الخير يا موزه.
نظر لها بانتعاض ولم يجيب. جلست بجواره مبتسمة باستفزاز وقالت ايه يا موزه مش بترد عليا ليه.
تاج بتستفزاز هى الأخرى :ماترد على البونيه يا موزه.
نطر لهم بغضب وقام بقضم الخيار بعصبيه وكأنه يريد قضم رقبتهم بدلا من الخيار.
استمروا في استفزازه فى نفس الوقت كان يهبط الدرج وهو يمسك بخصر جميلته بمنتهى الحميميه يتحسسه بتملك وهى تبتسم له بحب.
جلس على رأس المائدة وقال مبتسما بإشراق :صباح الخير يا ولاد
الاولاد:صباح النور
يونس :ايه يا حمزه مالك؟
حمزه بامتعاض:ماليش.. ماليش.. بقولك ايه يا بوص... ماتخلينى اسافر لمالك يومين وحشنى اوى.
جورى باستغراب :هو ليه مش بييجى خالص.. ماجاش غير فى موت جدو وبعدها فى موت تيتيا... وكمان ماحدش شافه.
نظر لها يونس ثم نظر لشهد ولم يجد رداً.
نظرت لهم بحيرة هى وأخواتها فهو لم يمكث طويلا ولم يحاول رؤية جورى ولكنها لا تعلم. تعتقد انه لم يرى الجميع وذهب.. وفكر تاج وحمزه هو لما لا يريد شقيقهم رؤيه جورى؟
والامر محير اكثر بالنسبه لحمزه فهو مستغرب جدا من كونه يطلب منه تقارير مفصله عنها وعن يومها. ماذا اكلت.. ماذا شربت.. مع من تحدثت.. من هاتفت.. يغتاظ كثيرا من تقربها من كريم ولكنه هدأ قليلا حين علم ان هكذا علاقته بتاج أيضاً وأنه يعتبرهم أشقائه. إذا لما يهتم كل هذا الاهتمام وبنفس الوقت يجاهد على الا يراها... حقا محتار فى امره خصوصاً وأن مالك يرفض تماما التحدث فى هذا الأمر.
اما عن يونس كان هو الآخر في حيره.. اصبح لا يعلم مايدور فى خلد ابنه.. هل يرفض التواجد هنا والعودة من اجل وجود جورى.. هل اصبح لا يحبها.. لكن ان حدث ففى هذا الوقت لن يفرق معه وجودها من عدمه.. وإن كام يعشقها لما يتركها.. لما حتى لا يراها ويشبع نظره بها.
نظرت له شهد وهى تعلم كل مايفكر به.. هى الأخرى اصبحت فى حيره من هذا الأمر.
انتهى الافطار وذهب حمزه مع يونس للعمل وتوجهت شهد لاعمال المنزل مع المساعدة.
بينما جورى وتاج ذهبوا للالتقاء بزينه وحنين.
___________________
فى الفرع الرئيسي لشركات يونس العامرى يدلف للداخل مع والده وكالعادة يجد العم سامر عامل البوفيه يتحدث في الهاتف بعصبيه ونفاذ صبر مع ابنته.
سامر :لينا... تروحى حالا البيت.. انا مش قولت مافيش خروج.... لا مافيش عشان خاطرى... تسمعى الكلام ورجلك فوق رقبتك..... اه تهونى عليا عشان شكلى دلعتك زيادة.... لييييينا... لأ.. يابنت..... طيب ماشى.. اعمل ايه مش بحب ازعلك ماحنا مالناش غير بعض بعد امك الله يرحمها.
كان حمزه يستمع للمكالمه من طرف العم سامر وهو يضغط على شفتيه بغيظ فهو كالعادة لم يسطيع القسوه عليها ورضخ لطلبها... هذا العم لين كثيراً... وهذه اللينا تستغل حبه لها وتتمادر اكثر واكثر
ولكن.. لما تهتم حمزه؟
اتسعت عينيه وهو يتسال داخله لما يهتم بأمر تلك الجميلة ذات الأعين الزرقاء الواسعه وشعرها الاسود التى دائما ماتفسد جمال لونه من صباغاته المتكرره في فترات قريبه. ماذا؟
هل هو معجب بها.
صدم كثيرا وتسارعت دقات قلبه ولم يستفيق الا على يد العم سامر قائلاً :ايه ياحمزه يابنى... يونس بيه دخل مكتبه بقاله شويه وفكرك وراه وقالى اناديك... انت فيك حاجه.
حمزه:شكلى انا وانت هنتعب اليومين الجايين اوى ياعم سامر.
سامر ببلاهه:والنبى مافاهم حاجة.
حمزه:وانت هتفهم ازاى من الهم الى وراك.
سامر:انت سخن النهاردة ولا ايه يا بنى.
حمزه بتمنى :ياريت.. ياريتني كنت سخن اقله ساعتها هقول أن الى حاسه خطرفه من السخونيه... اه ياحوستك السودا ياحمزه.. بقى يوم ماتقع تقع الوقعه السودا دى.
ثم وجه حديثه للعم سامر وقال:لا هو انا اكيد عجبنى شكلها بس.. اه صح.. هو مافيش غير كده.. وفى فرق بين الحب والإعجاب بالشكل صح؟ صح ياعم سامر؟
سامر وهو يضرب كف بكف ويتحسر على هذا الصبى:لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. ياعينى يا بنى.. ماعلش... هى الثانوية العامة تعمل اكتر من كده.. بس اجمد كده عشان تقدر عليها.
حمزه بعزم:هقدر عليها إن شاء الله.
______________________
ثم توجه لمكتب والده تاركاً العم سامر يدعو له بالتغلب على صعابه.. ولا يعلم ان من اهم صعاب حمزه هو ترويض ابنته.
اما فى احد الكافيهات كانت تجلس جورى وتاج مع حنين وزينه يتحدثون بنميمه فقالت جورى لزينه:طب احكيلنا احكيلنا على البنات اللي اخوكى مصاحبهم.
زينه:ده انا هتجنن منه.. هو ازاى مش بيتلعلط فيهم... بس يعرف شويه بنات يالهوووى.
حنين:وهو فاضى ده.
زينه:لا مايغركيش البدله.. وبعدين ده بكلمتين وغمزه بيقعوا وساعات من غير وساعات تانيه هما الى بيعاكسوه.
جورى :يانهار اسود.. هى بقت كده.
تاج:واكتر ده انا بشوف فى الشارع كل يوم بلاوى... المشكله ان اى شاب ظابط بيبقى عارف ومتاكد ان اى بنت هتموت عليه من كتر البنات الى بتعمل كده.
حنين :عندك حق والله طب ده انا شوفت امبارح منظر.
البنات بفضول :ايه ها... ايه ايه.
اشارت لهم حنين بالاقتراب وهى تهمس لهم بما رأت وهم يستمعون بفضول وتفاجئ.
شهقوا جميعاً في نفس واحد فقالت حنين:اه والله.. وطلبت رقمه كده ولا اتحرجت.
جورى:لا مش مصدقة بجد...هى الدنيا اتشقلب حالها.
تاج:احنا بس الى مقفول علينا من كل ناحية.
زينه :وهو لسه مالك مارجعش من برا.
تاج :لأ وشكله مش ناوى.
حنين :بس اكيد الحكاية دى فيها سر.. واكيد بنت.
جورى :اشمعنى يعني.
حنين :مانتى لو بتقرى الروايات الى ببعتهالك على فيس بوك كنتى عرفتى ونصحتى شويه.
جورى باستنكار:وايه علاقة النصاحه بالروايات مش فاهمة.
حنين:الروايات غير انها بتعيشك فى جو حلو لو رومانسيه لكن كمان أحياناً بتنقلك خبرة ناس غيرك واوقات تانيه بتعرفك حاجات انتى ماكنتيش تعرفى إنها موجودة اصلاً... فى منها حاجات مش صح وعيب وفى منها افكار بتبقى أوفر وأفكار تانيه بيتبقى خارج العادات والتقاليد لكن برضه العلم بالشئ ولا الجهل بيه.
جورى:ماشى. هحاول اخد بنصيحتك... واهى حاجة تسلينى برضه.
زينه:طب همشى انا بقى.. ولاد خالتى جايين النهاردة وقولت لماما انى مش هتأخر.
البنات :اوكى باى.
زينه :باى.
وعندما ذهبت قالت حنين :كويس انها مشيت عشان نعرف نشتريلها هدايا.
جورى:الوقت جرى بينا والمغرب قرب يأذن وانتى عارفة فى البيت مش بيخرجونا انا ولا تاج بالليل لوحدنا.
حنين بتفكير:طب مانكلم طنط شهد... لو عمو يونس عرف انها معانا هيطمن.
تاج وجورى بتهكم:ده هيقلق اكتر ويجيب عليها واطيها.
حنين :ليه بس التشائم ده.. كلموها بس.
جورى:كلميها انتى بقا.
تناولت حنين الهاتف وقامة بالاتصال على شهد ثوانى وجاءها الرد فأجابت بمرح:اهلا اهلا اهلا اهلا يا مساء الفل يا جميل.... انتى الى عمله ايه يا موزة الكومبوند كله... ياختى حلوه... بتتكسفى يابطه... ههههههههه.. طب بقولك ايه احنا كنا خارجين وقولنا تيجى معانا تفكى..... هههههه عليا النعمة انتى عسل ايه السهوله دى... يالا بينا... مش زى بناتك الفقر... خلاص خلاص براحه وبعدين ده انا حنونه حبيبتك ولا هو كان كلام... حبيبتشى حبيبتشى حبيبتشى... 3حبيبتشى...اوكى.. سلام.
وضعت الهاتف على الطاوله وهى تناظرهم بامتعاض :انا مش عارفة ازاى امكوا دى خلفتكوا انتو... دى عسل شهد مكرر... مش زيكوا.
تاج:هى قالتلك ايه؟
حنين :وافقت جدا وقالت هكلم يونس.
جورى وحنين :اااااه يدينا ويديكى طولت العمر
_______________
فى لندن
وقف ادهم من على مكتبه بغضب ونفاذ صبر وقال لتلك التى تقف امامه:ايمى... انسى الامر... لم اعد اريد استمرار علاقتنا.
ايميليا بصراخ:لن يحدث ادهم... لست أنا من تترك.. لا تنسى هذا الحديث.
ادهم:ايمى لقد سئمت حقا وانتى تعلمين من البداية انى لا استمر في اى علاقه لاكثر من شهرين.. لذا لا تتصنعى عدم المعرفه والصدمه.
ايميليا بثقه وهى تقترب منه وتتحسس عضلات صدره:بلا.. كنت اعلم ادهم.. فأنت وطباعك معروفه وسط الكثير من فتيات لندن.. وقعت لك ولم اكترث.. لن تجد فى العالم من هى افضل منى.. ام انك تود ان تتزوج عربيه مصريه مثلك مثل الكثير من الرجال العرب.
ابعد يدها عنه وقال بكل تأكيد :بالطبع لا عزيزتي... لست انا ذلك الرجل... بل والاكثر أن فكرة الزواج بعيده.. لا بل مستحيله سواء لكى او لغيرك... لذا فلا تتأملى كثيراً... ادهم الفيومى لن يتزوج.
ايميليا برغبة :إذا عزيزي.. انا اوافق.
ادهم:على ماذا؟
ايميليا :الا نتزوج... فقط ابقى معى.
ادهم :ايمى... انتهينا.
ايمى:لا ليس بعد....
قطع حديثهم اقتحام مالك المكتب بغضب.
تفاجئ ادهم كليا ولكن ايمى لم تبالى كثيراً وظلت على وضعها.
مرر مالك نظراته بينهم وقال :ايه يا ادهم باشا... ده مكان شغل.
نظر ادهم لايمى بضيق وقال :مانا بطرد فيها بقالى ساعه اهو.
مالك بغضب:ياريت نخلص من الحوار ده دلوقتي حالا ولازم نتكلم... انا فى مكتبى يا بيه.
خرج مالك بغضب وتحرك ادهم خلفه فقالت ايمى :بماذا كنتم تتحدثون؟
ادهم بغضب تقدم منها وقبض على ذراعها بقسوه وقال:قدمك لا تخطو هنا مره اخرى... وهذا اخر تحذير لكى.. علاقتنا انتهت.
قال اخر كلماته وهو ينفض ذراعها ويتجه لمكتب مالك وهى تناظره بإصرار وقوه.
دلف لمكتبه بغضب فقال مالك:هى لسه لازقه.
ادهم :خلاص بقى قفل على الحوار ده.. كنت عايزنى فى ايه.
مالك بجدية :جورج تعبان ومش هينفع يسافر مصر لابوك.
ادهم :والمطلوب؟!
مالك بقوه:هتسافر انت.
ادهم برفض قاطع:انسى... مستحيل.
مالك:مش هينفع نسفر حد غير جورج يبقى يا انا يا انت.
ادهم :طب ماتسافر انت.
مالك:ادهم ماتحسسنيش انك لسه عارفنى امبارح... وكمان اسافر انا ليه هو ابويا انا هو الى معطل الشغل... ده ابوك انت يا بيه... يبقى انت الى هتسافر.
ادهم :مالك... انا بتخنق من جو مصر... بقالى اكتر من 5سنين ماروحتش هناك... وماكملتش هناك يومين.
مالك:بس دى بلدك حد مايحبش بلده... دى جدورك.
ادهم:مالك.. بقولك ايه.. انا اخدت على العيشا هنا انا بقالى 11 سنه هنا.. اخدت على لندن وسهرات لندن وبنات لندن.
مالك وهو يتناول هاتفه الذى يصدر صوتا عاليا:اااااه قول كده بقا... بنات لندن يا و**.
ثم نظر للهاتف مبتسما وقال:طب اتفضل بقا عايز اكلم اختى.
ادهم :طب ماتخلينى اكلمها معاك ده انا عمرى ماشفتها ولما سافرت اخر مره كان كل اهلك بيصيفوا.
مالك برفض وقد انقطع الاتصال:اوريك مين يالا... تاج دى خط احمر.. تاج على راس الكل... مستحيل تلمح طيفها...وكمان بقا انا اوافق انك تشوفها يا بتاع البنات يا *****
ادهم بزهول:فى ايه يا جدع دى بالنسبه لي عيله صغيره فى ايه... ده أنا هسلمها لعريسها معاك يوم فرحها.
مالك مبتسماً :يااااااه.. ده هيبقي من اسعد ايام حياتى.
ثم عبث مجددا وقال:بس انت مستحيل تحضر فرحها مانت مش بتحب تنزل مصر.
ادهم:فعلاً اكيد مش هحضر فرحها.
عاود الاتصال مجددا فقال مالك بسماجه:من غير مطرود.
ادهم بغيظ:اوكى اوكى.
وخرج وهو يتمتم... خايف على اخته العيله منى... دى عيله.. وانا ادهم الفيومى.
هز مالك رأسه من غيظ صديقه وقام بفتح المحادثة التى اخبرته بها تاج انها فى احد المولات مع امها وجورى وعزمت على انتقاء احد الهدايا له يأخذها إليه اول شخص قادم إليه من مصر.
ظلت تعرض عليه بعض الاشياء وهو كل فكره في حبيبته... هل ازعجها أحدهم... كيف ينظر ناحيتها الشباب ووووو.
_______________
فى مكتب يونس العامرى يجلس على غير هوادة.... وافق على خروجها فكبته لها اصبح يخنقها وباتت تشتكى وتتذمر لذا وافق على طلبها ولكن غيرته لا تهدأ ابدا
ثوانى واتاه اتصال من جورى فوقف منتصبا وذهب سريعاً وهو يهاتف حمزه
_____________
فى كافيه الشركة تقف تلك الفتاه الجميله مقابل والدها وهى تراضيه قائله :خلاص بقا يا سامورتى... والله اخر مره اتأخر.
العم سامر :كل مره تقولى كده وكل مره بتتاخرى.
كان قادم من بعيد واستمع لاخر احاديثهم وبلا شعور تقدم من تلك الجميله وقال :مساء الخير.
العم سامر فقط:مساء النور يا حمزة يابنى.
نظر هو ناحية لينا التى اشاحت وجهها يضيق فقال:مش بتردى ليه؟
لينا:مش عايزه ارد.
رفع حاجبه وقال :ده الكلام ده ليا.
لينا بحده:اه ليك.. ولا عشان ابويا شغال فى شركتكوا فا المفروض انى اقدملك فروض الولاء والطاعه.
احتقن وجهه من طريقتها فى الحديث وقال:بت.. تتكلمى كويس والا والله... هعمل الى ابوكى مش عارف يعملوا.
لينا ببرود:خوفت انا بقى.
تصاعد رنين هاتفه فأجاب على والده ثم اغلق الخط وهم بالرحيل ولكن قال بقوه وثبات:انا ماشى... بس اعملى حسابك... هتخافى ها... هتخافى.
ذهب سريعا للحاق بوالده وتركها تشتعل غيظا منه
____________
فى احد أشهر مولات مصر
وصلت الشرطه بعدما هاتفها أحدهم من شجار هناك والتعرض ببعض الفتيات.
كانت جورى منهاره فى حضن والدتها شهد وهى تبكى. وتاج لاتقل عنها ذعرا وكذلك حنين.
تقدم رجلين من ضابطى الشرطة منهم بثبات وقال:اهلا وسهلا.. معاكوا المقدم رامز الغندور... ايه اللي حصل.
شهد:احنا كنا بنشترى حاجات من هنا ومعايا بناتى... وكان فى اربع شباب عمالين يلفوا ورانا من اول اليوم.....
توقفت عن الحديث وصمتت وهى ترى يونس قادم إليهم ركضا وخلفه حمزة ويتبعه كريم الذى علم من امه.
وصل اليهم وضمها إليه بحماية وأمان وقال بغضب وهو يتفقد الفتيات جيدا :ايه ده... ايه اللي حصل.
نظر الى الأربع شباب المكبلين من قبل بعض الشباب وقال بغضب وهو يتقدم منهم:ومين دول وعملولهم ايه.
تقدم منه رامز وقال:لو سمحت يا يونس بيه... حاول تهدا عشان نعرف كلنا ايه اللي حصل ونعرف هنجازيهم إزاى.
حمزه بغضب :نجازيهم إزاى... دول هيتعلقوا كده من رجليهم لحد مايجيبوا دم.
تقدم الشرطى الاخر وقال:حمزه اهدا.
همست تاج لحنين وقالت:مين ده... وعارف حمزه منين؟
حنين بهمس:هو ده وقته.... ده زين.. توأم زينه الى كنا لسه بنتكلم عنه.
اماءت لها تاج بينما حمزة يناظر زين قائلا:اهدا ازاى... ده أنا هطلع عين***النهاردة.
زين :اهدى بس لما مدام شهد تكملنا الى حصل.
حاول حمزه الهدوء ونظر ناحية جورى ووالدته تحتضتها. تقدم منها واخذها بين ذراعيه وكأنه الكبير وهى الصغيره(بالطبع فالرجوله ليست بالسن).
نظر رامز بانبهار الى تلك الصهباء وعيونه لاتصدق ماتراه... منذ دخوله للمكان وهى مختبئه بحضن والداتها ولكنه رآها الآن.
تحدث زين هذه المره وقال:ممكن نفهم ايه اللي حصل.
شهد:الاربع شباب دول رايحين جايين ورانا من بدرى وكل ماندخل مكان يدخلوه ورانا.. لحد ما قعدنا فى الكافيه نشرب حاجة.. جم قعدوا بالعافيه وفضلوا يضايقونا ووو.. وولما اتخانقنا معاهم.. واحد فيهم.. سحب جورى وكان مصر ياخدها معاه.
علت شهقات جورى فى نفس اللحظة انقض حمزه ويونس وكريم على اولئك الرجال بالضرب المبرح فحاول رامز وزين مع بعض الشباب المتجمهر التدخل للفصل بينهم وذهبوا بهم الى مركز الشرطة.
بعد مده خرج الجميع من مركز الشرطه بعدما امر بحبس اولئك الرجال واللذين طالبوا هم بنفسهم بان يحبسوا.. بالطبع فالحبس اضمن وأمن كما يروه من عيون تلك الرجال والتى تؤكد انهم سيؤكلون احياء.
داخل مركز الشرطة وبعد ان اغلق المحضر جلس زين وهو مضيق عينيه يحاول تذكر شئ ما.
تحدث رامز فجاءه وقال بجديه:زين... انت تعرف الناس دى منين.. انا شوفتك وانت بتكلم حمزه وكأنك عارفه وهو عارفك.
زين:انا كنت فى نفس المدرسة مع مالك وجورى وبعدها كريم دخل نفس المدرسه.
رامز:اه ده الشاب ابو عيون ملونه.
زين:اه هو.
رامز:ايوه بس حمزه صغير.. عرفته ازاى.
زين:مانا وكريم صحاب جدا وهو بيخرج مع حمزه كتير فابنتقابل... على فكره راجل اوى حمزه ده.. مايغركش سنه... واد راجل ومن زمان ودماغه حلوه وتعجبك.
رامز بتوهان:هى عجبتنى خلاص.
زين بابتسامته اللعوب:اللعب يا سمك.. ايه... وقعت؟
رامز:مش عارف بس من ساعة ماشوفتها وحاسس بحاجات كده.
زين بحاجب مرفوع :رامز! وحاسس؟! الاتنين فى جمله واحدة.. طب ازاى... ياض ده انت من كتر العط بفكر اتنقل بوليس الآداب عشان اتستر على بلاويك... ياد ده انا خايف الاقيهم بيتصلوا بيا فى يوم يطلبونى اجى اضمنك... خايف اشوفك ملفوف فى ملايه.
رامز باستهزاء:شوف مين إلى بيتكلم... ده انت زين فاضل... الى مصاحب نص بنات مصر الجديدة ومدينة نصر والمعادى.
زين :انت قديم اوى... انا دخلت على 6اكتوبر والمهندسين وقريباً هخترق الزاويا الحمرا بقوه وشراسه.
رامز:طيب ماتجيش بقا تعيب عليا.
زين:لاااا حد الله.. انا اسهر.. اخرج.. اصاحب.. لكن اكتر من كده ماليش فيه... واسكت بقا عشان انا فى موضوع شاغلنى دلوقتي.
رامز بحماس :ايه البت الحمرا التانيه.
زين:تاج... دى عيله... كمان انا ماليش فى الحمر.
رامز :امال ليك فى ايه؟
زين لنفسه دون أن يجيب رامز :ليا فى الشقر... بس مش عارف افتكر اسمها ايه يعني كان لازم يرفضوا يدخلوا اساميهم فى المحضر.
رامز بانتباه:بتقول حاجة؟
زين:ها... لا لا.. سيبك منى وقوم شوف شغلك
رامز بهيام:هو انا هعرف اركز فى حاجة من بعد ماشوفتها.
نظر له زين فى صمت وغرق كل منهم فى تفكيره.
__________________
فى لندن
يشعر باختناق شديد لا يعلم مصدره.. فى باله شئ واحد هى وردة الجورى خاصته ولكن لا يريد ترك قلبه لهذا الشعور كى لا يداهمه الحنين الذى يفشل دائما في كبحه.
تناول هاتف مكتبه وطلب ادهم الذى جاؤه بعد دقائق.
مالك بصرامه :ادهم.. احنا حجزنالك على طيارة بكرا.
ادهم بغضب كبير:هو فى ايه... قولتلك مش مسافر... فى ايه يا مالك... انت بتحركنى على هواك.. مش نازل مصر... مش بحب اروح هناك.. انا حر.. شوفلك حد غيرى.
مالك بثبات:بتعلى صوتك عليا يا صاحبى.
قالها بدهاء كبير... يعلم كم يعجز ادهم أمام صداقتهم.. ومالك كذلك أيضا.
ادهم محاولا الهدوء :بتثبتنى... ماشى يا مالك.. بس اعمل حسابك.. هما يومين.. يومين بس.
مالك:وبتقولى ليه كانى هطلب منك تقعد فى مصر.. ياخى ان شالله ترجع على نفس الطيارة المهم تخلص المطلوب.. مافيش حد نثق فيه عيرى انا وانت وجورج... وبعدين يا بارد مش عايز تشوف امك وتطمن على اختك وتغلس على ابوك شويه؟
ادهم:عايز... بس مش عايز اسافر مصر.
مالك بنفاذ صبر:خلاص بقا يا زياره سريعه وتخلص لحد مانشوف حل لابوك ده.
لم يجيب ادهم وانما خرج من مكتب مالك وهو يشتعل غضبا وضيقا وكأنه ذاهب فى رحلة إلى الجحيم.
_____________
وصلوا إلى فيلا العامرى وجدوا ماهى تخرج سريعاً وقالت بلهفة وحنان وغضب:حنين... بنتى... ازاى كل ده يحصل وماحدش يكلمني.. اخص عليكى يا شهد.
شهد:انا عارفه ان ليكى حق بس والله حنين هى اللى أصرت مانقولكيش.
ماهى لحنين:كده يا حنين.
همست شهد لحنين:امك دى فرفوره اوى.
ماهى :بتقوليلها ايه يا شهد.
شهد:بصراحة بقا لازم تنشفى شويه عن كده.
ماهى بسخريه:شوف مين اللي بيتكلم.
شهد:احممم.. حنين.. عيب.. مامى.. اتفضلى اعتذريلها.
اخذت حنين والدتها ودلفت للداخل تحاول مراضاتها فهى سريعه الحزن سريعه الفرحه.. قلبها كطفل صغير.
التفتت شهد لتدخل وجدت أعين يونس تناظرها باحمرار وغضب.
ابتلعت ريقها وهى تنظر لبناتها وتردد معهم:ياسواد السواد.
بالداخل
يجلس حمزه على احد المقاعد وهو يتصفح هاتفه.
ويونس يقف بغضب كبير وأمامه تصطف
شهد وبعدها جورى وبعدهم تاج فى صف واحد كالمذنبين.
والاخر يغدوا امامهم ذهاباً وإياباً بغضب وقال:اعمل فيكوا ايه... ها.. اعمل ايه.
حمزه وهو مازال على وضعه :ماخلاص بقا يا بوص ماتكبرش الحكاية وترعبهم... شويه عيال كسر وعلمناهم الأدب.
شهد بخوف وتأكيد على حديث إبنها :بالظبط كده.
يونس بغضب:هو ايه اللي بالظبط.. دول كانوا...
صمت بغضب فمجرد التذكر يفاكم غضبه.
اما جورى وتاج فيلتزموم الصمت التام.
شهد بتلعثم:مالك بس يا يونس.
انفجر يونس بغضب:مالى.. اعمل فيكى ايه.. لا ومش انتى وبس... مخلفالى بنات ملونه وكل واحدة احلى من التانيه بتقولى مالك.. جننتى يونس العامرى الى بتتهزله رجاله بشنبات ومكفاش لااااا.. روحتى جبتيلوا بنتين نسختين منك.
تحدث حمزه بهدوء:قولتلك... قولتلك انت مدلعهم اوى يا بوص.
يونس :اعمل فيكوا ايه ها.
جورى:والله ياعمو احنا مالناش ذنب.
تاج:يا بابا والله ماعملنا حاجة.
شهد:خلاص بقا يا يونس سماح المره دى.
نظر لهم ثلاثتهم بغضب وقال بقوه منقطعة النظير:مافيش سماح ومافيش خروج.. ومن النهاردة لازم اشد عليكوا انتو التلاته... وانتى اولهم.
قالها وهو ينظر لشهد. واتجه بقوه وثبات ناحية الدرج وصعد لغرفته.
وقفوا الثلاثة بحزن فهم معاقبين فقال حمزه:اخيرا هيشد عليكوا مره.
لم يكد ينهنى كلامه حتى ظهر يونس اعلى الدرج ووجه حديثه لشهد بوجه عابس يحاول الحفاظ فيه على الصرامه:تعالى اتفضلى عشان عايز انام.. قصدى جهزيلى لبسى عشان خارج بدرى جدا.
قالها ودلف للداخل من جديد فنظر حمزه لاثره ببهوت وقال بسخرية :انت لحقت نخيت... بس بصراحه برافوا.. فضل 3دقايق شادد عليكى... العيله دى هتموتنى.
جلست جورى وبعدها تاج وهم ينتهون براحه.
فى حين ذهبن شهد له وهى تبتسم بحب تعلم... لا يستطيع النوم بعيد عن احضانها ولكنه يحاول إظهار الثبات امام أولاده وأمام الجميع.
نظر حمزة لاثرها وقال:روحى ياختى.. روحى نايميه.
لكزته جورى وقالت بسخريه :عيب... عيب ياموزه.
عبث هو على ذلك اللقب البغيض جدا له.
فقالت تاج :تؤتؤ تؤ.. عيب عليكى يا اختشى.. ماقولنا بيتقمص من الاسم ده.
وقف حمزه بغضب منهم وقال:مش هتبطلوا الاسم السمج ده.
جورى ببراءة مصطنعة :بندلعك ياموزه.
حمزه بغيظ:يابنتى ابوس أيد الى خلفوكى.. ارحمينى.. عم سامر لاقيته هو كمان عرف الاسم الزفت ده... خايف باقى الموظفين يعرفوا هما كمان هبقي مسخرة الشركه.
جورى بتسليه:عم ساااامر.. اااه.
تاج:لأ لأ ياجورى.. اخص عليكى... كده تكسفى الواد الى حيلتنا..ثم أكملت :الا قولى يا موزه هو عامل ايه في دروسه.. كويس؟
انتفض بغضب وقال:انا ماشى وسيبهالكوا.
وما أن خرج حتى اتته رساله وكانت من والده وقال فيها :ياريت اللى حصل النهاردة مايوصلش لمالك.. ولا فاكرنى مش عارف بتقاريرك.
تمتم حمزة بزهول:هو بيعرف كل حاجه كده إزاى؟
_____________
فى السادسة صباحاً علمت تاج بخروج والدها مبكراً جدا فقد ذهب لتفقد أعماله في الإسكندرية.
اخدت دراجتها دون أن تخبر أحداً بعد ان ارتدت فستان صيفى من اللون البنفسج الذى اضفى على لونها الابيض مع زرقة عينيها وشعرها الأحمر وهجا متعالى وسحر مهلك للقلوب.
خرجت وهى تعلم علم اليقين انها لم تقابل احدا بالخارج فحتى من يمارسون الرياضة يفعلون بعد السابعه واكثر.
____________
قبل قليل خرج ادهم من مطار القاهره متأفف:هو فين السواق الزفت ده...
ثوانى وركض إليه احدهم قائلاً :حمدالله على السلامه يا ادهم بيه.. اتفضل.
ثم فتح له باب السيارة الخلفى.
جلس فى سيارته بتأفف فذهب سريعا السائق وباشر القيادة به وطوال الطريق لم يرا احدا فقال بضيق وصوت مسموع :امال مصر.. وماحدش بينام.. وام الدنيا وبتاع وانا مش شايف حد خالص فى الشوارع.
السائق:حظك يا باشا.. ده دلوقتي الناس بتبقى لسه نايمه والشوارع هاديه توصل بسرعه وبروقان.. ركك بس كمان ساعتين... هتلاقيها فوق بعضها.. هتشوف مع الايام يا باشا.
ادهم :ولا ايام ولا غيره... انا راجع لندن على طيارة بكرا.
ثم التقطت هاتفته وحدث صديقه فأجاب مالك:ايه وصلت؟
ادهم :بقا ده توقيت تحجزلى فيه.. انا مش شايف حد فى الشوارع خالص.
مالك:ياسيدى وده يشغلك في ايه.. انت مش راجع كمان يومين تلاته.
ادهم :يومين تلاته ايه... انا هحجز طيارة بكرا.
مالك:يابنى مانت كده كده سافرت خلاص اقعد واشبع من أهلك شويه.
ادهم :مالك.. خلاص.. انا راجع بكره.
مالك:براحتك... احمم.. اااا.
ابتسم ادهم قائلاً :هطمنلك عليها.
ابتسم مالك على صديقه الذى يفهمه دون حديث.
توقفت السيارة فجأة فقال ادهم :فى ايه.
السائق :بنت باين العجله بتاعتها فيها حاجة.
ادهم بتأفف :اوووف طب انزل شوف فى ايه.
ترجل السائق من سيارته فاكمل مع مالك حديثه وأغلق معه قائلاً :اقفل اما اشوف الزفت ده اتاخر ليه؟
فتح باب سيارته ووجد السائق منحنى يحاول إصلاح تلك الدراجه.. ناظره بغضب فهل عطله وعطل وقته من اجل الآخرين.
رفع نظره فتجمدت عيناه خرج قلبه من موضعه من تلك الفاتنه المنشغله بدراجتها... اخذت عينيه تمشطها بكل جرءه وإعجاب نادر الحدوث... شعرها النهار الطبيعي.. بشرتها الحليبيه الامعه.. زرقة عينيها واااااه من زرقة عينيها... لكن تبدوا صغيره... يالهى... هل هى حقيقية.
تقدم أمامها وه يناظرها باعين شغوفه.
لاحظت وجود هاله كبيرة من الظل طغت على المساحه الواقفه عليها فرفعت عينيها وليتها لم تفعل.
مجرد ان رأته فز قلبها خوفاً من هيئته وقالت بخوف وهلع:اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق... اعوذ بكلمات الله التامات من شر... انت ايه... مارد ولا جنى ولا ايه.

زهل من ردة فعلها والسائق يكبت ضحكاته فقال ادهم:اهدى يا انسه في... قاطعته برعب شديد :انت بتتكلم زينا... ابعد عني لا تأذينى ولا أذيك... لا تأذينى ولا أذيك.
شل لسانه تماما من ردة الفعل الغير العادية هذه.. وهى اخذت دراجتها بعد أن صعدت عليها وركضت من امامهم وتركته فى حاله غير عادية
يجلس فى بهو فيلتهم واحضان والدته لا تساعه من قوة بنيانه وضخامة جسده.
رغم اى شئ وكل شئ اشتاق حقا لحضن والداته الحنونه.
جسده معهم ولكن قلبه شارد.. تلك الحوريه الحمراء..
ردة فعلها على مظهره اذهلته.. لطالما كان يبهر الفتيات والنساء بعضلات جسده الضخمه. ومظهره الصارخ بالرجوله.
لأول مرة يوضع فى موقف كهذا.. بعد انتهاء الموقف وبعد أن اختفت فجأة وبسرعه زال زهوله وظل يضحك لمده.
تنهد بقوه وطيفها وملامحها لا تمحى من باله.. تعتقده مارد.. وماذا عنها تلك الجنيه.. شفتيها المنتفخه الصغيره.. شعرها النار الطويل.. بشرتها البيضاء.. بحر عيناها ذات الأمواج العاتية...
اعمض عينيه بقوه وغضب وهو يرى حالة لا يتوقف عن التفكير بها.. زادت عصبيته وهو يدرك انه لا يعلم من هى ولا حتى إسمها... ماذا تريد منها ادهم... هل وقعت... لا لا مستحيل.. لكن ليتنى أراها ثانيه... جز على أسنانه بغيظ وهو يذكر حاله انه لا يعلم عنها شيئا.. لكنه يريد وبشده.
اخرجه من دوامة شروده صوت حنين المرح قائله:بابا ماصدقش نفسه لما قولناله... ساب كل اجتماعاته وجاى حالا.
ادهم :واحشنى والله.
ماهى محذره:بس بالله عليك.. بلاش بابا دى.. بتعصبه اوى.. بالذات منك.
ادهم :الله مش ابنه انا يعني.. امال انا ابن مين.. مش حقى اقوله يا بابا.
حنين باستنكار:بحجمك ده... مش عارفه عديت من الجمارك إزاى.
قذفها ادهم بالوساده بغيظ وقال:لمى لسانك يا اوزعه.
حنين :يابنى كفايه جيم شكلك بقا يخوف.
سرعان ما تلاشى غيظه ولمعت عينيه وهو يتذكر جنيته والتى تبدو صغيره جدا.
لاحظت حنين تغير معالم وجه اخيها فلكزت ماهى بكتفها واشارت لها فانتبهت ماهى على لمعان اعين وحيدها والذى لاول مره تراه بعينه فنظرت لحنين بزهول وعدم تصديق.
فى تلك الأثناء دخل عز سريعاً وهو سعيد جدا بقدوم ابنه.
ادهم :وحشتنى اوى يا بابا.
نفضه عز لخارج احضانه وقال :يادى النيله عليا وعلى الى جايبنى.. برده هيقولى بابا.. بابا مين ياحبيبي ده انت الى بابا.
ادهم:تانى.
ماهى متدخله:بس بس كفايه خناق... تعالوا يالا عشان الغدا.
وسرعان ما اجتمعوا على الطعام في جو لا يخلوا من المرح.
تحدث عز قائلاً :النهاردة معزمين على العشا عند يونس العامرى.. لما عرف ان ادهم هنا اصر ييجى يزوره بنفسه.
حنين باستغراب :امال بتقول هنروح احنا ليه يا بابا.
ادهم معترضا:ماهى بتقولك يا بابا اهو ماعترضتش يعنى.
عز:طب دى بنتى البطوطه صغنونه كده وشقرا.. مش زيك.. شايف فرق الاحجام.
ادهم بمنقاره:ماعلش اصلها طالعه شقرا لامها لكن انا ضخم زي السيد الوالد.
قالها وهو يشير بعينيه على جسد عز الرياضى رغم سنوات عمره ال 54.
عز بغيظ :قصف جبهة كده فى عز الضهر... ماشى يا بن ماهى.
ماهى متدخله:ماقولتش ياعز هنروح احنا ليه عند يونس.
عز بتذكر :اه.. اصل بنته تعبت جامد جدا.. حتى كان مسافر اسكندرية ورجع بسرعه اول ما عرف.. وانا لما عرفت قولت زوقيا نروح احنا.
ماهى مبتسمة :برافو عليك يا حبيبي.
نظر لها وابتسم بعشق فبادلته نفس النظرة فى حين قالت حنين بحيرة :ماتعرفش ايه الى حصلها.
عز:لأ.
ادهم متدخلا:دى تاج صح؟ انا عمرى ماشوفتها.
حنين:يبقى فايتك كتير.. تاج وجورى دول نسخه مش بتتكرر كتير.. حاجه رهيبه.
شرد مجددا وعقله يصرخ أن اى انثى لن تكون بجمال تلك الجنيه التى تسكن ملامحها فى قلبه وعقله.
خرج من شروده على حديث حنين :تاج دى الولاد حواليها منين ماتروح.. معاكسات ومضايقات.. كلهم نفسهم يصاحبوها.
لم يهتم كثيرا وقال :انا جاى تعبان من السفر هو ينفع ما ارحش.
ماهى بتوبيخ:ازاى بس.. ده الناس عازمينا علشانك وعارفوا انك هنا هنقولهم اية.. عيب كده يا ادهم.
ادهم:خلاص خلاص...هروح معاكو بس مش هتأخر هناك... هستاذن انا وارجع.
ماهى بيأس منه :اوكى.
وقف من على مقعده وقال :هطلع انام بقى.
اماء له الجميع وصعد هو لغرفته القديمه يتمدد على فراشه.. لم يكن يريد النوم.. إنما أراد الاختلاء بنفسه كى يهيم فى تذكر ملامح تلك الجنية التى لقبته هو بالجنى.
_________________
دخل الى بيته بسرعه ولهفه اخبروه بالهاتف ان ابنته تاج قد مرضت فجأة وحالتها غريبه.
وقف بالخارج فتقابل مع شهد سألها بقلق :مالها تاج يا شهد.
شهد:مش عارفة بس مخضوضه ووشها اصفر انا كنت بعملها ميه بسكر.
بالداخل كانت تحتضنها جورى وهى مذعوره فقالت جورى لتهدئتها:اهدى.. اهدى بقا مافيش حاجة.
تاج:انا طلعلى جنى.. مارد اصفر.
جورى:بس يابت بطلى هبل ما عفريت الا بنى آدم.... وكمان احسن عشان تبقى تطلعى تتسحبى زى البرص وتطلعى تركبى عجل.
قطع حديثهم دقات يونس على الباب ودلف ومعه شهد.
ذهب إليها واحتضنها قائلاً :ايه يا حبيبة بابا ايه الى حصل.
تاج وهى تحمى به:عفريت.. عفريت يا بابا.
يونس بزهول وعدم فهم:عفريت!؟ عفريت ايه.
ثم وجه حديثه لجورى وقال:هو فى ايه.
جورى:ده الى بتقوله من الصبح.. طلعلها مارد اصفر... وبيتكلم زينا.
قهقه يونس قائلاً :مارد اصفر ..ايه الخيال ده يا تاج.. وطلعلك فين بقا.
اتسعت اعين تاج ونظرت باستنجاد ناحية اختها فقالت جورى:اااا. ا. طل. طلعلها فى الجنيه ياعمو.. ااه.. اصلها حبت تفطر فى الجنينه النهاردة.
ضيقة شهد عينيها تناطر بناتها وهم يهربون باعينهم منها.
يونس بحنان وهو يمسد على شعر ابنته:ماتخافيش.. مافيش حاجة.. انا هشغلك قرأن في البيت والجنينه وكله.
ظل يمزح معهم جميعاً بعض الوقت ثم وقف مستعدا للعودة لعمله وقال:انا هرجع شغلى خالو بالكو من ماما.
نظرت تاج وجورى لبعضهم ثم نظروا له بشراسه وقالت جورى:احنا اللي عيالها.
تاج:مين يخلى باله من مين؟
يونس:خالو بالكو من بعض يالمضه انتى وهى.
هم بالرحيل لكن توقف قائلاً :اه صحيح.. شهد.. ادهم ابن عز رجع من لندن النهاردة فانا كنت هروح انا وانتى وحمزه نسلم عليه لكن لما جالى تليفون منك وهو معايا وعرف ان تاج تعبت أصر ان هما الى ييجوا يزرونا.
شهد :والله فيهم الخير.. كلهم زوق.
تاج :مش ده صاحب مالك.
يونس:اه وماسكين الشغل مع بعض.
تاج:كويس اوى هبقى انزل عشان اديلوا هدية كنت اشتريتها لمالك.
يونس:تمام... همشى انا بقى... خالو بالكو من نفسكوا.
_____________
فى مركز الشرطة يجلس رامز وهو هائم جدا.
دلف زين للداخل وألقى السلام ولكن لا رد
زين :رامز... راامز... رااااااامز.
رمز منتفضا:ايه فى ايه يابغل انت.
زين :انا بغل... فى ايه مالك مش على بعضك بقالك يومين.
رامز :احممم. الا بقولك ايه يا زين يا اخويا.
زين بحاجب مرفوع :زين... اخويا... مالك ياض ماتظبط.
رامز:مانت لو سمعتلى.
زين:قول.
رامز:طبعاً انا عارف انا مقطوع من شجرة وحتى عمى بطل يسأل عليا من زمن.
زين بنفاذ صبر:هااا.. اخرة الصعبنيات دى ايه.
رامز:عايزك تخطبلى.
زين:نعم يا خويا.
رامز :ايه يا جدع عايز اكمل نص دينى.
زين:وده من امتى.. بقا انت تتهد وتبطل عط وتتجوز.
رامز:ليه بس مين قال كده... ابطل عط؟ انا؟ انت تصدق حاجة زى كده عليا.
زين :بصراحه لأ وعشان كده مش موافق.
رامز:ليه يابنى البنت عجبانى وبنت ناس وعيله وحلوه وزى القمر.. وانا ظابط اد الدنيا واى حد يتمنانى لبنته.. واهلى ميتين يعنى لا حما ولا اخت جوز.
زين :اه بس عطيط كبير اوى.
رامز:شباب بقا وللشباب احكام.
زين:وهى مين بقا الى عليها العين.
رامز باعين لامعه:البنت الحمرا الى حصلت الخناقه فى المول بسببها.
زين بانتفاضه:جورى... يانهار اسود.. بقى انت تتجوز جورى.. دى بنت بريئه وهاديه.. تاخد واحد عطيط زيك ليه.
رامز :اقعد بس واستهدى بالله.. ماهى عجبانى عشان كده.. حلوه ومؤدبه وصغيره.. يعنى هعلمها الى عايزها تعرفه والى مش عايزها تعرفه مش هعلمهولها... دايماً هبقى فاهمها وعمرها ماتعرف تحور عليا.. وبعدين واحد عطيط زيى زى ما قولت لف ودار وصاع مش هيتجوز غير قطة مغمضه وانت عارف (وللأسف دى حقيقى وبيحصل).
زين برفض تام :لا طبعا.. انت ازاى كده.
رامز:ماتحسسنيش انك عم الشيخ شعراوى.
زين :لا انا مش شيخ انا بنى آدم وخطاء... بس انا مش دايس اوى زيك كده.. اخرى اخرج.. اسهر... لكن ماعملش حاجة تغضب ربنا... ده غير انه كله بيبقى على نور... هما بيبقوا عارفين.. لكن انت داخل على غش ونيتك مش سليمه.. ناوى تغش البنت وتستغل انها طيبه ومؤدبه وبنت ناس.
رامز بكذب:ليه بس كده يازين بس.. مش يمكن ناوى اعتدل واستقيم.. هو يعنى الى زيى مالوش انه يتوب.. وربنا فاتح بابه لينا فى اى وقت.. وبعدين ماهو مين كان هينصحنى ده انا يتيم اب وام.
زين بقوه:ولاااااا... الحبتين دول تروح تعملهم على حد غيرى.. وايه يتيم دى كمان ياشحط انت.. ده انت عديت ال34.
رامز محاولا التأثر:اه والله يتيتم مانت عارف.
زين :رامز باشا... اليتيم ده الى اتبهدل واتمرمط واتشحطت.. الى كان عايش بالعافيه.. لكن انت عندك ورث ماشاءالله.. وعمك راجل محترم وفضل مراعيك. وماتبراش منك غير بعد فضايحك.. مش عليا انا ها... مش عليا.
زفر رامز بنفاذ صبر ولكن حاول التحلى به أكثر فتلك الصهباء تروق له كثيراً ويردها كما لم يريد امرأة من قبل فقال بهدوء :بس يازين.. انا عارف انك أصغر منى بكذا سنة... بس انت صاحبى وانا بعتبرك اخويا.. ده انت اول حد جه على بالى اول ما فكرت انى لو هتقدم هروح بمين معايا.
زين برفعة حاجب :صاحبك... ده أنا لسه منقول معاك هنا من كام شهر.
رامز بملاحقة :مش من كتر الشهور... مش بكترها يازين يا خويا.
لاحظ هو هدوء زين فاكمل قائلاً :يابنى مايمكن جورى دى.. هى ايد التوبه الى ممدودة ليا من ربنا... حد عارف.. والعبره بالخواتيم... ربنا يحسن خاتمتنا جميعاً.
زين بسخريه:تصدق قشعرت.
رامز:اهو.. شوفت... زين فاضل قشعر.
زين بنفاذ صبر :انت عايز ايه؟
رامز بسرعه:عايزك تاخدلى معاد منهم النهاردة وتروح معايا نتقدم وناخد ورد.
زين باستنكار:ورد! ورامز... فى جملة واحدة... زمن المعجزات رجع.
رامز:ياخى نشفت ريق إلى جايبنى... هتيجى معايا ولا لأ.
اغمض زين عينيه بضيق فقال رامز:اخلص... اتصل بيهم.
نظر له زين بتردد فقال هو بالحاح :يالا بقا... خير البر عاجله.
زين:مش معايا رقم يونس العامرى.
رامز :بس معاك رقم حمزه.
قال الاخيره بغمزه. فزفر زين بضيق فهو لم ينسى ذلك الأمر ولكن اراد التخلص من تلك الورطة.
رفع هاتفه وقام بالاتصال على حمزه.
______________
فى منزل الفيومى تجلس ماهى وحنين وكذلك عز ينتظرون ادهم الذى تأخر كثيراً.
وهو بالأعلى يتحدث في الهاتف بضيق بعد أن ارتدى قميص ابيض مع جينز اسود ووضع عطرة الممتاز.
ادهم ببرود وضيق:كيرا... قلت انتهى الأمر.
كيرا :لما ادهم.. انا اعشقك وانت تعلم.
تنهد بضيق فتلك الفتاه حقاً بريئه ولكنه لا يعرف الحب.
ادهم :كيرا... لم اعدك بشئ... اسف على تعلقك الشديد بى.. ولكنى لا أريد أن نستمر ويتدهور الحال بكى اكثر من هذا.
كيرا:أعلم ادهم.. بدأ الأمر كاصدقاء وانا كنت اعلم وانا من الحت عليك ولكنك بطل احلامى ادهم.
ادهم:كيرا يبدو انكى لا تتعلمى ابدا... قلت انتهينا.
كيرا:هل تعشق إحداهن ادهم.
ادهم بسخرية :لم تخلق بعد كيرا.
كيرا:إذا لما تبتعد.. لن تجد من تهيم بك عشقا مثلى.. سانفذ كل ماتطلب ولكن لا تبتعد ع... قاطعها هو :كيرا... لن يجدي نفعاً وحقا انتى اول فتاه اشعر بالحزن ناحيتها لكنى أيضاً لم أسعى يوما لتحويل مسار علاقتنا... انا اعتبرك كشقيقتى كيرا.
كيرا:ولكن ماحدث بيننا لا يحدث بين الإخوان ادهم.
ادهم:أعلم كيرا وقد كان خطأ فادحا... كيرا عودى الى أسرتك... محاولتك الاستقلال بمعيشتك كرفيقاتك لم تجدى نفعا بل زادت الامر سوءاً وانتى تحاولين منذ أعوام كثيره.
ثم اغلق الهاتف وهو يشعر بالحزن والشفقه على هذه الفتاة ولكن لابد من إنهاء الامر فهى كل مادى تتعلق به اكثر عن ذى قبل.
_واخيرا تكرمت ونزلت سموك.
قالها عز بغيظ وضيق.
ادهم وهو يهبط الدرج بكل شموخ :فى ايه بس يا عز.
ابتسم عز باتساع :شوف اهو كده انا احبك.. مش تقولي بابا.. وانت اعرض من باب الفيلا.. عامل زى مارد المصباح.
ابتسم أدهم باشراق وهو يتذكر ماقالته تلك الجنيه. نظروا لبعضهم باستغراب فقالت ماهى:طب يالا يلا اتاخرنا على الناس.
________________
فى فيلا العامرى يقف حمزه مع والده يتحدثون.
يونس :يعني ماقالكش عايز ايه.
حمزه :لا... بس اكيد عشان موضوع المحضر.
يونس:ما قفلناه وخلصنا... وليه يعني مصر ييجى دلوقتي.
حمزه بحيره:مش عارف ومستغرب زيك بالظبط.
قطع حديثهم رنين جرس الباب فذهبت هنيه لفتحه.
بعد الكثير من السلامات والترحيب جلسوا جميعاً لتناول الطعام.
بالاعلى
جورى:ها.. خلصتى.
تاج:لا لسه... بصى انزلى انتى قبل ماحمزه يلتهم الاكل ويلتهم الناس الحقيلك والحقيلى حاجة معاكى.
جورى :هههههه.... اوكى.
هبطت الدرج بهدوء فتوجهت انظار الجميع إليها.
يونس مبتسما بحب وفخر:دى جورى.. فاكرها يا ادهم.
بالطبع اثنى ادهم داخلياً على جمال تلك الفتاة.. تستحق لقب مدام مالك العامرى حقا فهى جميلة جدا.. ولكن بنظره ليست كجمال تلك الجنيه.
يونس :ادهم.. بكلمك.
ادهم منتبها:ايوه طبعا فاكرها... كنا ساعات بنلعب مع بعض انا وهى ومالك.
جورى باستغراب:مالك! .. كنا بنلعب مع بعض؟
ادهم باستنكار:ايوه طبعا... انتى مش فاكره ولا ايه.
نظر للجميع قائلاً :هى جالها فقدان ذاكرة ولا إيه.
شهد باندفاع ام:بعد الشر على بنتى.
ادهم بحاجب مرفوع:امال ناسيه مالك وايامه ليه.
يونس بسخريه:لأن يا بيه انت وصاحبك ساعتها كنتو كبار من 14ل19 سنه لكن هى كانت طفله من 4ل9سنين.. والفترة دى فى عمر البنى ادم مش بيفتكرها مظبوط لما يكبر.. وفى ناس مش بيفتكرها خالص.
ادهم بزهول وتفاجئ:إيه... يانهار اسود... ده فى عمر عدى كده على الفاضى.
جورى باستغراب:هو فى ايه.
يونس :مافيش ياحبيبتي... كملى اكل.... هى تاج فين صحيح.
جورى:بتكلم واحدة صاحبتها وجايه.. قالتلى انزل بسرعة الحقلها اى حاجة قبل ما حمزه يلتهم كل السفره.
حمزه بغضب وامتعاض:حتى قدام الضيوف كمان.
حنين بسخرية :اخس عليك... بقى احنا ضيوف برضو يا موزه.
كتم ادهم ضحكاته بعدما كان يفكر في افكار صديقه الخاطئه التى اضاه فيها عمرا.
حمزه بضيق:ياخبر اسود ومنيل... هو وصلك انتى كمان.
حنين:ده مسمع فى المنطقة كلها.
حمزه لجورى بصراخ وعويل:منك لله... اشوف فيكى يوم يا جورى يابنت شهد.
شهد بتأنيب :ولد عيب مش قدام الضيوف.
حمزه باستنكار وسخريه:ماقالتلك احنا مش ضيوف.
نطرت له بذهول وقالت:والله ماهو ابنى... انا بريئه منه.
نظرت ليونس باتهام وقالت:الواد ده ابن يونس بس.
اتعست عينيه وسعل بطعامه وقال:ايه الى بتقوليه ده.
شهد:ايوه.. الواد ده مش ابنى.
حمزه :بتتبرى منى يا شهد.
كل هذا وسط ضحكات الجميع عليهم.
شهد :اه.. جورى وتاج بس هما اللي بناتى.. انت ابن يونس بس.
ماهى بمرح:لأ بقى ده هو مكس بينكوا واخد شخصية يونس بيه وقوتها.. وواخد منك شقاوتك وخفة دمك.
شهد باستنكار :تفتكرى؟!
اماءت لها ماهى بتأكيد فقال حمزه بعويل:بقا الناس الغرب عارفين قيمتى وانتى مش عارفة قيمة الجوهرة الثمينه الى معاكى يا شوشو.
يونس بحده:حمزه.. فى ايه.
حمزه وهو يعلم مقصد والده على تواجد عز حمحم قائلاً :اسفين يا رياسه.
يونس :رياسه دى فى الشغل.. انا هنا ابوك يا افندى.
حمزه بمرح:يا بابا رياسه دى زى يا بوص.. ياكبير.. يا فخامه.. كده يعني فتح معايا كده.
نظر له بزهول:فتح معايا كده! يونس بيه العامرى بيتقاله فتح معايا كده.
ومال على شهد قائلاً بخفوت من بين اسنانه:انا شوفت معاكى ومع عيالك الى عمري ماشوفته.. الاول انتى وبعدها عيالك.
ضحك الجميع بقوه وهو الذى يظنهم لم يسمعوا ما قاله.
ارتفع صوت جرس الباب وذهبت هنية لفتح الباب.
. وجدت رامز يقف وهو ممسك بباقة ورد كبيره ويبتسم باتساع كالابله.
استغربت منه بشده ولكنها رحبت به هو وزين وادخلتهم احد غرف الاستقبال الى حين انتهاء العشاء.
بعد مده انتهى العشاء وذهب الرجال الى غرفة الاستقبال للتحدث مع رامز وزين ظناً من عز وادهم انهم حضروا من اجل محضر الشرطة الناتج عن مشاجرة المول والتى كانت حنين جزء منها.
علمت شهد بوجود ضابطى الشرطة فذهبت لتعلم ما الأمر.
دلف الاربع رجال يونس وعز وادهم وحمزه بكل هيبه وشموخ من باب الغرفه. وجدوا رامز مازال ممسكا بباقة الورد يبتسم بلاهه وهو يرفع مقدمة شعره لأعلى ثم يهندم ياقة قميصه وزين ينظر لهم بحرج من ذلك الرامز.
نظر اه ادهم بشك يعلم تلك الهيئة جيدا.. رأها كثيرا فى الأفلام والمسلسلات العربيه.
دلفت شهد بعدهم وجلست قريبه من يونس الذى همس لها بغضب:دى قاعده رجاله.. اتفضلى يا شهد.
شهد:عايزه اعرف فى ايه.. وايه الى جايبهم فجأة كده.. لايكون حصل حاجة.
ناظرها بغضب اكبر وقال :اتفضلى انتى وانا هبقى احكيلك اكي... قاطع كلامه حديث رامز بحرج :اححمم.. انا طبعاً اسف على الزيارة المفاجئه دى.
يونس:هو حصل حاجة فى موضوع المح... قاطعه رامز وقال بحرج:لأ خالص يا باشا.. العيال دى اتشدت صح واتعمل معاهم الواجب وزيادة.
نظروا له جميعا باستنكار وتساؤل إذا فلما جئت هكذا سريعاً وفجأة.
ناظرهم بحرج وهو ينظر لزين كى يسانده فى الحديث كما اتفقا ولكنه لم يفعل فاضطر رامز ان يكمل هو :احممم.. انا كنت طالب القرب من حضرتك.
رفع ادهم حاجبه وشكوكه تؤكد الآن فاكمل رامز:انا يسعدني ويشرفنى اطلب ايد الانسه جورى.
يونس وادهم بغضب:نعععععععم.
نطروا لهم باستغراب فهم لا يفقهون شيئا.. فيونس وادهم هنا فقط ادرى اثنين بحب مالك لجورى وانه يعتبرها امرأته وخاصته.
قبض ادهم على رامز من تلابيبه ورفعه قليلا عن الأرض وقال:بتقول ايه يا عين امك.
رامز بحرج منه هيئته :ايه حضرتك.. ايه اللي بتعمله ده.. على فكره انا ظابط شرطة ومتضرب اد 10زيك..بس انا عامل حساب لوجود يونس بيه.
يونس بأمر :نزله يا ادهم.
ادهم :انزل مين.. ده جاى يخطب جورى.. وحضرتك عارف جورى ايه لمالك.. صاحبى... يعنى هى تعتبر بالنسبالى مرات صاحبى.
تدخلت شهد بحدة ولكنها كطفله:انتو جوزتوا بنتى وانتوا قاعدين.
ادهم :الامر بالنسبه لى منتهى.. هى لصاحبى ومن زمان.
شهد:سيب الجدع يا ادهم.. سيب عريس بنتى.
نظروا لها بزهول واستنكار فقال يونس :نزله يا ادهم.. الراجل ضيفى وفي بيتى.. نزله.
انزله ادهم بغضب ثم ظفر بضيق.
تقدمت شهد ومعها كوب من الماء بابتسامة متسعه كأى ام يتقدم رجل لخطبة ابنتها.
ناولته كوب الماء قائله مبتسمه باتساع:ماعلش.. بيهزروا معاك.. هما هزارهم تقيل كده.
ثم قالت وهى تنظر لهيئته بعدما هندمها:احمم.. نورتنا.. عارف.. شايف السفره الى برا دى.
قالتها وهى تشير الى الطاوله التى عليها بواقى الطعام والخدم يرفعوها:شايف كل الأصناف دى.. جورى الى عملاها.
يونس بتحذير:شههههد.
اشارت له بأن انتظر ثوانى.
وأكملت لرامز متسائلة :ااا.. امال فين باباك ومامتك.
رامز :توفوا الاتنين من زمان.
شهد بتأثر :ياحرام. وكمان يتيم.
رامز مصطنع التأثر كى بنجح فى موافقتها:اه.
حمزه :هو مين الى يتيم... الشحط ده.
رامز :انا مش هرد عليك.. انا زى اخويا الصغير.
نظر له زين الذى التزم الصمت من البداية ولم يعلق.
حمزه:ايه زين بيه.. ماتقولنا رائيك.
علم زين مغزى ومقصد حمزه من حديثه فقال بحرج:اا.. هقول ايه.. ده طلب.. يا توافقوا يا ترفضه.
يونس ناهضا:على العموم سيبنا فتره ونرد عليك.
ادهم بغضب:فتره ايه ونرد ايه... دى مرات اخويا.. انتو بتتكلموا فى ايه.
ونهض وتركهم بغضب وذهب لمهاتفة مالك فى حين اخذ حمزه زين للحديث معه.
هبطت تاج الدرج وهى جائعه جدا. ذهبت للمطبخ وطلبت طبقها المفضل.. مكرونة اسباجتى مع الكثيييير من صوص الطماطم.. ذهبت الى الارجوحه لتاكله بتلذذ واستمتاع.
وقف ادهم فى الحديقه يحادث مالك ويخبره بما حدث.
مالك :والبغل ده شافها فين.
زين:هو ايه اللي شافها فين.. مش حصل خناقه كبيرة فى المول بسببها هى واختك واختى والشرطة راحت المكان.. ماهو ده الظابط الى كان بيحقق في الموضوع.
مالك بغضب:خناقه.. خناقه ايه.. وازاى حمزه مايقوليش على حاجه زى كده... طب اقفل اقفل اما اكلم الحيوان ده.
أغلق الهاتف سريعاً فاستدار ادهم على صوت والدته تنادي حنين التى كانت تجلس على الارجوحه مع احدى الفتيات.
ذهبت اخته ولم تراه.. والافضل انها لم تراه.. فحالته كانت صعبه للغايه.. لاول مرة.. لاول مره قلبه ينبض بعنف.. عيونه ستخرج من محاجرها وهو غير مصدق لوجود جمال كهذا. إنها هى.. هى تلك الفتاة صاحبة الدراجة..جنيته التى اغوته فى اقل من دقيقه.
قاده عقله حتى قبل قلبه وقدماه... معها يتحول العقل الى قلب أيضاً وهذا خطر.
تقدم منها بسرعه غير مصدق خوفا من ان تختفي من جديد.
وقف قبال الارجوحه وقال:لاقيتك تانى.
صرخت بفزع:المارد الاصفر... المارد الاصفر... سلاما قولاً من رب رحيم.. سلاماً قولاً من رب رحيم.
ادهم بزهول وغضب لخوفها منه:اهدى فى ايه.
تاج:ده جايلى انا بقا.... يا بابا.. ياحمزززه.
كل هذا وهو مغتاظ جدا من خوفها منه.
ثوانى وكانت الطامة الكبري.. هو للان لم يسأل نفسه من هى وماذا تفعل هنا فى منزل العامرى وتأكل بكل تلك الاريحيه وكأنه بيت والدها... انه فعلاً بيت والدها.
هرولة يونس لها واحتضانها سريعاً وهو يهتف باسمها :تاج... مالك ياحبيبة بابا.
انبهاره واعجابه بها لم يجعله يسأل من هى.. ذهب اليها فقط.. ياللهى... إنها تاج.. اخت مالك.. صديق عمره.
لحظه.... يالحظك العاثر ادهم... مالك...مالك اكثر الناس علماً بنزواتك ونساءك وسمعتك السيئه... تاج تلك الصغيره.. ياللهى.. لقد كام يمزح منذ قليل ويستهتر من رفض مالك رؤيته لاخته.. وقد نعتها بالصغيره.
مشاكل كثيرة في مقابلتك ادهم.
_____________
على الجانب الآخر كان حمزه يقف مع زين يتحدث بغضب:يعني انت عارف بكل بلاويه.. وأنه كل ليله مع واحدة وجاى معاه وواخدله معاد عشان يخطب اختى... اختى انا يازين.
زين :حمزه... ده مجرد طلب.. وهو فضل يتحايل عليا لحد مااضطريت اوافق.. وانا عارف إنك عارف عنه كل حاجه وهتقول لابوك.. وانا كمان كنت ناوى انوره عشان ابقى باريت ذمتى.
وجد احد ينادي على فتاه باسم حنين
التفت فوجدها تلك الشقراء.
زين لحمزه:يالا اتكل انت على الله عشان فى حوار.
حمزه وهو ينظر لما ينظر اليه:حنين؟!!
زين:اسمها حنين؟ انت تعرفها؟
حمزه :دى حنين عز الفيومى.. اخت ادهم وصاحبة جورى وتاج.
زين مبتسما:انا كنت متأكد انى عارفها... ازاى نسيتها.... اتكل على الله بقااا.
حمزه بسماجه:مش ماشى.
لم ينهى كلمته حتى تصاعد رنين هاتفه فجحظت عيناه بخوف وقال:مالك... اكيد عرف الى انا مخبيه... يالهوووى.
ذهب يجيب على الهاتف فى حين لم يبالى له زين واتجه ناحية تلك الشقراء التى تحدثت معها والدتها ثم غادرت..التفتت لتعود الى تاج وجدته امامها.
حنين باستغراب :زين؟!
زين بفرحه:انتى فكرانى... حنين.. انا زين.. زين فاضل.
حنين:ايوه فكراك.. توام زينه.
زين:انتى لسه فكرانا من ايام المدرسه.
ضحكت بسخريه:انا واختك بيست فرند يا زين باشا.
زين:بجد.. انا ماكنتش اعرف.
حنين بمغزى:ماعلش مشغوليات بقى.
زين مبتسماً :انا مبسوط جدا انى شوفتك.. فكرتينى بأيام حلوه اوى.. ياريت لو نتقابل تانى هكو.... قاطعته بصرامه اتسعت لها عينه :ماظنش هينفع... عن اذنك.
ذهبت وهى تكبت داخلها حب طفولتها.. لا تعلم أن الآخر يحاول كبته الان أيضا.. فهى حب طفولته الذى انشغل عنه فى كليته الشاقة وهى انقطعت اخبارها أيضاً وهو أصبحت الفتيات من يسيعين للتقرب منه فلم يعترض واحب الامر كثيراً. لم يكن يعلم أنها القريبة البعيده.. تعلم اخباره من اخته وكم اصبح عابثا.. فقررت دفن تلك الصفحه.. وه. اول ما رأها تجدد فى قلبه كل شئ من جديد
_____________
فى لندن يقف بغضب وهو يزرع المكان ذهابا وإياباً يحدث حمزه:يعني ايه تتعرض لتحرش وماتقوليش... يعنى ابوك منعك.. وهو مش عايزنى اعرف ليه... مش عارف عرف منين يا اذكى اخواتك... يونس العامرى ده بير غويط.. ماشى ماشى... ومين ابن ال***إلى جاي يتقدملها ده.... هو ايه اللي ايه اللي مزعلنى... اقفل يا حمزه.. وحسابى معاك لما اشوفك.... لااااا ماتطمنش اوى كده.. هتشوفنى قريب اوى.... سلام.. وعينك عليها فاهم.
اغلق فى وجهه بغضب ثم قام بماهفة مديرة مكتبه لتججز له اول طائره.
____________
فى فجر يوم جديد تهبط الطائره القادمه من لندن.
خرج من المطار واستقل اول سيارة اجرة توقفت له.
كان ادهم يقف فى شرفته كما كان يقف عز لمراقبة ملك وكان الزمن يعيد نفسه.
ادهم:مش هتخرج اكيد دلوقتي.. يعنى مش هتركب عجل زى ما شوفتها اول يوم... يادى الخيبه.. يوم تقع تقع فى اخت مالك.. ده عارف كل بلاويك... انا لازم ابدا احسن صورتى قدامه.
ثوانى واتسعت عينيه وقال بزهول :ياستنك السوده يا ادهم... تاج لحستلك مخك لدرجه انى بتخيل ان مالك قدام بينهم دلوقتي... لاااا.. انا هقفل البلكونه دى ومش هحاول اشوفها تانى الى هتجننى دى.
وبالفعل أغلق الشرفه بعزم وإصرار وتوجه لفراشه فى محاولة بائسه لعدم التفكير فيها ولكنها لعنته منذ ان رأها.
______________
زهول واسغراب مسيطر على الجميع عدا يونس الذى يبتسم بخبث.. كان وبكل ثقة في انتظار قدومه بهذه السرعة.. لقد زهل حقا.. وانا كذلك.
سأل عن الجميع فاخبره أن جورى وتاج بغرفتهم مازالو نائمون.
صعد هو الاخر رغم اشتياقه ولكنه سنتطرها حتى تستفيق.
بعد عدة ساعات استقظت جورى على ضجه كبيرة من اختها تاج وهى تقفز فرحا:جورى جورى.. اصحى يا جورى.
جورى بفزع:ايه فى ايه.
تاج بفرحه:مالك رجع من شويه.
جورى بزهول:معقول.
تاج :اه وسلمت عليه... احلو اووى.
جورى :طيب هغير وانزل.
بعد دقائق خرجت من غرفتها فوجدت الغرفه المقابله لها والتى اغلقت منذ زمن تفتح. وخرج ذلك الوسيم الذى وقف مبهوتا أمام ما يرى.. جمال لا يوصف.. لم يتخيل إنها اصبحت هكذا.
ابتسمت له بترحاب ومدت يدها مبتسمة. لم يبالى انما بمتهى البطئ وبخطوات مدروسه اقترب منها واحتضنها بهدووووء وهو يبتسم اخيرا براحه.
جحظت عينيها باستغراب منه ولكن ظنت انه يعتبرها كشقيقته. بالتاكيد. كاتاج.
مالك:عامله ايه.
جورى:الحمد لله... انت عامل ايه؟
ابتلع ريقه وهو يشبع نظره منها وقال:بقيت كويس.
كلمات تافهه وقليله استنكرها جدا وهو يبتسم داخليا بسخريه.
مرر عينيه على ملابسها وقال :ايه لبسك ده.
جورى باستغراب :ايه.
مالك بسخريه :بنطلون وتشيرت مع حجاب.. مش راكبه على بعض.
جورى:ما التي شرت طويل وواسع جدا.
مالك :والله.. ورايحه فين كده؟
جورى:خارجه مع صحابى في الجامعه.
مالك بصرامه :ادخلى فوراً. غيرى ده والبسى حاجة تناسب حجابك وبعدها نتكلم.
نظرت له برفض قاطع وقالت :لأ طبعا انا مابحبش حد يعلق على لبسى.
مالك بقوه:بس انا مالك ولا مش فاكره.. انا رجعت خلاص وكل حاجه هترجع زى ما كانت ياجورى.
قالها بقوه وإصرار فى حين هى تناظره بجهل واستنكار.
*********
يجلس على مائدة الطعام يهز قدميه بغضب وهو بالطبع يداريهم خلف الطاوله. لن يهتز ابدا. ها.. بما تهزى مالك.. والدك يعل بكل ماتشعر به.
وفعلاً كان يونس يقم بقضم العيش مع الجبن الابيض وهو ينظر لابنه بشماته كبيره جدا. والاخر يناظر تلك الجالسه أمامه يبدو قد تغيرت كثيراً وأصبحت صلبة الرأس.. لم توافق ابدا ابدا على أوامره طالما أن ماترتديه باكمام وطويل يغطى مفاتنا الى ماقبل الركبه بقليل وهو واسع جدا فهذا هو تصميمه وفقا لموضة هذه الايام وتحته بنطال من الجينز مع لفة حجاب تخفى كل شعرها.. اذا فلما تلك الأوامر.
امممم حسنا يبدو أن أحدهم يحتاج الى إعادة تاديب.
اما باقى الأفراد فكل منشغل بأشياء اخرى. حمزه مع تلك اللينا التى تحتاج الى الترويض. اصبح متيقن انه يكن لها شيئاً غير الاعجاب بالشكل فقط. لكنه لن يتسرع ابدا لا يريد أن يجنى على نفسه وعليها فربما ما يعيشه هو فقط مراهقه. لطالما كان حمزه الفتى المتعقل المجنون فى نفس الوقت. بالطبع فهو ابن يونس العاقل الحازم وشهد المرحه الشقيه المجنونه.
وعلى الناحية المقابلة تجلس شهد تتحدث بخفوت مع تاج :ايه عملتيه امبارح ده.. حرجتى والولد جدا.
تاج بخفوت :ولد.. بقا ده يتقاله ولد.. ومش شايفاه اتحرج ولا حاجة.
شهد:تاج.. من امتى بقيتى قلية الذوق والاحساس كده.
تاج:ماهو والله الى أوفر.. كل دى عضلات ماشى بيها.. ومالقاش غيرى انا... ده أنا اقل كائن فيكوا.
شهد :ماشى انا عارفه كل ده بس ده مايمنعش ان رد فعل كان عنيف واوفر شويه.. مهما كان حجمه هو فى الأول والاخر بنى ادم زينا.
لفت نظر يونس حديثهم الجانبى فقال بتوجس:ايه.. انا بقلق منكوا انتو الاتنين.. بتتفقوا على مين فينا.
تاج بتذمر:اشمعنى انا الى دايماً ظانن فيا السوق كده... ما جورى وحمزة اهم.
جورى بزهول:هى جورى كانت عملت حاجة مانا فى حالى من الصبح اهو.
اصطك مالك على أسنانه وهو يتمتم:فى حالك اوى يا ختى.
يونس لتاج وشهد :جورى شعنونه شويه اه بس مش بتتفق ولا بتعمل خطط ومؤامرات زيكوا ولا انتو فاكرنى ناسى الى كنتوا بتعملوه فيا... اعترفوا لوحدكوا كنتو بتتفقوا على مين وهتعملوا فيه ايه؟
شهد :مظلومه والله ده انا كنت بعاتبها على الى عملته مع ادهم.
ورغما عنهم ابتسم الجميع حتى مالك وقال:هههههه... ده أنا هفضل اعايره شهر قدام على الموقف ده.
يونس:هههههه حاجة تضحك وتزعل.. انتى حرجتى الراجل اوى.
تاج :يا بابا والله ماكنت اقصد... والله والله ياعالم اتخضيت.
حمزه:هو فعلا أوفر اوى.. ايه ده؟بس الصراحة.. شكلك راجل وصاحب صاحبه وجدع
مالك :انتى عارفه يا تاج الى عملتى معاه كده ده واتخضيتى منه كام بنت فى لندن وأمريكا نفسها تقف معاه 3 دقايق بس.
تاج:مش عايزه اعرف ولا أشوفه تانى والنبى حد فيكو يعتذرلوا بالنيابة عنى.. قولولو عيل وغلط.
شهد:بس انتى الى غلطتى فيه.. وهما جرانا يعني البيت لازق فى البيت.. انتى الى لازم تتحملى نتيجة غلطك.
جورى :يا ماما خلاص لو هى مش عايزه تشوفه تانى بلاش نجبرها... صحيح الموقف كان بايخ وحصل مرتين مش مره بس هو عارف إنها ماكنتش تقصد يعني.. انا لما اشوف حنين هخليها تفهمه وحضرتك تفهمى طنط ماهى وخلاص.
شهد:جورى بطلى تحاميلها فى كل حاجة حتى الغلط.. هى لازم تبدأ تواجه أخطاءها.. هى الى احرجته يبقى تروحله بيته وتعتذر خصوصا ان البيت لازق فى البيت.
مالك باعتراض :تروح عند مين... عايزه تودى اختى عند ادهم؟!ادهم الفيومى... ده مستحيل ابدا.
يونس باستغراب :فى ايه يابنى.. ده حتى صاحبك.
مالك :صاحبى واخويا وبحبه بس اختى خط أحمر.
يونس بسخريه خفيفة :مش للدرجة دى انا زيك بخاف واغير عليها واكتر بس دى طفله بالنسبة له واخت صاحبه.. انت اتجننت يا مالك تفكيرك راح لبعيد اوى.
اغمض عينيه وتنهد فوالده محق الى حد كبير.
فتحهم من جديد وهو يناظر حبيبته وقاتلته. وجدها تتحدث ومندمجه مع الجميع عداه هو فقط.
هز رأسه بخفه يوبخ حاله. ماذا فعلت مالك؟ ماذا فعلت. اعتقدت ان البعد ربما يقرب. ربما يشعل مابينهم ولكن للأسف حدث العكس تماما.
تنهد بأسى وتحرك تاركاً الطعام.
شهد:رايح فين يا مالك.. تعالي كمل فطارك.
مالك :شبعت الحمد لله.
نظرت ليونس كى يذهب خلفه ويرى مابه. بعد كل تلك السنوات عاد بنفس نظرة الحزن التى تحملها عيناه. لاذنب لها فيما حدث ولكن تحمل نفسها جزء من الذنب.
فهم يونس نطرة شهده بالطبع ولكنه لن يتحدث معه هنا. يعلم أن كبت سنوات سيفتح عليه باب اغلق منذ زمن فلن يتحدث أثناء وجود حبيبته جورى. لن يضع ابنه فى هذا الموقف من الضعف أمام امرأته ابدا.
وجه نظره لتاج قائلاً :خلاص يا روح بابا.. تروحى مع ماما وتعتذرى للراجل.. اوكى؟
تاج :انت تؤمرنى يا يافخم.
اتسعت اعين يونس ونظر لحمزه الذى سعل بطعامه ونظر الجهه الأخرى يحاول تخبئة وجهه وهو يرى نظرات الجميع موجهه اليه بالاتهام.
يونس :انت عديت البت كمان.
حمزه بتذمر وعويل:ايه عديت البت ده هو انا دور برض ولا فيرس كبد وبائى.. فى ايه يا شقيق انت بتعاملنى كده ليه.
يونس:شقيق.. بقا تاج الرقيقة الملونه تقول يا فخم.
حمزه:ماهى عشان ملونه لازم تبان ناشفه وعضمه جامده عشان ماتبقاش مطمع.. الحق عليا يعني.. ده بدل ماتشكرونى على مجهوداتى.ثم نهض وهو يتحدث سريعاً :هى دى شكرآ يا حمزه يابنى.. مش مقدرين قيمة الشمعة إلى بتحترق كل يوم عشانكوا... بعلمها عشان تجمد تقوم تقولى كده.. والله حرام.
قال اخر كلمه وهو يغلق باب الفيلا الخارجى وهو يتنهد براحه:الحمدلله.. نفدت منيهم.
ثم صعد سيارته واتجه الى وجهه معينه.
فى الداخل كان يونس ينظر لاثره بزهول وشهد بحزن وفم مقوس كالأطفال قائله:والله حرام ظلمنا الواد.. طلع بيعملها عشان تنشف.
يونس بصراخ :هى دخلت عليكى انتى كمان... ده بياخذنا بالصوت كان بياخدنى فى دوكه... هستنى ايه يعني من ابن شهد.
شهد :هاتها بقا فى شهد.
يونس بجنون:هو حد جنن يونس العامرى غير شهد وعيالها.
تاج :والله ظالمنا.
يونس :هو انا مش قولت قبل كده تتحجبى زى اختك.. الكلام مش بيتسمع ليه... انا مش عايز أضغط عليكى وبقول سيبها تلبسه بمزاجها وعن اقتناع بس انتى طولتى اوى على فكره.
جورى متدخله:تاج عمو عنده حق.. انتى مابقتيش صغيره وماشاء الله تبارك الله جميله وشعرك لوحده بلونه فتنه لازم تتحجبى وحاولى تحبى الموضوع.
شهد:انا اصلاً كل مره بتيجى خارجه ببقى حاطة ايدى على قلبى.
تاج:حاضر والله انا فعلاً هعمل كده قريب.
يونس :هو ياريت انتو الاتنين تتنقبوا زى ماما يبقى افضل.
شهد برفض قاطع :لأ.
يونس:ايه ده فى ايه... مالك طلعتى مره واحده كده ليه.. وماله النقاب مانتى منقبه اهو.
شهد:مش عايزه بناتى يعملوا حاجة اتفرضت عليهم زيى.. لو حابين يبقى ياريت لكن لو مش حابين يبقى لا.. انا لابسه النقاب من وانا فى ثانوى.. اهلى كانوا ناس بسيطه ومش بتوع مشاكل.. لقوا ان الحل الأسهل انى اتنقب.. مش هلومهم يمكن كان عندهم حق او معذورين... لكن انا كان فى حاجات كتير نفسى البسها واعملها النقاب مانعنى عنها.
يونس :كل ده فى قلبك يا شهد.
شهد:كنت هقول ايه.. انا حبيته ورضيت بيه بس مش هنكر انى مالبستوش عن اقتناع.
يونس وهو يكمل احتساء قهوته قال بسماجه وتملك فى نفس الوقت :وماتفكريش انى ممكن اخليكى تقلعيه.
شهد :مش عايزه اصلا... انا اخدت عليه وحبيته وبقيت مرتاحه فيه خلاص.. لكن لو جورى وتاج مش حابين كده يبقى خلاص وهما ماشاءالله انت معاهم ربنا يخليك ليهم وليا وكمان فى اخواتهم مالك وحمزة.
يونس بحب وهو ينظر للفتاتين:طبعا دول في عنيا.
شهد لتاج :طب يالا بقا عشان نروح بيت ادهم.
تاج :اووف.. حاضر جايه.. ربنا اوستور.
ذهبت شهد وتاج وبقى يونس مع جورى بمفردهم. همت جورى بالقيام للخروج فقال يونس:جورى.. استنى عايزك.
جورى:فى حاجة حصلت يا عمو.
يونس بصعوبه:احمم.. انتى جايلك عريس.
جورى بتفاجئ :عريس.. ليا انا؟
يونس :امال ليا أنا.
جورى:لأ مش قصدى بس قبل كده كنت حضرتك بترفض من الاول وبتقول انى لسه صغيره.. اول مره تيجى تاخد رائى.
تنهد بضيق من نفسه فهو كان يرفض دائما بكل انانيه ليحتفظ بها لابنه ولكنه والله لن يفعلها ثانيه. نعم بكل دقه بقلبه يريدها لابنه يعلم أن جورى هى الشئ الوحيد الذي سيسعد ابنه. ستكون هى حلو حياة ابنه كما كانت امها له ولكن ان لم تكن تريده فلن يكمل فى انانيته أبدا.
تحدث بعد مده وقال مضيقا عينيه:جورى.... هو انتى فعلاً مش فاكره اى حاجة من ايام ما كان مالك عايش معانا قبل مايسافر.
جورى :لأ طبعا فاكره حاجات طشاش كده .. كان بيلعب معايا كتير وكنت معظم الوقت معاه.. فى حاجات فكراها وحاجات لا يعني صور كده بتيجى فى عقلى.
اندهش يونس كثيراً وقال:امال ليه قولتى قدام ادهم إنك مش فاكره انه كان بيلعب معاكوا.
جورى:هو انا فعلاً مش فاكره غير شوية حاجات بسيطه خالص بس بصراحه كده ياعمو انا قولت كده قصد.
يونس باعين متسعه :قصد.. ليه.
جورى :مش عارفة بس بصراحة انا واخده بالى ان مالك عنده مشكلة معايا... انا كنت شاكه بس وطول السنين الى فاتت دى كلها كنت فاكره انه مش بيشوف اى حد فينا. لكن عرفت من يومين انه تقريبا كل ساعتين بيكلم تاج وحمزه وكمان حمزه بيسافرله... يبقى مشكلته معايا انا.. بصراحة ده خلانى اقول واعمل كده.. لكن ده مايمنعش انى فعلاً مش فاكره غير حاجات قليله اوى.
تنهد يونس بثقل. اااه لو تعلم تلك الفتاه كيف يعشقها ابنه.. لن تكرر ماقالته هذا ابدا.
يونس:جورى.. مالك ماعندوش اى مشكلة معاكى.. هو كان لازم يسافر يكمل تعليمه ويمسك الشغل هناك زى ادهم ابن عز واهو ادهم كمان ماكنش بييجى مصر طول الفترة الى فاتت دى.
جورى بحزن:هو مين العريس الى متقدملى ده ياعمو.. وشغال ايه كل حاجه عنه.
يونس يتوجس:ليه.
جورى:عشان احتمال كبير اوافق عليه.
يونس :ياسلام واشمعنى دلوقتي.
جورى:انا حاسه اني سبب في مشكلة.. مش عارفه ايه المشكلة بالظبط بس حاسه ان فى حاجة مش صح... يمكن لو اتجوزت وسبت البيت مالك يرجع يعيش هنا بشكل طبيعي.
يونس بغضب :انتى ايه الى بتقوليه ده... انتى لحمى ودمى.. بنت اخويا.. انا الى ربيتك على أيدي... وانتى من زمان عارفة ان البيت ده بيت والدتك ومكتوب باسمها.. اخر مره اسمع منك الكلام ده فاهمه.
جورى:حاضر.
ثم اكملت بهدوء :بس ده مايمنعش انى اشوف لو العريس ده كويس ومناسب ليا.. يمكن يكون في نصيب.
يونس:خلاص يومين بس هسال عليه واقولك كل حاجه وانتى قررى وانا معاكى في اى حاجة.
جورى وهى تقف:ربنا يخليك ليا يا رب.
يونس:انتى خارجه؟
جورى:اه هقابل زينه.
يونس:هى عامله ايه.. انا وصيت عليها فى البنك عشان خاطرك.
جورى:احمم.. هو ممكن واسطه اخيره ياعمو ان شالله يخليك.
رفع يونس حاجبه وقال:مش مرتاحلك يابنت شهد.
قالها وهو يتذكر ويشبهها بشقاوه والدتها وحبيبته
جورى ببراءة مصطنعة :والله ابدا.. انا بس طالبه من حضرتك تخلى تدريبها مع كريم.
يونس:جورى... انا مش حابب اضغط على كريم او اسببله اى ازعاج.. ده بنى ادم محترم ومكافح.. رغم انه عارف انى ليا اسهم ومصالح فى البنك ده لكن هو قدم على الوظيفة زيه زى اى حد وعمل مقابلات واختبارات وبنجاحه اترقى بسرعه.
جورى:عارفه والله ياعمو.. بس اسمعنى بس.
يونس :والله ما مرتاحلك.. قولى قولى.
جورى:هو كده كده بيضرب واحدة تانيه يعني مشترك فى التدريب وده من صميم شغله.. كل الى احنا هنعمله اننا هنعمل تبديل بس كده.
تنهد بقوه وقال:ماشى ياجورى بس برضه مش مرتاح.
جورى :تسلملى يا احلى عمو فى الدنيا دى كلها.. فى عم حلو كده يا ناس.. ياخراشى.
ثم ركضت للخارج سريعاً وهى تقفز بمرح وهناك اعين تتبعها بشغف وحب.
اما بالداخل ابتسم يونس وهو يهز رأسه بياس:والله ما مرتاح.. قال وتقولى يمكن يحصل نصيب.. قصدها يحصل مصايب.
نظر للحديقه وهو يعلم اين يجلس ابنه وقرر الذهاب للحديث معه حديث تأجل لسنوات طوال ولكن حان وقت حسم الأمر.
_______________
فى فيلا الفيومى
جلست شهد مع صديقتها ماهى تتجاذبان اطراف الحديث فقالت شهد:بصراحة يا ماهى.. انا جايبه تاج عشان تعتذر لادهم على الموقف البايخ الى حصل.. بس هى والله ماكنتش تقصد.. مش كده ياتاجى؟
تاج:اه والله ياطنط.. انا بس اتخضيت من شكله على الصبح كده وماكنتش لحقت افوق من الصدمه وشوفته تانى باليل في الجنينه فى حته ضلمه.
ماهى بتعاطف:حبيبتي.. ده تلاقيكى اتخضبتى جامد.. ده حقه هو الى يعتذرلك.
تاج:اه والله ياطنط.. تصدقى انتى حبيبتى.. خمسه مواه. وقذفت لها قبله فى الهواء
ماهى وهى تقذف لها قبله هى الاخرى:همسه هاو انيو.
تاج:ايواااا بقا ويالا بقا.
شهد :بببسسسس.
صمت الاخرتان فقالت شهد:ايه فى ايه.. انتو الاتنين اعيل من بعض.
ماهى:هى الى بتجرجرنى والله.. ببقى عاقله في نفسى كده اشوف تاج بنتك دى بالذات ماعرفش فى ايه بيحصل.
تاج:يامهميهو ياحبيبتشى احنا فى بينا كميا غريبه جدا.
قذفت لها ماهى قبله اخرى فى الهواء ثم نظرت لشهد بخوف واعادت الكره وشهد تهز رأسها بيأس.
_________________
:عااااااااااا.. الواد الى حيلتى بيتشقط منى يامااااااااا.
صرخت بها زينه بعويل لجورى التى تنظر حولها بحرج وقالت :يخربيتك فضحتينا.
زينه بعويل:اه ياحوستك السودا يا زينه.. الواد بيتشقط.. بقولك البت لازقاله على طول.
تنهدت جورى وقالت :هى البنت دى حلوه؟
زينه:اه ياختى.. تحل من على حبل المشنقه.. اكيد مش هيبصلى انا بسمارى ده.
جورى :انتى هبله يابت... ده السمار نص الجمال ومش كل البيض حلوين.. وانتى ماشاءالله الله اكبر قمر.. خلى عندك بس ثقه في نفسه هتعجبى كريم واللى جابوا كريم.
زينه بحزن:ماتحاوليش تجبرى بخاطرى يا جورى رحم الله امرء عرف قدر نفسه وانا عارفه قدر نفسى.. واحد أشقر وعينه ملونه زى كريم ابن خالتك ده هيبصلى ليه.
جورى:لأنك جميله وجدا.. ومش بس شكل.. لما يعرف بس انتى اد ايه دمك خفيف وجدعه ومؤدبه وشاطره فى دراستك وشغلك لازم هيحبك.
زينه بتساؤل:تفتكرى؟
ثم اكملت بعويل:ااااه ياريتني كنت بيضا وبضب والله البياض عند الرجال يتحب.
جورى بزهق:يووووه برضه.. احنا لازملنا اجتماع.. انا هتصل على تاج وحنين.
ظلت تهاتف حنين وبالطبع الاخرى لا تجيب
جورى بتافف:اووف طبعها ولا هتشتريه.. هكلم تاج تروح تجيبها من سريرها كالعادة.
زينه زهى ترتشف العصير:ممرمطينها معانا اختك تاج دى والله.
ابتسمت جورى وهاتفت تاج التى كانت تتحدث بمرح واندماج شديد مع ماهى.
أجابت هى قائله :الو.. ايوه.. مانا هناك اصلاً... كالعادة مش بترد.. هجبهالكوا من قلب سريرها.. باى.
وبدون استئذان وكالعادة وقفت لتتجه للدرج المؤدى لغرف البيت فقالت شهد:تاج.. انتى رايحه فين؟
تاج باستغراب:ايه رايحه اصحى حنين عمالين يكلموها مش بترد.. ايه الجديد.
شهد:الجديد ان بقى فى راجل فى البيت ولا انتى ناسيه.
ماهى متدخله:راجل مين؟ اااه قصدك ادهم؟ يا شيخه انتى هتخافى على تاج منه دى نص عمره تقريباً.
شهد:عارفه ومش حكاية خوف اد ماهى دى الأصول.
ماهى ببساطة :اطلعى يا تاج اطلعى.فاكملت تاج الصعود وشهد تنادى عليها بغضب.
ماهى:يابنتى اهدى.. واصلا ادهم دلوقتي في سابع نومه.. انتى عارفه فرق التوقيت ملغبطله اليوم.
تنهدت شهد بيأس وصمتت.
اما بالأعلى
كانت تسير متجهة إلى غرفة حنين التى تعلمها عن ظهر قلب.
وفى اقل من لحظه كانت هناك يدين تجذبها بقوه للخلف حتى دخل لغرفته وأغلق الباب وهو يناظرها بشغف لم يسبق وشعر به.
حقاً ماهى هو بالفعل فى سابع نومه. هه.. هو لم يذق للنوم طعما منذ ان رأى جنيته.
فى البداية كانت مذعوره جدا ولكن حاولت السيطرة على حالها فهى هنا لإصلاح والاعتذار عما فعلته ورد فعلها الصادم جدا.
تحدثت بتلعثم بينما هو يمشط جسدها ووجهها بعينيه:اا.. بص.. هقولك.. انا اسفه.. بس انا اتخضيت جدا منك.
صمتت وانتظرت ان يقول حسنا لا بأس ولكن لم يحدث وبقى يحدق بها بشغف.
تاج:مش بترد ليه.
ادهم:ماتخلنيش اشوفك تانى.
رده صدمها جدا فقالت :ليه انت لسه زعلان؟
ادهم :لأ بس عشان انا ببقى عايز اشوفك.
تاج:يعنى ازاى.. هو منين بيودى على فين؟ يعني تقولى ماتخلنيش اشوفك عشان انت عايز تشوفنى.. مش فاهمة حاجة.
ادهم :ومش هتفهمى.
تاج :يعني انت لسه زعلان.. انا والله ماقصد.. أنت بس ظهرت مره واحده وبصراحة بردو ماهو مافيش كده.. الامينو حلو.. بس كتر الضرب وحش.
ادهم :امينو؟
تاج :اه.. كلها ضاربه امينو وعارفه بعضيها.
رفرف ادهم بعينيه وقال:انتى عندك كام سنة.
تاج بابتسامة متسعه:17 في عين العدو.. خمسه عليا خمسه.
لاول مره يبتسم بحب وقلب ينبض بقوه هكذا. اغمض عينيه بحزن ويأس:ياريتك كنتى اكبر من كده شويه.. وياريتك ماكنتيش اخت مالك.
تاج :الله الله انت هتلبخ ولا ايه.. انا الى غلط بتدخل ابيه مالك في النص ليه.
ابتسم بحزن قائلاً :ابيه مالك.
ضحك داخليا بسخريه وهو يذكر نفسه انه من نفس عمر مالك الذى تلقبه ب ابيه.
فتح لها الباب من خلفها وقال :روحى لحنين روحى احسن وماتخلنيش اشوفك تانى.
تاج بغضب منه:انا اعتذرتلك وعملت إلى عليا.
فى نفس اللحظة خرجت حنين من غرفتها المقابله لغرفة اخيها فوجدتهم يقفون يتحدثون.
حنين باستغراب :ايه الى موقفكوا كده.
تاج:انتى فين.
حنين:ههههههه هما باعتينك تصحينى.
تاج:ماهو تقريبا مكتوب على وشى صحى حنين صحى حنين.
ابتسم ادهم بحب على شقاوتها وروحها التى خطفته ولكنه يكبت احساسه هذا باقصى قوة لديه.
حنين:طب تعالى نشوف حكاية سى كريم.
وعلى سيرة هذا الفتى الذى تقع له اجمل امرأة ولطالما كام عقده صديقه نشطتت ذرات الغيره فى جسده وقلبه لأول مرة في حياته وقال:كريم ايه اللي رايحين تشوفوه.
عضة حنين طرف لسانها كعقاب على ذلته وقالت :كريم! كريم حد قال كريم؟
تاج مكمله:لا انت بتجيب الكلام جه منين؟ الف بعد الشر عليك.. هو تغيير الجو بيعمل حساسية.. انت تاكلك فرخه كده بالشوربه بتاعتها وهتبقى فله..ثم إدارة حنين باتجاه النزول للدرج وقالت وهى تسير:وانا هوصى ماهى انتيمتى عليك.
ابتسم بحب وهو يرواده شعور غريب بين الحب والحنان يمتزجان لها فقط يريد ان يربيها على يده.
أطلت من خلف حائط السلم بشقاوه وقالت:علىَ فكرة اسمى تاج.
ثم غادرت بخفه من جديد وهو يبتسم ويردد :تاج ادهم الفيومى.
وكأنه قرر وعزم الأمر. ولكن القرار ليس بيده.. قدره ولعنته هى تلك الفتاة. لو بيده الأمر لاعتبرها ابنته ولكن لا مفر ادهم لامفر.
_____________
فى حديقة فيلا العامرى
تقدم بخطوات هادءه من ابنه الذى يجلس على احد المقاعد بهدوء.
جلس لجوراه فنظر له مالك ثم عاد للنظر امامه كما كان.
مدة من الصمت حلت عليهم الى ان تحدث يونس:ده الى كنت خايف منه.
نظر له مالك ولم يتحدث فقال:ضيعت احلى سنين عمرك الى فاتت والى جايه على مافيش.
مالك وه ينظر امامه محاولا التحدث ببرود اكتسبه من رجال لندن :مافرقتش كتير.. امى سابتنى.. ودلوقتي جورى.
يونس بغضب:انت اللي كنت مصمم تخسر كل حاجه.. امك سابتك احنا ذنبنا ايه.. انت ماكنتش صغير وماحدش حكالك هنقول بيكدب لا ده انت شوفت كل حاجه بنفسك.
مالك وهو يفقد بروده ويعود لطباع والده :ايوه شوفت.. وشوفتها وهى بتختار العربيه والفلوس عليا.. كل السنين اللي فاتت وانا بحاول اسامحها بس مش عارف.. حاولت تكلمتى وتقابلنى كتير بس ماكنتش بقدر اكمل معاها خمس دقايق... كل الى كنت بقدر اعمله انى اطمن عليها وعلى احوالها وصحتها بس مش عارف احس معاها احساس ابن وامه.
اغمض يونس عينيه بأسى وحزن على ما عاناه ابنه وقال:وجورى ذنبها ايه.. ليه سبتها...مش يمكن كانت هى تبقى سبب فرحك.
مالك بحب حزين:جورى هى الحاجه الحلوة الوحيدة اللي فى حياتى.
يونس:ولما هى كده تقوم تسيبها وتمشى.
مالك بأسى :كنت بتعلق بيها اكتر واكتر.. كل يوم لما بقف قدام المرايا بشوفك انت.. بشوف يونس العامرى وهى نسخه من امها.. لعنه بتصيب اى حد عينه تقع عليها.. خوفت.. خوفت.
يونس :ممكن تكون شهد لعنة بس اجمل لعنه حصلت لابوك يا مالك.. انا مش هنكر ولا أكابر قدامك انا من اول ما انت بدأت تكبر وانا معتبرك صاحبى مش ابنى.. حب شهد غير حياتى وحلاها.. لو هى لعنه وبنتها لعنه فيارب تصيبك لعنتهم.. لأنك ابنى وانا عايزك مبسوط.. طول السنين اللي فاتت وانا بربيها عشان هى بنت اخويا وبنت حبيبتى لكن كان في حاجة اهم.. إنها حبيبة ابنى.. الى غلط غلطة عمره لما سابها ومشى.
مالك:خوفت.. خوفت تخذلني هى كمان.. لما امى الى انا لحمها ودمها خذلتنى.. هى ممكن تعمل ايه.. خوفت افضل جنبها اضيع عمري عليها وهى ماتحبنيش.. والى شايفه منها مايقولش إنها ممكن تحبنى.
يونس:انت بتتكلم عن طفله عمرها تسع سنين واقل كمان.. حب ايه اللي عايزها تبينهولك ولا تعرفه حتى.
اغمض عينيه وتنهد بقوه فقال يونس ساخرا :وبعدين اديك سافرت وبعدت سنين.. مش شايفك بطلت تحبها بالعكس شايف حبك زاد.
لم يعلق مالك فاكمل هو :البنت شايفه انها سبب مشكلة ليك هنا.. وانك مش حاببها ومش راضى عن وجودها هنا... ولذلك هى قررت توافق على العريس عشان تمشى وتسيبلك البيت.. اشرب بقا يا كبير.
قالها بنفس طريقة حمزه وغادر والاخر يقف من مكانه بغضب مزمجرا برفض:ده على جثتتى.
هم للدخول خلف والده لكنه وجد ادهم يدلف للداخل وهو ينظر حوله كأنه يبحث عن احد.
بالطبع فهو يبحث عن تاجه جنيته المسحوره.
جلس ونيران الغيره تاكل كل منهم. وكل منهم يحاول مدارتها على الآخر فقال ادهم :احممم. امال فين الى اسمه كريم ده.. احم عايز اشوفه.
مالك باستغراب :ليه؟
ادهم بتلعثم :لاا بس ااا.. اصلى عايز اطمن لا جورى.. قاطعه مالك بنظره اخرسته فصمت ادهم.
مالك:مالك ياض فى ايه مش على بعضك ليه... هى ايميليا كلمتك.
ادهم :لاا ايميليا ايه وبتاع ايه.. ده أنا قطعت اى علاقه ليا بأى بنت اه.. وغيرت رقمى.. حتى فيس بوك وانستجرام.
رفع مالك حاجبه وقال :وده من ايه.. ناقص نقولى طالع عمره اول الشهر.
ادهم :ناويها والله يا اخ مالك.. توبة الى الله توبة نصوحه.. وناوى إن شاء الله اروح اغسل ذنوبى وبتمنى ان ساعتها تكون مراتى معايا.
مالك بزهول :مراتك... هو انت ممكن تتجوز.
ادهم :وماتجوزش ليه.
مالك:انت اللي كنت بتقول.
ادهم :شكلى هغير رائى وكل حياتى.
مالك:مالك يالا انا مش مرتاحلك.. وبعدين تعالى هنا.. انت مش كنت مش طايق مصر وناوى تسافر تانى يوم.. ايه اللي حصل... هتسافر امتى.
ادهم :شكلى مش هسيب مصر ابدا.
مالك:وده من امتى؟
ادهم :اصلى حبيت مصر وجو مصر وبنات مصر.
مالك:اهلاااااا.. بنات مصر.. انت لحقت.. علقت كام واحده.. بقولك ايه.. بلاش عك هنا.
ادهم بمحاولة يائسة :يا اخى توبت الى الله وربنا.
مالك:صدقتك انا كده.
تنهد ادهم بيأس فيبدوا أن محاولته في تغيير فكره مالك عنه مستحيله فكيف سيصدق هذا التغيير وهو صديق عمره ويعلم بكل نزواته ونساءه.
الطريق اليكى طويل تاجى
تمتم بها ادهم بحب وهو يبتسم متذكرا شقاوة صغيرته.
والاخر ينظر امامه بشرود واصر
صباح يوم جديد
فى شرفه مطلة على حديقة فيلا العامرى. يجلس مالك وهو لم يبرح مكانه منذ الأمس... يجلس يعد العدة للهجوم على قلب امرأته وحبيبته.. يحدد أهدافه ومن اين سيبدأ وماهى اول الخطوات.. لن يكون هو مالك العامرى أن تركها لغيره.. الخطأ خطأه من البداية. لو كان بجانبها ولم يسافر كانت ستكون قصة حب بها العديد والعديد من ذكريات سنين طويلة فما أجمل من حب الطفوله.. يجعلك تعلم بكل خبايا واسرار حبيبتك.. تعلم ماتريد دون أن تتحدث. فقط تنظر الى عينيها تعلم ماذا هناك.. لكان لديكم اثنتيكم كما هائلاً من الاوقات الجميله تتذكروها وتقصوها لأبنائكم.. لكن ماذا فعلت مالك.. اضعت كل هذا من يدك بسبب الخوف.. لو كان الخوف رجلاً لقتلته.
وقف من مكانه بثقة وتحدى وهو ياخد كمية كبيرة من هواء الصباح فى رئتيه. ابتسم ثانية بثقه وهو يحدد او خطوه وهى التقرب اليها وإزالة اى حواجز بينهم.. بعدها سيغزو قلبها بضراوه. لن يرحم قلبها الا بعدما ينبض لاسمه هو فقط.
دلف لغرفته فتح احدة شنط سفره واخرج منها علبه تشبه الهدايا. وضعها بحب على الفراش واتجه المرحاض ينعم بحمام منعش يستعد لمعاد الإفطار المعروف لدى الجميع. فشهد تضع نظام جيد وصارم لهذا البيت.
______________
فى فيلا الفيومى
وضعت ماهى مع الخادمة اخر طبق من اطباق الافطار وهى تنظر حولها وقالت لعز:هو ادهم فين كل ده.
عز:مش عارف... استنى هروح اشوفه.
حنين :خليك انت يا بابى... هروح اناديه.
عز:لا استنى.. انا هشوف ماله كده.. فيه حاجة متغيره... من امتى وهو بيطول قاعده في مصر كده.
ماهى:ده بدل مانقول الحمدلله ويارب يفضل هنا ويبطل سفر ويتعب قلبى منةقلقلى عليه.
هز رأسه بيأس من هذه المرأة التي لن تكبر ولن تنضج ابدا وقال وهو يبتسم بحب:يا ماهى يا حبيبتي مش لازم نعرف ايه اللي غيره كده... لايكون حد علم على ابن الفيومى فى لندن ولا حاجة.
قال اخر كلماته هو يصعد الدرج وذهب لغرفة ابنه.
فى غرفة ادهم كان يقف أمام الشرفه المطلة على فيلا العامرى. يدقق النظر يتحقق ان كانت خرجت او ظهرت. لقد استحوذت على عقله وقلبه وانتهى الأمر وتعدى كل الحدود المسموح بها.
بالخارج يقف عز يدق الباب ولكن بالطبع ذلك المنشغل بالداخل لا يجيب
ودون تردد قتح الباب ووقف مزهولا وهو يرى نفس المشهد يتكرر بعد 18عاما..كان يقف مثله هكذا يطل على ذلك البيت وبنفس الطريقة يريد ان يرى تلك الحمراء حينما ظن حالة يحبها. والان يجد ابنه الكبير المعروف بكثرة علاقاته. يقف بكل هذا الشغف يتلصص على جيرانه.
تنهد بزهول وهو يقترب منه حتى وقف خلفه وقال :واقف كده ليه يا ادهم.
اتسعت عينيه بحرج ثم اغمضهم وهو يسب ويلعن من بين أسنانه على هذا الموقف المحرج جدا له.. لطالما كان هو ادهم الفيومى.. من تركض خلفه الفتيات ولم يهتز او يهتم هو لأحد... لم يظهر شغفه ناحية احد.
حاول السيطرة على لهفته التى كانت باديه على وجهه وحمحم بجديه مستديرا لوالده وقال:احمم.. فى حاجة يا عز.
عز بحاجب مرفوع:عز... واقف كده ليه.
ادهم :لا إله إلا الله... يعنى لما أوفر على نفسي الخناق والمناهده معاك عشان بتتقمص من كلمة بابا ابقى غلط.
عز:واقف كده ليه يابن ماهى.ثوانى واتسعت عينيه وقال:جووورى؟
ادهم باستغراب :جورى.. جورى ايه.
عز :انت معجب بجورى؟
ادهم باستكمار وزهول:جورى! لأ طبعا... جورى حبيبة مالك من زمان.
عز:واما انت عارف انها تخص صاحبك.. سامح لنفسك ليه انك تعجب بيها وتبص عليها.
ادهم :ومين قال انى ببص عليها هى.
عز:ماهو مافيش حد غيرها.
اغمض ادهم عينيه بألم. بالطبع لن تخطر جنيته على بال والده.. ليست من سنه ولا حتى تتاسبه.
فتح عينيه بحزن وتحرك للهبوط لاسفل دون التفوه بحرف. وترك عز المحتار خلفه يعد ويحصى افراد منزل يونس ولم يجد احد. اتسعت عينيه وقال:نهار اسود... شهد.. لأ لأ دى اكبر منه... بس مش كتير دول9سنين ولسه ملفوفه و... صمت وهو يقول :استغفر الله... مش كنت توبت ايه اللي بقوله ده.. نهار اسود لو يونس عرف.. ده بيغير عليها موت.. لا لا انا اكيد بيتهيئالى.. بس امال ايه اللي حصل خلاه لسه قاعد في مصر... ده يونس العامرى هيعمله كفته.
ثم اتجه للنزول للافطار هو الآخر.
______________
فى فيلا العامرى
خرج من غرفته وهو فى أبهى حلة يرتدى جينز من الازرق مع قميص اسود مفصل على جسده. رائحة عطره تسبقه بقوه.
اتجه ناحية عرفتهم فوجد تاج تخرج من الغرفه ابتسمت وقالت بمديح:وااااااو.. ايه الجمال والشياكه دى يا ابيه.
مالك مبتسماً :حبيبتي انتى الى جميله.
تاج:طبعا جميلة مش اخت مالك العامرى.
مالك وهو يهز رأسه بيأس:هتفضلى طول عمرك بكاشه... رايحة فين كده.
قالها وهو ينظر لملابسها تبدوا ملابس للخروج. فقالت :اعمل ايه الدروس بدأت وما ادراك ما تالته ثانوى.
مالك:بدأت امتى انتو لحقتوا.
تاج:احنا بنريح شهر ولا شهر ونص بالكتير ونكمل تانى.. اسكت ماتقلبش عليا المواجع.
مالك :خلاص صعبتى عليا.
تاج:بجد...طب ما تخليهم يزودولى المصروف.
مالك:ههههههه.. انتى لسه ياعينى ماحدش زودلك المصروف... ده انتى من السنه اللي فاتت.
تاج بعويل:ريقى نشف ولسانى طلع فيه شعره من كتر المحايله.
مالك:انتى يا اوزعه انتى بتجيبى الكلام واللماضه دى منين.
تاج:والله ماعرف... شكلها جينات ولا ايه... المهم ماتغيرش الموضوع.. هتكلمهم يزودولى المصروف. اشمعنى جورى يعنى.
مالك:اا. احممم.. هى فين صحيح.
تاج:شوف انا بقوله ايه يقولى ايه.. والنبى كلمهم يزودولى المصروف انا واخوك حمزه الغلبان.
مالك بسخرية :حمزه غلبان.. عموماً اعتبرى الموضوع ده منتهى ومصروفك انتى وهو زاد.
تاج بفرحة :بجد.... روح الهى تنستر.
مالك:ههههههه.. انستر.. انتى مش معقول بجد.
تاج بانتباه:ايه الهديه الحلوه دى لمين... ليا.
مالك بحرج :احمم.. لا دى لجورى.
رفعت تاج حاجبها وقالت:ياسلام.. وده من امتى.. ده هى الشرق وانت الغرب.
ابتسم بسخرية على ماترسخ فى ذهن الجميع وكان بيده كل هذا وقال:لو تبطلى لماضه...
قاطعته هى:اموت..يرضيك يا اخ مالك.. على العموم يا برنس هى فى الوضه خلصت لبس وهترج ناو.. اطير انا بقا الحق الفطار حمزه مش بيرحم.
ذهبت سريعا وهو ينظر لاثرها بحنان كم يحب اخته الشقية تلك.
استدار وتقدم خطوتين وتوقف امام غرفة حبيبته. ارتفعت دقات قلبه مع دقاته على الباب.
ثوانى وفتح الباب وهل القمر في تمامه.
وجهها مثل البدر ترتدى فستان من الاخضر وحجاب اوف وايت هادى ملفوف بطريقة بسيطة تناسب حر الصيف.
نظر لها بوله يؤنب حاله بشدة
فقد كبرت بعيداً عنه والسبب فى كل ذلك هواجسه وخوفه.
أخرجه من تفكيره صوت جورى بابتسامة بشوشه:صباح الخير... ايه الشياكه والجمال ده.
قالتها بعفوية وصفاء نيه لا تدرى ماذا فعلت بذاك الرجل الذي لم يعشق فى حياته غير مره واحده رغم البعد ورغم الهواجس اللعينة.. رغم محاولات العديد من الفتيات لكنه لم يكن يرى غيرها..كان دوماً يبحث عنها بينهم
لكن ظلت هى القلب.. هى العشق وهى النبض والشريان.
ابتسم بوله وهو يشبع عينيه من ملامحها وقال :انتى الى جميلة ياجورى.. كلمة الجمال اتخلقت عشان توصفك.
ماهذا.. القلب دق دقه... لا لا. احمم.. انه مالك.
ابتلعت ريقها وقالت بخجل:شكرا... ربنا يخليك.. واضح ان شغلك علمك تبقى مجامل.
قالتها بتوجس وذكاء تريد أن تتأكد من أنه يثنى على جمالها حقاً ويقول من جديد.
وبالفعل تحدث وقال :اتعلمت كل حاجه ممكن تتخيليها فى الشغل الا المجامله... انتى فعلاً جميلة ياجورى.
ارتفعت حراره وجهها واحمر بشده وقالت :الجو حرر كده ليه.
ابتسم بحب واقترب اكثر قائلاً :ممكن ادخل... هوريكى حاجة بس.
نظرت له بحرج فهم عليها وقال:خلاص مش مهم... خلينا هنا.
ثم قام بفتح مابيده وقال:اتفضلى.
نطرت لما بين يديه وقالت :الله... ده اللون الى بحبه.
مالك بحب:لون الجورى الاحمر.. مش هيليق على حد غيرك.
ابتسمت له بحب وقالت:مش عارفة اشكرك ازاى.. انا فعلاً كنت ناويه اروح اشترى فستان جديد لعيد ميلاد زينه... وفرت عليا المشوار واللف.
مالك :يعني عجبك.
جورى:عجبنى! ده تحفه... بس هدخل اقيسه اشوف المقاس.
مالك :هيطلع مظبوط... انا متأكد.
احمر وجهها ثانية بحرج فمسك يدها وقبل باطنها بحب وهو ينظر بعينيها ورسالة عشقه واضحه جداً.
. أما هى متسعه العين.. يستحيل... مافهمته من نظرة عينيه مستحيل.. بالتأكيد تتوهم.. او انها تريد ان يكون هذا حقيقى فيصور لها عقلها هذا.. عودى لرشدك جورى.... هذا ماحدثت به نفسها.
ترك يدها مرغما وقال :دخلى الفستان ويالا عشان ننزل نفطر سوا.
بزهول وبلاهه ادخلت مابيدها للغرفة ثم خرجت له. وقفت بجانبه ليسيرا لاسفل لكنه فاجئها وهو يمسك يدها بتملك شديد وينظر فى عينيها حين رفعتهم له بثقه.
ثقة جعلت جورى العنيده قوية الشخصيه تصمت وتسير كالمنومه مغناطيسيا. فقط شعرت انها تريد الاحتماء خلف ظهره من كل الدنيا.
هبطا سوياً فرفع الكل انظاره وسقط الطعام من يدهم وهم يرون مالك ممسك يد جورى بتلك الطريقة.
حمزه وتاج فمهم مفتوح ببلاهه ويونس يبتسم بسخرية لم يكن يعلم أن ابنه سريع السيطرة بهذا الشكل. يعلم أنه لن يصمت ولكن بهذه السرعة لم يتخيل ابدا.
اما شهد فصعقت وهى تردد داخلها: هستنى ايه يعني من ابن يونس... ضحك على عقل البت زى ما ابوه ضحك عليا.
_ههههههههه بتقولى حاجة يا حبيبتي.
هااااااا.. ماذا لم تكن تتحدث داخليا وكان صوتها مسموع.
يونس مكملا:اه سمعتك.
ناظرته بحقد طفولى وهو يطالعها بحب.
بينما هى تنظر لمالك الذى اجلس ابنتها لجواره وشرعوا في طعامهم.
وهى شردت فيما حدث ليلة أمس
فلاش باك
اعدت كوبين من النسكافيه المميز بيدها وصعدت الدرج وقامت بطرق الباب.
أجاب هو:اتفضل.
دلفت للداخل مبتسمة ببشاشه دائما ما تذكره بحبيبته وقالت:مساء الخير... انا قولت اعملنا 2 نسكافيه ونقعد نتكلم سوا.
مالك :اكيد.. اتفضلى.
تقدمت هى للشرفه وجلست قائله بمرح :تعالى نقعد هنا. الجو النهاردة جميل.
تقدم وجلس مقابلها فقالت هى:مش لايق عليك على فكره
مالك ببرود قليلاً :هو ايه.
شهد :جو رجالة لندن البيض الباردين... ممكن تكون بقيت شاطر وعملى زيهم بس طباع ابوك بتجرى فيك.
مالك بسخريه خفيفه :وانتى طبعاً ادرى الناس بيونس العامرى.
اعتدلت فى جلستها وقالت بثقه وقوة :اه يا مالك... انا ادرى الناس بيه.. طب اقولك الأقوى... انا اولى الناس بيه.
اعتدل فى مجلسه بحده بعدما كان يتكأ ببرود فقالت :ايه.. اتضايقت ليه... عيبك الى ضيع عمرك في سنين لوحدك هو إنك عايش في دوشة افكار... مش عايز تواجه وتحلل الموقف.. زمان هربت واتغيرت فجأة وكأنك بتعاقبنا احنا... انا ذنبى ايه يا مالك.. انا ماكنتش عايزه امك تطلق من ابوك.. ولا كنت عايزة أخذه منها.
مالك :بس اللى حصل انك اخدتيه منها.
شهد :عايز تفهمنى انك ماكنتش واعى ساعتها وعارف انى ما اخدتهوش منها لأنها ببساطة ماكنتش ماسكه فيه... انت من سن كريم ابن اختى.. وزى ما كريم كان فاهم كل حاجه بتحصل بين امه وابوه انت كمان اكيد فاهم.. انت كنت شاهد على كل حاجه... انا ابقى مذنبه لو كنت خططت لجوازى من ابوك... لو كنت خططت عشان اوقعه.. جوازى من ابوك كان عشان كلام الناس وبس وحتى هو لما اتجوزنى اتجوزنى عشان ينفع أنى اعيش وسطكوا عادى واربى بنتى.. وانا برضه اتحوزتوا عشان مش هلاقى حد احن على بنتى غير عمها.. وفضلنا على كده شهور... وانا كنت كافيه خيرى شرى.. عارفة انه جواز سورى وان هى الاولى والاحق.. لكن هى مارحمتنيش ومش عايزه افكرك هى عملت ايه لأنك فاكر زى مانا فاكره.. بعدها انا وابوك قربنا من بعض وده كان ترتيب ربنا مش حد تانى وجت والدتك وعملت الغلطه الى مافيهاش سماح.. ليه تعاقب الكل على الى عملته (لم تريد قول انها تركتك).. بدأت تتغير بدأت تتهمني مع انى عارفة انك عارف ومتاكد انى ماليش ذنب.
مالك:بس انا عمرى ما جيت اتهمتك.
شهد:وهو انت لازم تقولها بلسانك.. عينك كانت دايما بتتهمنى يا مالك.. انسى الى فات لانه خلص.. انت عارف انا بحبك اد ايه ومن زمان.. والقعده دى كانت المفروض تحصل ومن زمان لكن ماكنش بيبقى في فرصه.
مالك :شهد... انا اسف.
شهد بمرح:شهد... ده انت شايل التكلفه خالص مابينا.. قولى حتى يا طنط ولا اى حاجه.
مالك بابتسامة خفيفة :ده هما 9سنين.
شهد :ماشى يا سى مالك... مقبوله منك... اشرب يالا النسكافيه.
باااااااك
فاقت هى على حمحمه قوية من ابنتها الصغيره تاج:احممم... احم احم. احممممممم.
حمزة بزهق:ايه فى ايه. ايه الازعاج الى على الاكل ده.
جذبته لها وقالت بخفوت:اسكت.. ايه.. كتك نيله مانت لو عارف... ابيه مالك قالى هيكلم بابا وماما يزودولنا المصروف.
حمزه بسرعه:احمممم. احم احم.
ضحكت جورى عليه وشاركته حمحمته هى الأخرى. وفى المقابل يكبت مالك ضحكاته والآخرين يناطروهم باستغراب.
مالك وهو يكبت ضحكته:فى حاجة.. مالك يا حمزة انت وتاج.
تاج بنبرة اقرب للبكاء :انت نسيت ولا ايه يا ابيه. احمم. اا. احمم.
حمزه بنفاذ صبر واندفاع:ماتكلمهم ياعم يزودولنا المصروف انتو هتذلونا.
ضحك الجميع ومعهم جورى فناظرها بعشق وهيام فرح بضحكاتها ثم نظر لوالده :بابا.. بعد إذنك نزود مصروف تاج وحمزة.
شهد متدخله:مصروف ايه اللي يزوده... مصروفهم كده حلو... كتر الفلوس غلط.
مالك بهدوء وتفهم جديد عليه:مش الفلوس اللي هتخليهم يبفسدوا.. هما لو عايزين يعملوا حاجة غلط والله لو ايه هيعملوها.
حمزه متدخلا:يسلم فمك ياخي.
تاج:جان وجنتل مان.
يونس يرزانه:خلصتوا؟
صمت الجميع فنظر هو لمالك ثم لشهد الرافضه تماماً وقال :هزودهم 200جنيه.
تاج :ملياردير مليارير يعني.
شهد:اصلاً كده كتير كمان.
حمزة :ياستى فى ايه.. ماتبقيش قطاعة ارزاق على الصبح.
يونس بتحذير:حمزه.. احترم نفسك وانت بتكلم مامتك.
حمزه:اسفين يا زعامه.. هطير انا بقى.
تاج:استنى انا عندى درس معاك.
هز رأسه بياس وقال:هروح مشوار 10 دقايق على ساعتك وراجع.
تاج بغمزه:روح يا شق.. الاخوات لبعضيها مابالك بقا احنا توأم.
حمزه:عليا النعمه رجوله وفخامه وحاجه تقفيل خواجات.
كانت ستهم بالرد كما تعلمت وطبع هو على شخصيتها ولكن قاطعهم يونس:عليا النعمه اسطى من الحرافيين والصبى بتاعه.. انتو استحالة تكونوا عيالى أبدا.
نظر ناحية شهد التى قالت وهى ترفع يدها باستسلام:والله ما اعرفهم.. بريئه منهم انا كمان.
حمزه:هقوم انا بقى قبل مايشيلوا اساميهم من شهادة ميلادى.
يونس :ماتتاخرش على اختك.
حمزه وهو يغادر :حاضر.
نظر يونس ناحية جورى وابتسم بعبث وقال:ها يا جورى.. نقول ايه للعريس.
نظر مالك لوالده بغضب فناظره الاخر بتسليه وقال :اصل الولد واقع موت.. وعمال يكلم كل معارفى عشان يتوسطولوا عندى.. بيقول هيموت على البنت الملونه ام شعر احمر دى.
مالك بغضب:ايه... وهو شاف لون شعرها فين وازاى.
شهد متدخله فهى تعلم تلك الغيره فهذا الشبل من ذاك الاسد ولكى تنقذ ابنتها إجابة بما حدث سريعاً :ماهو الشاب الى كان عمال يشد فيها وحاول ياخدها.. من كتير المقاومة الحجاب فك شويه واتبهدل وخصل كتير بانت.
اغمض عينيه بغضب فقد حدث لحبيبته كل هذا وهو هارب بعيد بسبب مخاوف وهميه اضاعت عمره وكم غضب من حاله لما فعل وما جنى.
قطعت تاج الحديث وقالت:انا هخرج اشوف زمان حمزه جه.
شهد ويونس :لا إله إلا الله.
تاج مبتسمة :محمد رسول الله.
عاد يونس بنظره ناحية جورى وقال :ها يابنتى.. اقول للراجل ايه.
.نظر لها مالك بقوة ورفض وتحذير قابتلعت ريقها بخوف وقالت بتلعثم:مش عارفة ياعمو... طب وقت بس افكر.
يونس بتلاعب وهو ينظر بجانب عينه على ابنه:اوكى يا حبيبة عمو... بس ماتتاخريش عشان الراجل بقاله كتير مستنى... والله انا شايف انه عريس كويس ومستقبله حلو ولايق عليكى كمان.
شهد متدخله بغباء:هو مش انت قولتلى انه.... قاطعها يونس:اه اه ياحبيبتى ولد مؤدب جدا ومالوش فى اللف ولا الدوران.
شهد بغباء مرة أخرى :لأ انت قولتلى انه صاي... قاطعها وهو يرسل بعينه رسالة كي تفهم فصمتت ونظرة ناحية مالك الذى انتفض من مقعده بغضب وهو ممسك يدها وكأن هذا هو الوضع الطبيعي او انهم توأم ملتصق.
جورى باستفهام وبعض الخوف:ايه فى ايه.
مالك من بين اسنانه:ايه مش كنتى خارجه... هوصلك.
نظرت ناحية والدتها لتسمح أو ترفض فقال يونس بتلاعب :روحى ياحبيبتى ماما موافقه... ده زى اخوكى واكتر.
زاد غضبه وسحبها خلفه لن ينتظر كلمه اخرى والا سيحدث مالا يحمد عقباه ابدا.
بينما يونس يقهقه برجوله ووسامه تزداد مع سنوات عمره وتلك الخطوط البيسطه فى جانب عينيه.
وشهد نست ماحدث فقط ظلت تنظر له بوله واعجاب.
انتبه لها ومسك يدها مقبلا اياها بحب فقالت وهى تضع اليد الاخرى تخت ذقنها:انت امور اوى يا يونس.
قهقه عالياً من جديد وقال بصعوبة من بين ضحكاته:ههههههه أمور ههههههه يونس العامرى يتقاله امور.
شهد بتذمر:هو ايه اللي كل مانكلمك يونس العامرى يتقاله كده.. ماهو يونس العامرى الى امور فعلاً نعمله ايه يعني.
وقف من مكانه وجذبها لاحضانه وسار بها ناحية المكتب بعدما اغلق الباب قائلا :ربنا يخليكي ليا ياحبيبتى يارب.. انتى إلى دايماً بتجددى شبابى.. من يوم ماعرفتك ودخلتى حياتى وحبيتك وانا حاسس نفسى حلو فعلاً... دايماً بتقوليلى كلام يخلينى طاير وحاسس انى اجمد واحلى راجل خلقه ربنا... ربنا يخليكي ليا يارب.
شهد بحب:ويخليك ليا ياحبيبي.
ثم أكملت بتذكر :اه صحيح.. انت بتشتغلنى... انت مش قولتلى من يومين ان رامز الى متقدم لجورى ده واد صايع وبتاع ستات وشرب وسهر حتى عمه اتبرى منه من افعاله.
يونس مؤكدا :اه.
شهد بجنون:امال ليه بتقول لجورى تفكر وأنه ولد محترم والكلام ده.
احتضنها يونس مجدداً ودفن راسه في عنقها يشتم عبيرها الجميل وقال :وتفتكرى ان مالك هيسيبها توافق عليه او على غيره... ده رجع عشانها... وانا عارف ان دلوقتي او بعدين جورى مش هتتجوز غير مالك.. بس انا بقا حابب اربيه عشان يعرف انه غلط وكمان يصونها لأنه ما اخدهاش بسهوله.
شهد وهى تمرر يدها على ظهره بحب :طيب وهتربيه إزاى.
يونس:لااااا.... ده أنا ناويله على حاحات كتير... وهو ونصيبه بقا.
لم يستمع لها حديث فقال بتوجس:شهدى... انتى نمتى.
شهد بخمول فى احضانه:لا لسه بس انت عارف لو استنت شويه كمان فى حضنك هنام.
اخرجها سريعا وقال بشوق:لا تنامى ايه... ده أنا عايز اربيكى انتى كمان.
وبسرعه انقد عليها يجدد عشقه وشغفه بها رغم مرور سنوات
________________
فى فيلا الفيومى على الإفطار هبط ادهم وخلفه عز وجلسوا لتناول الطعام
تحدث عز قائلاً :انت هتسافر امتى يا ادهم.
سعل فى طعامه بقوه وهو يتذكر امر عمله المتوقف في الخارج.. لكن مستحيل ان يسافر ويترك جنينة مستحيل.
ادهم بتلعثم:مش عارف.. انت لحقت زهقت منى ولا ايه يا عز.
ماهى متدخله:انت غريب اوى ياعز فى حد بيبقى عايز ابنه يتغرب.
عز:انتى تسكتى خالص... بقى فى مدام عاقله في الخمسين تعمل الجنان إلى عملتيه ده.
حنين :ههههههه مانت عارف يا بابى.. هى لما بتتلم على تاج بيحصل ايه.
انتبه بحب وقلب يدق على ذكر سيرة حبيبته وهو يلاحظ طريقة كلام اهله عنها وعلى شقاوتها وعلاقاتها بأمه.
ماهى وكأنها طفله مذنبه:والله ياجماعه انا ببقى عاقله خالص هة تيجى ناحيتى بس الاقينى اتعفرت.
عز بجنون:ماهو ده الى هيجننى... ده انتى طول عمرك ساكته وقليلة الكلام والحركة ايه اللي حصلك.
ماهى:اهو شوفت.
عز:يبقى هى تاج بنت يونس خلاص ماتتجمعوش مع بعض تانى.
ماهى :ليه بس كده ياعز.
عز:ياحبيبتى انتى بتقعدى معاها بتتحولى... فى واحدة فى سنك ومقامك تعمل الى عملتوه ده.
حنين:بصراحة لا.
ماهى :خلاص بقا فيها ايه يعني لما لعبنا كوره قدام الفيلا من برا.ماهى رياضة زى اى رياضه.
عز بجنون:اللعب له مكانه انتو عملتوا زى الى بيلعب كوره كفر فى الحاره ده غير ان مش سنك أبدا.
ماهى:ماله سنى... السن ده مجرد رقم.. انا لسه بصحتى وشبابى وحلاوتى.. عشان دخلت الخمسين أقول لنفسى اتعبى ونامى فى السرير ماينفعش تبقى بالصحه والحلاوه دى انتى جبتى الخمسين.. حاجة غريبة والله.
حنين:هو الغريب في الموضوع ان تاج مجنونه اه بس مش للدرجة دى... هى كمان جنانها بيزيد ومخها بيفوت لما بتتلم عليكى يا مامى.
كل هذا وهو يستمع بزهول ويبتسم بحب وشعور بحنان كبيير يتدفق داخله يخصها به وحدها.. اعتبرها خاصته وانتهى الأمر... اعترف لنفسه بعشقه وجنونه بها. من الآن هى ابنته وطفلته وحبيبته. وستكون امرأته بلا أدنى شك.. لكنه لم يكن يعلم أنها بكل هذا الجموح والشغب.
انتهى الطعاك وخرج هو للذهاب لمقر الشركة مع والده فاوققتهم ماهى :استنوا انا خارجه.
حنين :وانا كمان تعالى اخدك معايا.
ماهى :طيب ماتيجى انت يا ادهم معايا نخرج سوا.. مرات قليله الى خرجت فيها معاك زى اى ام وابنها.
ادهم برفض شديد :مانا معاكى اهو ياماما لكن خروج برا وشوبيج واقعد استنى لاااااا
_____________
وقفت تاج تهاتف حمزه:ايه بقالى ساعه واقفه.
حمزه:بصى حصل حوار كده... هتغطى على اخوكى ولا هيبقي ضهرى مكشوف.
تاج:عيب عليك.. اختك رجوله.. بس هتعرفنى ايه الحوار اتفقنا.
حمزه:اهو انتى كده أخويا وحبيبى وكفاءة... بس ما وعدكيش انى احكيلك... سلام.
ثم اغلق الهاتف فقالت يضجر:قفل في وشى الحيوان... هعمل ايه انا دلوقتي
فى نفس الوقت كان الجميع في منزل الفيومى يستعد للخروج فخرج عز بسيارته اولا وانطلق. وصعدت ماهى مع حنين بعدما رفض ادهم رفض قاطع.
وخلفهم ادهم سيذهب بسيارته للشركه.
توقفت حنين امام فيلا العامرى وهى تجد تاج تقف وحيده.
ماهى بفرحة :تااااج.. ازيك.
حنين بتحذير:احنا لسه قايلين إيه.
تاج :عايزين يقطعوا علاقتنا يامهميهو صح... عايزين يفرقوا بين قلوبنا.
توقف ادهم بنبضات قلب مرتفعه وهو يرى جنيته الساحرة وترتدى ملابسها التى
تتكون من بنطال اسود وتيشرت نبيتى تحته توب اسود يظهر بياض عنقها ويضفى وهجا على وجهها الأبيض المستدير. ترفع شعرها النارى برباط(توكه) من الأسود فسرح هو فى هيئتها البيسطه الساحرة. يناظرها بإعجاب ووله كبيرين.
ترجل من سيارته وهو يستمع لحديثها بقلب يبستم حبا وحنانا. فمن وقع لها وعشق شقيه ذات روح مرحه جدا يبتسم تلقائيا كل من يراها او يتحدث عنها.
ماهى باندماج غريب مع تلك الشقيه:احنا مش هنفترق ابدا ياعمررى.
حنين:تااااج.. ابعدى عن امى.. فسدتى اخلاقها.. الست بتتحول لما بتشوفك ووصلت لمرحلة خطر خالص.
تقدم ادهم ووقف معهم وهى تقول:يا ناس عايزين تحرمونا من بعض ليه... يرضيك كده يا ابيه.
اخترقت الكلمه حواسه ووقف متسمرا.
مجدداً وقالت :ابيه ادهم... ماترد عليا الله.
ماهى:سيبك منهم وتعالى نخرج انا وانتى.
تاج:انا عندي درس دلوقتي.
ماهى:احنا لسه فى اول السنه هتلحقى تذاكريه.
تاج:انتى كده بتشجعينى على الانحراف.. وانا الصراحه بحبه.
حنين:روحى درسك يا تاج وانتى يامامى تعالى عشان اوصلك.
ادهم متدخلا فجأه :لأ انا هروح معاهم.
نظروا له بتفاجئ فقال :ااا.. احم.. عشان مايعملوش مصيبه تانيه.
وقفت حنين مبهوته. هل مافهمته من عيون اخيها صحيح فرددت بزهول وهى تنظر لاثر سيارته تغادر وهم معه:تااااااااج... ده يبقى ادهم اتجنن.
ثم استقلت سيارتها واتجهت لوجهتها.
توقفت في احد الكمائن فتأففت بضجر:اصلى ناقصه تأخير.
وجدت من يقف خلف زجاج السياره وينظر لها بتلاعب قائلاً :يا مساء العناب.
حنين:زين! بتعمل ايه هنا؟
زين بسخرية :كنت باخد دقنى كده على السريع مع فوطه سخنه وبخف الجناب... انا ظابط الكمين.
حنين:طب ايه.. مش همشى.
زين:لااااا.. انا ماعنديش ولا واسطه ولا محسوبيه.. الرخص يا انسه.
قال الأخيرة بجدية مصطنعه فقالت هى :اهى اتفضل.. سليمه وساريه.
زين بجديه مصطنعه :لا معلش... لازم اتاكد إنها مش مزورة.
حنين :مزوره... زين.. انا حنين.
زين بوقفه عسكرية مصطنعه :قولتلك ماعنديش ولا واسطه ولا محسوبيه.. ولا عشان معرفه هتفتكرى انى هعديلك.. انا لازم اطبق القانون.
حنين:مش هينفع.
زين:اتفضلى قدامى يا انسه... يا شويش زكريا.
الشاويش:أفندم يازين بيه.
زين:كرسيين وشمسيه هنا للانسه.
الشاويش:طب جبرت كده نلم الكمين ولا ايه.
لكزه زين بمرفقه فقال الاخر بغباء :الحته دى اصلا مافيهاش سكان كتير واول مره نقف هنا.
زين من بين أسنانه :امشى من قدامى حالا.
وصار هو خلف حنين تاركا الشاويش زكريا يتمتم بسخط.
حنين :زين اتأكد من الرخص بقا هتأخر عندى مقابلة شغل.
زين:هنتأكد حاضر.
ذهب خلفها وهو يتمتم :قال شغل قال.. مين قال انى هسيب مراتى تشتغل.
______________
فى احد البنوك العربيه
يجلس ذلك الشاب شديد الوسامه بشعره الأشقر ولحيته. عيونه الزرقاء او رصاصى لا أستطيع التحديد. يتحدث في الهاتف بحنان:يا امى والله انا كده مرتاح اكتر... لأ خالص والله انتى عارفه ومتاكده انى ماعنديش مشكلة مع عمى طارق.. كنت محتاج اخد شقه بقى لوحدي واستقل ابنك كبر ياملوكه... ههههههه يعني مش هتحسى انى كبرت غير لما اتجوز... ههههههه خلاص خلاص انا عارف اني مش هخلص... سلام.
انهى حديثه وهو يتنهد بهدوء سرعان ما انتبه الى تلك الجالسه لجواره.
كريم:زينه.. ها فهمتى اخر حاجة ولا لسه محتاجه إعادة.
زينه :لأ خلاص فهمت.. حضرتك بتفهمنى بسرعه اكتر.
كريم:هو بصراحة انتى الى نبيه فعلاً ومش لعبيه غير بنات كتير دربتهم.. وتعالى هنا.. ايه حضرتك دى.. احنا بنا معرفة قديمه.. احنا ياما اتقابلنا فى بيت جورى ولا ناسيه.
زينه بلهفه:لأ طبعا فاكره جدا.
ابتسم وهو ينظر لها مستغرب من ذاك الشعور الذي يهمس ببداية تكوين داخله... ماهذا
____________
فى حديقه فيلا العامرى.
توقف هو تحت احد الأشجار وقال بغضب:هو انتى فعلاً هتفكرى فى العريس إلى متقدم ده... انتى اتجننتى.. عايزة تتجوزى.. اه وماله... خدى وقتك يا حبيبة عمو بس ماتتاخريش الراجل مستعجل.. تروحى مولات ليه وتحصل خناقه ليه اصلا ويشوفك.. ماتقعديش فى البيت ليه.. انتى سيبانى اتكلم زى المجنون مش بتردى عليا ليه.
جورى باعين متسعه:هو انت سبتلى فرصه.. انا عايزه ارد والله.
مالك :اهو اتفضلى سامعك.. قولى... ساكته ليه.. ماتنطقى.
جورى وهى تنظر ليدها التى يقبض عليها بقوه:طب سيب ايدى طيب.
مالك:ياسلام.. ماتتكلمى وانا ماسكها.. ماتتحججيش.
جورى بحرج:يا مالك انا مش متعوده على كده.
مالك :لا ياختى اتعودى.. وجاوبى يالا عشان صبرى نفد.
جورى:انا خوفتنى اوى... فى ايه.. خرجت اجيب هديه.. شباب رخموا علينا.. حصلت خناقه والبوليس جه.. ذنبى انا ايه؟
مالك بعصبيه:وذنبى انا كمان ايه؟
جورى:مش فاهمة والله.
مالك بنفاذ صبر :أنتى هتقولى النهاردة بالليل لبابا إنك فكرتى وقرارك النهائى مش موافقة.
جورى بخوف شديد وهى تهز رآسها :حاضر حاضر.
مالك بغضب:سمعينى كده هتقولى ايه؟
جورى بخوف:مش موافقة على العريس ومش هتجوز خالص.
مالك بغضب اعلى:انا قولت كده؟ انتى بتجودى.
جورى بقلة حيله:طب اعمل ايه؟
مالك :تقولى الى انا قولته وبس ايه مش هتجوز خالص دى... واتفضلى قدامي يالا هفسحك.
جورى :بجد هتسيبنى ارجع اوضتى.
مالك :بقولك هخرجك.. يالا.
سارت امامه وهى مستغربه جدا اين جورى قوية الشخصية ولما تكن هكذا امامه ومعه والاخر يسير خلفها بغضب وهو يتمتم :قال مش هتجوز خالص قال... اعنس انا يعني ولا ايه مش فاهم.
_______________
أمام سنتر احد الدروس وقف حمزه بغضب ينتظر خروجها.
ثوانى وخرجت بعد انتهاء الدرس وهى ترتدى سلوبت من اللون الزيتى وتحته قميص من اللون السمنى وشعرها البنفسج الجميل يتطاير خلفها.
وجد احد الصبيان يسير بجوارها يتحدثون فوقف أمامهم وقال:انتى يا انسه.. تعالي عايزك.
لينا :ليه فى ايه.
حمزه:يالا من غير كلام.
الصبى:مش انتو صحاب الشركة الى باباها شغال فيها.
حمزه:عليك نووور.
لينا :حتى لو.. ده مش معناه انى هحطلك واطى وانفذ اوامرك.
الولد:لا يكون ابوكى هو الى ياعته ولا فى حاجة.
حمزه :لا مش حمزة العامرى الى يتدارى ورا حد.. انا الى عايزها.. وتقطع معاها خالص ياخفيف.
الولد:ده بأمارة ايه ان شاء الله.
قبض حمزه على يد لينا واحلسها فى سيارته وذلك الولد يناظره بغضب شديد واستدعى كل اصدقاءه ليروا ما سيفعلوه مع ذلك الحمزه.
فى السياره تحدثت لينا بعصبيه:ممكن افهم انت بأى حق تجرجرنى وراك كده.. ولا فرحان بالعربية الى جيبهالك ماما.
حمزه ببرود :يعنى بذمتك لو ماما جابتلك عربية زى دى مش هتاخديها.
لينا :بصراحة لا.
حمزه :طب شوفتى اهو.. ثم اكمل بعصبيه:وانتى بقا ايه. مش بتمشى غير مع ولاد.. ايه حكاية الواد ده... مش هتتلمى بقا.
لم تستطيع الاكمال فى دور القوه وقالت وهى تجاهد دموعها:انا محترمه غصب عن أى حد.. انت زيك زيى كل الناس بتحكم على الظاهر بس.
حمزه بصراخ وهو يقود:ايوه برضه مصاحبه ولاد ليه.
لينا:عشان انا عايده 3 ثانوى لانى مادخلتش الامتحانات اصلا وتعبت.. وهو الوحيد اللي من سنى ومن منطقتى لأنه عايد السنه هو كمان وانا مش عارفة اصاحب الى أصغر منى.. كل شله مكتفيه ببعضها ومش عايزين يدخلوا حد بينهم.. فهمت حاجة ولا أعمى القلب والنظر لسه.
قالت الاخيره وهى تجهش ببكاء شديد وهو ينظر لعا بأسف وغضب من نفسه.. يبدو أنها ليست كما تبدو نهائياً مثلها مثل الكثير من الناس
**********
فى فيلا يونس العامرى

يحلس عز بحرج شديد. يعلم أن طلبه مرفوض حتى قبل أن يطلبه. لم يريد القدوم من الأساس ولكن اصرار ابنه والحاحه المميت جعله يرضخ فى النهاية.

وامامه يجلس يونس المزهول ثم قال بجدية :ماتقول ياعز طالب القرب منى فى مين.

ابتلع عز ريقه بحرج وصمت فهذه ثالث مره يخبره انها تاج. هو من الأساس ظل يتأكد من ابنه لاكثر من سبع مرات انها تاج. كان يخشى عليه من غيره يونس على شهد.. الأمر الان أقوى وأشد.

تحدث ادهم بقوه فهو يريد الظفر بها. وتصرفات ابيه المتردده هذه لا تعجبه.

ادهم :تاج.. تاج ياعمى.

فى نفس اللحظة دلف مالك للداخل بغضب وقال:ده انت مصمم بقا.. انت ياض انت مش قولتلى من يومين وانا هزئتك.. ولااا.. تنسى حاجة اسمها تاج.. انت فاهم.


ادهم ببرود :تشكر... تشكر ياصاحبي.
مالك بحسم:ادهم.. بلاش تدخل صحوبيتنا فى النص.. انا لحد دلوقتي محافظ عليها حتى بعد الى انت قولته.. ياريت انت كمان تحافظ عليها.

ادهم :مش هينفع يا مالك.. خلاص خلى صحوبيتنا على جنب.. وجوزنى اختك.. انت عارفنى كويس وعارف انى هحافظ عليها.

مالك:ادهم.. انت رافع حاجة.. ده أنا أدري الناس بكل بلاويك اقوم اسلمك اختى.. انا عندى استعداد اسلمها لواحد من الى شغالين امن عندى ولا اجوزها لواحد زيك.

ادهم :ماتحسسنيش انك ملاك بحناحات.
مالك:بقولك ايه.. كلنا بنعمل الغلط بس مانرضاش يحصل لاهل بيتنا... وانت نفسك لسه عامل كده مه زين ولا نسيت.. لولا ابوك كان زمانكوا رافضين الجوازه دى.

قطع شجارهم حديث يونس:خلصتوا خناق يا بهوات ولا لسه؟ ولا كأن فى اتنين كبار قاعدين.

صمت الجميع فنظر يونس لهم قليلا مضيقا عينيه بتفكير وقال :عز.. انا هفكر فى كلامك ويومين إن شاء الله وارد عليكو.

مالك بغضب:تفكر فى ايه يا بابا.. هو مرفوض. انت مرفوض يالااا.
ادهم متهللا:هو قال هيفكر.. انت مالك انت.
عز :تمام يا يونس.. واتاكد اي ان كان ردك ايه.. ده عمره ما هيغير حاجة فى صداقتنا وشغلنا.
يونس:اكيد.
عز :نستأذن احنا بقا.. يالا يا ادهم.
مالك لادهم:يالا يا خويا.

ادهم :طب ماتزوقش.

بعدما انصرفوا قال مالك ليونس:بابا.. ممكن افهم ليه مارفضتش نهائي.

يونس مدعيا البرود:وارفض ليه.
اتسعت أعين مالك بزهول وقال:تاج لسة صغيره.. صغيره جدا.

يونس ببساطة :يستناها لو حابب.

زاد زهول مالك وقال بغضب:يستنى ايه.. ده ادهم.. ادهم الفيومى.. ده رافق نص ستات لندن انت اكيد بتهزر.

يونس:اممممم.. طب ومامنعتوش ليه... ليه مانصحتوش يرجع لربنا ويتوب سيبته ليه.
مالك:ياسيدي وانا مالى هو حر.. هو انا واصى عليه.. مايعمل الى هو عايزه.. هو يعني كان بيضرب حد على ايده.

يونس:اه بس كان ممكن تصلح منه.
مالك :الراجل من حقه يعيش وانا ماليش فيه.
يونس:طب اهو الى كنت سايبه يلف ويدور وساعات كنت بتعمل زيه كمان جه يتقدم لاختك.. كان ممكن توعية وتدله على طريق ربنا..
مالك :بابا... قاطعه يونس:ياسيدي وانت مالك هو طالب ايدك انت للجواز وانا مش واخد بالى.. ده طالب ايد بنتى.

مالك بقوه:بس دى اختى.
يونس بصرامه وغضب :اختك! اختك بأمارة ايه.. أنك سايبها سنين كل الى بينكوا اتصالات.. جاى دلوقتي تقول اختى.. وجورى كمان.. جاى دلوقتي تفتكر جورى.. سايبها 11 سنه ولا مكالمة ولا سؤال.. مش يمكن حبت حد تانى.. مش يمكن حد دخل فى حياتها وملاها... جاى دلوقتي تقول اختى وحبيبتى... عايز تاخد حبيبتك وتسافر وكمان تتحكم مين يتجوز اختك ومين لأ... ولا انت فاكر ان الزنا بس هو اللي غلط.. لا يا بيه.. الشرب غلط.. السهر مع الستات العريانه غلط.. انك تبعد عن ابوك واهلك واخواتك الصغيرين فوق ال11سنه غلط.. وجاى تلوم على ادهم.. مانت نسخه منه بس هو 100%وانت90%.


وقف مالك مبهوتا من كلام والده لا يعرف ماذا يجيب وماذا يقول.

تحرك يونس ناحية الباب ثم عاد اليه وقال :خطوبة جورى هتتم.. واحتمال كبير اوافق على ادهم لسة مش عارف بصراحة.
نظر له مالك برفض فقال هو :يابنى ربك مش بينزل من السما ياخد حق حد بأيده لأ ده بيسلط ابدان على ابدان.

قال ما قال بمنتهى البساطة وانصرف.
________________
فى البنك الذى يعمل به كريم وزينه.

يجلس امامها لا يعرف ماذا يحدث ولكن هناك شئ غير مفهوم.

وامامه تجلس هى بتركيز للعمل فقط.

كريم بضيق :لأ بقا هو فى ايه.


زينه بتفاجئ:فى حاجة يا استاذ كريم.. انا غلط في حاجة فى الشغل.

كريم :هو فى ايه يا زينه... بقالك يومين متغيره.. ايه الحكاية.
زينة :مش متغيره ولا حاجة.. انا ماعملتش اى غلطه في شغلى.
كريم:مش بتكلم على الشغل... انتى متغيره..متغيره معايا كده مش حاسك زى الاول.. حاطه كلامك معايا قل خالص.. هو انا عملت حاجة ضايقتك منى.
زينه :لا خالص والله ده حضرتك من الناس المحترمه جدا.
كريم :حضرتك ومحترمه! فى ايه يا زينه.. مالك انتى مش انتى. لو ضايقتك في حاجة مخلياكى متضايقه منى قولى انا مش حابب إنك تبقى متضايقه منى

نطرت له.. هل مافهمت صحيح.. هل يهتم لأمرها.. هل لايريد ان تتعامل معه برسميه.. لكن سريعاً ما وبخت حالها تبا لكى زينه انه قلبك من يريد ان يفهم هذا فقط. بالتأكيد يفعل ذلك مع الجميع فكريم رجل هادئ وقور ذو سيره طيبة بين كل زملائه وزميلاته. بالتأكيد لا يخصها بشئ.
كريم :زينه.. مش بتردى ليه... انا مضايقك اوى كده.
زينه:لأ خالص والله.. ربنا مايجيب زعل.. ده أنا حتى كنت لسه هعزم حضرتك على عيد ميلادي.. حفله كده صغيره انا وزين.


ابتسم كريم لها بحب وقال:طيب ينفع أعرف كده على اخر لحظه.

زينه:ده لسه على الساعة 7كده.
كريم:يعني مش فاضل يا هانم غير 3ساعات..عنئذنك.
زينه :رايح فين... الشغل لسه ماخلصش.
كريم :ورايا مشوار.
وتركها وغادر سريعا.
_______________
فى فيلا العامرى

انتفضت شهد من موضعها بحده وغضب:انت بتقول ايه يا يونس.. وازاى ماترفض فى ساعتها.
يونس:شهد اهدى.
شهد:اهدى ايه.. ادهم مين ده الى يتجوز بنتى.. لا وكمان تاج.. انت عارف هو عنده كام سنه.. ده اكبر منها ب13سنه.. ده اتجنن اكيد.

نظر لها بصدمه وقال:ده انا افتكرتك رافضه عشان العك الى فى حياته.. لكن رفضك عشان السن.

شهد بغضب :يونس... هو كله على بعضه غلط في غلط.. مشيه غلط.. فرق السن الكبير بينهم غلط... ده ماينفعش حتى يقفوا جنب بعض.. شكلهم هيبقى يضحط.. ولا انت عشان هو غنى ومليونير ابن مليونير خلاك نسيت كل ده.. انا اجوزها لزبال ولا اجوزها ليه.. اى شاب ابن حلال وعنده شغلانه ومكان يعيش فيه هجوزهاله.. لكن ادهم.. الى بينه وبينها 13سنه.

يونس بحزن:وفيها ايه يا شهد.
شهد باندفاع :فيها أنه ماينفعش.. انه اتجنن خالص.. هو بيفكر ازاى ده.. انا ايه اللي يخلينى اجوز بنتى لواحد زى ده.. لما هو يبقى عنده 50سنه هتبقي هى لسه فى عز شبابها.

ابتلع غصة مؤلمه بحلقه وقال :زيى انا وانتى كده صح؟

انتبهت على ماقالت ومافهمه وتقدمت منه وقالت بهدوء بعض الشئ عما سبق:يونس انا ما اقصد انا..
قاطعها بألم :انا كنت عارف ان اللحظة دى جايه جايه مهما اتأجلت.. بس ما كنتش اعرف انى.. انى هتوجع بالشكل ده.

تقدمت منه بلهفه وقالت بحب :يونس حبيبي... ماتفهمنيش غلط.. انت عارف انا بحبك اد ايه ومبسوطه معاك.. ولازم تفرق.. انت مش هو.. انت راجل محترم طول عمرك وقدرت تحتوينى وتخلي.. قاطعها هو:لو كنت عريس عادى ومتقدملك ماكنتيش هتوافقى.. اتجوزنا بسبب ظروف جبرتك على كده.. لكن لو مافيش الظروف دى ماكناش هنبقى مع بعض دلوقتي.


شهد بحزن:يونس ليه بتقلب فى الى فات.. ربنا هو الى رايد لنا كده... كان رايد اننا نتجوز ونكون لبعض.

بدون حديث اخذ سترته واتجه خارجا ولم يجيب عليها ولا على منادتها له فهى ودون ان تدرى ضغط على وتر حساس جدا لديه.
______________
بغرفة الفتيات تقف جورى وهى ترفع إحدى حاجبيها لتاج قائله :يعني ايه هتلبسى كمان شويه.. طب ماتلبسى دلوقتي وتيجى معايا.

تاج:لا.. انا لسه جايه من الدرس تعبانه.. شويه وهلبس.

جورى:تعبانه اه... تاج .. التوب الاخضر مايتلبسش فاهمة.

تلعثمت تاج فى الرد فهى قد كشفت:ظلمانى والله.. مظلومه ياناس.
جورى :ماشى... هيبان.. ولو شوفتك داخله بيه الحفله ولا هيهمنى حد.. انا مجنونه واعمل اى حاجة.
تاج بخفوت:عارفة عارفة.. هتجبيه من برا يعني
جورى :بتقولى ايه.

تاج :بقول انك هتتاخرى كده.
جورى:مش مرتحالك والله.

خرجت سريعا وهبطت الدرج وخرجت سريعاً حيث كان مالك يقف بغضب أمام ادهم الذى يناظره بتحدى وقوة.

مالك وهو يلكزه على صدره :انت ياض انت ماعندكش دم.. مش قولت مافيش تاج ولا فى جواز ورجلك ماتعتبش هنا تانى.

ادهم بدراما:بتتخلى عن صحوبيتنا بعد كل السنين دى.
مالك :ولاااا.. دى حاجة ودى حاجة.
ادهم :تمام.. يعنى بعد كل حاجه احنا صحوبيتنا زى ما هى.
مالك :بالظبط كده... وبرضه مافيش تاج.

ادهم:يا اخى انا مش عارف انت رافض ليه.. هتلاقى فين عريس زيى كده.
مالك :بقولك ايه الشويتين دول تعملهم على ماهى امك...مانا مابقاش شاهد على كل بلاويك واجى اجوزك اختى الصغيره عادى كده.
ادهم بسخرية :وانا لو كنت لاقيت صاحب عدل ياخد بأيدي وينصحنى كنت يمكن اتعدلت... لكن واحد مصاحب مالك العامرى هيطلع ايه.. إمام زاويه.


زفر مالك بضيق وقال بنفاذ صبر:انا عايز اعرف انت واقف هنا فى بيتى دلوقتي ليه.. هو انت كل شويه هتنطلنا هنا.

ادهم :النهاردة عيد ميلاد زينه وزين. وجيت اخد تاجى عشان اوصلها.

مالك بنفاذ صبر:برضه هيقولى تاجى.. ولاا انت مش اختك رايحه.. روح وصل اختك هى اولى بيك.

ادهم من بين أسنانه :ما الى اسمه زين بعد ما بابا بلغه بموافقته وهو واخد السكه رايح جاى وجه دلوقتي ياخدها الحفله.. ماشى.. يصبر عليا بس.. بقى انا اجوز اختى لبتاع البنات ده.

مالك بسخرية :ماعلش.. ماهو من اعمالكم سلط عليكم... يالا بقا هوينا.. انا هوصل تاج.

ادهم :طب تمام.. انا عادى.. انا جيت عشان صحوبيتنا مش اكتر.
نظر له مالك باستغراب فقال:اصل الامن بتاع الكومبوند بلغونى ان رامز على البوابه من برا وزمانه جاى ياخد حبيبتك دلوقتي.. هو صحيح بارد بس لايق عليها عنك... اوباااا..اهى جورى جت اهى وراك.


التفت مالك لها. وجد ملاك على هيئة بشر. ترتدى الفستان الأحمر الذى جلبه لها هديه. رغم انه فضفاض بعد الشى لكنه بارع الجمال عليها مع حجابها المناسب ومكياج هادي جدا. اتجه إليها وهو ينظر اليها بإعجاب وقال :احلى واحدة ممكن اشوفها.
ابتمست له بضربات قلب عاليه وهى تتأكد انه اصبح له وجود بداخلها.

ولكن جورررى. جورى.. اين هو اتفاقك. حاولت السيطرة على حالها فروحها دائماً خاضعة له. لا تعلم لما تجد نفسها تنفذ كل أوامره ولكن مهلاً يجب تغيير كل شئ. اين كان هو طوال كل تلك السنوات. لم يكن يحادثها حتى. ولا مره سأل عن حالها. كم مره مرضت هى. كم مره واجهة مشكلة ولم يكن هو موجود. والآن أتى ليتزوجها ويقتلعها من جذورها ويرحل بها. لا مالك لاااااا.

فاقت من شرودها على صوت مالك :جورى... مش بتردى عليا ليه؟

اسدعت الجمود وقالت :فى حاجة حضرتك.

رفع حاحبه قائلاً :حضرتى!؟...فى ايه يا جورى. ايه اللي قلب كيانك كده.
جورى مصطنعة الجمود:مافيش حاجة عشان تتغير اصلا.. وكمان مش وقت كلام انا متأخرة.


مالك بحده:بت.. ماتتظبطى كده بدل ما اظبطك انا.

لا تنكر. لقد ارتعدت بعض الشئ ولكن تمالكت نفسها وقالت:جرب تعملها كده.. وانا احيبلك خطشيبى يقطعك.

ضغط على شفتيه بغيظ وهو يكور قبضة يده وقال :تجبيلى مين يابنت شهد.
جورى:هو ايه بنت شهد بت شهد.. ماتجيبش سيرة امى على لسانك.. ايه ده فى ايه.
قالت الأخيرة وهى تعود للخلف بذعر منه وهو يتقدم منها بغيظ :ماهى شهد دى الى جننت ابويا.. تسكت... لا ازاى.. جابت واحده ملونه تجنن امى... لا وما استكفتش بكده.. قامت رايحه نسخه العن واضل سبيل جننت صاحبى وهتخسرنا بعض قريب.

تقدم منهم ادهم وهو يرى بداية ظهور جنان صديقه:انجز يا صاحبى.. الأعداء على وصول.
استمع له مالك وفهم مقصده فقال لها:يالا عشان اوصلك.
لملمت شتات نفسها وقالت بقوه واهيه:ايه ده لا طبعا.. انا خطيبى محرج عليا ماكلمش رجاله غرب.

حسنا لقد ختمتها بهذه الجمله.


قبض على كتفها وسحبها خلفه وهى تقول :ادك انا... بتستقوى عليا يا بن يونس.

لم يجيب إنما اغلق الباب عليها ووقف محتار بشده.

نظر له ادهم وقال بتلاعب:مش عارف اقولك ايه..خلاص خلاص يا صاحبى انا هجيب تاجى.
مالك :ادهممم.
ادهم:خلال مش هقول تاجى خلاص..انا هجيب تاج ادهم الفيومى ايه رأيك.. بذمتك مش اسم مزيكا... لايقه عليا جدا... كأنها... قاطعه مالك:ادددددهم.. مش وقته.. هتجيبها معاااااااك بس انا بحذرك.. فاهمني اكيد.. دولا أن حمزه في درس فى منطقة بعيده ماكنتش.. قاطعه ادهم بملل:أفضل لكلك انت كده.. واهو ابو بدله وكاب جه اهو.
قال ذلك وهو ينظر لسيارة رامز التى تدلف للداخل.

دخل مالك لسيارته وقادها متجاوزا ذلك الرامز فتقابلوا عند نقطة واحدة فابتسم له مالك بسخرية وكبر يخبره انها له وهو دائما من سيربح.

خرج مالك نهائياً من حديقه البيت. توقف أمام ادهم وسيارته وترجل بغضب فقال ادهم بسخريه:انت اكيد دخلت الشرطة كوسه.نظر له رامز بغضب فاكمل قائلاً :ماهو مش كل من عمل شنب أمير كراره بقا سليم الأنصاري.. ههههههه الله على شنبك.


تجهم وجه رامز واحتقن من الغضب ثوانى تهللت ملامحه وهو يرى النسخه الأخرى من جورى. إن كانت جورى رحلت فليوصل تاج تمتم رامز :انا جاى فى أى حاجة.

نظر ادهم حيث ينظر ذلك السمج. فوجد صغيرته تتقدم للخروج وهى تتلفت يميناً ويسارا كاللصوص.. هممم حسنا يبدوا ان شقيته فعلت شيئا او سرقت احدهم. هز راسه بحب ويأس ثم دفع ذلك الرامز بلا اهتمام فالتصق بسيارته وتقدم منها قائلاً بحب وهو يمسك يدها:فتتلفتى حواليكى كده ليه؟

تاج بحذر :ادهم هى جورى مشيت؟
ادهم:اه.
تنهدت براحه وقالت :الحمد لله.
ادهم بابتسامة استغراب :ليه فى ايه.
تاج:اصلى كنت عايزة البس التوب الاخضر بتاعها. وهى ماوقتش.. اصله لسه جديد وهى مالبستهوش اصلا. وطلبته منها كذا مره.

ادهم بحب:طيب خلاص ابقى قوليلها تانى.
تاج بكبرياء :لاااا.. أنا عندي كرامه بطلب الحاجه من اختى مره واحده ولو ماوافقتش بسرقها.


قهقه ادهم بحب عليها وهو يغرق بعشقها يوم بعد يوم بسبب روحها الجميله. فهو قد اعجب بجمال شكلها وانتهى الأمر ولكن جمال روحها يغرقه كل يو أكثر وأكثر.

ادهم بحب:طب يالا عشان اوصلك.
تاج:اوكى.
تقدم منهم رامز بابستامه سمجه بعدما تعافى قليلا من دفعة ادهم القاتله وقال:أهلاً أهلاً انسه تاج.
همت لتجيب ولكن ادهم بقرف:أهلاً.
رامز:اتفضلى معايا اوصلك.

ادهم:بس يا بابا.
ازاحه بعيدا عن طريقة وقاد باتجاه منزل زينه.
_____________
بسيارة زين
يجلس وهو يقود سيارته بسعادة فمنذ يومين أخبره عز بموافقته على خطبته لابنته. يحبها كثيراً ولم يكن يدرى.. كثرة الفتيات حوله شغلته قليلا وهى أيضاً ابتعدت فجأة ولم يعد يعلم عنها شئ لسنوات. ولكنه الان معها ولها.


على المقعد المجاور تجلس هى وهى سعيدة جدا جدا ولكن لا تظهر ابدا. فهذه احدى طباع حواء.
تكتف ذراعيها امام صدرها وترفع انفها بشموخ طفولى مضحك. تنظر للجهه الاخرى في محاولة لاظهار انها غير راضيه عن تلك الخطبة وتلك الزيجه وهذا ما اخبرته به أمس حين حادثها بالهاتف..
ابتسم زين وهو يقول بتلاعب يقطع الصمت :اول مره اشوف فى زمنا ده واحدة مغصوبه على الجواز. اشاح بوجهه عن الطريق ونظر لها بعبث قائلاً :بطل الكلام ده بقا.

حنين بشموخ:لا مين قال كده.. مغصوبه طبعا.. اصل بابا صعب.. صعب جدا.. صعب اوى.

قهقه بوسامه وتاهت به لثواني ولكن تمالكت نفسها بقوه.

توقفوا فى احدى اشارات المرور. وبلحظه كانت إحدى الفتيات تلوح له من سيارتها بغنج مستفز.

تظاهر هو أنه لا يرى ولكن حنين لكزته بقوه وغيظ بمرفقه:كلم يا نحنوح.. حبيب قلب البنات.

زين بدراما:نحنوح.. فى بنوته رقيقه تقول لخطيبها الى هيبقي جوزها يا نحنوح.. ده أنا لو الشاويش ذكريا يعرف.

حنين:ماتغيرش الموضوع.

تحرك زين بسيارته سريعا فقالت بغضب:ايه جريت كده ليه.

زين ببساطه :الإشارة فتحت.

نظرت له بغيظ وصمتت.
_________________

وصلوا لمنزل زينه وهى صامته طوال الطريق. اوقف السياره بغضب وقال:هو سيادتك مش بتتكلمى ليه.
جورى:وهو انت سيبت لسيادتى اى قرار.. انا كان المفروض اجى الحفلة مع خطيبى.
مالك بغضب :خطيبك منين.
جورى:هو ايه الى خطيبك منين.. ده خطوبتنا الأسبوع الجاي كمان.

مالك :وماله.. هنشوف الموضوع ده.. اتفضلى قدامى.. واياك تروحى فى حته تفضلى جنبى ماتتحركيش.
جورى:ربنا يسهل.. وترجلت من السيارة

مالك :ماشى.. والله لاربيكى من اول وجديد.

بعد قليل وصلت سياره ادهم هو الآخر فترجل منها سعيدا وفتح السياره لحبيبته فابتسمت له قائله:طب وعليا النعمه جان وجنتل مان.

ضحك بحب عليها وقال :عشان تعرفى بس.
تاج:لأ مانا خلاص شوفت... بقولك ايه.. خبينى بقا كده وانا داخله من جورى.
ادهم :ليه.
تاج:ايه يابنى مانتش شايفنى لبست التوب بتاعها.
ادهم بحب:ما اخدتش بالى.. اصلى ماركزتش فى اللبس اد ماركزت مع الى لبساه.
.كان يتحدث بصدق وهو متعجب من نفسه فهو دائما كان يدقق فى اجساد النساء مع ملابسهم المفصلة ولكن مع الحب كل شئ مختلف.

تقدموا للداخل تزامنا مع قدوم سياره رامز.
ترجل منها بسخط وذهب باتجاه منزل زين.

____________

بمنزل زينه وزين.
كانت أجواء عيد ميلاد هادئ مع زينه بسيطه.
هدايا قيمه وجميله من كل الاصدقاء.

تقدم كريم للداخل بهدوؤه المعتاد وشخصيته المتزنه والتى تخطف لب الفتيات لوقاره وهيبته.

ناظره ادهم المتفاجئ من وسامته الحقيقة وكذلك مالك بغيره شديده.

لم ينتبه اساسا لأحد. إنما تقدم منها مبتسما وقال:كل سنه وانتي طيبه يا زينه.
ابتسمت باتساع وقالت :وانت طيب يا استاذ كريم.
كريم :كريم بس يازينه.

تقدم زين وهو يجد صديقه متجاهله تماما ويقف مع اخته وهو الذى من المفترض انه جاء هنا لأجله.

وقف فى المنتصف بينهم وقال ببلاهه:وانا عاطف معاكو هنا في الحفله.

ضحكت زينه بشده ومعها كريم فقال:كل سنه وانت طيب يا صاحبي.
زين بحاجب مرفوع :وانت طيب.

فهم كريم على نظرته فهم شباب مثل بعض وقال :عايزك لوحدنا دقيقه.

زين بتوجس:وماله اجى.. اتفضل قدامي يا بيه.

ذهب كريم للتحدث مع زين واندمج الجميع بالحفل.

دخل رامز بعضب ووقف امام مالك وقال لجورى:انتى ازاى تركبى معاه هو.. انتى.. قاطعه مالك بغضب :صوت امك ده مايعلاش.. انت ازاى تعلى صوتك عليها اصلا.
رامز:انا خطيبها وهبقى جوزها.. يعنى ليا كل الحقوق.

مالك:شطبنا.
رامز:نعم؟يعني ايه؟
مالك :يعني شطبنا مافيش ولا جواز ولا حتى خطوبه.
حاولت جورى التحدث فأخرسها بنظرة عينيه. دار رامز نظره مع نظراتهم لبعض فعلم ان بينهم شئ.
مالك :يالا اتفضل هوينا بقى مش عايز اتخانق في بيوت الناس.
تحرك رامز بغيظ وقال:ماشى.. بس انا كلامي مش معاك... انا ليا كلام تاني مع يونس بيه.

نظر لاثره بغيظ الى ان اختفى. حول نظره لجورى التى تنطر له بغضب وقال:ايه.. كملى العصير يالا.
جورى:ياسلام وكأنك ولا عملت حاجة.. اباجوره انا فى النص.
مالك:مش وقته احنا برا البيت لما نرجع نبقى نشد فى شعر بعض.

وبلا إرادة ابتسمت على هذا التشبيه وكذلك ابتسم هو الآخر.

انتهى كريم من التحدث مع زين وذهب باتجاه زينه.
بينما زين المتفاجئ ذهب ليحادث امه كما اتقف مع كريم.

تقدمت احدى الفتيات من زين فوقف قليلا يرحب بها فهى إحدى اقاربه. وهناك من تناظرهم بغيره وغيظ.

تقدمت منهم ووقفت وهو تكتف يديها حول صدرها وقالت بسماجه:مساء الخير.
انتبه زين لها وعلم انه الآن من المفقودين. ولكن رحمه مرور والدته من امامه فناداها سريعا واتجه ليحادثها.

وقفت زينه امام الفتاه وقالت:ماتعرفناش.
الفتاه:انا ندا.. بنت خالة زينو.
حنين:زينووو..
ندا:اها.
تقدم زين لهم مجددا فقالت حنين :زينو اه.. بصى انا مش بغير عليه... بس ابوكى راجل بصيلوا.

ثم تحركت بغضب وذهب هو خلفها مزهول.

وقف كريم امام زينه وقال:ممكن نفطر بكرا مع بعض.
زينة بحرج :ماهو...
كريم :انا قولت لزين.. واكمل بغمز:ومامتك كمان.


زينه باعين متسعه فبدت اجمل والطف :يعني ايه.
كريم بتلاعب:هقولك بكرا على الفطار.. ودلوقتي يالا نطفى الشمع.
زينه بفضول شديد والحاح:والنبي والنبي قوووول.. الفضول قاتلنى.
كريم بوسامه :ههههههه. لا خليكى كده... ههههههه عشان تدخلى السنه الجديده بفضولك ده.

زفرت بسخط طفولى. فابتسم بحب ومسك يدها لاول مرة فانتفضت القشعريره بجسدها ونظرت له بزهول. ابتسم مجددا باتزان وسحبها أمام الجميع ليذهبوا لإطفاء الشمع وباقى فتيات العيله تناظرها اما بفرحه لها او غيره وهم يرون اهتمام هذا الوسيم الأشقر ذو العيون الزرقاء بها.

كانت حنين تسير بغضب تجاه السلم للنزول فلحق بها زين على آخر لحظة.

مسكها بقوه وقال :ايه يا مجنونه رايحه فين.
حنين بغضب:هسيبك مع البنات يا زينو.

زين بتلاعب:ايه غيرانه.

نظرت له بغضب ثم اشاحت وجهها عنه بلا كلمه.

نظر لها وقال باصرار:غيرانه والله.
اندفعت قائله:اه.
تفاجئ جدا وسعد بذلك بشدة وقال بحب:مش حقك تغيرى ابدا.
نظرت له بحزن فقال هو:ايوه لانى مش هاممنى ولا فارق معايا اى واحده فيهم.. كل الى تهمنى.. هى حبيبتي الى بحبها من وانا صغير.. البنت الشقرا ام عيون خضرا.. الى ياما طلعت عينى..

اتسعت اعين حنين.. اهو كذلك مثلها.. يحبها منذ الصغر.

ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت:زين انت.. قاطعها وهو يومئ بحب:ايوه يا حنين.. انا بحبك من واحنا أطفال.. بس دخولى كلية الشرطة غير شوية حاجات.. وانتى بعدتى وبعدها... قاطعته بحب ولهفه:انا بعدت عشان انت كنت اتغيرت وكنت عارفه علاقاتك بكل البنات اللي انت تعرفهم فكنت ببعد اكتر واكتر.

نظر لها بتفاجئ اهى الاخرى مثله.

زين:يعني انتى حاسه نفس الى حاسه ناحيتك من واحنا لسه صغيرين.

هزت رأسها بخجل فاقترب واحتضنها بقوه فقالت بتفاجئ :زززززين.

قال هو بضحك بجانب اذنها:حضن برئ والله.
ضحكت هى وابعدته عنها وقالت :حضن برئ مع زين فاضل.. هنضحك على بعض.

ضحك ومسك يدها وقبلها وقال بمرح:ده انا هروح ابوس البت ندا دى.
نظرت له بغيظ وشراسه فقال:ماهو لولاها مكناش بقينا مصارحين بعض دلوقتي... ياااااه انا مش مصدق والله.
حنين :لأ صدق.
قبل يدها مجددا بحب وقال:طيب تعالي عشان نطفى الشمع مع بعض.

شبكت يدها بيده ودلفت للداخل معه.

______________


يومان مروا ويونس حزين جدا من شهد وابتعد. لأول مرة منذ سنوات يبتعد هكذا.. يحاول أن لا يظهر شيئا أمام ابناؤه. وهى تحاول معه باستماته وحب ولكنه مازال غاضب حزين.

دلف عز الفيومى الى مكتبه بناء على ميعاد سابق بينهم وجلس امام يونس الذى تحدث قائلاً :بص يا عز... احنا صحاب وشركا قبل اى حاجة ومافيش حاجه هتأثر على الى بينا.

عز :اكيد يا يونس.. ده احنا الى بينا سنين.
يونس :كويس اوى.. بص بقا.. الاتنين الجزم إلى انا وانت مخلفينهم دول عايزين يتربوا.
صمت وهو يتمتم بخفوت:ومافيش غير بنات شهد الى هيربوهم.
عز:بتقول ايه ماسمعتش آخر جملة.

يونس:بقول أنى هعمل معاك اتفاق وحقك ترفض او توافق.
عز:تمام قول.
يونس:انا هوافق مؤقتا على خطوبة ادهم وتاج.

عز بتفاجئ:معقول.
يونس:اهدى بس واسمعنى... البهوات سافروا واتغربوا وسابوا اخواتهم وكانوا مقضينها برا.. فاهمني طبعا... انا هربى مالك وادهم في وقت واحد.

وبعد حديث طويل قال يونس:انت طبعا حر عايز توافق وافق عايز ترفض حقك.

عز:لأ انا موافق.
يونس مبتسماً :تمام.. كده مش فاضل غير انى أعرف تاج وان شاء الله هحاول اخليها توافق هى مش بترفضلى طلب... وعلى فكره... لو حابب تعرف ادهم فهموا... هو بنى ادم برضه وانا مش حابب العب بمشاعره.
عز:هشوف.. سيبها بظروفها.

انتهى الحديث وتوجه كل الى بيته واخبر عز ادهم الذى طار فرحا ولم يبالى حتى أنها خطبه تحت الاختبار وليست بشكل صحيح ودائم فهو سيفعل اى شئ ولكن لتبقى جنيته له.

اما يونس فقد لاقى صعوبه كبيرة لإقناع تاج بخوض هذه اللعبه ووعدها ان الامر لن يطول كثيراً فهو يعلم أن لديها مذاكره وهى بمرحلتها النهائية من الثانوية العامة.


دلف لغرفته وجدها تجلس بابها حله تنتظره وكم كانت فاتنه هكذا.

تقدمت منه قائله بحب واعتذار :كفاية بعد بقا يا يونس.. انا مش اد بعدك عنى.. عمرى مانمت بعيد عنك.. جاى بعد السنين دى كلها وتعمل كده.

رغم الحنين الذى بداخله ولكنه حزين منها فقال:قولت ارحمك من العجوز الى كابت على نفسك والى اضطريتى تتجوزيه عشان الظروف.

شهد:معقول يا يونس بعد كل الى بينا وكل الى حصل حوالينا وبعد كل السنين دى بتقول كده.. انت عارف ومتاكد من جواك انى بعشقك.. لو اعترضت على فرق السن الى بين تاج وادهم ده لأن مش كل الناس انت مش كل الرجاله يونس العامرى.. انا خايفه على بنتى.. وتاج مش زيى.. تاج بتحب الحياه والناس وعايزه تنطلق.. افهم يا يونس وفرق.. تاج مش انا وادهم مش انت.. انا وانت مناسبين لبعض وبنحب بعض لكن حتى تاج مش بتحبه.

زفر بقوه وقال:تعالى اقعدى يا شهد هفهمك.
علمت انه لم يصفو لها بعد ولكنه سيفهمها ما يدور بعقله فقط. وبالفعل بدأ هو باخبارها بكل شئ.
_________________

فى الصباح على الإفطار وبحضور الجميع قال يونس لمالك:ممكن افهم ايه اللي عملته مع خطيب جورى ده.
مالك ببساطه :والله انتو شايفينوا خطيبها انتو حرين لكن انا مش معترف بالخطوبه دى.
يونس:امممم عندك حق.. عشان كدا الجمعه الجايه خطوبه جورى ورامز وتاج وادهم.

جحزت عيون جورى من المفاجأة. ماذا خطوبه رسميه؟!!مهلاً مهلاً.. ماذا!؟ ادهم وتاج؟ كيف هذا مستحيل.

قام مالك من مقعده بغضب و خرج للحديقه. وبعد طول تفكير رفع هاتفه بخبث وقام بالاتصال على احد الأرقام الى ان جاءه الرد:الو.. كيرا... انه انا مالك العامرى.. نعم نعم صديق ادهم... كنتى تريدين ادهم لكى... حسنا.. ستاتين لمصر فهو على وشك الزواج.. انا ساساعدك.... ستخبرين والدته انكى حامل منه.. نعم.

صرخ بقوه وقال:لااا ابوه لأ ده صايع ومش هتدخل عليه.... لالا لا أقول شئ.. فقط قومى بحجز اول طائرة.

واغلق المكالمه وهو يقول:بتلعب ابابا.. وانا هطلع لمين يعني.. ماهو ليك.. افضى انا بقى للست جورى هانم والبأف التانى ده.

قالها وهو يتوعد بداخله بالكثير والكثير
بشركة العامرى
دلف يونس للداخل باحد المكاتب المتوسطة التى خصصت لحمزه كى يتدرب بها.
ولكن ذلك الشارد لم يشعر به.
نظر له بنظره متفحصه وهو على يقين أن ابنه به شئ جديد. فطباعه متغيره بعض الشئ هذه الأيام وكأن هناك شئ يشغله.
تحدث فجأه بعدما استدار ووقف الى جواره ووضع يده على كتفه:مالك يا حمزه؟
انتبه بتفاجئ كبير وقال:لا. احم.. لا ولا حاجة يا بابا.
يونس بمزاح:مش قولنا بابا فى البيت.
حمزه :ااه. اه.. تمام يافندم.
ايقن مليون بالمئه ان هناك شيئا. زفر بتمهل وقال:فيك ايه.. قولى.
حمزه :ولا حاجة ده بس من ضغط الشغل مع بداية الدروس مصعب الموضوع شويه.
يونس :وايه الجديد مانت بتشتغل معايا من السنه اللي فاتت وكنت بتيجى هنا قبل الدروس وبعد كده تكمل دروسك ومذاكرة.
حمزه بتهرب:ماهو.. ماهو السنه دى شهادة والنظام الجديد ده غريب اوى.
يونس بقوه:ماهو عشان السنه دى شهادة مش عايز حاجه تكون شاغله بالك خصوصا انك عملت كام غلطه صغيرة كده فى الشغل وعدت بس مش هتنسى واتفرج عليك وانت كده.
نظر حمزه له بحرج لأول مرة ولم يعرف ماذا يجيب.
رفع حاجبه بدهشه أكبر وشكوكه تزاد وهو يرى حمزه ذو اللسان السليط محرج وعاجز عن الحكى.
مسك يده واقفه وسحبه خلفه حتى جلسوا على احد الارائك المتوسطة.
يونس :بص انا مش هقولك انا اب فرى وصاحب ولادى واعتبرني صاحبك واحكيلى. وكمان عارف ان مافيش واحد بيصاحب ابوه ويامنه على أسراره هههههه
ضحك حمزه هو الآخر فاكمل يونس :بس انا مصلحتك عندى أهم.. عايزك تتعلم كل الشغل وتبقى رقم واحد من بعدى وزى مالك اخوك وده مش هيحصل وانت مشغول بحد.
نظر له حمزه فقال:يابنى انا عديت بكتير اوى.. والنظره دى انا عارفها... كلام فى سرك يعني كاعربون صحوبيه عشان تعرف بس.. نظر له حمزه بحماس وفضول فاقترب يونس هامسا:امك شهد دى طلعت عين الى خلفونى وياما قعدت زيك كده وانيل.
ضحك حمزه فقال يونس:شوفت انا بقولك على اسرارى إزاى.
حمزه بلا مبالاه :لا ماهو ده مش سر.. تيتا عزيزه الله يرحمها حكتلى قبل ماتتوفى. قال كلامه بابتسامة سمجه.
يونس :ده انت تنح... ولااااا... انطق قول فى ايه.
حمزه:شوفت..اهو.. اديك رجعت يونس الاب الشديد.. امال فين انا صاحبك وبتاع وكلام نعناع.
يونس:انت ياض انت يابن شهد.. اخلص قول فى ايه لو عايز حد يساعدك.. لان وعلى حسب تخمينى كده مافيش حد هيعرف يساعدك غيرى.
حمزه:احممم.. هو حضرتك مخمن ايه بالضبط.
نظر له نظره شامله وقال:مش الحوار فيه بنت برضه.
ابتسم بسخريه على حديثه وطريقته الى اصبحت متأثرة بطريقه حديث صغيرته عليها. فهو لم يكن يتحدث هكذا مثل شباب ورجال العصر كان دائما يونس العامرى الوقور المتزن.
جلس حمزه إليه بتمسح كالقطط وقال بحماس :يعنى انت يابرو.. ممكن تخلصلى الحوار ده.
يونس:برو.. هى حصلت.
حمزه:ماهى زاطت بقا.
يونس :مانا الى جبته لنفسى.. قول فى ايه.. ومين دى.. ومن غير لف ودوران.
حمزه بجدية تشبه ذلك اليونس كثيراً :قبل ما اقول اى حاجة او هى مين.. انا عارف انى لسه صغير وحضرتك مش هتبقي واخد الموضوع على محمل الجد اوى وهتشوفنا شويه عيال... بس اتا بقالى فتره بحاول اتأكد من الى حاسة.. وكل ما الوقت يمر بتأكد أن فى جوايا حاجة قويه ليها... ولو انا ساكت ده عشان اسيب الوقت يثبتلى وليها كمان.
استمع له باهتمام وبلا اى استخفاف له او لمشاعره الجديدة وقال :ومين قال انى شايفك صغير.. بص يا حمزه اسمعها منى كلمه وخدها من ابوك الى شاف كتير اوى... فى رجاله عدت الأربعين بس اعيل منك.. وفى شباب زيك ب100راجل.. انا شقيت اوى وتعبت اوى عشان اكون المجموعه دى... معقول هجيب واحد انا شايفه عيل وامسكه فى وقت قصير جزء من شغل بملايين... انت  اتولدت راجل.. مش بالسن يابنى.
تهلل وجه حمزه من فخر ابيه به وقال: بجد يا بابا.
يونس بحب وفخر :بجد... ها هى مين بقا.
حمزه بقوه وحماس:لينا.
تلاشت ابتسامة يونس وقال :نعم؟ لينا مين؟
امتعض وجه حمزه ظنا انه يتحدث عن الفارق المادى وقال بتوجس :لينا بنت عم سامر.
يونس:انت عبيط يالا... دى اكبر منك.
تهلل وجه من جديد وقال :بجد.. يعنى دى مشكلتك بس.
يونس:وانت شايف انها حاجة عادية يعني.
حمزه:قولت هترفض عشان ابوها شغال عندنا.
يونس بنبره عاديه جدا :وهو يعنى شغال عندنا حرامى ولا طبال.. راجل شغال شغلانه زى بقيت الرجاله وفاتح بيته.. وما تغيرش الموضوع.. دى اكبر منك.. انا فاكر كويس.. اتولدت قبلك.. ايوه اه.. كنا لسه عارفين ان امك حامل فيك انت وتاج وهى كان السبوع بتاعها واديت لابوها مكافأة كبيره وإجازة عشان كده انا فاكر كويس اليوم ده.. يعنى كده هى اكبر منك ب... قاطعه حمزه:ب9شهور.
يونس :أكبر منك بسنه بلاش حركات امم شهد دى ماتحورش.
حمزه:يا سيدى سنه.. بس من امتى يونس العامرى بيعترف بفرق السن.. ماحضرتك اتحوزت ماما وانت أكبر منها بكتير وماشاء الله لايقين جدا على بعض.
رغماً انه اشرق وجهه بحب شوقا لها رغم حزنه منها وحمزة مازال يواصل حديثه:ووافقت على خطوبة ادهم من تاج.. رغم أن انا نفسي مش راضى عنها.. يبقى جاى تتكلم فى السنه إلى بينى وبينها.
يونس:يابنى.. دماغ الست مش زى الراجل.. الست لما بتتجوز واحد كبير بتجس كده انه ربنا خالقها دماغها كبيره وتستوعب.. مش عايزه اقولها ميه بالميه ان عقل الست بيبقي أكبر مننا شويه.. بس لو بصبت حواليك هتلاقى ان بنات كتير متجوزه رجاله أكبر منهم ومتفقين ومكملين ربنا يبارك للناس كلها.. لكن صعب تلاقى جوازت الست اكبر من الراجل.
حمزه :بس فى وناجحه.
يونس :ماشى بس قليله.
حمزه :بس يا بابا اهم حاجه فى العلاقه دى ان الراجل يبقى ماسك زمام الامور فى ايده.. زيك انت وماما كده.. بتحبها جدا وده واضح للكل بس زمام الامور فى ايدك انت وده برضه واضح للكل.
اخد يونس نفس عميق وهو يرى ان حديث ابنه صحيح وعقله ناضج فقال:حمزه.. انت لسه صغير.. وهى كمان حتى لو أكبر منك بس فى الاصل هى برضه لسه صغيره... وانا خايف عليكو.
صمت لدقيقه ثم قال :بس انا عايز اطمنك... وماحدش عارف يمكن ده الخير ليك.. وكمان عشان اضمن انك تركز فى مستقبلك.
حمزه بتهلل وتوجس:يعني ايه؟
وقف من مجلسه وقال:هتعرف بعدين... واقول خلص الشغل الى وراك والا هيتخصم من مرتبك.
حمزه بضيق:مرتبى؟ ده تقريباً باخد اقل من اصغر وموظف.. مع انى شغال اكتر منهم.
يونس:هو ده اللي عندى... مش كفاية مركبك عربيه بالشئ الفلانى.
حمزه:على فكره دى حاجة عادية على اى واحد ابوه مليونير.
يونس:لا يا حدق.. ده عند العيال الطريه.. لكن انت تدفع اقساطها مت من مرتبك.. ولو بصينا على مرتبك هنلاقيه مايكفيش قسط عربية زى دى او يعنى يادوب يسدها... يعنى الملاليم الى مش عجباك دى انا مجبى عليك بيها.
حمزه بامتعاض:يعني جايبلى العربيه قسط مش كاش زى ولاد الاغنيا.. وكمان بتقولى بجيى عليك.. تحس انك ابويا اوى.
يونس وهو يغادر :وعلى فكرة اتخصملك ساعتين تأخير وامبارح الى كله أخطاء ركز بقا عشان ممكن ماتعرفش تقبض الملاليم الى مش عجباك آخر الشهر كمان.
خرج وترك حمزه خلفه يتمتم بزهول :ده انا لو لاقيط كان هيعاملنى احسن من كده.
__________________
باحد المطاعم ذات الطراز الشبابى يجلس كريم مبتسماً بهدوء يعذر ارتباك تلك الرقيقة التى امامه واعجايه يزاد يوما بعد يوم فقد خطفت لبه بملامحها الشرقيه جدا جدا. سمارها الناعم. عيونها الهادئه.. فمها الصغير.. جديتها بالعمل ومع اى شاب غريب تخفى لمن سيكون زوجها فقط رقه لا متناهيه وهو على يقين من ذلك.
اما هى فحدث ولا حرج. الفضول يأكلها وبنفس الوقت لاتريد ان تعشم نفسها بما لن يحدث فهى بالكاد خلال الأيام المنصرمه كانت تجاهد للسيطرة على حبها.
تحدث هو:ساكته ليه.
زينه:احمم.. مانت برضه ساكت.
ابتسم بحب وهدوء وقال :قوليلى يا زينه.. يعنى على سبيل الدردشه.. ايه مواصفات فتى احلامك.
تفاجئت كليا من سؤاله وقالت :ماليش.
استغرب بشده قائلاً :معقول! ده اى بنت بيكون عندها مواصفات مهمه جدا وصعبة في فارس احلامها.
زينه بحزن لنفسها:هقولك ايه... هقولك انى من اول ما وعيت على الدنيا وفهمت مشاعر البنات وانا شايفاك انت بكل صفاتك فارس احلامى.. بس انت عمرك ماحسيت ولا هتحس.. وحاولت اقرب كتير... اسكتى واوعى تقولى حاجة زى دى ابدا... كملى قدامه بكل ثقه.. يعنى هيبقي لا حب ولا كرامه.
طال صمتها فقال وهو يفرقع اصابعه أمامها :هااااااى... روحتى فين يابنتى؟
زينه:هاااا... لا ولا حاجة.
كريم :هو ده سؤال صعب اوى كده... امال لو دخلت على الى بعده هتسرحى اد ايه ولا هترضى عليا امتى.
تناولت مشروب الكابتشنو الساخن جدا وهى تقول :ههههههه طب ادخل على الى بعده وانا واثقه هفاجئك بسرعة الاجابه. ثم اكملت ارتشاف وهو يقول:طيب انا هجيب ماما ووالدى ونيجى نخطبك النهاردة.
بصقت ما بفمها عليه من بعد فى خط مستقيم من هول الصدمه والمفاجئه.. وهو لم يقل عنها.
ثانيه.. ثانيتين.. تنظر بزهول وحرج لما فعلت... وهو بزهول لما حدث.
نظر لها قائلاً :لا وعدتى ووفيتى.. ده انتى ابهرتينى بسرعة الاجابه فعلاً.
وضعت يدها على فمها وقالت بحرج:اسفه والله بس انا.. هو انت قولت ايه؟
كريم وهو ينظف ما فعلت :ماهو انتى يا موافقه جدا.. يا رافضة جدا.
نظرت له بزهول ولم تجيب فلم يفهم ما يحدث إنما ظن خطأ وقال:شكلك ماكنتيش متوقعه انى ممكن افكر فيكى كده... بس انا ما سمحتش لنفسى اخد خطوة بجد غير لما عرفت منك انك مش مرتبطة بحد.. وحسيت اننا ممكن نكون مناسبين لبعض.
من كثرة الزهول لم تجيب ايضا. فتاكد من ظنونه وقف قائلاً بادب ووقار :مافيش اى حاجة ممكن تأثر على علاقتنا كا زملاء ابدا.. وانا موجود في اى وقت تحتاجى فيه اى حاجه.
وهم للرحيل بهدوء وشموخ فنادت عليه فجأه وبقوه:كررريم.
توقف وهو يعطيها ظهره. مهلا لم تقل استاذ كريم.. استدار لها يناظرها بتوجس.
تقدمت منه وقالت بحياء شديد وهى تنظر أرضا :ااا.. كنت بقول يعني.
كريم:تقولى ايه؟
زينه:ااا.. هات الجاكت انضفهولك وابقى خدوا النهاردة بالليل... مش انتو هتيجوا بالليل برضه.
نظر لها بسعاده وهى تناظره بخجل شديد يبتسم لها وهى تبتسم فقط.
__________________
فى فيلا العامرى كانت جورى تتحدث على الهاتف مع زينه.
جورى بفضول قاتل:قولى بقااااا.
زينه بفرحه ستتوقف لها قلبها:بس جمعى البنات.
زفرت بقوه وقالت:طب اقفلى اشوف تاج فين تروح تصحى الأميرة النايمه.
زينه:هتفضل تاج كده تصحى حنين لحد امتى.
جورى;ههههههه.. استنى اشوفها فين.
اغلقت معها الهاتف واحكمت وضع حجابها وخرجت من غرفتها وهبطت الدرج وجدت وسيمها يجلس على احد الارائك وهو يستند بظهره يتصفح هاتفه بكل هدوء. 
نظر لها نصف نظره وقال وهو مازال ينظر للهاتف:اهلا اهلا بعروستنا. 
عروستنا! 
تمتمت بها بزهول وهى مستغربه جدا هدوءه وسكونه هذا.. هل يعقل نسى أمرها ولم يعد يهمه.. هل محاها من قلبه ومحى فكرة ارتباطه بها... لقد كانت تريد تأديبه فقط ليس الا فهى اصبحت مدركه انها تحبه. 
نطرت له بحزن وكانت ستضعف وتبوح بكل شئ وبخطتها أيضاً فى سبيل الا يتركها فهى لن تقدر على الابتعاد حتى لو استطاع هو. 
همت للانفجار بالحديث ولكن قاطعها دخول تاج من الخارج باندفاع قائله:عروستى الحلوة واقفه كده ليه؟
لملمت حالها بحزن وقالت بصعوبه:هنروح لحنين.. زينه عندها مفاجئه وشكلها نايمه. 
لوت تاج شفتيها فهى تعلم رفض مالك القاطع للذهاب لهناك فنظر الاثنان نحوه فقال هو بهدوء:روحوا. 
نظروا له ببلاهه مرددين:هاا. 
مالك :روحوا... القعدة هناك أكيد هتعجبكوا.
قال الاخيره بمكر فى حين فروا هم بسرعه خشية ان يغير رأيه. 
. قهقه هو عالياً وقال: هبل والله.. ده أنا مستنى الوقت يظبط كده من بدرى. 
ثم قهقه عاليا باستمتاع وهو يقول :البس بقا يابن الفيومى عشان تبقى تقرب من اختى اوى. ههه. ههههه.. ههههههه. 
______________
بفيلا عز الفيومى 
يجلس بملل وهو يتأفف وقد عاد حالا من الخارج.. انتظرها خارج سنتر الدروس رغم تحذيرات مالك بعدم تكرارها  ولكنه ذهب وبعد طول انتظار علم انها غادرت من الأساس. 
تهلل وجهه ببلاهه وهو يرى جنيته تدلف للداخل بمرح كبير. 
اتسعت ابتسامته وهو يراها تسرع الخطى فاتحه ذراعيها بالاحضان تجاهه. 
فتح ذراعيه لاستقبالها وهو يقول:ياحبيبتى... اخيرا حسيتى بيا. 
ظل فاتح ذراعيه منظرا ذلك الحضن الذى احترق شوقا له. ثوانى وتصنم جسده بصدمه. 
-مهاميهو حشتينى حشتينى حشتينى. 
نعم!! ماذا 
لقد كانت تفتح ذراعيها لوالدته.. هذه الاحضان لها.. جز على أسنانه وهو يستمع لفرحة امه بها. 
ماهى بسعادة طفله :وانتى وحشتينى اكتر... انتى فين. 
تاج:اهو الدنيا مشاغل يا ماهى ياختى... الثانويه العامه قاطمه وسطى. 
ماهى باندماج غريب معها فقط:اه ياختى.. ربنا يكون فى عونك.. شدى حيلك كده. 
نظر ادهم لهم بزهول مرددا:امى؟ امى فين... انتى عملتى فيها ايه؟ فين ماهى سيدة المجتمع؟ 
جورى التي كانت تراقب باعتياد:هى امك بتتحول كده اول ماتتلم على تاج... لحد دلوقتي  عاجزين عن اننا نفصر سر الكيميا الى بينهم.. من يومين لعبوا كوره زى العيال ودلوقتي زى مانت شايف... عالمه ودلالة. 
ضرب جبينه بيده وهو يهز رأسه بيأس ثم ابتسم بحب على صغيرته. 
حاول جذب انتباها للحديث ولكن استعجلتهم جورى وصعدوا لحنين. 
______________
امام امن الكومبوند الذى تقطن به الاسرتان توقفت سياره رامز وهو ذاهب إلى بين يونس العامرى لجلب فستان الخطوبة وفقاً للعادات( لا يعلم ماذا ينتظره). ولكن توقف عن الدخول وهو يرى سيارة اجرى(تاكسى) تقف والسائق يقف أرضا والى الناحية الاخرى فتاه في حوالى ال26من العمر. لاول مرة يخطف رامز. رغم جمال جورى إلا أن هناك شئ جذبه لتلك الفتاة.. يبدو انها ليست مصريه. 
ترجل من سيارته فصافحه افراد الامن باحترام. 
فرد امن باحترام له :رامز بيه.. اتفضل يافندم
رامز بهيبة شرطى يحاول ابهارها به وهى بالفعل انبهرت ولكن يظل ادهم هو حلمها :فى ايه يا طلعت. 
طلعت:ابدا يا باشا.. الانسه ولا المدام دى داخله فيلا عز بيه الفيومى وماحدش هناك بيرد عشان اشوف اسيبها ولا لأ. 
استدار لها رامز وغرق بعيونها الخضراء قائلاً باناقه:تتحدثين العربيه. 
كيرا:لا... اتحدث الإنجليزية. 
رامز وهو يصافحها ببوادر إعجاب حقيقى:رامز.. ضابط شرطة. 
كيرا:اهلا.. انا ادعى كيرا.. حبيبة ادهم. 
رامز:نعم؟ ماذا قولتى؟ 
كيرا بفخر :انا كيرا حبيبة ادهم الا تعرفه. 
رامز بسخريه:بالتأكيد اعرفه... يبدو اننا سنستمتع كثيرا. 
نظر الى طلعت وقال :دخلها على ضامنتى. 
طلعت:اوامرك ياباشا. 
قام بمحاسبه سائق التاكسي واصطحبها معه بسيارته يريد مشاهدة ذلك المسلسل الهندى بكل احداثه الأوفر جدا. 
_____________
يقف مالك فى احدى شرف بيته يطل على بيت الفيومى وهو يناظر ادهم الذى لا يعى شئ ثوانى واتسعت عينه ومالك وهو يرى كيرا بعينها تدلف داخل بيته. نظر تجاه مالك الذى اشار له بكوب القهوة التى يحملها بشماته ثم دلف للداخل. 
تمتم ادهم بغيظ بتلعب يابن العامرى... ماااشى شوف بقا ابن الفيومى هيعمل فيك ايه... رفع هاتفه وقام بإجراء احد المكالمات الضرورية... ثم اتجه لمواجهة مانصب له
_____________
بغرفة حنين
صرخت الفتيات بفرحه غير مصدقين. 
تاج:ياااااه اخيرا... ده أنا كنت قربت اتشل. 
زينه على الهاتف :ومين سمعك ده انا كنت خلااااص فقدت الأمل 
حنين:بس ده انتى رهيبه... مسكتى نفسك ازاى. 
زينه:مانا ماكنتش عايزه ابان انى واقعه اوى كده... وانا اصلا ما صدقت. 
جورى:جدعه يابت تربيتى. 
زينه :بفكر نعمل خطوبتنا سوا. 
كسى وجه جورى الحزن مجددا فقالت حنين:لو شايفه ان العند زاد بينكوا خلاص.. مافيهاش حاجة إنك توقفى وتتمسكى بحبه.. مش حلو ان اول دبله تلبسيها تبقى دبله واحد تاني غير حبيبك. 
شردت جورى بحديث حنين بحزن وهى لا تدرى بما يخطط له حبيبها فى غرفته فهو ثعلب فعلاً كيونس والده. 
___________
بالاسفل دلفت كيرا للداخل
استقبلتها ماهى مرحبه:أهلاً اتفضلى. 
كيرا بالإنجليزية :عذرا سيدتى.. لا أتحدث العربية. 
ماهى:حسنا أيتها الجميلة... تفضلى اجلسى... هل انتى صديقه حنين... لم اراكى من قبل. 
كيرا:لا انا اكون حبيبه ادهم. 
جحزت اعين ماهى وهى تراها تضع يدها على معدتها المسطحه وتقول :وام طفله. 
ابتسمت ماهى ببلاهه تزامنا مع دخول عز.. ذهبت له وتشبست به كطفله وقالت بفرحه:عز... مبروك هتبقى جدو. 
عز:جدو... هو انا طايق ابنك يقولى يا بابا لما ابقى جدو. 
كان ادهم يذهب تجاههم فى نفس الوقت يحمد الله ان جنيته مازالت عند حنين فقد بعث لها رسالة ان تعطل نزولها قليلاً. 
تقدم منها قائلاً :لما انتى هنا كيرا. 
قامت بسعادة لرؤية فارسها العربى الذى طالما حلمت به. احتضنه تحت نظرات ماهى التى تقطر  قلوب😍. 
ماهى :امممم.. كيوت اوى ياعز. 
هز رأسه بيأس منها وقال :ياحبيبتى... اكبرى الله يخليكي.. ده احنا فى كارثة. 
اما ادهم ابعدها عنه قائلا بجمود:اجيبينى.. لما جئتى كيرا؟ 
كيرا بحب :جئت من اجلك حبيبى. ثم كذبت قائله:ومن أجل طفلنا. 
عز:طفلنا... انت هتلبسنى مع يونس العامرى يا بن الجزمه. 
ماهى بحزن:عز. 
عز:استنى انتى يا حلوه... انطق باخويا... الكلام ده بجد. 
ادهم :بقولك ايه يا بابا.. دى لعبه من صديقى الصدوق.. انا بقالى اكتر من اربع شهور قاطع معاها واى كلام بينا كان محاولات منها اننا نتكلم تانى بس الحته دى بقا راحت عن باله.. والاهم من كل ده.. وجه نظره لكيرا وقال :انكى مازلتى عذراء كيرا. 
تفاجئت كيرا كليا فقد اعتقدت انها نجحت فى جداعه. فقد ظنت انه كرجل شرقى إذا اوهمته انها قد فقدت عذريتها على يديه فسيتزوجها ولكن لم يحدث بل ولم ينخدع ادهم. 
نظر لها بقوه وقال:ادهم لا يخدع يا صغيره... لا شفقه لكى لدى بعد الآن... والان عودى حيثما اتيتى. 
خرجت كيرا بخزى فى نفس الوقت الذى تم طرد رامز فيه من فيلا العامرى بعد مشاده كلامية بارده مع مالك فذهب على وعد بالعودة حين عودة صاحب البيت. نظرت له ونظر لها. ووقفوا مقابل بعدهم.. بدون حديث.. فتحت باب سيارته وصعدت بها لا تعلم لما فعلت ذلك. استغرب فعلتها ولا يعلم لما ابتسم لها بحنان... يشعر ان هناك شئ مشترك بينهم... ربما الضياع... كل منهم لا يعرف ماذا يريد فى حياته. 
__________
فى المساء تقابل منير والد كريم مع ملك امام منزل زينه. تحت عيون طارق الذى احترم الموقف وترك والده من يذهب معهم فهذا حقه وحق كريم رغم غيرته الشديدة خصوصا مع علمه بمحاولات طليقها المستميته خلال سنين للرجوع لها. ولكن فشلت حتى يأس هو تماما. 
فى منزل زين قراءة الفاتحة وكريم ينظر لتلك المحمره خجلا بفرحه كبيره.. فهو أصبح متيم بها. ومنير يناظر ملك بندم شديد يحدث نفسه:كانت ليا وبتاعتى ودلوقتي حتى النظره متحرمه... ندمت يامنير بس بعد ايه.. ياريت السنين ترجع يا ملك ياريت. 
ولكن ملك لم تعد تشعر ناحيته بشئ لاحب.. لاكره.. هى الآن سعيدة فقط بفرحه ابنها الوحيد. 
____________
بفيلا العامرى. 
يجلس بغرفة مكتبه يفكر مليا... يشعر بخطأ كبير فيما فعل وسيفعل... يجب أن يربى ابنه بيده لا ان يستخدم فتياته.. كذلك ذلك الادهم... شهد معها بعض الحق... تاج منطلقه وتحب الحياة معاشرة الناس.. حتى انها لم تتحجب حتى الآن... هو عليه خطأ كبير ايضا.. أين كان هو من ابنه لمدة 11 عام.. والآن يستخدم جورى لعقابه... ذلك الرامز سمعته سيئه جدا وجورى امانه أخيه.. وابنه حبيبته... ااااه حبيبته.. لقد اشتاق لها جدا.. هى لم تقصد... حتى لو.. انا حزين منها. 
تضارب افكار كثيره تعصف به وهو غير قادر على ترتيبها واتخاذ قرار حالا. 
______________
بمكتب مالك بالشركة وبعد استدعاء السكرتيره المؤقته له لامر هام فى هذه الساعة المتأخرة. 
مالك بغضب لها:ودى حاجة مستاهله يعني. 
هبه السكرتيره يتلعثم:والله يافندم خوفت اجلها.. يونس بيه مش بيرحم حتى لو كان ابنه. 
زفر بضيق فهى قد قطعت عليه وصلة مخططاته:خلاص خلاص اتفضلى. 
خرجت بخوف وهى تزفر براحه. 
بدأ هو بتصفح ما امامه من اوراق حتى يعود سريعاً فلا وقت امامه... الخطبه غدا. 
فتح الباب ببطى مثير مع صوت حذاء نسائى.. اتسعت عينيه مستغرباً :ايميليا؟! 
ايمليا باغواء وهى تتجه ناحيته :نعم انها انا. 
نظر لها وهى تخلع عنها ثيابها فقال بزهول منها:ايمليا ماذا تفعلين.. هل جننتى... انا مالك ولست ادهم. 
ايمليا وهى شبه عاريه:بل انت هدفى منذ البداية أيها الاسمر الوسيم. 
اتسعت عينه وهى تحتضه وتقبله تزامنا مع همس يأتى من الخارج باستياء:تؤتؤتؤ... كده برضه يا مالك.. لا لا يا صاحبى. 
نظر بغضب له وهو يراه يرفع هاتفه ويسجل فيديو له. 
احمرت عينيه اكثر وهو يغادر قائلاً :واحدة بواحدة يا صاحبى... وتاج هتبقى ليا... انا اتصرفت مع كيرا الى بعتهالى.. وبعتلك انت الجثه دى على أساس أنها تقدملى خدمه عشان نقدر نتجوز وكده... واطيه. 
مالك بغضب :استنى عندك... أنا عملت كده عشان اختى لسه صغيره.. وكيرا الى انت ضحكت عليها. 
ادهم :كيرا لسه بنت... ابوك وافق... مش فاضل فى طريقى لتاجى غيرك... والفيديو ده ضمان سكوتك... اعذرنى ياصاحبي بحبها... وكل شئ مباح في الحب والحرب.. اوقف تسجيل الفيديو وهو يغلق الباب عليهم قائلاً :انجوى ياولاد..
تقف في شرفة غرفتها تنظر الى حديقة المنزل. العمال يقفون على قدم وساق ويعملون بحزم شديد لتنفيذ كل اوامر ذلك المتعجرف.
نعم مالك. هاهو يجلس وهو يضع ساق فوق ساق يختار حتى اغانى الحفل بنفسه بكل فرحه وشموخ.
دمعه ساخنه انحدرت من عيناها وقلبها يتقطع لاشلاء. وقفت خلفها زينه قائله :اهدى يا جورى... ماتعمليش فى نفسك كده يا حبيبتي.
التفتت لها جورى بوجه محمر من البكاء:مش شايفه الى حصل.. كل حاجه انقلبت ضدى.. ياريته مارجع ولا شوفته.. انا كنت عايشه عادى.. ليه جه يفكرنى بالى فات ويبوزلى حياتى.
تقدمت منهم حنين وقالت:هونى على نفسك يا جورى.. مافيش حد مستاهل دموعك.. وانسى.
جورى:انسى ايه.. انسى انى حبيته.. انسى انى هتخطب لواحد زباله وبتاع بنات.. انا كان عقلى فين وانا بوافق على الفكره الزفت دى.
زينه:طب بصى للموضوع بنظره تانيه.
جورى :إزاى يعنى؟
زينه:هقولك... قطعت كلامها وهى تنظر ناحية تاج التى تنظر لهم بغيظ مضحك.
ضحكوا جميعاً لا اردايا وهم يجدوها تنظر لهم بغيظ وشرايه وهى حالسه على طرف الفراش بجانب فستان خطبتها.
حنين وهى تكتم ضحكتها:مالك انتى كمان يابومه؟
تاج بغيظ :مانا شايفه قدامى مجموعة من البرود واتجمعت.. ماحدش فيكوا واخد باله من الى بيحصل معايا.. انا اتخطب انا... انا بتاعة جواز انا... تااااااج..تتخطب..ولمين لادهم.
حنين:وماله اخويا ياختى... ده طول بعرض بيمشي يهد الارض يا اوزعه.. ياشبر واقطع.
زينه :الله.. الردح اشتغل.
وقفت تاج مكمله:طب كويس انك عارفة انه طول بعرض وانا شبر واقطع.. كان اولى تلفتى نظر اخوكى.. ياجدعان.. ياجدعان والله شكلنا يضحك جنب بعض.
ضحكوا مجدداً فزفرت بقوه. وتنهد جورى أيضاً فقالت زينه:ياجماعه زى ماقولتلكوا... بصوا للموضوع بجانب ايجابى شويه.
جورى بجزن:انا مش شايفه اى جانب ايحابى.
حنين بفرحه:ازاى بس... طب انتى عمرك كنتى تتخيلى اننا نعمل خطوبتنا فى يوم واحد ومكان واحد.
زينه مكمله:ده انا تعبت كتير اوى على ما اقنعت كريم اننا نعملها هنا فى بيتكوا.. انتى عارفه هو حساس اد ايه.
حنين:واهو فرح وهيصه وعاملين قعده بنات وبس يعني هنرقص ونهيص ونبقى بشعرنا وتبقى درمغه للصبح.. بصو احنا نفرح النهاردة والصبح إن شاء الله تفشكلو حطبتكوا انتو الاتنين... نعمل ايه مع عمو يونس الى عازم الناس من مده عشان مشغولياته خايف لا ينسى حد.
ظلت تاج وجورى على حالتهم فقالت زينه بفرحه وهى تجذبهم بمرح وتقفز :يالا قومواااا... انا وحنين هنكمل جواز.. وانتو على اخر اليوم تفركشوا.
حنين وهى تجذبهم للرقص :واهو حفله ورقصه وعشوا ونديها للصبح انتو هتخلعوا وانا وزينه نتدبس... يالاااااا.
ظلوا يلهون كثيرا وجورى وتاج قد انقلع همهم قليلاً فهم سيلهون الليله وبنهاية اليوم سينتهي كل شئ ويصبحوا هم الأحرار وحنين و زينه من سيكملون.. كما قالوا...
_____________
بغرفة يونس يجلس وهو عاقد ذراعيه حول صدره.. لقد تاخر في إتخاذ قراره.
ذلك اللئيم ابنه وضعه أمام الامر الواقع.. جهز قائمة بكل المدعوين وأرسل لهم دعوات على هذه الخطبه منذ أسبوع على ان المرسل هو يونس العامرى.
رغم أنه والده.. يحمل نفس جيناته.. لكنه الان لا يعلم بماذا يخطط ابنه.
قطع شروده خروج حبيبته من غرفة الملابس وهى ترتدى فستان من الازرق مخصص للسهرات.. يبرز منحنياتها والتي نضجت بطريقة مهلكة لامرؤه على مشارف الاربعين وكم تكن المرأة مكتمله الجمال والأنوثة في هذه السن.
خطفت لبه واطاحت بعقله وهى تتهادى بخطاواتها عن قصد وتتجه لمرأتها تقف بدلال تضع عطرها الذى يذيبه عشقا وهى تعلم تلك الخبيثة الفاتنه.
اشتعلت عينيه بغضب وهو يراها تضع احمر شفاه صارخ على شفتيها.
تتظاهر انها لم ترى غضبه او حتى تتوقعه.
حاول التظاهر بأنه لا يهتم ولكن مع احمر الشفا هذا لا يستطيع. انفجر بغضب وقال :انتى بتعملى ايه يا هانم.
التفت له قائله :ايه... بحط روووج.
يونس :روووج... ورايحه فين بالروج ده يا هانم.
شهد:الله مش خطوبة بناتى... حقى افرح بيهم ومعاهم.
يونس :وهو الفرحه ماتحصلش غير بالروج.. ولازم يكون احمر.
شهد:والله هو عاجبنى.. ومش عايزه امسحه.
يونس بغضب :والله... امسحهولك انا يا حلوه.
تقدمت منه بدلال مثير وهى تعطيه احد المناديل الورقيه وقالت :اتفضل .
يونس بسخرية :ايه ده.
شهد بدلال:منديل.
يونس بقوه:خليهولك... انا يونس العامرى يا شهدى..
وقبل أن ينقض عليها قبضت على الفستان بخوف مضحك وقالت :يونس... بلاش تقطع الفستان ابوس ايدك.
زال غضبه وانفجر ضاحكا يتذكر جنونه وهوسه بها الذى دائما يجعله في مرات كثيرة يقطع عنها ثيابها وهى أيضاً ضحكت بحب تتذكر لحظاته معها... احتضنته تهمس اسفا.. وهو يمسح على شعرها بحب ولكن يده الراغبه كجسده تفتح لها سحاب فستانها وهو يقول بهمس مثير:مش هقطع الفستان اهو.
وفى ثوانى كان ياخذها معه لعالمه الملئ بالقوه والعنف الذى غرقت بعشقهم منه وبه وله فقط.
_______________
خرج رامز من مبنى السفارة الخاصه بكيرا وهو ينظر لها مستغربا... حتى هى مستغربه.
نظرت له وقالت :ماذا فعلنا نحن.
رامز:لا اعلم.. لكنى اردت فعل ذلك... بكى شئ غريب كيرا... شئ يجذبنى ولا اعلم لما.
كيرا:هل ما فعلته صحيح؟
رامز :اذا لما جئتى معى ووقعتى على عقد الزواج.
كيرا بجنون:لا اعلم.. لا أعلم.. ربما شعرت مع بدفئ افتقدته.. ربما لانى نمت فى بيتك الدافئ دون خوف من ان تمسنى بسوء.
رامز بسخرية مره :هه.. اى بيت دافئ كيرا.. بيتى لازع البرودة حتى فى عز الصيف... وانا... ههه انا لا اترك اى انثى دون اخد ما أريد... ولكن انتى من اضفتى دفئ لبيتى شعرت به لاول مره... انتى اول فتاه لم اطمع بها رغم شدة سحرها لكنى اردت حمايتها بروحى.. كل هذا اعجاز لا يحدث لى ابدا... لذا وبكل تهور لم اتردد ثانية ان اخذكى معى واعقد زواجى عليكى... لن اضيع طاقه النور التى انارت فى طريقى المظلم.. ربما انتى من كنت ابحث عنها
كانت تستمع له بزهول تشعر لأول مرة بصدق ما يقول.. لاول ليله تنسى ادهم.. طوال وهى معه وفى بيته تنسى ادهم ولعنة ادهم التى حلت عليها منذ سنوات.. كانت تتمنى دائما ان تجد من تنساه معه.. صادقت العديد والعديد من شباب لندن حتى انها صادقت عرب ومصريين لربما تجد من وسطم من ينسيها ادهم.. ولكن وحده ذلك الشاب الذي لا تعرف عنه شئ هو من نست وهى الى جواره فارس احلامها الورديه.. هه.. ابتسمت بسخريه فهى لاتعرف شئ عن من تزوجت منه.
كان ينظر هو لعيناها وهو يشعر بتهوره ولكن لن يترك فرصته كى يحيا مثل باقى الخلق تضيع من يده.
 وهى غارقة فيما حدث وما تريد.
تحدثت بعد ثوانى وقالت :وماذا عن ديانتى؟
رامز:كما رايتى.... انا مسلم يسمح لى دينى بالزواج من غير المسلمه والا لكنا واجهنا مشاكل فى اتمام عقد الزواج... إذا ارادتى الاستمرار على دينك لا مانع لدى.. ولكن اطفالى فهم طبقاً للشرع والقانون هم على دينى.
ابتسمت بحنان قائلة :أطفال؟
رامز مبتسما بحنان هو الآخر :نعم... دعينا ننجب كثيراً... ما رأيك ان نصنع لنا اسره كبيره تعوضنا عن اى شئ فقدناه فى هذه الدنيا.
استصاغت الفكرة بشده رفعت عيونها له قائله:ماذا تعمل انت.
هز راسه بحب فهى الان فقط تذكرت ان تساله:فتح لها باب السيارة واغلقه بكل ود ثم استدار وجلس لجوارها وقاد متجها لبيته وهو يخبرها انه ضابط شرطة وماهى رتبته ولم ينسى ابدا ان يقص لها عن بعض المهام التى خاضها بقوه وضراوه وهى تستمع له بانبهار وحماس تشعر بضئالة ادهم امامه فهو بطل اكثر منه وهى تشعر وكأنه بطل احد أفلامها الأكشن المفضله.. سعيدة جدا إنها حظيت به. مستعدة للعيش معه تشعر بحماس شديد.
_______________
فى غرفة يونس كان يحتضنها بحب وتملك لا يزول وهى تتحدث بحب :ماكنش قصدى يا يونس.. بس انا عارفه انك بتحبنى وفاهمنى.
يونس بمكر يصطنع الحزن:لا انتى زعلتينى اوى.. اوى.. لا ايه ده انا وعلان اوى.
رفعت انطارها له بصدمه وقالت بغيظ:وانا الى افتكرتك صالحتنى.. طب اوعى بقا.. اوعى.
لكزته بغيظ على صدره العارى فضحك بقوه وجذبها له قائلاً :ههههههه خلاص خلاص.. اهدى.
نظرت له بحزن وقالت :طولت اوى فى زعلك منى.. كنت بتنام بعيد عني لاول مره من ساعه ما اتجوزنا.. وانت المفروض فاهمنى اكتر من نفسى وعارف انى ما قصدش.. بس انت مش ادهم... وانا مش تاج... انا طبعى غير.. عارفه انك بتغير وبراعى ده وبراعى انه حقك والى مساعدنى انى منقبه من زمان وانا اصلاً بيتوتيه. لكن تاج لأ.. تاج غير.. تاج منطلقه وبتحب الحياة.. دى حتى لسه ما احجبتش.. بتحب تصاحب كل الناس وتحب الضحك والهزار.. وادهم مش انت.. انت راجل محترم ومالكش لا فى العك ولا السكه الشمال لكن هو انت عارف هو بيعمل ايه... العلاقه دى غلط... هى جيل وهو جيل.
تنهد مطولا وقال:انا طول الايام اللي فاتت بفكر في كلامك.. هو صح.. بس..
قاطعته متنهده:بيحبها.. صح؟
يونس:ماشوفتيش هو مجنون بيها ازاى... ادهم ده مافيش ولا واحدة ولا حاجة قدرت تهزه كده... بنتك جننته.. ده ماكنش ناوى ولا بيفكر في جواز اصلاً... ابوه مزهول من الحاله الى ابنه فيها.
شهد :مش هتمنى لبنتى غير راجل يحبها كده... بس خلى بالك يا يونس.. الحب الى بطريقة دى مع واحد شاف كتير وعمل بلاوى كتير مع فرق السن يبقى كارثة.. فاهمنى.
تنهد مطولا وهو يحتضنها قائلاً :فاهمك.
نظر لها بحيره وقال:ومالك ده كمان... مابقتش فاهمله حاجة.
شهد بحيره:ولا انا... شكله سلم بالأمر الواقع.
يونس:ماعتقدش.
شهد:شكلنا طلمناه يا يونس.
يونس:لا طبعا... هو فاكر ايه... لازم كان يتأدب.. وهو راجل كنت هضربه يعني.. ماكنش قدامى غير جورى.
تنهدت وقالت :انا رامز ده مش عاجبنى.. وانت عارف.
احتضنها بدفئ وقال :النهاردة بس يعدى عشان الناس اللي البيه عزمهم ودبسنى واخر اليوم بناتك هيرجعولك وكأن مافيش حاجة اصلا.
نظرت له بحب مبتسمه ثم بعدها حسته على النهوض كى يستعدوا فالمساء قد حل ولابد وان الجميع على وصول.
______________
فى منزل رامز.
انتفض من عليها بزهول يشعر بفرحه عارمه وقال :كيرا.... كنتى عذراء.
اماءت له بخجل واحتضنها بحب يتغلغل داخله بلا اراده منه.
وهى لاول مرة تشعر بدفئ كبير.. متحمسه لصنع عائلة وافناء حياتها لهم.
تحدثت بعد مده وقالت :رامز.
رامز:همممم.
كيرا:سنكون اسره سعيده اليس كذلك.
رامز مبتسما :امل ذلك.
كيرا :سنعطيهم ما افتقدناه.. وما كنا نبحث عنه... لن نجعلهم أشخاص سيئه مثلنا.
رامز وهو يمسح على ظهرها بحب:لأول مرة أومن بمقولة فاقد الشيء يعطيه فهو اعلم الناس بمراره فقدانه.
ضمت نفسها له وهو شدد على احتضانها. يعدون انفسهم بصنع اسره سعيدة. ورامز يتذكر تهديدات مالك له صباح اليوم ويبتسم.
__________________
وقف يونس فى الحديقه المعدة ببراعه لهذا الحفل.ينظر بذهول حوله فقد اهتم ابنه بكل شئ. عجبا.
استدار وهو يبحث عنه ولكن لم يجده فذهب للبحث عنه.
_____________
يقف ادهم وهو يستعد لهذه الليلة.. ستكون ليلة احلامه يعد نفسه بذلك
فى غرفة الفتيات يستعدون بمرح شديد فقد عزمزا على الاستمتاع بتلك الأمسية.. حنين فرحة بخطبتها لحب طفولتها.. وزينه كذلك ستخطب لفارس احلامها.. جورى وتاج فرحين من أجل اصدقائهم جدا وسيلهون كثيرآ وفى اخر الليل لن يخسروا شيئا.. فقط أمسية رائعه ورقص ومرح.
انهت شهد ارتداء نقابها وهى تبتسم بحب فقد سامحها يونس حبيبها.. بل وصنع أمسية هائلة لهم للنساء فقط.. ابتسمت على غيرته التى لا تهدأ ابدا.
كذلك اكملت ماهى ارتداء فستانها الجميل وهى تبدو كفتاه فى الثلاثين وليست امرأة في الخمسين ابدا. تشعر انها تحلق من الفرحه فهى بجانب حبيبها عز العشوائي الوسيم.. واليوم خطبة ابنتها المدلله وكذلك ابنها.. ياااااه ستلهو مع تاج كثيرا الليله.
نعم هذا ما كانت تحدث به نفسها.
خرج عز من غرفة الملابس وهو يرتدي حلته السوداء. نظرة له بانبهار وهو يناظرها بإعجاب لا يعلم كيف فى هذا العمر ولا تزال تتمتع بمظهر الشباب... ربما لقلبها البرئ النقى.
وبخ نفسه للمره المليون على مدار سنوات على اليوم الذى فكر فيه للنظر لغيرها... لا يعلم ماذا كان حدث لو تزوج بملك.. هل كان سيخسر تلك الملاك.. اقترب منها وهو يقبل يدها بحركة يفعلها دائما منذ ذلك اليوم كندم منه على ما جعلها تشعر به.. وهى تعلم تلك الحركة جيدا وتعلم معناها ولكنها قد سامحته منذ سنوات رغم صعوبة الجرح.
وامام فيلا العامرى توقفت سياره طارق مقابل لسيارة منير الذى لم يحد بعينه عن ملك. تلك المرأة الرقيقه التي علم ببشاعه فعلته معها.. وأنه ورغم ما جناه من ثروات واموال طائله لكنه خسر امرأة جميلة جدا ومهذبه.. فعل الكثير خلال سنين طويلة لربما تعود له ولكن يبدو أنها وجدت رجلا يستحقها وعوضها كثيرا ولا تريد ابداله برجل آخر ابدا.. ولم توقف الامر على ملك فقط.. فابنه الوحيد أيضا اتخد من طارق بدلاً عنه مثلاً اعلى له.. علاقته به ليست كما يجب أن تكون علاقة اب بابنه الوحيد.. لكنه يعامله باحسان.. لم يحرمه من حقه كوالد فى الذهاب يوم خطبة ابنه بل وقدمه هو للحديث بالنيابة عنه وكم شعر هو بالفخر الذى كاد يتحول لدموع ندم فلا حق له بهذا الفخر.. فما فعله ليس إلا نتاج تربية ملك.. فقد احسنت هى صنعا فر حين كان هو يلهث خلف النساء.
ترجلت ملك بفستان من لون الذهب مع حجاب مناسب وزينه بسيطه وهى تتابط ذراع طارق بحب وفخر. تاركه منير يتحسر ندما فات أوانه وهو يتذكر كم فرصة اعطته وكم جاهدت للحفاظ على بيته الذى كان يسعى بقوه وجهل لهدمه وظنها ستنظره دائما.
دلف كريم وهو يرتدى حله من اللون الرصاصى وكم بدى فائق الجمال بشعره ولحيته الشقراء مع عيونه الزرقاء وجسده الرياضى يتهادى فى خطواته بوقار. طبطب على كتف والده يخبره بنظراته انه قد فات الأوان فقد خسر والدته وانتهى.. فهم منير على ابنه واتجه معه حيث يقام الحفل.
بعد دقائق كان زين يهبط من سيارته. استدار بفرحه يفتح الباب لامه وساعدها على الهبوط وهى ترتدى عباءه سمراء تناسب سنها ووزنها اللمتلئ. وتقدم بها للداخل.
دلف عز هو يحتضن كتف ماهى التى ارتدت فتسان من الاسمر يناسبها جدا وهى تنظر حولها بانبهار وحماس.. توقف قبل ان تدلف حيث المكان المخصص للنساء وقال بترجى مضحك:ماهى.. ابوس ايدك... ابعدى عن تاج على اد ماتقدرى... فى شخصيات مهمه جداً حاضرة الحفله... ابوس ايدك يا شيخه.
ماهى :عيب عليك.... لا ماتخافش.
عز وهو يغادر :ربنا يستر.
غادرت هى الاخرى وهى تعيد تذكير نفسها :مش هكلمها.. مالييش دعوه بيها... بصى لو شوفتيها مالكيش دعوه بيها يا ماهى فاهمه.. دلفت للداخل فاستقبلتها شهد تحتضنها بترحيب هى وملك واول ماسالت عنه:هى تاج فين؟
________________
يقف أمام الشرفه ينظر للحفل الذى اشرف على اعداده بنفسه. ابتسم بسخريه واغلق أزرار بدلته وانهى رسالة ما الى مجهول وقام بإرسالها.
خرج من غرفته وهو يبتسم بقوه.
وقف يونس وهو ينظر حوله بغضب شديد... أين ذلك الرامز... تاخر كثيراً.
التف حوله وجد ابنه يدلف للحفل بابهى حله. يبتسم باتساع وثقه. توقف امامه وقال:ها يا بابا... ايه رأيك في الحفله... كل حاجه تمام صح.
يونس مستغربا :مش فاهم حاجة... هو فى ايه.
مالك:الله.. هو الحفله مش عجباك ولا ايه.
يونس:لا كل حاجه تمام وده الى مقلقنى يا بن يونس.
مالك:لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم... انت مش كنت طلبت منى حفلة جامده لبنت اخوك.. ناسى كلامك.. دى اول حفيده هتتجوز من أحفاد العامرى وعايز فرح جامد وبتاع.. اظن مافيش اجمد من كده.
نظر له يونس وقال وهو يقصد هيئته:لا ده انت الى مافيش اجمد من كده... ولا كأن فرحك النهاردة. 
 مالك :هه.. مين عارف.. ربك قادر على كل شئ.. طبطب على كتفه وقال وهو يغادر:ادعيلى ياوالدى. 
غادر يرحب بالحضور ويبتسم بثقه تاركاً يونس يتمتم بتوجس:ناوى على ايه يا ابن يونس. 
_____________
بغرفة الفتيات 
كانت لكل فتاة منهم من يساعدها بوضع الميك اب وضبط الحجاب يناسب فستانها. 
جاءت رساله لأحد الفتيات. وبعدها فجأه. سقط منها علبه كريم مصنوعة من الزجاج وكسرت على فستان جورى. 
فزعت الفتيات ووقفت تلك الفتاة تدعى الصدمه والخوف وقالت:انا.. انا اسفه جدا... مش عارفه ده حصل إزاى. 
نظرت لها جورى لا تعلم ماذا تقول :خلاص يا انسه.. يعنى هعمل ايه يعني.. اهو اللي حصل.  هو يوم باين من اوله. 
الفتاه:طب انا هتصرف... انا هكلم مالك بيه وهو ان شاء الله يلاقى حل.
جورى برفض شديد:لأ مالك لأ... انا هتصرف. 
الفتاه :هو الى جابنا وقالنا اى حاجة تجد نكلمه وهو هيتصرف. 
تاج:خلاص يا انسه كلميه.. التفت لجورى وقالت :اهدى يا جورى هو الى هيعرف يتصرف بسرعه... انتى ماعندكيش فستان ينفع سهره ويناسب الخطوبه دلوقتي... عدى اليوم. 
. وفى دقائق كان الباب يدق وتقف فتاه بحوزتها فستان مغطى بالكفر الخاص به ولكنه يبدو كبيييير جدا. 
_____________
بالاسفل 
دلف ادهم للداخل بثقه وبداخله ينوى الكثير.. تأكد من وضع مسدسه فى ملابسه وتقدم وهو يبتسم بثقة. 
وقف يونس مقابل مالك وقال وهو يصطك اسنانه:العريس فين يا مالك. انطق. 
مالك ببرود:فتشنى. 
يونس بغضب:انطق.. عملت ايه. 
مالك :ماتستعجلش ياوالدى. 
يونس:انت هتستهبل.. هتفضحنا ومعاليك تعدتنى... وعازملى نص مصر. 
مالك وهو ينظر بغيظ من ادهم الذى يتقدم مبتسما له باستفزاز مضحك :ربنا مايجيب فضايح يا والدى. 
وقف امامه ادهم واحتضنه قائلاً :مبروك عليك يا صاحبي.
احتضنه مالك فهو رغم اى خلاف صديقه ويحبه ولكنه انتهى من احتضانه وقال:والله يا صاحبى كان نفسي اقولك مبروك انت كمان بس هو على جثتى انت عارف. 
ابتسم ادهم بثقه كبيرة وقال:لا انا عندى جثة تانيه اهدد بيها ماتقلقش على صحبك. 
رفع مالك حاجبه وقال:يعني ايه يا بن الفيومى. 
ادهم وهم يطبط على كتفه:ماتشغلش بالك يا صاحبي... ركز انت فى ليلتك.. متوصى انت بنفسك اوى. 
ورغما عنه ضحك مالك على صديقه الذى يعلمه اكثر من نفسه وادهم أيضاً يبتسم فهو يعلم ما يفكر به صديق عمره. 
تقدم يونس من ادهم وهو يشعر بالندم وقال:ادهم يابنى.. عايزك دقيقة. 
تقدم منه ادهم مبتسما يتوقع ما سيقوله. وبالفعل بدأ يونس الحديث :ادهم.. اظن انا ماضحكتش عليك.. واتفقت مع ابوك يعرفك كل حاجه.. بس حتى فى دى غلط... هو الليلة دى تخلص عشان ابن الكلب صاحبك ورطنى وعزم الناس وبعدها كأن مافيش حاجة.. ولا خطوبه ولا غيره. 
ابتسم ادهم بثقه ونظر له وهو يهز رأسه بموافقة استغربها يونس بشدة متمتما بتوجس:هو فى ايه العيال الاتنين دول انا مش مرتاح لهم. 
بدأ الحفل والكل مستمتع ويونس يرحب بضيوفه. وجد من يجذبه من ذراعه وقال:معاك بطاقة يا والدى. 
يونس :معايا ليه. 
مالك وهو يجذبه معه ويقول ببساطة :طب يالا عشان المأذون جه. 
توقف يونس بتافجئ:نعم ياروح ***
مالك ببساطه:بقى ابويا انا الراجل المحترم يقول كده. 
يونس بغضب :انطق قول فى ايه انا مش فاهم حاجة وفين رامز. 
مالك :رامز مش جاى.. انا هددته هفتحله فى كل الى فات ونجيب بقا البنات اللي ضحك عليهم حتى لو كان بمزاجهم.. ده غير انه اتجوز النهاردة.. وانا زى ماحضرتك عارف.. عازم الناس من زمان.. يرضيك يعني نتفضح.. يرضيك انا عن نفسي مايرضنيش ولا يخلصنى ابدا... ده كله الا سمعتك يا والدى. 
يونس وهو ينظر له بغيظ :اه يا ابن ال... أكمل مالك مبيسما بسماجه:العامري... ابن العامرى... وانت فاكر يعني هطلع لمين... ماهو ليك. 
يونس:اتاريك.. زينه من احسن نوع ومهتم اوى ولابس ولا اما تكون عريس. 
مالك :يالا يا بابا ابقى اندهش بعدين الماذون مستنى.. يالا الناس كلها عارفة ان النهاردة كتب كتابى وفرحى على جورى وجايين على أساس كده. 
اتسعت اعين يونس فاماء مالك :ايووووووه انا كاتب في الدعوة كده... يالا بقا.. اتاخرنا مش انت وكيل العروس برضه. 
تقدم معه يونس بغيظ ولكن لا يستطيع التوقف وقد وضعه ابنه الثعلب مثله أمام الامر الواقع. 
ومع آخر كلمات الماذون (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير) كان مالك يتنهد براحه. يشعر أنه كان يعدو لمسافة طويله والان فقط ارتاح. 
رفع بصره على صوت مسدس ادهم وهو يقوم بشد الاجزاء. اتسعت اعين الجميع وهم يرونه يوجه سلاحه ناحية نفسه ويقول مهددا :لو ما جوزتونيش تاج حالا هموت نفسي. 
عز بذعر:ادهم.. انت اتجننت.. سيب المسدس من ايدك. 
مالك بخوف على صديقه وتفاجئ:ادهم.... اهدى يا صاحبى.. فى ايه. 
ادهم :ماحدش يقولى اهدى.. لو ما كتبتش على تاج حالا هموت نفسي... انا مش لعبه في ايدكو.. هتتخطبلها.. لا مش هتتخطب. لا لا خطوبة مؤقته.. لا لأ مافيش اصلاً.. اييييه.. ده أنا ماصدقت لاقيتها.. ومش هخرج من هنا غير على ضهرى او متجوزها... اختاروا
تقدم عز بلهفه وترجى من يونس المصعوق وقال:ابوس ايدك يا يونس وافق.. اول مره اطلب منك طلب. 
يونس:يا عز... ازاى.. ده جواز... وبعدين البنت قاصر لسه. 
عز:انت ولى أمرها يعني يجوز شرعاً.. كام شهر ونخليه قانونى. جوزهم ابوس ايدك ده ابنى. 
وافق يونس مرغما ووضع يده بيد ادهم الذى كان يده بيد يونس والاخرى مازال يضع مسده مواجه لراسه بتهديد حتى آخر دقيقة فهو لا يضمنهم. ولم يبعده عنه الا بعد انتهاء المآذن نهائيا. ثوانى ووجد لكمه قوية موجهة له من مالك بغيظ. 
ابتسم له يجاهد المه ولكنه سعيد وقال:الله يبارك فيك يا صاحبي.. طول عمرك مختلف. 
مالك بغضب :اه ياو****يا... قاطعه ادهم :يا ايه.. ها.. لم نفسك.. سديهاتك معايا. 
انفجر الجميع ضحكا ويونس لا يصدق ما حدث وكذلك مالك. 
اما بالداخل عند الفتيات كانت جورى مزهوله وهى قد ارتدت الفستان الذى احضره مالك وكان رائع عليها بشدة. 
هبطوا لاسفل لا يعلمون ماحدث. 
وكيف تغير كل شئ.
تنظر لاصدقاءها ثم الى المرأه ثم تعاود النظر لهم وهم ينظرون ببلاهه لها وهى تناظرهم نفس النظرة البلهاء.
ماهذا.. فستان زفاف ملوكى.. كيف ومتى وأيضاً لماذا. هل يخطط لتزويجها لرامز دفعه واحده كى يتخلص منها ومن عناء قصتهم ام ماذا.
تحدثت حنين بعد فتره وقالت :هو ايه اللي بيحصل... شكلها هتقلب بجد ولا ايه؟
زينه:هنعمل ايه دلوقتي... اكيد هو ما اشتراش الفستان كده من فراغ... يبقى الكل عارف.. صح ولا ايه.
جورى :ده ازاى يعنى.. هيجوزونى فجأة.. طب حتى لو مالك يعملها... عمى يونس وافق إزاى وهو عارف انى مش موافقة لا وكمان عارف ان رامز ده أخلاقه زفت وقطران.. حتى ماما عارفه.
تاج:طب هنعمل ايه... المفروض ننزل كلنا دلوقتي ماما مابطلتش رن.
حنين:جورى... طالما فيها فستان فرح يبقى الكل عارف.. والمعازيم تحت من كل حتى فى مصر... هتبقي فضيحة لو مامزلتيش.
جورى بعصبيه:يعني ايه... انتى اتهبلتى ياحنين... انا كده هلبس فى رامز.
تاج :لا طبعا ماتوافقيش... ده جواز... يعنى مشروع العمر كله.
زينه:لازم نتصرف بسرعه.
جورى:انا هنزل معاكو ونحاول نشوف عمو يونس فين يلغى كل ده لاى سبب... يقول تعبت جالها الزايدة اى حاجة.
تاج :طب يالا ادخلى انتى المكتب تحت وانا هروح اندهله.. قال تتجوزى رامز قال... اكيد مالك جرى لعقله حاجة.
جورى بدمعه حزينه هربت منها:مابيحبنيش... ولا عمره حبنى... كام مره كان ممكن يعافر عشانى ويختارنى بس ما اختارنيش.
ضمتها زينه بحزن وقالت :خير... لو كان خيرا لبقى.
تاج :ياختى.. اطرد قرد ييجى غزال.
حنين بزهول:يامجنونه... ده اخوكى.
تاج :ماهى كمان اختى.. الى معايا طول عمرها.. وهو بصراحة زودها اوى.. طب كان فضل هناك احسن.
مسحت جورى دموعها وقالت:يالا مافيش وقت.. قبل ما الناس تاخد بالها وتبقى فضيحه.
خرجت الفتيات من الغرفه لا يعلمون بتغير مصيرهم.
فى نفس الوقت بالاسفل.
الماذون ليونس:اين العروس.
يونس:انهى واحده فيهم.
الماذون :الاتنين يا استاذ.. الاتنين لازم يوافقوا قدامى ويمضوا كمان.
ادهم بتفاجئ:إيه ده ايه ده.. ده ايه الكلام ده.
يونس بسخرية :ماعلش... ماعملتش انت حساب دى... هو انت يابيه مش عارف ان لازم موافقة العروسه والا الجوازه تبقى باطله.
ادهم باعين متسعه :ايه؟
عز مكملا بسخرية :ايوه طبعاً لازم موافقتها قدام الشهود والمأذون.. لا وكمان لازم امضتها.... يعنى حتى لو وهبتلك نفسها كده هيبقي اركان الجواز الشرعى اكتملت.. لكن مش هتبقي متجوزها قانونى لأنها ما مضتش على عقود الجواز ولا اتسجل في الشهر العقارى... فهمت حاجة يابيه... ماشاءالله شحط ومش عارف فى أمور دينه ولا حتى القانون... لااا.. انا خلفت وربيت.
كان يقف بزهول.. اعتقد ان الامر انتهى وهى اصبحت له... فقط مجرد وقت وتتقبله وهو سيعمل على ذلك المهم انها اصبحت امرأته.. ولكن هدم كل شئ.
ادهم :يعني ايه.. هى اكيد هتوافق... لازم.
يونس:انا هدخل للاتنين دلوقتي واشوف.
ادهم :استنى انا جاى معاك.
_______________
بالداخل كانت الاربع فتيات يهبطن الدرج عازمين على التحدث أولاً الى يونس لإنهاء هذه الليلة دون زواج جورى من رامز.
تفاجئول بدخول يونس ومالك وادهم وعز وكريم وزين .
بعدهم دلفت شهد وماهى بعد ان ذهب حمزه لمنادتهم.
تفاجئت الفتيات بيونس يدعوهم للدخول للمكتب للحديث.
دلفوا جميعاً وقبل انغلاق الباب
تفاجئوا بدخول مروه.
نظرت لها شهد بزهول وكذلك ماهى ويونس. اما هى تناظرهم ببرود ولا مبالاه.
نظر يونس تجاه ابنه. علم انه قد خطط لكل شئ ودعى والدته فمهما كان ومهما حدث هى والدته وهذا حقها.
تقدمت مروه واحتضنت ابنها وباركت له وشهد تلقائيا تتمسك بذراع يونس لاثبات تملكها له. وكم تراقص قلبه لذلك فصغيرته مهما كبرت ستظل كما هى. تملكها له يعطيه شعور بالزهو والفخر.
ثوانى وانتبهت شهد على مايحدث.. فابنتها ترتدى فستان زفاف.
شهد بزهول:جوورى... ايه اللي لبساه ده... لابسه فستان فرح ليه.
نظرت ليونس مستفهمه:مش قولت خطوبه وبس.
يونس بهدوء مريب للاعصاب:شهد... اهدى. اسمعوا كلكو... دلوقتي مالك كتب كتابه على جورى.
الفتيات وشهد وماهى بزهول :اييييه.
ثم تصاعدت الهمهمات المتفاجئه. فقال يونس مكملا :وكمان ادهم وتاج.
زهول من الجميع ومن وسطهم نطقت ماهى:اللله... مبروك يا حبيبي... كده تاج هتيجى تعيش معايا.
يونس لعز بخفوت:مراتك هتشلنى.
عز:بس طيبه والله
يونس:مانا عارف.
اما على الناحية الأخرى توجد تلك التي سترقص بجنون  من فرط الفرحه. و لكن تحاول التماسك. والفتيات ينظرن لبعضهن بزهول فقالت تاج:ده ازاى... وامتى... بابا... انت ما اتفقتش معايا على كده.
ادهم :تاج... ليه رافضه... انا... قاطعته هى بغضب :انت ايه.. فى حد بيتجوز حج بالطريقة دى.. انا مش عايزه اجرح فيك بس انت الى اتعديت حدودك واتعديت على حقى وخصوصيتى.. انا الى زيى بيذاكر عشان عنده ثانويه عامه مش بيتكتب كتابة ويتجوز وكمان من وراه... كل ده وانا لسه لاتكلمت ولا جيبة سيرة الفروقات إلى بينا فى كل حاجة... وحضرتك يابابا.. مش قولتلى انها خطوبه بس ومؤقته كمان.. واحدة في سنى تتجوز ليه وازاى. انا مش موافقة ومش هوافق.
وتركتهم وغادرت سريعا. فنظر ادهم حوله بغضب وجنون وهو يصيح:يعنى ايه... يعنى ايه.
تقدم منه مالك وقال:اهدى.. اهدى يا ادهم.
ادهم بغضب :ماتقوليش اهدا... ماحدش يقولى اهدى. اهدى ازاى.. معناه ايه الكلام ده.
يونس:معناه ان جوازكوا مش كامل لا شرعا ولا قانوناً.. لا وافقت على الجواز ولا حتى مضت على العقود.
ادهم :لأ.. لا.. تاج بقت مراتى.. انا اعتبرتها كده اصلاً من زمان.. وكتبت كتابى عليها وانت كنت وليها وفى شهود.. يعنى بقت مراتى وهتيجى تعيش معايا في بيتى.
ثم اخذ يصيح بجنون:تاااج... تاااج.. انزلى حالا هنروح بيتنا.
تقدم مالك بجنون وغضب :تاخد مين يابنى.
اشتبك معه بالأيدى وقال:مراتى.. هاخد مراتى.
تدخل زين وكريم للفصل بينهم.
زين:اهدوا.. المشكلة ماتتحلش كده ابدا.
مالك:ده اتجنن خالص.
ادهم :وانت لو مكانى هتعمل ايه... انا عايز مراتى.
مالك وهو يصيح به بغضب :مش مراتك... هو انت اطرش مابتسمعش.. لا وفقت ولا مضت.. تبقى مش مراتك لسه.
تدخل كريم برزانه يحسد عليها :اهدوا بس... يا ادهم.. ادى العقود واقفه على امضتها... لو مضت تبقى وافقت.. وانت وشطارتك.
نظر له ادهم وكأنه انار له بصيرته. نفض مالك عنه ثم التقطت اوراق الزواج وهو عازم على جعلها له ولو كلفه الامر أعوام.
غادر ادهم بغضب ولم يلتفت لنداء اى منهم.
وفورا اتجهت الأنظار إلى جورى التى كادت ان تنسى امر زواجها بسبب ما فعلته تاج.
اتسعت عينيها وهى تستمع لعمها يونس :وانتى يا جورى.. هتوافقى ولا لأ.
همت للحديث ولكن مالك تحدث:نعم؟ ايه اللي هتوافق ولا لأ... هتوافق طبعا... اتفضلى أمضى.
استشاطت غضبا منه ومن عجرفته فقالت وهى تجاهد لكبت سعادتها الجنونية :أوافق ايه... لا... لا طبعا مش موافقة.
ثم استدارت تتصنع العضب ولكنها تقابل أوجه جنين وزينه وهى تبتسم بجنون وسعادة وهم يكبتون ابتسامتهم.
يونس:زى ماتحبى يا جورى بس..
قاطعه الاخر بغضب:زى ماتحب ايه... مش بمزاجها اصلا... اتفضلى أمضى يا هانم والا مش هيحصل كويس.
لا تعلم لما يخونها جسدها دائما امام أوامره. ولكنها تجاهد عاة على عدم التحرك فى حين تحدث يونس بغضب:هو ايه اللي اتفضلى امضى... هو بالعافيه... لو هى مش موافقة ومش عايزه مش هيحصل. 
والأخرى تتسع عيناها...فهل سيلغى الزواج... هل بالغت بالرفض.. نطرت باستنجاد لرفيقاتها فقالت حنين بسرعه :خلاص بقا ياجورى... لازم جوازه فيكو تتم عشان الناس اللي برا.
زينه مكمله على هوا وحديث صديقتها:اه ياجورى والا هتبقي فضيحه والناس لسانها مابيرحمش وعمو يونس رأس ماله سمعته.
جورى وهى تتظاهر بالتردد:ااممم.. اااعشان عمو يونس بس.
مالك وهو يهم للاشتباك معها ولكن اوقفه زين:دى بتقولك عشان عمو بس... سامعين..
يونس :حقها.
مالك :ماشى... وماله... اتفضلى... اتعطفى واتكرمى ياست جورى هانم.
تقدمت بكبرياء تحاول مدارات جسدها الذى لولا الملامه لرقص الان من جنون فرحته.
بكل كبرياء وتأفف وقعت على عقود الزواج التى سبق ووقع هو عليها.
استدارات بقلب يرتجف فرحا وقالت:هطلع اشوف تاج.
يونس:جورى... رايحه فين... لازم تطلعوا تلبسوا الدبل قدام الناس.. ده إعلان جواز... وعشان كمان حنين وزين. وزينه وكريم يلبسوا الدبل معاكوا. 
حنين :هنطلع نشوف تاج ونرجع.
خرج الجميع. والان فقط استفاقت شهد التى كانت تنظر لما يحدث بمنتهى البلاهه وكذلك ماهى اما مروه فالامبالاه فقط.
تحدثت شهد ليونس قائله:هو ايه اللي حصل... لأ ماعلش من الاول كده.
هز رأسه بيأس منها وقال :من الاول ايه بس ياحبيبتى... جورى وتاج اتكتب كتابهم.
شهد ببعض الحدة :هو ده وعدك ليا.. مش قولتلى اخر اليوم بناتك هيرحعوا سلام.
قال للجميع مقدرا انفعالها:سيبونا لوحدنا لوسمحتوا.
تركهم الجميع متفهمين الموقف مع نظرات مروه التى لازال بها بعض الكره لهم.
اغلق الباب عليهم وطبطب على كتفها وهو يقص عليها مافعله مالك وادهم.
شهد:وانت دخلت عليك.. يعنى هو معقول كان هيقتل نفسه بجد.
يونس :واحد قدام الناس حاطت المسدس على دماغه وبيهدد.. وابوه عمال يتحايل عليا قدام الناس خايف على ابنه.. اضطريت أوافق.
شهد:بس البنات.. قاطعها هو:جورى بنتك وانتى اكيد عارفة وفاهمه انها بتمثل بس... وهى موافقة وكل حاجه.. والا كانت رفضت زى تاج.. الاتنين نسخة منك وضاربه منهم زيك.
شهد:يعنى انا ضاربه منى.
يونس بحب :دى احلى حاجة فيكى ياروحى. 
ابتسمت بحب له وهى تتفرس ملامحه بحب ثم اقتربت منه وطبعت قبله عميقه على خده. 
نظر لها قائلاً :ابن اختك انا.. تعالى اوريكى. 
ثم هجم عليها يقبلها بجنون وحب تثيره دائما تلك الصغيرة. 
_______________
خرج مالك للحفل وهو يزفر بغضب... كانت ترفض.. امتنعت امام الجميع.. وافقت فقط خوفا من حديث الناس.. حسناً جورى حسنا.. فقط لتنتهى هذه الحفله.
بالأعلى دلفت لغرفتها واول ما دخلت. 
ظلت تقفز فرحا كطفله. تقدمت من تاج بفرحه:انا مش مصدقة... اتجوزتوا هو.. مش مصدقة. 
تاج :شوف بتقول ايه ومش مراعيا الى حصل معايا. 
حنين :ده انا هاين عليا اديكى 100جزمه على بوءك.. رفضتى اخويا يام شعر احمر.. ياشبر واقطع انتى.. الواد كان هيجراله حاجة. 
تاج:والنبى تسكتى وحاولى ماتفكرنيش انك اخوكى عشان ده مش فى مصلحتك. 
زينه :بس بقى... ايه النهارده خطوبتنا. 
جورى بفرحة :وانا اتجوزت مااااالك... مش مصدقة بجد. 
تاج:عملتى ايه تحت... اوعى تكونى مضيتى بسرعه زى العبيطه وفضحتينا. 
لكزتها على كتفها بخفه وقالت :لسانك.. لسانك عايز قطعه... لا طبعا... عملت نفسى مغصوبه ورافضه وطبعا البركه فيكى قولت هوافق بس عشان الناس ماهو مش هيبقي انا وتاج. 
. تاج بغمزه:جدعه يابت. 
حنين:طب ايه.. هتفضلى مكشره كده. 
تاج :حد يمشى البت دى من قدامى... يابنتى هو انتى مابتحسيش.. بقولك كاتبين كتابى.. يعنى انا دلوقتى المفروض مدام... هه مدام فى الثانوية... هروح الدروس وانا حامل. 
زينه :ما قالك الجواز باطل.. طالما لا وافقتى ولا مضيتى يبقى باطل. 
تاج بتصنع الفرحه ولكن للحقيقة قد تضايقت بعض الشئ فقالت:احممم.. يعنى انا كده مش مراته صح. 
حنين :ياختى انتى تطولى. 
تاج:هضربها. 
جورى:ببسسسسس.. ايه... خلى عندكو دم.. النهاردة المفروض فرحى.. بطلوا خناق وهيصولى.. وانتى يا تاج.. جوازتك ما تتمش غير لما توافقى وتمضي خلاص... ودلوقتي انا عايزه افرح... فرحونى يالا. 
حنين لتاج:يالاااا... فرفشها يا ببلاوى.
قفزت تاج مره واحده وهى تغنى:واهو جالك يابت. 
أخذت جورى ترقص بفرحه مجنونه وهى تردد معها وكذلك زينه وحنين :اهو جالك يابت.. رايح بالك يابت
.. اطبخيلوا الضهر بطه واطبيخلوا العصر بطه.. كترى يا بط الشطه واهو جالك يابت... اهو جالك يابت.. ريح بالك يابت.. 
ظلوا يرقصون بمرح وجورى معهم بسعادة وجنون. 
وبعد مده كانت تعدل من هندام فستانها وهى تستمع لوصايا صديقاتها. 
حنين:اللبوز شبرين. 
زينه:هو ولا فى دماغك اصلا. 
تاج :ماتبصيش ناحيته خالص... انتى مغصوبه. 
جورى:ماتقلقوش هديله الوش الخشب. 
تقف الى جواره وهو يلبسها الدبل تيتسم ببلاهه. 
هو ده اللي اتفقنا عليه. 
قالتها حنين لهم وهم ينظرون لها بغيظ. 
تاج :انا قولت البت دى هبله وهتفضحنا. 
زينه :تبقى بعيد عنه ديك رومى برابنط... تقف قدامه.. بطه بلدى. 
تاج:طب هنسيبها كده. 
وجدت من يجيب خلفها. 
لا طبعا إزاى. 
تاج بتفاجئ:ادهم. 
ادهم بلامبالاه:اه.. ايه.. مش هنلبس الدبل بقا ولا ايه. 
حنين بزهول:دبل ايه.. هو منين بيودى على فين.. هو مش كان كتب كتاب... وبعدها هى ماوفقتش.. فكده بخ. 
ادهم :لا ياحنون.. احنا اصلا متفقين على خطوبة وتلبيس دبل... اما الامضا والموافقه دى سبيها... هتحصل هتحصل. 
تاج :يعني ايه. 
قبض على كفها وسحبها خلفه حيث مكان مخصص لكل كابل وقال:هنلبس الدبل يا مدام. 
. تاج:مدام مين ياخويا... انا انسه. 
ادهم ببرود:مدام ادهم الفيومى... هو انا ماقولتلكيش.... مش انا كنت موصى واحد حبيبى يصور كتب الكتاب.. والواد ماشاءالله رفعها على الفيس بوك وكل الناس شافتها... ايوه. ايوه يعنى دلوقتي قدام كل الناس مراتى... ودلوقتى.. قام بإدخال خاتم خطبته فى اصبعها مكملا:دبلتى فى ايدك... الشمال ها... اشوف بقا ذكر مقرب ناحيتك... عشان اشلفت وش امه.
كانت فقط تنظر له بصدمه... مع اى الرجال وقعت هى... يبدو أنه لا مفر منه.. ولكنها تاج ابنه يونس وشهد.. لن تستلم بالتأكيد. 
بجانبهم وقف كريم بطلته الخاطفه وهو يطالع تلك الجميلة الهادئه... جمالها مميز وساحر.. تلك السمراء التى هزت قلبه وخطفت لبه. البسها خاتم خطبتهم وقبل يدها بنعومه وبعدها حاولت جمع شتات نفسها أثر قبلته وقامت بوضع خاتمها فى اصبعه هو الآخر. 
عند زين وحنين. 
زين:البس ياوحش... مش كنا خليناها كتب كتاب احنا كمان. 
حنين:لااا ياحبيبي انا ما اتكروتش. 
زين:لا كروته ايه... هو الاشقر ابو عيون خضرا ده يتكروت برضه... احنا لازم نعمل فرحنا لوحدنا... ايه الزحمه دى.. اربع خطوبات ومنهم اتنين قلبوا بجواز وحوارات ولبش... بس اخوكى ادهم ده لعييب. 
حنين :اه بس شكلها هتطلع عينه. 
زين:احسن عشان يدوق الى اخته عملاه فيا. 
حنين بنعومه :انا برضه. 
زين:بس بحبك وعهد الله. 
ابتسمت بحب وهو يغمز لها بوقاحه وحب. 
وعلى الطرف الآخر يقف مالك وهو ينظر لها مستغربا:على أساس مغصوبه وكده.. ايه؟. وغمز لها بعينه
رسمت الامتعاض بحرفية شديدة على وجهها وقالت:ايه... مش لازم حد يحس بحاجة. 
مالك :امممم... ماشى وماله... لينا اوضه تلمنا. 
تمتمت فى سرها :اوضه... تلمنا... هو انا هبات معاه فى اوضه واحدة... استر يالى بتستر... ده أنا مش عارفة امسك نفسي وهو بس واقف جنبى... امال واحنا في اوضه واحدة. 
فى مكان بعيد بالحفل يقف يونس مع سامر والد لينا المفاجئ بشده :بس يابيه... العين ماتعلاش عن الحاجب. 
تنهد يونس قائلاً :عين ايه بس وحاجب ايه.. سيبك من الكلام ده.. انا ولا بقتنع بيه ولا يهمنى.. المهم بس هى توافق... انا عارف انهم لسه صغيرين.. وممكن يكونوا متسرعين عشان كده قولت يبقوا فى حكم المخطوبين.. ساعات لما المواضيع دى بتقلب بجد مشاعرنا الحقيقيه بتبان... والله لو حب بجد يكملوا... مش بجد ومراهقه وشغل عيال.. يبقى عرفوا وفهموا... كلمها انت بس. 
فى ناحية أخرى وقف الى جوارها قائلاً بغضب:مش قصير شويه الزفت الى انتى لابساه ده. 
لينا ببرود :وانت مالك.
حمزه :مالى اه... طب بصى ياحلوه... شايفه الحاج ابوكى ده.. اه.. بصى واقف مع ابويا... عشان بيخطبك منه. 
لينا :لمين؟
حمزه:لا هو كبير عليكى وبيموت فى امى.. ماتظبطى كده وتقولى ظبط... هيكون لمين يعني.. ليا. 
لينا بغضب:نعععععععم. 
حمزه:انتى هتفرشيلى الملايه ولا ايه... فى ايه فضحتينا. 
لينا :ده إزاى يعني... انا مش موافقة. 
حمزه بغضب :ليه... فهمينى مره ليه... وليه دايما رافضة اى كلام منى ليكى مع انك بتتعاملى مع كل الناس.
لينا باندفاع :لانى مش هفضل طول عمرى لينا بنت الساعى. 
حمزه بزهول :ومين قال كده... انا عمرى قولت كده ولا عاملتك كده ولااى حد من اهلى. 
لينا:لا... بس لو ارتبط بيك هفضل دايما بنت الساعى الغلبان الى حبها ابن صاحب الشركة وكلام الروايات والافلام ده.... انا يوم ما هتجوز هتجوز واحد من نفس مستوايا.. لا يعايرنى ولا اعايره.. مش اخد واحد هو واهله وكل الناس عارفين ان ابويا شغال عنده.. ولعلمك بس ده مايقلش من ابويا فى نظرى لا.. ده جزمته برقبة الكل... بس هقول ايه على قلوب الناس ال****ماحنا بقينا فى زمن زى الزفت. 
حمزه:كل ده جواكى... عشان كده دايما تصدينى... انا ماليش دعوة بكل ده.. ابوكى راجل محترم لامختلس ولا مرتشى ويشرفنى انه يبقى حمايا فين المشكله.. ده غير أننا هنبقى بس فى حكم المخطوبين وفى الجامعة نبقى نعمل خطوبة ونتجوز بعد مانخلص.
لينا بنفس الشراسه:لا... قولت لأ. 
حمزه:اممممم... واضح ان الذوق والهدوء مش بيجبوا نتيجة معاكى.صاح بصوت جهورى عصبى:اسمعى يابت.. من بكرا هتنقلى كل دروسك معايا.. مدرستك هتفضلى فيها عشان دى اخر سنه خلاص وكده كده مافيش حضور.. لكن الجامعة.. انتى هتقدمى فى الجامعة الى هقدم فيها انا وتاج. فاهمة؟ 
كانت تنظر له بخوف فهى حقاً تهابه ولو اظهرت عكس ذلك. 
ابتلعت ريقها وحاولت جمع شتات نفسها وقالت بتلعثم:اا. انت انت ازاى بتكلمنى كده.. انا اكبر منك. 
حمزه بنفس الحده والغضب:انا لسه ماسمعتش رد... فاهمه؟ 
لينا بذعر قالت كقطه وديعه:فاهمة فاهمة. 
حمزه بامر لا نقاش به:اتفضلى قدامى تشوفى عند تاج حاجة اطول من كده شويه يا انسه يامحترمه.. ومن بكره شعرك يرجع للونه الاصلى.. وعلى الله.. على الله يالينا اشوفك ضارباه حاجة تانبه... هتبقى سنتك سوده... اتفضلى. 
ذهبت معه وهى لا تعلم أين تذهب شخصيتها العنيده امامه.
عذرا لينا فكل ابناء يونس هكذا. 
تقف جورى وهى تسأل نفس السؤال لنفسها.. اين شخصيتها القويه.. لماذا دائما تتبخر امامه.. يطعمها من قالب التورته وهى تبتسم واصدقائها ينظرون لها بغيظ.. لقد اضاعت كل خطتهم وكل وصاياهم تلك البلهاء الغارقه فى عشق مالك. 
تقف شهد تقوم بارتشاف العصير من تحت النقاب. وجدت من تقف لجوارها قائله:مبروك عليكو ابنى كمان يا شهد. 
التفت لها شهد بامتعاض قائله :أهلاً مروه... نورتى بيتى. 
مروه بكره:ههه بقى بيتك صحيح خلاص... فضلتى تتسحبى لحد ما فوزتى. 
شهد بثقة :لا ده الحب الى ربك بيزرعه فى القلوب حاجة كده مش بأيدينا وربك برضه له حكمة من كل حاجه بيعملها.. ومابيجبش الا الخير.
نظرت لها مروة لثواني وقالت تحاول مدارات كرها:على العموم كل ده مابقاش مهم.
شهد :صح... ابنك اتجوز بنتى.. وبقينا نسايب. 
مروه:صدقينى... لو كان بأيدى ماكنتش سمحت ان ده يحصل... بس للأسف بنتك نسخه منك وهو نسخه من ابوه... لكن لو عليا كنت منعت ان الجوازه دى تتم. 
شهد:ماتغيرتيش يا مروه ولا هتغيرى... كنت فاكره أن بعد الى حصل والوقت والسن غيروكى.. لكن واضح ان الطبع بيطلع مع طلوع الروح... هتعيشى كده وتموتى كده. 
مروه:لأ ياشهد.. مهما عدى وقت ولا سن.. عمرى ماهعرف اتقبلك او اتقبل بنتك... على العموم ماتقلقيش... انا مش فاضيه لا ليكى ولا ليها... انا دلوقتي عندي البزنس بتاعى.. اتجوزت كذا مره واتطلقت عرفت انى من نوع الستات الى مش لازمها وجود راجل فى حياتها... ودلوقتي عايشه لنفسى ولشغلى وابنى... ومبسوطه اوى. 
شهد :طيب كويس... مش هقولك غير ربنا يسامحك ويوفقك.. عن اذنك. و... نورتينا. 
قالت الأخيرة لتعلمها انها اصبحت ضيفه هنا. 
كان يونس يتابع من بعيد حديثهم الشبه حاد ولكن لم يشا الاقتراب فهو بات يعلم بغيره صغيرته الشديدة عليه.. والقاتله فى بعض الأحيان. 
رآها تتجه اليه فابتسم لها بحب. تعلقت بذراعه بتملك فقال:شكلك اتخانقتى معاها. 
شهد:لا خالص. 
يونس :يابت.. ماعرفتكيش انا كده. 
شهد :خلاص حصل خير.. مش مهم إلى حصل.. المهم انك بتاعى لوحدي.. وليا. 
قالتها بإصرار وحزم وهو ينظر لها بوله وعشق ثوانى وتحدث بحزن:شوفتى.. ريهام وجوزها وولادها ماجوش برضه.. مع انى ماكد عليها كتير.
تنهدت شهد قائله:اتغيرت اوى.. تقريبا ماشوفنهاش من بعد موت باباك. 
يونس:انا عارف ان الدنيا تلاهى بس مش كده. 
شهد :خلاص بقا انت عملت الى عليك اكتر من مرة.. انسى وافرح.. النهاردة فرح ولادنا. 
يونس بفرحه:مين كان يصدق.. مالك وجورى يتجوزوا والطريقة والسرعه دى. ومين عارف يمكن تسع شهور كده ولا حاجة وتبقى تيتا.. ههههههه هتبقي احلى وأصغر تيتا في الدنيا. 
ابتسمت له بحب وهو كذلك ثم اخذوا ينظرون الى ابناءهم وفرحتهم وخصوصا مالك وجورى. 
من وسط الحفل فجأه صدعت إحدى الأغانى الشهيرة وظهر مغنيها المشهور(سامو زين) :الورد الاحمر عودوا.. عودوا.. عودوا.. وجماله معدى حدوده اااه حدوده.
نظرة جورى له بعدم تصديق فقال هو بحب:احلى اغنية لاحلى وردة جورى في حياتي. 
بدأت الاغنية تصدح في الأجواء والجميع يتمايل عليها بفرحه كبيره وتلك العاشقه تغرق فى عشق وسيمها اكثر واكثر. 
اقترب الفنان من تاج يجذبها للرقص فهى جميله جدا. 
ابعده ادهم بقوه وغضب فتلاشت ابتسامة تاج فهى من اشد معجبين ذلك الوسيم اللبناني. نظرت لادهم بامتعاض وهو ينظر لها بغيره وغضب وحماية.. لقد جن بالاخير.. كيف يقترب من جنيته وزوجته. حتى لو كان زواج غير مكتمل او باطل فهو ادهم العنيد لن يهدأ حتى يجعله مكتمل وصحيح. 
_________________
انتهى الحفل الكبير والذى يوصف باكتر من رائع. 
وعلى اعتاب السلم المؤدى لغرف النوم كان يونس يقف يوصى مالك على ابنة اخيه. 
وبالجهه الأخرى وقفت الفتيات موبخين:هو ده اللي اتفقنا عليه... فاتحه بوقك زى الهبلة طول اليوم. 
جورى:مش قادرة اصله موووووز.. جااامد وانا بحبه وبقيت مراته.. انا بقول خلاص بقا. 
حنين:اتهدى... خلاص ايه.. عايزاه ياخدك ويسافر. 
حنين :ولا السنين اللي سابك فيها. 
تاج:ولا الفرح والجواز الى من غير إذنك. 
جمعيهم بصوت واحد:لازم يتربى. 
جورى:ربنا يستر.. ادعولى امسك نفسى لاحسن ده انا شويه وهروح ابوسه من بوقه. 
حنين:لا خليكى جدعه امال. 
زينه :انتى لحد دلوقتي تمام. 
تاج :اوعى تفضحينا يابنت شهد. 
جورى بامتعاض :ساعات بحس أنك مش اختى. 
تاج:عادي نفس الشعور. 
جورى:طب غورى من قدامي. 
تاج :جاك غوره. 
حنين وزينه:ده وقت خناق بالذمه. 
تاج:مش هى الى بدأت. 
تحدث يونس:يالا ياجورى.. اطلعى مع جوزك... الف مبروك يا ولاد. 
بخجل شديد وتخبط ذهبت معه وهى تتوعد له بالكثير. 
وقفت على باب غرفته متردده صراعات كثيره داخلها. تحبه.. تعشقه.. تركها.. تخلى عنها لسنين.. تريده وتزوجته... لم يسأل عنها ولو مره طوال سنوات. ولكنها. تعش.... قطع ملحمة افكارها وهو يحملها بين ذراعيه بحركه كلاسيكيه بين ذراعيه وهو يدلف بها لغرفتهم.
تنظر اليه وهو يحملها كأنه لا يحمل شئ:وعليا النعمه رشدى اباظه... يالهووى... اثبت قدامه ازاى ده... قوينا على الصعب يارب.
كانت تتمتتم بكل هذا داخلها وهى تتفرس ملامح وسيما الذى كان يلتهم هو ملامحها بعينيه.
نظرت حولها للغرفه وهو مازال حاملها. إضاءة خافته تثير الروح والمشاعر شموع ذهبيه والورد الاحمر الجورى منثور على الارضيه والفراش.
اعادة نظرها له بزهول متى صنع كل ذلك.. فاجئها بالرد:كل ده معمول حسابه من زمان.. كنتى فاكره انى هسيب حد ياخد وردتى منى.
تفاجئت كليا.. كيف له ان يعلم بما يدور بخلدها.
أبتسم بثقه قائلاً :عارف دماغك بتروح فين.. وبتفكر فى ايه... انتى ليا وبتاعتى من زمان.
ثقته وحديثه قوى شعورها بالغضب منه.
حاولت نفض نفسها عنه والنزول من بين ذراعيه. ولكن قوتها لا شيء امامه.
نظر لها باصرار وهى تناظره بغضب:نزلنى.
مالك :انزلك فين ياحلوه... ده الليله ليلتنا.. وانا واعد ابويا أسلمة عيل بعد تسع شهور من دلوقتي.نظر فى ساعة يده قائلاً :واهو عدى من التسع شهور ربع ساعة... تعاليلى بقا ياحلالى ياحلو انت.
وضعها على الفراش فقالت بغضب:لو قربت منى هصرخ والم عليك البيت كله.
مالك ببساطه ووقاحه:ماتصرخى عادى.. ده انتى حتى كده هتبقى بتسيطينى.
اتسعت عينيها وقالت:اه يا سافل.
ابتسم بتلاعب قائلاً :والنبى انتى الى سافله.. فهمتى مقصد كلامى منين.. وانا الى فاكرك مؤدبه..هههههه
قهقه عالياً فزاد غضبها واستعر جنونها واخذت تصرخ عاليا بقوه.
توقف عن الضحك وهو يقول بتفاجئ:فى ايه يابنت المجنونه.
جورى بصراخ:يامستفز ياباااارد. عااااااااا.... ياعموووووو... ياماما... حمززززه.
وجد فى ثوانى دقات عاليه على الباب وكأنهم كانوا خلفه.
ركضت هى بسرعه وفتحت لهم.
وجدت الجميع وكذلك زينه وحنين لم يغادروا بعد.
يونس وهو ياخذها باحضانه:ايه يا حبيبة عمو فى ايه.
مالك باستنكار:حبيبة عمو.. ده أنا مش عارف اخدها الحضن ده. 
تاج بهجوم وشراسه:اييييه.... البت بتعيط لييييه.
زينه بشراسه:عملت فى البت اييييه.
حنين :عملتلها ايه.
مالك:فى ايه... هى مصاحبه عصابه...ده انتو ولا ريا وسكينه.
حمزه:قول عملت لاختى ايه من اول يوم.
مالك :اهو حسب الله جه اهو... ده أنا اخوك.
حمزه:وهى اختى.. يعنى الناحيه الضعيفه المنكسره.
شهد:عملتلها ايه يا مالك.
يونس بغضب :ماتنطق عملت للبنت ايه.
مالك :ماعملتش حاجة.
يونس بخيبة امل :خالص.... اخس الله يخيبك... انت مش ابنى لأ.
مالك وهو ينظر لها :عجبك كده... سوءتى سمعتى.
نظر لوالده وقال :ماتقلقش ابنك وحش...قاطعه قائلاً :طب بس بس.. اسكت.
مالك بعصبيه:لا كله الا كده... هو الراجل ايه غير سمعه.
شهد بحنان :جورى حبيبتي... هو زعلك فى حاجة.
خرجت من احضان عمها قائله وهى تنظر لأختها وصديقاتها باصطناع الدموع تحاول كبت ضحكاتهم وضحكاتها:خلاص ياماما.... خلاص ياعمو... حصل خير... ماهو بقا جوزى.. ولازم استحمله... حظى كده بقا.
مالك  بغيظ وهو يجز على شفتيه باسنانه:حظك كده بقا.. ماشى يابنت شهد... هستنى ايه يعني من بنت شهد.
لم يستمع احد غيرها فأخذت تراقض له خاجبيها باستفزاز بعد ان اعادها يونس لاحضانه.
قام بالفصل بينها وبين حضن والده واخرجها منه وقال:ايدك كده بس ياوالدى.
يونس وهو يخرجها من حضنه ويعطيها له:اتفضل يا خويا ورينى... وانا الى كنت فاكرك.... نظر له مالك بغضب ثم نظر لها بغيظ. أعاد نظره لوالده وقال:طب اتفضلوا انتو انزلوا عشان اشوف الموضوع ده.
نظر لعددهم مستنكرا:وايه كل ده.. كنتوا بايتين ورا الباب.. وقال لحنين وزينه:وانتو ايه.
حمين وزينه بصوت واحد :احنا بايتين هنا.
ثم اكملت معهم تاج وجورى :ياعمرى.
ضحكت شهد ومعها يونس وحمزه ومالك يناظر تلك العصابة التى وقع فيها بغيظ وقال :طب ممكن تتفضلوا بقا وتسيبولى مراتى.
تراقصت دقات قلبها وهو يقول كلمه زوجتى وأنها عائدة عليها هى.. يالله شهور جميل اغضمت عينيها له باستمتاع.
لكزتها حنين بخفوت:ماتفوقى ياسندريلا.
تاج بخفوت:هنفضحنا اقسم بالله.
زينه:لا انشفى كده.. ده لسه الحرب فى اولها.
مالك بغيظ وهو يلاحظ تهامسهم:بتقولولها ايه.
تاج مصطنعة البراءه :بنوصيها عليك الله.
مالك:والله ما مقلق الا منك انتى يا ام شعر احمر.. ياشبر واقطع.
حنين:شوفتى.. مش انا بس... ده ربنا نجده اخويا.
تاج بغيظ لمالك:على اساس انك متجوزه واحدة شعرها اسود ليل ولا فرعه طويله... ماهى بشعر احمر وشبر واقطع برضه.. وانتى يالى اسمك حنين انتى.. حاولى على اد ماتقدرى ماتفكرنيش انك اخته.. ده احسنلك لو خايفه على عمرك يعنى.. ثم غادرت وهى تدب في الأرض بغضب اضحك الجميع.
حنين لها:استنى يا ابو الغضب ماتزعلش.... هههههه خد هقولك.
ذهبت خلفها هى وزينه. اما يونس وشهد وحمزه ظلوا واقفين.
مالك :اتفضلوا.. اتفضلوا معانا.
يونس :ماشيين ياخويا.. على الله بس بفايده.
غادروا جميعاً فنظر لها بغيظ وهو يغلق الباب :عجبك كده.. شردتينى قدامهم.
ثواني حتى بدأت تستوعب انهم غادروا وعادت معه بمفردهم.
ذهبت سريعاً للمرحاض للهروب منه وكى تبدل فستانها.
وقف على باب المرحاض وقام بالدق عليه قائلاً بعبث:مش هتعرفى تفتحيه... انا متوصى اوى بحكاية السوسته دى.
خرجت له والغضب الذيذ يكسو وجهها فبدت قطه شرسه وقالت :طب اوعى بقا.
مالك :رايحة فين يامجنونه.
جورى :رايحه لماما تفتحهولى.
مالك بجنون:يانهار اسود... ده انتى مصره تفضحني.. لا والمره دى هتبقى بجلاجل.
وجدها مازلت تخطو للخروج. جذبها بعنف وقال:تعالى هنا.
جورى بخوف:ايه.
مالك بنفاذ صبر:شكل الصبر مش جايب معاكى نتيجه يابنت شهد... تعالى بقا.
أدار جسدها له وقام بفتح سحاب فستانها. وضع يده على ضهرها العارى اغضمت عينيها تحاول التماسك.
ولكن
اين التماسك أمام ابن يونس.. اين التماسك امام مالك.. مالكها ومالك قلبها... خلال تلك المدة المنصرمه علمت لما لم تعشق احد او تعجب حتى باخر.. جزء منها.. قلبها متعلق به. لم تكن تعلم.. ذلك القلب الصغير ذو التسع سنوات تعلق به.. عقلها تدرب وتمرن على الانصياع له.. الان فقط تسطيع ان تفسر لما دائما جسدها ينصاع له ولاوامره. 
اصبحت له قلبا وقالبا.. اصبحت زوجته وملكه..  سعادته لاتوصف وهو يرى صغيرته بين يديه الآن. اصبحت امرأة كاملة الانوثه.. كانت تخفيها بحجابها وملابسها الفضفاضه.. كم تخيلها طوال سنوات بعده وهى بين يديه ولكنه لم يكن يعلم أنها بكل هذا الجمال وجسدها بكل هذه الإثارة.. هو الان اسعد رجل على ظهر الأرض. 
_______________
فى الصباح يخرج يونس وهو يحيط خصر شهده بيده بتملك وحب فقد كانت سهرة أمس طويله جدا واستيقظوا متاخرين... يبدوا ان الجميع كذلك فهاهى تاج تخرج الان مع زينه من غرفتهم وكذلك تصادف مع خروج حمزه. 
يونس مبتسماً :صباح الخير يا ولاد. 
الجميع :صباح الخير. 
شهد:امال فين حنين. 
زينه:وهى دى بتصحى بدرى. 
تاج:لا قولى هى بتصحى خالص. 
شهد:طب يالا ننزل نفطر ولما تصحى تبقى تفطر براحتها. 
تاج :وجورى وابيه مالك. 
يونس مبتسماً :لا دول عرسان هيفطروا لوحدهم. 
اكملوا السير نزولا الى طاوله الإفطار. حيث كانت هنيه تضع صحون الإفطار تفاحئوا جميعاً بذلك الضخم يجلس على الطاوله كأنه بيت والده يلتهم إحدى البيضات المسلوقه. 
اتسعت اعين الجميع وأولهم تاج. 
تحدث هو وهو مازال يلتهم ما على الطاوله:ايه يا جماعة اتاخرتوا على الفطار كده ليه... دى مواعيد بالذمه. 
يونس باستنكار:انت بتعمل ايه هنا يا ادهم. 
ادهم ببساطة قاتله:بفطر ياعمى. 
يونس:عمى؟!!... ومافطرتش فى بيتكوا ليه؟ 
ادهم ببساطة :ما ده بيتى ياعمى. 
حمزه بغيظ :بيتك ازاى يعنى. 
ادهم وهو يتذوق الفول:ماهو بيت مراتى يبقى بيتى... الفول ده ناقص لمون. 
تاج بغيظ:مرات مين... هو احنا مش خلصنا من الموال ده. 
يونس:اهدى يا تاج. 
حمزه بغيظ :تهدا ايه... ده خلص الاكل... افطر انا ايه دلوقتى. 
شهد وتاج بغيظ:هو ده اللي فارق معاك.. الاكل! 
حمزه :اه الاكل... اى حاجة تانيه فى الدنيا ممكن تتحل. 
قزف له حمزه قبله فى الهواء وهو يلك الطعام قائلاً :حبيبى يا ابو نسب والله.. سايبلك بيضتين اهو وطبق مربى. 
حمزه وهو يجلس الى جواره بجوع وشغف:تسلم... بس ماتقولش ابو نسب دى تانى...هات العيش من جنبك. 
يونس:بس انتو الاتنين... ادهم.. انت جاى ليه دلوقتي. 
ادهم :جاى أوصل المدام بتاعتى الدرس... اصل انا جنتل فى نفسى اووى.. اسيبها يعني تركب تاكسى ولا تطلب اوبر. 
حمزه وهو يلك الطعام بشراهه:الراجل ده بيقول الصح.. هات الخيار بقا. 
شهد :الواد ده اكيد مش ابنى. 
حمزه:18سنه وانتى بتتبرى منى... طب والله العظيم ابنك. 
تاج بصراخ :انتو فى ايه ولا فى ايه... مدام مين الى بيتكلم عنها... مش قولتوا الجوازه باطله وكأن مافيش حاجة حصلت. 
ادهم :نعععععععم..  أنا كاتب كتاب.. ده أنا اروح فيكوا فى داهية. 
يونس:ادهم.. أظن انك مش عيل صغير وفهمت كل الكلام اللي قولناه.. هى لاوفقت ولا مضت. 
ادهم ببساطة :بس انت وليها وجوزتهالى وحصل إشهار.. وكل الناس دلوقتي بقت عارفة إنها مراتى. 
يونس :انهى ناس.. الناس ماشفتهاش وهى بتمضى واكيد عرفوا إنها وافقت. 
ادهم بمكر:هو حضرتك بس ما اخدتش بالك يا يونس بيه ياتعلب... انا اخدتها قدام الكل ولبستها الدبله زيى زى زين وحنين اختى وزى زينه وكريم وزى جورى ومالك.. حتى كمان انا لبستها الدبله فى الشمال...صح يا تاجى. 
نظر الكل إلى يدها وجدها بالفعل ترتديها في يدها اليسرى. ابتسم بخبث قائلاً :شوفتوا... يعنى دلوقتي قدام الكل هى مراتى وانا جوزها.. ماحدش شاف الرفض الى حصل مابينا جوا... اقعدوا بقا يالا نفطر كلنا زى اى عيله لطيفه كده. 
شهد بزهول :يعني ايه الكلام ده يا يونس. 
يونس بغضب:يعني البيه وقف حال بنتك.. الكل دلوقتي فاكرها مراته. 
تاج بغضب:حتى لو.. مش مهم... بنات كتير بتطلق عادى. 
ادهم:هو انا لحقت اتجوزك عشان اطلقك. 
يونس:بس انا يونس العامرى.. لو عايز أطلق بنتى هطلقها...ولا طلاق ايه هى اصلا مش متجوزاك رسمى عشان نطلب طلاق. 
شهد :ولا حتى شرعى. 
ادهم ببساطة :لا شرعى ولا قانونى بس قدام الناس متجوزانى..صمت قليلاً وقال ببعض الهدوء والحزن:عمى... ممكن اتكلم مع حضرتك لوحدنا دقايق. 
يونس :ماشى.. اتفضل.. أما نشوف اخرتها. 
اغلق المكتب من الداخل عليهم فقال ادهم :حضرتك مش موافق على جوازى من تاجى ليه. 
يونس بغضب:يابنى اختشى واتلم.. احترم حتى انك قاعد قدام ابوها.. فى وشى كدا بتقول تاجى من غير خشا ولا حيا. 
ادهم :بعض ما عندكم يا يونس بيه.. ولا تحب افكرك... انا سمعت عن قصة حبك لمامة تاج.. متأكد انك اكتر حد ممكن يتفهم موقفى.. لاكتر من سبب.. احنا ظروف حبنا شبه بعض.. فرق السن والرفض ونفس درجة الجنون في الحب... اكيد هتحط نفسك مكانى وهتبقى عايز تدينى فرصة. 
تنهد يونس بقوه قائلاً :عارف وفاهم... وعارف يعني ايه راجل ناضج طول بعرض يحب.. بيبقى زى الطفل اليتيم اللي لاقى امه... بس المره دى الموضوع مختلف.. دى بنتى.. مهما عشت مأساة فى حبى مش هعوضك ولا اديك فرصة على حساب بنتى. 
ادهم بلهفه:انا كل اللي طالبه بس ان اخد الاذن من حضرتك انى ابقى شبه مسؤل عنها.. اوديها.. اجيبها.. امنع حد يعاكسها او يضايقها.. والله والله ممنوع اللمس او انى اقرب منها... انا عارف كل الى داير فى بالك.. والله ما هقرب منها.. بس على الأقل اخد فرصتى انى اقنعها بيا.. مش يمكن ييجى اليوم الى تقبل بيا زوج وتوافق وتمضى. 
يونس بزهول:تمضى على ايه. 
ادهم :عقود الجواز. 
يونس:هما فين دول. 
اخرجهم ادهم من بذلته مما ازهل يونس:انت شايلهم معاك فى جيبك. 
ادهم:باخدهم معايا منين ما اروح.. وكلى امل انها نوافق. 
نظر له لا يعرف بما يجيب من حالته الميؤس منها.. وصل لأقصى درجات العشق.. فالعاشق فقط من يشعر بالعشاق مثله. 
_______________
تجلس وهى تهز قدميها بغضب وزينه تناظر حمزه باعين متسعه فقد التهم معظم الطعام وحده. 
تحدثت بزهول :تاج.. كان عندك حق.. ده بلع تلت اربع الاكل لوحده. 
حمزه:قل أعوذ برب الفلق. 
زينه:هحسد ايه بلا نيله.. الا ما باين عليك. 
حمزه:مادى أحسن حاجة. 
تذكر موعد درس لينا فقفز سريعا قائلا :عندى مشوار مهم.. سلام انا. 
لم يجيب عليه أحد فغادر وهو يفكر بأمر تلك العنيده التى احبها.. يعلم أنه سيتعب معها كثيراً. 
دقائق وخرج يونس من غرفة مكتبه ومعه ادهم الذى ينبض وجهه بالفرحة فقد وافق يونس على إعطاءه فرصه بعد أن اخذ منه وعد بعدم المساس او الاقتراب من ابنته. ووعد الحر دين عليه. 
كان ذلك تزامنا مع هبوط حنين التى مازالت ناعسة العينين تتعثر على الدرج وهى تفرك عينيها من النعاس. 
زينه:وأخيراً صحيت الاميره حنين. 
حنين بكسل ونعاس:هممممم.. صباح الخير.. ده زينوو الى صحانى. 
زينه:يعني لولا تليفون حاظابط ماكنتيش صحيتى.
حنين بحب ونعاس:اممممم.. حاظابط قلبى. 
تاج بغيظ :عليا النعمة ماعندكوا دم. 
حنين:ايه ده... ادهم.. بتعمل ايه هنا. 
ادهم:هو انتى ازاى تباتى برا البيت.. ومن امتى اصلا. 
حنين بذعر:دى اول مره والله...وبابا وافق عشان فرحانين كلنا وكده. 
ادهم:ماشى.. بس دى آخر مرة سامعه. 
حنين:حاضر. 
زينه وهى تميل على تاج :والنبى حمش. 
زمت تاج شفتيها وقالت:اه.. اوى.. بس برضه لأ. 
ادهم :تاجى يالا عشان اوصلك. 
نطرت الى والدها الذى قال:بصى يا تاج بابا... انا اديت ادهم فرصة انه يجيبك ويوديكى يمكن يحصل قبول من ناحيتك.. ولو ماحصلش خلاص هو هيبعد من نفسة... ياستى اعتبريه سواق عندك. 
ادهم باعتراض :ايه سواق دى. 
يونس:والله ده إلى عندنا.. ولا نفركش. 
ادهم بغيظ:ومالو... اتفلضى يا تاج هانم. 
تاج:اوكى.. وذهبت وهى لاول مرة لا تعلم هل هى رافضة ام موافقة.. جزء منها يريد الحاحه وتدليله... وجزء يرفض بشدة. 
نظرت زينه فى هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين. اعتذرت من الجميع وذهبت للإجابة على حبيبها الاشقر كريم وهى هائمه به بشده 
جلست حنين تتمسك بكوب النسكافيه وهى تغفوا على مقدمة السفره. فقد وعدت ضابط قلبها ان تستفيق وتحدثه.
إلى امامها كانت تجلس شهد التى ضربة مقدمه الطاوله بغيظ طفولى فشهقت حنين من الخضه :فى ايه يا طنط.
يونس:نامى انتى يا حبيبة عمو.
عاودت حنين وضع رأسها على يديها فوق الطاوله ونامت وشهد تتحدث بغيظ:هو ايه اللي حصل ده انا عايزه افهم.
يونس:لما تلاقى راجل طول بعرض بيتحايل عليكى تديله فرصه هتعملى ايه.. عمرنا ما هنلاقى حد يعشق بنتنا زى ادهم كده.. وانا واخد منه وعد.
تحدثت بغضب افزع تلك النائمه:بس برضه يايونس.
حنين بفزع:ايه يا جماعه فى ايه.
يونس:نامى تانى ياحنون. فعاوت النوم... فى ايه ياشهد.. اهدى.
قامت بفزع من جديد:ايه يا طنط.
شهد:مش انا.
حنين:اه ده فونى.ثم قامت بنشاط كبير وركضت للخارج تجيب.
شهد :فوقتى دلوقتي ياختى.
يونس :ها قولتى ايه.
شهد :ماشى يا يونس.. بس الموضوع ده مايطولش.. لو مافيش قبول من ناحية تاج يبقى خلاص.. دى بنت.. وليها سمعه.. كفاية فيديو كتب الكتاب.
يونس بعيظ وهو يرتشف قهوته:لعبها صح ابن الفيومى.
____________________
بغرفة مالك وجورى.
استيقظت على اشعة الشمس البسيطه. فتحت عينيها بارهاق وهى تتذكر احداث امس كلها.. تذكرت نفسها وهى بين ذراعيه.. حبه الواضح.. شغفه بها وجنونه.. كيف عاملها بمنتهى اللطافه.. كلمات الحب التي كان يصف حبه بها.. غزله لجسدها الجميل ووقاحته فى بعض الأحيان.. تحبه ولكن لابد من تأديبه على فترة عيابه عنها.
خرج من المرحاض مبتسما بحب وهو يرى وردته قد استيقظت.
مالك بحب :صباحية مباركه يامدام مالك.
ابتلعت ريقها بصعوبه تحاول مدارة تلك الفرحه الشديدة.. وفرحتها بذلك اللقب الجميل.
تحدثت وهى تحاول التظاهر بالعبوث:صباح الخير.. بس هو انت لسه فاكر فى مصر عندنا بيقولو ايه فى الصباحيه.
مالك بحب:اكيد فاكر يا روحى.
جورى بحزن:اممم..بس ده انت بقالك 11سنه برا مصر.
مالك :بس مشيت من هنا وانا كبير.
جورى :اه صح كنت كبير وفاهم وعارف. وبعدت بمزاجك.
فهم عليها وقال:جورى.. انا بحبك من واحنا لسه عيال.
جورى:ياااااه... لسه فاكر تقولى كده.
. مالك :عارف انى غلطان.. وشخصيتى فيها حاجات كتير غلط.. جوايا الشئ ونقيضه.. بس والله العظيم بحبك.
جورى:جاى دلوقتي تقولى بحبك.. كنت فين طول 11 سنه. مافكرتش كام مره تعبت وانت ماسالتش.. كام مره وقعت فى مشكله.. كم مره احتاجتك وماكنتش موجود.. كنت انت فين.... سهران مع بنات لندن.. ودلوقتى جاى تقولى بحبك.. لكن الى مزعلنى فى كل ده عارف ايه.. انا.. وقلبى.. وجسمى.. انا قدامك بضعف.. قلبى بحسه ليك.. وجسمى بينفذ كل اوامرك. ليه.. ليه ده بيحصل معايا.
مالك بفرح فما قالته اجمل من أجمل اعتراف:يعني بتحبينى.
جورى :ايه ده... ايه الغرور ده.. ده الى سمعته من كلامى.. ده الى همك بس. وانا.. مافكرتش فيا.. سبتنى لوحدي.. بتحبنى فين.. وعملت ايه للحب ده.
مالك وهو يحاول تهدئتها:حسبت حاجات كتير غلط... ماكنتش فاهم انك ساكته عشان صغيره.. فى حاجات حصلت بين امى وابويا وامك انتى كنتى صغيره مافهمتيهاش ولا شوفتيها.
جورى برفض:ولا حتى عايزه اعرف.. وكون انى بقيت مراتك فده لان قلبى وجسمى خانونى قدامك زى كل مره.. ولعلمك سفر معاك انا مش هسافر.
تركته وذهبت لغرفة الملابس وهو متسع العين.. كيف علمت بكل مخططاته.
خرجت بعد ان ارتدت ثيابها فقال :عرفتى منين.
جورى:عرفت من مكان ماعرفت مش هيفرق كتير.
مالك :رايحه فين.
جورى:هنزل الجنينة اشم هوا واشوف ماما.. صحيح مانت جوزى بقا ولازم استأذنك واعرفك.
خرجت بعد ان صفقت الباب خلفها بعنف. وضع يديه على وجهه. فما فعله طوال سنوات البعد سيتوالى عليه الآن.
_________________
فى احد الأحياء الشعبية
خرجت لينا من منزلها المتواضع جدا. وجدت بعض فتيات الحى من نفس عمرها يقفون فى شرفات منزلهم بغنج ودلال ينظرون لذلك الوسيم وسيارته الفارهة.
غيره غبيه اجتاحتها فذهبت له بغضب وقالت:انت ايه اللي موقفك كده فى نص الشارع.
حمزه :مستنى الست هانم عشان تخلص لبس.. درسك بدأ من 10دقايق كنتى فين.. نظر بتقييم لما ترتديه وقال :الله الله.. عشان كده السنيورة متأخرة.. ايه اللي انتى لبساه ده بقا.. اتفضلى اطلعى شيلى الى على خلقتك ده وغيرى الزفت ده.
لينا بعناد مهزوز وضعيف:اكيد يعني مش هسمع كلامك.
حمزه بغضب:والله العظيم مانتى متحركة خطوه باللى عملاه في نفسك ده.
لينا:الدرس بدأ.
حمزه بسخرية :والله.. دلوقتي بس افتكرتى ان الدرس بدأ.. يالا.
هدر بعنف وغضب فتحركت قليلاً ثم عادت بغيره وهى ترى  إحدى الفتيات تغمز له بعبث. قبضت على يده وسحبته معها بقوه وقالت :تعالى استنى فوق.
حمزه:ازاى يا مجنونه.
لينا:النهاردة اجازة وبابا فوق... ولا انت فرحان بالغمز واللمز والى تحت.
ابتسم بعبث وهو يرى بداية حبها وهى الغيره.
_____________
مرت ثلاثة أشهر وجورى تذيق مالك العذاب.. يوم تقترب ويومين تبتعد. بداخله الكثير من الحديث ولكنه لا يستطيع البوح لها. عذبته كثيراً بل ولوعته . كذلك ادهم.
ادهم ذاااق الامرين على يد تاجه.. الى الآن هو عاجز عن عد عدد الشباب الذين قام بضربهم بسببها.. ماهذا.. حيثما تواجدت يظهر لها معجب.. هل يترك عمله ويتفرغ لضرب معحبى حبيبته.
يحمل معه اوراق زواجهم وكل يوم يعرضه عليها وترفض.
اما حنين وزين فعشقهم منتهى الجنون والشغف.
كريم وزينه قرروا تقديم موعد زفافهم.. فهم متوافقين الى درجه كبيره فلما الصبر إذا.
ذهبت اليه فى مكتبه مبتسمه فاخيرا استقرت على شكل فستان زفافها.. وجدت تلك الشقراء زميلته في العمل تقترب منه مصطنعه انها تعرض عليه شئ ما فى العمل ولكنها فى الحقيقة تعرض عليه أشياء أخرى.
غض كريم بصره يعلم تلك الحركات جيدا ولكنه ليس هو ذلك الشخص ابدا.
تلاشت ابتسامة زينه وهى ترى ذلك الوضع.. خرجت سريعاً وهى تبكى بقوه. ولم تجيب على اى نداء من نداءات حبيبها.
اقتربت من الخروج من باب البنك. جذب ذراعها بغضب وقال :مش بنده عليكى.
زينه بدموع :قولت اسيبك مع الست هانم الشقرا.
 كريم بغضب :ولما انتى شوفتيها بتعمل كده ماجتيش ليه طالبتى بحقك فيا ومشتيها.. تشوفى كده وتمشى تعيطى بدل ما تبعديها وتقوليلها ده خطيبى وحبيبي... فين شخصيتك وفين غيرتك.. انا لو شفت حد مقرب منك هاكله بسنانى وهدافع عن حقى فيكى.. مش همشى اعيط وبس.
زينه بدموع:خوفت.. قولت اكيد عجباك.
تنهد بهدوء...لديه علم بأن حبيبته لاتثق بنفسها بالقدر الكافى وهذا الشئ الوحيد الذي يزعجه بها ويريد تغييره.
تقدم منها ومسح دموعها قائلا :البنت دى قدامى من زمان وغيرها وزيها... بس انا حبيت واحدة تانية خالص... حبيت زينه.. عشقت ملامحها... بشرتها الخامرى.. عيونها الواسعة... رموشها الطويلة.. بساطه لبسها.. عقلها الناضج.. حنان قلبها.. جمال روحها.. شطارتها فى شغلها... انا بعشق التركيبة دى.. ولا شقرا ولا بيضا تلفت نظرى.. انا بعشق الملامح دى... وبعد كدة لما يحصل حاجة زى دى هى الى تجرى وتخاف لأنها بتعمل حاجة مش من حقها لكن انتى الى تفضلى بعين قويه لان ده حقك انتى فاهمة.
ابتسمت بحب وقالت:انا بحبك اوى يا كريم.
لمس يدها بيده وقال:وانا كمان ياروح كريم... يالا نطلع نعزمها على فرحنا.
اماءت له وهى تأخد نفس طوبل بثقه كبيرة ورأس شامخ.. فحبيبها ومن سيصبح زوجها هو من يشد من ازرها ويقويها وهذا هو قمة الحب.
_______________
يجلس على طرف الفراش بغضب كبير... منذ يوم زفافهم وليلتهم معا لم تسمح له بالاقتراب منها ابدا.. تقترب احيانا وتبتعد كثيرا ولكن علاقته بها كزوج وزجه ممنوع من ناحيتها تماماً. يعشقها.. ادمنها.. أخطأ نعم.. ولكنه تربى على يدها جيدا.. ضاق صدره كثيرا.. سيتحدث معها بكل ما يعتمر صدره ربما يستريح.
دلفت للداخل بعد انتهاء الغداء الذى لم يحضره.
لم تنظر له رغم اشتياقها. فخيانة جسدها لها تلك الليلة احزنتها كثيرا. لم يكن عليها ان تصبح زوجته بكل تلك السهولة كان يجب عليها تأديبه.. لا تعلم تلك الوردة الحمراء ان مالكها تأدب بما فيه الكفاية بعد ولوع واشتياق.
تقدم منها بثبات وقال:بقا فى بنت فى سنك ترفض العيشة في لندن.. هناك احسن من هنا 100 مره.. بلد نضيفه وناس نضيفه.. نقعد هنا ليه.
جورى :مين قالك إنها احسن من هنا.. واه رافضة اسافر.. جنة من غير ناس ماتنداس.. انا جامعتي هنا.. اهلى صحابى.. الأماكن الى بخرج فيها.. بحب الناس اللي هنا.. ولا عايزنى اسافر للناس اللي خلوك شبههم في كل حاجه.
تحدث بغضب :شبههم إزاى يعني.
جورى :بقيت بارد زيهم.. حياتك شغل في شغل.. هى دى العيشه ودى الناس اللي انت حببها.. مش كفاية سبتنى 11سنه من غير ما تسأل عني.. لأ وكمان راجع تتجوزنى وتاخدنى وتمشى.. عايز تقلعنى من جدورى وتزرعنى فى ارض بارده ولا حواليا ناس ولا صحاب.
تقدمت بثبات وعيونها داخل عيونه وهو يعود للخلف:عارف يا مالك.. انا بحبك.. بس مش مسمحاك... وعيشتك مش عجبانى.
اتسعت عينيه بزهول قائلا :بجد... بجد بتحبينى يا جورى.
لم تجيب هى واعطته ظهرها. استدار لها بلهفه ممسكا يدها وقال :بتحبينى... انتى قولتى كده.. انا متأكد... جورى... والله كنت ملخبط.. كان غصب عنى.. بس كل اخبارك كانت بتوصلنى... اى مشكلة وقعتى فيها وبابا ماعرفش بيها عشان المشاكل انا بتليفون منى كنت بحلها... انا كنت دايما معاكى وحواليكى.. بس.. بس كنت برفض اشوف اى صورة ليكى.. كنت عارف.. لأ متأكد.. لو شوفت خيالك في اى صورة هرجع على اول طيارة.. هرجع للى هربت منه.. انا عيشت ايام صعبه اوى قبل ما اقرر اسافر. يمكن كنتى صغيره مش فاهمة ولا واخده بالك.. بس. انا امى اتخلت عنى وقدامي.
اخد يقص عليها كل ماحدث وهى ذات 3سنوات لا تعى شئ وهى تستمع متسعه العين لا تستوعب ما عاشه وحده وما عاناه.
القى من على كتفيه هموم سنوات ثقال.. باح لها بكل شئ.. وكل أخطائه.. كل ماحدث في 11سنه.
كان باحضانها طفل صغير تهدهده أمة.. بعد وصلة حديثه واعترافاته.. بعد ان تعرى ذاتيا امامها من كل شئ.. يشعر وكأنه بلا هموم... بلا أخطاء.. حضن جوربته وهو فقط.. هذا هو عالمه.
قبلته على جبهته بحب وهى تضمه اليها كطفلها. نعم.. نعم قد سامحته وستبدأ معه من جديد.
تنهد براحه كبيرة داخل احضانها وقال:بحبك اوى يا جورى.
جورى:وانا كمان بحبك اوى اوى يا مالك.
اعتدل نص جلسة قائلاً :بجد.
إعادته لاحضانها تمسح على شعره الأسود قائله بحب وراحه:بجد... بس مافيش سفر.
مالك :حاضر... مافيش سفر.. هشوف اى حد بثق فيه يمسك مكانى هناك.
اعتدل مجددا وقال برغبة :وحشتينى اوى... هو انا ماوحشتكيش.
قالها بتساؤل كمن ينتظر الأذن بالاقتراب. وجاءه الرد وهى تومئ بخجل. قبل أن يأخذها معه فى محيط عشقه ومشاعره. وأخيرا سيصبح مالك وحورى معا.
________________
خرجت تاج من سنتر الدروس فى يوم ممطر جدا.
وجدته يجلس بسيارته ينتظرها كعادته منذ شهور.. لا يكل ولا يمل منها.. فى كل يوم يطلب توقيعها على عقد الزواج دون اى ملل وهى دائما ما ترفض.
استقبلها مبتسما وقال :قولتلك هتمطر هاتى بالطو ماسمعتيش الكلام.
تاج :ماكنتش متوقعه خالص بصراحه.. الجو كان حلو اول اليوم.
. خلع عنه معطفه الثقيل واقترب منها بعد أن جلست لجواره وأغلقت الباب وقال:شغلتلك الدفايه.. كنت عارف ان بنوتى هتيجى سقعانه.
ابتسمت له فهو دائما ما يشغل تفكيره بها هى فقط.. طوال الشهور المنصرمه وهو معتدل حمزه ينقل لها كل حركاته.. يومه للعمل ولها فقط. استفاقت على تلامسهم وهو يضع عليها معطفه واقترابه الخطير منها.
عطرها الذيذ اذهب عقله وتلامسه البسيط دمره داخليا.. وشفتيها تغويه.. بلا اى عقل اقترب منها وقبل شفتيها قبله سطحيه أطاحت به.. تذوق شفتيها مجددا بتمهل وحب تحت قطرات المطر التى توقفت على زجاج السياره تمنع الرؤيه.
حاول السيطره على حاله فهو لايريد اخافتها. ولكن تلك القبله اثبتت له شئ مهم... تلك الصغيره أصبحت ماءه وهواءه. لن يستطيع الابتعاد ولو أراد هو ذلك.
اما هى فكانت متسعه العين.. هل سمحت له بالاقتراب.. هل اخد اول قبلاتها.. هل شعرت بسعادة من قبلته.
سكوتها أنار له عتمه طريقه.. شعر أن هناك امل.
ارتبكت كثيرا وشعرت بالحرج.. فاشعل راديو السياره لكى يشغلها ويخفف من ارتباكها.
استعت للمذيع وهو يتحدث أنهم بشهر فبراير الذى قارب على الانتهاء وهو شهر الوقوع في الحب وسؤال الحلقه هل وقعت ام لا. مع تردد سؤال المذيع كانت تسأل حالها هل وقعت بالفعل. ولكن للأسف تهربت من الاجابه.
_____________
دلفت حنين للداخل وهى تتابط ذراع زين تبتسم بحب وسعادة فاليوم زفاف زينه صديقتها.. كان الحفل فى أفخم قاعات القاهرة وزينه ملكه فى فستان زفافها.. أما ذلك الاشقر فحدث ولا حرج.
تقدمت إحدى الفتيات من زين تصافحه. وحنين تشتعل غيظا. لاحظ هو ذلك وقدمها قائلا بحب وفخر :ودى حنين.. حبيبتي وخطيبتى.
ابتسمت بحب وثقه نابعة منه هو. كم تعشق هذا الزين.
بينما مالك يحتضن وردته الحمراء بتملك شديد ووالده يناظره بسعادة فاخيرا قد ارتاح بال ابنة الذى عانا نفسيا لمدة سنوات.
بينما ادهم يجلس يحتسى الكحول بغضب ويأس. شهور مرت وهو يحاول ولا فائدة معها.. وهاهى تجلس مع بعض اقاربها وأصدقائها تمزح وتبتسم لا يعلم أنها تنظر له كل ثانية تراقبه بشدة ولا تعلم السبب ولا تسألها حتى.. هى حقاً لا تعلم.
كذلك حضرت لينا بكل طاعة مع حمزه بعد ان ارتدت الحجاب أخيراً.. يبدو أنه مسيطر موالده.. هذا الشبل من ذاك اليونس.
انتهى حفل الزفاف وعاد كل الى منزله.
إلا ادهم.. انتصف الليل وهو مازال يقود بلا هدف يحتسى الكحول الذى قد سبق وانقطع عنه من أجلها كما انقطع عن كل ما كان يفعله.
توقف بسيارته داخل فيلا العامرى وهبط منها وهو يترنح ويصرخ باسم معذبته:تااااااج....ياتااااااااج....تاااااجى...ليه بتعملى فيا كده... يا تااااااج.
خرج الجميع بفزع يرون ماذا يحدث. وجدوا ادهم بحالة مزريه وتبدوا عليه علامات السكر.
ذهب اليه مالك بلهفه صديق:مالك ياصاحبي.. ايه اللي عمل فيك كده.
ادهم بسكر ويأس :اختك.. حبيبتي.. اختك الى عملت فى ادهم الفيومى كده.. هى ليه مش بتحبنى.. انا.. انا بحبها اوى. بحبها اوى يا مالك... طب.. طب اتوسطلى عندها.. انا.. يا تاااااااج.
خرجت أخيراً وهى لا تصدق ما يحدث. وقفت مزهوله لا تستطيع الكلام.
تقدم لها وهو يترنح وقال بلسان ثقيل:بتعملى فيا كده ليه... انا بحبك اووى.. طب طب بصى.. اسالى ماما.. ماهى.. مهاميهو صاحبتك.. هتقولك اتعلم الأدب.. و. ووملمستش اى واحدة من يوم ماشوفتك.. ليه بتعذبينى.. انا عارف انى غلط كتير.. وربنا بيعاقبنى بيكى... بس توبت والله.. ربنا بيقبل التوبة.. ماتسبينيش غرقان كده.
تقدم يونس منه وقال:اهدى يابنى.. اهدى مش كده.
شهد باشفاق:خده يا مالك روحه بيته.
تقدم منه مالك وحاول إسناده بينما هو يهزى فقط باسمها.
كان سيغادر مع مالك ولكن نداء جنيته اوقفه.
تقدمت منه وقالت له :العقود معاك.
اتسعت عينيه وقال بلسان ثقيل:ها... اه.. اه معايا.
تاج :طب هاتهم.
اخرجهم سريعاً من جاكت بذلته واعطاه لها.. جذبت القلم من معطفه وقامت بالتوقيع على كل العقود تحت صدمة الجميع.
تقدمت جورى منها قائله:تاااج.. انتى بتعملى ايه.
تاج:انا موافقه يا جورى.. موافقة يا ادهم.
احتضنها بشوق وعدم تصديق. ففصل بينهم مالك وقال :ماتتلم يابنى احنا واقفين.
لم يجيب الاخر وانما كان مغيب.
أمر يونس مالك باخذه للبيت على ان يعود لهم في الصباح.
_____________
فى صباح يوم جديد
استيقظ بفزع وهو يستوعب ماحدث.. اخرج الأوراق من بذلته وجد توقيعها عليها وعلم انه لم يكن حلماً. اول ما قام به هو الذهاب للشهر العقارى وتوثيق العقود به.. فهو لا يضمن جنون جنيته.
بعدها ذهب الى يونس واتفق معه على الزواج بعد الثانوية العامة مع حنين وزين.. ان تتم تاج دراستها التى تريدها.
وافق بصعوبة على الانتظار حتى انتهاء امتحانات هذا العام وذلك من أجل جنيته أيضاً.
__________________
مرت الأشهر ببطء على ذلك العاشق وهاهو الان يقف اسفل الدرج باهم قاعات القاهرة ينتظر جنيته.. وكانت فعلاً جنيه فى فستان الزفاف الذى رسم منحنياتها ببراعه وهى للان لم ترتدى الحجاب ولكنه لا يريد إجبارها على شئ.
دقائق وهبطت حنين متابطه يد والدها عز وزين يقف ينتظرها.. ينتظر حب طفولته وشبابه.
وجورى تقف ببطنها المنتفخه قليلاً الى جانب زينه بنفس الانتفاخ ينظرون الى صديقاتهم بفرحة وسعادة. ثوانى وانضم لهم ازواجهم يحتضونهم بحب.
وقف حمزه بعضب قائلاً :وانا قولت فى اجازه نص السنه يعني فى اجازه نص السنه.
لينا بغضب :انا فى هندسة.. يعنى مش لعبه ومابصدق الاجازه تيجى.. خلينا اخى السنه.
حمزه باصرار :قولتلك ادخلى معايا تجارة انجلش رفضتى وانا مارضتش أغضب عليكى فى الموضوع ده بالذات لأن دى دراستك.. لكن خطوبتنا هتكون في اجازة نص السنه.
حاولت الاعتراض فقال بحسم:انتهى.. انا رايح اعرف ابويا وابوكى.
ذهب من امامها وهى تتمتتم :أوامر اوامر... بس عسل وهو بيؤمر وينهى كده.. قمر ابن الجزمه.
____________
مرت الأشهر وهاهو حفل خطوبه حمزه وعنيدته لينا. علاقتهم هو المسيطر الوحيد فيها ولا وجود لفارق العمر.
يقف والد لينا وهو يسمح دموعه من الفرحه.. طبطب عليه يونس قائلاً :ربنا يديك الصحة وتفرح بولادها.
سامر بتمنى:يارب.
ثوانى وارتفع الصراخ.. من.. من.
ماذا جورى تلد.
حمزه :بقا انتى مستنيه تسع شهور وجايه تولدى النهاردة.
جورى بصراخ :سكت الحيوان ده يامالك.
مالك:طب.. طب تعالى يالا.. يالا على المستشفى.
جورى برفض:لا تضربه الاول.
حمزه :انتى فى ايه ولا فى ايه.
لينا بخوف:هو هيضربك بجد ولا ايه.
حمزه :يضرب مين يابت خطيبك جامد.
صرخت من جديد فركض مالك بها الى المشفى والجميع خلفه.
وبعد ساعات كان شهد فى عراك مع شهد من سيحمله اولا.
مالك :انا الى ابوه... انا الى هشيله.. اوعو كده..
يونس:هتسميه ايه يا جورى.
جورى:يونس.. نسميه يونس.
ابتسم لها بحب وقال:بس يمكن ابوه ما يوافقش.
مالك:وانا هلاقى اسم احلى من كده... خلاص اسمه يونس مالك يونس العامرى.
بعد مرور اسبوعين
فى حفل بسيط للمولود.
وقفت زينه وقد اقتربت ولادتها بجانب كريم يحتضنها بحب.
بجانب اخر. زين وحنين الحامل بشهرها الثالث.
حمزه لجوار عنيدته لينا التى نجح في ترويضها. 
ادهم وهو يحيط كتف جنيته التى تخبئ له خبر حملها تريد جعله مفاجأة.
كذلك حضر رامز وكيرا مه ابنهم نور فقد دعاه زين بعد أن علم بصلاح حاله هو وكيرا السعيده جدا بتلك السفره التى بدلت حياتها للأفضل.
وبعيدا عنهم يجلس عز لجوار ماهى وهو يوصيها بعدم الاندماج الليله مع تاج فيكى كوارثهم التى زادت من بعد ان انتقلت تاج للعيش معهم وماهى حقا تجاهد على عدم الذهاب لها الآن فعلاً يكفى كوارث لا تعلم ماذا تفعل بها تاج.
كذلك ملك وطارق يجلسون بهدوء يتابعون مايحدث.
وقف يونس بجانب حبيبته وقبل يدها قائلاً :مبروك علينا يا حبيبتي.
شهد:مش مصدقة بجد.. انت مش متخيل انا اد ايه مبسوطه.. ربنا يخليهم لينا.. ويخليك ليهم وليا.
قبل يونس جبينها قائلاً :ويخليكى ليا يا شهد حياتي.
تمت بحمدلله

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات